رواية اجنبية بقبضة صعيدي الفصل التاسع عشر والعشرين والواحد والعشرون بقلم نور زيزو
الحلقة 19
الحلقة 20
الحلقة 21
.
.
رواية / اجنبية بقبضة صعيدي
بقلم/ نور زيزو
علقوا هنا ب 10 ملصقات
🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔵🔵
الحلقة 19
.
رواية أجنبية بقبضة صعيدي الفصل التاسع عشر 19 بقلم نور زيزو
نظر “عاصم” إلى “حلا” بعيني ثاقبة حادقًا بها لتهز رأسها بلا خائفة من نظرته وهو جالسًا علي مقعده أمام مكتب العميد، سارت “حلا” نحوه لتقف خلفه بعد أن فتح الباب ودلف الشاب وصديقه يرمقها بأغتياظ شديد، تشبثت “حلا” بأكتاف “عاصم” بيدي مُرتجف ثم قالت:-
-هو اللى قليل الأدب وضايقنى الأول
صاح الشاب بضيق شديد ويمد ذراعه الأيمن نحو “حلا” بأختناق شديد ويقول:-
-أن ما دفعتك تمن اللى عملتيه دا
صاح العميد به قائلًا:-
-أتلم يا زفت ومسمعش حسك إلا لما اسألك
نظر الشاب إلى “عاصم” الذي تحولته عينيه للغضب الشديد بعد أن هددها هذا الشاب أمامه مباشرة دون أن يحترم وجوده أو يهتم لهذا الأمر، أنهى الأمر مع عميد الكلية بالتراضي ليخرج من المكتب وهى معه ليحدق بها غاضبًا وهو يقول:-
-جاية الجامعة عشان أكدة، مكفكيش الإمتحانات اللى مدخلتهاش الترم كمان المحاضرات مهملها وجاية أهنا؟ سايبة كليتك ليه؟
تأففت “حلا” بضيق وهى تنظر إليه وقالت:-
-هو اللى ضايق هيام، أسكت يعنى
أغلق قبضته بضيق شديد وهو يستمع إلى حديثها ثم اجابها بحدة قائلًا:-
-ومهمكيش نفسك، تيجى كليتها ليه؟ هى معندهاش لسان تشتكي به يعنى ولا تدافع عنها نفسها، أنتِ البلطجي بتاع البيت
رفعت “حلا” رأسها إليه بغرور وهى تقول:-
-اه، بعدين أنا ما فاهمة هم طلبوك ليه ما كانوا طلبوا مازن أخويا
أخذ خطوة نحوها اكثر وهو يقول:-
-لأنى جوزك وولي أمرك
كزت على أسنانها بضيق منه ثم قالت:-
-دا اللى كان ناقصنى النهار دا
قالتها وهى تسير للخارج بعيدًا عنه بتأفف شديد لينهدم ملابسه بأغتياظ ثم قال:-
-صبرني يا رب عليها ….
ترجل الدرجات هاديءً وهو يراها تفتح باب سيارته وتصعد بضيق يحتل وجهها، مر هذا الشاب من جانبه غاضبًا وهو يسير نحوها وطرق بأصابعه على زجاج النافذة وقال:-
-أوعى تفتكر الموضوع خلص أكدة يا شاطرة، لا أنا اللى يدينى جلم بيرده عشرة
حدقت “حلا” به ببرود شديد وقبل أن تجيب عليه أتاه صوت “عاصم” من الخلف وهو يضع يده على كتف هذا الشاب ويقول:-
-اللى بتجدر تعمله أعمله بس أتحمل الباجي
تبسمت “حلا” بخبث شديد ثم صعد “عاصم” بالسيارة وانطلق بها،ذهب “أدهم” إلى حيث “هيام” بعد انتهاء المحاضرة ورأها جالسة مع أصدقائها، تبسنت “جاسمين” بهدوء وأبتعدت بعيدًا مُغادرة لتنحنح “هيام” بهدوء وهى تنظر إليه بعد أن جلس أمامها لتقول:-
-أسفة
رفع حاجبه باستغراب شديد لأسفها فتابعت بخفوت شديد وحرج من فعل أختها:-
-كل مرة بخربلك المحاضرة بمشكلة جديدة
تبسم “أدهم” بلطف وهو يقول:-
-بيستاهل
أومأت “هيام” له بنعم ثم قالت:-
-بصراحة اه بيستاهل جوى
نظر إليها لتخجل من نظراته قليلًا ووجنتها توردت خجلًا وهى تشعر بنبضات قلبها لتنحنح بحرج ثم قالت وهى تقف:-
-أنا هروح
غادرت مسرعة من أمامه ليبتسم عليها خصيصًا فى خطواتها المسرعة كأنها تهرب من أحد يلحق بها….
____________________________
كانت “حلا” نائمة بفراشها لتشعر بيديه تتطوقها من الخلف وهو يضمها إليه لتأخذ نفس عميق وهى تحاول كبح شغفها وإشتياقها له مُغمضة العينين، أستنشق عبيرها الذي لطالما أشتاق له، فتحت عينيها لكى تشاجره لكنها توقفت محلها عندما شعرت بيده تسلل إلى بطنها حيث يسكن جنينهما الصغير، أصابها شعورًا جديد عليها لم تشعر به من قبل ليهتف فى أذنيها بنبرة خافتة:-
-حلوتي!!
تسارعت نبضات قلبها بجنون خرج عن سيطرتها لتلتف مكانها وتلف ذراعيها حول خصره وما زالت مُغمضة العينين تبسم “عاصم” بعفوية ووضع رأسه فوق رأسها ونام فى سبات عميق من النوم…..
فتح “عاصم” عينيه مع أذان الفجر ليراها جالسة أمامه تتأمله لكن سرعان ما تحولت نظرتها لغضب، سأل بنبرة خافتة وهو يعتدل فى جلسته:-
-مالك؟
صرخت “حلا” بوجهه غاضبة تصطنع الأشمئزاز قائلة:-
-مالي!! بجد بتسألنى حاول تتخيلي أنا شوفت ايه قصدى أول ما صحيت
نظر لها بعدم فهم واستفهام لتقول بقسوة مزيفة:-
-وشك! أنا كمان مرة قولتلك متلمسنيش يا عاصم ولا تقرب منى، قولتلك أن منطقة السرير دى محظورة عليك
ترجل من الفراش وهو لا يبالي لغضبها وانفعالها لتقف وهى تسير خلفه بضيق من تجاهله لتقول:-
-هو أنا مش بكلمك يا أستاذ أنت
ألتف إليها ببرود شديد ثم قال:-
-عايزة أيه يا حلا، أنا أعرف لو مطايقنيش م=تبطلي تتلزجى فيا أكدة
أتسعت عينيها على مصراعيها بذهول من كلمته لتشير على نفسها بسخرية وقالت:-
-أنا!! بتلزق فيك أنت! ليه بحبك مثلًا
أقترب خطوة منها ليحدق بعينيها الخضراء ورأى أرتباكها فى عينيها ونبضاتها قلبها المتخبطة ثم قال:-
-يمكن ليه لا
قهقهت ضاحكة بسخرية علي كلمته وقالت:-
-ما بحبك، أنا مستحيل أحب واحد زيك
جذبها إليه بقوة حتى ألتصقت لتضع يديها على صدره كرد فعل من جذبه ورمق عينيها الخضراء بنظرة دافئة وعاشقة وقال:-
-عيني فى عينيك اكدة؟
أزدردت لعابها بأرتباك شديد من نظرات عينيه وسحرهما هاتان الرمادتين لتنحنح بأرتباك من قربه ونظراته التى أوشكت على هزيمتها وهذا القلب لا يقوى على مقاومة سحر الهوي بينهما ومشاعرها تضرب صدرها بدقات قلبها المتسارعة، قالت بتلعثم من ربكتها:-
-أكيد، أنا…. أصل… عاصم ابعد كدة
تذمرت عليه وهى تحاول أفلات نفسه من بين ذراعيه بعد أن كادت تُهزم أمامه ويهدم حصون قوتها المصطنعة ليحكم ذراعيه أكثر عليها واستمع لصوت أنفاسها المتضاربة وعلوها ليقول:-
-دجات جلبك، عينيك، حتى أنفاسك يا حلا بيجولوا عكس أكدة، جسمك وجلبك مجادرنيش علي الكذب، كم مرة جولتلك الكذب مبيليجش بيكي يا حلوتي
هدم كل قوتها وشعرت بشجاعتها وعنادها تفقدهم، تمتمت بأرتباك قوى قائلة:-
-أتركنى يا عاصم
هز رأسه بلا لتبتلع ريقها بصعوبة وهى تكرر طلبها:-
-أتركنى وألا ما تلومنى
نظر إليها بحب وعشقه يفيض من عينيه ونظراتها اللامعة ببريق الهوى وأنفاسه الدافئة تضرب وجهها بعد أن أحتل العشق رئتيه، وقال:-
-معجول أهملك، لا عاجل ولا حتى مجنون يجدر يهمل روحه وجلبه ودنيته كلتها، أعملها أنا كيف؟ حلا أنتِ أحتلتي كل عضو فى جسمي مش بس جلبي، حياتى وعمرى ملهموش جيمة نهائيًا من غيرك، دنيتى نورت وأحلوت بس لما جت حلوتي تحلي كل أيامي، كيف أهملك بحجك يا حلا؟؟
كانت قد هُزمت حقًا أمامه وبعد كلماته أذاب جليد عقلها المتمرد وشعرت بلسانه يحتوى كبريائها بدفئه، لم تستطيع مقاومة صدق نبرته وعينيه العاشقة أكثر من ذلك لتقول:-
-بتحبنى؟!
