روايه اجنبية بقبضة صعيدي الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر بقلم نور زيزو
الحلقة 16
الحلقة 17
الحلقة 18
روايه اجنبية بقبضة صعيدي بقلم نور زيزو
.
رواية / اجنبية بقبضة صعيدي
بقلم/ نور زيزو
علقوا هنا ب 10 ملصقات
🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔵🔵
اجنبية بقبضة صعيدي الحلقة 16
.
رواية أجنبية بقبضة صعيدي الحلقة السادسة عشر
نزل”مازن” من غرفته صباحًا مُستعدًا للذهاب إلى العمل لكن استوقف قدميه صوت “تحية” من الخلف تناديه:-
-مازن
ألتف إليها بضيق وهو يعلم جيدًا سبب رغبتها فى الحديث لتقول:-
-تعالي عايز أتكلم وياك يا مازن
سار نحوه غاضبًا من “فريدة” وأفعالها العنيدة ثم جلس جوارها على الأريكة وقال بضيق:-
-أتكلمى يا خالة بس خلي بالك أنا مهيغرش رأي
نظرت إليه ببسمة خافتة ثم قالت:-
-أنا مجولتش تغير رأيك، أنا خابرة زين أن بنتي غلطانة والغلط راكبها من مشط رجلها لرأسها، بس ينفع أول ما تغلط أكدة تخيرها بينك وبين اأى حاجة فى الدنيا مهما كانت أيه، يا ولدى دا أنت عنديها متتجارنش بالكون كلته
تحدث “مازن” بضيق شديد قائلًا:-
-لو صحيح أنا عنديها كيف ما بتجولي ماكنتش راحت تأخد أذن عاصم وأنا ولا أكنى موجود، دا أنت كتبت عليها وبجيت جوزها
ربتت “تحية” بلطف على كتفه وقالت:-
-عيلة يا مازن ولسه متعودتش على أنك جوزها، راحت لعاصم لأنها متعودة أنه ولي أمرها من وهى فى اللفة، وغلاوتي عندك يا مازن عديها المرة دى وأنا بوعدك أجعد وياها وتكون أخر مرة ، خلي بالك أنا مسكتلهاش والله
تنحنح بضيق صامتًا يفكر فى حديثها ثم قال:-
-ماشي يا خالة عشان خاطرك بس وغلاوتك عندي، أنا هروح شغلي
تبسمت “تحية” بحماس وهى تقف من مكانها وتقول:-
-لا أبدًا ما تطلع من البيت وأنت زعل أكدة ….. فريدة يا فريدة
جاءت “فريدة” من الغرفة المجاورة تنظر للأرض بحرج منه لتبتسم “تحية” بسعادة وقالت:-
-راضي جوزك يا بنتى وحسك عينك تزعليه مرة تانية
غادرت “تحية” تتركهم وحدهما لينظر “مازن” إليها وقال بخفوت:-
-بتجولك مرة تانية، متعرفش أنك مبتعمليش حاجة غير أنك تزعلينى
رفعت رأسها ترمقه بعينيها ثم قالت بتذمر:-
-متزيطش فيها يا مازن
نظر حوله بغزل ثم نظر إليها بوجه حاد وقال:-
-طب أيه مهتصالحنيش
نظرت إليه بضيق وهو يدير وجهه إليه لتضرب ذراعه بخجل شديد وتقول:-
-أتلم يا مازن
رفع حاجبه إليها غاضبًا ثم قال:-
-وربنا ما هتصالح إلا لما أخد واحدة، دا انا كاتب كتاب وربنا أفضحوك
قهقهت ضاحكًا على تذمره لينظر إلى بسمتها وهو يضع يده على قلبه ويقول بعفوية:-
-يا خراشي، ما تيجي أجولك كلمة كدة سرًا
ضحكت بعفوية عليه ثم قالت بلطف:-
-بطل بقي، متزعلش أنت عارف زين أنى مجدرش على زعلك
هز رأسه إليها بنعم ثم نظر لهاتفه الذي يرن ولم يتوقف وقال بتعجل:-
-ماشي يا ست البنات، أنا همشي
ألتف وهو يستقبل الأتصال ويضع الهاتف على أذنيه لكن توقفت قدميها عن التقدم حينا مسكت “فريدة” ذراعه ليستدير لها وهو يقول:-
-متجلجش أنا …..
بترت حديثه عندما وضعت قبلة على وجنته وقالت:-
-متزعلش
نظر إليها مُصدومة ولسانه توقف عن الحديث فتبسمت “فريدة” بعفوية عليه وقالت:-
-طلعت بوء بس وجلبك ضعيف
أغلق الخط لتركض للأعلي بعفوية وهو يناديها من الأسفل:-
-خدي يا بت هنا
وقفت بالأعلي تغيظه وتخرج لسانها إليه ثم قالت:-
-بعينك يا مازن
ضحك “مازن عليها بعفوية وقلبه يكاد يتوقف عن الرقص عاشقًا وصارخًا بعشقه يبوح به ويضخه بين أوردته، غادر “مازن” المنزل وبسمته لم تفارق وجهه بعد أن كان سيغادر تعيسًا من خصامهما……
___________________________
أستئذان “أمير” منهم ليذهب إلى المرحاض لتكن فرصة “عمران” وتسنح له بتنفيذ مخططه خصيصًا بعد معرفته بخطط “حلا” و “رقية” بعد الجامعة، ذهبوا معًا إلى محل ملابس نسائيًا وبدأت “حلا” تختار مع صديقها بعض الملابس الخاص لأجلها وفعلت “رقية” المثل بما أنها على وشك الزواج كونها مخطوبة لأحد أفراد العائلة جبرًا لتقول:-
-والله شجعتينى يا حلا أتجوز ابن عمتى حتى لو مبحبوش يمكن أحبه فى الأخر زيك
تبسمت “حلا” بعفوية وهى تعطي البطاقة البنكية للبائعة وتقول:-
-أكيد طبعًا أتمنى تلاقي الحب يا رقية لأنك بتستاهلي
خرجوا الأثنين معًا وذهبت “رقية” مع أول ميكروباص مر من أمامها وكان “عمران” يراقبهما بعيدًا ويفكر كيف يتقرب منهن لكن بعد رحيل “رقية” كانت الفرصة الأنسب له التى لن تكرر نهائيًا، قاد سيارته إلى حيث “حلا” ثم توقف أمامها ليقول:-
-على فين يا حلا؟
أجابته بضيق من ظهوره أمامها قائلة:-
-مروحة
أشار إليها بأن تصعد فهزت رأسها بلا وهى تحاول الأتصال بـ “حمدى” لكن هاتفه كان مشغولًا فتبسم “عمران” وكأن حظه يساعده ليقول:-
-أركبي يا حلا هوصلك مش هأكلك
تأففت بضيق وهى تشعر بأنقباض قلبها ثم صعدت للسيارة ويا ليتها نصتت لقبضة قلبها وتردده أو تشبثت برفضها …..
___________________________
أعادت “هيام” الكتاب للمكتبة لتتركه مع الأمينة وهى تطلب منها ان تعطيه لـ “أدهم” حين يأتي ، غادرت وهى تعلم أن الأسبوع القادم ستبدأ إمتحانات الترم مُتمنية أن يحصل “أدهم” على الكتاب قبل توقف المحاضرات…
___________________________
أستيقظ “عاصم” صباحًا على صوت “حلا” وهى تجلس خلفه بالفراش وتتكأ على ذراعيه تقول:-
-عاصم هتتأخر أصحي
فرك عينيه بتعب وهو يستدير إليها لتتكأ بذراعيها على صدره وبدأت تداعب لحيته بأناملها الناعمة ثم قال:-
-صباح الخير يا حبيبي
تبسم وهو يأخذ نفسًا عميقًا ويتطلع بوجهها مُبتسمًا ثم قال:-
-صباحك ورد يا حلوتي
داعبت خصلات شعره بدلال ثم قالت:-
-الساعة 10 هتتأخر وبعدين تقول أن حلوتك السبب
ضحك بخفة وهو يقرص وجنتها بلطف وقال بجدية:-
-دا ميمنعش أنك السبب برضو
ضحكت “حلا” بخفة عليه وأعتدلت فى جلستها بدلال ثم قالت:-
-طب يلا يا أستاذ عشان ما تتأخر بجد، كمان أنا ورايا مذاكرة معقول أقعد أصحي فيك اليوم كله
هز رأسه بنعم وترجل من فراشه لتقول بجدية وهو يسير نحو المرحاض:-
-أنا مش هروح الجامعة النهار دا
دلف للمرحاض وهو يستمع لحديثها من الخارج ولم تكفي عن الحديث فى تفاصيل يومه بالأمس فى الجامعة حتى أنها أخبرته عن أختفاء “عمران” وتغيبه عن الجامعة مُنذ أكثر من أسبوعين، وهو لا يبالي ويلف عمامته جيدًا ثم ذهب للخارج لتركض “حلا” على الدرج بتعجل خلفه وهى تصرخ باسمه قائلة:-
-عاصم!!
