أخر الاخبار

روايه اجنبية بقبضة صعيدي الفصل العاشر والحادي عشر والثاني عشر بقلم نور زيزو

 روايه اجنبية بقبضة صعيدي الفصل العاشر والحادي عشر والثاني عشر بقلم نور زيزو 

روايه اجنبية بقبضة صعيدي الفصل العاشر والحادي عشر والثاني عشر بقلم نور زيزو


الحلقة 10 

الحلقة 11 

الحلقة 12 

روايه اجنبية بقبضة صعيدي الفصل العاشر والحادي عشر والثاني عشر 

.

روايه اجنبية بقبضة صعيدي بقلم نور زيزو 

رواية / اجنبية بقبضة صعيدي 

بقلم/ نور زيزو 

علقوا هنا ب 10 ملصقات 

🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔵🔵 

اجنبية بقبضة صعيدي الحلقة 10 

.

دمعت عيني “فريدة” وهى تستمع لحديث “مُفيدة” فتابعت بقسوة جاحدة:-

-أنا أصلًا مكنتش عايزها الجوازة دى غمة وأنشلت

صعدت “فريدة” للأعلي بأنكسار شديد فتبسمت “مُفيدة” وهى تلتف للخلف لكنها صُدمت عندما رأت “عاصم” أمامها واقفًا، أزدردت لعابها بأرتباك ليقول:-

-على فين يا مرت عمي؟

كادت ان تتحدث ليتابع حديثه بنبرة غليظة مُخيفة يقول:-

-همي فوتي على جوى

تحدثت “مُفيدة” بضيق شديد قائلة:-

-أنا فى ناس مستنييني

صاح بها بأنفعال شديد قائلًا:-

-فوتي على جوا يا مرت عمي وأياكِ من الخبائث بتاعتك دى، متصطديش فى المياه العكر لأن محدش هيجفلك غيري

أبتلعت ريقها بخوف شديد ليصعد هو الأخر إلى الأعلي، دلف إلى غرفته وكانت “حلا” نائمة بفراشها فنظر إلى ساعة يده وكانت الحادية عشر، شعر بقلق شديد من ان يكن أصابها شيء من سُكر أمس فهى لم تتأخر على جامعتها من قبل، جلس على حافة الفراش بهدوء وبدأ يقظها بخفوت قائلًا:-

-حلا .. حلا يلا فوجي

فتحت عينيها بتعب شديد ورأسها ثقيلة من أثر الخمر، تطلعت بوجهه بعبوس شديد ثم قالت:-

-خلينى أنام شوية كمان يا عاصم


 


 


تحدث بجدية صارمة فما زال لا ينسي عقابها على شرب الخمر قائلًا:-

-مفيش شوية فوجي

تنهدت بضيق شديد وهى تجلس فى فراشها مُتذمرة من يقظتها لتقول:-

-أدينى صحيت أهو

كانت جالسة رغم ميل رأسها وعينيها المغمضتين ليقول:-

-جولتلك فوجي يا حلا

أنتفضت ذعرًا من نبرته الأكثر حدة وقالت بضيق:-

-حصل أيه يا عاصم

حدق بها وهو يتذكر جيدًا ما حدث أمس على عكسها فيبدو أنها لم تتذكر شيئًا مما فعلته أمس ليقول بحزم شديد:-

-حصل أيه يا عاصم!! دا انا هفلج رأسك نصين على اللى عملتيه، خمر يا حلا وفى دارى

فتحت عينيها بضيق شديد وهى تنزل من فراش غاضبة بعد ان تذكرت قساوة والدتها وتحريضها على سرقة المال منه لتقول بأستياء:-

-خليها عليك المرة دى يا عاصم، المرة الجاية …..

قاطع حديثها عندما مسك معصمها بقوة يُديرها إليه وهو يقول بتهديد واضح:-

-المرة الجاية هضربك عيارين وأخلص منك، أنا هفوتها المرة دى لأنك عيلة وأول مرة لكنها برضو هتكون الأخيرة يا حلا سوى رضيتي أو لا، وبعدين أنا مفهماش ليه خمر من الأساس


 


 


تطلعت بعينيه وما زال عقلها لا يستوعب أفعال والدتها وجشعها اللانهائي للمال فقالت بضيق:-

-عشان بتنسي الوجع، بتنسي أن أقرب الناس ليك بيبوعك كأنك لعبة فى أيدهم، بتنسي الوحدة والحزن وأنك عايش لوحدك مالكش حد، بتنسي الوجع وتخليك تنام سكرًا بس على الأقل مبتفكرش، بتخلينى مفتكرش حاجات بتوجع بس وأن محدش فى الدنيا دى كلها عايزين وكل اللى حواليا مجبورين عليا زي مازن اللى مجبور على أخت هو ميعرفش عنها حاجة وزيك برضو مجبور على العيشة معايا وحاجات تانية كتير عرفت ليه الخمر

ما زال مُمسكًا بيدها ويسمع حديثها ودموعها التى أنهمرت على وجنتيها مع كلماتها توحي بقدر الألم المكبوح بداخلها، جذبها إليه بقوة لترتطم بصدره فطوقها بذراعيه وهو يربت على ظهرها ويمسح بيده الأخرى على رأسها من الخلف ويقول:-

-أنا هنا يا حلا، معاكي وجارك ومهملكيش واصل، مش جولتلك أكدة

أومأت إليه بنعم وهى تلف ذراعيها حول خصره بحزن شديد وتذرف دموعها وجعًا ليتابع حديثه وهو يشعر بأنتفاضة جسدها وشهقاتها:-

-ولازم تعرفي أن كل اللى هنا بيحبوكي او على الأجل أخواتك، أنت مبتشوفيش خوفهم عليكي لما بيحسوا أنك فى خطر

وضع سبابته أسفل ذقنها بلطف ليرفع رأسها للأعلى كي تنظر إليه فقال بنبرة دافئة:-

-وأنا مش مجبور عليكي يا حلا، أنا أتجوزتك بكيفي ولاز تعرفي أن عاصم الشرقاوي متخلجش اللى يجبره على حاجة

أومأت إليه بنعم وتبسمت بلطف وسط دموعها، لأول مرة تراه يرسم بسمة خافتة على شفتيه تشبه فلق الصباح الذي ينير عتمة السماء، تطلعت لبسمته الساحرة بينما تبتعد عن ذراعيه وتخرج من بين ذراعيه لتقف أمامه وهو يقول:-

-إياكِ يا حلا تعمليها تاني، الحاجات المباح عندكم فى الغرب ومُحرمة أهنا وفى ديننا، إياكِ تعمليها فاهمة

ظلت تحدق به بحزن شديد ثم قالت بأستياء قائلة:-


 


 


-كنت متعصبة ومضايقة

تمتم بنبرة خافتة بينما يحدق بها قائلًا:-

-مضايجك تسكري؟!، طب فكرى تسمعي قرآن ولا تصلي مش تعمل اللى يغضب ربنا، أنا مُتفهم زين أنك عايشة عمرك كله برا فى الغرب لكن حاولي تغيري دا فيكي ومن غير أجبار لأن الدين مش بالأكراه يا حلا

طأطأت رأسها للأسفل بحرج شديد ثم قالت بصوت مبحوح:-

-يا عاصم أنا حتى معرفش اصلي، كل اللى أتعلمت نطق الشهادة

كانت تتحاشي النظر له بحرج منه وهى تخبره بنسيانها لدينها وسط بلاد الغرب ووالدتها المقامرة فكيف لأم مثلها بأن تعلم ابنتها الدين، تنهد بلطف ثم أخذها من يدها برفق ودلف للمرحاض أمامها وبدأ يتوضيء أمامها لتفعل مثله تمامًا ثم خرج من المرحاض وتركها وحيدة فى الغرفة وعاد بعد قليل يحمل بيده إسدال صلاة خاصة بـ “تحية” وجعلها ترتديه ورغم كُبر عليها لكنه ساعدها، رمقها وهى بالحجاب تبدو أصغر بكثير عن عمرها وجميلة أكثر بل كانت تشبه حورية من الجنة فتبسم بخفة إليها، جعلها تجلس معه فى ركن مخصص للصلاة بغرفته ثم قال:-

-إياك وشرب الخمر يا حلا لأن بيفوت ثواب صلاتك لأربعين يوم، وغير أنه حرام وعقوبته فى الإسلام اربعون جلدة وعشان أكدة أوعاكِ يا حلا لو مضايجة تعالي لعندي اتفجنا

أومأت إليه بنعم، رفع سبابته إلى وجهها ليدخل خصلات شعرها أسفل الحجاب جيدًا وهو يقول:-

-وأنا كل يوم بعد ما أعاود من الشغل هجعد وياكي أحكيلك وأعلمك فى الدين ولو لاجيتك صلتي صلواتك كلتها هنفذلك طلب واحد مهما كان…. ماشي


 


 


تحمست لحديثه ثم قالت بعفوية:-

-موافقة

قرص وجنتها بلطف وهو يقول:-

-بس أهم حاجة وأنتِ بتصلي تبجي بتصلي لربنا وتكوني عارفة زينة أن دا فرض عليكي مش عشان تأخدي طلبك منى

هزت رأسها بنعم إليه فوقف أمامًا لها وبدأ يقيم الصلاة بها وهى تنظر عليه وبدأت تصلي الظهر معه بهدوء، ثم جلس يقصي الكثير من الأدعية وهى تردد وراءه ثم أستعد للرحيل من أجل عمله وقبل أن يخرج أستوقفته “حلا” بلطف وهى تمسك ذراعه ثم رفعت جسدها على أطراف أصابعها ووضعت قبلة على جبينه بلطف:-

-هات ليا حاجة حلوة وأنت جاي

أومأ إليها بنعم وبعثر غرة شعرها بعفوية ثم غادر الغرفة لتبتسم بسعادة عليه وقلبها على وشك الركض خلفه بضرباته الجنونية….

