أخر الاخبار

روايه اجنبية بقبضة صعيدي الفصل الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم نور زيزو

 روايه اجنبية بقبضة صعيدي الفصل الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم نور زيزو 

روايه اجنبية بقبضة صعيدي الفصل الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم نور زيزو


الحلقة 13 

الحلقة 14 

الحلقة 15 

روايه اجنبية بقبضة صعيدي بقلم نور زيزو 

.

.

رواية / اجنبية بقبضة صعيدي 

بقلم/ نور زيزو 

علقوا هنا ب 10 ملصقات 

🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔵🔵 

الحلقة 13 

.

خرج “عاصم” من المرحاض مُرتديًا عباءته بعد أن أخذ حمام دافيء وتوضأ لصلاة الفجر، ألتف قبل أن يُغادر ناظرًا على الفراش حيث “حلا” النائمة كملاكه البريء الذي يزين فراشه، سار نحوها ليلأأخذ هاتفه من فوق الكمودينو وتتطلع بوجهها وهى نائمة فجذب الغطاء جيدًا على ذراعيها العاريين جيدًا ثم غادر غرفته، على عكس عقله الذي لم يستوعب حتى الآن ما حدث بعد أن قرار الخلاص منها أتمم زواجه شرعيًا منها، كان “مازن” جالسًا بالحديقة مع “فريدة” بهذه الليلة حتى أذان الفجر لتصعد “فريدة” إلى غرفتها وقابلت “عاصم” على الدرج ، نظر “مازن” إليه وذهبوا معًا لصلاة الفجر بالمسجد ،ظل “مازن” ينظر إليه بهدوء مُنتظر أن يتحدث أو يفسر إليه ما حدث وهروبه من الفندق رغم أنتظار المأذون له لكن “عاصم” كان صامتًا وشاردًا بما حدث بينه وبين زوجته ليسأل “مازن” بهدوء قائلًا:-

-هتفضل ساكت أكدة، أتكلم فهمنى روحت فين وأختفيت من الخطوبة أكدة فجأة وأنت خابر زين أن الشيخ كان مستنيك

رفع “عاصم” رأسه بهدوء ثم قال:-

-كنت تعبان هبابة

رفع “مازن” حاجبه بأندهاش من هذا العذر ثم قال بسخرية:-

-سلامتك وماله…. حلا مشيت وياك مش أكدة؟


 


 


أومأ إليه بنعم ثم دلفوا معا للمسجد وعاد “مازن” بعد الصلاة للمنزل بينما ذهب “عاصم” إلى الأرض الزراعية وهو يفكر كيف يطلقها وهو لم يتحمل رؤيتها أمس مع رجل غيره تحدثه مجرد تفاهات وهراء فماذا إذا طلقها وأعطاها الحرية وجاءت إليه تخبره بأنها ستتزوج غيره؟ هل سيتحمل رؤية ذلك؟ هز رأسه بجنون بعد أن أدرك أن الحب معه سيضعفه خصيصًا بعد ما حدث أمس فحسم أمره بأن يطلقها اليوم مهما حدث ….

______________________________

بمنزل موجودًا بنهاية البلد بعيدًا كان منزل متهلك جدًا، دلف رجل ملثم يلف وجهه بوشاح أبيض ويرتدي عباءة سوداء، تنهد بأختناق شديد وهو يغلق باب المنزل ونزع عن وجهه الوشاح وقال “ليام” بضيق:-

-بكرة تدفع ثمن اللى عملته دا كبير يا عاصم

نظر إلى الهاتف وأتصل بأحدًا حاسمًا أمره بالأنتقام من “عاصم” أشد الأنتقام ……

______________________________

أستيقظت “حلا” من نومها فى الساعة التاسعة صباحًا فأخذت نفسًا عميق وهى تتذكر ما حدث لتبتسم بعفوية خجلًا مما حدث وتتشبث بالغطاء جيدًا وشردت فى ضربات قلبها التى تسارعت لمجرد التذكر، رفعت سبابتها بلطف إلى شفتيها تلمسهم بدلال ليدق باب الغرفة لتفزع بخجل شديد وهى تقول:-

-لحظة ما تدخل

أخذت الغطاء حول جسدها وركضت إلى المرحاض، فُتح الباب ودلفت “تحية” للغرفة باحثة عن “عاصم” وتناديه بضيق:-

-عاصم

دلفت إلى غرفة النوم وكان الفراش فارغ ولا يوجد احد بالغرفة لكنها دُهشت عندما نظرت للفراش مُطولًا وملابسهم المنثورة على الأرض لتغادر الغرفة مُسرعة وبخجل شديد مُبتسمة بسعادة من اجل “عاصم” ثم دلفت إلى غرفتها وهى لا تستوعب أن “عاصم” وأخيرًا قبل بهذه الفتاة التى تصغره بالكثير زوجة إليه ومن سعادتها صلت ركتين شكر للرب وتمنت أن يزرق بطفل فى القريب العاجل ويكن لها حفيدًا لتتنسي تمامًا غضبها من مغادرته إلى القاعة وتركها هى وابنتها وحيدتين وهو بمثابة رجلهم الوحيد وسندهم…….


 


جهزت الفطار بنفسها من أجل “حلا” وذهبت ترتب السفرة ليدخل “عاصم” للمنزل بضيق وكانت “تحية” والفتيات كعادتهم بأجازة الجامعة الأسبوعية يساعدون فى البيت، نظر حوله ولم يجد “حلا” ليسأل بضيق:-

-فين حلا

تبسمت “سارة” بعفوية وهى تقول:-

-بالجيم بتاعك

تأفف بضيق شديد ثم صعد إلى غرفته وأرتدي تي شيرت رمادي وبنطلون أسود ثم نزل للأسفل حيث غرفته الرياضية ودُهش عندما رأها بالداخل ترتدي شورت أسود قصير وبدي بحمالة قصير يظهر خصرها وترفع شعرها للأعلي على هيئة ديل حصان، سار نحوها مُندهشًا ثم قال:-

-أنتِ جيتي لهنا أكدة

نزلت عن الجهاز وسارت نحوه وهى تسرق أنفاسها بتعب شديد من الرياضة ووقف أمامه بدلال وهى تقول:-

-كدة أزاى ؟

مسك ذراعها بقوة مصدومًا من فعلتها وعينيه تكاد تقتلها فى الحال من الغيرة وقلبه مُلتهبًا من الغيرة وضرباته، مجرد تخيله أن رجالة نظره إليها وهى بملابسها الشبه عارية هذا تفقده عقله، قال بصدمة ألجمته:-

-بخلجاتك دى، مشيتي فى الجنينة جصاد كل الرجالة اللى برا أكدة

أخذت خطوة نحوه أكثر دلالًا، لا تبالي بغضبه وناره المُلتهبة بداخله وظاهرة فى عينيه الحاد وعروقه التى برزت من غضبه، حدقت “حلا” بعينيه ثم قالت:-

-تفتكر عملتها

زادت من غضبه بنبرتها المُستفزة أكثر ليقول وهو يضغط على ذراعها بقبضته أكثر بتهديد شديد:-

-حلا

رفعت عينيها الخضراء به وكانت ترمقه بنظرات عاشقة تدل على ضربات قلبها المجنونًا به ثم سألته بهمس شديد:-

-بتغار؟!

ضحك بسخرية لا يستوعب كلمتها ثم قال بعناد شديد وكبرياء:-

-مستحيل أني أغار يا حلا

تبسمت بعفوية وهى ترفع يدها إلى صدره تداعبه بدلال وكأنها واثقة من كلماتها وتشعر بضربات قلبه أسفل راحة يدها وهذا القلب على وشك الركض إليها وشق صدره من ضرباته الجنونية، أبتلع “عاصم” ريقه بتوتر شديد من نظراتها الساحرة إليه ولمستها الدافئة المُدللة فقالت بخفوت شديد وهي مُستمعة بنبضاته:-

-معناه أنك بتغار يا عاصم


 


تنحنح بأرتباك شديد وهو يبعدها عنه بتوتر وقال بكبرياء وشموخ:-

-دى مش الغيرة اللى فى دماغك، أنا بزعج عشان أنتِ مرتي، رجولتى ونخوتى تحتم عليا أن مخليش راجل يشوف ضفرك لكن تعالي نشوف بس أطلجك و…..

قاطعته بضيق شديد من كلماته فما تشعر به من الأمس لن تتنازل عنه وستتشبث بحبها بكل طاقتها وإرادتها لتصرخ بضيق شديد قائلة:-

-مستحيل يا عاصم على جثتي الطلاق دا يتم، إذا الجواز تم برغبتك فالطلاق مستحيل يتم ودا برغبتي أنا

رفع حاجبه بذهول من معارضتها بعد أن كانت أمس مُستسلمة ووافقت على الطلاق ليتذكر حديثها مع “هيام” عن حبها إليه فربما هو لم يعترف بهذا الحب بعد لكنه سمعه بأذنيه وبكل وضوح أنها تحبه وربما تكن هذه نقطة أنتقامه منها ليقول بكبرياء وغرور شديد:-

-ليه معارضة ورافضة، معاوزش تعيشي حياتك مع شاب من سنك وتحبي وتتحبي…. لحظة لتكوني حبتينى يا حلا

أبتعدت عنه بغرور شديد وعناد حاد كعادتها لتقول بغضب مُصطنع وحرجًا من الأعتراف بحبها أمامه رغم أنها أخبرت الجميع بهذا الحب لكن أمامه لا تملك الجراءة على فعل ذلك:-

-مستحيل أن احب وحش مثلك يا عاصم، أنا بس مش حابة أحس أنى لعبة فى أيد الكل وكله بيقرر نيابة عنى لحياتي

ألتفت لتغادر من أمامه مُسرعة هاربة منه بعد أن حاصرها فى زواية بحديثه ليتشبث بخصرها وجذبها إليه من الخلف حتى ألتصق ظهرها بصدره وأنحني لمستواها ثم همس:-

-عينيك بتجول غير كدة يا حلوتي

أبتلعت ريقها بتوتر شديد والقشعريرة تسير فى أطرافها من قربه ودلاله خصيصًا بهذا اللقب الذي لم تسمعه من قبل ليترك أسرها ببسمة خبيثة بعد أن ترك قبلة على عنقها كختمًا على ملكيته إليه وكأنه حقق مراده من ربكتها وصمتها حرجًا منه ثم ذهب ليصعد على أحد الأجهزة ليراها ما زالت مكانها مُندهشة من فلعته ولم يتحرك لها ساكنًا فقال بجدية:-