ألتف محله ينظر إليها ليقول بخفوت:-
-براحة يا حلا هتوجعي
وقفت أمامه ببسمة مُشرقة تنير وجهها ثم قالت:-
-ما تخاف
أومأ إليها بنعم ثم قال بنبرة دافئة:-
-عايزة ايه؟ أنا ورايا شغلي، كفاية أنى متأخر بسببك
تبسمت بعفوية وعينيها ترمقه بأندهاش ثم قالت:-
-شوفت قولتلك هتقول أنى السبب ، بعد أذنك ما تتأخر، اليوم الخميس وأنا عايزة أتفرج وياك على فيلم
أومأ إليها بنعم ثم غادر المنزل بعد أن وضعت قبلة على وجنته بدلال فخرج مُبتسمًا، ألتفت “حلا” لتعود للدرج لكنها رأت “مُفيدة” جالسة على الأريكة فى الصالون وتحدق بها لتقول:-
-دلع بنات، أتحشمي هبابة والدلع المساخ دا يبجى فى أوضتكم مش جصاد الخلج
تنحنحت “حلا” بحرج من كلماتها ثم قالت:-
-أسفة لو ضايقك يا طنط بس عاصم مضايقش
وقفت “مُفيدة” من مكانها غاضبة من هذه الفتاة وما زالت لا تتقبل وجودها رغم مرور أكثر من 3 شهور على وجودها هنا وقالت:-
-قسمًا بربي أنا اللى حايشنى عنك أنك مرته، لكن جريب يطلجك ووجتها مهيمنعنيش عنك حد يا حلا
تبسمت “حلا” بغرور وهى تعقد ذراعيها امام صدرها بكبرياء وثقة من حبها وقالت:-
-مستحيل يا طنط، عاصم ما بيطلقنى أرتاحي ، أكرهنى زى ما تحبي لكن أنك تتدخلي فى حياتى لا ممنوع وما بسمح لك
غادرت “حلا” بضيق شديد من هذه المرأة التى تتجنب دومًا الحديث معها ورؤيتها ……
_____________________________
وصل “عاصم” على الشركة ودلف إلى مكتبه ليدخل السكرتير خلفه ويقدم له ظرفًا مُغلقًا وقال:-
-ساعى البريد جابه لحضرتك وجال محدش يفتحه غير جنابك
أخذه “عاصم” منه وأشار إليه بأن يرحل ليخرج السكرتير ثم فتح “عاصم” ليُصدم عندما رأى هذه الصور ووقف من مكانه بصدمة وهو يقلب فى الصور وعينيه لا تتحمل رؤية ما يراه ليتوقف قلبه غضبًا مما يراه وخرج من المكتب كالثور الهائج من محله مُتجهًا للمنزل وهو يتمنى ألا يراها هناك حتى لا يقتلها بيديه فى الحال، وصل للمنزل ودلف دون أن يغلق حتى باب سيارته وصرخ بأسمها بغضب شديد:-
-حلا
فزعت “تحية” من مكانها على صراخه ووجهه كان يوحي بكارثة، لم تراه من قبل بهذا الغضب أو الانفعال فعندما يطلق الرصاص على أحد يكون هادئًا كالتلج وباردًا لكن صراخه وهو يبحث عنها كالمجنون أنذرت “تحية” بالخوف وذعرت ، خرجت “حلا” من المطبخ مع “فريدة” وهى مُرتدية فستان طويل بكم وفضفاض وتقول:-
-عاصم جت بدرى
ألتف إلى حيث صوته وعندما رأها لم يتمالك غضبه ووجع قلبه فأسرع نحوها وهو يمسكها من شعرها بقوة لتفزع وهى تقول بأندهاش:-
-حصل أيه يا عاصم؟
وضع الصور أمام عينيها لتشهق بصدمة وفزع عندما رأت نفسها بحضن رجل أخر بقميص نومها فشل لسانها عن الحديث من صدمة ما تراه وفاقت من صدمتها سريعًا وهو يقول بغضب:-
-أيه دا؟ بتستغفلينى أنا
صفعته الأولى نزلت على وجهها لتصرخ بألم وهى لا تفهم الأمر ولا تستوعب الموقف ليأخذها من ذراعه بقوة بعد أن نزلت “مفيدة” من الأعلى مع “سارة” من صوت صراخها ليقول:-
-بتخونينى أنا ….
صفعها مرة أخرى لتجيبه ببكاء وجسدها ينتفض فزعًا من غضبه وعينيه التى تخبرها بأنه سيقتلها فى الحال:-
-لا أنا معملتش حاجة، دى مش أنا
صفعها مرة أخرى بقوة لتسقط أرضًا منه من قوة صفعته ويقول صارخًا:-
-دى أنتِ يا مدام بخلجاتي، أطلع أجيبهالك من فوج من دولابك
كانت ترتجف بصدمة وهى تراه يقترب ليكمل ضربًا بها فعادت زحفًا للخلف بخوف شديد منه وتقول بتلعثم وسط بكائها وشهقاتها التى تزداد:-
-مش أنا والله
مسكها من غرتها بقوة وهو يرفعها بشدة لتقف معه من الألم لينظر بعينيها ويشعر بنفضات قلبها وجسدها بين قبضته لترى دموعه التى لوثت عينيه وكأنها خذلته وكسرت قلبه للتو فقالت بخوف مُرتجفة:-
-مش أنا ، معملتش حاجة ….
كان الجميع يحدق بهما وأنحنت “فريدة” تلتقط الصور من الارض لتراها وتدرك كم الغضب الذي به وسببه، رفعت نظرها إلى حيث يقف “عاصم” بها ويصفعها، شهقت “تحية” بقوة من كم الغضب وهو يشبه البركان الذي أنفجر للتو على عكس “مُفيدة” التى كانت تقف مُبتسمة وتقول:-
-كانت مستني أيه من تربية أمها الخمورجية
على عكس أبنتها التى لم تقوى على التدخل أو مُحادشته كى يبتعد عن أختها لكن كانت تعلم أن من سيقوى على التدخل هو أخاه الذي بالخارج لسوء حظ أخته فهرعت “سارة” بذعر شديد وهى تتصل بـ”مازن”باكية بخوف تترجاه أن يعود مُسرعًا للمنزل فقال بقلق:-
-فى ايه؟؟
لم تجيبه بل أجاب عليه صرخات “حلا” كأنها تستغيث بأحد أن ينجدها من يد هذا الوحش وهى تصرخ باكية بأرتجاف:-
-والله ما أنا يا عاصم
لم يكن يستمع إليها بل ينهل عليها بصفعاته المتتالية غاضبًا ويغلي كالبركان ولم تجرأ أحدهن على الوقوف أمامه كي تنفذ هذه الفتاة منه ليقول:-
-أنا المغفل يا حلا
ركضت من بين يديه بذعر وتشعر بألم فى كامل جسدها حتى أختبأت منه خلف “تحية” وتقول:-
-والله ما أنا، أنت غلطان
صاح بأنفعال وقد فاض به الأمر ووصل للجنون بعد أن رأها بحضن رجل أخر قائلًا:-
-أنتِ يا حلا، معجول أغلط فى مرتى…. بس لا يا حلا أنتِ لعبتى فى النار لما فكرتي تدوسي على شرفي وعرضي وجبتلي العار
أسرع فى خطواته نحوها وعقله لا يستوعب ما رأه وقلبه انشق لنصين للتو لتركض ذعرًا منه وتُتمتم باكية بألم شديد:-
-عاصم أنا
جذبها من شعرها بقوة وكلما سمع صوتها ازداد غضبه أكثر ليسقطها على الأريكة وينقض عليها بصفعاته، حاولت “تحية” أبعده عنها وهى تقول:-
-هملها يا عاصم
دفعها بغضب يعمي عينيها وعقل فقده للتو وهو يقول:-
-بعدي هملنى أغسل عاري بيدي
لفظت أنفاسها بصعوبة ليرفع يده كي يصفعها مُجددًا لكن هذه المرة أستوقفه صوت “مازن” من الخلف يقول بغضب ولهجة حادة:-
-إياك تلمسها يا عاصم
توقف وعينيه تحدق بوجه “حلا” وهى تنتفض بين ذراعي “تحية” وشهقاتها لم تتوقف ليقول بنبرة هادئة مُخيفة مُعبأة بالوجع:-
-أنتِ طالق يا حلا
أتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة فرغم أنه أبرحها ضربًا فلم يتألم قلبها كما توقف للتو بصدمة من كلمته فحلمها المُخيف الذي لطالما هربت منه وترجته إلا يفعله ويحققه قد تحقق للتو، قبل أن تصل قدميه إلي غرفة المكتب صرخ الجميع بأسمها عندما فقدت الوعي وسقطت أرضًا من وهلة الصدمة لطالما أخبرته بأنها لن تتحمل فراقه وتركه لها، لم يبالي لما حدث لها وحتى أن موتًا وليس إغماء فلم يهتم، أخذوها إلى غرفة “هيام” ليسأل “مازن” عن السبب فكانت “مُفيدة” التى لم تتأخر فى أثار غضب الثاني لتعطيه الصور وهى تقول:-
-أتفضل شوف أخوك اللى حطت رأسكم فى الطين
نظر “مازن” للصور وأشتعل عقله جنونًا وغضبًا وهو لا يُصدق ما يراه ليركض إلى حيث غرفة أخته وكانت الفتيات فى الداخل وأغلقوا الغرفة بالمفتاح توقعًا لغضب “مازن” فقال:-
-أفتحوا، أفتحى يا سارة جبل ما أفتح رأسكم وياها
أجابته “فريدة” بغضب شديد قائلة:-
-اهدأ يا مازن خلينا نطمن عليها الأول
صرخ من الخارج غاضبًا وهو يقول:-
يكش تكون ماتت وأرتاح منها وندفن عارنا وياها
سمعته “حلا” من الداخل ودموعها لم تتوقف عن الأنهمار على وجنتيها وترتجف بخوف وألمًا، وضعت “سارة” الثلج على وجهها المتورم من صفعاته لكنها لم تبالي لهذا الألم وظلت صامتًا مما جعل الفتيات يزيد قلقهم فسألت “هيام” وهى تدلك يدها بلطف:-
-حلا، ردى عليا وطمنينى
لم يخرج منها سوء صوت شهقاتها وأنين بكائها وتنظر للأمام فحتى عينيها لا تتحرك، نظرت “سارة” بخوف عليها إلى “أخواتها ثم قالت:-
-معجول اللى حصل، حلا ردينا علينا والنبي
أغمضت عينيها بقوة وكأن أول رد فعل تأخذه عندما أغمضت جفنيها بأنهيار وتمتمت بصوت مبحوح:-
-عاصم طلقنى!!
