أخر الاخبار

رواية اجنبيه بقبضة صعيدي الفصل الرابع والخامس والسادس بقلم نور زيزو

 رواية اجنبيه بقبضة صعيدي الفصل الرابع والخامس والسادس بقلم نور زيزو

رواية اجنبيه بقبضة صعيدي الفصل الرابع والخامس والسادس بقلم نور زيزو


 الحلقة 4 

الحلقة 5 

الحلقة 6 

.

.

رواية / اجنبية بقبضة صعيدي 

بقلم/ نور زيزو 


🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔵🔵 

رواية اجنبية بقبضة صعيدي الحلقة 4 

.

رواية أجنبية بقبضة صعيدي الحلقة الرابعة

كانت تستشيط غيظًا من قرار أخاها، جالسة بغرفتها كالسجينة مُنقطعة عن الطعام تمامًا، ولجت “فريدة” إليها وهى تقول:-

-مهتتغديش يا حلا


أجابتها “حلا” بتذمر شديد ثم قالت:-

-قولت لا ،أتركني لوحدي


تبسمت “فريدة” بلطف وهى تسير نحوها ثم جلست على حافة الفراش وبسمتها لم تفارق وجهها بسبب هذه الفتاة المتذمرة وغاضبة كأن بأنقطاعها عن الطعام سيحل الأمر أو سيتراجع “مازن” عن قراره فهى ما زالت تجهل اخاها تمامًا، تحدثت بلطف قائلة:-

-طب جومي إحنا هنخرج نتغدا برا وبالمرة تتعرفي على أخواتك اللى لسه متعرفتيش عليهم


تذمرت “حلا” بضيق شديد قائلة:-

-هم من الأساس ما حابين يتعرفوا عليا


تبسمت “فريدة” بحماس مبهج وقالت:-

-بالعكس، هيام وسارة لطفاء جدًا ولما تتعرفي عليهم هتحبيهم، يلا غير هدومك على ما نجهز إحنا كمان


 


 


 


تمتمت بنبرة خافتة وهى تقوس شفتيها بحزن وتضم ركبتيها إلى صدرها بحزن قائلة:-

-مازن مانعنى من الخروج


تبسمت “فريدة” بلطف وهى تقف من أمامها وقالت:-

-ألبسي بس وسيبى خروجك علينا


أومأت إليها بنعم، خرجت “فريدة” تستعد للخروج مع الفتيات وهى تجهل تمامًا ما ينتظر “حلا” خارج أسوار منزله، صعدوا للسيارة بصمت وجميعهم يشعرون بالحرج من وجود “حلا” معهم وكانت ترتدي بنطلون جينز وقميص مخطط مفتوح أسفله تي شيرت أبيض، نظرت إلى “سارة” و”هيام” بحرج من وجودها معهم فقالت “هيام” :-

-أنا معارضة جواز بابا من أمك، بس الصراحة شكلك لذيذة ومجنونة


نظرت “حلا” إليها بدهشة من كلمتها الأخير ثم قالت:-

-مجنونة!!


تبسمت “هيام” وهى تجلس فى الأمام بصحبة “فريدة” التى تقود السيارة ثم قالت:-

-اه مجنونة، تعرفي أنك الوحيدة اللى بتتجرأ تعلي صوتها على عاصم ولد عمي والصراحة بجي هو كمان أول مرة يهمل حد أكدة علي صوته عليه من غير ما يعلمه درسه محترم


 


 


لم تبالي “حلا” لقسوته التى يتحدث عنها هؤلاء لتقول “سارة” بحماس شديد وهى تنظر إلى “حلا” وتجلس جوارها بالخلف:-

-أنا فرحانة أن عندي أخت أصغر مني بس كنت خايفة أتكلم وياكي جدام أمى كانت تجتلني فيها ودلوجت لما نروح وهى تعاود من برا وتعرف أنك طلعتي ويانا أحتمال تولع فينا


ضحكوا الفتيات على كلماتها ثم قالت “فريدة” بحماس:-

-خلونا نتبسط دلوجت ولما نروح يبجى يحصل اللى يحصل


وصلوا إلى محل دجاج مقرمشات كبير ودلفوا الأربعة معًا ثم ذهبت “فريدة” لطلب طعامهم وكانت “حلا” تنظر حولها بسعادة تغمرها وتتفحص المكان وكان جميلًا لتبتسم بلطف وهى تتذكر لحظاتها مع صديقاتها بكاليفورنيا وكما كانت سعيدة حينها رغم تعاستها بالمنزل لكنها أستطاعت صنع سعادتها خارجه مع أصدقائها، سألت “سارة” بلطف:-

