أخر الاخبار

رواية اجنبية بقبضة صعيدي الفصل السابع والثامن والتاسع بقلم نور زيزو

 رواية اجنبية بقبضة صعيدي الفصل السابع والثامن والتاسع بقلم نور زيزو 

رواية اجنبية بقبضة صعيدي الفصل السابع والثامن والتاسع بقلم نور زيزو


الحلقة 7 

الحلقة 8  

الحلقة 9 

رواية اجنبية بقبضة صعيدي بقلم نور زيزو 

.

رواية / اجنبية بقبضة صعيدي 

بقلم/ نور زيزو 

علقوا هنا ب 10 ملصقات 

🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔵🔵 

اجنبية بقبضة صعيدي الحلقة 7 

.

وصل “عاصم” للمكان مُنفعلًا ليصيح بهم جميعًا:-

-حصل أيه

أخبرته “سارة” بمكان فقدها ليصرخ “عاصم” مُستشيطًا غيظًا وهو يقول:-

-أتفضل روحهم

أنطلق هو باحثًا عن زوجته الطفلة المُفتقدة، أتجه إلى غرفة كاميرات المراقبة ورأها من ساعة معهم ثم أنطلقت وحدها إلى محل لبيبع ملابس نسائية ولم تخرج منه، أتجه إلى هناك مُسرعًا مُتمنيًا أن يجدها بالداخل وألا يكن أصابها شيء، سأل الموظفة بحرج من وجوده بهذا المكان عن زوجته لتخبره بأنها بالداخل حيث غرفة تبديل الملابس، تنهد بأرتياح بينما خرج ينتظرها بالخارج، دلفت البائعة للغرفة تخبرها بأن هناك رجل يسأل عليها، أعطتها “حلا” ما أعجبها لتشتريه وعندما خرجت رأت “عاصم” يقف بالخارج فتعجبت لحضوره، وقفت مع البائعة حتى تضع لها أغراضها فى الكيس لتسمع الأخرى تأتي نحو صديقتها هامسة بأعجاب:-

-شوفتي الجمر اللى واجف برا دا، تفتكرى عايز يشتري حاجة لمراته

نظرت “حلا” إلى حيث “عاصم” ثم عادت بنظرها على البائعة لتسمع بقية حوارها:-

-لا معتجدش، هو مفيش فى يده دبلة


 


 


تحدثت “حلا” بهدوء شديد رغم الغضب الذي يجتاحها وهو تعطي الموظفة البطاقة البنكية هاتفة:-

-بس متجوز

نظر الأثنين عليها لتقول ببسمة خبيثة:-

-أنا مراته

دفعت تكلفة ما أشترته ثم خرجت غاضبة من هذه المرأة التى تتغزل به أمامها، ربتت على ظهره من الخلف بلطف، ألتف إليها بأنفعال شديد ثم قال:-

-أنا مش نبهت عليكي متغبيش عن عين حمدي

تطلعت بوجهه بعبوس وهى تقوس شفتيها بضيق شديد وتمتمت بحزن:-

-هو مبتعرفش تعمل حاجة غير أنك تزعق فيا، أنا كنت بشتري حاجة عجبتنى من محل بناتي وأتكسفت أقوله

تأفف بخفوت شديد ثم أخذها من يدها وأنطلق لتلتف تنظر إلى الفتاة الواقفة بالداخل وأخرجت لها لسانها بغيظ بطريقة طفولية وكأنها تخبرها بأنه زوجها وحدها، نظر “عاصم” إلى الفتاة بعد أن رأى فعل زوجته وتبسم بخفوت قائلًا:-

-عملت أيه؟

تنحنحت “حلا” بكبرياء شديد من هذا الرجل وكيف تخبره بأنها تتغزل به بكل وقاحة وعدم أخلاق، أخذها ليعود إلى المنزل لكنها أستوقفته وهى تقول:-

-أنا جعانة

أومأ برأسه إليها ونظر حولها حتى رأى مطعم داخل المركز التجاري فأخذها أليه وطلب سندوتشان من البرجر ثم أخذهم للسيارة وجلس بالداخل معها يتناول طعمه معها بهدوء دون ان يتفوه بكلمة واحدة على عكس حماسها وحيويته وهى تحكي له يومها بالجامعة وعن أصدقائها الجدد، كان يستمع جيدًا إليها وعينيه تراقب سعادتها التى تفيض من كل أنش بها وواضحة علنًا فى حماسها وعينيها اللامعة، فرحتها التى تغمرها كانت تحولها لطفلة أكثر، تمتمت وهى تبتلع لقمتها:-


 


 


-وأتعرفت كمان على أمير ورقية وجميلة

كان يستمع دون أن يعقب عليها، هز رأسه بنعم وهو يطأطأ رأسه قليلًا ليتناول لقمته فدهش عندما وضعت يدها على وجنتيه ومسحت الكاتشب عن لحيته قرب فمه بعفوية وفمها لا يتوقف عن الحديث بفعل تلقائية، علة عكسه الذي توقف عقله للحظة وجُمد مكانه من لمستها إليه، رمقها بذهول فهو أعتقد بأن رفضها للزواج منه وهروبها من أخاها وثورتها التى أفتعلتها لأجل معارضة الزواج ستجعلها تثور دومًا وتتجنبه لكن “حلا” كانت أستثنائية بكل شيء، فريدة من نوعها فرغم معارضتها ألا أنها أتخذته صديقها وعائلتها كاملة ومن طرفه هو لم يمنعها او يقاومه قُربها إليه بل هذا الشعور الجديد عليه كان يرحب به جدًا معها، لكنه كان مُدركًا بأنه أبًا إليها وصديقًا لكن هذا الرحب لم يكن حبًا نهائيًا أو إعجابًا بها كامرأة وزوجة أليه…

توقفت “حلا” عن الحديث عندما رأته يحدق بها بذهول صامتًا بعد فعلتها وقالت:-

-أنا قلت حاجة ضايقتك

هز رأسه إليها بلا وأنطلق بسيارته وهو يقول:-

-كملي

بدأت تحكي له ما فعلته بالمركز التجارى مع أخواتها وقالت بعفوية:-

-كنت متحمسة جدًا وعايزة أشتري كل حاجة فى المكان، حاجات كتير عجبتنى، ااااه صح.. معلش ممكن طلب

نظر إليها وهو يقود سيارته ويهز رأسه بنعم لأجلها فقالت:-

-عايزة أشترى لابتوب ضرورى

غير منعطف سيارته وأخذها إلى محل للأجهزة وجعلها تختار ما تريده ثم دفع لها تكليفته وكانت سعيدة بهذا اليوم، وصلت للمنزل معه ليقول “عاصم” بهدوء:-

-أنزلي أنا ورايا مشوار

أومأت إليه بنعم وهى تأخذ الحقائب وقبل أن تترجل أقتربت منه بعفوية ووضعت قبلة على وجنته بسعادة لينظر إليها وهى تبتعد عنه، قالت بدلال وإمتنان شديد:-

-شكرًا على يومي الجميل بفضلك

تنحنح بحرج وأرتباك منها ثم قال:-

-العفو


 


 


كتم أنفاسها المُتسارعة بين ضلوعه وتحاشي النظر إليها بتوتر شديد لتقول “حلا” :-

-متتأخرش عشان عايزة أوريك حاجة قبل ما أنام

أومأ إليها بنعم فترجلت من السيارة حاملة للحقائب لينطلق مُسرعًا هاربًا منها بعيدًا ولأول مرة بحياته يفضل الهروب دومًا يختار المواجهة والتحدي لكن معها فضل الهرب بعيدًا، دلفت للمنزل لتراها “مُفيدة” و”ناجية” تأخذ منها الحقائب لتتحدث بضيق شديد:-

-جولي كدة بجى، أنتِ عملتي الحوار دا كله أنتِ وأمك بتاعت الرجالة عشان تيجى أهنا وتتجوزى عاصم، رجل غني ومعاه اللى يكفيكي أنتِ وهى وبالمرة يبجى أبن عمك نخش عليه من ناحية المسئولية عشان عارفين أنه راجل صعيدي ميفرطش فى شرف عائلته أبدًا

نظرت “حلا” لها بضيق شديد من كلماتها ثم قالت:-

-الله يسامحك

قهقهت “مُفيدة” ضاحكة عليها وقالت:-

-ههههه تصدجى ضحكتينى، هى اللى زيك تربية الخواجية تعرف ربنا، يا بت دا أنتِ متعرفيش تتوضي

أخذت “حلا” خطوة نحوها بضيق شديد من هذا الحديث ثم قالت بأنفعال شديد غاضبة من إهانة “مُفيدة” الدائمة لها:-

-هو حضرتك بتكرهينى ليه؟ أنا عملت أيه عشان تكرهينى أوى كدة؟ مش حاسة أنك ظالمني

صرخت “مُفيدة” وهى تقف من مكانها بغضب سافر قائلة:-

-أنا ظالمة يا بنت ال**** صحيح أمك معرفتش تربي ولا عمرك شوفتي بربع جنيه وتربية لكن لا لو أمك بتاعت الرجالة مكانتش فاضية تربيك أنا أربيكي

أنفعلت “حلا” غاضبة من كلماتها التى تُهينها وتذلها بأفعال والدتها، رغم أنها سيئة لكنها بالنهاية والدتها ولا تسمح لأحد بأهانتها، صرخت غاضبة:-

-متتكلمش على مامتى كدة وحضرتك متعرفيش تعمليلي حاجة

لم تتمالك أعصابها أكثر ورفعت “مُفيدة” يدها كى تصفعها لكن توقفت عندما جاءها صوت “تحية” تقول:-

-إياكي يا مُفيدة

نظرت “مُفيدة” إليها لتكمل “تحية” قائلة:-

-جبل ما تعمليها فكرى زين هتجولي لعاصم ضربتي مرته ليه؟ وفكري هو هيجبل بعذرك ولا لا

كزت “مُفيدة” على أسنانها بقوة وأنطلقت إلى غرفتها غاضبة بعد أن دفعت “حلا” فى كتفها بقوة، تنهدت “حلا” بأرتياح ثم صعدت للأعلي بعد أن أخذتها “سارة” للأعلي، دلفت معها للغرفة غاضبة وقالت:-

-أهدئي كدة!!