صرخت “هيام” بضيق شديد قائلة:-
-ما يكش يولع، هو بعد الضرب دا كله أنتِ عايزة تبجي على ذمته ليه؟
أدارت “حلا” رأسها إلى أختها بحزن وضعف شديد ثم قالت بتلعثم شديد:-
-عاصم فى الطبيعي كان سحب مسدسه وقتلنى يا هيام، لكنه أختار الضرب، ضربنى وهو بيبكى وعينيه بتتهمنى بالخيانة مع كل دمعة نزلت منها، عينيه كانت بتقولي أنتِ كسرتنى وخذلتينى، أيده كانت بتترفع علي وهى بتترعش من كسرته، نظرته كانت بتسألنى أزاى حبنى وأنا كسرته، أزاى خليت الكبير يطاطي رأسه، أنا كسرته حتى لو مظلومة …أنا … أنا هروح له
ترجلت من الفراش بهلع لا تستوعب ما يحدث لتقف “فريدة” أمامها بغضب سافر ثم قالت:-
-تروحي فين أنتِ اتجننتي، أنتِ لو خرجتى من الأوضة هتكون خرجتك من الحياة كلها وأن مكانتش على أيد عاصم هتكون على أيد مازن
تمتمت بضعف وعينيها لا تتوقف عن البكاء:-
-أنا لازم أروح أقوله أنى مظلومة، أنى مكسرتوش ولا أذيت قلبه
عقدت “فريدة” ذراعيها أمام صدرها بجدية ورمقتها بنبرة حادة ثم قالت:-
-كيف؟ كيف ظلومة وكيف هتثبتي دا يا حلا وأنت كيف عاصم بالظبط عارفة أن اللى فى الصور أنتِ مش صور مزورة وإلا مين العبجري دا اللى عارف شكل هدومك وجمصان نومك
هزت رأسها بالنفي وهى لا تفهم شيء ولا تملك مبرر لما حدث ثم قالت:-
-معرفش لكن أعرف أني مش خاينة، أصلًا أنا مستحيل حد يضمنى غير عاصم
رفعت “فريدة” حاجبيها بحزن شديد على حال هذه الفتاة وقالت:-
-جبل ما تثبتي أنك بريئة أوعاكِ تجربي من عاصم ولا تخليه يلمحك يا حلا لأن كيف ما جولتى، عندينا هنا وأنتِ مرت الكبير جزائك الموت، دى نصيحتى ليكي
غادرت الغرفة غاضبة من “حلا” بعد أن تأكدت من مغادرة “مازن”، ألتفت “حلا” إلى أخواتها بحزن وضعف ثم قالت:-
-مش أنا
لم تجيبها أى منهن وكأن الجميع صدق ما رأوه ولم يصدقوا معرفتهم بهذه الفتاة لتشعر “حلا” ولاول مرة أنها وحيدة لا تملك أحد يساندها أو يثق بها، دلفت للشرفة باكية تاركة الجميع خلفها بعد أن كان الصمت جوابهما، أخاها وأخواتها وزوجها كل من تملكهم فى حياتهم لم يثق بها أحد، حتى “عاصم” لم يثق بحبها له، ظلت حتى شروق الشمس وحيدة بالشرفة وتبكي بصمت فأتصلت بصديق لها فى كاليفورنيا شاب بعمر زوجه الوحيد الذي تعرفت عليه من علاقات زوجها وأتخذها صديقة له ولم يطمع بأكثر منها، ظلت تبكي بضعف وهى تخبره بما يحدث معها ولم يصدق نهائيًا بأن “حلا” الفتاة المتمردة التى لم تخضع لرجل من قبل رغم أغراءات والدتها لها تتهم الأن بالخيانة، طلب منها أن ترسل له الصور وهو سيفحصها بنفسه وأغلقت الهاتف ثم دلفت من الشرفة وكانت “هيام” نائمة لتسلل إلى باب الغرفة وهرعت للأسفل باحثة عن الصور لتجدها على السفرة، ظلت تحدق بها بصدمة وهى لا تصدق أن ما هذا حدث معها ……
لم يغادر مكتبه من الأمس لتجمع شجاعتها ودلفت “تحية” للغرفة وسارت بخطوات ثابتة وهى تقول:-
-عاصم
رفع رأسه عن راحتى يديه لتصدم عندما رأته يبكي فقالت بدهشة:-
-أنت بتبكي يا عاصم؟
لم يجيبها لتتابع الحديث بحزن:-
-مهتروحش الشغل
لم يجيب عليها لتبتلع ريقها بخوف من رد فعله ثم قال:-
-حلا عايزة تتكلم وياك…….
أسكتها بصراخ غاضبًا وهو يقول:-
-مرة كمان أسمع أسمها وهخلي بعده بيتجال رحمها الله
أبتلعت “تحية” لعابها بذعر لتغادر المكتب خائفة من غضبه ورأت “حلا” تقف أمام باب المكتب فهزت رأسها بلا بعد أن رفض محادثتها أو رؤيتها لتطأطأ رأسها وصعدت للأعلي بأنكسار شديد…..
____________________________
أعطت أمينة المكتبة الكتاب لـ “أدهم” ففتحته وهو يسير فى الرواق ووجد ورقة مطوية بالداخل ليبتسم بعفوية وهو يصل إلى مكتبه وألقي الكتاب على المكتب وفتح الورقة وكانت تحمل رسالة قصيرة لطيفة
(لقد كانت قراءة ممتعة خصيصًا بمساعدة دكتورى الذي ظلل الأجزاء الهامة… شكرًا لك سأعبر لك عن شكرك بكوب قهوة فى المكتبة، أخر يوم إمتحانات بعد اللجنة)
تبسم بعفوية على رسالتها مُتحمسًا لليوم الأخير رغما أن اليوم هو الأول….
____________________________
تحدثت “فريدة” بهدوء قائلة:-
-بالعجل يا مازن أختك بتموت على عاصم، ورغم كل الضرب اللى ضربه موجعهاش غير أنه طلجها معجول تكون بتحبه كل الحب دا وتخونه أو تعرف راجل تاني
تأفف “مازن” بغضب سافر مكبوح بداخله قائلة:-
-أنتِ بتبرري أيه يا فريدة، عاصم طلع ليا قميص النوم من الدولاب لما أصرت أن الصور مزورة معجول دى صدفة
تنحنحت “فريدة” بحرج وهى لا تملك مبرر لهذه الصور:-
-بصراحة العجل ميجولش أنها صدفة وفى نفس الوجت نفس العجل ميصدجش أن حلا تعمل كدة وهى عاشجة، يمكن كونها أتربت فى الغرب يخلينا نصدج أن دا يحصل منها لكن العاشجة مستحيل
صاح بضيق شديد قائلًا:-
-نصيحة منى يا فريدة، الحبس وأنها تتخبي منى مش حل لأن هى أكدة بتأخر أجلها مش أكتر
أتسعت عيني “فريدة” من عناد زوجها وقالت:-
-هتجتل خيتك يا مازن
رفع نظره بعيني “فريدة ثم قال:-
-ولو مرتي هجتلها برضو يا فريدة
وقف من أمامها ليغادر حاسمًا أمره بقتل هذه الفتاة فور رؤيته لها، صعدت “فريدة” للأعلي بحزن شديد إلى حيث “حلا” وبعد أن دخلت نظروا ثلاثتهم إليها لتهز رأسها إليهن بلا كأنها فشلت فى محاولة إخماد غضبه لتبكى “حلا” بحزن شديد وخوف ثم قالت:-
-أنا عايز أتكلم مع عاصم….
خرجت من الغرفة باكية ولم تبالي برؤية “مازن” حتى إذا قتلها فربما تستريح من حياتها المؤلمة، خرجت من المنزل إلى حيث “حمدي” وقالت:-
-ممكن تودينى لعاصم
ألتف إليها بهدوء ثم قال بنبرة مُحذرة:-
-نصيحة منى يا بتى متخلهوش يشوفك دلوجت، أنتِ متعرفهوش كيف ما انا أعرفه بس لسلامتك
تساقطت الدموع من عينيها وعادت للداخل وهى تشعر بيأس وكأن حياتها انتهت بالفعل دون أن يقتلها “مازن” فربما قتله إليها هو سبيل نجاتها من هذا الجحيم الذي تعيش به، شعرت بدوران شديد فى رأسها وهى تصعد الدرج كأنها أستسلمت وأخيرًا للموت وتسير بخطوات ثقيلة إلى حيث غرفة “مازن” حتى يطلق رصاصته التى تشبه رصاصة الرحمة إليها، وقفت أمام غرفته وهى تقوم دوران رأسها ورفعت يدها حتى تطرق الباب لكنها توقفت عندما مسكت “ناجية” يدها تمنعها وقالت:-
-تعالي يا بنتى….
_______________________________
تبسم “ليام” بعفوية وصوت ضحكاته تملي المكان وهو يقول:-
-عملتها كيف؟
تبسم “عمران” وهو يضع قدم على الأخرى بغرور وقال:-
-دى لعبتى أنا، تفتكر أنا بفربك صور مكنتش خدت جنيه ولا بجي عندي الفلوس دى، عشان تلعبها صح الوجت هو مفتاحك
نظر “ليام” إليه بأستفهام ليتابع “عمران” بجدية:-
-أنت جولت أنك مهتجدرش تأخد حلا طول ما هى مرت الكبير، وأنا كنت عايز فلوس وشوية أكدة بس الأمور تهدى وأنا هكلم عاصم وأطلب مبلغ محترم وإلا هنشر الصور دى خطتي لكن عملتها كيف فى ساعة إلا ربع ، ركبت ويايا العربية وأديتها العصير
وحلا ساذجة جدًا متعرفش تحذر من اللى جصادي ولحظي الجميل كانت خارجة من محل لانجري وشاري كام واحد طلعت بيها الشقة وصورتها وهى نايمة ولما فاقت كانت فى عربيتى، حلا نفسها متعرفش أنها طلعت الشقة معايا
ضحك “ليام” بسخرية وقال بحماس:-
-أنت طلعت شيطان
تبسم “عمران” وهو يقول:-
-من بعض ما عندكم، كدة أنا شيلت عاصم من طريجك ال50 ألف يبجوا عندي الصبح…. سلام
.
🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔵🔵
اجنبية بقبضة صعيدي الحلقة 17
.
رواية أجنبية بقبضة صعيدي الحلقة السابعة عشر
رأته “حلا” يترجل من سيارته لتدخل ركضًا من الشرفة وتسللت من الغرفة وهى تفتح باب الغرفة برفق حتى لا تستيقظ “هيام” وتمنعها، جميعهم يمنعوها من الحديث معه خوفًا من غضبه لكن “حلا” كانت تملك رأيًا أخر، دلف “عاصم” للغرفة مُنهكًا وألقي بالوشاح على الفراش ليسمح صوت الباب يغلق، ألتف “عاصم” ليراها تقف أمامه مُنذ أسبوع وهو لم يملح طرف أصبعها، تلاشت كدمات وجهها وتقف أمامه مُرتدية بيجامة وردية بشجاعة رغم أنقبض قلبها قلقًا من رد فعله لتقول:-
-عاصم
تأفف بخنق شديد وهو يستمع إلي صوتها وقال بنبرة مُخيفة:-
-أطلعي برا، أنا مانع نفسي عنك بالعافية يا حلا
حاول الأقتراب نحوها لكي يطردها لكنها كانت تملك خطتها فأغلقت الغرفة بالمفتاح وركضت نحو الشرفة وألقت به خارجًا وهى تصرخ بضيق شديد:-
-أنتِ هتسمعنى يعنى هتسمعنى!! بما أنك حكمت عليا ونفذت وطلقتنى يبقي ليا عندك حق أنك تسمعنى، من حقي أدافع عن نفسي وأقول أنى بريئة ومستحيل أخونك…
توقفت هذه المرة عن الحديث عندما وصل أمامها ووضع يده على عنقها ودفعها بالحائط يخنقها وهو يحدق بعينيها وقد دمعت عينيه:-
-أسكتى، أنا مش بس عايز أجتلك يا حلا، أنا عايز أجتل كل واحد منعنى عن طلاجك من جبل وجالي حبها وعيش وياها ….أدينى حبت وجزائي كان الخيانة والكسرة، أنتِ كسرتنى يا حلا، أول مرة فى حياتى أحس أن ضهرى أتجطم
ذرفت دموعها بأنهيار وهى تستمع إليه بحزن شديد ودموعها تتساقط على يديه التى تضغط على عنقها لتتمتم بتعب شديد من قبضته قائلة:-
-لا عاش ولا كان اللى يكسرك، ويبكيك لو أنا فعلًا وفعلًا مصدق أن انا عملت كدة، أقتلنى يا عاصم، أساسًا أنا ميتة من غيرك
ضغط أكثر على عنقها بجنون وعقله يجن جنونه ورأها تلفظ أنفاسها بصعوبة، لفظت انفاسها بصعوبة رغم إيمانه بأنه لن يصيبها بأذي مثل ما يعتقد الجميع وعينها تحدق بعينه بضعف مُستسلمة لما يحدث، ترك عنقها وهو يستدير بعيدًا عنها صارخًا ببكاء وقهرة مما يحرق قلبه وقال:-
-كيف مش أنتِ يا حلا، أحلفلك بعمرى ورحمة أمى وأبويا أنها انتِ ، أنا مستحيل أغلط فيك يا حلا
هزت رأسها بنفي وهى تقول:-
-مستحيل أكون أنا
ألتف إليها غاضبًا بجنونًا ولا يتحمل فكرة كونه ظلمها أو أتهمها زورًا ليقف أمامها مُنفعلًا وشق بيجامتها بقبضته بقوة وهو يصرخ بجنون لا يستوعب ما حدث:-
-كم حد بيعرف أن عندك وحمة فى صدرك يا حلا، حتى أخوكي ميعرفهاش، دى صورك يا حلا مهيش متفربكة ولا متزورة، روحي شوفي الصور وهتلاجي الوحمة واضح فيها وهتعرفي أن دا أنتِ
أقتربت “حلا” منه بضعف وتشبثت بملابسه بخفوت وقالت بهمس:-
-عاصم إذا أنا غلطت طيب، كام مرة أنا أترجيتك ما تتركنى، أنا كام مرة قولتلك أنى ما هتحمل فراقك، كنت عاقبني بأى طريقة بس ما تهجرنى
أخذ نفسًا عميقًا دون أن يتطلع بها وقال:-
-صدجينى حاولت أجتلك يا حلا بس مجدرتش، جلبى مطوعنيش أرفع سلاحي فى وشك، معلون أبو الحب اللى ضعفنى جصادك
وقفت امامه ليتطلع بها وقالت بحيرة:-
-والله لو أنا اللى فى صور لأقتل حالي بيدي، بس معقول أخون حبيبى، أنا ربيت برا وخدت من عادات الغرب كتير بس صدقنى بالحب ما فى شرق وغرب بيكفي أن قلبك يعشق
كانت دموعها تتساقط على وجنتيها ليقول ببرود سافر:-
-متتعبش نفسك من غير ما تجتلي حالك، أنا خدت عزائك يا حلا
لم تصدق كلمته وأتسعت عينيها على مصراعيها من كلمته لتقول بأنكسار:-
-موتني وأنا عايشة يا عاصم، بكرة تندم
نظر إليها بأشمئزاز شديد ثم قال ببرود:-
-اندم!!، حلا أنتِ لو موتي جدام مهطلعش فيكي واصل، أصلا أنت جوايا ميتة
أخرجها من غرفته بعد أن كسر الباب بالقوة وهى مصدومة من كلمته لتضع يدها على بطنها بوجع خيم على قلبها، حسمت أمرها اليوم بعد أن علمت بأنها تحمل طفله فى أحشائها، دلفت للغرفة باكية وحزينة لا تصدق ما سمعته منه، جلست بالفراش وهى تنظر بالصور بحزن شديد تحديدًا لهذه الوحمة لتتساءل بصوت مبحوح وعقلها لا يستوعب هذا:-
-معقول تكون أنا!!
أغمض عينيها وهى لا تتحمل التفكير أكثر وتعتصر عقلها من الفكر…..
حاولت “سارة” إيقاظها صباحًا لتذهب لإمتحانها لكنها كانت مُرهقة جدًا لا تتقوى على فتح عينيها خصيصًا ان أعراض الحمل بدأت تظهر عليها لتغادر “سارة” مع “هيام” وبصحبتهم “فريدة” المُتجهة إلى الشركة إلى حيث ستجد “مازن”….
كانت “ناجية” تحمل الأطباق من فوق السفرة بعد الإفطار لتسقط على الأرض فاقدة للوعي من التعب وتسقط الأطباق من يدها لتترك “تحية” المخبرة من يدها ذعرًا على الطاولة المجاورة للنافذة وهرعت نحوها، لم تستطيع مساعدتها فى أستعادة وعيها لتصرخ بهلع:-
-مُفيدة… ألحقينى يا مُفيدة
نزلت “مُفيدة” من الأعلي ركضًا وقالت:-
-حصل أيه؟
تحدثت “تحية” بذعر قائلة:-
-همي خلينا نوديها المستشفي
أومأت إليها بنعم وصعدت تبدل ملابسها سريعًا ليأخذهم “حمدي” للمستشفي، نزلت “حلا” من الأعلي بعد أن علمت ما حدث، أشمئزت من رائحة البخور وبحثت عن سبب الرائحة، كانت نسمات الهواء تزيد من حرارة الفحم حتى خرجت النيران منه ولمست الستائر، ذعرت “حلا” من رؤية النيران وذهبت ركضًا نحوها لكنها توقفت عندما شعرت بدوران شديد فى رأسها لتتشبث بالداربزين الخاص بالدرج وقالت:-
-عاصم
أخرجت الهاتف من جيبها بصعوبة وجسدها بدأ يهتز من دورانها ولكنه لم يجيب فأخترت أقرب رقم إلي أصبعها وكانت “فريدة” وألتفت كى تغادر المنزل بخوف وهى تمسك رأسها لتلتف قدميها رغم عنها وتسقط أرضًا…..