___________________________

صاح “مازن” بوالدته بضيق شديد بعد أن علم بما فعلته قائلًا:-

-ومين جالك تصرفي من دماغك

تأففت “مُفيدة” بضيق شديد وهى تقول:-

-يووووا أنت مش جولت أنك هتهملها تتجوز ابن الصديق، يبجى أشوفلك عروسة

نظر “مازن” للجهة الاخرى بضيق شديد ثم نظر إلى والدته بغضب وقال بتعناد:-

-أنا مهتجوزش غير فريدة يا أمى، كرههك ليها او كونك معايزاهاش دا يرجعلك لكن أنا مهتجوزش غير اللى أختارها جلبي وعجلي، وجولتها بدل المرة مليون حبيها وحاول تتجبليها لأنى مهحبهش غيرها وأنتِ مهيكونش ليك مرت أبن غيرها

غارد غرفة والدته غاضبة ليبحث عن “فريدة” فى أرجاء المنزل لكنه لم يجد لها أثرًا فعلم بأنها تختبيء بغرفتها ليرسل لها رسالة….

_______________________________

كانت “فريدة” بغرفتها تبكي بحزن شديد وهى تفكر فى حديث والدته وأنه سيذهب إلى أخري، وصلت رسالة لهاتفها فرفعت يدها تجفف دموعها بحزن شديد وبيد مُرتجفة فتحت الرسالة وكانت منه ومحتواها كلمات قليلة لكنها رسمت البسمة على شفتيها وهى تقرأها

(متعيطيش كيف الصغار أنا مهتجوزش غيرك يا هبلة لسبب بسيط جدًا أنى بحبك كيف روحي)

تبسمت بعفوية وسط دموعها ثم وقفت لكى تخرج لكنها عادت مُسرعة للمرآة لتنظر بوجهها العابس وأحمرار وجنتيا وأنفها من كثرة البكاء وأنتفاخ عينيها لتجفف دموعها جيدًا ثم فتحت باب الغرفة لتراه واقفًا أمامها، نظر للهاتف ثم لها وقال:-

-أتاخرتي المرة دى 3 دجايج


 


 


تنحنحت بحرج شديد منه ونظرت للجهة الأخرى فسار نحوها حتى وقف أمامها وقال:-

-طب لما هتموتي عليا أكدة ومجطعة حالك من العياط لازمتها أيه اللى عملته ورفضتي ومهتجوزكش ، وأنتِ أصلًا هبلة وبتحبنى أنا خابر دا زين

تطلعت به بغرور مصطنع ثم قالت:-

-ما الأخر ما صدجت محاولتش تاني

قهقه ضاحكًا بسخرية وهو يقول:-

-مش طلبت يدك رسمي يا بنت الناس

تذمرت وهى تقوس شفتيها بضيق شديد من تصرفه ثم قالت:-

-مطلبتش تاني ومحاولتش، أيه مستاهلش تزن أكتر عشاني وتفضل ورايا لحد ما أوافج

تطلع بها بغزل شديد ثم قال:-

-عليا النعمة تستاهل يا جمر أنت حتى وأنتِ غرجانة عياط

دفعته فى صدره بخفوت خجلًا من نظراته ثم قالت:-

-مازن أتلم

نظر حوله على الرواق ليجده فارغًا فقال بغزل أكثر وهو يقترب منها:-

-طب أيه مفيش حاجة كدة هالطاير، دا أنا غلبان

قرصته فى ذراعه بضيق شديد وهى تقول:-

-جولتلك مليون مرة لما تبجى جوزى وأتأدب بجي يا بابي عليك

غمز لها بعينيه وهو يشعر بأنفاسها الدافئة تضرب وجهه من قربهما ليقول:-

-عليا النعمة انا نفسي تبجى مرتى عشان أشوف كيف هتجوليلي أتلم بس أنتِ مصعباها عليا يا حتة من جلبي

تبسمت “فريدة” بعفوية ليصرخ بخفوت هائمًا بجمالها الذي يسحر قلبه ويخطفه قائلًا:-

-ياأبويا على جمال أمك

أخذ خطوة أخر نحوها ولم يعد يفصل بينهما شيئًا لتشعر “فريدة” بأرتباك شديد وتزدرد لعابها بتوتر وهى تحدق بعنيه البنية الهائمة بالعشق ونظراتها التى تقتل قلب “فريدة” محله، كاد أن يقترب أكثر لكن أستوقفه صوت “حلا” تتنحنح بخجل فأبتعد عن “فريدة” غاضبًا من أخته ونظر نحوها، ألتفت “حلا” مُسرعة كى تعود للغرفة بخوف من “مازن” فعلاقتها معه لم تكن أفضل شيء وقالت:-

-أنا أسفة!!


 


 


ضربته “فريدة” بقوة فى ذراعه وهى تشير له على “حلا” ليتأفف بضيق شديد ثم قال بخفوت:-

-حلا

ألتفت “حلا” إليه بتوتر شديد ثم قالت:-

-أنا

ظلت تنظر حولها بتوتر شديد من صدمتها فلأول مرة يُحدثها مُنذ أن جاءت إلى هذا البيت ليقول “مازن” بجدية:-

-أنتِ خارجة؟

أومأت إليه بنعم وهى تحمل كتابها على ذراعها ثم قالت:-

-عندي جامعة

أشار إليها بنعم ثم قال بنبرة أكثر هدوءً وعدوانية:-

-تعالي أوصلك فى طريجى

تطلعت “حلا” به بصدمة ألجمتها ونظرت خلفها ربما يكن يُحدث أحد خلفها لكن حديثه كان موجه إليها حقًا لتشير على نفسها بأرتباك شديد ثم قالت:-

-قصدك أنا، هتوصلنى أنا …..لا لا شكرًا

نظر إلى “فريدة” بأرتياح وهو يقول بهمس:-

-رفضت عملت اللى عليا

قرصت ذراعه مرة أخرى بضيق من نفاد صبره وأستسلامه من أول محاولة ليقول بغضب من ألم ذراعه من قرصتها:-

-تعالي أوصلك


 


 


أومأت إليه بنعم ثم سارت خلفه لتبتسم “فريدة” لها ثم أشارت على فمها بأن تبتسم وتهدأ فهو أخاها وليس غريبًا عنها، أومأت “حلا” بنعم وهى تسير خلفه مُرتدية بنطلون جينز وقميص نسائي أبيض اللون وفوقه جاكيت أزرق بكم وتسدل شعرها على ظهرها بحرية، أخذها “مازن” فى سيارته وكان يقود صامتًا وهى تنكمش فى ذاتها بحرج منه وتنظر من النافذة، وصل رسالة على هاتفه وكانت من “عاصم” بعد أن أخبره رجاله بأنها خرجت للجامعة مع “مازن” وتركت “حمدي” وكانت رسالة صوتية، وضع “مازن” سماعة الأذن وسمع “عاصم” يقصي له ما فعلته أمها وحزن “حلا” من وحدتها لينظر “مازن” إليها بإشفاق وقال:-

-أنتِ فطرتي؟

شعرت بحرج منه ثم أومأت إليه بنعم كذبًا ليبتسم “مازن” بعفوية على برائتها ثم قال:-

-متحاوليش تكذبي يا حلا، لأنك مفضوحة

أوقف سيارته جانبًا وترجل من السيارة ثم فتح لها الباب لتترجل معه بعد أن تركت كُتبها بالسيارة……

_______________________________

جمعت “هُيام” كل الكتب والمصادر من مكتبة الكلية وجلست على طاولة وحدها وبدأت فى بحثها وقد أستغرق الأمر منها ساعات، قطع تركيزها كوب من القهوة الساخنة يُضع أمامها، رفعت نظرها لترى “أدهم” واقفًا خلفها لإتأففت بضيق شديد ثم بدأت تجمع أغراضها الكثير ودفعت المقعد بقدميها وهى تقف لتغادر لكنها فقدت توازنها من كثرة الكتب التى سقطت أرضًا، أنحني معها يجمع الكتب وهو يقول:-

-لو بطلتي عصبية هبابة مكنش حصل أكدة

رفعت نظرها به بضيق شديد ثم قالت:-

-ولو بطلت أنت فضول مكنش حصل دا، أصلًا أنا بهرب من محاضراتك عشان مشوفكش تيجي ورايا لحد هنا، أنا جربت أهرب من الجامعة كلتها بسببك

وقف معها وهو يضع الكتب على الطاولة بضيق من حديثها ليقول:-

-لدرجة دى كرهاني

نظرت إليه بضيق شديد ثم قالت:-

-وأكتر من كدة يا دكتور، حضرتك مش بس مكرهني فى المادة لا وكمان الجامعة كلتها، أصلًا مش مكفيك أنك مصعباها عليا فى الدراسة لا وكمان بتخصم درجاتي لما أجعد مع صحابي، خليتنى كارهة الصبح لما يطلع عشان بجي الجامعة

أتسعت عينيه على مصراعيها بذهول تام من كلماتها ثم أخذ خطوة نحوها بجدية وقال حادقًا بعينيها مُباشرة:-

-عشان أيه كل دا….

وضعت الكتب عن ذراعها بضيق ونزعت نظارة النظر عن عينيها ثم قالت:-

-يكفي أنك بتتخطي كل الحدود من غير سبب وأنا متعودتش حد يتخطي الحدود معايا وأسكت واللى مسكتني بس لأنك دكتوري وممكن تسقطني وبصراحة مش شايفة سبب لكل دا، سورى بس دى رخامة يا دكتور

لم يتمالك أعصابه أكثر أمام كلماتها فقال بدون وعي:-

-رخامة وكرهاني عشان خايف عليكي….