لم يجيبها بلسانه بل فضل أن يجيب بشفتيه بقبلة ناعمة لتتشبث به كالوبر فى الملابس حتى ابتعد عنها وقال:-
-بتكفيكي أجابتى!!
أومأت إليه بنعم وبسمتها رسمت على وجهها تنيره وتعيد الحياة له من جديد، رفع يده يلمس وجنتها بأنامله وهو يسأل بقلب مفطور:-
-بربك يا حلا؟ كيف تنسينى!!
تبسمت ببراءة وهى تتسلل من بين يديه للخلف هاربة بعيدًا عنه وهو لا يفهم ما تفعله ونظر لها مُستغرب لتقول بعفوية وهى تقف خلف الأريكة:-
-بصراحة كانت لعبة، كنت بلعب معاك؟….
ظلت بعيدة تختبي منه وهى لا خائفة من رد فعله حقًا، لكنها لم تتوقع بروده معها وهدوئه الغير معتاد خصيصًا بعد أن دلف للمرحاض وبدل ملابسه بهدوء حتى أستعد للذهاب للجامعة لتقول:-
-عاصم أنت سمعتنى؟
أجابها وهو يلف عمامته وقال:-
-سمعت
تنحنحت بحرج منه وخوف ثم قالت بنبرة متلعثمة:-
-مُتأكد أنك سمعتنى، رد فعلك غريب
خرج من الغرفة وهو يقول بجدية:-
-كنت خابر يا حلا أنك بتلعبي
غادر بعد أن ألجمها بصدمته فجلست على الفراش وهى تفكر كيف علم؟ هل أخبرته “هيام” أم كيف علم بذلك؟ تأففت بحيرة شديدة وظلت تنتظر هذا الرجل حتى يعود من صلاة الفجر على أحر من الجمر فعاد “عاصم” بعد ساعة كاملة لتسرع نحوه وهى تقول:-
-عرفت منين؟
نظر إليها وهو يبدل ملابسه وينزع عمامته لتقول بضيق:-
-ما تتكلم يا عاصم أنت هتفضل تبص ليا
نظر لها بجدية ثم قال:-
-اللى تفجد الذاكرة يا حلا ما هتتفتكرش عربيتى، أنتِ الصبح ركبتى عربيتى وهى مركونة وسط عربيات كتير مع انك مشوفتهاش بعد الحادثة، اللى بتنسي ما بتتفكرش كليتها يا حلا ولا أنها مدخلتش الإمتحانات، حاجات كتير بجى
كزت على أسنانها بأغتياظ شديد ليهمس فى أذنها قائلًا:-
-حتى خططك هبلة كيفك
ألتفت إليه بضيق شديد ليستوقفها بقبلة على وجنتها وذهب إلى الفراش لتشعر بغضب شديد بداخلها وهى تشعر بأنه أنتصر عليها ولم يترك لها المجال نهائيًا لتفعل به ما تريد، كادت “حلا” أن تقتله فى الحال من غضبها لكنها سمعته يقول:-
-تعالي نامي يا هبلة عشان كليتك الصبح
أجابته بتذمر شديد بعد أن جلست على الأريكة:-
-قال يعنى يهمك أوى
رفع رأسه عن الوسادة ونظر إليها وقال ببرود أكثر يثير غضبها:-
-يهمنى ولدي أنما انتِ حرة فى حالك
كزت على اسنانها بغضب سافر من كلماته ثم قذفت خدادية الأريكة عليه بخنق وقالت بانفعال:-
-نام يا عاصم…..
_______________________________
فتحت “مُفيدة” باب المنزل صباحًا وصُدمت عندما رات وجه هذه المرأة التى سرقت زوجها منها مُنذ سنوات، واقفة أمامها بذهول تام وتتكأ بيدها على حقيبة سفرها ومعها رجل فى عمر الأربعينات لتقول “مفيدة”:-
-أنتِ
تبسمت “جوليا” بغرور شديد ثم قالت:-
-لسه زى ما أنتِ يا مفيدة، ما أتغيرتي نهائيًا
دلفت للمنزل قهرًا ناظرة إلى أرجائه وهى تقول:-
-لسه عليكي تراب الزمان والعجاز
ضحكت “مفيدة” بسخرية شديدة وهى تقول:-
-هههههه أنا لسه كيف ما أنا شريفة وست محترمة مش كيفك أنتِ، مجوبتنيش بجي أيه اللى جابك أهنا؟
نظرت “جوليا” لها بهدوء وقالت:-
-فين حلا؟
رمقتها “مُفيدة” بضيق شديد وهى تقول بأختناق بعد أن عقدت ذراعيها أمام صدرها:-
-حلا!! جولتلي بجي، دى خطتكم، هى تجي أهنا تتجوز من الكبير وتحمل وتكوش على الكل وأنتِ تجي أهنا تلمي الغلة منها
نظرت “جوليا” لها بصدمة الجمتها ثم قالت:-
-حامل!! هى فين؟
قاطعهم صوت “حلا” وهى تخرج من الغرفة خلفه تناديه بأنفعال شديد:-
-أقف هنا انا بكلمك
توقفت قدميها عن السير حين رأت أمها أمامها لتفرك عينيها بصدمة الجمتها ولا تصدق ما تراه ليُصدم “عاصم” مثلها تمامًا لتقول:-
-ماما
فتحت “جوليا” ذراعيها إلى “حلا” لكن رد فعل “حلا” كان غير متوقع حينما وقفت خلف “عاصم” تحدق بوالدتها بصدمة الجمتها وهى تدرك جيدًا أن والدتها لن تأتى لهنا من أجلها وربما جاءت بمصيبة جديدة لها، تنحنحت “جوليا” بحرج ثم قالت:-
-عاصم!!
نظر “عاصم” إليها بجدية حادة ثم إلى هذا الرجل الواقف أمامه ليقترب هذا الرجل منه وهو يمد يده لكى يصافح “حلا” قائلًا:-
-كيفك يا حلا؟
قبل أن تمد يدها لمصافحته، صافحه “عاصم” بقوة وهو يضغط على يده بغيرة تأكل قلبه ثم قال:-
-زينة؟ مين حضرتك؟
أجابته “حلا” بلطف وبسمة رُسمت على وجهها من أجل هذا الرجل:-
-ماكس، صديقي
نظر “عاصم” بحدة إليها ونظرته الثاقبة أرعبتها لتبتلع ريقها بخفوت وهى تقول بهمس:-
-والله صديقى مش بكدب أعمل أيه
كز على أسنانه ثم نظر إلى “جوليا” وهذا الرجل…
نزل “مازن” من الأعلي بعد أن علم بجضورها ليقابل هذه المرأة التى لطالما كانت تُحدثه فى الهاتف وتخبره على دفع المال فحدق بها بغيظ شديد وخنق ثم قال:-
-أنتِ جاية ليه؟ عايزة كام المرة دى؟
وضعت “جوليت” قدمها على الأخرى بغرور ثم قالت:-
-كلك بتسألوا نفس السؤال لكن كيف ما أجى على مصر بعد ما حدث مع حلا، للعلم لأن واضح انكم نسيتوا حلا بنتى الوحيدة
ضحك “مازن” بسخرية شديدة من حديثها ومُنذ متى وهى تهتم لأمر أبنتها، المرأة التى باعت ابنتها لرجل من أجل المال كيف أن تهتم بحياتها أو موتها، ضحكت “حلا” بخفوت شديد هى الأخرى لتنظر “جوليا” لها بأندهاش من فعلها وقالت:-
-حلا
سألتها “حلا” بخفوت قائلة:-
-بجد قوليلى السبب، أى كارثة عملتيها يا ماما… ولا تقولي أنى السبب
ضحكت “جوليا” بخفوت ثم قالت:-
-لا، أنتِ السبب فعلًا يا حلا
تأففت “حلا” بضيق شديد ثم أومأت إليها بنعم وهى لا تصدق كلماتها….