-فكرى زين قبل ما يحل الليل لأنى جررت أعطيكي حريتك الليلة

رفعت نظرها بصدمة ألجمتها إليه، كانت تستشيط غيظًا منه لتسير نحوه غاضبة ثم قالت:-

-يكون أحسن لأن أنا قررت أنا هتخطب لغيرك عنده قلب ويحبنى وبأخر يوم فى العدة هتجوزه

ألتفت لتغادر غاضبة منه لكنه أستوقفها بكلماته الحادة وهو يقول:-

-فكرى تعمليها يا حلا وأنا أخليكي أرملة من جبل ما تتجوزى

ألتفت إليه بذعر شديد من كلماته ليقول بجدية مُهددًا إياها بجبروته:-

-أنا بعدي مفيش وإذا فكرتي يا حلا مهتلاجيش غير الطوفان

لم تتحمل جبروته أكثر لتصرخ غاضبة منه ونبرتها هزت أرجاء الغرفة كاملة قائلة:-

-أنت عديم القلب ياعاصم، تخلينى معاك لا أروح لغيرك لا قولي إذا كان موتي اللى عايزه، أو يمكن موتي كمان لا طيب مسموح ليا أتنفس ولا لا، أنت أناني يا عاصم وأنا كان لازم أسمع من الكل لما قالوا أنك وحش وما عندك قلب، ما بتفكر غير فى حالك، طيب قولي مرة فكرة فيا ولا سألت حالك أنا عايزة أيه…. ما تقول


 


لم يجيب عليعا لتكمل صراخها وهذه المرة ذرفت دموعها على وجنتيها قائلة:-

-لا أنت ما بتعمل غير اللى فى رأسك وبس واللى أنت عايزاه وبس، عمرك سألتنى أنا عايزة أيه، سألتنى إذا كنت عايزة أتجوزك ولا لا، سألتنى إذا كنت حابة تلمسنى ولا لا، طلقنى يا عاصم وإذا حابب أتصل أنا بالمأذون حالًا ووالله أنى هتجوز غيرك وما هتشوفنى مرة تانية أبدًا، أصلًا أنا بكرهك يا عاصم بكرهك

غادرت الغرفة باكية منه بعد أن ألتقطت العباءة الموجودة على المقعد لترتدي ليدرك بأنها لم تأتى بهذه الملابس لهنا، دومًا ما كانت تهتم بما يريده ويحبه لكن هو مثل الجميع لم يسألها أحد بما تفضله أو تريده…

رأتها “تحية” وهى تدخل من الباب الخلفي للمنزل باكية بضعف شديد ولم تستطيع السيطرة على دموعها وشهقاتها، أسرعت “تحية” خلفها وكانت خطوات “حلا” مُسرعة وكأنها تريد الدخول لغرفتها حتى تبكي بحرية دون ان يراها أحد، دلفت للغرفة خلفها ودهشت عندما رأت “حلا” تفتح حقيبة سفر بحزن شديد وتجمع أغراضها فسألت “تحية” بقلق:-

-أنتِ بتعملي ايه؟

أجابتها “حلا” بحزن شديد وقلبها يفتك به الوجع قائلة:-

-هرجع أوضتى اللى تحت السلم، خليه يطلقنى وأخلص منه، بيكفينى وجع منه ومن جحوده

حاولت “تحية” منعها عن جمع الأغراض فمسكت ذراعها بهدوء وهى تقول:-

-أهدئي يا بنتي، عاصم عصبي بس جلبه طيب

جهشت “حلا” باكية بأنهيار شديد وهى تقول:-

-هو أصلًا ما عنده قلبه لا طيب ولا غيره، عاصم ما بيعرف غير القسوة وأزاى يوجع اللى قدامه، أنا عملت أيه عشان يأذينى كدة، عملت أيه عشان يقرر يتجوزنى وشهر وقرر يطلقنى، أنا لو لعبة عنده كان خليها عنده أكثر من كدة شوية، أصلًا أول ما أخلص أمتحاناتي هرجع كاليفورنيا وأخليه يرتاح منى، خلاص هو خلص من ليام وما في خطر فى كاليفورنيا

ضمتها “تحية” بحزن شديد على حالها وبدأت تربت على ظهرها ليأتيهم صوته من الخلف وهو يقول:-

-همليها يا خالة

أبتعدت “تحية” عنها وهى تلتف بضيق شديد من فعلته لتستدير “حلا” غاضبة منه وجففت دموعها وهى تقول:-

-أن شاء الله يكون المأذون وصل

أشار لـ “تحية” بأن تغادر فنظرت إلى “حلا” بحيرة ثم غادرت الغرفة ليسير نحوها وهو يقول بجدية:-

-أعرف بس مين عرفك موضوع العدة دا عشان تجررى انك هتجوزي بعدي

لم تجيبه واغلقت سحاب حقيبتها وأنزلها عن الفراش وقبل أن تتحرك أصطدمت بصدره من الخلف لتجفف دموعها بحزن شديد وألتفت غاضبة منه فقال:-

-خلاص لمتي حاجاتك طب أستنى هبابة لما أطلجك رسمي


 


علمت بأنه يغيظها بإرادته لتقول بتذمر شديد وتجذب حقيبتها فى يدها:-

-متهزرش معايا، أنا المرة دى مش هرجع لك يا عاصم زى كل مرة وكفاية أنى أرمي نفسك عليك، أنت عندك حق أنا أروح اشوف ليا حد من سنى ويحبنى

أوقفها وهو يمسك يدها وهى بجواره ونظر إليها بهدوء ثم سأل بفضول:-

-هتحبيه؟!!

نظرت إليه بعينيها الباكية فشعر بوخز فى قلبه قوية من عيونها وهو سبب بكاءها وتساقط دموعها فقالت بضيق:-

-طلقنى يا عاصم

نفضت ذراعها من يده بحزن ثم غادرت الغرفة هذه المرة بلا رجعة باكية منه، تنهد بهدوء شديد ثم بدل ملابسه وذهب للعمل….

أنتظره “مازن” فى المساء مع المأذون حتى يتم الطلاق لكنه لم يعود من العمل وتحجج بأنشغاله ……

_______________________________

خرجت “هيام” من المدرج بعد أن أبلغهم الأمان بألغاء المحاضرة بسبب غياب “أدهم” رغم أنها رأته صباحًا فى الجامعة، ذهبت إلى مكتبه بحيرة لكنها لم تتجرأ على طرق الباب فغادرت بقلق إلى حيث يجلس اصدقائها لتجلس بوجه عابس معهم، قال “تامر”:-

-مالك يا جميل؟

هزت رأسها بالنفي وهى تضع رأسها على الطاولة فوق ذراعيها، سألت “جاسمين” بقلق على صديقتها:-

-أنتِ تعبانة طيب؟

هزت رأسها بخمول فى جسدها مُفتقدة حيويتها ونشاطها لتأفف بضيق شديد ثم سمعت صوت “حلا” من الخلف تقول:-

-هيام

رفعت رأسها بقلق بعد أن سمعت صوت أختها الصغري بنبرة واهنة ووقفت مُسرعة إليها بقلق ثم قالت:-

-حلا، مالك؟

هزت رأسها بالنفي وقالت بحيرة:-

-مفيش، أنا عايز أتكلم معاكي فى حاجة

أومأت إليها بنعم ثم جلست معهم لتنهد “حلا” بخفوت ثم جمعت شجاعتها وقالت:-

-أنا بفكر أرجع كاليفورنيا تاني


 


أتسعت عيني “هيام” على مصراعيها بذهول تام من قرارها المفاجيْ ثم سألت بقلق:-

-ليه؟ عشان يعنى خصامك مع عاصم، حلا معجول عشان اتخانجتي معه تهاجرى وتهملينا كلنا

تنحنحت “حلا” بضيق شديد ثم قالت:-

-مش خصام يا هيام، إحنا أتفقنا نتطلق بس هو مبيطلقش

تبسمت “هيام” وهى تأخذ يدها فى راحتى يديها ثم قالت بعفوية:-

-ودا مبيفهمكش حاجة، معجول لو عاصم حابب يطلج هيتحجج بالحجج اللى بنسمعها كل يوم وأنه بيتأخر فى الشغل، مازن أخوكي ومعاه فى نفس الشركة وبيرجع فى وجته عادى ومعندهمش شغل كتير كيف ما عاصم بيجول، باين جوى أنه بيهرب من الرجوع عشان ميطلجش يا حلا

تذمرت “حلا” بضيق شديد ثم قالت بضعف:-

-وهفضل كدة كتير يعنى، أنا همشي وإذا عايز يطلجنى يطلجنى

ضحكت “هيام” بعفوية على براءة هذه الفتاة التى تعتقد بأنها تستطيع الهرب منه بسهولة ثم قالت:-

-معجول أنتِ مصدجة أنك تجدري تخرجي من الدار من غير أذن من عاصم، حلا انتِ بتيجى جامعتك لأنه أذن بدا كيف هتخرجي من البلد وكمان وأنتِ مرته مستحيل

تذمرت “حلا” بضيق شديد وهى تقوس شفتيها ليغمز “تامر” إليها بلطف وقال:-

-خليه يطلجك وأنا بكرة الصبح أكتب عليكي من غير ما تهاجر يا جميل

تبسمت “حلا” بعفوية إليه ويا ليتها لم تبتسم وليت “تامر” لم يمزح حتى تبتسم لو كان يعلم بأنه فى الخلف يستمع لهذه الكلمة، أشتعل “عاصم” غضبًا من كلمة هذا الشاب وهو يتغزل بها ويرغب بالزواج منها ليتذكر حديثها عن الزواج من أخر مما جعله يستشيط غضبًا فتحدث بجدية حادة:-

-أجيبلكم أتنين ليمون

فزعت “هيام” من صوته ووقفت بذعر وهكذا “تامر” الذي أنتفض ذراعًا وهو مثل بقية البلد يعرف جيدًا من هو “عاصم الشرقاوي”، أقترب نحو تامر” بغضب سافر لتقف “حلا” بذعر من مكانها وهى تعلم جيدًا أن “تامر” يمزح ولم يقصد كلماته ووقفت أمامه ليقف “عاصم” حادقًا بها وهى تحمي هذا الشاب من غضبه، رمقته “حلا” بخوف من غضبه ونظراته التى تتطاير من عينيه ليقول:-