 


 


تمتمت “حلا” بانفعال شديد قائلة:-

-دى كانت هتضربنى لولا خافت من عاصم

تبسمت “سارة” بسخرية وهى تجلس على الفراش:-

-ومين مبيخافش من جوزك، حلا أنتِ لسه متعرفيش جوزك، إحنا مش عايزين نرعبك منه ومهملينك تكتشفيه واحدة واحدة، عاصم مفيش راجل فى البلد كلتها مبيخافيش منه ما بالك بينا إحنا كحريم

جلست “حلا” بفضول شديد لمعرفة زوجها الذي تزوجته بالأكراه ثم سألت:-

-ليه، أحكيلي

تبسمت “سارة” بمكر شديد لفضول أختها عن حياته فقالت:-

-أيه دا؟ أنتِ غيرتي رأيك ولا أيه؟ مش كنتِ رافضة ولا مش عايزة

تنحنحت “حلا” بخجل ثم قالت:-

-لا أنا بس بدردش معاكي عشان أنسي اللى طنط عملته

ضحكت “سارة” بخباثة وهى ترى خجل “حلا” وربكتها ثم مددت قدميها على الفراش وقالت:-

-ما علينا، عاصم يا ستى بجي يتيم الأم والأب من صغره تجريبًا من وهو 5 سنين أكدة وبعد اللى حصل، خالة تحية وجدي الكبير هم اللى ربوه، كان جدي حريص جوى أن عاصم يطلع راجل كيفه وكان بعمله كيف يكون الكبير من بعده، عملوا كيف ومتي يكون حكيم ومتي يكون عنيف أو بالأحرى وحش يترعب منه الكل، كيف يقود مجالس ويأمر، وعاصم كان ذكي جوى بيتعلم بسرعة وغلب كمان المتوجع لكن الحاجة الوحيدة اللى تجريبًا متعلمهاش هى كيف يكون حنين، أتربي وكبر أنه يكون جاسي ويرعب اللى جصاده لكن ميحنش ولا حتى يطبطب، لما لاجينا بجي أبرد من الجليد كيف الجبل كلنا بعدنا عنه، بجينا بنخاف منه ومن جسوته، الوحيدة اللى فى أحتمال ومش دايما يسمع منها هى “تحية” ودا لأنه دايمًا حاسس أنه مديون ليها على تربيتها له وعمرها اللى ضاع من غير جواز بعد جوزها عشان تربيه

كانت “حلا” تستمع لحديثها بصمت وتشعر بإشفاق شديد عليه، تبسمت “سارة” بعفوية وحماس شديد وهى تقول:-

-بس تعرفي، حصل حاجة غريبة جدًا أول مرة تحصل عاصم يهمل حد هو جرر يعاجبه، دا همل الرجل يعاود لمرته وعياله وكمان خلي حمدي يأخده للحكيم وعالجه، تفتكرى ليه؟ الفضول هيموتني

سألتها “حلا” بفضولأكتر عن حياته لتقول:-

-مفكرش يحب أو يرتبط؟


 


 


أنفجرت “سارة” ضاحكة على سؤالها وكأنها قالت مزحة مُضحكة لتقول:-

-انتِ أكيد بتهزرى، هو فى واحدة عاجلة هتفكر ترتبط بـ عاصم الشرقاوي، حبيبتى دا مفيش راجل راضي يجوزه بنته خايفين تحصل مشكلة بينهم وميجدروش يجفوا جصاد عاصم، خالة تحية شافت له عروستين جبل كدة لكن محصلش نصيب، دا ميتعاشرش أبدًا يا بنتى، عاصم مالهوش غير العيش لوحده

نظرت “حلا” إليها بضيق من حديثها عنه فوقفت من مكانها غاضبة وألقت بالوسادة فى وجه “سارة” غاضبة وقالت:-

– كلامك سم

ألتفت لكي تخرج فرأت “هيام” تقف على باب الغرفة بعد أن سمعت حديثها وقالت:-

-حبيبتى كان الله فى عونك، أنتي مازن ضحي بيكي وأوعى تتوقجعي أنك تتطلجي منهن دا ما صدجوا أن لاجوا عبيطة كيفك تتجوزه حتى لو غصب

شعرت “حلا” بضيق شديد من حديثهم وقالت بانفعال:-

طب على فكرة بقي عاصم طيب وكويس معايا

ضحكت “هيام” بسخرية ثم قالت:-

-والله أنتِ طيبة وهبلة وبكرة لما يصبحك بعجلة ويمسيكي بعجلة تجولي أخواتي جالوا

قوست “حلا” شفتيها بحزن شديد للأسفل ثم قالت بعناد وتحدي:-

-مستحيل، عاصم ميعملهاش

أقتربت “سارة” منها بحماس ثم قالت:-

-ترهني

نظرت “حلا” إليهم بقلق فرفعت “هيام” حاجبها بغرور لتقول:-

-ترهني أنتِ أن عاصم ميعملهش، أنا متأكدة أنه مش هيعملها معايا

تبسمت “هيام” بخبث شديد وأقتربت تضع يديها على كتف “حلا” ثم قالت:-

-طب ما نخليه الرهان يستاهل

نظرت “حلا” إليها بأندهاش من كلماتها لتتابع “هيام” بمكر شديد:-

-ترهني أنك تخليه يحب يا حلا، يحبك وقتها بس هتكوني غيرته فعلاً

تحمست “سارة” جدًا لهذا الرهان لتؤمأ إليهم “حلا” بالموافقة وأنها ستجعله يقع فى حبها وتغيره لكنه قالت “هيام” بجدية:-

-أتفقنا، بس بشرط فريدة متعرفش حاجة عن الرهان دا، لأنها بتعتبره بمثابة أخوها وعاصم لو عرف عن الرهان دا هيدفننا أحياء بمعنى الكلمة

أومأت إليهم بنعم ثم خرجت غاضبة من كلماتهم، الجميع يراه هكذا لكنها حين تحدثت معه اليوم عن يومها وتفاصيله لم تشعر بخوف بل كان يسمع جيدًا على عكس معظم الرجال الذين يهربون من الأستماع لهذا الحديث التافه، أستمع إليها وأعادها للجامعة، لم يبخل عليها بشيء رغم كونه صفعها لمرة لكنه سيتغر حتما لتتواعد “حلا” بأن تغير وحشته وتمتص قساوته وتزرع الحب بداخله حتى تكسب هذا الرهان وتخبرهم بانها تستطيع فعل أى شيء….

______________________________


 


 


كان “عاصم” جالسًا فى الأرض الزراعية بصحبة “حمدي” و”حمدي” ينظر إليه بفضول ثم قال:-

-مهتروحش يا بيه

-روح أنت يا حمدي

قالها “عاصم” وهو يفكر فى كلماتها وكان خائفًا من عودته وعقله لا يتوقف نهائيًا عن التفكير فيما تريده، نظر للساعة الموجودة فى معصمه وكانت العاشرة مساءًا، رغم يومه الطويلة وقد حان موعد نومه حتى يستيقظ مع أذان الفجر إلا أنه لا يرغب بالذهاب، يخاف مما تريده خصيصًا بعد ذهابها لهذا المحل النسائي، رن هاتفه وكان “مازن” أجابه بهدوء قائلًا:-

-أيوة يا مازن

سأله “مازن” بضيق شديد قائلًا:-

-فينك يا عاصم، أنا بجالي يومين عايز أجولك أنى طلب يد فريدة وأنت على طول مشغول

أومأ “عاصم” إليه بنعم ثم وقف من مكانه وهو يجيب:-

-حاضر عشر دقائق وأكون عندك

أنطلق إلى سيارته ورحل لتنهد “حمدي” بأرتياح، ذهب إلى حيث “مازن” وكان جالسًا بالصالون بصحبة “تحية” وفور رؤيته إلى “عاصم” قال بحماس:-

-أخيرًا يا راجل

جلس “عاصم” بهدوء وهو يتكأ على نبوته بشموخ وبرود شدي وقال:-

-نعم

أخذ “مازن” نفس عميق ثم نظر إلى “تحية” و “عاصم” وقال:-

-بص أنا طلب يد فريدة للجواز

نظرت “تحية” إليه بسعادة كأى أم وأومأ “عاصم” بخفوت وقال:-

-ماشي، أتحددي وياها يا خالتي وشوفي رأيها، هى مالهاش حديد ويايا وأبجى بلغينى بطلباتها ورأيها اللى تجريبًا أنا خابره زين

أومأت إليه بنعم بحماس شديد ثم قالت:-

-عينيا يا ولدي

وقف “عاصم” ليصعد إلى الأعلي بتوتر شديد حتى وصل أمام باب الغرفة وقبل أن يفتح الباب قال:-