-بتضحكي على أيه؟


هزت رأسها بلا شيء، تحدثت “هيام” بنبرة لطيفة قائلة:-

-ما تجلجيش من حاجة إحنا هنا وياكي

أومأت “سارة” إليها بنعم مدعمة حديث أختها ولفت ذراعيها حول كتف “حلا” لتبتسم قليلًا بخفوت وهى تشعر بدفء العائلة لأول مرة مُنذ سنوات طويلة، جاءت “فريدة” وتحدثوا كثيرًا وهم يلتقطوا الصور على هاتف “فريدة”، تحدثت “هيام” بهدوء وهى تتناول الطعام:-

-يعنى أنتِ جرروا يجوزوكي لعاصم غصب عنك، ومازن اللى ماشي يأخد جرارات فى حياتنا دا معذب البنية معه


نظرت “حلا” إلى “فريدة” لتتابع “هيام” قائلة:-

-ميغركيش أنهم متخاصمين دلوجت، دا الأتنين دول بينهم جصة حب ولا قيس وليلي

تلاشت بسمة “فريدة” بعد أن أيقظه جرحها الذي لم يتوقف عن النزيف بداخلها، تجمعت الدموع فى عينيها وأنزلت سندوتشها على الطاولة لتدرك “حلا” كم هذه الفتاة لطيفة ورقيقة القلب، تبكي بسبب أخاها القاسي فتمتمت “حلا” بعناد شديد:-

-بيكفي بكاء، تعرفي أنك إذا بكيتي كتير هيمل منك، خلي… كيف بتقولها …. أيه خليكي برأسه يعنى مش عارفة أوصفهالك، إذا عصب عليكي عصبى أنتِ كمان وعلى صوتك، أنتِ مثله تمامًا


أنقرت “هيام” بأصبعها وهى تقول بحماس شديد:-

-اه خليكي زى ما عقلة الأصبع دى بتقول، شوفي رغم أنها متبانش من الأرض لكن شريرة فى نفسها


تطلعت “حلا” بأختها “هيام” وكانت تتحدث بعفوية ورغم فوضويتها والطعام الذي يلوث فمها كانت تبدو من الخارج قوية بعينيها البنيتين وتلف حجابها الأزرق مع فستانها الأبيض المليئة بالفراشات الزرقاء،بشرتها متوسطة البياض وطويلة القامة، أجابتها “حلا” بغيظ شديد:-

-انا شريرة.. لا أنا ما بقبل حد يتحكم فيا


 


 


ضحكت “سارة” بسخرية شديدة وقالت:-

-واضح أن بيتنا هيكون عن حلبة مصارعة الأيام الجاية


نظرت “حلا” إليها ولم تفهم كلماتها لتتابع “سارة” قائلة:-

-جصدي بينك وبين زوجك المستجبلي، عاصم ما بيجبل حد يناجشه بس تجولي حاضر ونعم


-مستحيل

قالتها “حلا” بغضب شديد ليضحكوا عليها بعفوية…


_________________________


خرج “عاصم” من مكتبه فى الشركة على صوت ضجة بالخارج وكان خلفه “مازن” ليُصدم الأثنين عندما رأوا “حلا” تقف أمامهم تتشاجر مع الموظف مُرتدية بنطلون جينز مُقطع جدًا من الأمام كأنها ترتدي شورت وليس بنطلون وعليه جاكيت أخضر مغلق يصل لخصرها، أسرع “مازن” إليها وأخذها من يدها إلى الداخل وكان “عاصم” يحدق بالموظفين الذين يرمقوا بنظراتهم وقد بدأ يتسامرون عنها فسمع أحدهم يقول بصوت خافت:-

-دى الخواجية اللى فى دار الشرقاوي


ألتف ليدخل إلى مكتبه غاضبًا فسمع “مازن” يصرخ بها بأنفعال شديد قائلًا:-

هو أنا جولت أيه لما حطتي رجلك فى البلد دى ها؟


تأففت بضيق أمامه وقالت بعناد:-

-والله أنا كدة وما مسموح لك أبدًا تغير فيا حاجة


أخذ “مازن” خطوة نحوها بغضب شديد وهو يتأفف فى وجهها لتشعر بقشعريرة تسير فى جسدها من غضبه خائفة، وقال بنبرة مُخيفة:-

-متختبريش صبري عليكي أكتر من كدة يا حلا


 


 


أخذت خطوتها الأخير التى تفصل بينهم بعناد وتحدي ولم يرجف لها عين منه ثم قالت بنبرة هادئة باردة:-

-ما بخاف منك يا مازن ورينى أخرك


كز على أسنانه بأنفعال شديد ولم يتمالك أعصابه أمام عنادها الشديد فرفع يده أمام وجهها ليصفعها بقوة لتغمض عينيها بخوف منه وقبل أن يفعل أستوقفه صوت “عاصم” يقول:-