-بعدي يا حلا

أجابته بتحدي سافر خوفًا منه غضبه فربما يقتل “تامر” فى الحال:-

-لا، تامر بيهزر ميقصدش حاجة من اللى سمعته

تأفف بضيق شديد غاضبًا ليضع يديه فى عبائته لتتشبث “حلا” بيده قبل أن يخرجها وهى تعلم بانه سيخرج سلاحه وقالت:-

-عاصم والله هزار

تمتم بنبرة مُخيفة أرعبتها قائلًا:-

-بعدي يا حلا بلاش غضبي يطولك

هزت رأسها بلا ويديها ترتجف ذعرًا ثم قالت:-

-لا أمشي يا عاصم


 


لم يُجيب عليها لتأخذه من يده الأخرى وتسير لكنه كان كالجبل صامدًا بالأرض لم تقوى على زحزحته لتقول بهدوء:-

-عاصم يلا

لم تفهم غضبه وأن ما يحرقه فى الحال سببه هذا العشق الكامن بداخله ليرمق “تامر” بنظرة وداع تحمل رسالة أنهم سليتقوا قريبًا، ذهب معها لتنهد “تامر” بأرتياح وهو يقول:-

-أنا عايش … أنا حي

تبسمت “هيام” ناظرة علي “حلا” وهى تسير بعيدًا وتسحبه من يده خلفه ثم قالت:-

-متجلجش هتعيش

ضحك وهو يأخذ أغراضه من فوق الطاولة وقال:-

-أنا هروح أسلم البحث قبل ما أموت

ألتفت إليه بحماس وقالت:-

-بحث!!

أومأ إليها بنعم لتبتسم بعفوية ثم قالت بمكر:-

-تامر

نظر إلى عينيها ونبرتها ليقول بخوف مُصطنع :-

-فى ايه؟ أنتِ هتسمينى ولا أيه

أومأت إليه بنعم ثم ذهبت معه إلى مكتب “أدهم” بحجة تسليم البحث وقفت بالخارج ليدخل “تامر” بالبحث وقتلها الفضول عن سبب تغيبه ففتحت الباب بحجة أستعجال “تامر” قائلة:-

-أنجزى يا تيمو

نظرت إلى “أدهم” وهو جالسًا على المكتب ينظر بالبحث ورفع رأسه مُسرعًا بعد أن سمع صوتها مصدومًا من كلمتها لتتقابل أعينهم فى نظرة صامتة، عاد بنظره غلي الورق غاضبًا لكنه يكبح هذا الغضب منها ليشير لها “تامر” بأن تنتظر، وقفت محلها مُنتظرة وتراقب “أدهم” عن كثب حتى أومأ برأسه له وقال بسخرية:-

-ماشي يا تيمو

تبسم “تامر” بعفوية ثم وقف ليغادر، خرج من المكتب لتقف “هيام” بهدوء ثم قالت:-

-أسبجنى أنت يا تامر

ذهب أولًا لتلتف وهى تنظر إلى “أدهم” ليرفع نظره إليها بصمت مُنتظر أن تتحدث أولًا لتقول بحرج:-

-شكرًا

نظر “أدهم” إليها بعدم فهم عن أى سبب تشكره فماذا فعل لتقول:-

-على اللى عملته وأنا تعبانة


 


نظر للورق بلا مبالاة غاضبًا منها وقلبه يحترق عندما يراها تتحدث مع “تامر” بهذه الأريحية ومعه دومًا غاضبة وعنيدة فقال:-

-أى حد مكاني كان عمل اللى عملته وبعدين أنا طلبت الداكتورة مش أكتر

أومأت إليه بنعم وألتفت لكى تغادر، مسكت مقبض الباب لتتأفف بضيق شديد ثم عادت للدخول ووقفت أما المكتب بأنفعال شديد قائلة:-

-أنت زعلان منى فى حاجة؟ عملت حاجة؟

ترك الورق على المكتب بضيق وتنهد بأختناق ثم قال وهو يقف من محله:-

-أنتِ عايزة أيه يا هُيام؟، أبعد عن طريجك وألتزم حدودي ولا أجرب وأتكلم وياكي، حيرتينى وياكي

أبتلعت ريقيها بأندهاش من كلماته ثم قالت:-

-أيه المفاجأة دى، أنت بتزعجلي ليه؟ ليك أيه عندي عشان تزعج وتتعصب عليا، أنا بسأل بس لأنك متغير متزعجليش

تأفف بضيق شديد من هذه الفتاة الغاضبة منه دومًا على عكس هدوئها مع غيره وقال:-

-مش بجولك حيرتني، متزعليش يا أنسة هيام مجصديش أزعج، أتفضلي بجي أنا ورايا شغل

ضربت المقعد بقدمها وهى تغادر غاضبة من طرده إليها وتمتمت بضيق شديد كالحمقاء:-

-أنا اللى غلطانة أنى جلجانة عليك

غادرت من المكتب غاضبة منه وتضرب الأرض بقدميها ليرفع رأسه بصدمة ألجمته بعد أن سمع كلماتها وأعترافها بالقلق عليه، وقف من مكانه مُسرعًا ليذهب خلفها لكنه عندما خرج من المكتب كانت قد غادرت فعلًا ليتأفف بضيق شديد وعاد للمكتب…..

____________________________

صرخت “حلا” بضيق شديد منه قائلة:-

-أنت أيه اللى جابك الجامعة أصلًا

صاح بها وهو يقود سيارته مُنفعلًا مما حدث قائلًا:-


 


-جيت أدفع مصاريفك، وبعدين دا اللى فارج وياكي لكن اللى سمعته وشوفته عادي مش أكدة

تأففت بضيق شديد من الغضب وقالت بعناد:-

-أنت مالك يا عاصم، لتكون فاكر أنى مراتك بجد؟ أنا وأنت عارفين كويس أننا أتفقنا على الطلاق، أنا ما فاهمة نهائيًا أنت متأخر ليه ما تقولها ونرتاح إحنا الأتنين

نظر إليها وهو يقود السيارة بصدمة الجمته من برودها وتقبلها للأمر ثم قال:-

-أنا يا حلا اللى أجول أمتى مش أنتِ

ضحكت ساخرة ورأسها تنظر للنافذة قائلة:-

-اللى يشوفك كدة يقول أنك رجعت فى كلامك زى العيال اللى بترجع فى كلامها

لتفزع عندما ألتف بالسيارة بمنتصف الطريق غاضبًا من كلمتها وسار معاكسًا للطريق فأبتلعت ريقها بخوف من السيارات القادمة وقالت:-

-أنت بتعمل أيه؟

لم يتفوه بكلمة واحدة حتى أوقف سيارته أمام منزل مكتب عليه لافتة “مأذون” لتبتلع ريقها بخوف وهى تراه يترجل من السيارة بغضب سافر لتدرك بأنها أغضبته حتى حسم الأمر فى الحال، فتح باب السيارة إليها وقال بغضب حاد:-

-أنزلي

تمتمت بخفوت ولهجة واهنة وضربات قلبها تتبطيء خوفًا من الفراق والهجر حتى أوشكت دقاتها تتوقف نهائيًا:-

-عاصم!!

نظر إليها بغضب شديد قائلًا:-

-أنزلى يا حلا، مش عايز تتطلجي هطلجك

دمعت عينيها بحزن شديد وهى تترجل من السيارة خائفة، أغلق باب السيارة بقوة جعلتها تنتفض وصعد بها مُمسكًا بيدها ودلفوا للمأذون وعندما رأته تساقطت دموعها بذعر وحزن شديد فقال المأذون:-

-يا مدام حلا أن أبغض الحلال عند الله الطلاق ….

توقف عن الحديث عندما وقفت “حلا” من مكانها وسارت نحوه لتتشبث بعبائته وهو يعطيها ظهره وتمتمت بخفوت:-

-عاصم

ألتف لينظر إليها بصمت فرأى دموعها تبلل وجنتيها بحزن شديد وتُحدثه بأنكسار شديد ليقول:-

-مش دا اللى أنتِ عايزاه

هزت رأسها بالنفي بحزن شديد وهى تقول:-

-لا أنا مش عايزة أطلق يا عاصم متطلقنيش


 


ألتفت للمأذون ببكاء هسترية وقالت بترجي خائفة كطفلة صغيرة:-

-عمه قوله مش يطلقنى

نظر المأذون إليه بهدوء وقبل أن يتحدث بدأت تصرخ بهلع شديد وهى تنظر إلى “عاصم”:-

-مش تطلقني يا عاصم، أنا ………..

توقفت عن الحديث بل توقف قلبها عن النبض ورئتيها عن التنفس بسبب صدمتها وعقلها لا يستوعب ما يحدث ولا يتحمل الفراق لتفقد الوعي ليهرع “عاصم” إليها لتسقط بين ذراعيه فربت على وجنتيها بذعر وهو يناديها قائلًا:-

-حلا 

.

🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔵🔵 

اجنبيه بقبضة صعيدي الحلقة 14 


فتحت “حلا” عينيها بتعب شديد لتفزع بهلع بعد أن جمعت موقفها لتجد نفسها جالسة على الفراش بغرفته وهو جالسًا جوارها يمسك يدها فى راحة يده، نظر إليها بأندهاش شديد من ذعرها فتمتمت بخفوت وتلعثم شديد قائلة:-

-طلقتني

ربت على يدها بلطف وهو يقول:-

-تفتكرى لو طلجتك كان زمانك نايمة فى فرشتى

صمتت بأرتياح شديد وهي تتحاشي النظر إليه ليقول بمزاح قائلًا:-

-تعالي هنا جوليلي، أنتِ جلبك ضعيف أكدة على طول، مجرد ما تخافي يغمى عليكي، إذا كان البكاء اللى عامل فيكي أكدة بكفايكي بكاء

رفعت نظرها به بحزن شديد ثم تسللت زحفًا على الفراش لتغادر فأستوقفها بقلق عليها قائلًا:-

-رايحة فين؟


 


 


أجابته بنبرة خافتة وصوت مبحوح:-

-هروح أنام فى أوضتى عشان ما تعصب منى وتفتح موضوع الطلاق تاني، أصلًا من يوم ما اتجوزتني وأنت بتتكلم فى الطلاق بس بسبب أو لا

غادرت الغرفة قبل أن تعطيه فرصة للحديث أو مجادلتها ليقول بتمتمة وقلب مُنقبضًا:-

-أنا عندي سببي أكيد، معجول أنا بجيت بهرب من طفلة

تنهد بهدوء ليستدير غاضبًا بينما تسللت “حلا” للأسفل وقابلت “مازن” فى طريقها ليستوقفها قائلًا:-

-حلا، أنتِ زينة؟

أومأت إليه بنعم، نظر لوجهها الشاحب وخمول جسدها ليقول:-

-لا أكيد فيكي حاجة؟

تمتمت بحزن ولهجة واهنة مُنكسرة قائلة:-

-من البداية وأنت السبب يا عاصم، أنت سبب حزني ووجعي، أنت اللى قررت أنك تجوزني له بالأكراه، وبسبب غضبك أنا بس اللى بتأذي وبتوجع دا، قولي بقي يا مازن أنت بتقدر تشوف فريدة حزينة أو موجوعة ولا لأنك بتحبها بتخاف عليها

ضمها إليه بلطف شديد وبدأ يمسح على رأسها بيديه ثم قال:-

-أسف يا حلا، جوليلي كيف أرضاكي وأنا هعمل اللى عايزاه؟ عايزة تتطلجي

صرخت بأنفعال شديد وهى تبتعد عنه بأختناق قائلة:-

– خلاص الحل ليكم كلكم هو طلاقي، ماشي خليه يطلقنى لأنى زهقت وملت من الكلام فى الموضوع دا، خليه يطلقنى

رأت “عاصم” يقف بالأعلي ويستمع لحديثهم لتقول بعناد شديد ولهجة تهديدية:-

-أنا يمكن مقدرش أتجوز غيره اه ويكون كلام فى الهواء بس الأكيد أن وقت أكون حرة هرجع على كاليفورنيا والمرة دى تهديد يا مازن


 


دفعته عن طريقها لتسير إلى الغرفة غاضبة، نظر “مازن” إلى الأعلي حيث يقف “عاصم” ليعود للداخل صامتًا وهى تهددهم برحيلها للأبد إذا فعل…..

___________________________

كانت “هيام” تسير بين الأرفف فى المكتبة باحثة عن أحد الكتب لتبسم بحماس شديد عندما رأته بالأعلي فحاولت الوصول إليه لكنها لم تستطيع، رات يد تمد من خلفها تحصل عليه فنظرت “هيام” للخلف بأمتنان وهى تقول:-

-شكرًا…

نظرت بأندهاش عندما رأت “أدهم” ليحدق بها بهدوء وهو يقول:-

-عفوًا على أيه؟

نظرت للكتاب بحيرة ثم قالت:-

-على مساعدتك، ممكن تدينى الكتاب

نظر “أدهم” على الكتاب فى يده ثم قال:-

-بس أنا بجيبه ليا لأنى حابب أستعيره

أتسعت عينيها على مصراعيها غاضبة لتقول بخنق:-

-بس أنا اللى جيت الأول

تبسم بسخرية وهو يتشبث بالكتاب جيدًا وقال:-

-وأنا اللى أخدته وعلى ما أعتجد أنى مأخدتوش من أيدك

غادر لتسرع خلفه غاضبة من بروده ولهجته المُثيرة للغضب والأستفزاز أكثر لتقول:-

-لو سمحت كفاية تصرفات الأطفال دى، أنت عارف أنى جيت الأول

ألتف إليها وهو يسير بظهره للخلف يرمقها بنظره ثم قال:-

-لو كنتِ أخدتيه أكيد مكنتش هخطفه منك، متلومنيش بل لومي جصرك يا عاجلة ما دام انا الطفل هنا

توقفت مكانها بضيق شديد وبدأت تضرب الأرض بقدميها عابسة ليقول دون ان ينظر إليها :-

-رجلك هتوجعك


 


صرخت بغيظ منه وهى تغلق قبضتها على مصراعيها بضيق شديد من هذا الرجل فتمتمت بضيق قائلة:-

-أمتى السنة تخلص عشان أخلص منك

سمعها ليستدير إليها بضيق شديد من كلمتها وهى تتمني أن ينتهى لقائهما وقال:-

-بس نخلص الترم الأول وبعدين نشيل هم الترم التاني

كزت على أسنانها غيظًا منه حتى قشعر جسدها من صرير أسنانها لتذهب إلى أمين المكتب وتعطيه الكتب التى أختارتها فوجدت “أدهم” يمازح الفتاة قائلًا:-

-هرجعه بعد أسبوع

تبسمت الفتاة له بعفوية وهى تقول:-

-يا دكتور أدهم أنت خابر زين أن مدة الأستعارة ثلاث أيام

وضع يديه على المكتب بغزل وعفوية ثم قال:-

-وعشان خاطر

رمقته “هيام” بأندهاش من كلمته ونظرت للجهة الأخرى غاضبة وقلبها يكاد يطلق أسهمه لقتل هذا الثنائي من الغيرة التى لم تعرف ماهيتها “هيام”، تبسمت الفتاة بعفوية ثم قالت:-

-أنت تأمر يا دكتور أدهم، والله لو عايز المكتبة كلتها خدها

قطع مزاحهم “هيام” وقد فاض بها الأمر من تحمل هذا الحديث عندما ألقت الكتب على المكتب غاضبة وقالت بحزم:-

-ممكن تمشينى لأن واضح أن الموضوع مطول

رفع “أدهم” نظره بها وكانت فى أقصي درجات غليان الغضب وعلى وشك قتلهما أو هدم المكتبة فوق رؤوسهم لتسجل لها الفتاة الكتب وتعطيها له فغادرت أولًا غاضبة، تبسم “أدهم” وهو يأخذ الكتاب ويذهب خلفها مُدركًا بأن ربما يصيبها شيء من الغضب، وصل خلفها ليقول:-

-هناك شيء يحترج

فزعت بخوف وهى تبحث حولها عن الحريق ليهمس فى أذنيها قائلًا:-

-جواكي يا هُيام، رائحة الحريج منكِ

تأففت بضيق شديد وهى تقرض شفتها السفلي بأسنانها ثم قالت:-


 


 


-لو تعرف أنا بتمنى أيه دلوجت؟

رفع حاجبيه بأستفهام لتقول بمكر:-

-يسمح ليا ضربك يا أدهم

غادرت من أمامه غاضبة بينما هو ظل مكانه مصدومًا من لفظها أسمه دون ألقاب وكلفة ليقول بصدمة:-

-أدهم!!! أنتِ يا بت خدي هنا

صعدت بسيارتها لينطلق “حمدي” قبل أن يصل “أدهم” فأبتسم عليها وهو يرمق سيارتها ويده تبعثر شعره بحيرة من أمرها…..

_____________________________

“شــــركــة الشــرقـــــاوي”

كان “عاصم” جالسًا فى مكتبه وينظر إلى الصور الخاصة بـ “حلا” فى الجامعة على الهاتف و”أمير” يقف أمامه يُحدثه عن علاقاتها بالجامعة، قدم “عاصم” الهاتف إليه على المكتب ليقول “أمير”:-

-دا عمران، من الأقصر وبيدرس فى الجامعة، عنده 26 سنة بيسجط دومًا وعلاجاته كلها بنات لكن الغريب أن كل بنت يتصاحب عليها تختفى من الجامعة أو تجطع علاجتها بيه لأسباب غامضة، ممكن يكون سلوكه أو حاجة معرفتهاش

رمق “عاصم” صورة “عمران” بضيق شديد من تقربه من زوجته ثم قال بضيق شديد:-

-متهملش حلا وياه لحالهم نهائيًا وحاول تعرف ليا البنات اللى أتعرف عليهم فين دلوجت

أومأ “أمير” إليه بنعم لكن “عاصم” كان بداخله شعور غريب ويعتريه القلق من هذا الرجل جدًا فتمتم بقلق خافت:-

-بعده عن حلا جدر الإمكان


 


أومأ “أمير” إليه بنعم ثم غادر المكتب لينتهى “عاصم” ويقف من مقعده ثم رحل خلفه وكانت الشركة فارغة بعد مغادرة الجميع فدومًا ما يلتقي بـ “أمير” خلسًا حتى لا يراه أحد، عاد للمنزل فمر من أمام نافذة غرفة “حلا” ليراها جالسة على الفراش تذاكر فى كتبها بتركيز شديد، ظل واقفًا يراقبها خلسًا مُنذ أن غادرت الغرفة وهى تتعمد ألا يراها ويتحدث مُجددًا عن الطلاق، تغيرت تعابير وجهها إلى الحزن ليأخذ “عاصم” خطوة نحو النافذة بقلق من تعابيرها فرأها تفرك رأسها بالقلم بحيرة شديد، تبسم “عاصم” عندما أبتسمت “حلا” وهى تدون شيئًا فى الورق فكانت طفلة عفوية تدرس بأجتهاد أتاه صوت “تحية” من الخلف تقول:-

-الناس بتداخل من الباب

ألتف إليها بفزع شديد من ظهورها هكذا فجأة، نظرت إلى وجهه وقالت:-

-ميليجش بالكبير النظر كالحرامية فى نص الليل أكدة

سار إلى باب المنزل غاضبًا ليقول:-

-أنتِ فاهمة الموضوع غلط يا خالة

دلفت “تحية” خلفه بضيق شديد ثم قالت بقسوة:-

-أنهى موضوع بالظبط ها، أن جررت تطلج مرتك

ألتف إليها بدهشة وقال:-

-أنا حر، انتوا هتعلجوا ليا المنشجة، ناجص تحسبوني كمان

أتاه صوت “فريدة” من الخلف تقول بضيق شديد:-

-لعاش ولا كان اللى يحاسبك يا كبير بس من ميتى وأنت بجيت أناني أكدة ومبتفكرش غير فى حالك

كاد أن يتحدث لتتحدث “تحية” غاضبة من جراءة أبنتها تقول:-


 


-فريدة، أتأدبي وإياكِ تانى مرة تتحدي ويا الكبير أكدة، وإحنا مبنحاسبكش يا عاصم، بس اللى مرضهوش على بنتى مرضهوش على بنات الناس، مين تجبل أن بنتها تتطلج بعد شهر ونص جواز وخصوصًا أنها مكنتش موافجة وأنت وأخوها اللى أجبرتوها على دا