____________________________
هرع “عاصم”من مكتبه بعد أن أتصل الرجال بيه وأخبروا أن المنزل يحترق و”حلا” وحدها بالداخل، كان يقود بسرعة جنونية ولا يتخيل عقله فكرة أصابتها أو أذيتها، وصل للمنزل ليرى الجميع حوله والحريق نشب به حتى ألتهم الطابق الأول كاملًا، نظر بصدمة ألجمته إلى الحريق ويتذكر حديثهما أمس
-اندم!!، حلا أنتِ لو موتي جدام مهطلعش فيكي واصل، أصلا أنت جوايا ميتة
كانت كلمته تتردد فى أذنيه بصدمة تحتل كل أطرافه وعينيه ترى المنزل يحترق أمامه و”حلا” بداخل هذه النيران، لم يستوعب أو يتخيل أن كلمته ستتحقق ليهرع “عاصم” للداخل بذعر شديد رغم محاولة رجاله بمنعه من الدخول وسط النيران، بحث عنها وسط الحريق الذي أكل كل ركن فى منزله صارخًا باسمها:-
-حـــــلا……
أتسعت عينيه على مصراعيها عندما رأها مُستلقية أمام الدرج ليهرع نحوها بخوف شديد وهو يقول:-
-حلا
رفع رأسها على ذراعه لتفتح عينيها بتعب شديد وفور رؤيتها لوجهه تبسمت رغم ألمها وقالت:-
-قلت ما هتطلع فيا…
حملها على ذراعيه بسرعة والنار تزداد فى أرجاء المنزل، بحث حوله عن مخرج بعد أن احتلت النيران باب المنزل ليسمعها تقول بصوت مبحوح:-
-إذا أنا مت جواك، أتركنى هنا وروح
نظر “عاصم” إلى راسها وهو يضمها إليه جيدًا خوفًا من أن تصيبها النيران وتأذيها وقال:-
-أهمل روحي كيف؟
رفعت “حلا” رأسها عن صدره تتطلع به بتعب شديد وقبل أن تلفظ بحرفًا واحدًا سقطت رأسها للخلف وأنقطعت أنفاسها بين ذراعيه، أنتفض قلبه ذعرًا وخرج من الباب الخلفي للمنزل…
أخذها المستشفي وبعد فحصها جيدًا ألجمه الطبيب بكون هذه الفتاة دخلت فى غيبوبة بسبب الدخان الذي احتل رئتيها فنظر جواره بصدمة إلى حيث “حلا” وهى نائمة على فراش المرض والأجهزة الطبية تحتل كل أنش بوجهها وصدرها، لم يصدق ما أصابها لتتسع عينيه على مصراعيها بصدمة ألجمته حين قال الطبيب مُتابعًا:-
-بس الجنين بخير
التف “عاصم” له بصدمة أحتلت عقله ونظر للطبيب وقال بتلعثم:-
-جنين!! هى حبلي
أومأ الطبيب إليه بنعم ثم قال وهو يربت على كتفه:-
-نتمنى تفوج من غيبوبتها فى أسرع وجت……
________________________________
قصت “هيام” ما حدث إلى “جاسمين” ووسط حديثهما، جاء “عمران” و “رقية” إليها لتقول :-
-لو سمحتى
نظروا الأثنين إليها لتفزع “جاسمين” عندما رأت وجه “عمران” وتذكرت ما رأته سابقًا لتبتلع ريقها بينما قالت “هيام”:-
-أتفضلي
تبسمت “رقية” بلطف وهى تقول:-
-إحنا زمايل حلا وكنا حابين نتطمن عليها لأنها مجتش الإمتحانات
أجابتها “هيام” بلطف قائلة:-
-معلش هى تعبانة شوية
أومأت “رقية” إليها بنعم ثم غادروا لتقول “جاسمين” بذعر:-
-دى زميل أختك
نظرت “هيام” إلى قلقها والتوتر واضح بملامحها لتقول:-
-فى أيه يا جاسمين؟
تحدثت “جاسمين” بغضب سافر قائلة:-
-مش فاكر الولد اللى جولتك انه بيهدد بنت بصورها، هو دا
رفعت “هيام” نظرها إلى “عمران” وهو يغادر وبدأت تستجمع روابط ما يحدث، لتخمن أحتمال مؤكد ان يكون هو نفسه من فعل هذا بأختها، رن هاتف “هيام” بأسم “مازن” وقال:-
-أنتِ فين؟ أنا جصاد كليتك
وقفت بحماس شديد وأخذت “جاسمين” من يدها فبعد ما حدث قرر “مازن” أن يأتي لأخذ أخواته بنفسه من الجامعة وصلت أمامه مع “جاسمين” وهى تلهث ثم قالت:-
-جوليله
نظر “مازن” إليها بأستفهام وهو لا يفهم شيء لتصرخ “هيام” بضيق شديد من توتر صديقتها وخوفها:-
-ما تنطجي وتجوليله اللى جولتهولي
قصت “جاسمين” ما رأته إلى “مازن” وقالت:-
-أنا بخمن مجرد تخمين أن يكون عمل فى أختك كدة ما دام هى يعنى تعرفه
أستشاط “مازن” غيظًا وغضبًا مما يحدث ويستوعب ما حدث لكن قاطعه رنين “مُفيدة” لتخبره بما حدث ليهرع للخارج مع “هيام” رغم أنتظار “أدهم” لها فى المكتبة بما أنه اليوم الأخير فى الإمتحانات لكن بعد ما حلت هذه الكارثة لن يكن هناك لقاء……
____________________________
كان “عاصم” جالسًا جوارها بالمستشفي ويأخذ يدها فى راحة يده ويحاول جاهدًا كبح دموعه عن التساقط ويقول بحزن:-
-متهملنيش لحالي يا حلا، حتى لو أنا هملتك متعملهاش أنتِ
رفع يده إلى رأسها ليمسح عليها بلطف وقلبه مفتورًا بالوجع ويتألم حتى أحرق صدره مع نيران ألمه وفراقها وتابع حديثه:-
-ليه دمرتى حياتنا وكسرتي جلبى، أنا مظلمتكيش يا حلا لو تعرفي أنى فكرت فى كل الأحتمال وأنا جايلك يومها، فكرت أن ممكن تكون متفربكة بس كيف يا حلا والخلجات خلجاتك والوحمة اللى فى جسمك، كيف متكنش أنتِ ، فكرت ان ممكن تكون خدعة وحد طمعان فى فلوس منى بس أنا محدش طلب منى جنيه واحد، كيف تأذي جلبي أكدة علمتينى الحب والجهر يا حلا، بس معلش أنا مسامح، مسامح والله بس ما تروح منى، وغلاوة عاصم عندك ما تهملينى لحالي وتروحي
ذرفت دمعته بضعف لينظر إلى بطنها بخوف شديد ولمسها بأنامله وهو يقول:-
-معجول تهملوني أنتوا الأتنين لحالي، جوي أمك وجولها أن بابا مستنيكم هنا
فتح باب الغرفة على سهو ودلف “مازن” و”هيام” بذعر بعد ما سمعه بهذا الخبر ليدير رأسه يجفف دموعه بينما هرعت “هيام” إلى “حلا” لا تصدق ما تراه وقالت:-
-حلا….
تطلع “مازن” بها بعد أن أخبره الطبيب بأنها فى غيبوبة ولا يعلم أحد متى ستستيقظ وتعود للحياة، مسح جبينه بعجز ولا يستوعب ما حدث …..
وقف “مازن” مع “عاصم” بالخارج ثم قصي له ما حدث وحديث “جاسمين” وكان “عاصم” شاردًا ليُتمتم بهدوء:-
-حلا حبلي
نظر “مازن” بصدمة الجمته وعاد بنظره غلى الغرفة حيث تسكن أخته فاقدة الوعي ولا يصدق بأن هذه الطفلة ستصبح أمًا وهى فاقدة للوعي ليسأل “عاصم” بضعف:-
-تفتكر حلا كانت تعرف بالحبل دا
هز “مازن” رأسه بضيق شديد وهو يقول:-
-لا معتجدش، حلا مجنونة إذا كانت تعرف كانت ركضت بالبلد كلتها تجول أنها حامل من الفرحة
نظر “عاصم” أسفل قدمه باستياء شديد من قلبه المفطور وجعًا:-
-لكن لو عرفت بعد الطلاج معتجدش أن دا هيكون رد فعلها
صمت “مازن” ولم يعقب على حديثه ليرفع “عاصم” رأسه بقلق وهو ينظر لصمت “مازن” وقال:-
-ساكت ليه؟
تنحنح “مازن” بخفوت شديد ثم سأل بتلعثم:-
-لتجولي أن حزنك دا لأن الحبل مش منك
عقد “عاصم” حاجبيه بضيق سافر ثم نكز “مازن” فى كتفه بقوة وهو يقول بنبرة حادة:-
-مستحيل، دا ولدي ومفيش شك واحد فى المليون، سامع يا مازن
تنحنح “مازن” بحرج منه ثم قال متسائلًا:-
-هتطلجها لما تولد
نظر “عاصم” للجهة الأخرى بخنق وهو يتذكر كيف لفظ بهذه الكلمة وكم من دموع تساقطت من عينيه بسبب هذا الطلاق ليقول:-
-أطلجها!! أنا لحد دلوجت معرفش كيف نطجتها ولا كيف جدرت أعيش من غيرها سبوع
تبسم “مازن” بلطف رغم حزنه الشديد على حال أخته وقال:-
-هترجعها!!
أعتدل “عاصم” فى وقفته وهو يغلق يده على رأس نبوته وقال بجدية ونظرات مُخيفة:-
-مش جبل ما أرجعها حجها يا مازن
سار خطوتين ليستوقفه “مازن” بقلق شديد حين سأل:-
-هتعمل أيه؟
تبسم بسمة شيطانية وهو يقول:-
-هخليه يشوف كيف هى جذرة أبليس
غادر المستشفي عازمًا أمره بهلاك “عمران” نهائيًا …….