لم يرحب بها احدًا لكن سمح “عاصم” لها بالبقاء فى المنزل ودلفت للغرفة مع “حلا”، نظرت للغرفة تتفحصها لكنها توقفت عندما قالت “حلا” بخفوت:-
-بصراحة يا ماما أنتِ جيتي ليه؟
ألتفت “جوليا” إليها بهدوء تام لتشعر “حلا” بأن هذا الهدوء وهذا الصمت هما بمثابة ما قبل العاصفة لتتحدث “جوليا” وهى تجلس على الفراش:-
-عشانك يا حلا، أنا سمعت من ماكس على اللى حصل معاكي ومساعدته ليكى وقالي أنك حامل
ضحكت “حلا” بسخرية على تمثيل والدتها لتقول:-
-من شوية أستغربتى أنى حامل وطلعتي بتعرفي
أومأت “جوليا” لها بنعم لتتابع حديثها بحماس شديد:-
-حلا انتِ فتحتي لينا طاقة القدر
عقدت “حلا” حاجبيها بعدم فهم لكلمات والدتها لتتابع “جوليا” بمكر شديد قائلة:-
-أنتِ حامل فى ابن عاصم الشرقاوي يا حلا، بتعرفى عاصم ممكن يدفع كام عشان أبنه
أتسعت عيني “حلا” على مصراعيها بصدمة ألجمتها، هذه المرأة لم تتغير نهائيًا لن يحركها سوى المال وخططها الشيطانية، أهم ما فى حياتها وأكثر ما تهتم له هو المال وكيف تجني الكثير منه فقط، تجمعت الدموع فى عينيها بصدمة لا تصدقها ووالدتها لا تهتم لكل هذا وتتابع الحديث بحماس شديد:-
-فكرى لو طلبنا أى مبلغ من عاصم لأجل ابنه بس وأنه يفضل فى حضنه ممكن يدفع كام، أطنان من المال يا حلا
أتسعت عينيها على مصراعيها وهى تلمس بطنها بيديها ولا تتخيل أن هذه المرأة لم يسلم منها حتى هذا الطفل الذي لم يخرج للدنيا بعد لتُتمتم “حلا” بصدمة وتلعثم شديد بينما تطأطأ رأسها ناظرة على بطنها:-
-ما بكفيكي عذابى وجنى المال من بيعى كمان ابنى… أنتِ أيه؟ مستحيل تكونى أم، أنا لم أولد بعد وبحس أنه أغلي من روحي كلها لكن أنتِ كيف بتعملي فيا كدة؟ ها
رفعت رأسها وهى تصرخ بغضب سافر بهذه المرأة قائلة:-
-طلعي ابنى من حساباتك وخططك، جربي تحاولي تأخدي جنيه واحد من عاصم وأنا بنفسي اللى هخليه يطردك مش بس من البيت لا من مصر كلها وعاصم بيقدر….
شعرت “جوليا” بغضب سافر من تحدي ابنتها لها لتصدم “حلا” عندما صفعتها “جوليا” بقوة وقالت بعناد:-
-يطردنى، حلا أنتِ هنا بفضلي أنا، بفضل خططي اللى ما عاجباكي، فوقي إذا أنا نطقت بحرف واحد، أنتِ هتكوني أول المطرودين، حاولى تتخيلي أيه ممكن يحصل لو قولت لعاصم بتاعك دا أنك ما بتكون بنت العيلة دى ولا تقربي ليهم …
أتسعت عيني “حلا” بصدمة على مصراعيها وهى لا تستوعب ما تسمعه لتقول بتلعثم:-
-أنتِ بتقولي أيه؟ مستحيل أنتِ وصلتى للقذرة دى أمتى
صاحت “جوليا” بها بغضب سافر قائلة:-
-اللى سمعتيه، أمك وأبوكي عايشين يا حلا وأقولك الأقذر أنا لسه بأخد منهم المال بس عشان أقولهم مين بنتهم، وإذا حاب تعرفي أهلك يبقي لازم تخرسي يا حلا وتقفلي فمك وتنفذي اللى أقولك عليه وبس، وإلا صدقنى الأسرار اللى جوايا ما بس بتقدر تكسرك لا، أنا إذا فتحت فمى، حياتك راح تنهار وتدمر
مسكتها “جوليا” من ذراعها بقوة وحدقت بها بناظرات ثاقبة مُخيفة وقالت بنبرة خافتة مُرعبة:-
-لو حابة ما تخسرى أخواتك الحلوين وجوزك يبقى تسمعي اللى بقولك عليه فاهمة…..
.
🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔵🔵
الحلقة 20
↚
رواية أجنبية بقبضة صعيدي الفصل العشرون 20 بقلم نور
دلف “عاصم” إلى الغرفة مساءًا قلقان خصيصًا بعد أختفاء زوجته طيلة اليوم بعد حضور والدتها، رأها جالسة على الفراش صامتة فجلس جوارها وهو يقول بخفة:-
-مساء الخير
لم تجيب عليه بل ظلت صامتة وهادئة تمامًا كأنها لم تشعر بوجوده ولم تستمع لكلمته، دُهش “عاصم” من صمتها فهز كتفها بلطف وهو يقول:-
-حلا
نظرت “حلا” له بأندهاش وكأنها فاقت من شرودها اخيرًا لتراه جالسًا بقربها سأل “عاصم” بقلق شديد:-
-مالك!؟
هزت رأسها بلا بضيق شديد وترجلت من الفراش بتعب وهى تقول:-
-مفيش حاجة
خرجت من الغرفة هاربة من أسئلته الكثيرة وفضوله، بنفس اللحظة خائفة من ضعفها وأحتوائه له وعقلها لم يكفى عن التفكير نهائيًا فما قالته والدتها، كونها ليست ابنه لهذه العائلةوأبتزازها بهذا الطفل الموجود فى أحشائها، لم يستوعب عقلها كل هذه الأحداث التى سقطت عليه اليوم لتقف بشرفة الغرفة وهى لا تملك مخرجًا لهذا الأمر نهائيًا ……
_____________________________
أستيقظت “مُفيدة” من نومها على صوت “سارة” ابنتها تقول:-
-يا ماما الفطار جاهزة
ظلت محلها لم تتحرك وقالت بضيق شديد:-
-مش واكلة
ربتت “سارة” على كتف والدتها بضيق شديد ثم قالت:-
-وبعدين يا أمى بجالك يومين حابسة نفسك أكدة فى الأوضة
صاحت بنبرة مُنفعلة جدًا وهى تقول:-
-هو مش عاصم بيه جعدها ويايا أهنا فى نفس الدار، مهموش كسرتى وجهرتى وكل اللى فكر فيه هو مرته وتفضل أمها جارها أهنا متفارجش، مش كفاية عليا انى متحملة مرته بنت جوزى لا كمان جعدلي ضرتى أهنا…
ربتت “سارة” على كتفها بحنان وهى تقول:-
-متهتميش بها ولا كأنها موجودة أهنا، شوية تراب فى البيت وخلاص، أنا لو مكانك وخلاص الراجل اللى بتتخانجوا عليه راح ، أجوم البس وأتزوج أكدة وأبجى هانم وأخرج اكيدها وأفرسها
نظرت “مفيدة” إلى ابنتها بصمت لتشير “سارة” لها بنعم بخبث شديد…..
كانت “جوليا” جالسة فى على الوسادة بالأرض فى القاعدة العربية وتضع أمامها طبق من الفاكهة وفى يدها سكينًا للفاكهة صغير، فسمعت صوت “مُفيدة” تقول:-
-يا ناجية، أعمليلي فنجان جهوة يظبط دماغي
رفعت “جوليا” نظرها إلى “مفيدة” فرأتها تسير نحو الصالون المقابل لها مُرتدية عباءة استقبال زرقاء اللون ، غالية الثمن من جمالها وكأنها عباءة صُنعت للملوك والأثرياء فضفاضة وتشبه بأكمامها أجنحة الفراشات، مظرزة من منطقة الصدر بفصوص فضية وخيوطًا بيضاء،وأصوات الأساور الذهبية التى تحتضن معصميها يخترق أذن “جوليا”، رفعت “جوليا” حاجبيها بغرور وهى تتحاشي النظر لها من الضيق، دق باب المنزل لتفتح “ناحية” وكانت مرأة من الغجر فور رؤيتها لـ “مفيدة” هرعت نحوها بحماس حتى وصلت إليها تقبل يدها وجلست بالأرض قرب قدميها وهى تقول:-
-والله كل مرة بشوفك يا ست الناس بلاجيكي صغرت 20 سنة
تبسمت “مُفيدة” بعفوية بينما قهقهت “جوليا” ضاحكة بقوة لتنظر “مُفيدة” لها هى وهذه المرأة بأغتياظ شديد، تمتمت المرأة قائلة:-
-وا مالها دى
تأففت “مُفيدة” بضيق شديد قائلة:-
-مجنونة مالنا صالح بيها، جولي
بدأت المرأة بضرب الحجارة معًا على الأرض وهى تحول قراءة الطالع لـ “مُفيدة” وقالت:-
-عقربة ….لا دى حرباية … حرباية سامة واجفة فى طريجك يا ست الناس
نظرت “مُفيدة” بسخرية نحو “جوليا” وقالت:-
-دى عارفاها من جبل ما تجوليها أصلى شوفتها حرباية مش بس سامة …
كزت على اسمها وهى ترمق “جوليا” بغضب كامن بداخلها:-