فتحت “حلا” الباب على صوت صراخهم، تحدث “عاصم” بضيق شديد قائلًا:-

-أنا حر متحسبونيش، انا مجادرش أشوفها زوجة ليا ولا حتى ست، حلا مجرد عيلة صغيرة كيف بنتى وبس، أيه اللى يجبرني أعيش وياها ها

تحدثت “تحية” بضيق من تصرفه وعناده الشديد قائلة:-

-مش يمكن أنت اللى مدتهاش الفرصة أنها تكون زوجة

هز رأسه غاضبًا وهو يحاول إخفاء مشاعره عن الجميع مُتشبثة بكذبته ووهمه بصغر سنها، ألتف كى يصعد للأعلي ليراها واقفة على باب غرفتها بعيني دامعة بعد أن سمعت حديثه عنها لتتقابل أعينها فدلفت للداخل وأغلقت الباب، نظرت “تحية” بحزن شديد عليها ثم إلى “عاصم” وهو يصعد للأعلي وتأففت بضيق شديد ثم قالت:-

-ما دام حط حاجة فى رأسه يبجى هيعملها ……

___________________________________

فى الصباح كان “عمران” يقف خلف مبنى الكلية مع فتاة باكية وتقول بترجي:-

-الله يخليك يا عمران أنا أهلي ممكن يروحوا فيها

تأفف بضيق شديد من بكاءها ووضع أصبعه بأذنه غيظًا منها ثم قال:-

-أنجزي جبتى الفلوس ولا أمشي وتندمي يا جطة

أخرجت المال من جيبها بأنكسار شديد فقالت:-

-دا كل اللى عرفت أجمعه والله 3000ج

تأفف بضيق من كلماتهاونظر إليها بينما تمد له مبلغ من المال قال:-


 


-مع انك هتجفي عليا بخسارة بس ماشي

وبعد أن عد المبلغ أعطها فلاشة صغيرة ثم قرص وجنتها بسخرية وهو يقول:-

-متعملهاش تاني يا حلوة

غادر مُبتسمة بهذا المبلغ من المال ولم ينتبه أن “جاسمين” رأته فذهبت غاضبة إلى أصدقائها، رأت “هيام” وجهها العابس فسألت بضيق:-

-مالك يا جاسمين؟

خرجت أففة قوية من فمها ثم قالت بضيق:-

-معجول واحدة تسمح لواحدة يبتهزها عشان الفلوس

لم يفهم أحد كلماتها وقال “تامر” بأستغراب شديد:-

-هى ضربت منك لدرجة دى يا جاسمين

تأففت بضيق شديد وأتكأت بذراعيها على الطاولة ثم قالت:-

-أنا شوفت واحد واطي أجل ما يجول عليه حثالة بيأخد فلوس من بنت مكسورة، تفتكره الفلوس الكتير دى ليه؟

لم يجيبها أحد بل تحدثت “هيام” بقلق شديد:-

-أسمعي يا جاسمين أبعدي عن الأشخاص اللى من النوع دا، أوعاكِ تجربي منهم فاهمة

أومأت “جاسمين” إليها بنعم لتربت “هيام” على يدها بلطف ثم قالت:-

-برافو يا حبيبتى….

_______________________________


 


خرج “عاصم” من الغرفة مساءًا مُرتديًا تي شيرت وردي وبنطلون كحلي ثم أتجه إلى غرفة “تحية” بعد أن طلبت لقائه وتنهد قبل أن يدخل وهو يعلم جيدًا سبب طلبها لرؤيته، دخل ورأها تقرأ فى المصحف وفور رؤيته أغلقت المصحف ورفعت نظرها إليه وقالت:-

-تعالي يا ولدى، أجعد جاري

جلس “عاصم” قربها بهدوء ثم قال:-

-بعتلي يا خالة

أومأت إليه بنعم ثم قالت بلطف :-

-أنا سمعاك يا عاصم، هتفضل لميتى جاعد فى أوضة ومرتك فى أوضة ومتعرفش عنيها حاجة، دى مش عيشة يا ولدى

تنهد بهدوء ثم قال:-

-وتعيش ويايا ليا ما دام إحنا واجفين على الطلاج

تأففت بضيق شديد من عناده وقراره الذي لم يتغير نهائيًا وقالت بجدية:-

-ليه الطلاج يا عاصم، أنتوا مفيش بينكم مشاكل ولا حروب عشان يبجي الطلاج الحل، خراب البيوت مش سهل يا ولدي والكلام دا أنا بجوله بصفتى أم ليك تعبت فى تربيتك وشايفك بتأذى حالك وبدمر حياتك، كيف تخرب بيتك بيديك، دا بيكون بينهم تأر ودم ويجول لا كله ألا خراب البيت، كيف جلبك مطاوعك أكدة

تمتم بضيق شديد من تذمره على حال قلبه فهو أيضًا معارضًا الفراق ويكاد يفتك به وجعًا من الأشتياق إليها وإلى رائحتها وضمها:-

-وأيه اللى دخل الجلب فى الموضوع من الأساس كلتكم بتعرفون أنى معنديش جلب وهى نفسها بتعرف أكدة

تنهدت “تحية” بحيرة من هذا الرجل المتحجر ثم قالت:-

-ماشي بلاها الجلب يولع الجلب لكن أحسبها بالعجل ما دام الجلب محيرك، كيف تختار طريج الطلاج مفكرتش يا ولدي أنك تعيش وياها وتحبها كيف الناس

صمت “عاصم” بحيرة وهو يستمع إلى حديث “تحية” فتابعت بحدة:-

-طول عمرى بسمع جرارك كيف بجية العائلة وبعمل بيه ولا مرة عارضتك يا عاصم مش لأني خايفة منك عشان الكبير، لا بس عشان أنت الكبير بعجلك وحكمتك كبير، دايمًا جرارك فى مصلحة العائلة والكل لكن جولي يا عاصم ليه جراراتك اللى بتخصك بتأذيك وتوجعك، كأنك يا ولدي بتحب الأذي لحالك


 


نظر “عاصم” لها ثم قال بخفوت:-

-مش يمكن أنا ممرتاحش مع حلا، مش شبهي ومن سني، حلا لسه عيلة فى بداية حياتها عاوزة تعيشها مع التنطيط مع واحد من سنها وأنا كمان أعيش حياتي مع واحدة عاجلة من سني تفهمني، مش واحدة تنط ليا من البلكونة كيف المجانين

تبسمت “تحية” بعفوية وهى تستمع لحديثه بحب شديد ثم أخذت يده بين قبضة يديها وقالت بعفوية:-

-بذمتك يا عاصم محبتهاش

أتسعت عينيه على مصراعيها بدهشة أصابته لتضحك بعفوية ثم قالت:-

-أنت مستغرب ليه يا ولدي، مبجاش أنا اللى ربتك لو معرفكش، حبتها يا عاصم العيلة الصغيرة اللى معجباكش جنانها، هى اللى جدرت تهز الجبل اللى فى صدرك، واللى بتعمله دا مش لأن حلا تجيلة عليك لا دا لأنك خايف من الحب، مش عاصم الشرقاوى اللى تحركه أى ست، لا دى ستات البلد كلتها لو وجفوا جصادك مهتهزلكش شعره

وقف من مكانه صامتًا ليغادر غرفة “تحية” فأستوقفته بنبرتها تقول ببسمة:-

-عاصم بلاش الطلاج الليلة دى، خصوصًا أن الساعة عدت 12 وعيد ميلاد مرتك النهاردة

فتح باب الغرفة دون أن يجيب ثم سار فى الرواق بحيرة من امره وإذا علمت “تحية” عن مشاعره فماذا عن البقية، فتح باب غرفته ودلف ليُصدم عندما رأها تقف أمامه بمنتصف الغرفة مُرتدية قميص نوم أسود اللون قصير وفوقه روبه الخاص يصل إلى ركبتيها وشعرها مسدولًا على ظهرها وترسم شفتيها بأحمرار الشفايف، لم يراها من قبل بهذه الأنوثة أو تشبه النساء دومًا ما كانت تحافظ على هيئة طفولتها ومراهقتها، نظر إليها بإعجاب شديد لتُتمتم بخفوت مُبتسمة بقلق من رد فعله:-

-أسفة لأني دخلت من غير أذن، ممكن تقولي كل سنة وأنا طيبة

سار نحوها صامتًا وضربات قلبه تتسارع بجنون حتى وصل إليها ليقول بغيرة شديدة:-

-سؤال واحد

تحدثت بعبوس على تجاهله لطلبها الصغير:-

-اه من غير ما تسأل طلعت من تحت كدة

تنهد بخنق شديد من أستهتارها لأوامره فقال:-

-كأنك مخايفاش منى

هزت رأسها بلا وهى تقول:-

-أصلًا أنا لبست دا عشان أنت شايفنى طفلة، قولي يا عاصم أنا لسه طفلة معقول مش قادر تشوفنى زوجة ليكي، إذا كنت صغيرة أتجوزتني ليه…. لا متجاوبش أنا مش عايز خناق النهاردة بس قولي كل سنة وأنا طيبة وهمشي على طول، معقول البيت كله محدش يقولي كل سنة وأنا طيبة، كبرت سنة و………

أسكتها بشفتيه ويديه تحيط خصرها ويجذبها إليه أكثر حتى ألتصقت به، تسارعت نبضات قلبها بجنون إليه لترفع يديها إلى تي شترته وتشبثت به بقوة، أبتعد “عاصم” عنها بخفوت وهو يرفع يده إلي وجنتها يداعبها بلطف لتفتح عينيها وهى ترفعهما به فقال بحنان ونبرة


 


دافئة:-

-كل سنة وأنتِ طيبة يا حلوتي

تبسمت “حلا” بدلال وسعادة تغمر قلبها بهذه اللحظة وهى بهذا القرب منه وتشعر بأنفاسه تضرب وجهها بدفئهم، رفعت يدها إلى لحيته تلمسها بأناملها ثم قالت بخجل:-

-معقول تترك هالحلوي تروح لرجل تاني، حلوتك!!