______________________________
كان “أدهم” منتظر بمكتبة الجامعة مُنذ ساعة ونصف ولم تظهر “هيام” ليقف من مكانه مُستشيطًا غضبًا وغيظًا من تأخرها او يمكن كانت تنتقم منه وتكذب، صعد بسيارته وأنطلق من الجامعة وفى طريقه أستوقفه صوت هاتفه مُعلن عن أستلام رسالة ليفتحها أثناء قيادته وكانت من “هيام” تقول:-
-أسفة حصل حادثة لأختي وأضطرت أمشي
تنهد بهدوء ثم أرسل رسالة لها يقول:-
-ولا يهمك، هى عاملة أيه؟
قليلًا وجاءه الرد منها تقول:-
-حالة سيئة جوى دخلت فى غيبوبة والبيت أتحرج
أخذ نفس عميقًا قبل أن يضغط على زر الاتصال ليأتى صوتها المبحوح عبر الهاتف تقول:-
-ألو
أنقبض قلبه قلقًا بعد أن سمع صوتها ليسأل بنبرة هادئة:-
-أنتِ بتعيطي؟
صمتت وهى تزداد فى البكاء كلما نظرت إلى “حلا” وقالت:-
-لا
سمع أنين بكائها فى الهاتف لكن كذبتها جعلته يلتزم الهدوء أكثر ثم قال:-
-أن شاء الله تكون بخير وزينة
تنحنحت “هيام” بقلق ثم قالت:-
-بتمنى تفوج من غيبوبتها، مع ان حياتها تعيسة ومليانة مشاكل بس أحسن كتير عن نومها كدة ومتردش عليا، على الأجل وهى صاحية كانت بترد وتتخانج ويانا
أوقف سيارته جانبًا يستمع إليها لتتابع الحديث:-
-بتمنى أنها تفوج ومتموتش مش أعتراض على جدر ربنا بس مش وهى زعلانة مننا كلنا
تحدث “أدهم” بلطف قائلًا:-
-ربنا يجومها بالسلامة، أنتِ عاملة أيه؟
جهشت “هيام” باكية بحزن شديد وضعف وما زالت لا تصدق ما حدث وتمتمت بصوت مبحوح تكبح ألمها:-
-خايفة وزعلانة وممصدجاش اللى حصل
دلف “مازن” للغرفة لتغلق “هيام” مُسرعة وهى تخفيه فى ملابسها، نظر إلى “حلا” ثم قال بهدوء:-
-يلا يا هيام عشان تروحي
نظرت بذعر إلى “حلا” وقلبها يرتجف قلقًا ثم قالت:-
-مهنأخدهاش ويانا… معجول هنروح من غيرها ونهملها لحالها
أومأ إليها بنعم ليأخذها ويغادر الغرفة، أخذها أى منزل أخر بعد أن أحترق منزلها الكبير وكان الجميع به على غير “عاصم” الذي ظل بمكتبه ينظر “قادر” ومع حلول الساعة الثانية عشر فتح باب المكتب وكان “قادر” فرمقه “عاصم” بعينه ليبتسم “قادر” بسمة أنتصار وهو يهز رأسه بنعم ليأخذ “عاصم” نفسًا عميقًا ثم وقف من مكانه مُمسكًا بنبوته ثم قال:-
-تعال يا جادر
أخذه وذهب إلى منزله المُحترق وما زالت رائحة الدخان تعمه وكان “عمران” على الأرض ووجهه مليانًا بالدماء والكدمات وفور رؤيته لـ “عاصم” وقف من مكانه ذعرًا ليركل “عاصم” قدمه بقوة فصرخ “عمران” بقوة بعد أن سمع الجميع صوت عظامه تُكسر وسقط أرضًا، نزع “عاصم” عباءته المفتوحة عن أكتافه ثم سار نحوه و”عمران” يزحف للخلف بخوف ويستمع لصوت “عاصم” يتحدث بنبرة مُخيفة رغم خفوتها قائلًا:-
-هى كمان هربت من غضبي كيفك أكدة، بس تعرف الفرق اللى بينك وبينها أن جلبي كان واجف بينى وبينها لكن بينى بينك في نار
ركل وجهه بقدمه هذه المرة لترتطم رأسه بالأرض، أتكأ على ذراعيه ليرفع جسده وبصق الدماء من فمه وهو يقول بتذمر:-
-ولما ضربتها ولما تجتلنى هيغير واجع أنها خانتك
لم يتمالك “عاصم” غضبه بعد هذه الكلمة ليغرس رأس الأفعي الموجود فى نبوته فى عين “عمران” اليسرى ليصرخ “عمران” بهلع وألم شديد فمسك “عاصم” رأسه من شعره وهو يقول:-
-كان لازم تسألنى بأدب الأول هى خانتنى ولا لا
صرخ “عمران” وهو يضع يده على عينيه بضيق شديد وغيظ قائلًا:-
-خانتك يا عاصم ومش مرة لا دى كتير
لكمه “عاصم” مرات متتالية لا حصر لها وهو يصرخ بوجهه قائلًا:-
-حلا مستحيل تخون
أبعده “قادر” بصعوبة عن عمران المُلقي على الأرض ليصرخ بجنون قائلًا:-
-هملنى يا جادر …. هجتلك يا عمران ورب العرش وشرف مرتى اللى لعبت به ما هيطلع عليك نهار ولا هتشوف نور الشمس تاني ، هملنى يا جادر
بصق الدماء من فمه وهو يضحك بسخرية ثم قال رغم أن عينه اليمنى تنظر إلى السقف من التعب ولم يعد يقوى على فعل شيء سوى الحديث:-
-مكنتش ضربتها يا كبير لو أنت واثج أنها شريفة هههههه
كز “عاصم” على شفتيه بضيق شديد بأسنانه وقال بتهكم وعينيه يتطاير منها الشرير وقدميه تسير بعيدًا:-
-أنا ضربتها لأنها وثجت فى شيطان كيفك،سمحت لشيطان كيفك يجرب منها
أنحنى ليحمل دلو من البنزين وأعتدل فى وقفته وهو يقول:-
-بس ملحوجة
هلع “عمران” وهو يراه يقترب بهذا الدلو وعقله ترجم ما سيفعله “عاصم” ليقول:-
-أنت هتعمل أيه؟
تحدث “عاصم” بنبرة هادئة مُرعبة:-
-هوديك مكانك الأصلي، شيطان كيفك بيلعب ببنات الناس وشرفهم تفتكر مكانه فين غير الجحيم
أستوقفه “عمران” بهلع وهو يترجاه بألا يفعل ليضع “عاصم” قدمه على صدر “عمران” ثم قال بهوء:-
-عملتها كيف؟ صورت مرتى كيف؟
خرج من المنزل مع “قادر” ثم قال بجدية وهو يصعد لسيارته:-
-لو حد سألك على الجثة جوله أنه واحد من رجالتنا وأتحرج مع الحريق
أومأ “قادر” بنعم لينطلق “عاصم” بسيارته……
______________________________
دق باب منزل “ليام” ليفتح بتذمر من طرقات الباب وهو يقول:-
-طيب هو أنا واقف وراء الباب
أتسعت عينيه على مصراعيها عندما رأى “عاصم” يقف أمامه مُمسكًا بنبوته وحدق به ليقول “ليام” بتلعثم شديد:-
-أنت!!
رسم “عاصم” بسمة شيطانية على وجهه وقال:-
-مفاجأة ..
دلف المنزل وأغلق الباب خلفه مما أرعب “ليام” ……
___________________________
أنحنى “عاصم” يقبل يدها بحنان وما زالت لا تجيبه ولا تستجيب للعالم الخارجي ثم قال:-
-يا حلوتي!! معجول ما أتوحشك
كانت لا تشعر بشيء ولا تجيب عن أسئلته ليقول بنبرة مبحوحة ضعيفًا:-
-حقك على رأسي يا حلوتي، وغلاوتك عندي أنى دفعت كل اللى أذوكي التمن من دمهم …
صمت قليلًا ليتابع حديثه بنبرة مبحوحة بندم شديد قائلًا:-
-أنا… باجى أنا يا حلا، عاجبنى كيف ما تحبي لكن أوعاكِ تروحي منى أنا مهجبلش بالعجاب دا، أنا مستعد لأي عجاب يلا حلا ما عدا دا، بديكي عيني لو طلبتى بس فوجي
دموعه لم تتوقف عن البكاء وقلبه المُرتجف قلقًا وخوفًا، لكن توقف عن الحديث والبكاء عندما شعر بأناملها تتحرك بين راحة يده لينظر مُجددًا ليدها ثم إلى وجهها وتمتم بسعادة وبسمته لم تفارق وجهه:-
-حلا…
فتحت عينيها ببطيء شديد لتراه واقفًا أمامها ومُتشبثًا بيدها لتظل تنظر إلي وجهه مُطولًا فسمعت يقول:-
-وأخيرًا يا حبيبة الجلب
تمتمت بصوت مبحوح قائلة:-
-أنت مين؟………..
أتسعت عينيه على مصراعيها وهو يترك يدها بصدمة الجمته فلم يتوقع نهائيًا أن يكن عقابها على ما فعله بها هو نسيانه تمامًا كأنه لم يكن موجودًا أو ميتًا بداخلها، حدثها عن موتها
بداخلها لتقتله هي بداخلها
.
🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔵🔵
اجنبية بقبضة صعيدي الحلقة 18
.
رواية أجنبية بقبضة صعيدي الحلقة الثامنة عشر
نظر الطبيب بجدية للأشعة التى أجروها لها بعد استعدت وعيها لكنها فاقدة للذاكرة وقال:-
-طبيًا مفيش سبب لفجد الذاكرة ممكن تكون أثر الصدمة ونتج عنه فجدان ذاكرة مؤجت
نظر “مازن” إلى “عاصم” وغادر الطبيب، تنهد “مازن” بأرتياح ثم قال:-
-نحمد ربنا انها فاجت
أومأ “عاصم” بنعم وساروا معًا إلى حيث غرفتها فسأل “مازن” بفضول شديد قائلًا:-
-مين الرجل اللى طلعوا جثته من البيت يا عاصم
تنحنح “عاصم” بضيق ثم قصي له ما حدث مع “عمران” لكن قاطعه مجيء “قادر” إليهم بعد أن جلسوا فى الكافتيريا وقال بجدية:-
-كله تمام يا جناب البيه وزمان الناس دلوجت بلغوا المركز عن الغريب
أومأ “عاصم” له بنعم ليغادر فسأل “مازن” بفضول أكبر قائلًا:-
-مركز ايه وغريب أيه كمان؟
أخذ “عاصم” نفسًا عميق ثم قال:-
-هحكيلك
تذكر ما حدث وهو يسأل بفضول شديد قائلًا:-
-كيف عملتها؟ كيف صورت مرتي؟
أجابه “عمران” بهلع شديد قائلًا:-
-هتفرج أنت أكدة أو أكدة هتجتلتني
تبسم “عاصم” بخبث شديد قائلًا:-
-يمكن أغير رأي
قصي “عمران” له بخوف شديد كيف فعلها، أخذ زوجته وبدل لها ملابسها وهى غائبة عن الوعي وصورها ثم إعادها للسيارة لذلك كانت تصرخ دومًا بأنها لم تفعل فهى لا تملك فى ذاكرتها هذا الحديث بسبب شيطان مثله؟، ألقي “عاصم” البنزين عليه بضيق بأنفعال شديد وقلبه يحترق على ما حدث لزوجته رغم كونها لا تملك هذه الذكرى الاليم، هرع “عمران” والبنزين يبلله وقال:-
-ليام!!