-دى نجسة بنت كلاب … كلمي يمكن تلاجي شعرها أصفر وعينيها خضراء
نظرت المرأة على “جوليا” بسخرية وتبسمت مما أثار غضب “جوليا” وتركت طبق الفاكهة من يدها وظلت تحدق بها، تابعت المرأة بنبرة مُخيفة حزينة قائلة:-
-مهمتلكيش فى حالك يا ست الناس، أحذري منها ومتأمنلهاش، أوعاكِ تدخليها دارك لأحسن تحرجه بسمها
رفعت “مفيدة” نظرها عن هذه المرأة وقالت بضيق بينما ترمق “جوليا”:-
-متخافيش هى بس تفكر تجرب منى ومهلاجيش عندي غير الشبشب نازل على دماغها
جاءت “ناجية” بفنجان القهوة وقبل أن تتابع هذه المرأة حديثها أتاها صوت “جوليا” من الخلف وهى تقول:-
-أحترمي حالك يا مفيدة أنا ساكتة بس نظرًا لسنك
وقفت “مفيدة” من مكانها غيظًا من كلمات هذه المرأة وقالت:-
-سن مين يا سن، دا أنا أصغر منك يا عرة النسوة، أنا طبيعي وربًا يا عينى مش كل شهر عند دكتور أنفخ وأشوفت، ما تبصي يا بت زين جبل ما تتكلمى، دا أنا ستك وست ناسك وبلدك كلتها
قهقهت “جوليا” ضاحكة بطريقة مستفزة وساخرة بعد أن وقفت الغجرية من مكانها ووضعت “ناجية” الفنجان من يدها ثم قالت:-
-ست مين يا مفيدة؟ لو كنتِ ستى صحيح مكنش تركك وأختارنى
حاولت “مفيدة” أن تنقض عليها تبرحها ضربًا لكن مسكتها الغجرية و”ناجية” لتنفعل بضيق شديد قائلة:-
-لا هو تركنى لأن حب يجرب النوع الرخيص، لما لعب الجمار وبعد عن ربه، ما هو على رأي المثل الطيور على أشكال تجع، كان ويايا شيخ البلد رجل محترم يتحلف بأسمه لكن أول ما لفتي عليه كيف الحية بجى بتاع جمار وحشاش، كيفك بالظبط، عديمة الأخلاج والتربية، واللى زيك كتير أنزل أتفرج عليهم فى الكباريهات، نسوة رخيصة تبوعه نفسكوا عشان ليلة، لكن أنا هانم طرف عبايتى ميلمحهوش رجل يا رخيصة
لم تبالي “جوليا” لحديثها عن الأخلاق والقيم فهى لم تنكر نهائيًا حقيقتها لتقول بسخرية ولهجة باردة:-
-الرخيصة دى قدرت تأخده منك وتتركك هنا تموتي من غيظ، اليوم يمر عليكى سنة لحد ما كبرتي وعجزتى حتى لو سنك صغير، الرخيصة دى قدرت تحرق قلبك يا ست الهوانم، بس لو عايزة الحق، تستاهلي لأن الست اللى ما تحافظ على جوزها تستاهل يخونها، وأنا ست تعجب الكل، عمرى ما قابلت رجل وما عجبته أصلًا أمكانيات يا طنط، أصل الست الى ما تعرف تعجب جوزها ما تبقي… لا مؤاخذة ست
لم تتمالك “مُفيدة” أعصابها أكثر من ذلك ودفعت الغجرية بعيدًا وصعدت الخمس درجات نحو القاعدة العربية وأنقضت على “جوليا” تمسكها من شعرها حتى اسقطتها أرضًا وجلست فوقها وهى تقول:-
-ودينى لأربكي
بدأت الغجرية و”ناجية” فى الصراخ بهلع وهم يحاوله أبعاد “مُفيدة” عنها لتدفع “مثلإيدة” الغجرية مما جعل “جوليا” تنتهز الفرصة وتمسك شعرها لتقلب الوضعية وتبقي “مفيدة” أسفلها…
فتح “حلا” عينيها على صوت الصراخ وبعد أن تأكدت من أنه بالخارج ترجلت من الفراش وهى تأخذ الروب فى يدها وترتديه ثم خرجت من باب الغرفة وهلعت عندما رأت والدتها فوق “مُفيدة” ويتعاركون، لم تُصدق ما تراه وأسرعت نحوهما لتحاول أبعاد والدتها عن “مفيدة” وهى تصرخ بخوف قائلة:-
-جوليا… أبعد عنها يا جوليا
دفعتها “جوليا” بقوة بعيدًا لتسقط عن الدرجات للأسفل، ومع صرختها توقف الجميع عن الصرخ وهرعت “جوليا” للأسفل نحو “حلا” بخوف من أن يكن أصابها شيء هى أو طفلها، أسرعت “مُفيدة” نحوها خوفًا من “عاصم” وغضبه إذا أصاب ابنه شيئًا.
حاولت “جوليا” مُساعدة “حلا” لكنها كرهت وأشمئزت أن تلمسها “جوليا” خصيصًا بعد أن أدركت أن كل هذا الخوف ليس عليها بل على طفلها الذي بمثابة ثمرة جنى المال لها، تشبثت بيدي “ناجية” بألم شديد وأخذوها إلى الأريكة جلست “مُفيدة” جوارها بقلق وهى تقول:-
-أنتِ زينة؟… حاسة بحاجة
تنفست “حلا” بهدوء وهى تتألم وتعابير وجهها الشاحب من الألم واضحة، أومأت إليها بنعم وهى تعود بظهرها للخلف، مسحت “مٌفيدة” على جبينها بلطف وهى تقول:-
-أتنفسي براحة؟
لمست “جوليا” يدها بلطف لتسحب “حلا” يدها سريعًا منها وهى تصرخ بضيق لم تتحمله:-
-ما تلمسنى إياكِ
نظرت “مُفيدة” لها بأندهاش ثم إلى “جوليا” ثم قالت:-
-أهدئي يا حلا، بلاش العصبية
أغمضت عينيها بأرهاق وبدأت تنظم أنفاسها بلطف، وقفت “جوليا” من مكانها بعد أن شعرت بالأحراج وغادرت من أمامهم…..
_________________________________
أستعارت “هيام” بعض الكتب من المكتبة وبدأت تسجلهم مع الأمينة لتضع أمينة المكتبة كتابًا أخر فقالت “هيام” بهدوء:-
-أنا مختارتش دا
تبسمت الأمينة وهى تسجله دون أن تعرى أهتمام لرأيها وتقول:-
-دكتور أدهم همله ليكي
تنحنحت “هيام” بخجل من هذه الفتاة وأخذت الكتب ثم خرجت، جلست على مقعد خشبية بحماس وحدها قبل أن تذهب أن لأصدقائها ووضعت حقيبة ظهرها جوارها ثم فتحتها سريعًا وأخرجت الكتاب وهى تمرر صفحاته سريعًا باحثة عن الورقة التى تحتوى رسالته لكنها لم تجد فأغلقت الكتاب بضيق شديد وهى تقول:-
-أنا حتى مبجرأش أنجليزى وهو …..
توقفت عن الحديث وفتحت الكتاب مرة أخرى ومررت الصفحات ببطيء أكثر وبعد أن أنتبهت لدوائر المحاطة ببعض الحروف الأنجليزية بطريقة عشوائية وأخرجت ورقة صغيرة من حقيبتها وثم بدأت تدون الحروف بالترتيب مع ترتيب صفحاتها ثم أغلقت الكتاب بأندهاش وهى تنظر للورقة بضربات قلب مُتسارعة وهو لا يتوقف عن الخفقان بداخل ضلوعها الصلبة بعد أن رأت رسالته
(I love you, will you marry me? )
أزدردت لعابها بتوتر شديد وهى تنظر لهذه الورقة ولم تشعر بشيء حولها كأن العالم توقف الآن وتجمد الوقت بها للتو…
شعرت بأرتباك شديد ولم تستطيع التفكير جيدًا ثم ذهبت للمكتبة وأنتهزت فرصة أنشغال الأمينة مع طالب أخر وألقت بالكتاب جوراها ثم أسرعت للخارج لتستوقفها الأمينة قائلة:-
-هيام
ألتفت إليها بتوتر شديد ثم قالت:-
-نعم
سألتها عن سبب عودتها لتشير لها بالهاتف وهى تهرب من أمامها كأنها عادت لجلب هاتفها، غادرت “هيام” مُسرعة، جلست الأمينة على مكتبها لترى الكتاب أرضًا فتمتمت بخفوت:-
-أنا مدتهاش الكتاب… لما تيجى المرة الجاية
بنهاية اليوم الدراسي مر “أدهم” إلى المكتبة مُبتسمة ثم قدم عبوة من المشروب الغازي للأمينة لتنظر الأمينة لعبوة المشروب ثم قالت بعفوية:-
-أنا هأخدها مع أنى معملتش اللى طلبته منى
عقد حاجبيه بأندهاش لتقول :-
-والله طلعته عشان أدهولها بس نسيت هى تحطه فى الشنطة والمكتبة النهار دا كانت زحمة جدًا
رأت اليأس والحزن على وجه “أدهم” بعد أن علم بأن رسالته لم تصل لها بعد لتقول بحماس شديد:-
-متجلجش يا دكتور أول ما تيجى أخر الأسبوع ترجع الكتب هديهولها
تأفف بضيق شديد من أنتظاره لأسبوع كاملًا وغادر بضيق شديد….