-أستر يا رب

فتح باب الغرفة ودلف ليجد الغرفة هادئة والأضواء مُغلقة، تسلل إلى الداخل بخطوات هادئة فرأها نائمة بالفراش مغمضة العينين بدل ملابسه بعد حمامه البارد، ذهب إلى فراشه برفق حتى لا يقظه ثم وضع الوسادة بمنتصف الفراش ككل ليلة رغم أن نهايتها تكون بالأرض، أستلقي على حافة الفراش ليهرب منه نومه بعد أن سُرق منه، ألتف إليها بهودء حادقًا بها ليُدهش عندما أتاه صوتها الخافت وهى مغمضة العينين:-

-أتاخرت

أتسعت عينيه على مصراعيها عندما علم بأنها مُستيقظة، فتحت عينيه بتعب شديد بسبب أستيقاظها صباحًا باكرًا ويومها


 


 


الطويل بالخارج، رمقته بعينيه شبه مفتوحتين فتحت يدها الصغيرة وهى تقول:-

-كنت عايزة أدي لك دا

نظر براحة يدها وكانت بها دبلة من الفضة، سألها بفضول شديد:-

-أيه دا؟

أبعدت الوسادة من المنتصف وهى تجذب يده اليسري بلطف لتضع الدبلة ببنصره وتقول بعفوية:-

-خاتمك عشان كل البنات تعرف أنك متجوز

رفع نظره إليها مُتحاشي النظر إلى الدبلة بأندهاش وكانت غيرتها تحتل عينيها الخضراء فقال بخفوت:-

-ودا يفرج وياكي

أومأت إليه بجدية صارمة ولفت يديها حول خصره بدلال ووضعت رأسها على صدره بلطف وقالت مُتجاهلة جوابه:-

-تصبح على خير

ظلت ذراعيه ممدودة للأمام فى أندهاش، لا يستوعب تصرفاتها ما زال ثابتًا على موقفه وهذا الزواج لأجل حمايتها لكن دومًا ما نجرف هذه الفتاة عن مُخططه، طوقها بلطف وأخذ نفسًا عميقًا وبدأ يهدأ من روعته وهو يشعر بدفء جسدها النحيلة رغم برودة جسده، لم يغفو له جفنًا على عكسها سرعان مع غاصت فى نوم عميق حاول الأبتعاد عنها لكنها كانت مُتشبثة بملابسه بأناملها، تنهد بهدوء وهو يقول:-

-يا الله…….

________________________________

تبسمت “تحية” وهى تخبر “فريدة” عن طلب “مازن” ورغبته بالزواج منها، صمتت “فريدة” قليلًا ثم قالت:-

-أنا معاوزاش اتجوزه يا ماما


 


 


أتسعت عيني “تحية” على مصراعيها بصدمة ألجمتها من كلماتها، هى تدرك جيدًا بان ابنتها تحب هذا الرجل لكن بعد خصامهم الطويل ورفضها للزواج منه أصابها الجنون وقالت:-

-كيف يعنى

وقفت “فريدة” من مكانها بجدية وقالت بنبرة صارمة:-

-يعنى مموافجاش ، أنا ممكن أنزل أجولها لعاصم دلوجت من غير خوف، أنا معاوزاش مان يا ماما

لم تفهم “تحية” كلمات أبنتها لتخبر بها “عاصم” وينقلها صباحًا إلى “مازن” فأتسعت عينيه على مصراعيها بصدمة جدمت قلبه فى محلها ليزيد “عاصم” من صدمته حين قال بحزم:-

-وكمان فريدة أختارت ابن الصديق

حدق “مازن” بعينيه بصدمة ولا يُصدق ما سمعه. 

.

🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔵🔵 

اجنبية بقبضة صعيدي الحلقة 8  


كانت غرفة “هيام” فوضوية من كثرة الأوراق المنثورة على الأرض، مرة أخرى ضمت قبضتها بانفعال على الورقة وألقت بها بتذمر، خرجت منها صرخة خافتة من غيظها الشديد من “أدهم” وموضوع بحثها المُعقدة، تمتمت بخنق:-

-أه لو أشوفه دلوجت!!

فتحت ورقة جديدة كي تبدأ من جديد وظلت ممسكة بالقلم كثيرًا لكنها لم تقوى نهائيًا على كتابة حرفًا، تنهدت بهدوء ثم قالت بأسترخاء:-

-أهدئي يا هُيام

كم تحب نطق أسمها بضمة الهاء لتشعر بأستثنائه وجماله، ترجلت من الفراش ونزلت للأسفل مُرتدية بيجامة قطنية رمادية اللون ووضعت غطاءها الناعم على رأسها (الزعبوط) وكان شعرها مسدولًا على الجانيين من أسفل الغطاء، دلفت للمطبخ وصنعت مشروب النسكافيه الساخن حتى يساعدها على التركيز ثم صعدت مُجددًا لترى أشعارًا جديد من صديقتها في شاشة اللابتوب المفتوح، فتحت الرسالة وكانت “جاسمين” تقول:-

-طب والله الدكتور بتاعنا جمر بس أنتِ اللى مبتشوفيش

كان يصاحب رسالتها رابط حساب “أدهم” على الفيس بوك، تردد “هيام” كثيرًا فى الضغط عليه لكنها فى نهاية المطاف فتحته وبدأت تتجول به، كان يكتب خواطر كثيرة عن الحب والإشتياق، لم يسرد شيئًا عن حياته الخاصة، لكنها علمت بكون متعصب للكورة ويشجع الأهلي، مرت الساعات وهى تتجول فى حسابه دون أن تدرك الوقت حتى رن منبه هاتفها ينذرها بحلول الساعة السابعة صباحًا، فزعت عندما نظرت إلى النافذة ورأت الشمس قد أشرقت، عادت لغضبها مُجددًا وهى لم تككمل بحثها، أسرعت بتجهيز نفسها للخروج وهى تلعن “أدهم” وتسبه بالكثير من الألفاظ وقالت غاضبة:-

-أنا هسجط بسببه وربنا

جهزت ملابسها وركضت إلى المرحاض…..

________________________________


 


 


لم تغفو عيني “مازن” من الأمس بعد أن أخبره “عاصم” بخبر رفضها، حاول كثيرًا الأتصال بها لكن “فريدة” كانت تعلم جيدًا بأنه يتصل لأجل الشجار معها أو ربما يطلب رؤيتها لقتلها بسب أختيارها رجل غيره، ظل جالسًا فى الصالون صامتًا مُنتظر أن تنزل حتى يقبض عليها بيديه…

نزلت “حلا” اولًا باحثة عن زوجها الذي وعدت أخواتها على أن تسقطه فى الحب ودخلت رهانًا إذا علم به “عاصم” سيدفنها حية وكيف لها ان ترهان عليه لكنها لم تخشي هذا أبدًا أو ربما لم تفكر بما سيحدث مستقبلًا، سألت عليه “ناجية” لتجيبها قائلًا:-

-فى المنضرة مع الضيوف

رحلت “ناجية” أولًا فلم تراها وهى تسير إلى المنضرة….

كان “عاصم” جالسًا مع رجال البلد يستمع لطلبهم وفقال الرجل بترجي:-

-إحنا مطلبينش غير ان جنابك تحضر ويانا، بحضورك ميحصلش غدر وهجبلوا الكفن ونوجف الثأر دا

تحدث الشاب الأصغر بخوف شديد قائلًا:-

-أنا هشيل كفن وهم وافجوا على دا بس هم برضو ميتأمنلهمش، لما جنابك تحضر محدش هيتجرأ يرفع سلاحه يا جناب البيه، شالله يخليك الحبايب كلتهم ولا يكتب عليك فراجهم واصل

أومأ “عاصم” بإيجاب ثم جال بجدية صارمة:-

-ماشي الساعة 5 هكون هناك


 


 


 


وقف الرجل المُسن كى يذهب نحو “عاصم” ويقبل يديه لكنه توقف بالمنتصف عندما دق باب الغرفة وألتف ناظرًا على الباب ودُهش الجميع عندما دلفت “حلا” فأخفض الرجل وابنه رأسهم خجلًا من النظر لفتاة بمنزل “عاصم الشرقاوي” بينما وقف هو مُسرعة وعلى وجهه الغاضب السافر وذهب نحوها حتى وصل أمامها وأخذ ذراعها بقوة وخرج بها ثم أغلق الباب وهو مُنفعلًا ويقول:-

-أيه اللى جابك اهنا؟ محدش جالك أن ممنوع الحريم تفوت على المنضرة

هزت رأسها بلا خوفًا من غضبه وقالت بغضب شديد من انفعاله عليها وهى لم تخطأ:-

-لا محدش قالي وبعدين أنت بتزعق ليه، بسيطة قولي أمشي وأنا همشي، أصلًا أنا غلطانة أنى جيت أشوفك

ألتفت كي ترحل لكنه ما زال ماسكًا بذراعيها لتجذبها بلطف إليه فنظرت له مرة أخرى وقال بنرة هادئة وقد تلاشي عنفه وغضبه:-

-كنتِ عايزة حاجة؟

لم تجيب عليه وتحاشت النظر إليه نهائيًا، ترك ذراعها بلطف ثم قال:-

-متزعليش طيب وتبدأي حلجة البكاء بتاعتك

رفعت رأسها بأندهاش وغضب شديد أصابها ثم قالت بخنق:-

-قصدك أيه، قصدك أنى بعيط على كل حاجة

تنحنح بضيق شديد من تذمرها ثم قال :-


 