توقف “عاصم” بعد ان سمع أسم هذا اللعين ليخبره “عمران” أن كل هذا من تخطيط “ليام” وأنه ما زال حيًا بمنزل فى نهاية البلد، رغم أنه ألصق التهمة بـ “ليام” لكنه لم يكن بريءً فهو أيضًا كان يترصد لها شرًا، أشعل “عاصم” قداحته وهو يقول بأشمئزاز وغضب سافر:-
-هيحصلك ومهيطلعش عليه نور الشمس كيفك ؟
ألقي قداحته على “عمران” بعد أن قيده “قادر” فى العمود الرمادي وأنطلق “عاصم” إلي حيث منزل “ليام”……
سأله “مازن” بفضول أكثر قائلًا:-
-وعملت لـ ليام ايه؟
تبسم “عاصم” بخنق وهو يقول:-
-بكرة تسمع كيف ما أهل البلد سمعوا يا مازن؟
أتت لهم “سارة” وهى تقول:-
-حلا عايزة تروح؟
ذهبوا إلى حيث غرفتها وكانت غاضبة ومُنفعلة ليقول “مازن” بلطف:-
-في أيه؟
أجابته بتذمر ونبرة حادة قائلة:-
-روحنى من هنا؟
كانت غاضبة بدرجة جنونًا بعد علمها بأن زوجة هذا الرجل وأمًا لطفل فى رحمها، أخذوها للمنزل الجديد الذي يعيشون به بعد ان حُرق الأخر ، كان منزل أصغر حجمًا وعدد الغرف أقل، أخذتها “هيام” إلي غرفة “عاصم” فدلفت معها وهى تقول:-
-ما مصدقة أنى متجوزة الرجل دا، مجرد النظر له بيحسسنى بالغضب
تبسمت “هيام” بعفوية، سألتها “حلا” بضيق شديد وهى تنظر إلى بسمتها:-
-بتضحكي ليه؟
سارت “هيام” نحوها وهى تقول:-
-لأن الرجل اللى معاجبكيش دا، أنتِ كنتي عاجشه يا حلا وبجنون لدرجة أنك نطت من البلكونة عشانه وكنتِ هتضربي نفسك بالنار عشان ميطلجش، مجادرش أصدج أنك نسيته بالسهولة دى
تمتمت “حلا” بضيق شديد قائلة:-
-بيستاهل أنسياه
رمقتها “هيام” بعيني مُستفهمة عما تقول لتردف “حلا” بنبرة خافتة وخوف من أختها قائلة:-
-بيستاهل يا هيام!! لا والله ما بيستاهل، عارفة أنه جنون لكن عاصم ما بيستاهل
أتسعت عيني “هيام” على مصراعيها بصدمة ألجمتها لتقول:-
-حلا انتِ…..
قاطعتها “حلا” عندما وضعت يديها الأثنين على فم “هيام” لتتوقف عن الحديث خوفًا من أن يسمعها أحد لتقول بخفوت:-
-صح، ما نسيت !! ما بقدر أنسي عاصم، لكن هو وأنا بنحتاج الفترة دى، ممكن تقولي عليا مجنونة او هبلة ومعنديش كرامة، يمكن أى واحدة عاقلة تسمع اللى عمله معايا تقول لا لازم تطلقى وتعيشي أزاى مع راجل مد يده عليكي، لكن أنا بقي مجنونة وطفلة كيف ما بتقوله، عمرى ما توقعت ولا تخيلت أنى أشوف دموع عاصم لكن شوفت مرتين يا هيام، أول مرة وهو بيضربنى والتاني لما فتحت عينى فى المستشفي، كان بيبكى عشانى مرة كسرته ومرة ندمته
جلست “هيام” بجانبها بقلق وقالت:-
-وليه تفجدى الذاكرة ما دام عايزه خلاص سامحى وخلاص
تبسمت “حلا” بلطف وهى تقول:-
-لأنى محتاج أخلي عاصم يندم على اللى عمله ويحس أنه أخد عقاب، لما فتحت عيونى فى المستشفي كان بيبكي وبيطلب بعقابه، طيب أنا أزاى أعاقبه أصلا أنا طيرت من الفرح لما عرفت أني لسه مراته وأنه رجع فى طلاقه ليا وكمان حامل، لو تعرفي أنا قد أيه كنت طايرة من الفرحة بس عرفت أنى حامل وهجيب بيبي من عاصم
قرصت “هيام” أذنها بغضب سافر وهى تقول:-
-وجفتى جلوبنا عليكى من الخوف عشان بس تلعبي وتتسلي ويا جوزك
تبسمت “حلا” ببراءة ثم قالت مُتابعة:-
-تعرفي أنا معترفة أنى هبلة ، أى أتنين بيحصل بينهم مشاكل كتير وأكبر وفي اللى بتطلق وفي اللى بتستحمل وتقول مخربش بيت أو عشان أولادي لكن انا معنديش أولاد ومتجوليش خوفتي من خراب البيت لأنى معرفش أصلًا يعنى أيه مسئولية بيت عشان اخاف من خرابه، يمكن أنا اللى فرقنى عن كل الناس أنى بحب، عاشقة عاصم وبجنون ويمكن لو كنت أكبر شوية كمان كنت فعلًا انا اللى طلبت الطلاق بعد العلقة اللى خدتها وشكه فيا لكن لا عاصم مشكش فيا يا هيام، أنا واثقة أن الصور دى ليا وماكس صديقي أكد على أن الصور حقيقية، أنا ما بعرف أزاى أتصورت لكن خلينا نعترف أن دى أنا …. حقيقة مهتتغيرش لكن دى نصف الحقيقة بس والنصف التانى مفقود من عندي، لذا أنا قررت أعاقب عاصم بطريقتى، وأنتِ بما انك بتعرفي الحقيقة دلوقت لازم تساعدنى
نظرت “هيام” إليها بلا مبالاة وهى ترفع حاجبها للأعلي ثم قالت:-
-كيف؟ أصلًا كيف هتعاجبه، حلا أنتِ متتضمنيش من هنا لحد هناك كدة، عاصم لو جالك كلمة حلوة هتسحي علي نفسك وأحتمالي تعترفي بنفسك
ضحكت “حلا” بعفوية وهى تقف لتفتح حقائب ملابسها ثم قالت وهى تخرج تنورة قصيرة مصنوعة من الجينز:-
-بعرف لكن لازم أتمسك عشان عاصم يحس بالندم أكتر وعشان أنا كمان محسش أنى سامحته على طول ومعنديش كرامة
تأفف “هيام” بحيرة من جنون هذه الفتاة لكنها لم تملك قرارًا سوءًا موافقتها على فعل ذلك…..
دلف “عاصم” مساءًا للغرفة ورأها نائمة بالفراش ليتنحنح بهدوء لكنها لم تتحرك، بدل ملابسه وذهب إلى الفراش، جلس بجوارها يتأمل ملامحها البراءة التى اشتاق لها بجنون مُنذ شهر ونصف وهى بغيبوبتها ليرفع خصلات شعرها عن جبينها للأعلي ثم أنحنى إلى جبينها وقبلها برفق وهو يقول:-
-شكرًا يا حلوتي، أنك مهمتلنيش لحالي
ضمها إليه بلطف ليأخذ نفس عميق بأرتياح بعد أن عادت لبين ذراعيه، لم تفتح عينيها رغم شعورها بوجوده وهى تستنشق عبيره وصوت أنفاسه الدافئة كم أشتقت إليه وإلى سكنها بين ذراعيه، تسارع نبضات قلبها لتحدثه بعناد:-
-متضعفش والنبي
كان قلبها يصارع عقلها المتمرد الذي أعلن الحرب علي حبيبه الساكن بين نبضاته وضلوعه ولأول مرة مُنذ ليالي طويل تغفو عينيها بسلام بعد أن عادات بين ذراعيهوهى تشعر بذراعيه تتطوقها بأحكام حتى أوشك على أعتصر عظامها بين ذراعيه…….
________________________________
كانت “فريدة” جالسة على الأريكة فى الصالون جواره وتقول:-
-مهتستناش يعنى لما نطمن على حلا
تحدث “مازن” بضيق وهو يأخذ يدها بين راحة يده قائلًا:-
-حلا صحيًا زينة وأحسن منى ومنك هستنى أيه أنها تفتكر، دى مش خطر يعنى لما اتجوز وهى مفتكرتش، ناجص تجوليلي أستن لما تولد كمان
قاطعته “فريدة” بتذمر شديد قائلة:-
-لا طبعًا دا لسه 7 شهور أستنى كل دا ليه؟
نظر “مازن” إليها بعيني عاشقة وأقترب نحوها أكثر وقال بغزل:-
-مستعجلة!!
تنحنحت “فريدة” بخجل شديد وطأطأت رأسها قليلًا لتقول:-
-مش أوى يعنى بس….
وضع يده أسفل رأسها ومسك ذقنها يرفع رأسها لتتقابل أعينيهم معًا وقال بخفوت ونبرة دافئة:-
-متكذبيش يا فريدة، بتحبنى ومجدرش على بعدى
تشبثت بيده بخجل شديد وهى تنظر بعينيه ووجنتيها متوردة بلون الدم وتشعر بحرارة جسدها المرتفعة من قُربه هكذا وقالت:-
-مازن أنا معترفة أنى بحبك هكذب ليه؟ أكيد أتجوزتك ودلوجت شرعًا أنا مرتك لأنى بحبك مش واخدك تخليص حج يعنى
قهقه ضاحكًا بعفوية وهو يضع ذراعه خلف ظهرها بهيام وقال بحب:-
-تخليص حج!! وربنا لو تخليص الحج بالجمال دا أنا راضي وعاشج
رفعت “فريدة” يدها إلى وجنته بلطف تلمسها بأناملها الباردة من الخجل وقالت:-
-توعدني يا مازن!!