_____________________________
كان “عاصم” جالسًا مع “مازن” وأمامهم “فايق الصديق” غاضبًا جدًا من موافقتهم على زواج “فريدة” من ابنه الأكبر “مصطفى” ثم سحبه كلمتهم وتزوجها “مازن” الآن ليقول “فايق” بضيق شديد:-
-إحنا مش جليلين فى البلد عشان تلعبوا بينا أكدة
تأفف “عاصم” بضيق من طريقة حديثه ليقول بأغتياظ:-
-يا حج فايج البنت مريدهوش وبتحب هتجوز ولد لواحدة جلبها وياه غيره، دا بجى اللى يدوس على كرامتكم
تأفف “فايق” بضيق شديد هو ينظر إلى “مصطفى” ولده ثم قال:-
-إحنا معندناش حاجة اسمها حب وكلام فارغ، واه كنت هجوزها له
كاد “مازن” أن يفقد أعصابه وهو يتحدث عن زوجته ليقول بضيق:-
-أنت عاوز ايه دلوجت يا حج فايج، فريدة بجت مرتى على سنة الله ورسوله والفرح أول الشهر أبجى هات ولدك وتعال أنا بعزمك
رفع “فايق” رأسه بغرور شديد وهو لا يهب هذا الرجل ثم قال:-
-الفرح دا مهتمش يا ولد الشرجاوى
ضرب “عاصم” نبوته بالأرض بضيق شديد ثم قال بأنفعال:-
-فوج أكدة يا فايج بيه أنا عاصم الشرجاوى، أختر كلام زين وأنت بتتحدد ويايا وكلمة كمان مهتعجبنيش ولدك دا اللى عاوز تجوزه هخليك تأخد جنازته، والفرح هيتم
كز “فايق” على أسنانه بضيق شديد ثم قال:-
-عشان يتم وتصف الجلوب، أنا جيت النهار دا
نظر “مازن” إلى “عاصم” بحيرة وهو لا يفهم كلماته ليتابع “فايق” بجدية حازمة:-
-أنا طالب يد بنتكم هُيام لولدى مصطفى
وقف “مازن” بضيق شديد وهويقول بصراخ:-
-جنت انت لتطلب يد أختى، أيه هى اي واحدة وخلاص
وقف “فايق” من مكانه مع ابنه بضيق شديد ثم قال بنبرة تهديد واضح:-
-أنا مهسمعش منكم رأى دلوجت، فكروا زين بس خدوا بالكم هُيام هتكون لولدى دا لمصلحتنا كلنا وإلا هتفتحوا بحور دم بينا ومهيكونش بينا تجارة ولا مصالح من بعدها
غادر “فايق” غاضبًا من هذا الرفض الذي لحق به وبدأت الآن البلد كلتها تتحدث عنه خصيصًا بعد أنتشر خبر أقترب موعد زفاف “فريدة” و”مازن”…..
نظر “مازن” إلى “عاصم” وقال بقلق علىأخته:-
-ناوى على ايه؟
وقف من مكانه وهو يهندم ملابسه ثم قال:-
-تعال نروح ولما أفكر هجولك
عادوا للمنزل وكانت “حلا” مُختفية لتسرع “ناجية” إلى “عاصم” وأخبرته بما حدث من شجار النساء صباحًا، سألها بقلق شديد على زوجته:-
-هى فين حلا؟
أبتلعت “ناحية” ريقها بخوف وقلق يلازمها من الصباح:-
-فى أوضة الست مُفيدة
أتسعت عينيه على مصراعيها بصدمة ألجمته من مكانها وهرع إلى غرفة “مُفيدة” بقلق خصيصًا أن زوجته تركت جميع الغرف وبقت فى غرفة “مُفيدة” التى تكن لها كرهًا لا مثيل له يفيض من بحور العالم، فتح باب الغرفة ليرى “حلا” تبكى بأنهيار شديد و”مُفيدة” جالسة أمامها على الفراش وتضمها لأول مرة مُنذ أن جاءت لهنا، قال بتلعثم من الصدمة:-
-حلا
أبتعدت عن “مُفيدة” بخوف من ظهوره فجأة ونظرت إليه فقال:-
-أنتِ زينة؟
قالها وهو يسير نحوها فأومأت له بنعم وهى تجفف دموعها، قالت بصوت مبحوح:-
-كويسة ما تقلق
نظر إلى “مفيدة” لتقول ببرود شديد:-
-خد مرتك وهملونى دوشتنى من الصبح
أخذ “حلا” وهو يساندها بلطف وعينيه لا تفارق “مُفيدة” بأندهاش وهدوء “حلا” فكل مرة أجتمع هاتان الأثنين تشاجره وأصاب زوجته شيئًا، نظرت “حلا” بقلق إلى “مُفيدة” لتشير لها بنعم وهى تغمض عينيها بمعنى أن تذهب بأطمئنان لتغادر “حلا” مع زوجها، نظرت “مُفيدة” للمرأة بغضب شديد وهى تقول:-
-مكفكيش أنك لعبته الجمار كمان لبستى بنت مهيش بنته ودلوجت عاوزة تنهبي تعب وشج العائلة بجذرتك، وحياة ربي لأوريكى كيف هى الجذرة وكيد النسا هتتعلمى على يدى أنا ….
ساعدها “عاصم” فى الجلوس على الفراش ثم جلس جوارها وقال:-
-أنت زينة بجد؟
أومأت إليه بنعم فرفع يده إلى وجنتها يجفف دموعها التى بللت وجهها وقال بفضول:-
-أمال بتبكي ليه؟ جوليا!!
نظرت له بتوتر ثم قالت:-
-لا، عاصم ممكن أطلب طلب منك
أومأ إليها بنعم وهو ينزع عمامته ويقول:-
-أطلبي يا حلا، أنتِ هتستأذني
تنحنحت بتردد شديد فنظر إليها بقلق من ترددها فى الحديث لتقول:-
-ممكن تمشي جوليا من هنا؟
نظر لها بفضول شديد من طلبها ولم يستوعب لفظها لاسمها والدتها هكذا فرغم كل ما فعلته “جوليا” كانت تنعتها بأمها الآن تلفظ اسمها ولأول مرة ليقول:-
-عشان اللى حصل؟ أنا ممكن امشيها من البلد كلتها لو تحبي بس أفهم يا حلا نظرة الكره اللى فى عينيك دى وانتِ بتحددي عنها ليه؟ وأوعاكي تجولي أن السبب خناجة الصبح، لأن أنك تجعى غصب عنهم دى أبسط حاجة عملتها جوليا
فيكى من كل اللى حكيتى…. جربك من مرت عمي وكرهك اللى شايفه فى عينيك لأمك سببه حاجة أنتِ مخبية عليا يا حلا
هزت رأسها بلا بتوتر شديد وترجلت من الفراش ليمسك يدها بلطف قبل أن تهرب منه كعادتها فى أيامها الأخيرة وجذبها نحوه لتجلس على قدميه ويحيطها بذراعه والأخر يرفعه حتى يضع خصلات شعرها خلف أذنها بدلال وقال بنبرة دافئة:-
-أحكي ليا يا حلوتى،أيه اللى بيحصل وياكي؟ مالك وأيه اللى مبكيكي ومخليكى حزينة اكدة، ومكنش عاصم الشرقاوي ولد عمك وجوزك لو ما حلتك الموضوع
رفعت يدها إلى وجهه تلمس لحيته بحنان خائفة من فقده إذا علم بحقيقتها وكونهم لم تكن ابنة عمه وتجمعت الدموع فى عينيها وهى ترمقه بنظرها ثم قالت بتلعثم:-
-أنا عمرى ما حبت حاجة ولا حد فى حياتى كلها قد ما بحبك يا عاصم
أخذ يدها التى تلمس لحيته براحة يده ليضع قبلة فى قلب كفها بحنان ثم رفع رأسه لها وقال:-
-ولا أنا يا حلوتى، أصل ما عرفت الحب إلا وياكِ بس فهمنى مالك؟
رفعت ذراعيها بضعف شديد ولفتهم حول عنقه بخوف وجسدها ينتفض رعبًا من المستقبل المجهول وعانقته رغم أرتجافها وهى تُتمتم بحزن:-
-أنا حياتى كلها مشاكل، أصلًا أنا ولادتى كانت مشكلة، بس صدقنى أنا أضعف من أنى أعمل مشكلة ولا كنت أنا السبب والله القدر هو السبب يا عاصم، بعرف أن حياتى مستحيل تخلى من المصائب بس معلش خليك جنبي وما تتركنى، بعرف أن رب رزقك بزوجة ضعيفة بس أرحم ضعف قلبى وما تتركنى لحالي نهائيًا
أبعدها قليلًا حتى يري وجهها ودموعها المنهمرة بقلق شديد يزداد أكثر وأكثر ليقول:-
-جولتلك أنى مههملكيش يا حلا لكن قسمًا بربي لو ما جولتى اللى وصلك للمرحلة دى لهملك بجد
تطلعت له بصدمة من أجباره لها ولم يتوقف جسدها عن الأرتجاف، حدق بها بجدية صارمة عازمًا أمره على كشف ما تخفيه بالقوة إذا كانت ستلتزم الصمت……………
.
🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔵🔵
الحلقة 21
↚
رواية أجنبية بقبضة صعيدي الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم نور زيزو
كان “عاصم” مستلقي بفراشه فجرًا وهو يحدق بوجه “حلا” وهى نائمة جواره بعد نوبة طويلة من البكاء والخوف، تسائل كثيرًا عما يحدث معها بعد أن ازداد بكاءها بدلًا من أخباره بما يحدث، أشتعل عقله من الفضول وكاد أن يجن من التخيل لما يحدث معها، ربما وصلت لهذه الحالة بسبب حضور “جوليا” التى دمرت حياتها مما أثر على نفسيتها، هذا كان التصور الأقرب لمنطق عقله ربما لهذا طلبت إبعاد والدتها عن المنزل..