 


-أنا مجولتش أكدة يا حلا وأصطبحي وجولي يا صبح أنا مفايجش لدلع البنات المرج دا

رفعت حاجبها إليه وهى تعقد ذراعيها أمام صدرها بأختناق شديد من كلماته ثم قالت:-

-أمال البيه فايق ليه، للخناق والزعيق بس، وأيه الجديد من يوم ما حطت رجلي فى البلد دى وأنا مبسمعش غير زعق وعصبية منك، أصلًا أنا مجنونة وجن عقلي عشان أوافق أتجوزك وأمضي كان لازم أهرب منك

كز على أسنانه باختناق شديد ثم قال بكبرياء وبرود شديد:-

-أنا اللى أتجننت عشان أتجوز واحدة زيك متعرفش الأصول ولا الأدب، كيف تكوني مرت الكبير أصلًا

ألجمها بروده لتكبح غضبها المُشتعل بكلماته الحاد كالسكين الذي غرس بمنتصف صدرها، رأها غاضبة جدًا أمامه وتقرض شفتيها السفلي بأسنانها من الغضب ثم رحلت من أمامه قبل أن تفقد أعصابها عليه، عاد للداخل يكمل ما يفعل مع الرجال دون ان يتهم لها، صعدت للسيارة مع اخواتها وكانت “سارة” تحدق بهما الأثنين وكلا منهن غاضبة ووجهها عابس بل على وشك الأنفجار، تنحنحت “سارة” بخفوت وسألت:-

-خير إن شاء الله؟

لم تجيب أى منهن بل نظرت “حلا” من النافذة وهكذا “هيام” التى تمتمت بضيق:-

-النهاردة الأحد، أنا لازم أسلمه يوم الخيمس أععععععع

نظر الأثنين عليها بأندهاش فأخبرتهم بموضوع البحث لتقول “سارة” بلا مبالاة:-

-أنا لو مكانك وهو مستفز أكدة، مش هعمل البحث وأذكر زين وأنجح بالنص عادي جدًا

هزت “حلا” رأسها بالنفي فدومًا ما كنت تهتم بدراستها ولا تسمح بخسارة درجة واحدة وربما هذا ما أوصلها لكلية الهندسة وقالت:-


 


 


-لا طبعًا، ايه اللى بتجولي دا، مش هو حطك لوحدك فى البحث ومتعمد كدة عشان يتعبك، أتعبي أنتِ وخلي هو اللى يعملك البحث بس بذكاء، مش تروح تقوليله أعملي البحث لا شوفي أنتِ واقفة علي أيه وروحي قوليله أنا وقفت هنا وهو اللى هيقولك تعملي أيه زكدة بقى على طول

أنقرت “سارة” أصبعها الوسطي بالأبهام بحماس وقالت:-

-والله فكرة فعلًا

نظرت “هيام” إلى “حمدي” وهو يقود بهما ثم قالت بخباثة:-

-عملتي أيه؟

عادت لغضبها مرة أخرى وقالت:-

-متخانقة معاه وسيبوني فى حالي

وصلوا للجامعة وبعد أن ترجلوا من السيارة، أنطلقوا ثلاثتهم معًا لتقول “هيام” :-

-أنتِ معندكيش محاضرة أمشي

أجابتها “سارة” بعفوية قائلة:-

-لا معنديش أنا هحضر معاكي

تبسمت “هيام” بسخرية شديد قائلة:-

-أنا مش هحضر المحاضرة الأول

تبسمت “حلا” بحماس شديد وقالت:-

-ليه ؟ هو اللى عندك


 


 


أومأت إليه بنعم لتجذبها “حلا” من يدها وذهبت معها إلى كليتها وأدخلتها هى و”سارة” للمدرج بالقوة وجلوس بجوراها بأخر المدرج وحدهم، جاءوا أصدقاء “هيام” بحماس عندما رأوها فى المدرج وجلسوا أمامها وكان “تامر” يحدق بـ “حلا” بأعجاب وقال:-

-أيه الجمر دا، عرفتيها منين

تبسمت “هيام” ببرود شديد ثم قالت:-

-حلا أختي من كاليفورنيا

تبسم “تامر” بحماس أكبر عندما علم بانها أجنبية وتعيش ببلدهم وظل ينظر إليها مُبتسمًا فقالت “جاسمين”:-

-وأنتِ يا سارة أيه اللى جايبك عندنا

تبسمت “سارة” بعفوية وقالت:-

-جاية أشوف الدكتور اللى مزعل أختي

ضحكوا الخمسة معًا ليبتسم “تامر” بأعجاب ثم قال بلطف:-

-وعلى أكدة بجى الجمر اللى كيف البدر دا فى كلية أيه….

قبل أن تجيبه “حلا” بعفويتها البريئة مسكت “هيام” يدها ورفعتها فى وجه “تامر” تريه خاتم زواجه قائلة:-

-الجمر متجوزة وبلاش تعرف مين لتعملها من الخوف

قرصتها “حلا” بضيق شديد وهمست فى أذنيه:-


 


 


-أنا مقولتش لحد فى الجامعة أنى متجوزة، أنا لسه صغيرة

أجابتها “هيام” بنبرة خافتة فى أذنيها قائلة:-

-وجوزك خابر أنك فى الجامعة سنجل

ضربتها “حلا” بلطف فى ذراعها ثم قالت بضيق:-

-متقوليش بس جوزك، أنا متخانقة معه وناوية أروح له النهاردة بعريس

أثناء حديثهما الخافت الذي لا يسمعه أحد وضع “تامر” يديه الأثنين على البنج بهيام شديد شاردًا فى ملامحها الجميلة وليس هو فقط بل الجميع ينظروا للخلف إلى حيث “حلا” فكانت ملامحها أستثنائية عن المصريين تمامًا، قال بهيام:-

-هيكون مين يعنى

همست “سارة” إليه بطريقة أنتقامية قائلة:-

-عاصم الشرقاوي…

أبتعد بوجه عابس بعد أن تنحنح بتوتر ملحوظ ثم قال وهو ينظر فى ساعته:-

-هو الدكتور اتأخر ليه

تبسمت “هيام” بجدية ونظرت إلى “تامر” وقالت بهمس:-

-شوفت رد الفعل لما عرف أنك مرت عاصم الشرقاوي، وأنتِ بكل سهولة بتجولي هروح بعريس، تخيلي إذا عملتيها عاصم رد فعله هيكون أيه، حرام عليكي والله … عاصم ممكن يشج صدره ويطلع جلبه فى يده بس إذا أحبك رجل وطلب يدك

تبسمت “حلا” ساخرة وهى ترى “أدهم يصعد على المنصة وقالت بسخرية:-

-على أساس أنه بيحبنى، هو قال أنه مجنون عشان أتجوزني

ضحكت “هيام” دون ان تنتبه إلى “أدهم” وقالت:-


 


 


-من غير حب يكفي أنك ملك له فى الحال

رأها بوضوح منعزلة عن بقية الطلاب بعيدًا وجالسة وتضحك بعفوية مع هذه الفتاة الجديدة التى لم يراها من قبل فى طلابه، نظر إلى الطاولة الموجودة أمامه ليمسك الميك وهو يحاول أن يهدأ من روعته بعد أن رأى بسمتها الجميلة وعقله يفكر يشاجرها بتتلاشي هذه البسمة عن وجهها أم يتجاهلها حتى تظل بسمتها تنير وجهه…

تحدثت “حلا” بنبرة خافتة وتقول:-

-والله الدكتور وسيم

نظرت “هيام” مُسرعة نحو المنصة لتراه واقفًا هناك وحمل الميك فى يده لتقف مُسرعة كي تغادر فرأها بوضوح لكن سرعان ما جذبتها “سارة” من يدها لتعيدها جالسة، تبسم بخفوت وهو يتحاشي النظر عنها وكان مُمتنًا لـ “سارة” أختها الصغري التي يعرفها جيدًا لأانها أبقتها أمامه لمدة ساعتين متصلين، رن هاتف “حلا” وكانت نغمة أجنبية فنظر الجميع على صوت الهاتف لتقول بلطف:-

-sorry

كز “أدهم” على أسنانه بضيق من صوت هاتفها ليقف:-

-أجفي

وقفت “حلا” بقلق بعد أن نظرت إلى أخواتها وكانت جالسة على اليمين و”هيام” بالمنتصف و”سارة” على اليسرى وأمامهم كان “تامر” على اليمين و”جاسمين” على اليسري، سألها “أدهم” بجدية صارمة:-

-أنا كنت بجول أيه؟

نظرت إليه بأرتباك وتوتر شديد من نظر الجميع عليها ثم نظرت إلى “هيام” بقلق فقالت بالأنجليزية:-

-I don’t know


 


 


كاد أن يتحدث بأنفعال لكن وقفت “سارة” بجراءة وقالت:-

-يا دكتور هى جديدة فى الجامعة وأجنبية كانت بتسأل على كلية الهندسة وحضرتك دخلت فجعدت