 


 


صمت بضيق بينما أتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة ألجمتها من كلمته وهو مثلها لم يصدق ما تفوه به ليغادر من أمامها غاضبًا فظلت تحدق به وهو يغادر من ظهره وتذكرت رسالة “حلا” لتُصدم مما أستوعبه عقلها فى التو…..

________________________________

أنهي “مازن” و”حلا” طعامهم ليطلب مشروب غازي بارد وسار بجانبها ثم قال:-

-تحبي تتمشي شوية ولا وراكي جامعة

رفعت “حلا” نظرها إليه بتوتر شديد ثم قالت:-

-عاصم هيزعل عشان مش قولتله انى خارجة معاك، أنا قولتله رايحة الجامعة وممكن يحرمني منها

لأول مرة يشعر “مازن” بالغيرة من “عاصم” فرغم كونه أخاها إلا أنه حذرها على غضبه جعله يشعر بأنه يملك الحق الأكبر فى “حلا” هذه الفتاة الصغيرة التى زوجها إليه ليتخلص من مسئوليتها ويلقي بها على عاتق “عاصم” تحدث “مازن” بجدية صارمة:-

-على فكرة أنا أخوكي، خليه كدة يفكر يتكلم وأنا أطلجك منه النهاردة

صاحت “حلا” بضيق شديد مُنفعلة على كلمته قائلة:-

-لا مين طلب منك تطلقنى، أنا جيت أشتكي لك

ضحك “مازن” بعفوية وهو يضع ذراعه على كتفها ويسير بها ثم قال:-

-من شهر واحد يا حلا لما جيتي بعد أول يومين جواز جيتى جرى تجولي خليه يطلجنى دلوجت بجيتى خلاص معاوزش غير عاصم

سارت معه بضيق شديد من كلماته وتلعب بهاتفها بلا مبالاة وتجيبه:-

-من غير طلاق أنا هفضل معاك أهو

تبسم بعفوية وهو يقول:-

-أيوة كدة

نظر إليها بسعادة مُعتقدًا بأنها وافقت على البقاء معه لكنه رأها تراسل “عاصم” وأخبرته ببقاءها مع “مازن” وهو وافق، ليعلم “مازن” بأن هذه الفتاة لن تفعل شيء قبل أن تفكر برد فعل “عاصم” كأنه مالكها الوحيد بهذا العالم، تجاهل ما رأه وقرر أن يحصل على مكانته كأخ بداخل قلبها وحينها ستعطيه حقوقه كما تعطيها إلى “عاصم”، أخذها إلى محل مثلجات وحلويات ليشتري لها ما تفضله ثم ساروا معًا وبدأت تقصي له عن جامعتها وحياتها بالخارج مع والدتها التى تقتصر على الدراسة والعمل بدوام جزئي من أجل مصاريف الدراسة ومصاريف والدتها، كان يستمع إليها برحب شديد وهى تستمع بالسير معه والحديث……

____________________________

دق باب منزل ” ليام” لتفتح المساعدة فدفعه الرجال بقوة لتعود للخلف بخوف من هؤلاء الرجال المُسلحين ونزل “ليام” من الأعلي غاضبًا وهو يقول:-

-في أيه؟ أنتوا مين؟


 


 


أفصحوا الرجالة الطريق ليدخل “عاصم” بغرور وشموخ ويضرب نبوته بالأرض مع خطواته بينما يحدق “ليام” بنظراته بكبرياء شديد ثم جلس على المقعد قائلًا:-

– دا أنا، عاصم بيه الشرقاوي

تأفف “ليام” بضيق شديد وهو يسير نحوه ثم جلس على المقعد المقابل لـ “عاصم” فقال بأختناق:-

-وعايز ايه يا سي زفت بيه

لم يكمل كلمته بل أبتلع بقية حديثه عندما وجد بندقية فى رأسه و”قادر” يقول بغضب سافر:-

-أتحدد زين ويا الكبير ولا ما هتلحجش تنطج حرف كمان

نظر “ليام” للبندقية بخوف شديد وهو يعلم بأن هؤلاء الرجالة لم يمزحوا معه وأسهل شيء لهم وهو الضغط على الزناد، تبسم “عاصم” بسخرية وهو يرى الخوف فى عيني “ليام” ثم قال:-

-روج يا جادر متخوفهوش أكدة مننا، عيل وغلط نأدبه بس بكيفي أنا

رفع “قادر” البندقية عن “ليام” فنظر “عاصم” إليه بغرور شديد قائلًا:-

-تحذير أخير ليك والفرصة بتجي للواحد مرة واحدة ، همل البلد وأرجع كيف ما جيت

تبسم “ليام” ببرود ثم قال:-

-أنا قاعد بفلوسي هو أنا قاعد فى بيتك

أشار “عاصم” بسخرية وهو يلقي ورقة على الطاولة بأستهزاز شديد وقال:-

-هو أنا مجولتلكيش، شوف يا راجل لما تكون الكبير مشاغلك بتكتر وبتنسي ، مش أنا صاحب البيت دا يعنى انت دلوجت جاعد فى دارى وملكي

حمل “ليام” الورقة من فوق الطاولة ليجدها عبارة عن عقد ملكية بتاريخ سابق للمنزل بأسم “عاصم” فتأفف بضيق شديد قائلًا:-

-أنت فاكر أني هسكت

ضحك “عاصم” وهو يقف ويهندم عبائته بكبرياء شديد ثم قال بسخرية:-

-مش دا طلع عليكي نهار، عشان برضو أنا نسيت أجولك أن الفرصة خلصت فى الثلاث دجايج اللى فاته

تبسم بسخرية من عقل “ليام” الذي أوحى له بأنه سيلمس زوجته ويرتجع عن معاقبته، كيف له أن يغفر ما تسبب فى بكائها أو خوفها، فهذه الفتاة أصبحت له وحده ومن يتجرأ على لمسها سيلقي حتفه فقط لا غير، غادر المنزل بعد أن هجم رجاله علي “ليام” ومساعدته وقيدهم فى العمود الرخامي بمنتصف المنزل ثم جاء “قادر” من المطبخ بحمل أنبوب الغاز وفتحته ليصرخ “ليام” بذعر فوضع الرجال لاصقة على فمه يمنعه من الصراخ ثم تبسم “قادر” إليه بسخرية وقال:-

-غبي كان لازم تسأل عن عاصم بيه الشرقاوي جبل ما تلمس مرته ….

غادر الجميع المنزل ليشعل “قادر” القداحة ويلقي بها فى المنزل و”ليام” يحاول الصراخ ومقاومة الحبل ليفك قيده لكن لا جدوي من المحاولة……


 


 


__________________________

دلفت “حلا” للمنزل مُبتسمة لتراه واقفًا يخرج من المكتب فأسرعت إليه تعانقه بحماس وأشتياق شديد فنظر “كمازن” إليها بدهشة وغيرة شديد من هذا الرجل الذي أمتلكها وهكذا “سارة” التى أتسعت عينيها على مصراعيها ولا تستوعب أن هذا الرجل هو “عاصم” و”حلا” فتاته المتمردة بقربه هكذا وهو يرحب بها، تبسم “عاصم” إليها وهو يطوقها بذراعيه فقالت بخفوت فى أذنه وهى ترفع جسدها على أطراف أصابعها:-

-مازن خرجني

نظر “عاصم” إلى “مازن” بوجه عابس، تنحنح “مازن” بحرج وهو يقول بتمتمة:-

-وربنا ما زعلتها !!

سألها “عاصم” بخفوت قائلًا:-

-المهم جابلك اللى عايزاه

أومأت إليه بنعم ليبتسم إليها ثم قال:-

-أطلعي أرتاحي عشان العشاء

أومأت إليه بنعم وصعدت إلى الأعلي ثم عادت الدرجات بحرج ووقفت أمام “مازن” ثم قالت بلطف:-

-ممكن!!

لم يفهم كلماتها لتشير إليه أن ينحنى لها ليبتسم “عاصم” سرعان ما ادرك ما ستفعله، أنحنى “مازن” قليلًا بأستغراب شديد وهو لا يفهم شيء وأعطاها أذنه لتخبره بما تريد لكنه صُدم عندما وضعت قبلة على وجنته بلطف وقالت بعفوية:-

-شكرًا على الفسحة


 


 


أتسعت عينيه على مصراعيها بصدمة ألجمته من فعلتها، تبسم “عاصم” بخفوت على فعلها وقد حفظ طريقة شكرها الأستثنائية فكم يحب هذا الشكر عندما تُشكره، شعر “مازن” بجزءًا بداخله يتحرك إليها لينظر إليها بكانت مُبتسمة بعفوية وبراءة ليجذبها من مؤخرة رأسها ثم وضع قبلة على جبينها بحنان وقال:-

-عفوًا يا صغيرتي الجميلة

ضحكت بحب شديد ثم ركضت للأعلي وقد وصلت لأقصى درجات السعادة اليوم لكن سرعان ما تلاشت بسمتها وسعادتها عندما سمعت حديث “تحية” مع “فريدة” وسقطت الكتب من يدها بذعر وأنتفضت رعبًا 

.

🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔵🔵 

اجنبية بقبضة صعيدي الحلقة 11 


صعد “عاصم” للغرفة ليلًا ليراها تقف بجوار باب الشرفة وتنظر بالخارج، مُرتدية فستان نومها الأبيض القصير ويصل إلى ركبتيها، بدل ملابسه وخرج من المرحاض وكانت تقف كما هى، تنحنح بهدوء وقال:-

-واجفة أكدة ليه؟

ألتفت غاضبة وبوجه عابس تحدق به وقدميها تسير نحوه لتقول بضيق شديد:-

-عاصم انت قتلته؟!