رفع يده وهو يمسح على رأسها بحنان ثم وضع قبلة على جبينها وتسلل من الفراش حتى يستعد للذهاب إلى الجامع من أجل صلاة الفجروقد نسي تمامًا ما حدث من “فايق” وطلبه بعد ما سمع ما حدث من زوجته والتغييرات التى طرأت معها فى يومًا واحدًا……
__________________________________
كان “مازن” جالسًا على الدرج أمام المنزل ناظرًا للأمام لتقول :-
-يعنى هتعمل أيه؟
أجابها بضيق شديد قائلًا:-
-معرفش، أصل عاصم سكت وسكوته بيخوفنى ويجلجنى
تمتمت “فريدة” بلطف وهى تربت على كتفه بحنان هاتفة:-
-متجلجش عاصم مهيجوزهش هيام بالطريجة دى
نظر “مازن” لها بقلق وحدق بعينيها بغضب كامن بداخله:-
-عاصم أتجوز حلا بالطريجة دى، بالأجبار وهى مموافجش
وقف من مكانه وعقله لا يتوقف عن التخيل لرد فعل “عاصم” وفقالت “فريدة” بهدوء:-
-معتجدش أن عاصم هيعمل أكدة، بعدين أنا مفهماش لازمتها أيه الجوازة دى، هى أى واحدة وخلاص، فريدة اتجوزت يبجي ندخل على هيام
ألتف “مازن” غاضبًا وقد أطلق العنان لهذا الغضب الكامن بداخله وهو يقول:-
-أصلًا كل دا بسببك أنتِ يا فريدة ومن تحت رأسك، أنتِ اللى عاندتى وركبتى رأسك لما موافجتي علي ولد الصديق، بتمنى تكونى مرتاحة دلوجت
أتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة ألجمتها لم تتوقع رده وهو يلحق بها التهمة لتقول بأنفعال:-
-دلوجت بجيت أنا وعنادى السبب، يعنى مش لأنهم مُصرين يأخدوا واحدة من الدار دى وخلاص، مجاش فى بالك أن لولا انكط اتجوزتنى لكانوا ضغطوا عليكم عشان أتجوز مصطفى، خلاص طلجنى يا مازن وجوزنى مصطفى ما دام أنا السبب وأنا اللى هدمر أختك وحياتها
تركته ودلفت للداخل غاضبة من هذا الرجل، تأفف “مازن” بضيق شديد وهو يمسح وجهه براحة يده…….
أستعدت “هيام” للذهاب إلى الجامعة صباحًا وأرتدت فستان أبيض اللون به ورود زرقاء اللون ولفت حجابها ووقفت قليلًا فى غرفتها قبل أن تخرج منها تتذكر رسالته فأخذت نفسًا عميقًا وخرجت من الغرفة لترى عائلتها على السفرة بدون “جوليا” فجلست معهم تتناول فطارها فى صمت لتنتبه إلى نظرات “عاصم” و”مازن” لها فرفعت رأسها قليلًا بحرج وقلق وقالت:-
-هو فى حاجة؟
هز “مازن” رأسه بضيق شديد ثم قال:-
-لا، كلي
أومأت إليه بنعم بقلق حتى أنهوا طعامهم، خرجت “جوليا” من غرفتها صباحًا ليراها “عاصم” ثم نظر إلى “حلا” بقلق وقال:-
-جوليا
ألتفت “جوليا” على صوته وقبل أن يتحدث خرجت “مُفيدة” من الغرفة غاضبة وهى تصرخ بأنفعال لينظر الجميع عليها وسألت “سارة” بقلق:-
-فى أيه يا ماما؟
نظرت “مفيدة” إلى “جوليا” وهى تقول بضيق شديد:-
-فى أيه؟ هيكون فى أيه غير أنك يا عاصم دخلت حراميه دارنا، أنا بتسرج فى دارى يا كبير، ذهبي أتسرج
وقف الجميع من مكانه بصدمة وقال “مازن” بأندهاش:-
-أنتِ بتجولي أيه يا أمى
صاحت بانفعال شديد وعينيها تحدق بـ “جوليا” توجه لها الأتهام قائلة:-
بجول اللى سمعته، أول مرة تحصل من يوم ما دخلت البيت دا انى أنسرج
تمتمت “تحية” بذهول تام قائلة:-
-تنسرجى كيف؟ مين اللى هيعملها؟
صاحت “مفيدة” مُنفعلة بجنون قائلة:-
-كيف يا تحية تسألنى كيف؟ ما دام معانا حرامية فى الدار دى مش بتسرج الرجالة لا دا كمان…
أستوقفتها “جوليا” بضيق شديد وهى تقول:-
-لا لحد هنا وكفاية، ما بسمحلك نهائيًا أنا ما أخدت حاجة ولا دخلت أوضتك
ضربت “مُفيدة” يديها ببعض وهى تقول بأنفعال:-
-حوشي يا ست شريفة، دا أنتِ بايعة بنتك يا عرة النسوة
توقف “عاصم” وهو يضرب الأرض بنبوته ليصمت الجميع فقال:-
-أنتِ دخلتى أوضتى؟
نظرت “جوليا” له بقلق وتوتر من نظرات الجميع لها ثم قالت مُنفعلة:-
-لا
سار “عاصم” مع “ناجية” لغرفة “جوليا” ثم أمرها بتفتيش الغرفة تحت أنظار الجميع مما جعلهم ينتظروا أن يظهر الذهب لتثبت
التهمة عليها، أم “عاصم” فكان هادئًا جدًا و”حلا” لم تدخل خلفهم أو تعري أهتمام لما يحدث بل ظلت تكمل طعامها، رفعت “ناجية” يدها بكيس من القماش يحتوى على الذهب من فوق الدولاب، هرعت “مفيدة” للذهب وهى تقول:-
-شوفت بجى يا عاصم، شوفته كلتكم أنها حراميه، دا ذهبي، دى السلسلة اللى جبتهالى يا عاصم بيدك فى العيد
نظر “عاصم” بضيق شديد إلي “جوليا” ثم قال بحدة:-
-أسمع يا ست أنتِ، أنا جعدتك فى دارى عشان خاطر مرتى اللى هى بتك، لكن فى سبوع واحد تمدى يدك على مرت عمى وتعرضي حياة مرتى وابنى للخطر وكمان تسرجي لا بكفاية أكدة، لمى اللى ليكي وهملنا ومشوفكيش اهنا لما أعاود
خرج من الغرفة غاضبًا وخلفه غادر الجميع لتبتسم “مُفيدة” بسخرية عليها وهى تحمل الذهب فى يدها، تأففت “جوليا” بضيق شديد وهى تستدير لترى بسمة “مُفيدة” فقالت:-
-أنتِ اللى عملتيها صح؟
ضحكت “مُفيدة” بسخرية وتحدثت بنبرة أنتقامية غليظة:-
-أنتِ لسه شوفتى منى حاجة؟ دا أول حاجة طردك من أهنا؟ لسه اللى جاي كتير مهتجدرش عليه حشرة كيفك، أنا لسه هفعسك بجزمتى وأعرف الكل خباثتك وشرك، روجى بالك وأستعدى للطوفان اللى جاي
سارت “مُفيدة” للخارج بحماس وقبل أن تغلق الباب قالت بتهديد:-
-وحلا أنتِ مهتجدريش تمسيها مرة تانية لأن مهيجفلكيش غيرى أنا
أغلقت الباب بقوة لتفزع “جوليا” وهى ترتب الاحداث فى عقلها وخمنت أن “حلا” لم تجرأ على التحدث إلى “عاصم” لكنها تحدثت إلى هذه المرأة…..
___________________________
لم تقترب “هيام” من المكتبة نهائيًا رغم عشقها لهذه المكتبة، كانت جالسة على طاولة بلاستيكية خاصة بالكافتريا وتضع رأسها فوق ذراعيها على الطاولة ومُغمضة العينين، رمقها “تامر” من تارة لأخرى و”جاسمين” تشرح له المحاضرة التى تغيبها فقال بضيق:-
-هيام
أجابته دون أن تفتح عينيها قائلة بخمول:-
-امممم
ضرب الطاولة بقبضته غاضبًا من خمولها وهو لا يعرف سببه لتفزع “هيام” غاضبة منه وهى تقول:-
-فى أيه؟
تحدث بهدوء وهو يقول:-
-ممكن أعرف أنا بذاكر فى الشارع كدة ليه؟ ما جولت نروح المكتبة
تأفف بضيق وهى تنظر للجهة الأخرى وقالت:-
-روحوا لوحدكم
نظرت “جاسمين” لها بشك من أمرها لتقول:-
-هو فى عفريت فى المكتبة
صاحت “هيام” بضيق مُتلعثمة من كذبتها:-
-الجو حر هناك
رفع “تامر” حاجبه بغرور وهو يفهم كذبتها ثم قال:-
-أولًا المكتبة فيها تكييفات وثاني إحنا فى اول الشتاء يا هيام حر ايه
نمت مُجددًا على الطاولة وهى تخفي وجهها للأسفل وهى تخشي الذهاب للجامعة بعد أن قرأت رسالته، حتما ستعطيها الأمينة الكتاب بالأكراه أم الآن بالمناسب لـ “أدهم” فهى لم تستلم الكتاب ولم تصلها رسالته، كانت خائفة وهى لا تملك ردًا على طلبه، حتى إذا كانت موافقة على الزواج منه فلن تقبل عائلتها بهذا الأمر وربما سيحرموها من الجامعة بعد أن يعلموا بحب “أدهم” لها فتأففت بضيق وحيرة تسكن ضلوعها …..