حاول “أدهم” أن يسيطر على غضبه بضيق خصيصًا أن “سارة” من تحدثت فأشار إلى “حلا” بأن تأتي إليه، أخذت حقيبتها وذهبت وكانت “هيام” تحدق به بضيق شديد وكأنه بكل مرة يتعمد أحرجها أمام الجامعة، ترجلت “حلا” بلا مبلاة وهى لا تهتم لكل هذا مُتجهة نحوه بينما نظره كان على “هيام” التى دمعت عينيها بحزن شديد ولا يفهم سبب بكاء وحزنها وهو لا يقترب منها هى أو أختها، وصلت “حلا” إليه ليطلب منها بطاقتها الجامعية لتعطيها إليه وأتسعت عينيه عندما رأى أسمها ليدرك سبب حزن “هيام” منه فقط لكون هذه الفتاة أختها الصغري، تحدث بلطف قائلًا:-

-أتفضلي على كليتك

أخذت بطاقتها ورحلت من المدرج ثم أرسلت رسالة إلى “هيام”، وقفت “هيام” من مكانها وقالت بضيق شديد:-

-بعد أذنك يا دكتور

نظر إليها بدهشة لتقول :-

-ممكن أخرج معلش تعبانة شوية

أشار إليها بنعم بحيرة شديد فهو ترك أختها ولم يفعل شيء، مسكت يد “سارة” بضيق شديد وجذبتها معها للخارج بعد أن أعطت الدفتر الخاص بها إلى “تامر” مما جعله يشتعل غضبًا وغيرة من تعاملها معى هذا الشاب الذي يلتصق بكل فتاة بالجامعة، خرجوا معًا لتقول “سارة” بضيق:-

-ليه يا بنتى ما كانت المحاضرة جميلة ووسيمة

لم تبالي “هيام” بحديث “سارة” وغزلها بـ “أدهم” بل نظرت مُطولًا إلى رسالة “حلا” الهاتفية وكان محتواها

-نترهن من جديد أنه بيحبك

تنهدت “هيام” بذعر ولا تصدق ما تقرأه الآن……

_________________________


 


 


 


نزلت “فريدة” من الأعلي بسعادة وهى تشعر بأنها أنتقمت منه، ما يزيد سعادتها هى معرفتها بأنه الآن يكاد يجن جنونه، كنت تسير فى البهو مُرتدية فستان وردي وتسدل شعرها الأسود على ظهرها بحرية وتدندن بدلال لكنها صُدمت عندما ظهر “مازن” من العدم ودفعها بقوة فى الحائط الخلفى لها يحاصرها ويغلق قبضتيه بقوة على ذراعيها، حدقت بعينيه بخوف شديد من قوة دفعته وما فعلته به، تتطلع بعينيها بضيق ويكاد يجن جنونه ليقول:-

-أنتِ بترفضني يا فريدة

جمعت شجاعتها وأبتلعت ريقها خوفًا منه لكنها تحلت بالصمود وصرخت به بأنفعال:-

-اه، أنتِ فاكرنى أيه جارية عندك لما تجرر أنك تتجوزها لازم اجول حاضر وتأمر ولما تجرر تخاصمنى وتهملني لحالي أجول حاضر، فاكر نفسك أيه وبتذلني معاك ليه عشان بحبك، ملعون الحب اللى يذلني، واه يا مازن هتجوز غيرك وأهملك لحالك أهنا وأنا هكون هناك فى حضن جوزى رجل غيرك

جذبها بقوة إليه وعقله لا يتسوعب ما تقوله، ألتصقت به بقوة وأرتجفت خوفًا وهو يقول:-

-أنتِ فاكرة أنك هتكوني لراجل غيرى، تبجي غبية وعبيطة، دا أنا أجتلك بيدي جبل ما تخرجى من الدار دى لدار راجل غيرى مش يأخدك فى حضنه

رفعت رأسها بغرور شديد قائلة:-

-لتكون فاكر نفسك بتحبنى يا مازن، دا مش حب اللى بتعمله ويايا دا أستعباد مش حب

صرخ بوجهها مُنفعلاً وهو يقول بضيق شديد:-


 


 


 


-بحبك أعمل أيه تاني غير أنى عايز أتجوزك عشان أثبت لك أنه حب

رفعت يدها بخباثة تلمس وجنته بدلال ثم قالت:-

-أول ما أحس أنك بتحبنى هتجوزك يا مازن، لكن أنا مش هعيش وياك كيف ما أجبرت حلا تعيش ويا عاصم مجبورة وخايفة

ترك ذراعيها بأسترخاء ثم أبعد يدها عن وجنته وأبتعد خطوة للخلف وقال بجدية ولهجة غليظة:-

-أنا عملت اللى عليا يا فريدة وطلبت يدك وانتِ رفضتي، تحسي أو متحسيش متفرجش أنا راجل وكرامتي فوج كل شيء وكيف ما جولتى ملعون الحب اللى يذل صاحبه، وطلبي أنا مش هكرره وأتجوز يا فريدة مبروك عليكي ابن الصديق

رحل من امامها لتتحول سعادتها الانتقامية إلى حزن شديد فهل تركها الآن وسمح لها بالذهاب إلى غيره لتدمع عينيها بوجع شديد يلتهم قلبها من الداخل وقد أوشكت نيران صدرها على حرق قلبها…..

____________________________

أنهت “حلا” محاضراتها وظلت جالسة بصبحة “أمير” و “رقية” أصدقائها الجدد فجاء “حمدي” إليها ليقول:-

-تليفون

نظرت إلى هاتفه الذي يُقدمه إليها وكانت تعلم أن “عاصم” على الهاتف لكنه حاول الاتصال بها كثيرًا وهى تجاهلت مكالماته، تحدثت بجدية صارمة:-

-أنا مش هتكلم فى تليفونات وأرجع استننى فى العربية ولا أقولك روح أنت انا هخرج مع زمايل

وقفت مع أصدقاءها لترحل لكن “حمدى” توقف أمامها بحزم وما زال يمسك الهاتف فى يده وهو مُدرك بأن “عاصم” سمع حديثها الآن ورفضها لإجابة عليه، تحدث “حمدي” بحزم:-


 


 


 


-أسف معنديش أذن أهملك تروحي فى مكان غير جامعتك

كزت “حلا” على أسنانها بعنف ليسمع “حمدي” صريرها الحاد لكنه لم يبالي لهذه فقالت بعناد وتحدي:-

-أوعي من طريقي حالًا

وضع الهاتف على أذنها بالأكراه لتقول بضيق شديد:-

-عايز أيه يا عاصم

تحدث بنبرة هادئة لكنها أرعبتها وأنتفض قلبها من محله خوفًا من نبرته:-

-أركبي العربية وتعاودي على البيت حالًا وإلا قسمًا بربي يا حلا لأجي أنا أجيبك ودا مهيكونش حل أمثل ليكي لأن عجابك بعدها هيكون عسير

تمتمت بضيق شديد رغم خوفها منه قائلة:-

-اللى عندك اعمله

ألقت بالهاتف فى وجه “حمدي” ورحلت مع أصدقائها لتتبعها “حمدي” وهو على أتصال مع “عاصم” ويخبره بمكانها،


 


 


كانت تضحك وسعادة مع أصدقاءها بعد أن صعدت لسيارة الأجرة معهم ولا تبالي بأى شيء أخر، ترجلوا معًا إلى مركز تجارى ليتوقف “حمدي” وأرسل مكانها إلى “عاصم” بينما كان يتحدث فى الهاتف وأبعد نظره عن الباب، خرجت “حلا” وحدها بعد أن تركت أصدقاءها كي تعود للمنزله بخوف منه، لكنها لم تعلم بأن “حمدي” جاء خلفها، أوقفت سيارة أجرة وهى تفتح الهاتف كى تتصل به وتخبره بأنها ستعود، صعدت بالسيارة وهى تصل إلى اسمه فى الهاتف، أغلقت الباب بينما تخبر السائق بالعنوان…

لم يتحرك السائق بل ظل واقفًا لتنظر “حلا” إلى وجهه وصُدمت عندما رأته هو نفس الرجل الذي ضربه “عاصم” بالطلق الناري لأجلها، أرتعبت خوفًا وألتفت تفتح الباب لكنه كان أسرع من فتحها للباب عندما غرس الحقنة المُخدرة فى قدمها بقوة لتصرخ بألم وسرعان ما فقدت توازنها وشعورها بجسدها، سقطت رأسها على الأريكة وهى تغمض عينيها تستغيث به مُتمتمة بصوت مبحوح:-

-عاصم……

أستسلمت لفقد وعيها وسقط الهاتف منها فى أرضية السيارة وكان مُضيئًا على اسم “عاصم” لكنها لم تضغط على زر الأتصال فألقي الهاتف من النافذة وأنطلق بسيارته بعد أن حصل عليها 

.

🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔵🔵 

اجنبيه بقبضة صعيدي الحلقة 9 

.