نظر إليها بهدوء ثم قال بخفوت:-

-أنتِ جايبة الحديد المساخ دا منين؟

صاحت به بأنفعال شديد وهى تقول بطريقة هسترية وهى على وشك الجنون:-

-حصل ولا لا؟، أنتِ قولت أنك مش قتال قتلة ولا بتقتل حد، أزاى قدرت تقدره وتولع فى البيت وهو فيه

نظر للجهة الأخر غاضبًا دون أن يجيب عليها، ألتف ليغادر لكنها أستوقفته عندما مسكت معصمه بضيق لينظر مُجددًا إليها فقالت بخفوت:-

-يعنى عملتها، صمتك معناه انك عملتها

دفعته بقوة وهى تسير النحو مُغادرة الغرفة ليقول بضيق شديد:-

-انتِ رايحة فين؟


 


 


أجابته بأغتياظ شديد قائلة:-

-رايحة أنام عند هُيا مستحيل أنام معك فى سرير واحد، أصلًا أزاى حضرتك هتضمنى بأيدك الملطخة بالدماء حتى لو كان شخص سيء أيدك لوثتها بدمه

غادرت الغرفة غاضبة منه ولا تتحمل فكرة أنه قاتل، حتى وأن كان قتله للدافع عنها وحمايتها من شر هذا الرجل، دلفت إلى غرفة “فريدة” بحزن شديد وكانت نائمة لتصعد جوارها بالفراش بعيني باكية…….

_________________________________

لم تنم “هيام” بهذه الليلة من الخوف والتوتر وهى تعلم أن غدًا مع شروق الشمس يجب أن تقدم البحث له، هذا البحث الذي لم تنهيه اليوم، ظلت تعتصر أفكارها وعثلها فى أستكمال البحث حتى لو لم يكن الجيد، نظرت مُطولًا إلى الورقة المدون بها رقمه لكن كبريائها منعها من طلب المساعدة منه، كلما جاء على بالها تذكرت رسالة “حلا” وأنه مُعجبًا بها، أعادت كوب من النسكافيه وتابعت بحثها حتى أشرقت الشمس وذهبت للجميع قبل أن يستيقظ الجميع وذهبت إلى حيث مكتب “أدهم” وجلست تنتظره حتى يأتي وتعطيه البحث وتنهتى من فترة الأرهاق والتوتر التى تعيش بها بسبب هذا الرجل، دلف “أدهم” فى الساعة الثامنة إلى المكتب ووجدها تجلس هناك، نظر إليها بأندهاش لتقول بضيق شديد:-

-البحث وحتى لو معجبش حضرتك أنا أجتهدت فيه

وقفت لكي تغادر وهو ينظر إليها بأستغراب شديد فهى أول من سلمه البحث ليقول:-

-أنتِ …..

أبتلع كلماته مُسرعًا عندما فقدت الوعي أمامه وسقطت أرضًا، أتسعت عيني “أدهم” على مصراعيها وهرع إليها ليرفع رأسها على ذراعه وبيده الأخرى يحاول أيقاظها وهو يناديها بقلق شديد:-

-هُيام…. هُيام…..


 


 


طلب الطبيبة الخاصة بالجامعة وجاءت لفحصها ثم أخذتها إلى العيادة وعلقت لها المحاليل الطبية، كان جالسًا جوارها بقلق شديد ولا يعلم سبب مرضها وماذا حدث إليها لتقول الطبيبة بهدوء:-

-متجلجش يا دكتور أدهم هى بخير بس بتعانى من انميا حادة وأرهاج شديد من جلة النوم

للحظة شعر بأنه السبب فى هذا الأرهاق وقلة نومها، أومأ للطبيبة بإيجاب لتغادر بينما ظل هو جوارها فأخذ يدها فى راحة يده بلطف وقال:-

-أنا أسف، لو أنا اللى مرضتك فحجك عليا

كانت مُغمضة العينين لكنها أستعادت وعيها عندما كان يتحدث مع الطبيبة لتستمع إلى حديثه بصمت وحرج شديد من أن تفتح عينيها للتو وتجده ممسكًا بيديها، أخرج منديلًا من جيبه ليمسح حبيبات العرق عن جبينها بلطف وقال:-

-ربنا يعلم أن يعز عليا مرضك وتعبك يا هُيامي

تنحنح بحرج عندما رن هاتفه بأسم صديقه يستعجله فى الحضور من أجل محاضرته ليغادره أضطرارًا، فتحت عينيها بتوتر شديد وهى تلفظ أنفاسها التى كانت تكتمها فى صدرها من التوتر ونطقه لأسمها أخرًا جعلها تتأكد من أنه يكن المشاعر لها بعد وضعه لياء الملكية فى نهاية أسمها، لم تصدق بأن “حلا” كسبت هذا الرهان ……..

______________________________

“بالمنــــزل الكبيـــر”

فتحت “فريدة” عينيها لتفزع عندما رأت “حلا” جالسة جوارها على الفراش وعينيها مُنتفختين باكية بطرية هسترية وجنونية، وجنتيها حمراء وكأن دماءها تدفقت إلى رأسها كاملة، جلست “فريدة” بهلع شديد وهى تقول:-

-حصل أيه؟

تابعت “حلا” بكائها الشديد وهى تُتمتم بضعف قائلة:-

-أنا مخاصمة عاصم

نظرت “فريدة” إليها وهى تفرك عينيها بأصابعها ثم قالت:-


 


 


-ليه حصل أيه؟

تحدثت “حلا” ببراءة وهى تمسح دموعها بأنكسار:-

-أنا سمعتكم وأنتوا بتقولوا أنه ولع فى بيت الرجل عشاني، أنا مش قولتله يقتل حد عشاني

ضمتها “فريدة” بلطف إليها وتبسمت على براءة هذه الفتاة ثم قالت وهى تربت على ظهرها:-

-متزعليش يا حلا، دا عاصم

شهقت “حلا” بضيق شديد وهى تنتفض بين ذراعيها قائلة:-

-أنا معرفتش أنام طول الليل من غيره، أنا وجعنى أنه مش حاول يصالحنى ونام من غيرى عادي

ضحكت “فريدة” عليها ثم أبعدت عنها بعفوية وتقول:-

-ههههه يا حلا أنتوا لسه فى بداية الحياة ياما هتتخانجوا وتتخاصموا وأحتمال تجوليله طلجنى، دى سُنة الحياة الخناجات يا حبيبتى

قوست “حلا” شفتيها بحزن شديد ثم قالت:-

-أنا مش هقوله طلقنى

ضحكت “فريدة” عليها ثم قالت بلطف:-

-طيب، أنا هجوم دلوجت أصلي الضحى وبعدين نشوف موضوع الطلاج دا

تمتمت “حلا” بعبوس شديد قائلة:-

-خدينى أصلي معاكي

توقفت “فريدة” عن السير بأندهاش شديد وألتف إليها مذهولة ثم قالت:-

-أنتِ هتصلي يا حلا!!

أومأت إليها بنعم ثم قالت بلطف:-

-أممم عاصم علمنى

تبسمت “فريدة” بذهول وهى لا تصدق بأن شهرًا احدًا مع “عاصم” علمها به الكثير وأولهم كيفية الصلاة؟، صلوا الأثنين وترجلوا معًا إلى الأسفل فسألت “فريدة” ببسمة:-

-صباح الخير يا ماما، أمال فين عاصم؟

أجابتها “تحية” وهى تقطع الخضراء وهى جالسة على الأريكة:-

-خرج راح الشركة مع مازن، فطركم على السفرة

نظرت “حلا” إلى “فريدة” بحزن شديد من مغادرته وكأنه لم يبالي أو يهتم بها، صعدت مرة أخرى إلى الغرفة بحزن شديد وقلبها يألمها بجنون، تنهدت “فريدة” بإشفاق وهى تنظر على “حلا”

أثناء صعودها فسألت “تحية” بفضول قائلة:-

-مالها يا فريدة؟

تبسمت “فريدة” بخفوت شديد قائلة:-

-شكل الجميلة حبت الوحش يا ماما……..


 


 


______________________________

“شــركــة الشـرقــــــاوى”

دلف “مازن” إلى المكتب ويمسك فى يده ورقة بنكية وهو يقول:-

-أنا راجعت الشيكات دى جبل ما تمضي عليها يا عاصم

أومأ “عاصم” إليه بنعم ليقول “مازن” وهى يبعثر خصلات شعره بضيق قائلًا:-

-حضرتك ماضي على 100000 جنيه زيادة فى المراتب وتجولي أه

نظر “عاصم” بضيق شديدوهو يأخذ الورقة ويمزقها جيدًا ليقول:-

-هكتبلك غيره

كان “مازن” يحدق به بأندهاش من أخطاءه المتكررة اليوم على عكس المعتاد فسأل بفضول:-

-أنت زين؟

أومأ إليه بنعم وهو يعطيه الورقة ويقول:-

-اه متنامش كويس بس

أومأ “مازن” إليه بنعم ليأخذ الورقة ويخرج بينما وقف “عاصم” من مكانه بضيق شديد مما يحدث إليه، لأول مرة يقف صامتًا أمام أحد عندما وقف أمامها أمس ولم يتجرأ على التفوه بكلمة واحدة، لم تغفو له عين من الأمس رغم محاولاته الكثيرة للنوم لكنه كان يفتقدها ورائحتها الفريدة، صوت أنفاسها الدافئ وهو يضرب عنقه، ضمه إليها، كل هذا كان غائبًا عنه وجعله يكاد يجن من رحيلها عنه لكنه تشبث جيدًا بكبريائه، تنهد بهدوء شديد وهو لا يصدق ما يحدث والتغيرات التى طرأت عليه ووخزات قلبه المستمرة، كل هذا يأخذه للجنون ليدرك فى الحال بأن هذه الفتاة التى أقتحمت حياته مُنذ شهرًا واحدًا لم تسكن بيته وغرفته فقط بل سكنت قلبه وعقله، كل ما يحدث به بسبب “حلا” هذه الفتاة التى تحمل مسئوليتها كأبًا لها، الفتاة التى تملك ضعف عمرها وضعف بنيتها الجسمانية الآن هى من غلبته بضعفها وصغرها، للحظة شعر بأنه على وشك الهزيمة وأن تصابه إنتكاسة لم تحدث بالتاريخ بأكمله ليحسم أمره بأن يتركها ترحل بعيدًا عنه خوفًا من هذه المشاعر المتخبطة التى ضربت قلبه بعاصفتها، خرج من الشركة غاضبًا من وجود “حلا” ومُتمنيًا أختفائها من حياته لتعود حياته كما كانت …..