-مازن


ألتف “مازن” إليه وهو يخفض يده بأشمئزاز ويقول:-

-أنا هتجلط منها


ترك المكتب ثم خرج غاضبًا لينظر “عاصم” إليها بنظرات حادة كالصقر الذي يخطط لقتل فريسته فى الحال، تطلعت “حلا” به وقالت:-

-أنا جاية أجولك كلمتين


سار نحوها بهدوء وهو يهندم ملابسه فى صمت مُنتظر أن يسمع كلماتها حتى وقف أمامها وقال:-

-سمعينى


تحدث بعنف شديد وهى تقول:-

-أنا ما موافقة على جوازي منك، أصلا أنت قولت أنى طفلة كيف هتتجوز طفلة مثله بعمر بنتك


ضحك “عاصم” بسخرية وهو ينحني قليلًا حتى يكون بمستواها فأبتلعت ريقها الجاف فى حلقها بأرتباك شديد من نظراته وكانت تشعر بأن صمته يقتلها قبل أن يتحدث فماذا إذا تحدث؟ حدق بعينيها ثم قال ببرود شديد:-

-أعتجد أن محدش طلب رأيك، خابرة ليه، لأنه مش مهم لا ليا ولا لأخوك


كزت على أسنانه غيظًا من بروده وكلماته الغليظة ثم قالت بضيق شديد:-

-هتتجوزنى غصب عني


 


 


أومأ إليها بنعم مُبتسمًا بحماس وهو يقول:-

-اه عشان أربيكي وأديكي لسه جايلة طفلة، كيف بنتى والآب بيربي، خابرة ليه لأنك لما تبجى مرتي مهتجدريش تطلعي من اوضتك بالجرف اللى لبساه دا، لأن فى اللحظة اللى هيلمح راجل غيرى طرف رجلك هيكون أخر يوم بعمرك


دفعته من صدره بعنف تخفي خلفه خوفه من كلماته والذعر الذي أصابها من نبرته وأنفاسه المُخيفة، صرخت غاضبة منه:-

-دا سجن مش جواز، أكدة دا سبب أنك ما لاقيت واحدة ترضي تتجوزك، لأن أنت فى صدرك حجر مستحيل يكون قلب


أعتدل فى وقفته بشموخ بعد أن ألمته كلماتها لكنه جيدًا فى إخفاء ألمه وأوجاعه وقال بنبرة باردة:-

-أنا كنت ناوي أرفض عرض أخوكي ومتجوزكيش لأن ميشرفنيش أتجوز واحدة كيفك ولا حتى تستاهلي أنك تشيلي أسمي بس عشان جلة ربايتك دى هتجوزك يا حلا وبعدها هتشوف كيف بيكون سجن عاصم الشرقاوي


كادت أن تتحدث ليمسك ذراعها بقوة وجذبها إليه لتلتصق بصدره وهى تشهق بقوة خوفًا من قوتها فى جذبها بذراع واحد دون أن يتحرك له ساكنًا ورمق عينيها بنظرة حادة أرعبتها وقال:-

-أسمعي يا أرجوز أنتِ، أنا معايزش أشوف خلجتك دى غير بعد أربع أيام جصاد المأذون، وإياك رجلك تفكر تدخل الشركة دى مرة تانية لا دلوجت ولا بعدين.. دا لو معوزنيش أجطعها وأربطك فى البيت كيف الكلب الجربان … غورى


قال كلمته الأخير وهو يدفعها نحو الباب لتزدرد لعابها بخوف وبداخلها شعور واحد وهو ينذر بقدوم الجحيم إليها على يده، لم تتحمل قسوته وانتصاره عليه لتتحدث بضيق شديد قائلة:-

-تعالي وصلني


ألتف إليها قبل أن يجلس على مكتبه وقال بجحود:-

-كيف ما جيتى عاودى


أجابته بأختناق شديد قائلة:-

-فريدة وصلتني


جلس على مقعده ببرود شديد ثم قال:-

-أتصرفي أنا مش سواج جنابك الخصوصي


تأففت بضيق شديد ثم خرجت وهى تُتمتم قائلة:-

-ماشي يا عاصم، خلينا نشوف مين هنتصر فى الأخر


 


 


 


أنطلقت من الشركة مُنفعلة، بينما جلس “عاصم” على مقعده مُبتسمًا بخفوت على عنادها فرغم تحديها إليه وجراءتها إلا أنها لم تتردد فى حاجتها إليه، جراءتها وغضبها لم يقلوا من برائتها بل زادوها براءة وطفولية……