أستعدت “هيام” لمغاردة جامعتها بعد يوم طويل وبعد أن ودعت أصدقاء، سارت نحو بوابة الجامعة ليستوقفها صوت “أدهم” وهو يقول:-

-هُيام

ألتفت حيث الصوت لتُدهش عندما رأته يسير نحوها مُرتديًا بنطلون أسود وقميص أبيض اللون ويرفع شعره البني للأعلي وعينيه البنيتين تحدقان بها ولحيته الخفيفة، تنحنحت بحرج ورسالة “حلا” لا تغادر عقلها نهائيًا لتقول:-

-نعم

وقف أمامها بحرج وبعد أن جمع شجاعته فى إيقافها لا يعلم ماذا يقول الآن فقالت “هيام” بضيق شديد من صمته:-

-أفندم!! عايزة أروح

تنحنح بحرج ثم نظر إليها وهو يقول:-

-بدأتي فى البحث؟

رفعت حاجبها إليه بضيق شديد ثم قالت:-

-حضرتك عندك شك أنى هعرف أعمله


 


 


هز رأسه بالنفي وهو يقول:-

-لا طبعًا أنتِ ذكية ومجتهدة وهتجدري عليه

نظرت للجهة الأخرى بأغتياظ من فشلها فهى لم تبدأ به بعد بسبب صعوبته حقًا لتقول:-

-ذكية أنا هاين عليا أضربك بوكس وأنت واجف دلوجت

سمع تمتمتها ليبتسم بلطف عليها ثم قال وهو يمد يده إليها بورقة وقال:-

-دا رقم الواتس بتاعي وصفحتى لو أحتجتي مساعدة جوليلى أنا هساعدك بما أنك لوحدك معندكيش فريج

نظرت للورقة بأستهزاز ثم قالت بغيظ وهى تضم الكتب نحو صدرها بذراعيها:-

-والله لو أحتجت مساعدة حضرتك هتكون أخر واحد أطلبها منه، حتى لو لوحدي عندي اللى يساعدنى مش محتاجة حاجة من حد

وضع الورقة فى الكتاب الذي تحمله ببسمة خافتة وقال:-

-أوعاكي تنسي تحذيري ليكي لأنك حتى الآن خسرتي درجتين فى البحث

كزت على أسنانها بضيق شديد من خسرتها للدرجات وقالت بأنفعال شديد:-

-دا ظلم، أنت ظالم ومش من حجك أبدًا تجولي أكلم مين ومكلميش مين ولاحظ يا دكتور أنك بتتخطي حدودك كمعيد ليا

أخذ خطوة نحوها وهو يحدق بعينيها البنية الداكنة وغرة شعرها التى تظهر من حجابها ثم قال:-


 


 


-أنا ظالم، أياك يا هُيام تكرريها

لم تتمالك أعصابها ثم قالت بأختناق:-

-ظلم بظلم بجى

أنهت كلمتها وضربت قدمه بقدميها ثم رحلت من أمامه غاضبة ليبتسم على شراستها ثم ذهب نحو سيارته سعيدًا وهو يقول بلطف:-

-هتتصل !!

كان يتواعد بأنها يتتصل به وتطلب المساعدة منه على عكسها عندما صعدت لسيارة الأجرة وتقول بضيق:-

-مستحيل!!

____________________________

كان “عاصم” يقود سيارته على الطريق بسرعة جنونية حتى انه حصل على مخالفة مرورية لكنه لم يبالي لهذا الأمر بل كان غاضبًا من مخالفتها لأمرها وهى تعلم جيدًا أن هناك من يترصد لها، رن هاتفه وكان “أمير” هذا الشاب الذي وضعه فى الجامعة كطالبًا لمراقبتها ليخبره بأن “حلا” رحلت ولم تدخل السينما مع اصدقائها وهذا الجيد لكن السيء بأنها صعدت لسيارة أجرة وحدها، تحدث “عاصم” بجدية صارمة:-

-خليكي وراها وأوعي تهملها لحالها أو تغيب عن نظرك

أومأ “أمير” له بنعم وقال بطاعة:-

-متجلجش أنا بعت قادر وراها بالعربية ومهتغبيش عن نظره نهائي جنابك

اغلق معه وكان يحاول الاتصال بـ”قادر” بهدوء وكل طاقته الأنفعالية الآن فقط لكونها خالفت امره وتحدته هكذا، لكن قبل أن يتصل جاءه اتصال من رقم مجهول فأجاب عليه:-

-الو

اتاه صوت “ليام” يقول بسخرية شديد:-

-حتى لو كنت الكبير أنت ما بتقدر تقف قصادي أو تاخد حاجة هى فى الأصل ملكي

تعجب “عاصم” من نبرته وكلماته ليسأل بفضول:-

-مين معايا؟

قهقه “ليام” ضاحكًا بسخرية حادة وقال:-

-أنا اللى علم علي الكبير مرتين، مرة لما دخلت دارك ودلوقت التانية لما خدت مراتك منك

أتسعت عينيه على مصراعيها بصدمة حادة ألجمته وجعلت لا يشعر بشيء حوله حتى انه لا يشعر بسرعة سيارته التى ازداد من ضغطه أكثر على البنزين وما زال “ليام” يتحدث ببرود الذي يزيد من جنون “عاصم” قائلًا:-

-نص ساعة وأقل وتكون مراتك قصادي وبعدها ما هتلاقيها فى مصر كلها

القي “عاصم” الهاتف بقوة على المقعد المجاور وكان يشعر بإهانة كبيرة الحقت بيه للتو بسبب هذا الرجل، اتصل بـ “قادر” فأجابه بهدوء:-


 


 


-انا وراها اهو يا جناب البيه بس هى رايحة في مكان تاني غير البيت

صرخ “عاصم” بأنفعال شديد وهو يري سيارة “قادر” على الطريق المعاكس أمامه:-

-وجف العربية دلوجت حالًا

دهس “عاصم” على البنزين أكثر ولم يبالي بكون “حلا” داخل هذه السيارة وبقدر الغضب الموجود بداخلها اصطدم بالسيارة من الأمام ليهمشها تمامًا، نزع وشاحه عن عنقه بخنق شديد ثم ترجل منها بتنهيدة قوية مُعبأة بالكثير من الغضب، فتح باب السيارة الخلفي وكانت “حلا” فاقدة للوعي أمامه، تطلع بالسائق و”قادر”يضع يده على عنقه ليقول بهدوء:-

-دا مت

لم يبالي “عاصم” كثيرًا أو يندهش بل حمل زوجته وأخرجها من السيارة ليجلس بها على الأرض وتتطلع بوجهها الشاحب ثم قال:-

-حلا… فتحي عينيك

لم تستجيب له فحملها على ذراعيه بأرتياح شديد وعاد بها إلي سيارته وصعد تاركًا “قادر” مع هذه الجثة، رفع خصلات شعرها عن وجهها بسبابته ليقول:-

-جولتلك متغبيش عن نظري

أنطلق بسيارته عائدًا للمنزل وهو يفكر بـ “ليام” وأى عقاب سيلحقه به على تجاوزه للحدود معه، اخذ يدها بين راحة يده اليمني أثناء قيادته مُطمئنًا بوجودها، كانت يدها باردة كالثلج بسبب تخديرها، ينظر للطريق تارة وإليها تارة ربما تستعيد وعيها لكن هذا المخدر كان قويًا، رفع يده المُمسكة بيدها إلي صدره، أراد أن يشعر بها ليهدأ من روعته ويطرد أفكاره الخبيثة فى الأنتقام من هذا الرجل، وصل للمنزل فترجل من السيارة وفتح باب السيارة ليخرج فسمع صوتها تُتمتم بخفوت:-

-عاصم

رفع يده إلى وجنتها بلطف ويربت عليها مُحدثها:-

-أنا هنا؟


 


 


أدارت رأسها للجهة الأخري حيث صوته الدافئ رغم قوته، فتحت عينيها بتعب شديد لترى صورته مشوشة فظلت تحدق به حتى وضحت رؤيتها ورأته بوضوح أمامها لتبتسم بأشراق وكأن لم يحدث شيء لها فقالت بنبرة دافئة:-

-كنت عارفة أنك مش هتسيبني

مسح على رأسها بطمأنينة وبسمتها تسللت إلى قلبه تهدأ من روعته وغضبه ثم قال:-

-مهسيبكيش يا حلا

رفعت ذراعيها الأثنين إلي الأمام ليحملها، تنحنح بحرج ثم رفعها على ذراعيه برحب شديد فوحدها من يرحب بقربها منه بهذا القدر، ضمها إليه وهو يشعر بأنفاسها تضرب عنقه وتلف ذراعيها حول أكتافه ثم صعد بها، رأته “مُفيدة” و “تحية” وهو يدخل بها المنزل حاملًا إياها لتقول:-

-دلع بنات

صعد بها للدرج مُتجاهلًا كلمة “مُفيدة” رغم سمعه الجيد لها، تمتمت “حلا” بعبوس شديد:-

-سمعتها صح؟

أومأ إليها بنعم ثم قال بخفوت وهو يصل أمام باب الغرفة قائلًا:-

-أدلعي كيف ما تحبي يا ستي حد منعك

تبسمت بلطف إليه، أنزلها بفراشها وهو يقرص أذنها بقوة قائلًا:-

-أدلعي كيف ما تحبي لكن إياكِ يا حلا تكسري كلامي مرة تانية، ولا تغيبي عن نظرى فاهمة

تالمت من يده وهى تؤمأ إليه بنعم ثم قالت:-

-حاضر والله، أنا لفت ورجعت عشان خايفة تضربني تاني

ترك أذنها بعد أن سمع كلمتها وخوفها من عنفه الشديد لينظر إليها صامتًا ثم قال بجدية:-

-مكنتش هضربك على فكرة، أنا كنت هحرمك من الجامعة كيف ما أنا اللى وديتك ليها

أتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة ألجمتها ثم تشبثت بذراعه وهى تجلس على الفراش بخوف من فقد مستقبلها التعليمي وقالت بترجي:-


 


 


-لا والله ما هكررها يا عاصم، إذا كررتها أحبسنى هنا بس سماح المرة دى

أومأ إليها بنعم ثم قال بلطف:-

-ماشي، أرتاحي دلوجت

وقف من مكانه وسار للخارج لتستوقفه “حلا” بنبرة خافتة:-

-أنا كنت خايفة متلاقنيش

ألتف “عاصم” إليها وهو يهندم عباءته ثم رفع نبوته بيده وأشار به نحوها ثم قال بجدية:-

-طول ما أنتِ تحت نظري متخافيش من حاجة واصل يا حلا، أنا مههملكش لغيري مهما حصل

تبسمت إليه ليغادر وقلبها ينبض بجنون كأى طفلة صغيرة لم تصل لسن الراشد كاملًا ولم تنضج، ما زال بداخلها جزءًا كفتاة مراهقة يغلبها الهوي بسرعة البرق، حنيته تأسرها ووسامته تجذبها إليها بل هذا الرجل بوحشتيه وحنيته تمامًا كالشيء ونقيضه يجعلها تصبو إليه ركضًا، وضعت يدها على قلبها النابض بجنون إليه وقالت:-

-أهدأ أنا رهنت أنه يحبنى بس شكلي أنا اللى هحبه

فتح باب الغرفة ودلفت “فريدة” مع الفتيات بسرعة ليطمنوا عليها بعد أن رأوا “عاصم” يحملها فى طريقه للغرفة فجلست بحماس تقصي لهن ما حدث وكما “عاصم” مُختلفًا تمامًا معها عما يعرفوه….