________________________________


 


 


” منــــــزل الكبيـــــر”

عادت “هيام” من الجامعة ظهرًا بعد أن أتصلت بـ “حمدي” ليأخذها، ذهبت “حلا” مُسرعة إلى غرفة أختها وعندما رأتها تجلس على الفراش هرعت إليها بقلق وهى تقول:-

-حصل أيه؟

رفعت “هيام” نظرها بيأس إلى “حلا” وقالت بصدمة لم تستوعبها حتى الآن:-

-شكل الموضوع طلع كيف ما جولتي

تبسمت “حلا” بأنكسار شديد وهى تجلس جوار اختها وقالت بيأس:-

-بيحبك

أومأت “هيام” غليها بنعم وهى ترفع نظرها إلى “حلا” لتقول بحيرة:-

-أعمل أيه ؟ أنا مهعرفش أشوفه ولا أدخل الجامعة تاني

تجمعت الدموع فى عيني “حلا” بحزن على قلبها فأندهشت “هيام” من دموعها التى تركت اسر جفنها وهربت منه إلى وجنتيها تبللهم بدموعها الغزيرة فقالت بذعر:-

-مالك؟ بتبكي ليه؟

نظرت “حلا” إلى “هيام” بحزن شديد ثم قالت بضعف وصوت مبحوح:-

-أنا بحبه يا هيام…

ألتفت “هيام” إليها بأندهاش وصدمة الجمتها وهى لا تصدق بأن قلب الفتاة الرقيقة مال للوحش ودق من أجله لتقول بتلعثم:-

-مين عاصم؟!! لا أكيد بتهزرى، عاصم عمر ما حد حبه ولا فكر يجرب منه، كيف حبتيه؟

جهشت باكية بأنهيار شديد وقالت بخوف:-

-أعمل أيه؟

رفعت يدها إلى قلبها المُتألم بضعف شديد وضربت صدرها بأغتياظ قائلة:-

-هو اللى دق عشانه، أنا مختارتش حاجة يا هيام

هزت “هيام” رأسها بذهول وهى لا تستوعب الأمر ثم قالت بضيق:-

-لتكوني بتوهمي نفسك يا حلا عشان الرهان

شعر بحزن شديد من هذا الحديث، مزاحهم انقلب عليهم وهى من عشقت هذا الرجل، شعرت بخوف شديد من فراقه إذا علم بهذا الأمر أو يهجرها أبدًا لتتزداد بكاءًا أكثر وصاحت بضيق شديد وعينيها تبكي بخوف شديد قائلة:-

-مش عايزة، مش عايزة أرهن على حاجة

حدقت “هيام” بها بحزن شديد وقالت بلطف:-

-طب أهدئي يا حلا، إحنا كنا بنهزر لأننا مصدجناش كلامك مش جصدنا رهان ولا حاجة


 


 


جهشت “حلا” باكية بحزن شديد وهى تقول:-

-أنا قولت لك أنى هخليه يحبنى، بس قوليلي يا هيام ليه أنا اللى حبته ها، قلبي ما بيوقف دقات وهو قريب ليه أنا حبته وأنا عارفة أن عاصم مستحيل يحبنى، ما بيكفي وجعى وحياتي السيئة لحتى يجينى وجع جديد

ضمتها “هيام” بإشفاق على حالها، أحبت رجلًا لا يملك بصدره قلبًا ولن يعترف بوجود الحب نهائيًا، رجلًا خُلق من رحم القسوة والألم، ربتت على ظهرها بحنان وهى تقول:-

-أهدئي يا حلا، أكيد هتلاجي حل

جهشت باكية أكثر وشهقاتها لا تتوقف نهائيًا وهى تنتفض ضعفًا وحزنًا وتُتمتم بحزن:-

-قلبي بيوجعنى يا هيام، هو بيعاملنى على أني بنته، عاصم مبيشوفش غير طفلة، وأنا هنا قلبي بيوجعنى والله، بغار عليه يا هيام والله بموت من الغيرة بس يبتسم لواحدة غيري ويبص عليها، أنا يعنى مستحقش أني يحبنى، معقول أكون وحشة اوى كدة بس لأني ربيت ببلد برا، ما بستاهله

مسحت “هيام” على رأسها بلطف وهى تقول ببسمة لطيفة:-

-والله بتساهلي يا حلا، أنتِ جميلة ورجيجة معجول ما فى رجل يحبك بس المشكلة فى عاصم مش أنتِ

كان “عاصم” يسترق السمع لحديثهم من خلف الباب ويسمع شهقاتها حتى أنه سمع عن رهانهم عليه، شهقاتها تقتله وتمزق قلبه لكنه لم يجرأ على الدخول وضمها إليه ليقول بهمس خافت:-

-والله حتى عاصم جلبه دج لـ حلوته الصغيرة……..

غادر منى أمام الغرفة بضيق شديد بعد أن ترك عمله فى الشركة وجاء لتخلص منها وطردها خارج حياته، مجرد بكائها لم يتحمله حتى أنه لم يهتم لحديثها عن الرهان ليغادر المنزل غاضبًا وبقلبه بركانًا من النار الملتهبة …


 


 


توقفت عن البكاء وهى بين ذراعي “هيام” حتى غاصت فى نومها العميق من التعب وهى لم يغفو لها جفنًا من الأمس بعيدًا عنه، فتح باب الغرفة ودلف “مازن” ليراها نائمة فقال بهدوء:-

-هى نايمة من ميتى؟

أجابته “هُيام” بهدوء قائلة:-

-من العصر

تنحنح بضيق ثم قال:-

-لما تصحي عرفينى عشان عايزها

نظرت “هيام” إليه بفضول شديد ثم قالت:-

-ليه؟

نظر إلى وجه “حلا” الطفولي ثم قال:-

-عاصم جالي أنه عايز يطلجها

أتسعت عيني “هيام” على مصراعيها ثم نظرت على “حلا” بصدمة ألجمتها فهى لم تنام بسبب حزنها وفراقه لليلة واحدة فما سيحدث لها عندما تعلم بأنه سيتركها للأبد…

_____________________________

جن جنون “حمدي” عندما سمع للحديث من “عاصم” وهما جالسين بالأرض الزراعية ليقول:-

-جولي يا عاصم أنت جنت ولا حاجة

رمقه “عاصم” بحدة من كلماته وهو لا يتهم لشيء سوى نطق ما يريده ليتابع “حمدي” بغضب سافر ولا يبالي بهذه النظرات القاتلة الغليظة قائلًا:-

-بحياتي كلتها ما شفت واحد طلاج مرته بس لأنه حبها، وأنت جاي تجول أنك هتطلج حلا مرتك لأن جلبك دج وحبتها.. دا معجول ومنطجي يعنى

تنهد “عاصم” بضيق شديد وحيرة تحتل عقله ثم قال:-


 


 


-لأن الحب بيخليك غبي وضعيف وأنا عمرى كله كنت الكبير وهفضل الكبير

ترك “حمدي” كوب الشاى من يده بضيق شديد ثم قال وهو ينظر إلى “عاصم” بغضب:-

-مين جال أنك لما تحب مرتك وتعيش وياها حياة طبيعية كيف الناس مهتكونش الكبير، كيف كان جدك وأبوك الكبار يعنى، ما هم كمان أتجوزوا وخلفوا وحبوه نسوانهم

تأفف “عاصم” بضيق شديد قائلًا:-

-كفاياك زن خلاص أنا جولت لمازن وزمانه جالها وهطلجها بكرة …

_____________________________

“منــــزل الكبيـــــر”

تحدث “مازن” بلطف مع “تحية” قائلة:-

-يبجى نعمل الشبكة أول الأسبوع

نظرت “تحية” إلى “فريدة” وبسمتها لم تفارق وجهها ثم قالت:-

-مفيش مانع نبلغ عاصم لما يرجع ولو وافج نعملها ونفرح شوية

تبسم “مازن” بسعادة وهو ينظر إلى “فريدة” المُبتسمة بأشراق وقلبه يدق بجنون غليها ليقول بلطف:-

-أنا بجول نخليه فرح ومفيش داعي للخطوبة

ضحكت “فريدة” على تعجله وكادت ان تتحدث لكن أستوقفها صوت أرتطام شيء قوي فى الأعلى، وقف “مازن” من مكانه بذعر وهكذا البقية وصعدوا للأعلى ودلفوا إلى غرفة “هيام” إلى حيث يأتى الصوت وكانت “حلا” غاضبة بجنون بعد أن أخبرتها “هيام” بقرار “عاصم “، نظر “مازن” غلى أخته بضيق شديد ثم قال:-

-حصل أيه؟

أقتربت “حلا” بضيق شديد منه وهى تنظر بعينيه وسألت بقلق:-

-عاصم قالك انه هيطلقنى

أومأ إليها بنعم لتصرخ بأنفعال شديد مما أدهش الجميع على عكس “هيام” التى هزت رأسها بلا إلى “مازن” وعندما أجاب عليها ضربت وجهها بخوف شديد ليرى “حلا” تخرج مسدس “عاصم” من خلف ظهرها بحزن شديد ثم قالت:-

-مستحيل، إذا حابب يخلص منى معناه أن يكون موتي

أتسعت أعين الجميع على مصراعيها من جنون هذه الفتاة التى تفضل الموت على فراقه إليها، صرخت “فريدة” بهلع شديد وهى تقول:-

-أهدئي يا حلا وهملي السلاح من يدك


 


 


هزت “حلا” رأسها بلا بضيق من قراراتهم فى حياتها لتقول:-

-لا مستحيل، إذا هو كمان حابب يخلص منى وما متحملنى معناه أموت أفضل، أصلًا مين بيحبنى فيكم ولا حد…..