_______________________________
وصلت سيارة “عاصي” على سرايا قيد التجهيزات ليفتح له الرجال البواب الحديدية وولج بسيارته وقاد وسط الحديقة الخضراء الكبيرة وتوقف بجوار النافورة الدائرية وترجل من السيارة بعد أن هرع الرجل إليه ليفتح له الباب، حدق “عاصم” بالسرايا من الخارج وهو ينزع نظارته الشمسية ليرسم بسمة على وجهه بحماس ودلف للداخل وكان العمال يعملون بأقصي طاقتهم فأقترب من المهندس وقال:-
-الله ينور يا باشمهندس
ألتف المهندس له بسعادة ثم قال:-
-أيه رأيك يا عاصم بيه؟ كيف ما طلبت بالضبط، والدورين اللى فوج خلصوا على المفتاح كيف ما بيجولوا، أدينى على أول الشهر أكدة وأسلمك مفاتيح السرايا كلتها
أشار “عاصم” لـ “حمدي” فأحضر له من السيارة حقيبة من المال كبيرة الحجم ثم قال:-
-لا أنا مستناش لأول الشهر، أنا هستلمها منك أول السبوع وأصرف فى اللى ناجص كيف ما بدك ولو أحتجت حاجة أطلبه من حمدى
نظر المهندس حوله بحيرة من تعجل الميعاد ليقول بتوتر:-
-أول السبوع كيف يا عاصم بيه لسه النظام الأمنى اللى حضرتك طلبته متركبهاش وحاجات كتير ناجصة
ربت “عاصم” على كتفه بلطف وقال بنرة جادة:-
-كيف ما بجولك أول السبوع هستلمها منك، معلش هتعبك ويايا لكن بعد حريج البيت الكبير كأن لازم أنجل أهنا والحريج دا لغبط حساباتى
أومأ المهندس له بالموافقة وهو لا يعرف كيف يفعل هذا…
خرج “عاصم” من السرايا وأنطلق إلى شركته ورأى “مازن” هناك يعمل بأستماتة وعلى وجهه علامات الغضب ليشير له بأن يأتى ودلف “عاصم” إلى المكتب و”مازن” خلفه يتنهد بضيق ليقول “عاصم” بسخرية من تذمر هذا المهندس الغليظ:-
-وااا مالك يا باشمهندس
-مفيش
ضحك “عاصم” بعفوية وهو يعلق عباءته المفتوحة على الشمعة الخشبية جوار مكتبه ثم جلس على مقعده وقال:-
-أنا مخابرش كيف مهندس كيفك أكدة يكون غبي
حدقه “مازن” بضيق شديد ليشير “عاصم” له بأن يجلس وتلاشت بسمته العفوية وتحولت ملامح وجهه للجدية والثقة وتابع حديثه:-
-ايه اللة معصبك أكدة موضوع هيام ولا حاجة تانية أنا مخابرهاش
تنحنح “مازن” بحرج وهو يخفي عنه غضبه من “فريدة” وشجارهم ليقول بخنق:-
-وشايف موضوع هيام ميستاهلش
هز “عاصم” رأسه بلا وهو يقول بثقة:-
-لا ميستاهلش، مش بجولك غبي، أنت ذكاءك مبيطلعش غير فى الهندسة وتصميم البيوت بس يا هندسة لكن فى الحياة غبي، ورب العرش يا مازن لو أنطبجت السماء على الأرض ما هيطوله ضرفها، يمكن لو كان طلبها منى بأدب كنت أديت للموضوع أهمية هبابة لكن بأسلوبه دا وهو فاكر أنه بيهدد الكبير مهيطولهاش حتى لو حكم الأمر أن أجتل ولده مصطفى وأفتح بحور دم، أنا مكسرش رأس واحدة من حريمي وتحت جناحى، كيف ما فريدة رفضت بعد الموافجة أنا كان ممكن أجول دا كلام
رجالة وأنا الكبير مرجعش فى كلمتى فى واصل، لكن لا.. لا عاش ولا كان اللى يزعل حرمة من حرايم الشرقاوي، دول كيف ألماظ عائلتنا يا مازن ولازم يتصانوا ، وهيام وسارة كيف فريدة وكيف حلا عندي ميمسهمش أذي واصل
تبسم “مازن” بعفوية وحماس بعد أن أطمئن قلبه قليلًا ليقول “عاصم” بسخرية:-
-خليك أنت فى الهندسة والجواز اللى على الأبواب دا وهمل المشاكل والهموم لي أنا
أومأ “مازن” له بنعم، فتح باب المكتب ودلف السكرتير وهو يقول:-
-التذاكر
أشار له بأن يعطيها لـ “مازن” وهو يقول:-
-أديها للعريس
أخذ “مازن” الظرف وغادر السكرتير بينما فتح “مازن” الظرف وكان يحمل حجز أسبوعين فى ذهب فرفع رأسه إلى “عاصم” ليقول:-
-هدية جوازك يا عريس، شهر عسل برا الصعيد وعن دوشة البيت
ثم قدم “عاصم” ورقة أخرجها من الدرج إلى “مازن” وقال:-
-ودا حجك
نظر “مازن” للورقة كانت عقد مليكته ل25% من السرايا الجديدة بأسمه سُجلت فى الشهر العقاري، رفع نظره إلى “عاصم” وقال:-
-أنا …
قاطعه “عاصم” بجدية وهو يفتح الملف الموجود على المكتب ليبدأ عمله قائلًا:-
-دى أتعابك على تصميم السرايا، كنت هديهم لك فلوس، بس خابرك مهتعيش فى دار مش ملكك وأنا معايزيش العائلة تتفرج ولا حتى بعد ترميم البيت الكبير…
أومأ “مازن” له بنعم ووقف من مكانه وهو يقول بمرح:-
-ماشي تسلم يا كبير
غادر تاركًا “عاصم” يبدأ عمله….
_____________________________
لم تجمع “جوليا” أغراضها كما طلب “عاصم” منها بل ظلت بغرفتها غاضبة وحسمت أمرها على تنفيذ خطتها، خرجت من الغرفة وكان بهو المنزل فارغًا لتتجه بغضب إلى غرفة “حلا” ولم تجدها لكن قبل أن تغادر فُتح باب المرحاض وخرجت “حلا” مُرتدية روب الأستحمام وشعرها مبلل لتفزع بهلع عندما رأت “جوليا” فى غرفتها ثم قالت:-
-أنتِ دخلتى هنا ليه؟
أقتربت “جوليا” منها بغضب شديد كالعاصفة ومسكت شعرها بقوة لتصرخ “حلا” صرخة خافتة من الألم لتحنى “جوليا” ظهر “حلا” للأسفل بالقوة وهى تقول:-
-أنا حذرتك تفتحى فمك ولا لا؟ كل دا من تحت رأس عيلة؟
تألمت “حلا” كثيرًا من فعلتها وبطنها تؤلمها من الأنحناء بقوة هكذا لتقول بذعر:-
-أنتِ حذرتنى أنطق بحرف لعاصم، ولحد دلوقت عاصم ميعرفش حاجة
دفعتها “حلا” بقوة غاضبة وأبتعدت عنها أكثر لتقول بتهديد:-
-فاكر عاصم لو عرف كان زمانك واقف قصادى وبتهددنى كدة … عادي
تبسمت “جوليا” بسخرية وهى تضع يديها فى جيوبها لتقول:-
-شوفوا القطة طلع لها لسان
تأففت “حلا” بضيق شديد من تصرف هذه المرأة وقالت:-
-لا هفضل ضعيفة وخايفة منك لحد ما تأذنى مرة تانية، لا تانية أيه دى المرة المليون، وأقولك على حاجة أنا ما عايزة أعرف مين اهل، أنا أعتبرت اللى هنا أهلى وكفاية عليا، العبي غيرها يا جوليا، واه أنا ما نطق بكلمة لعاصم، بس أنا اللى طلبت منه يطلعك من البيت وإذا طلبت بس بيطلعك من الدنيا كلها
لم تتحمل “جوليا” جراءة وقوة هذه الفتاة لتنقض عليها فسقطت “حلا” على الفراش و”جوليا” فوقها وتضع يد على عنقها واليد الأخرى على بطنها بقوة وتقول:-
-وأنا لو حبت بأقبض بروحك أنتِ واللى فى بطنك، أنتِ حتى ما بتتخيلي أنا كيف خدتك من أمك وعمرك دقايق يا حلا
أقتربت من أذن “حلا” بغضب مُخيف وهمست فى أذنيها قائلة:-
-أنا شيطان يا حلا
أرتجفت “حلا” ذعرًا من هذه المرأة وحدقت بوجهها وهى تلهث بقوة من الخوف لتقول “جوليا” بغضب شديد:-
-كيف ما تطلبي منه يطردنى، أطلبي منه أن أبقي وإلا راح يكون اليوم أخر يوم بحملك وأنا بعملها كيف ما عاصم بيعملها ويطردنى
تركتها على الفراش ترتجف كما هى وسارت نحو باب الغرفة وقالت:-
-وبكرة الصبح يكون عندي ربع مليون جنيه كبداية ولازم تتعلمي كيف تقلبي جوزك الملياردير
تبسمت “جوليا” بسمة مُخيفة وخرجت من الغرفة …….
عاد “عاصم” للمنزل مع أذان المغرب ليري “جوليا” جالسة أمام التلفاز فتنهد بهدوء قبل أن يذهب إليها وقال بحدة:-
-أنتِ لسه هنا؟
واقفت أمامه حزينة وتصطنع الخوف وعينيها بالأرض ثم قالت:-
-كنت رايحة بس حلا منعتنى!!