_________________________________

بالأسفل، فتح “عاصم” خزانته وأمر “حمدي” بجمع رجاله ليداهم منزل “ليام” ليجعله يرى من هو “عاصم الشرقاوي” وكيف يرد الجميل الذي فعله مع زوجته، رأى “مازن” الرجال يجتمعون فى البهو بالأسلحة ليفزع ودلف للداخل وصُدم عندما أخبره “عاصم” بما حدث وخرج من غرفة المكتب حاملًا بيده سلاحه الألي، هرع “عاصم” خلفه وهو يقول:-

-وقف يا عاصم، أنت ناوي علي أيه

صاح “عاصم” بغضب سافر قائلًا:-

-هتشوف مش أنت بس لا دا البلد كلتها هتعرف زين مين هو عاصم من جديد وكيف بيرد الدين

أسرع “مازن” خلفه ليمسكه من ذراعه بقوة ويقول:-

-أهدي طيب وخلينا نفكر مش معجول دايمًا عصبيتك سابجاك

نزلت “سارة” من الأعلي لتحضر العصير لهم ولكن ذعرت عندما رأت “عاصم” يحمل سلاحه فتوقفت على الردج تراقب ما يحدث، صاح “عاصم” بغضب سافر ونبرة مُرعبة:-

-أنا راجل متخلف ودايمًا دراعي سابج عجلي، بعد بعجلك أنت بجى عن طريجي، ومتدخلش حالك فى النار دى ولا فى الدم اللى هيحصل، أنتِ مش جوزتني حلا عشان جبان كيفك مهيجدرش يحميها، هملنى أحميها بطريجتي لأنها مرتي

ركضت “سارة” مسرعة على الدرج للأعلي بذعر بعد ان سمعت حديثهما حتى وصلت إلى غرفة “حلا”، دلفت وهى تصرخ بهلع شديد:-

-عاصم جن على الأخر دا وأخد الرشاش بتاعه ومُصر يولع فى البلد كلتها عشانك يا حلا

نظرت “حلا” بخوف شديد إلى أخواتها ولم تفهم بداخله طيب أم وحش بحق…

بالأسفل كان” مازن”يحاول تهدأته أو السيطرة عليه فمسكه من ذراعه بقوة وهو يقف أمامه:-

-ما تهدأ يا عم بجى وخلينا نفكر زين وأسمع مرة واحدة من جبان زي

لم يسمع “عاصم” إليه وبداخله نار يجب أن يخمدها ولن تخمده إلا بقتله لهذا الرجل أمام الجميع، أخبرته بأنها خائفة ولن يتركها تخف وتعيش بخوفها الكبير بسبب هذا الرجل ووجوده هنا، لم يفهم “مازن” أن سبب غضبه ومن أشعل نيرانه هى “حلا” بكلمتها الأخيرة حين أخبرته بخوفها، كلما تخيل كم كانت خائفة وهذا الرجل يأخذها ويخدرها يزداد غضبه، تحدث “عاصم” بأنفعال شديد قائلًا:-


 


 


-بعد عن طريجى يا مازن

تشبث “مازن” به بقوة أكبر وهو يقول:-

-هتستفاد أيه لما تلم رجالك دول وتروح عنده

قال وهو يدفع “مازن” بقوة ليسقط أرضًا:-

-بعد عني، هولع فيه هو ورجالته حتى لو حكم الأمر بأن أحرج الصعيد كلته هعملها

أتسعت عيني “مازن” من الصدمة ولأول مرة يرى “عاصم” بهذا الغضب والانفعال، وتساءل ماذا حدث به ليصبح كالثور الهائج هكذا ويُصر على قتل هذا الرجل الليلة حتى دون أن يفكر، عندما يعاقب أحد كان كالجبل الجليدى لا يشعر بأى شيء أم الآن فهو يثور بجنون، تساءل عقله ماذا فعلت “حلا” له حتى يصبح هكذا لأجلها، سار “عاصم” نحو الباب حاملًا بيده سلاحه الألي وقبل أن يخطو خارجًا أستوقفه صوت “حلا” تناديه بنبرة دافئة:-

-عاصم

توقفت قدميه عند الحركة عندما سمع صوتها، ألتف إليها بضيق ليراها تقف على الدرج وتتكيء بذراعيها على الداربزين، تحدث بنبرة خافتة:-

-أطلعي على فوج

أكملت نزولها وهو يراقبها بنظره حتى وصلت أمامه تحدق بعينيه، نظر إلى عينيها الخضراء وبرائتها حينما قالت:-

-أنت رايح فين؟

لم يستطيع أخبارها بأنه ذاهب لقتل ذلك الرجل فتنتفض ذعرًا منه، فأختار ألتزام الصمت وعيني “مازن” تراقبه جيدًا فلم يصمت “عاصم” نهائيًا أو يهدأ بينما كان هو يُحدثه والآن كأنه أصبح شخص أخر، لم يجيب عليها فتشبث به بتعب شديد وهى تقول:-

-أنت جولت مش هتسيبني صح

أومأ إليها بنعم ثم ربت على كتفها بلطف وقال:-

-أطلعي لفوجي وأنا مهتأخرش

نظرت إلى يده ليخفي السلاح خلف ظهره وكأن يخشي أن تراه هكذا وتخف منه، إذا أرتعبت منه كيف سيضمها ليلًا بين ذراعيه فهى لم تعد تنم بأرتياح سوى بين ذراعيه، تمتمت بنبرة هادئة:-

-متروحش


 


نظر إليها لتدمع عينيها خوفًا مما سيفعله وخصيصًا بعد ان رأت رجاله من الشرفة أمام المنزل، تحدث بخوف مُعارضة قساوته:-

-متخرجش يا عاصم، خليك هنا معايا

ظل “مازن” يحدق بيهما بضيق شديد فلن يتراجع “عاصم” عن قراره، وقف ينفض ملابسه بضيق بعد أن أسقطه “عاصم” أرضًا لكنه صُدم عندما دلف “حمدي” يقول:-

-الرجالة جاهز يا جناب البيه

أجابه “عاصم” وهو يرفع يده يجفف دموعها بلطف قائلًا:-

-مشيهم يا حمدي

أتسعت عينى “مازن” على مصراعيها بصدمة ألجمته ولا يُصدق “عاصم” وهو تراجع عن قراره وأعطي السلاح لـ “حمدي” من خلف ظهره حتى لا تراه “حلا” كأنه يحمي عينيه من رؤية العنف، أدرك “مازن” حينها بأن “حلا” على وشك أن تغير ما لا يستطيع أحد تغيره، بل تسللت داخله دون أن يُدرك ذلك، هذه الفتاة البريئة التى جاءت لبيتهم منبوذة من الجميع ولم يرغب أحد بسكنها معهم أصبحت تسكن داخله بعد أن رحب هو بها على عكس جميع سُكان المنزل…..

___________________________________

نظر “ليام” إلى جثة مساعده وهو يتواعد بالأنتقام من “عاصم” وحلا” فعاد للمنزل بعد دفنه للجثة فرأى مساعدته تركض نحوه بالهاتف وتقول:-

-تليفونها أتفتح

نظر “ليا” إلى الهاتف بحماس شديد ليرى رسالته وصلت إلى والدة حلا ورغم تهديده لها بالقتل إلا أنها لم تهتم كثيرًا لكن كون الرسالة وصلت إلى الهاتف هذا يعنى بأن هذه المرأة الخبيثة علمت بأنه هنا فى الصعيد ويهدد حياة ابنتها، تبسم بخفوت ثم قال:-

-أبعتي ليها صورة حلا اللى بعتها المرحوم قبل ما يموت، هى مستحيل تعرف أن عاصم انقذها منناولما تتواصل معاكي عرفيني

أومأت الفتاة له بنعم بحماس شديد وأرسلت الرسالة لها…


 


 


__________________________

أرسلت “حلا” رسالة إلى والدتها من هاتفها الجديد الذي أشتراه “عاصم” لها بعد الحادثة لكن هذه المرة كانت غير المرات السابقة فوصلت الرسالة لها لتنظر “حلا” إلى الهاتف بحماس شديد وأتصلت بوالدتها لكن لا جدوي من المحاولة فلن تتلقي جوابًا نهائيًا منها كأنها أنتظرت هذه اللحظة التى تتخلص منها نهائيًا وتقطع صلتها بها..