حملها على ذراعيه بحنان ثم حدق بعينيها هائمًا بجماله ودقات قلبه تغلبه مرة أخري فى الهوى ليقول:-

-مستحيل، علي موتي تروحي لغيري يا حلا

لفت ذراعيها حول عنقه بحماس وحب شديد ثم قالت:-

-وعد ما تسبنى يا عاصم

أنزلها بفراشه وهو يداعب خصلات شعرها بدلال وعينيه تعانقها قبل ذراعيه، قلبه أوشك على التوقف من سرعة ضرباته وهذه المشاعر التى هزمته واسقطته فى العشق رغمًا عنه وعن كبريائه اللعين، قال بهمس:-

-وعد، يا قلب عاصم وحلوي حياته ودنيته كلتها

رفعت يدها على صدره بخفوت تشعر بضرباته وهى الأخري لم يكن حال قلبها ألطف من قلبه بل كان أكثر جنونًا لتقول بهيام:-

-أنا قلب عاصم !!

قبل جبينها بحنان ثم قال بهمس:-

-لا جبلك ولا بعدك يا حلوتي………

فتحت عينيها صباحًا بتعبت شديد لتشعر بثقل على كتفها فنظرت لتجد رأسه وهو يطوقها بذراعيه جيدًا حتى لا تهرب منه، ألتفت إليه لتنظر إلى وجهه وهو نائمًا ثم رفعت يدها إلى وجهه ترفع خصلات شعره عن جبينه بدلال فتحدث بينما عينيه مُغمضتين قائلًا:-

-بكفايكي شجاوة على الصبح

تبسمت بخجل شديد من يقظته وهى بين ذراعيه، فتح “عاصم” عينيه ببطيء عندما صمتت ولم تجيب عليه ليجد وجنتيها حمراء كالفراولة من الخجل، تطلع بوجهها بأشتياق ثم قال:-

-موراكيش جامعة النهاردة ولا ايه

أومأت إليه بنعم ليفلتها من أسر ذراعيه وأعتدل فى جلسته وهو يرتدي تيشرته ويضع سيجارة بين شفتيه وأشعل قداحته لتعتدل “حلا” فى جلستها ثم قالت:-

-عاصم

أومأ إليها بنعم دون أن يستدير ينفث دخان سيجارته بعيدًا :-

-امممم


 


ترددت قليلًا فى التحدث إليه ثم صعدت على ظهره ورأسها تميل على كتفه وقالت بلطف:-

-أنت وعدتني

نظر لرأسها وشعرها مسدولًا على كتفه ثم أطفاء سيجارته وأدار وجهه ينفث دخانه ثم قال بجدية:-

-عارف أنى وعدتك، باين أنك جدري اللى مهلاجيش مهرب منه يا حلا

سألته بفضول وجه عابس قائلة:-

-دا حاجة حلوة ولا وحشة

قرص وجنتها بلطف وهو يقول:-

-حاجة زينة، همي أمال عشان متتأخريش على الجامعة

ركضت مُسرعة إلى المرحاض بحماس شديد وكأن طاقتها تبدل بين ليلة وضحاها أو وضعت بطارية جديدية بداخلها تملأها بالحيوية والنشاط، خرج “عاصم” للشرفة حتى يدخن سيجارته دون أن يأذيها برائحة الدخان وعندما دلف للداخل رأها أستعدت للذهاب وأرتدت بنطلون أزرق فضفاض وتي شيرت أبيض اللون بنصف كم وأرتدت سترة جلدية بيضاء ليقول:-

-حلا

نظرت له فى المرآة وهى تصفف شعرها ليقول مُتابعًا بجدية:-

-حمدي هيوصلك ولما تخلصي كلمينى عشان هجي أخدك

ألتفت إليه بدهشة ألجمتها وقالت بتلعثم:-

-عاصم أنت هتيجي؟

أومأ إليها بنعم وهى تسير نحوه مذهولة من كلماته ثم قال:-

-أمممم متخافيش مأذيش زمايلك لكن بربي لو حد أتخطي الحدود لتكون أخر ……..

أستوقفته حين قالت بحماس شديد :-

-مش هيحصل بوعدك يا عاصم

بعثر غرتها بلطف ثم أشار إليها بأن تنطلق فى طريقها لتترك له قبلة على وجنته عفوية وركضت للخارج بعد أن سمعت “هيام” تناديها بتعجل كي يرحلوا…

________________________________


 


“شــــــركــة الشـــرقـــــاوي”

خرج “مازن” من مكتبه بعفوية ليُدهش عندما رأى “فريدة” أمامه ليسرع نحوها بقلق يسأل:-

-فريدة؟ أيه اللى جابك هنا؟

تبسمت بعفوية وهى ترفع رأسها بتفاخر ثم قالت:-

-أنا جاية شغلي من اللحظة دى أنا مؤظفة عندكم

أتسعت عينيه على مصراعيها بصدمة ألجمته ليقول بغضب وهو لا يفهم كلماتها:-

-جصدك أيه؟ ومين اللى سمح لك أنك تشتغلي يا فريدة

تعجبت من دهشته لتقول:-

-أنا يا مازن وعاصم

صاح بها بأنفعال شديد قائلة:-

-ومين عاصم عشان يجرر مرتى تعمل أيه؟ وأنا ايه كيس جوافة فى حياتى؟ بتأخدي جراراتك من نفسك أكدة؟

دلفت للمكتب معه غاضبة من حديثه ومعارضته فقالت بضيق:-

-وأيه يخليك تمانع وأنا هشتغل وياك فى نفس المكان يعنى تحت عينيك

ألتف إليها غاضبًا من فعلتها ثم قال:-

-أنا حر، أنا راجل معاوزش أشغل مرتي أنا حر يا فريدة، لكن أنتِ مش حرة فى جرار زي دا لأن فى حياتك زفت مشاركك الحياة دى وله كلمة عليكي ولا لا كلمة أيه ما أنتِ كل اللى همك عاصم وما دام الكبير وافج يبجى خلاص

تأففت “فريدة” بضيق شديد من كلمته ثم قالت:-

-أنت بتتكلم كدة ليه؟ وبعدين ما أنا جاية أجولك أهو

أخذ خطوة نحوها بضيق شديد ثم تطلع بعينيها وهو يقول بحدة:-


 


-لا يا مدام فريدة حضرتك مش جاية تجوليلي، حضرتك جاية تشتغلي على طول وتعرفينى بجرارككيف ما أنا كمان هعرفك جراري، أنا مموافجش على الشغل يا فريدة

تطلعت “فريدة” بعينيه بضيق شديد ثم سألت بخوف:-

-جصدك أيه

نظر إليها بضيق شديد من فعلتها وقلبه وعقله يكاد يجن جنونهم من فعلتها ثم قال:-

-يعنى يا أنا يا الشغل دا والجرار المرة دى فى يدك لوحدك

خرج من المكتب تاركها فى صدمتها وهو يجعلها تختار بين عملها وبين زوجها الذي عقد قرآنه عليها مُنذ أيام قلة 

.

🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔵🔵 

اجنبية بقبضة صعيدي الحلقة 15 

ترجلت “هيام” من السيارة أولًا ثم قالت:-

-لما أخلص هكلمك


تبسمت “حلا” بخجل شديد ثم قالت:-

-لا ممكن تروحي لوحدك النهار دا عاصم هيجي يأخدني


نظرت “هيام” على بسمتها ثم أومأت إليها بنعم وغادرت لينطلق “حمدي” إلي كلية الهندسة ثم ترجلت “حلا” من السيارة، ذهبت نحو “أمير” و “رقية” وجلست معهم لتقول “رقية” بعفوية مازحة:-

-وأخيرًا رجعنا للجامعة


تبسمت “حلا” بخجل ثم قالت:-

-أشتقت لكم والله


تبسمت “رقية” بعفوية ثم قالت:-

-واضح واضح


 


 


وضع مقعد اخر على طاولتهم ليرفع الجميع نظرهم وكان “عمران” يجلس جوارهم، قال بعفوية:-

-حمدالله على السلامة يا جميل


أجابته “حلا” بلا مبالاة وهى تنظر فى الهاتف وتكتب رسالة لـ “عاصم” تخبره بوصولها للجامعة، كان “أمير” غاضبًا من هذا الشاب وهو يبحث فى ماضيه خلسًا ليقول :-

-تشرب حاجة يا عمران


هز “عمران” رأسه ثم قال:-

-شكرًا، بجولك يا حلا


أومأت إليه بنعم وهى تتحدث مع زوجها فى الرسائل قائلة:-

-قول


كاد أن يتحدث لكنها وقفت مُسرعة ولا تبالي له عندما أخبرها “عاصم” أن تتصل به عندما تكون خارج المحاضرة، أسرعت بالركض بعيدًا عنهم فتبسم “أمير” ساخرًا من تجاهلها إليه وقال بسخرية:-

-أنا لو مكانك هدفن نفسي فى الأرض على الكسفة دى


داعب “عمران” وجنته بضيق من هذه المعاملة ثم وقف ليذهب فمر من جوارها بضيق وهو يقول:-

-مصيرك يا ملوخية تيجى تحت المخرطة


تبسمت “حلا” وهى تتحدث فى الهاتف قائلة:-

-خرجت


 


 


أومأ إليها بنعم وهو يقود سيارته بيده اليسري ويضع الهاتف على أذنه بيده اليمنى ثم قال:-

-أكيد لأن بسبب طفلة مشاغبة نمت متأخر وأتاخرت على شغلي


تبسمت “حلا” بخجل وهى تتذكر لحظاتهم معًا أمس لتقول بأستحياء وهى تخفض رأسها للأسفل قائلة:-

-أسفة


تبسم وهو يتخيل خجلها الآن فقال بلطف:-

-ولا يهمك، ممكن تروح تكملي دراستك وأفتكرى أنك فى الجامعة عشان تدرسي يا حلا بلاش دلع


أومأت إليه بعفوية ثم قالت بحب وضربات قلبها لا تتوقف عن النبض بجنون من أجل هذا الرجل الذي تمكن من قلبها كاملًا ليصبح مالكه الوحيد، بهذه اللحظة كان قلبها يتراقص على صدرها ويرفرف فرحًا فأغلقت معه الأتصال وذهبت إلى حيث “رقية” صديقتها وجلست جوارها لتقول بخفوت:-

-عمران مشي عشان أضايج من طريقتك وياه


تبسمت “حلا” بلا مبالاة ثم قالت بخفوت:-

-أحسن، لو عاصم جه وشافه كان حصل حاجات مش لطيفة


نظرت “رقية” إليها بفضول شديد ثم قالت:-

-عاصم مين؟ دا اللى كان فى الخطبة وأخدك ومشي صح


تبسمت “حلا” وهى تفكر به ثم قالت بخفوت:-

-اه جوزى


أتسعت عيني “رقية” على مصراعيها بأندهاش شديد من كون صديقتها الصغيرة متزوجة ودخلوا معًا للمحاضرة وبعد خرجوهم جلست تقصي “حلا” إلى صديقتها عن زوجها لتقول “رقية” صدمة ألجمتها:-