سار إلى غرفته غاضبًا من زوجته ومعارضتها لأمره ودلف وكانت الغرفة فارغة ليتجه إلى حيث غرفة “مُفيدة” فمؤخر زوجته أصبحت تلازم “مُفيدة” دومًا …
قالت “حلا” بهلع شديد وخوف:-
-أنا بجبلها مبلغ زى دا منين؟
أجابتها “مُفيدة” بحيرة وهى تقول:-
-المشكلة مش فى المبلغ، المشكلة أنها تبجي هنا؟
تمتمت “حلا” بيأس شديد قائلة:-
-دى بتهددنى بحياة ابنى، وإذا سرقت عاصم عشان ابنى هخسر عاصم، أنا بين نارين من ناحية سلامة ابنى ومن ناحية عاصم
ربتت “مُفيدة” على قدم “حلا” بلطف ثم قالت:-
-متجلجيش أنا هديكى المبلغ دا من فلوس أبوكي بس لحد ما أفكر كيف نخلص منها نهائيًا
نظرت “حلا” لها بحيرة ثم قالت:-
-بس أنتِ بتعرفي أنى ما بنته؟
تبسمت “مُفيدة” بعفوية وسلام ثم قالت:-
-أنا اعتبرتك بنته، لا ما بيستاهل، أنتِ هتكوني بنتى أنا ، أتفقنا
أومأت “حلا” لها بنعم لتفتح “مُفيدة” ذراعيها إلى “حلا” لتضمها بحنان، فتح باب الغرفة ودلف “عاصم” ليراهم فقال بحيرة:-
-والله أنا بجيت أجلج من الأحضان الكثير دى
أبتعدت “حلا” عن “مُفيدة” ونظرت لزوجها ثم قالت:-
-جيت بدرى
أومأ إليها بنعم ثم قال:-
-اه تعالي عشان عايزك وأنتِ كمان يا مرت عمي تعالي
خرج الأثنين معًا ليقول بجدية:-
-أستنينى يا حلا فى أوضتنا
دلفت للغرفة بقلق من جديته بينما جلست “هيام” و”مُفيدة” معًا بعد أن طلب “عاصم” من “جوليا” أن تلتزم غرفتها وقال بهدوء:-
-هيام جايلها عريسها
اتسعت عيني “هيام” على مصراعيها بصدمة ألجمتها وأعتقدت أن “أدهم” ذهب لـ “عاصم” كي يتزوجها وتبسمت بخفوت، تبسمت “مُفيدة” بحماس شديد لرؤية ابنتها عروس وقالت بعفوية:-
-مين دا؟
نظر “عاصم” إلى “هيام” وقال بجدية:-
-مصطفي ابن فايق الصديق
وقفت “هيام” بفزع بعد أن سمعت اسمه وتلاشت بسمتها فورًا وتحولت لغضب شديد ثم قالت:-
-نعم!!، أنا معايزاش أتجوز، أنا لسه صغيرة وبدرس وبعدين هو مش سبج وأتجدم لفريدة ولا دلوجت فريدة أتجوزت يدخل على اللى بعدها، طب وإذا أنا رفضت هيدخل على سارة
تنحنح “عاصم” بهدوء وهو يستمع لكلماتها ولأول مرة تذهب من أمامه قبل أن يسمح لها فنظر إلى “مُفيدة” التى صمتت وتلاشت سعادتها التى لم تدوم طويلًا ثم قالت:-
-أنت خابر زين أن كلامها صح، دا غير أنهم شغالين فى الممنوع والبلد كلتها خابرة دى، كيف أديهم بتى
وقف “عاصم” بهدوء وهو هيندم ملابسه وقال بجدية:-
-أنا رفضت بس حبت أعرفكم من باب العلم للشيء
دلف إلى غرفته ورأى “حلا” تنتظره بقلق شديد ليقول بجدية:-
-جعدتيها فى الدار ليه؟
تنحنحت بحرج وهى لا تملك سببًا فمن الأساس هى لم تسمح بذلك ثم قالت بتوتر شديد:-
-طلبت أسبوع واحدة على ما تدور على مكان تقعد فيه
ألقي عباءته على المقعد وهو يستمع لحديث زوجته المرتجفة ونبرتها المُتلعثمة ليعلم بأنها تكذب فقال:-
-بجيت بتكذبي يا حلا ومن غير ما ببص فى عينيك، بجيتى بتتنفسي كذب
خرج من المرحاض عاري الصدر ويحمل تي شيرته فى يده ليرتديه وهو يحدق بها بعيني ثاقبة كالصقر وقال:-
-ولو عرفت اللى شقلب حالك أكدة لوحدي هتخسري يا حلا
صعد للفراش غاضبًا منها لتنهد بهدوء وخوف من أخبره، لم تملك الشجاعة لتتحدث معه فى هذه الأمور، صعدت للفراش وهو يعطيها ظهره غاضبًا فوضعت يدها على كتفه بلطف وقالت:-
-عاصم
أجابها دون أن يلتف لها قائلًا:-
-هملينى أنام
نامت جواره وهى تعطيه ظهرها وحيدة وبدأت الدموع تتسلل من عينيها حزنًا على هذه الفجوة التى ظهرت بينهما وبدأت تكبر لتُتمتم بنبرة خافتة:-
-كان ناقصنى هجرك يا عاصم
أستمع لكلماتها فأغمض عينيه بضيق شديد، هو يدرك تمامًا بأن هناك شيء سيء يحدث معها وخصامه يزيد من حزنها وضغطها، لكن صمتها و وأخفاء الأمر عنه يزيد من غضبه هو كونه عاجزًا عن مساعدتها، ألتف إليها بلطف لتشعر بيديه تحيط خصرها وجذبها لها ليتلصق ظهرها بصدره ووضع رأسه على كتفها الصغير ثم قال:-
-معجول تحكى لمُفيدة وتخبى عني، لو بس أعرف اللى مزعلك يا حلا
لم تجيبه ليرفع يده إلى رأسها وأدارها له ليرى دموعها تتساقط بصمت وهى تكبح غضبها فأعتدل فى جلسته وهو يجذبها لتجلس بانفعال وقال:-
-أتكلم يا حلا، والله دموعك بتجتلنى يا حلا، معجول يهون عليكى جلبي يتوجع
هزت رأسها بالنفي وهى تقول:-
-والله يعز علي وجعك يا حبيبى
جفف دموعها بلطف وعينيه تحتضن عينيها بحنان ليقول:-
-أتكلمي ويايا يا حلا
هزت رأسها بنعم ثم قالت:-
-ممكن تدينى أسبوع واحد، واحد بس يا عاصم وأنا هجيلك لحد عندك وأحكيلك
أومأ إليها بنعم وهو لا يملك خيارًا أخر وقصي عليها طلب زواج “هيام” لتنحنح بحرج وقالت:-
-هيام وافقت؟ لا مستحيل توافق
رفع “عاصم” حاجبه بشك من ثقة زوجته وقال:-
-أشمعنا مستحيل، عشان مصطفى اتجدم ساابج لفريدة
هزت رأسها بلا ثم قالت بجدية:-
-أوعدنى ما تعصب ولا تقول لمازن
أشار إليها بنعم وهو يدرك أن هناك أمرًا أكثر من اهتمامها بدراستها لتقول “حلا” بجدية:-
-هيام بتحب
أتسعت عينيه على مصراعيها بصدمة ألجمته ليقول:-
-كيف؟
تابعت “حلا” بلطف شديد قائلة:-
-بتحب دكتور فى الجامعة، بس والله ما بتكلم هو مجرد مشاعر جواها وما قالت له أو أتكلمت معه، بس قلبها حب وأنت يا عاصم بتعرف أن الحب ما بأيدينا
أومأ “عاصم” لها بحيرة من هذا الأمر ثم قال:-
-ومين الدكتور دا
تبسمت “حلا” بخبث شديد وهى تقول:-
-أكيد ما هقولك، عاوز تروح تمحيه من على الأرض
تبسم “عاصم” بخبث شديد وهو يقرص وجنتيها بدلال:-
-بالعكس يا حلوتي أنتِ حلتيها، أنا هجوزهما كيف أنا أفرج الأحبة وأنا عاشج
تبسمت “حلا” بعفوية إليه، بسمتها التى لطالما أشتاق لها مُنذ أن جاءت والدتها وأختفت هذه البسمة، حدق بها بهيام وعشق يغمره ليقترب نحوها أكثر وهو يهمس إليها:-
-بس ضحكة منك يا حلوتى بتكفينى عمرى كله
كبرت بسمتها بدلال وهى ترى يده تصل أمام شفتيها تلمس هذه البسمة التى تأسره وتزيد من جنون قلبه ثم قالت:-
-حبيبى، عاصم لو حطكوا بكف والعالم كله بكفة تأكد أنى هتضم كفتك ويتحرق العالم بأكمله، أنت بتكفينى
جذبها بقوة إليه لتلتصق به ويشعر بأنفاسها الدافئة تضرب وجهه وعينيها تعانق عينيه بنظراتها العاشقة، رفعت “حلا” يدها إلى لحيته تلمسها بدلال وقالت:-
-أنا مستحيل أخسرك يا عاصم!!
قالتها وهى تتواعد بالانتقام من “جوليا” وتستمد قوتها منه لتصبح أقوى حتى تستطيع مداهمة “جوليا” وأفكارها الخبيثة ووعدت قلبها العاشق بأن سقوط “جوليا” ونهايتها ستكون على يد هذه الطفلة الضعيفة الباكية…..
رواية اجنبيه بقبضة صعيدي كامله بقلم نور زيزو // من هنا
روايه اجنبية بقبضة صعيدي الفصل الثاني والعشرون والثالث والعشرون والاخيره// من هنا
.
يتبع
.