كانت ترتجف وتبكي بحزن شديد على حالها وكل من تحبه يغادرها ويهجرها، كانت بهذه اللحظة تفكر بوالدتها ووالدها وحتى أخاها لم يرحب بها عندما جاءت وزوجها بالأكراه لرجل حتى يخلص منها والآن “عاصم”، فقد قرره الذي أشعل نيرانها التى لم تخمد أبدًا، وسط أرتجافها وبكاءها خرجت رصاصة من المسدس فزعت الجميع…..

كان “عاصم” صاعدًا الدرج ويفكر برد فعلها عندما تعلم بقراره ليستوقفه الفزع عندما سمع صوت الرصاصة ليهرع للأعلى حيث الصوت وصُدم عندما رأى “حلا” تقف بمنتصف الغرفة وتحمل المسدس بيدها فجاء نحوها من اليسري وهو مصدومًا ويسمع كلمات “مازن” المصدوم يقول:-

-حلا سيبى المسدس وأنا أوعدك أن أتكلم مع عاصم، أصلًا أنا بحبك أنتِ عارفة كدة صح

هزت رأسها بالنفي باكية وقالت:-

-كلكم ما بتحبونى، أصلًا كل واحد فيكم مضطر يتحملنى فى حياتي

أتاه صوته وهو يقول بصدمة مما يراه وهى تضع المسدس فى منتصف صدرها وتصوبه نحوها:-

-حلا ..

ألتفت إليه بحزن شديد ودموعها تبلل وجنتيها وبدأت يديها ترتجف وقالت بحزن شديد:-

-أجى زوجي، عايز تطلجنى، ماشي …بس ليه ؟ عملت أيه وحش زعلك منى؟ ها!! قولتي ما تشربي خمر وسمعت الكلام، قولتي ما تلبسي دا وقولت حاضر، قولتي صلي والله أنا بصلي كل صلاة واسأل فريدة كمان، قولتي ما تطلعي لحالك وما بطلع نهائيًا، أنا بقي عملت أيه أستاهل دا…ليه كلكم ما بتحبوني أه، إذا أنت كمان ما بتتحملنى فى حياتك ليه تعذبوني، معقول أنا سيئة أوى كدة لحتى لا يتحمل حد وكلكم بتطردوني من حياتك وتهجروني، طيب ليه ولعت فيهم كنت أعطينى له وأرتاحوا كلكم مني

كان يستمع لحديثها بقلب مُرتجف وهو يعلم جيدًا بأن سلاحه معبأة بالرصاصات فقال بنبرة خافتة:-

-هملي السلاح وبعدين نتكلم


 


 


هزت رأسها بلا بحزن شديد ثم قالت:-

-لا…. كل مرة أنتوا اللى بتسيبوا وتمشوني بس المرة دى أنا اللى هسيبكم وأمشي، أصلًا موتي رحمة عن عذابي معكم، معرفش أى ذنب أنا عملته لتكون حياتى تعيسة وكلها وجع كدة بس معلش أنا ملت من تعاستى وكيف ما أنتوا ما بتحبوني أنا كمان ما بحبكم……..

كانت تتحدث وهى ترتجف بذعر وحزن شديد على ألمها وقلبها الذي يفتك به الوجع والخذلان من الجميع حتى هذا الرجل الذي أحبته وقرر هجرها لكن سرعان من توقفت عن الحديث عندما خرجت رصاصتها التانية من المسدس ليُصدم الجميع وأتسعت عيني “عاصم” على مصراعيها بصدمة ألجمته ليسقط المسدس من يدها وتسقط هى أرَضًا مغمضة العينين 

.

🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔵🔵 

اجنبية بقبضة صعيدي الحلقة 12 

.

ظل واقفًا مكانه مصدومًا مما رأه ليدرك بأن هذه الفتاة مجنونة حقًا مُنذ أن جاءت لمنزله وهي تخبره بأنها مجنونة لكنه لم يصدق حديثها والآن أدرك كم هى مجنونة باكية طفلة لم تكبر نهائيًا، ظل يحدق بالمسدس بعد أن خرجت الرصاص بالحائط من المسدس وهى تتحدث وتحرك يديها مع بكائها ورغم أن الرصاصة لم تصيبها إلا أنها فقدت الوعي من الذعر، هرع “مازن” إليها بفزع ومعه “فريدة” وأخواتها البنات، حملها “مازن” على ذراعيه إلى الفراش ليغادر “عاصم” بأرتياح بعد أن أطمئن بأن الرصاصة لم تصيبها بعد أن أخذت السلاح من الأرض، وضعت “فريدة” العطر على أنفها لتفتح عيونها بتعب شديد ورأت الجميع حولها لتستوعب ما فعلته وعندما رأت “مازن” جالسًا جوارها أنتفضت ذعرًا وخوفًا منها وأحتضنت “فريدة” بخوف وهى تقول بتمتمة:-

-هتضربنى

ظل “مازن” يحدق بها بصمت شديد ثم قال:-

-أنا عايز أعرف بس اللى مين جالك أن محدش بيحبك أهنا

دمعت عينيها بحزن شديد وهى تقول:-

-عاصم ما بيحبنى

تبسم بخفوت شديد ثم أشار على الفتيات وقال:-

-جوليلى بس معجول دول مبيحبوكيش ها، وأنا كيف ما بحبك يا أخرة صبري

ذرفت دمعتها بصمت لينظر إليها قليلًا مُنتظر أن تتحدث لكنها لم تتفوه بكلمة واحدة ثم سأل بفضول وشك بالأمر:-

-أنتِ بتحب عاصم يا بت؟


 


 


أومأت إليه بنعم دون حرج او خوف من الأعتراف بهذا الحب والمشاعر الجميلة التى تشعر به لأجله ليقول ضاحكًا بعفوية:-

-ههههه معجول هملتي رجالة الكون كله وكاليفورنيا عشان تيجى تحبي عاصم، دا الأمل منه مفجود

أبتعدت عن “فريدة” وهى تعتدل فى جلستها أمامه وقالت بترجي ونبرة مبحوحة واهنة:-

-طيب أعمل أيه؟ بحبه… أتصرف

رفع حاجبه إليها باستغراب لتقول بضيق:-

-ما أنت اللى جربتنى أتجوزه، أجربه ما يطلقنى

ضحك الجميع على كلمتها لتقول بعناد وغيظ شديد:-

-في أيه؟

أجابتها “سارة” بعفوية ساخرة من كلمتها قائلة:-

-معجول فى حد يجبر عاصم الشرقاوي يعنى

قوست شفتيها بضيق وحزن وقد أحتل اليأس ملامحها ليبتسم “مازن” بلطف وهو يقرص وجنتها الناعمة بأصابعه ثم قال:-

-محدش هيجبره غيرك يا حلا، لو حد فينا ممكن يدفنه حي عادي لكن أنتِ أتحداكي لو عاصم فكر بس يأذيكي

نظر إليه بصمت مُستمعة جيدة، كان “مازن” واثقًا بان “عاصم” تغير لأجلها وربما أخطائه المتكررة اليوم سببها هذا الخصام الذي نشب بينهما فـ “عاصم” لم يخطيء نهائيًا من قبل، ليعطيها الفرصة وأيضًا يكتشف هو ما يحدث بـ “عاصم” وقلبه، أشار لها بحماس بأن تذهب إليه ولا تغادره بل تلتصق به أبتسمت وهرعت إليه حيث غرفته…

بدل “عاصم” ملابسه وأرتدي بنطلون أسود وتي شيرت أصفر ثم خرج من المرحاض يجفف شعره بالمنشفة فرأها نائمة على الفراش ليذهب للفراش غاضبًا وهو يلقي المنشفة بعيدًا، توقف أمام الفراش بهدوء وقال:-

-أيه اللى جابك أهنا؟

رفعت الغطاء عن وجهها وهى ما زالت نائمة بمنتصف فراشها وقالت:-

-نايمة

جذب الغطاء عنها بضيق وهو يقول:-

-جومي نامي مكان ما نمتي عشية، أعتجد أن مازن بلغك جرارى واللي خلاكي تعملي اللى عملتيه


 


 


جلست على الفراش بعناد شديد واستماتة وتطلعت بوجهه الحاد ثم قالت:-

-أنا ما موافقة على الطلاق وإذا كان نومي هنا مضايقك ممكن تنام فى مكان تاني

تأفف بضيق شديد ثم قال:-

-حلا صبري جرب ينفد عليكي، همي أمال وجومي

هزت رأسها بلا والعند تحلي بعقلها فى هذه اللحظة ثم قالت:-

-تؤتؤ … هنام هنا

أستشاط غيظًا من عنادها ليحملها على ذراعيه بسهولة وسار بها نحو باب الغرفة لتتشبث بعنقه بقوة وهى تحدق بعينيه الرمادية ثم قالت:-

-خلينى أنام هنا، والله ما هعمل حاجة ولا دوشة بس ضمنى وهنام

توقفت قدميه عن السير ورمق عينيها الخضراء الساحرة بصمت وكانت عينيها تترجاه بشدة بألا يُخرجها ويتركها تنام فقط، تابعت الحديث بنبرة خافتة وقلبها يدق بجنون إليه وعلى وشك هزيمتها:-

-والله ما نمت من أمبارح وتعبانة حتى ما روحت الجامعة، ضمنى وهنام على طول وبكرة بوعدك نتكلم

ضربات قلبه على وشك الجنون، قلبه أوشك على شق صدره والركض إليها، هذه الفتاة الصغيرة كانت تصبو إليه بسرعة البرق وتحتله رغمًا عنه ليقول بخفوت:-

-أتعودتي تنامي لحالك يا حلا

أخذ الخطوتين الأخرتين إلى الباب ثم فتح الباب وأنزلها أرضًا لتظل مُتشبثًا بعنقه ليفك قيد يديها بقوة ويدخل ثم أغلق الباب من الداخل بالمفتاح، دمعت عينيها بحزن شديد وكأنه أتخذ قراره بألا يعود إليها لتصرخ غاضبة منه وهى تطرق الباب:-

-فكرت كدة هتمنعنى يعنى…..