نظر إليها بفضول وهو لا يفهم كلمتها لتقول مُتابعة بحب:-
-أوعدنى تفضل تحبى أكدة طول العمر ومتوجعنيش ولا تعمل فيا كيف ما عاصم عمل مع حلا وطلجها لحظة غضب أو تضربنى
مسك يدها الموضوعة على وجنته بحنان وأحتضنها براحة يده الكبيرة وعينيه لا تفارق عينيها نهائيًا ليقول بدفء ونبرة ناعمة:-
-أوعدك يا فريدة، أوعدك تفضلي حبيبتى وبنت جلبي عمره كله، ومتفكرش فى الطلاج دا تاني ولا تخافي منه، لان كلمة طلاج دى مش فى قاموسي نهائيًا
تبسمت “فريدة” بحب شديد وهى تضع رأسها على كتفه بهيام ليبتسم بحب ثم قال:-
-نعمل الفرح الشهر الجاي أتفجنا
أومأت إليه بنعم ليقبل جبينها بسعادة …..
_____________________________
خرجت “حلا” من غرفتها لكى تذهب للجامعة لكن استوقفها صوت “عاصم” من الخلف يقول:-
-حلا
تأففت بضيق مُصطنع وسارت نحوه كى تقول:-
-أفندم
أشار على ملابسها وهى ترتدي شورت جينز يصل لأعلى ركبتيها وتي شيرت أسود اللون وقال:-
-أنتِ خارجة أكدة؟
تمتمت بضيق شديد قائلة:-
-اللهم طولك يا روح، أكيد خارجة يعنى
كز على أسنانه بضيق شديد وهو يقول:-
-غيري خلجاتك دى وبعدين أخرجى
وقفت أمامه بتحدي وعناد مُتذمرة على حديثه وقالت:-
-لا
أخذها من ذراعها بقوة غلى أتجه غرفته ليقول بضيق:-
-تعالي أهنا؟
دفعت “حلا” بعيدًا عنها بضيق شديد لتقول:-
-متمسكنيش كدة
لم يبالي لأمرها وسحبها من يدها بالقوة فلم تتمالك عنادها وكبريائها قبل أن يسيطر قلبها عليها ويجعلها تخدع أمامه ويسقط قناع الغضب وتعود لبرائتها معه فصرخت “حلا” بغضب سافر لتقول:-
-إياك تقرب منى مرة تانية؟ أصلًا مستحيل أنى أكون متجوزة من الرجل دا، جنت أنا عشان أتجوز رجل بعمر أبويا
صمت “عاصم” بصدمة لا يستوعب ما يحدث وكون حبيبته بين ليلة وضحاها عدوته وتكره لمسة يده وانفاسه، تنحنحت “سارة” بهدوء قائلة:-
-حلا أهدئي أنتِ مرته فعلًا وحتى انك حامل!!
لم تتحمل رؤيته أو سماع صوته لتصرخ بأنفعال شديد قائلة:-
-مستحيل أنى أكون زوجة له وكمان أم لا….لا أنا هنزله
لم يستوعب “عاصم” كلماتها وكيف ببساطة تلفظ هذه الكلمة ليمسك يدها قبل أن تغادر يستوقفها لتنفعل بغضب سافر قائلة:-
-أنت مُتخلف قلتك متلمسنيش
كز على أسنانه بضيق من طريقتها وكأنها تحولت لشخص أخر لتشعر بصرير أسنانه ويقشعر جسدها من صوتهم وقالت بتنمر وهى تغادر:-
-أنتوا مستحيل الرجل دا أزاى وعايشين معاه …. بحياتى كلها ما كرهت حد من النظرة الأولى مثله
تمتمت “هيام” بصوت خافت قائلة:-
-بحياتك كلها يا حلا ما حبتى حد جده، معجول يتحول الحب لكره، لو ما كنت بعرف حجتجتك لكنت فكرتك كرهتي عاصم بجد
ركضت مُسرعة خلف أختها لتراها تقف أمام المرآة وترتدي فستان أصفر اللون وطويل بكم وترابط رباطه حول عنقها لتقول بعفوية:-
-مُمثلة شارطة، كان لازم تجدمي فى السيما بدل الهندسة
نظرت “حلا” إلى أختها بطرف عينيها لتقول بهدوء:-
-أتركنى لحالي يا هيام
وقفت “هيام” خلف أختها وهى تعانقها من الخلف وتقول:-
-روجي يا جميل
تأففت “حلا” بضيق من زوجها وقالت:-
-عاصم مبيحاولش يصلح علاقتنا ببعض بل بالعكس دايمًا غضبان وبيزعق، لو كنت فاقدة الذاكرة بجد كنت مستحيل أرجع احبه بعمايله دى
تبسمت “هيام” بلطف وهى تقول:-
-طيب يلا عشان هنتأخر على الجامعة وبعدين نشوف موضوع عاصم دا
ذهبوا معًا للجامعة لتركض “رقية” إلى “حلا” بحماس وسعادة لعودتها سالمة وعانقتها برحب شديد، أبتسمت “حلا” بعفوية على صديقتها وعانقتها بحب شديد فاستوقفهما صوت “هيام”:-
-أنا همشي بجي
ذهبت تبحث عن “جاسمين” و”تامر” ولم تعثر عليها فذهبت للمكتبة وجلست هناك تذاكر وحدها باجتهاد لتتصل “جاسمين” بها فقالت “هيام” بضيق:-
-أنتِ فين؟
أجابتها “جاسمين” بتعجل وهى تلهث قائلة:-
-راحت عليا نومة، لسه نازلة أهو
أومأت “هيام” لها بضيق شديد من الانتظار وقالت:-
-طيب أنا مستنيكي فى المكتبة متتأخريش
أغلقت معها الاتصال وهى تري كوب قهوة من الورق يُضع أمامها تبسمت بعفوية وهى ترفع نظرها لكنها صُدمت عندما رأت شاب من دفعتها وليس “أدهم” لتنظر إلى كتابها بضيق فجلس الشاب بجوارها وهو يقول:-
-أعتبريه ترحب ببداية الترم الجديد
تأففت “هيام” بضيق سافر وقالت:-
-هو أنا أعرفك؟
أجابها وهو يضع رأسه على يده بإعجاب قائلًا:-
-أنا عارفك، معجول متعرفنيش أنا معاكي فى الدفعة
تأففت بضيق شديد وهى تترك القلم وترفع نظرها عن الكتاب بأنفعال ثم قالت:-
-والمفروض أنى أعرف كل اللى فى الدفعة، وشكرًا على الجهوة اللى مهشربهاش
جمعت أغراضها لكى تغادر غاضبة فهرع الشاب خلفها بالقهوة وحاول مسك يدها لتصرخ غاضبة وهى تدفعه بقوة وتقول:-
-خلي عندك دم
سقطت القهوة من يديه أرضًا ونظر الجميع عليهم، شعرت “هيام” بحرج شديد وغادرت من مكانها مُسرعة لتختفي عن الأنظار، بما أنه اليوم الأول فى الدراسة ذهب “أدهم” للمكتبة حيث تفضل فتاته البقاء لكنه لم يجد لها أثرًا وسمع من أمينة المكتبة عما حدث وشجارها مع طالب أخر ليستشيط غيظًا وشعور الغيرة يأكل قلبه فخرج من المكتبة غاضبًا ويحاول الأتصال بها لكنها لم تجيب، نظر إلى ساعة يده وكان متبقي ساعة ونص على موعد محاضرته ليتأفف بضيق وذهب إلى مكتبه حتى تمر هذه الساعة ونصف، وذهب قبل موعد محاضرته بربع ساعة وهو لا يطيق الأنتظار ليُدهش عندما رأها جالسة مع “جاسمين” و”حلا”، تبسم لشفاء أختها وبدأ محاضرته ليدخل الشاب مع أصدقائه ومعهم أكواب من القهوة الساخنة ثم جلسوا أمامهم لتشير “هيام” لـ “حلا” عليه بعد أن أخبرتها بما حدث، دُهشت “حلا” عندما وضع الشاب القهوة من جديد أمامها وهو جالسًا أمامها لتتأفف بضيق شديد وعقلها لا يتحمل هذا الفتى خصيصًا بعد ما سمعت من “هيام”، رأوه “أدهم” وهو يضع القهوة أمامها ليكمل شرحه بخنق لكن “حلا” لم تكن تخشي شيئًا أو حتى أن تطرد من المحاضرات فربتت بسبابتها على كتف الشاب وقالت:-
-شكرًا مش عايزين قهوة
أجابها الشاب ببرود شديد:-
-مش ليك هى أى تماحيك
كزت أسنانها بضيق شديد من حديثه ودُهش الجميع عندما سكبت القهوة على ظهر هذا الفتى دون أن تبلي بما سيحدث ليصرخ بألم من سخونة القهوة فرمقته “حلا” وهى ترفع حاجبها بغرور:-
-تماحيك بقي
صُدمت “هيام” من جراءة أختها وتوقف “أدهم” عن الشرح ونظر الجميع ليروا ما حدث وهذا الشاب يصرخ بـ”حلا”….
___________________________
كان “عاصم” جالسًا فى المكتب مع المصممين ويتحدثون حول مشروعًا جديدًا لكن استوقفه صوت هاتفه الذي لم يتوقف عن الرنين ليُجيب عليه وصدم عندما كان الاتصال من الجامعة يطلبوا حضوره كونه ولي أمر “حلا” فأتسعت عينيه بقلق شديد وذهب لكنه صُدم عندما ………………
وللحكــــــــايــة بقيــــــة …….
رواية اجنبيه بقبضة صعيدي كامله بقلم نور زيزو // من هنا
روايه اجنبية بقبضة صعيدي الفصل التاسع عشر والعشرين والواحد والعشرون // من هنا
.
يتيع
.