___________________________


كانت “هيام” بالغرفة الرياضية فى المنزل تمارس الرياضة على الأجهزة الكهربائية فدلفت “مُفيدة” إليها وقالت:-

-ممكن أعرف الهانم مبتروحش الجامعة ليه وأنتِ فى سنتك الأخيرة


نزلت “هيام” عن الجهاز بضيق وهى تتذكر ما حدث مع “أدهم” وطرده لها أمام الدفعة كاملة ومن يومها وهى تشعر بحرج شديد فى الذهاب إلى الجامعة ورؤية أصدقائها ثم قالت بنبرة باردة:-

-ماليش مزاج


أجابتها “مُفيدة” بغيظ شديد قائلة:-

-أمال ليكي مزاج ليه، للخروج مع بنت أبوكي


أبتلعت “هيام” لعابها بقلق من أمها ثم قالت:-

-دا كان يوم وعدي يا أمي


تمتمت “مُفيدة” بضيق شديد هاتفة:-

-أهى الهانم رجلها خدت على الخروج وخرجت كمان النهاردة ما هى ملاجيش حد يلمها وعايشة فى وكالة من غير بواب لا حد بيجول رايحة فين ولا جاية منين


نظرت “هيام” إلى ساعة يدها وهى ترتدي ملابس رياضية وقالت بأندهاش:-

-هى لسه مرجعتش


أومأت “مُفيدة” إليها وهى تغادر الغرفة فأتسعت أعين “هيام” بقلق وذهبت إلى حيث الهاتف وأوقفت الموسيقى وهى تتصل بأختها ولكنها لم تجد جوابًا….


______________________________


 


 


 


كانت تستشيط غضبًا من حديثه وعقلها لا يتوقف عن أفكار الأنتقام منه لتبتسم بخباثة عندما نظرت للصيدلية ودلفت إلى الداخل وطلبت منوم قوي، ضحكت بخباثة بعد أن خرجت من الصيدلية وأغلقت الهاتف تمامًا وتشبثت ببطاقة العمل الخاصة بـ “عاصم” التى حصلت عليها من المكتب قبل أن تغادر وتناولت المنوم، تبسمت بخبث شديد…..


_____________________________


كان “عاصم” يقود سيارته فى طريق عودته إلى المنزل من العمل مع أذان المغرب ليرن هاتفه برقم مجهول، أجاب بهدوء أثناء قيادته:-

-ألو


أتاه صوت نسائي يقول:-

-أستاذ عاصم الشرقاوي


أجابها بلا مبالاة قائلًا:-

-أيوة


أخبرته بأنها ممرضة من المستشفى وأن هناك فتاة أحضروها أهل البلد من السوق فاقدة للوعي وتحمل بطاقته معها، أنطلق إلى المستشفي بفضول شديد وعندما رأها على فراش المرض بقسم الطواريء أتسعت عينيه على مصراعيها وهو يتساءل ماذا حدث إليها وحتى تأتي إلى هنا، أرتعب خوفًا من أن يكون أعترض طريقها هؤلاء الرجال المترصدين إليها وقبل ان يقترب منها جاء إليه الطبيب وهو يقول:-

-متجلجش هى بخير


نظر “عاصم” إليها وهى تفتح عينيها ببطيء رغم مزاحها معه وشعور الفرحة العامرة الذي يغمرها من الداخل بسبب أنتصارها عليه إلا أنها ترتعب خوفًا من رد فعله، سأل “عاصم” بقلق:-

-يعنى هى كويسة؟


نظر الطبيب إليها ببسمة خبيثة ثم قال:-

-واضح بس أن حضرتك مزعلها فحبت تنتجم منك


أغلق “عاصم” قبضته بقوة أكثر على نبوته قبل أن يفقد أعصابه عليها وكرر سؤاله على الطبيب:-

-زينة يعنى؟


ضحك الطبيب بعفوية وهو يقول:-

-دا أحسن من رئيس الجسم عندينا يا فندم


 


 


 


هز رأسه بنعم ليغادر الطبيب بعد أن أشعل نيران الغضب بداخله ليقول “عاصم” بلهجة أمر:-

-جومي


تلعثمت فى الحديث وهى تنزل من الفراش قائلة:-

-هم اللى جابوني هنا، أنا كنت تعبانة شوية عادي من الصداع


مسك ذراعها بقوة وهو يسحبها معه للخارج فتبسمت على أنتصاره وقد نجحت فى أغضبه ليفتح لها باب السيارة وأدخلها بالقوة وأغلق الباب لتبتسم بحماس شديد وهى تُتمتم مع عينيها التى تراقبه وهو يلتف حول السيارة:-