صعد إلى فراشه بعد تنهيدة قوية وقلبه يكاد يقتله، رفع رأسه قليلًا ليجد الصوت توقف أمام الباب ليهدأ من روعته ويغمض عينيه لكنه سرعان ما سمع صوت صراخ فى الخارج، خرج إلى الشرفة ليُصدم عندما رأتها تقف خارج داربزين شرفة غرفة “سارة” المُلتصقة بغرفته وتحاول القدوم إلى غرفته عن طريق الشرفة فأتسعت عينيه على مصراعيها وهو يقول بغضب شديد:-

-حلا

نظرت إليه بضيق وهى تتشبث جيدًا بالشرفة وقالت:-

-أنا قولتلك أنى مجنونة وأنت ما بتتخيل جناني ممكن يوصل لفين؟

أغمض عينيه بنفاد صبر ثم قال:-

-أرجعي يا حلا

هزت رأسها بلا ليخرج عن هدوئه وهو يصرخ بها بأنفعال شديد:-

-هتوجعي يلا حلا، أسمعى الكلام


 


 


نظرت إليه بضيق شديد ثم قالت:-

-وإذا وقعت، على الأقل هترتاح منى

تنهد بأختناق شديد وقلبه يكاد يتوقف من مكانه برؤيتها تجازف بحياتها لأجل دخول غرفته، مد يده إلى “حلا” وهو يقول:-

-تعالي يا حلا

نظرت إلى يده بقلق ثم قالت:-

-هتدخلنى

أومأ إليها بنعم لتتردد فى التشبث بيديه ثم قالت:-

-مش هتضربنى صح!!

أشار إليها بنعم لتبتس وهى تمد يدها إليه وتتشبث بها ثم حركت قدميها عن شرفة “سارة” ووضعت قدمها اليمني على شرفته لتفلت قدمها اليسرى وخرجت منها صرخة مُرعوبة ليتشبث جيدًا بيدها وهى على وشك السقوط منه، رفعها جيدًا لتتشبث بخصرته بقوة وهو يطوقها بذراعيه ورأسها تستكين على صدره ولم يفصل بين أقدامهم سوى هذا الداربزين الحديدي، تنفس بأرتياح شديد وهو مُتشبثًا بها لكنه سمعها تقول:-

-وأخيرًا ضمتني يا عاصم

سمع كلمتها جيدًا ليرفع برفق حتى أدخلها للغرفة فتبسمت “سارة” وعادت إلى غرفتها بعد نجاح خطتهما، لم يفلتها لدقائق معدودة كأنه يهدأ من روعة قلبه المتمردًا الي يكاد يجن جنونه بعد أن أوشك على فقدها للأبد مرتين اليوم، ظلت مُتشبثة به جيدًا وهى تقول:-

-خلينى أنام

أخرجها من بين ذراعيها لينظر إلى وجهها فقالت يخوف من غضبه:-

-عاقبنى بكرة موافقة بس خلينى أنام دلوقت والله ما نامت من أمبارح رجاءًا

أشار إليها بنعم ثم أخذها إلى الفراش لتنم به ثم وضع الغطاء عليها وذهب للنوم على الأريكة وقبل أن يغمض عينيه شعر بجسدها يلتصق به ففتح عينيه وقال:-

-بتعملي أيه؟

أجابته بنبرة خافتة ناعمة:-

-عاصم قولتلك ضمنى وهنام على طول، خلينى هنا

أومأ إليها بنعم ورأسها فوق صدره وسرعان ما شعر بثقل رأسها ليعلم بأنها غرقت فى نومها العميق وكأنها لم تنم منذ ليالي طويلة، حملها جيدًا وعاد بها للفراش لينزلها عليه وتطلع بوجهها يتأملها بأشتياق فرغم كبريائه اللعين وغروره إلا أن قلبه أوشك على التوقف عن النبض عندما رأها تصارع الموت وتكاد تقتل نفسها كالبلهاء، مرر سبابته على وجهها بلطف ثم قال:-

-اه يا حلوتي، مبيكفكيش تعب جلبي

كانت جميلة جدًا وتخطف قلبه ليبتسم بخفوت شديد على برائتها وجنونها الذي كاد أن يقتلها فقط لتنم جواره، ظل يتطلع بها طيلة اللية ويفكر حتى سقطت رأسه على رأسها بعد أن غلبه النوم رغمًا عنه …..


 


 


______________________________

أستيقظت “هيام” صباحًا ونظرت بهاتفها لترى الساعة لكنها وجدت رسالة من رقم مجهول فتحتها وكان محتواها

-عاملة أيه دلوجت؟

نظرت للسؤال كثيرًا لكنها لم تجيب وسرعان ما تذكرت “أدهم” لتبحث سريعًا بأرجاء الغرفة عن الورقة المدون بها رقمه وعندما وجدتها قارنت الرقمين لتدرك أن الرسالة منه، ظل تنظر بالهاتف كثيرًا أتجيب أم تتجاهله؟ فأجابت بتردد:-

-بخير

تبسم “أدهم” بعفوية عندما جائه الرد ولم تسأل عن المرسل ليدرك بأنها تعرف هوايته فقال:-

-للعلم أحسنتى على البحث

تلاشى برودها ورُسمت بسمة على شفتيها تنير وجهها بحماس شديد وكأنها نجحت فى تحديها لتقول:-

-والله

أجابها بعفوية قائلًا:-

-اه جدًا يكفي أن البحث دا مجهودك لوحدك مجارنة ببحوث تاني سيئة رغم أنهم مجموعة

تناست غضبها منه وتبسمت بحماس على هذا النجاح وقدرتها على فعل المستحيل ما دامت ستجتهد…..

_____________________________

ذهبوا الفتيات الأربعة إلى مركز تجاري لتشتري كلا منهن فستانًا للخطبة بعد أن حجزت “فريدة” فستان خطبتها، جلسوا سويًا فى المطعم يتناولوا الغداء فقالت “سارة”:-

-أنا عزمت كل صحابي تجريبًا كدة دفعة تانية كلية كلتها جاية

لتتحدث “هيام” بحماس شديد لرؤية أخاها عريسًا:-

-وأنا كمان

نظروا إلى “حلا” فكانت صامتة وشاحبة لتقول “فريدة” بلطف:-

-هتتحل يا حلا

نظرت “حلا” إليهم بحزن شديد ثم قالت:-

-عاصم مُصر على الطلاق

ضحكت “فريدة” بخفوت ثم قالت:-

-متجلجيش يا حلا أنا هتكلم معاه النهاردة

لم تُجيب عليها لينظر ثلاثتهم إلى بعضهن فى صمت شديد وعادوا للمنزل فرحب “مُفيدة” بعودة بناتها وهكذا “تحية” فنظرت “حلا” بحزن أكثر وهى لم ينتظر عودتها أحد كأنهم ليست فردًا من هذه العائلة، أبتلع “مازن” ريقه بحزن على حالة أخته الوحيدة بدون زوجها الغرور فقال بلطف:-

-تعالي يا حلا


 


 


ألتفت إليه بعد كانت تسلك طريقها للصعود، لم يرفع “عاصم” نظره عن الهاتف بغرور كأنه لا يبالي بوجودها أو عودتها ليقول:-

-أجعدي

جلست جوار “مازن” ونظرها لا يفارق “عاصم”، نظر “مازن” عليه فتنحنح بحرج وهو يقول:-

-عملتي أيه، أحكي ليا

لم تتفوه بشيء عن يومها بل قالت بحزن شديد:-

-أنا تعبانة شوية، هطلع أنام

أقترب “مازن” من جبينها ليضع قبلة عليها ليشعر بحرارتها المرتفعةن أبتعد مُسرعًا وهو يضع يده على جبينها بقلق شديد ثم قال بلهفة:-

-أنتِ ساخنة أكدة ليه؟ ناجية يا ناجية

وقفت “حلا” بتذمر وجسدها مُنهكًا لتقول:-

-أنا طالعة أنام

صعدت بتعب شديد لتأتي “ناجية” إليه فقال:-

-شوفي علاج للسخونة وطلعيه لـ حلا جوام

أومأت إليه بنعم، رفع “عاصم” رأسه بقلق بعد أن علم بمرضها وأنتفض قلبه بذعره لينظر عليها وهى تصعد الدرج ببطيء من تعبها وكأنها تحذر فى خطواتها، كان قلبه يخبره بأن يركض خلفها ويخبأها من الألم بداخله أو يأخذ عنها المرض أهون، ظلت “ناجية” بجوارها طيلة الليلة تعطيها العلاج وتضع الكمادات الباردة لها فلم يستطيع الذهاب إليها وظل بغرفته كالجمر المُتلهب من القلق عليها ولم تغفو له عين بهذه الليلة ومع الصباح بعد أن أستعادت وعيها، ذهبت مع الفتيات إلى الفندق الذي سيقام به الحفل وبدأوا التجهيزات، خرج “مازن” من غرفته ودلف إلى غرفة والدته وهو يقول:-

-لسه مجهزتيش يا أمى

تأففت “مُفيدة” بضيق وهى جالسة ببرود فى فراشها:-

-أنت خابر زين أنى رافضة الجوازة دى ومموافجاش عليها

جلس “مازن” جوارها وأخذ يدها فى راحة يده ثم وضع قبلة عليها وقال:-

-عشان خاطرى يا أمى، معجول تهملينى لحالي فى يوم زى دا، دا أنا أول فرحتك حتى

نظرت إليه بضيق وهى تجذب يدها من يده وقالت بأختناق:-

-وعشان أول فرحتي كان نفسي أجوزك لواحدة من نجاوتي أنا

قبل رأيها بدلالا وهو يقول ببسمة:-

-عشان خاطرى يا أمى، جومي ألبسي وتعالي ويايا

تأففت بضيق شديد ثم ترجلت من فراشها تستعد للذهاب معه وأنطلقت بسيارته إلى الفندق…….