-معجول تتجوزى واحد أكبر منك بعمر كامل، حلا دا بيلبس جلابية وشبه العجائز يا حبيبتى أيه اللى عجبك فيه


تبسمت “حلا” بعفوية وهى شاردة فى “عاصم” ومواقفه معها لتقول:-

-مش إعجاب بس، لو قلت أنى عاشقاه هتصدقي


هزت رأسها بالنفي لا تستوعب عقل هذه الفتاة لتأتي “سارة” من الخلف باسمة وتقول:-

-لا صدجي، أنتِ ما بتتخيلي نهائيًا جنون صاحبتك بس جال أنه هيطلجها


 


 


بدأت تقصي “سارة” جنون “حلا” وضعف قلبها عندما يخبرها بالفراق فضحكت “رقية” بسخرية قائلة:-

-لا أنتِ مجنونة رسمي، أنا أجازف بحياتى وأنط من اللكونة عشان رجل ما يولع سورى يعنى


طلبوا طعامهم من كافتريا الجامعة وبدأ تقصي “حلا” عن حياتها وهكذا “رقية” ويتسامرون معًا……


_________________________________


خرج “ليام” من المنزل مُرتديًا عباءة ويلف وشاحًا حول وجهه المحترق ليصعد بالسيارة وأنطلق إلى حيث الجامعة ليراقب “حلا” عن قرب بعد أن أوقف السيارة صعد “عمران” به ليقول:-

-أنت اللى أتصلت بيا


أومأ “ليام” إليه بنعم ثم أعطاه صورة “حلا” وقال:-

-عايزها وعارف أنك هتقدر تعملها


نظر “عمران” للصورة ليشعر بقلق من هذا الرجل الغريب فقال:-

-أعمل أيه؟ لا طبعًا أنا مش بلطجي


تبسم “ليام” بسخرية من كلمة هذا الشاب ورفضه ثم قال بسخرية وعينيه تنظر على الطريق:-

-للعلم أنا عارف أنت بتجيب فلوسك منين؟ ولو عايزينى أقولك أنت صورت كام بنت وأبتزتها بالصور أقولك، لكن أنا بقي عندى شغل يجبلك أكتر من اللى بتجيبه بكتير


نظر “عمران” له ليقول “ليام” بسخرية ووقاحة قائلًا:-

-متسغربش أوى، ما أنا مش أمام جامع أنا قواد


نظر “عمران” له بصدمة ألجمته ثم نظر إلى صورة “حلا” بحيرة شديدة ليري “ليام” حيرته فقال بجدية وأغراء:-

-لو جبتلي حلا أنا هديك 50 ألف جنيه مش مجرد 5 أو 6 ألف جنيه هتأخدهم لما تصورها زى غيرها


ألقي “عمران” الصورة فى وجهه ثم قال بخبث شديد:-

-طب ما تسمع عرضي أنا،الأول أنا أروح أجول لعاصم الشرقاوي خطتك وأنك بتسعى وراء بنت عمه هيدفع أكثر ،الثاني أعمل خطتى أنا والمبلغ اللى هطلبه هأخده منهم حتى لو كان مليون جنيه، أيه بجي اللى يخلينى أسيب كل دا وأجري وراك أنت…


تبسم “ليام” بمكر شديد ثم قال بخبث ولهجة مُخيفة:-

-واضح أنك راسم خطتك أوى بس نسيت تتحري عليها كويس، لأنك لو تعبت حالك شوية وسألت كنت عرفت أنها مش بنت عم عاصم الشرقاوى لا دى مراته


قالها ثم أبعد نظره عن الطريق ونظر إلى “عمران” الذي أرتجف خوفًا من هذه الكلمة الأخيرة وأبتلع ريقه خوفًا وقبل أن يتحدث ” ليام” ترجل “عمران” من السيارة مُرتعبًا خوفًا وسار بعيدًا ليبتسم “ليام” بسخرية وهو يتمتم قائلًا:-

-بحقك يا عاصم كيف عملتها وخلت الكل يموت من الخوف منك….


__________________________


 


 


أعادت “هيام” الكتب للمكتبة ولتمد لها الفتاة الكتاب الذي أستعاره “أدهم” وقالت:-

-دكتور أدهم هملك الكتاب


نظرت للكتاب مُطولًا ثم أخذت الكتاب وغادرت لتجد “حمدى” بأنتظارها فصعدت للسيارة والكتاب بيدها وأثناء قيدته إلى حيث كلية “سارة” لتأخذها فتحت الكتاب بفضول لقراءته لكنه فُتح إلى حيث الورقة المطوية بداخله، فتحتها بحيرة من ترك ورقة بداخل الكتاب ثم قرأتها بعينيها

(أسف لو أخذت الكتاب منك بتمنى لك قراءة مُمتعة لكن من غير غضب على الرغم من أنك جميلة جدًا فى غضبك يا هُيام)


تبسمت بخفوت على هذا الثناء ثم أغلقت الكتاب وأخفت الورقة فى حقيبتها عندما فتح باب السيارة لتصعد “سارة” ….


ركضت “رقية” مع “حلا” وتقول:-

-هشوفه من بعيد، بصراحة مركزتش جوي يوم الفرح


تبسمت “حلا” بحرج من صديقتها العنيدة وهى تقول:-

-أمشي يا رقية


هزت رأسها وهى تقول بسخرية وتتبأطأ ذراع “حلا”:-

-مستحيل، الفضول بيجتلنى أعرف أيه اللى عجب خواجية زيك فى أبو جلابية، دا حتى رغم أمتلكه لشركة وأن معظم رجالنا هناك جلعوا الجلابية إلا أنه زى ما هو…….


أتسعت عيني “رقية” على مصراعيها وهى تقول:-

-مستحيل…. لا


ألتفت “حلا” بلا مبالاة تنظر إلى حيث تشاهد “رقية” لتستع عيناها بصدمة ألجمتها عندما رأت “عاصم” واقفًا يغلق باب سيارته بعد أن ترجل منها مُرتديًا بدلة رسمي ذات اللون الرمادي وقميص أسود ويرفع شعره الأسود إلي الأعلي، تسارعت نبضات قلبها بإعجاب به ووسامته، تمتمت بتلعثم من وسامته:-


 


-دا اللى من العجائز!!


أجابتها “رقية” وهى تسير إلى الأمام قائلة:-

-ينجطع لسانى


جذبتها “حلا” من ملابسها للخلف غاضبة بسبب غيرتها وهذه الفتاة تنظر إلى زوجها هكذا لتقول:-

-رقية دى جوزى


قالتها وهى ترفع يدها للأعلي تضع الخاتم أمام عينيها، توقف “عاصم” أمامها ليقول:-

-خلصتي


أومأت إليه بنعم لتذهب معه فصعدت بسيارته وهى لا ترفع نظرها عنه، سأل “عاصم” وهو يقود سيارته وينظر للأمام على طريق:-

-هتفضلي باص ليا كتير أكدة


تبسمت وهى تقترب نحوه بهيام ثم قالت بإعجاب شديد:-

-بصراحة أنت جميل جدًا


نظر إليها بعفوية ثم قال:-

-مش أول مرة تشوفي من غير الجلابية يا حلا، دايمًا فى البيت بتشوفي كدة


تبسمت بعفوية ثم قالت:-

-دا حقيقي لكن يا عاصم أنت فى البدلة كأنك حد تاني، بصراحة لأول مرة أعترض على الجلابية بس مدياك سن أكبر منك


رمقها بطرف عينيه ثم قال:-

-تحبي نتغدا برا


رفعت حاجبها إليه بأندهاش من لطفه معها لتقول بقلق:-

-لتكون بتعاملنى بلطف عشان تودعنى وتطلقنى


نظر إليها ليراها تتكأ بباب السيارة خائفة من لطفه ليفتح راحة يده إليها، ترددت كثيرًا فى مد يدها إليه لكنها فعلت فى نهاية المطاف ليغلق قبضته على يدها ثم قال:-


 


-معجول أودع حلوتي ها؟


نظرت إليه بحيرة شديدة ثم سألته بقلق:-

-طب قولي سبب التغيير المفاجيء دا


رفع يدها إلى فمه ثم وضع قبلة فى راحة يدها وقال هامسًا:-

-كل سنة وأنتِ سالمة يا حلوتي


رسمت بسمة مُشرقة على شفتيها بعفوية ثم أتكأت برأسها على كتفه وقالت مُتمتمة:-

-لأنه عيد مولدي


أومأ إليه بنعم لتشرد قليلًافى أفكارها وقلبها هائمًا فى العشق وكأنها بلغت قمة أحلامها فى هذه الحياة وشعر بالأرتياح وحب شديد بعد معانأة طويلة فى حياتها ثم قالت:-

-عاصم


نظر للأسفل حيث تنام على كتفه لترفع رأسها عن كتفه وحدقت بعينيه الرمادية ثم قالت:-

-ممكن تحقق ليا أمنية واحدة فى عيد مولدي


أومأ إليها بنعم وهو يقود سيارته وينظر إليها تارة وإلى الطريق تارة أخرى فتبسمت بحماس شديد ….