-قولتلك وصلنى بالأدب، تستاهل


ضحكت بعفوية وهو يفتح باب السيارة ليصعد بجوارها وأنطلق صامتًا وضحكاتها تثير من غضبه أكثر فبدأت تندندن أكثر ليصرخ غاضبًا بانفعال منها:-

-معايزش أسمع حسك


أشارت بيدها على فمها بأنها ستغلقه فقط لأنها شعرت بالرخوف من غضبه وأنه أوشك على فقد سيطرته عليها وربما يصفعها الصفعة التى منع أخاها من فعلها صباحًا، تحدثت بخفوت ونبرة جادة:-

-طب ممكن أقول حاجة واحدة


نظر إليها بصمت لتتابع بهدوء:-

-جد والله


تمتم بضيق منها قائلًا:-

-أتفضلي


أخبرته بأنها ترغب بدخول الجامعة وأستكمال دراستها لكنها لا تعرف كيف تفعل هذا ورغم حماسها بهذا الأمر وتعليمها والأمتحانات التى أوشكت على البدء إلا أنه لم يجيب عليها بل ظل صامتًا لتشعر بحزن شديد وتنظر من النافذة، عم الصمت بينهما قليلًا لينظر تجاهها فرأها غاصت فى نومها ورأسها تتكأ على النافذة، أخرج هاتفها من جيبه وتحدث مع أحد معارفه عن كليتها وإذا كان هناك فرصة لتدخل أمتحانات هذا العام ليتفق معه بأنه سيحضر أوراقها غدًا وأغلق الهاتف مع وصول سيارته للمنزل، ترجل من السيارة وفتح الباب الأخر ليقظها لكن جسدها المُتكيء على الباب سقط ليتشبث بيها قبل أن تسقط عن السيارة فسكنت بين ذراعيه، تنهد بهدوء ثم حملها علي ذراعيه وأغلق الباب بقدمه، دلف للمنزل بها حاملًا إياها على ذراعيه فتتطلع “مُفيدة” به بأندهاش شديد لكنها لم تجرأ على التفوه بشيء، صعد للطابق الأخر حيث غرفتها الجديدة ودلف ليضعها على الفراش برفق ثم غادر الغرفة دون أن يتطلع بها وكأنه يقضي واجبًا عليه رغم رغبته…


___________________________


نزل “مازن” من غرفته باليوم التالي عصرًا بعد أن أستيقظ مُتأخرًا وقال:-

-ناجية، أعمليلي فنجان جهوة وهاتي على المكتب


 


 


 


أجابته بنبرة هادئة:-

-حاضر بس عاصم بيه فى المندرة معاه ضيوف


عقد حاجبيه بتعجب وتمتم بهدوء:-

-ضيوف!! ماشي


جلس فى الصالون يرتشف القهوة الساخنة ثم جاء “عاصم” إليه وجلس جواره ليسأل “مازن” بفضول:-

-مين الضيوف اللى كانوا وياك


نظر “عاصم” إليه قبل أن يتحدث ثم قال بنبرة هادئة وهو يعلم ما سيحدث الآن بعد أن يتفوه بكلماته:-

-دا فايق الصديق


أستغرب “مازن” من حضور هذا الرجل إلى منزلهم فسأل بفضول:-

-ودا عايز أيه؟


تحدث “عاصم” بنبرة أكثر هدوءًا:-

-جاي طالب يد فريدة لأبنه الكبير


أتسعت عيني “مازن” على مصراعيها بصدمة ألجمته ووخزة حادة ألمت قلبه وسقطت القهوة من يده من الصدمة، نظر “عاصم” إلى القهوة وقال:-

-معاك للعشاء تفكر فى اللى هتعمله وخبرني عشان أجولها أو أرفض


وقف “عاصم” من مكانه ليغادر لكن قبل أن يفعل تحدث بتحذير شديد:-

-بس نصيحة مني أتحدد وياها وحل الخلاف اللى بينكم، فريدة ممكن من جسوتك توافج تروح لغيرك عشان توجعك، خاف من كيدهن يا مازن


صعد “عاصم” لأعلي بعد أن أنهى حديثه، نظر إلى باب الغرفة الخاصة بـ”حلا” لكنه تراجع عن تقديم أوراقها للجامعة قبل أن يحل مشكلة هذا الرجل الذي يتبعها بكل مكان….