كان جميع الحاضرون ينتظرون مجيء العريس والعروسة و”عاصم” يرحب بالجميع، نزلت “سارة” من الأعلى وكانت “هيام” تقف مع “جاسمين” و”تامر” بالخارج بينما عيني “عاصم” لم تتوقف علي البحث عن “حلا” لكن لا أثر لها، جاء “مازن” مع “فريدة” وتبادلا الخواتم لتبتسم “فريدة” وهى تقول:-

-وأخيرًا


 


 


غمز إليها بحب شديد وهو يقول:-

-بس يوصل المأذون كمان دجايج ونجول أخيرًا بجي

أومأت إليه بنعم ليدخل المأذون القاعة ويعقد قرآنها، بحث “عاصم” عن “حلا” كثيرًا ليطلقها ولم يجد لها أثرًا فهمس إلى “مازن” قائلًا:-

-هدور عليها وأجيلك متمشيش المأذون

أومأ إليه بنعم فخرج “عاصم” من قاعة الرجال مُتجهًا إلى قاعة النساء ليُدهش عندما رأى “حلا” تقف بخارج القاعة مع “أمير” و “رقية” وشاب أخر وتضحك بعفوية وهى ترتدي فستانًا أحمر ضيقًا وقصير يصل لركبتيها وأقداميها عارية وبدون أكمام يظهر نحافتها وجمالها وتستدل شعرها الذهبي على ظهرها بحرية وترتدي كعب عالى أحمر اللون ليشتعل قلبه نارًا من الغيرة رغم جمالها الذي زاد من دقات قلبه لكن غيرتها أكلت هذا القلب العاشق وهى تقف أمام غيره بهذه الملابس وترسم بسمتها وضحكاتها لهم، لم يستطيع رفع نظره عنها وهو يرغب بأخذها لعالم أخر لا يسكنه غيرهما، كز على اسنانه من نيران غيرته لتنتبه “هيام” لننظراته فذهبت مُسرعة إلي “حلا” وهمست فى أذنيها:-

-عاصم فاضله دجيجة واحدة يجي يجتلك، جولتلك بلاش الفستان دا وبعدين الواجفة دى ممكن تخلي الفرح دا جنازة

تمتمت “حلا” وهى تبتسم لأصدقائها قائلة:-

-ما يخصهوش، هو قال هيطلقنى النهاردة بعد الخطبة يخصه أيه ألبس أيه ولا لا وبعدين أنا وافقت نطلق

تبسم الشاب بعفوية وهو يقول:-

-أنتِ نجمة الجامعة كلتها، الأجنبية اللى هملت كاليفورنيا وجت الصعيد

ضحكت “حلا” بسخرية على قدرها ثم قالت:-

-لازم أكون كدة يا عمران

صافحها باليد بعفوية لتبتسم بأشراق وهى تصافحه/ لم يتمالك غضبه أكثر وغيرته التى تأكل قلبه فسار نحوهما، تبسم “عمران” بحماس شديد وهو يقول:-

-والله أنا وأنتِ لو أرتبطنا لنخربها، لأن دماغنا وى بعض أصلًا ماليش فى جو العادات والتجاليد اللى هنا، أنا نفسي أتجوز خواجية ونهاجر سوا

ضحكت “حلا” بعفوية على كلماته لتُصدم عندما وضع شيء على أكتافها وعندما نظرت رأت عبائته لترفع نظرها إلى “عاصم” بضيق شديد وهى تقول:-

-فى أيه


 


 


أبعد يدها عن يدي “عمران” بغضب سافر ثم قال:-

-تعالي عاوزك

تأففت بضيق شديد وهى تقول:-

-أبعد عنى يا عاصم، عايز أيه

كز على أسنانه بضيق شديد وسحبها من يدها بقوة بعيدًا عن هؤلاء وهو يقول:-

-تعالي ويايا جبل يا يجن جنانى عليكي

تألمت من قبضته لتدفعه بقوة بعيدًا عنها وهى تقول:-

-الله أنت مش قولت هتطلقنى، طلقنى يلا وأصلًا أنا كمان عايز أخلص منك

قالتها وحاولت رفعت عبائته عنها ليأخذ خطوة أخيرة نحوها وهو يلتصق بها بغضب سافر ثم قال:-

-جربي ترفعيها عنك وأنا أفرجي كيف بتكون التربية على أصلها يا حلا، وأوعي تنسي أنك لسه مرتي عشان تلبسي الجرف دا وواجفة هنا مع البهايم دول تتضحكي وتتمرجعي

أبتلعت ريقها بخوف منه ولم ترفع العباءة رعبًا من نظراته القاتلة ثم قالت بسخرية:-

-متخافش محدش هنا يعرف أنك جوزي، أصلًا محدش يعرف أنى متجوزة والحمد لله أنك هتطلقنى عشان أعرف أعيش حياتي براحتي، أتفضل طلقنى ….

قاطعها صوت “عمران” من الخلف يقول:-

-حلا مش هنمشي

نظر “عاصم” إليه بضيق شديد وهى تجيب عليه ببرود:-

-هنمشي

كادت أن تتحرك لكنها شعرت بيده تمسك معصمها بقوة وقال:-

-غورى يلا من وشي

رفع “عمران” حاجبه بضيق من “عاصم” ثم أخذ يد “حلا” الأخرى فلم يتمالك “عاصم” عصبه أكثر علي هذا الرجل ونيران غيرته تلتهب حتى أحرقت صدره وقلبه فلكم “عمران” بقوة وهو يقول:-

-فكر تلمس يد مرتي مرة تانية وهى هتكون أخر لحظة بعمرك كله

غادر القاعة غاضبًا وهو يسحبها خلفه مُتجهًا إلى مرأب السيارات أسفل الأرض الخاص بالفندق لتتوقف “حلا” عن السير بالمنتصف غاضبة من طريقته وسحبه لها لتقول:-

-كفاية يا عاصم

ألتف ينظر إليها بوجه ملتهب كالنار ونظراته تقتلها، صدره كالبركان الذي وصل لأقصى درجات الغليان ثم أخذ خطوة نحوها وهو يقول:-

-معاوزش أسمع حسك نهائيًا

أزدردت لعابها الجاف فى حلقها بقوة خوفًا منه ليفتح باب السيارة ويدخلها بها ثم صعد ليرحل من الفندق دون أن يخبر “مازن” المُنتظر بصحبة المأذون، وصل بها للمنزل وهو يأخذها من يدها إلى غرفته وأدخلها ثم صاح بأنفعال شديد:-

-أعملى في حسابك أن مفيش جامعة، كيف ما أنا اللى دخلتك أنا اللى همنعك يا حلا

أتسعت عيتيها على مصراعيها بصدمة ألجمتها من قراره وقد فاض الأمر عن طاقتها فى التحمل فصرخت وهى تضربه بقوة على صدره بضيق شديد و تقول:-

-مش بمزاجك يا عاصم، مش بمزاجك تقرر تتجوزنى وتقرر تطلقنى وتقرر تدخلنى الجامعة وتقرر تمنعنى ، ناقص تقرر موتي

أخذ خطوة نحوها بأنفعال شديد وقلبه على وشك أن يفقده صوابه الآن وهو يقول:-

-حتى موتك يا حلا مش مسموح لك بيه


 


 


دمعت عينيها بضيق شديد من قساوته وهى كالحمقاء أحبته رغم نعت الجميع له بالوحش لكنها أحبته والآن تنل عقابها على هذه الجريمة التى أرتكبتها بحق قلبها حين أحبت رجل مثله فانهارت باكية بضعف شديد وهى تضربه بقبضتيها على صدره بقوة غاضبة منه وتقول:-

-أنت مين لتقرر عنى وحتى موتي، قولي ما بيكيفك وجعى، أنا عملت أيه لتعاقبى ها….. أنا ذنبي أيه عشان ………..

أسكتها هذه المرة عندما مسك معصميها بقوة وجذبها إليها يقبلها بقوة لتهدأ من روعتها وتتوقف عن البكاء بصدمة ألجمتها وقلبها يتسارع بجنون إليه، ترك العنان لهذه المشاعر المكبوحة بداخله مُتنازلًا عن هذا الكبرياء اللعين ليركض قلبه إليها مهرولًا عاشقًا سقط بالهوي، شعر بنيرانه تخمد وتتحول لرماد بينما عاد قلبه نابضًا بسرعة جنونية تفوق معدله الطبيعي، شعر بأناملها الصغيرة التى كانت تضربه قبل قليل تتشبث بعبائته بلطف ليجذبها إليه أكثر ولم يفصل قبلته لتسقط العباءة عن أكتافها وشعرت بيديه تلف حول خصرها بأحكام وهى مُستسلمة تمامًا إليه وتحول بكاءها وغضبها لسعادة تغمر روحها كأنه يرمم ما أفسده بها بهذا القرب 

.

رواية اجنبيه بقبضة صعيدي كامله بقلم نور زيزو // من هنا 

روايه اجنبية بقبضة صعيدي الفصل الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر // من هنا 

يتبع 

.

تعليقات