_________________________________


نظرت “تحية” إلى ابنتها الحزينة ثم قالت:-

-جولتلك يا فريدة، مازن مهيجيش بالطريجة دى، تفتكرى حتى لو هيوافج على شغلك بعد عملتك دى هيوافج بالعكس دا هيعاند أكتر


صرخت “فريدة” بضيق شديد وسط بكاءها:-

-خلاص عرفت كفاية من ساعة ما رجعت بتأنبينى، على فكرة أنا اللى بنتك مش هو


جلست “تحية” جوارها بحنان ثم أخذت يدها بين راحة يدها وقالت:-

-عشان بنتى أنا خايفة عليكي يا فريدة، وبعدين كيف تدي فرصة لحماتك تمسك غلط عليكي ومن الأساس هى رافضة جوازكم


 


 


صمتت “فريدة” ولم تجيب لتضمها “تحية” بلطف إلى ذراعيها وبدأت تربت على ظهرها بخفوت وقالت:-

-أهدئي يا حبيبتى وأنا هتكلم ويا مازن لما يعاود


أومأت “فريدة” إليها بنعم لتتابع “تحية” كلماتها بجدية مُنبهة أبنتها:-

-لكن أوعاكي تحسسي جوزك مرة تانية أن رأيه مش مهم وأن ما دام عاصم أداكي الأذن خلاص ، دلوجت مازن أهم من عاصم وكلمته تمشي عليكي أكتر من عاصم، فاهمة


أومأت إليها “فريدة” بنعم لتبتسم ” تحية” وهى تربت على وجنتي أبنتها وقالت:-

-أنا هحلها متجلجيش


خرجت “تحية” من الغرفة لترى “حلا” تصعد الدرج للأعلى وخلفها “عاصم” تسحبه من يده وأتجهت إلى غرفتهم ، تبسمت “تحية” بعفوية عليهم وهى تقول:-

-الله يصلح حالكم


دلفت “حلا” إلى الغرفة لتترك يده وهى تقول:-

-أستناني لحظة


أومأ إليها بفضول شديد لهذه الأمنية التى تتطلبها منه، دلفت لغرفة النوم بعد ان تركته بغرفة المعيشة، جلس على الأريكة وفتح الشاشة ليشاهد التلفاز بسبب تأخيرها، دق باب الغرفة ليفتح وأخذ كعكة عيد ميلادها من “ناجية” ليضعها على الطاولة ووضع بها الشموع تحمل 19 تمثيل عمرها الصغير ثم نظر نحو الباب المغلق ثم قال:-

-حلا أنجزي …


قاطعه صوتها من الداخل وهى تقول:-

-تعالي يا عاصم


تأفف بضيق من الأنتظار ثم وقف من مكانه وهو يفتح زر سترته بملل ليفتح الباب الجرار ودلف ليراها تقف أمام المرآة مُرتدية فستانًا أسود اللون قصير يصل لأعلى ركبتيها وبدون أكمام يظهر أكتافها وعنقها بوضوح وتسدل شعرها على ظهرها وتضع مساحيق التجميل، ترتدي كعب عالي وكانت جميلة جدًا لدرج جعلته يقف محله لا يتحرك ساكنًا إليه ويتابعها بنظراته وهى تضغط على هاتفها لتبدأ الموسيقي فى البدء ثم أستدارت إليه وسارت نحوه حتى وقفت أمامه ورفعت عينيها به لتقول:-

-عاصم


 


 


لم يُجيب عليها بل كان شاردًا بهذه الزوجة الطفلة التى لم تكبر لكن تسعى جاهدة فى هذه، لكنها لا تعرف أنها لا حاجة للكبر لأنها فى الأساس تسكن بداخل قلبه، تسارعت نبضاته وهو ينظر إليها لتبتسم ببراءة وقالت مُجددًا:-

-عاصم


تنحنح بحرج شديد وهو يقول:-

-امممم


تبسمت بخفوت شديد ثم قالت:-

-طبعًا إذا طلبت تخرجنى مُستحيل


عقد حاجيبه بضيق شديد بعد كلماتها ثم قال:-

-تخرجي أكدة، دا أنا جوزك ومكسوف أبصلك بالخجلات دى


ضحكت بعفوية وهى ترفع ذراعيها حول عنقه وتشبثت به ثم قالت :-

-طب ممكن وأنت مكسوف ترقص معايا


دهش من طلبها ونظر إلى عينيها بأرتباك وهو لم يفعل هذا من قبل، لتأخذ “حلا” يديه وتضعها على خاصرته ثم رفعت ذراعيها حول عنقه مُجددًا وبدأت ترقص معه على الموسيقي، ذابت الشموع على الكعكة مع مرور الوقت، نظر بعينيها صامتًا لتقول بنبرة هامسة:-

-لو قولتلك أن النهار دا أجمل يوم فى حياتي من يوم ما جيت البلد دى هتصدقنى


رفع يده اليمنى عن خصرها ثم أبعد خصلات شعرها للخلف بدلال ثم قال:-

-اه هصدج يا حلا


تمتمت “حلا” بجدية بعد أن توقفت عن الرقص وقالت:-

-أمنيتى فى سنتى الجديدة أنك ما تسيبنى يا عاصم، فى الحقيقة كل ما فكرت أن كل بيسبنى يمشي بترعب، بابا سبنى ومشي مع أنى كنت بحبه ومتعلقة به وأنا صغيرة بس أول ما قرر يرجع لطنط مُفيدة وأخواتي سبنى ومشي، بعده ماما قررت تنتقم من هجره ليها فيا وبدأت تجيب رجالة البيت وقصادى من غير ما تفكر فيا، وفى الأخر قررت تسيبنى عشان الفلوس


دمعت عيني “حلا” حزنًا من حياتها التعيسة ثم تابعت بلهجة واهنة:-


 


-لو تعرف أنى بطلت أحتفل بعيد مولدى من سنين طويل بسبب ماما بس لأنها قررت تبعنى لرجل أكبر من بابا فى عيد مولدى الـ15 لكن بوقتها هربت منها وياريتنى ما رجعت ليها لما تعبت من سنة وقتها قررت تبعنى تانى لكن المرة دى للتجارة، أصلًا حياتى تعيسة كفاية لذا ما كان قرر مجئي لهنا أصعب خطوة فى حياتى


جهشت باكية بحزن شديد على حياتها وهى ترى ذاكرتها كشريط تمر أمام عينيها أثناء حديثها فجلست أرضًا ليجلس أرضًا جوارها يستمع لحديثها بعد أن رفع يده إلى وجنتها ليجفف دموعها لتنظر إلى عينيه بأمتنان سافر وتابعت الحديث وهى ترفع يدها إلى وجنته تلمس لحيته بحب شديد قائلة:-

-لما جئت هنا شوفت في عيونهم كلهم القسوة والكره كأنى منبوذة إلا العيون دا، أطمنت كل مرة أطلعت فيك كنت بحس أني بأمان حتى فى قسوتك يا عاصم كانت عينيك بتطمن كأنها بتقولي متخافيش منى مستحيل أذيكي، لأول مرة أنام من غير خوف لما ضمتنى وقتها عرفت أن ماما مستحيل تأذينى ومستحيل أفتح عيني علي خوف، لو تعرف قد أيه كنت خايفة من شمس النهاردة يا عاصم تطلع ويمكن دا السبب اللى خلاني أجي عندك أمبارح


قاطعها بنبرة خافتة وهو يمسح دموعها بقلب مفطورًا يبكي وجعًا على حياتها وما ذاقته فى أيامها وعمرها القصير قائلًا:-

-حلا….


وضعت سبابتها على شفتيه تقاطعه ثم قالت:-

-أنت أول حد يغار علي يا عاصم، قبلك ولا حد قلق عليا ولا حتى أهتم لمرضي، حتى أمى ما خافت عليا من الموت لكن أنت أول حد يمنعنى عن الموت ويقول أن حتى موتي ما مسموح به، لو تعرف أبس أنك أول أيد تمسح دموعي وتضمنى لذا حتى لو كرهتنى ممكن ما تسبينى والله إذا سبتنى يا عاصم ما هتحمل فراقك


أومأ إليها بنعم بحنان وهو يقول:-

-أطمنى مههملكيش واصل….


نظرت إلي عينيه الرمادية هذه العيون التى زرعت بداخلها الأمان والسلام الداخلي وقالت بحب شديد هائمة بعشقه ومشاعرها التى أحتلت قلبها مُرحبة بهذا الأحتلال:-

-أنا بحبك يا عاصم


لم يُدهش من كلمتها فهو يعلم بهذا الحب من قبل، فلم يُجيب عليها لينحنى إليها وهى جالسة بين ذراعيه ليُقبل عيونها الباكية بحنان لتُتمتم مُجددًا قائلة بهمس ونبرة ناعمة:-

-عاصم بقولك بحبك، تسمح لي أحبك صح!!


 


 


أبتعد عن عيونها لتفتحهم ببطيء شديد ثم قال بدفء وعينيه ترمق عينيها الخضراء التي يفيض منها العشق والدفء بحنان:-

-دا الحاجة الوحيدة اللى مسموح لك بها يا حلوتي


تبسمت بعفوية وسط موعها التى لوثت وجنتيها وزادت من أحمرارها ليمرر سبابته على شفتيها مُستمتعًا بهذه البسمة وقال بنبرة خافتة:-

-بحجك يا حلا كيف عملتيها؟


نظرت إليه بأستفهام وهى لا تفهم سؤاله وتلاشت بسمتها ثم قالت:-

-هى أيه؟ أنا ما عملت حاجة، أحلف لك؟….


أخذ يدها فى يده ليضعها فوق صدره حتى تشعر بضربات قلبه الذي يخفق بسرعة فاقت سرعة البرق مُتراقصًا بين ضلوعه الصلبة وعينيه تنظر بعينيها مباشرة وقال بحب:-

-لم ينبض لأحد من جبل، أنتِ أحييتِ جلب الوحش عديم الجلب


أتسعت عينيها على مصراعيها بأندهاش من أعترافه بالحب إليها، ربما هو لم يُدهش من أعترافها لأنه كان يعلم به لكن هى لم تكن تصدق ما تسمعه او تستوعب كونها سكنت قلبه لتقول بتلعثم:-

-عاصم


أنحني إلى أذنها ثم همس بنرة مبحوحة دافئة وأنفاسه تضرب عنقها:-

-أنا بحبك يا حلوتي


تشنج جسدها وكأنها تجمدت مكانها ولم تقوى رئتيها على أستقبال أو أرسال الهواء من الدهشة التى أصابها وتكاد تجزم أن قلبها توقف من وهلة الدهشة بهذه اللحظة ليكسر تجمدها عندما شعرت بشفتيه الدافئة تقبل عنقها البارد تاركًا عليه قبلته الملكية ………….


 


 


________________________________________


كان “عمران” يفكر طيلة الليل بحديث “ليام” ليحسم أمره وقد أختار طريقه ليصعد على درجته النارية وينطلق صباحًا مُتوجهًا للجامعة إلى حيث سيجد “حلا” فرصتة الذهبية التى سيجنى من خلفها الكثير من الأموال تكفيه عمره كاملًا …………

رواية اجنبيه بقبضة صعيدي كامله بقلم نور زيزو // من هنا 

روايه اجنبية بقبضة صعيدي الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر // من هنا 

يتبع 


.

تعليقات