________________________


جلست “تحية” مع “حلا” التى تقف أمام المرآة مُرتدية فستان أبيض اللون ضيق يظهر نحافة جسدها بذيل قصير من الخلف يحتك بالأرض وترتدي كعب عالي ووضعت الفتيات إليها مساحيق التجميل لتكون عروسة جميلة لهذا الرجل متحجر القلب وقاسي العقل، تطلعت “تحية” بها بسعادة تغمرها وهى لا تصدق بأنها ترى عروسة لهذا الرجل الذي ربته مُنذ أن كان عمره خمس سنوات وأصبحت أمًا له، كانت كغيرها فقدت الأمل فى أن تراه عريسًا وأبًا لكن الآن تحقق جزءًا من حلمها بأن يكون عريسًا وزوجًا، تطلعت “حلا” بصورتها المُنعكسة فى المرآة وقالت بتمتمة خافتة لا يسمعها أحد:-

-معقول دا؟


دلفت للمرحاض بخوف من مستقبلها القادم فى هذا المنزل وأخرجت هاتفها لتتصل بأمها لكن الهاتف كان مُغلقًا كعادته مُنذ أن جاءت إلى هنا، دمعت عينيها بحزن شديد وهى مثل بقية الفتيات تمنت أن تكن والدتها هنا معها؟ ألا يكفي كونها تتجوز بالأكراه لتكون وحيدة أيضًا، دق باب المرحاض بلطف وسمعت صوت “سارة” تقول:-

-المأذون وصل يا حلا


 


 


مسحت دمعتها عن وجنتها ثم خرجت، حدقت “سارة” و”هيام” بها ليروا غرغرة دموعها وبريقها اللامع فى عينيها لكنها تكبحهم قدر الإمكان فكانت “حلا” هادئة على عكس طبيعتها لتربت “سارة” على يدها بلطف بينما تمتمت “هيام” بحنان ونبرة مُطمئنة إليها:-

-رغم أتفجنا أن عاصم جاسي لكن صدجينى هو راجل بمعنى الكلمة ومستحيل يبخل عليكي بأى حاجة


صمتت “حلا” ولم تعقب على هذا الحديث نهائيًا …..


________________________


عاد “عاصم” من عمله رغم حضور المأذون قبل حضوره لكنه لا يبالي كثيرًا بهذا الزواج فصعد للغرفة يبدل ملابسه سريعًا ليدخل “مازن” يتعجله وهو يقول:-

-يلا يا عاصم


أنهي “عاصم” لف عمامته ليقول بجدية:-

-مجولتيش يا مازن عملت أيه فى موضوع فريدة، اليوم جرا وراء يوم تاني، متنساش أن فى رجالة مستنية ردنا


تنهد “مازن” بحيرة ليستدير “عاصم” له بهدوء وقال:-

-الصبح يا مازن تجولي جرارك


خرج معه من الغرفة ليُدهش عندما رأها تقف فى الرواق مع الفتيات، كانت جميلة جدًا ملامحها الأجنبية التى تجعلها أستثانية عن جميع من فى البلد ولأول مرة يراها ترتدي فستانًا يظهر أنوثتها وتضع مساحيق التجميل وشعرها مسدولًا على ظهرها وتضع تاجًا فضيًا على رأسها رقيقًا، تبسم “مازن” إليه وهو يغمزه بعفوية ويقول:-

-خد نفسك يا ولد عمي


تنحنح “عاصم” بحرج ثم هندم عباءته وسار نحوه لتتوقف عن الحديث وتتلاشي بسمتها عندما رأته يسير نحوها وكأن حجيمها يصبو إليها فأبتلعت ريقها بقلق وخوف من القادم، تقدم فى خطواته مع أخاها لينزل للأسفل وهى تنظر عليه من الأعلي وهذه الفتاة تقف بالمنتصف وجميع الفتيات يحطون بها، رأته يضع يده فى يد أخاها وبدأ المأذون فى عقد قرآنها عليه لتصبح زوجة إليها فنظرت إلى هاتفها على الرسالة التى أرسلتها إلى ولدتها مُتمنية أن تجد ردًا عليها لكن لا جدوى من هذا فرفعت نظرها عن الهاتف وتطلعت بـ “عاصم” وهو يردد خلف المأذون، قلبها كان مُنقبضًا بقلق بهذه اللحظة وزاد إنقباضه عندما أعلن المأذون أتمام زواجهم لتطلق “تحية” الزغاريط فى المنزل الخالي من المعازيم ليوقع “حمدى” وأحد رجال “عاصم” على خانة الشهود، صعد “مازن” بالأوراق إلي أخته لتوقع، نظرت إلى الورق والقلم الممدود إليها بخوف وقالت بترجي خائفة:-

-مازن


تحدث بحدة وجدية حازمة:-

-أمضي


وقعت الأوراق بيدي مُرتجفة ثم أخذ الأوراق ونزل لأسفل لترى “عاصم” يرفع نظره للأعلي حادقًا بها وفور وقوع نظره عليها عادت للداخل بعيدًا عنه كأنها تحرمه من النظر إليها، تنهد بأختناق شديد وغادر المأذون ودخل “عاصم” للمكتب لتنظر “مُفيدة” إليه ثم قالت بنبرة خبيثة:-