قليلًا ووصلت رسالة على الهاتف لتفتحها “حلا” وكانت من والدتها تحتوى على مباركتها للزواج من “عاصم” أتسعت عيني “حلا” على مصراعيها بصدمة ألجمتها ثم أرسلت لها قائلة:-

-كيف تخليتي عنى يا أمي؟

أتسعت عيني “حلا” على مصراعيها وهى تقرأ الرسالة التى وصلت من والدتها الآن فسقطت أرضًا بمنتصف الغرفة من الصدمة وجهشت باكية وهى تلقي الهاتف من يدها وعينيها لا تفارق رد والدتها فى شاشة هاتفها الذي يحتوي

-If you want to come back to me, get a lot of money from Asim and run away from him

(إذا كنت تريد العودة إلي، أحصلي على الكثير من المال من عاصم وأهربي منه)

لم تتعلم والدتها من السابق فما زالت تريد أن تجمع المال عن طريقها، لا تهتم بحياة ابنتها سوى كانت حياة او ميتة بل كل ما تهتم لأمره هو المال، ظلت تبكي بأنهيار شديد، طلبت زجاجتين من الخمر وعندما وصلوا أخبأت فى المطبخ وحدها وظلت تشرب الكثير ربما تنسي قساوة والدتها معها وهجرها لها، أرسلت رسالة لها وهى ثملة تقول:-

-أنا لا أريدك يا أمى، فقط أكرهك لا أريد العودة إليكي سأظل هنا مع عاصم وسأخبر الجميع بأنى لا أملك أم تتاجر بي لمين يدفع أكثر

عقلها لا يستوعب قساوة أمها، إذا جاء رجل يدفع لها أكثر ستقدمها له كأنها دمية حصلت عليه من أحد المراكز التجارية، كانت تتألم من الداخل وقلبه مفطورًا بسبب هذه المرأة التى جعلها القدر أمًا لها ….

ولج “عاصم” للغرفة مساءًا مُنهكًا من العمل وكانت غرفته فارغة لم يجد لها أثرًا بها، بدل ملابسه سريعًا وأرتدي بنطلون رمادي وتي شيرت أسود اللون وخرج من المرحاض، ألتقط هاتفه وهو يرى الساعة واحدة بعد منتصف الليل، تنهد بضيق من هذه الفتاة وأين ذهبت بهذا الوقت المُتأخر وخرج يبحث عنها فى المنزل ولم يجد لها أثر فعاد للصعود على الدرج لكنه توقف عندما سمع همس فى المطبخ، ترجل مُجددًا ودلف للمطبخ فأندهش عندما رأها على الأرض بالمطبخ وبجوارها زجاجة من الخمر وكأس فى يدها و”هيام” تحاول إيقاظها لتعود إلي وعيها قائلة:-

-فوجي يا حلا، يخربيتك عاصم لو عرف……

توقفت عن الحديث عندما سمعت صوته وهو يتنحنح بخفوت وعندما ألتفت ورأته هرعت مُسرعة للأعلي تاركة “حلا” خلفها، سار “عاصم” نحوها بخطوات ثابتة ولا يصدق ما يراه وأن زوجته ثملة وفى حالة سُكر، جثو على ركبتيه ومسك الزجاجة ليجدها فارغة فقال بأختناق:-

-أيه اللى عملتي دا؟

رغم سُكرها إلا أنها تميز صوته جيدًا، فتحت عينيها بتعب شديد ورمقته بعيني شبه مغلقتين لتقول:-

-أجي زوجي…

تتطلع بها بعد أن شربت هذا الكم من الخمر وجالسة على أرضية المطبخ الباردة بملابسها هذه مُرتدية شورت جينز قصير يظهر أقدامها النحيفة عارية وتي شيرت بنصف كم والكتف الأيسر عاري وقصير يظهر نحافة خصرها، أخذ الكأس من يدها لتتذمر عليه وهى تقول:-


 


 


-أتركه

جذبه بالقوة من يدها وهو يقول:-

-أسكتي يا حلا وجومي

أغمضت عينيها بتعب وتتكأ بظهرها على الحائط، تنهد “عاصم” بخفوت على هذه المتمردة العنيدة ثم ألقي الكأس بعيدًا وحملها على ذراعيه لتفتح عينيها بتعب شديد ورأسها تستكين فوق صدره، صعد بها الدرج صامتًا دون أن ينظر إليها لكنه شعر بيدها تلمس وجنته وتداعب لحيته بدلال فنظر إليها صامتًا لتقول:-

-وحشي القاسي، على طول بتعصب عليا

نظر إليها ويدها تحتضن وجنته بلطف ثم قال:-

-ولسه هتعصب لما تفوجي من الجرف اللى أنتِ فيه

تبسمت إليه بعفوية وهى لا تشعر بشيء وما سيفعله عندما تعود لرشدها، وصلت إلى أمام الغرفة بينما هو يفتح الباب شعر بيدها تستكين على صدره وقالت بهمس:-

-ليه ما عندك قلب، بس لو تحبنى يا عاصم

أندهش من كلماتها ودلف إلى الغرفة وهو يحدق بها ثم سمعها تُتمتم بخفوت شديد:-

-قالولي يا بختك عندك راجل يحميكي ويخاف عليكي

أنزلها بالفراش بلطف شديد لتظل يديها مُتشابكة حول عنقه بقوة حتى لا يرحل بعيد عنها فتقابلت أعينهم فى صمت لكنها تابعت حديثها قائلة:-

-حبنى يا عاصم

لم يفهم كلماتها وهى تتحدث عن الحُب والهوي، حاول أفلات يدها بضيق من كلماتها، لا يعرف معنى الحب أو كيف يسلك طريقه وهى تطلب منه هذا الشيء الذي سيجعله أحمقًا وغبيًا، لم تفلت يديها بل جذبته نحوها أكثر لتسرق منه قبلة ناعمة، صُدم من فعلتها ورائحة الخمر تفوح منها، أبعدها غاضبًا عنه ثم أخذها من يدها بقوة وهو يقول:-

-أنا هفوجك يا حلا

أخذها للمرحاض وهى تهتز بقوة ليرفعها من خصرها ويضعها فى حوض الأستحمام الملأ بالمياه الباردة وفتح صنوبر الماء فوق رأسها، تذمرت من برودة المياه وهى تقول:-

-عاصم

انحني قليلًا لمستواها وهو يقول بتحذير:-

-فوجي يا حلا جبل ما صبري ينفد عليكي


 


 


تطلعت بعينيه الرمادتين بهيام وكأنها لا تبالي بما يفعل وغضبه لتمسك تي شيرته من الصدر وتجذبه نحوها بسعادة وتقبله به، أتسعت عينيه على مصراعيها وهو يتذوق هاتان الكرزتين رغمًا عنه، ظل مُتجمدًا وهو يشعر بيديها تتسلل إلى عنقه بدلال، أيقن بهذه اللحظة أن هذه الفتاة ستدمر حياته الهادئة ولم تكتفي بأفتعال المشاكل بل تنوي على أكثر من ذلك معه….

وضعها بالفراش برفق شديد بعد أن ساعدها فى تبديل ملابسها المبللة ووضع الغطاء على الفراش ثم جلس على حافة الفراش وهو يحمل هاتفها فى يده ويرى رسائل والدتها ليدرك سبب حزنها ولؤجها للخمر، والدتها التى خذلتها مجددًا تمامًا ككل مرة لم تتغير نهائيًا، نظر إلى ردها وهى تقطع علاقتها بوالدتها بعد أن طلبت منها أخذ المال منه لكنها فضلت البقاء معه على سرقته والذهاب إلى والدتها لينظر إلى وجهها وهى نائمة وأقترب ينام جوارها وهذا المرة هو من ضمها إليه يطوقها بذراعيها الأثنين بأحكام حتى لا تهرب منه رغم علمه بأنها لن تهرب بعيدًا عنه وأخذ يدها اليسري التى تحمل بها خاتم زواجهم وتشابكت أصبعه اليسري معها ليظل ينظر إلى خواتم زواجهما ويديهما مُتشابكة بإعجاب ودفء ثم همس بأذنيها وهو مُدركًا بأنها لن تسمع كلماته:-


 


 


-والله لأخبكي جوايا يا حلوتي الصغيرة

أغمض عينيه بأرتياح شديد وهو يستشنق عبيرها ورائحتها التى تشبه الياسمين، وجنته تداعب وجنتها بلطف شديد حتى غاص فى نوم هنيًا وهى بين ذراعيه…..

_____________________________

نزلت “فريدة” صباحًا للأسفل لتُصدم عندما سمعت “مُفيدة” تقول بحماس شديد:-

-همي أمال يا هُيام هنتأخر على عروسة أخوكي

توقفت قدميها عن الحركة لتراها “مُفيدة” فتبسمت بسخرية شديدة وهى تقول:-

-ما تهمي أمال يا هيام دا انا ما صدقت أن أخوكي وافج على العروسة اللى أنا أخترتها له

لم تستوعب كلماتها وهل حقًا ذهب “مازن” لأخرى وقد تخلي عنها نهائيًا 

.

رواية اجنبيه بقبضة صعيدي كامله بقلم نور زيزو // من هنا 

روايه اجنبية بقبضة صعيدي الفصل العاشر والحادي عشر والثاني عشر // من هنا 

يتبع 

.

تعليقات