-الجوازة دى فيها حاجة ولازم أعرفها


سألت “هيام” بفضول شديد قائلة:-

-جصدك أيه؟ الله يخليكي يا ماما خليكى برا حياتهم


تبسمت “مُفيدة” بخباثة شديدة وهى تقول بحماس:-

-مالكيش صالح بيا يا بنت أنتِ


_________________________

أخذتها “تحية” إلى غرفته بعد أن نقلت “ناجية” أغراضها إلى غرفته لتتركها بها وحدها، قليلًا وسمعت صوت باب الغرفة يُفتح لتستدير بذعر إليه فرأته ينظر إليها وهى تراقبه عن كثب لا تعلم على ماذا ينوي معها، جلست على الفراش بعيدًا عنه لكنه تحدث أخيرًا وهو يقول:-

-تعالي خدي دول


 


 


 


وقفت بأستغراب شديد وسارت نحوه وعينيها تحدق بالحقيبة الموجودة على الطاولة أمامه ثم سألت بقلق:-

-أيه دا


صمت لتفتح الحقيبة وكانت مليئة بالذهب وفوقه علبة قطيفة زرقاء تحتوي على خاتم زفاف من الماس، أتسعت عينيها على مصراعيها وهى تنظر إلى هذا الذهب وقالت:-

-أيه دا ؟


-شبكتك يا مرتي، شبكة تليج بمرت الكبير

قالها وهو يقف أمامها مباشرة ويتطلع بها بنظرة جريئة ولأول مرة ينظر بها بحرية هكذا فدومًا ما كان يصاحب نظراته الخجل أو الحرج لكن الآن كان مُختلفًا تمامًا ربما لأنها أصبحت حلاله وزوجته، أبتلعت ريقها بخجل شديد من نظرته وتوردت وجنتيها من الخجل لتزيدها جمالًا، قطع نظراتهم الصامتة صوت طلقات نارية مُتتالية من سلاح أليًا وليس مُسدسًا لتفزع “حلا” وتتشبث به بينما رفع “عاصم” نظره بأندهاش من ضرب النار القريب وكأنه داخل منزله وكاد أن يخرج من الغرفة لينتبه بأنها تتشبث بخصره بخوف شديد وتعانقه رغمًا عنها فنظر إليه بتوتر شديد وأبتلع ريقه بخجل شديد فتنحنح بحرج منها قائلًا:-

-أعذرينى


 


 


أبتعدت عنه بقلب مُنقبضًا لتراه يستدير ليغادر فقالت بخوف وهى تمسك كم عباءته:-

-أنت رايح فين وسايبني لوحدي


أبعد يدها عنه وقال بجدية:-

-متخافيش


غادر الغرفة وترجل للأسفل فرأى “مازن” فى طريقه للخروج ليخرجا معًا من المنزل ليُصدم “عاصم” عندما رأي ……………


يتبع…

.

🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔵🔵 

رواية اجنبيه بقبضة صعيدي الحلقة 5 

رواية أجنبية بقبضة صعيدي الحلقة الخامسة

نظر “عاصم” إلى هذا الرجل الذي يقف أمام بوابة منزله الحديدية ورجال “عاصم” يقفون فى الداخل بعد أن فتح البوابة له أحد الرجال وهذا الرجل يطلق الكثير من النيران بسلاح ألي وعندما نظر إلي “عاصم” تحدث بجدية قائلًا:-

-مش بتحيوا بعض فى الأفراح كدة برضو

نظر “عاصم” إلى مساعده الواقف فى الخلف مُرتعبًا من “عاصم” ويمسك ذراعه المُصاب بسبب طلقة النار الخاصة بـ “عاصم” ليدرك “عاصم” سريعًا بأن هذا الرجل هو من جاء من الخارج طالبًا بملكيته إلى “حلا” التى أصبحت للتو زوجته وملكه وحده، رفع رأسه بغضب سافر وترجل الدرجات الأمامية للمنزل وسار بنظرات ثاقبة تشبه الصقر الذي على وشك ألتهام فريسته وقبل أن يصل إلى البوابة صعد “ليام” إلى سيارته وأنطلق السائق به بعد أن غمز “ليام” إلي “عاصم” بسخرية وكأنه يخبره بأنه لا يخشاه ولا يخشي ضرب النار مثله تمامًا فنظر “عاصم” إليه بهدوء شديد بعد مواجهته الأولي لعدوه وكأن “ليام” أراد أن يخبره بأنه ليس بخصمك سهلًا إليه، أمر رجاله بأخذ هذا الرجل الذي تجرأ على فتح البوابة لغريب دون أذن منه وبسببه وضع هذا الرجل المُختل قدمه فى منزله ثم عاد للداخل وخلفه “مازن” الذي يسأل بفضوا:-


 


 


-مين دا يا عاصم؟ وكيف يتجرأ على ضرب نار على بيتنا

لم يتفوه “عاصم” بشيء بل حدق بزوجته الواقفة هناك بمنتصف الدرج خائفة وتتكأ بذراعها على داربزين الدرج، تحدث “مازن” بضيق شديد أكثر وقلق على أهل بيته من هذا المجنون قائلًا:-

-رد عليا يا عاصم، أنت تعرفه؟

ألتف “عاصم” مُنفعلًا إليه ويصرخ بغضب شديد قائلًا:-

-دى البيه اللى مرت أبوك باعت له خيتك، بلوى من بلاوي عمي

أتسعت عيني الجميع فبعضهم لا يعرفون سبب قدوم “حلا” إلى المنزل ليدركون الآن سبب حضورها إلى الصعيد، نظر “مازن” إلى أخته الواقفة بخوف شديد واضح بملامحها المذعورة وقال بصدمة:-

-حلا

تمتمت “تحية” بقلق على هذه الفتاة بتسائل:-

-وأنت هتهمله أكدة؟ ناجص تديهاله

صرخ “عاصم” بأنفعال شديد وهو يشير بسبابته على “حلا” قائلًا:-

-أدي له مرتي، دى مرتي وخلى حد يفكر يلمسها وأنا مش أجطع يده بس دا أنا أحرج البلد كلتها باللى فيها

صعد الدرج غضبًا بعد أن أرتعب الجميع من نبرته وكلماته فإذا أراد سيفعل، وصل أمامها ليأخذ يدها بقوة ويصعد معها لتسير خلفه صامتة دون أن تتفوه بكلمة حتى دلف إلى غرفته ليترك أسر يدها، لكنه دُهش عندما رأها تتشبث هى بيده فظلت يديهما مُتشابكة، ألتف لينظر إليها فرأى دموعها تجمعت بعينيها الخضراء تلوثهما وتنظر أرضًا بأحراج شديد ممزوج بالخوف لتقول:-

-أنا مش عايزه يأخذني، عارفة أنه شخص وحش وأن ماما هى اللى عملت فيا كدة بس معلش متخلهوش يأخدني حتى لو هعملك مشاكل

تنهد بهدوء وهى يرمقها بنظره بإشفاق عليها، جميعهم قراره تركها تعاني وحيدة، لم يخيرها والدها فى العيش معه ام مع والدتها المقامرة بل قرر تركها نهائيًا ولم تسألها والدتها عن حياتها بل لأجل المال قررت بيعها لرجل سيحولها لعاهرة تعاشر رجلًا كل ليلة، أخذ خطوة نحوها بلطف ثم ضمها إليه لتتشبث به بخوف يجتاحها ثم قال بهدوء:-

-كيف أهمله يأخد مرتي


 


 


رفعت رأسها إليه بأنكسار شديد ليقولها مرة أخرى:-

-أنتِ مرتي

أومأت إليه بنعم وعينيها تترجاه بأن يتركها نهائيًا…..

_____________________________

كانت “فريدة” واقفة بشرفة غرفتها حزينة وتستمع لأغاني حزينة تزيد من ألمها لتتوقف الموسيقي عندما رن الهاتف، نظرت إلى الهاتف ودُهشت عندما رأت أسم “مازن”، ترددت كثيرًا فى الجواب عليه لينتهى الأتصال فتذمرت على عقلها وكبريائها الذي منعها من الإجابة عليه لكنه عاود الأتصال لتبتسم بحماس شديد وأجابته بنبرة خافتة مُصطنعة الغضب:-

-أيوة

أجابها بنبرة خافتة دافئة:-

-أنا تحت أنزلي

نظرت إلى الحديقة لتراه يقف فى الأسفل فنظرت إليه وهى تكبح بسمتها وسألت ببرود:-

-ليه؟

نظر إليها بكبرياء ثم قال بجدية:-

-خمس دجائج لو منزلتيش هطلع أنام

أغلقت الهاتف وركضت للخارج مُسرعة وهى تضع حجابها على رأسها ونزلت الدرج مسرعة بحماس شديد مُشتاق لمحادثته وإليه، وقفت أمام الباب تلفظ أنفاسها بهدوء وتصطنع الضيق ثم خرجت غاضبة فرأته جالسًا على المقعد مُنتظرًا إياها، ذهبت نحوه بهدوء ثم قالت:-

-نعم

أشار إليها بأن تجلس ففعلت بضيق شديد ثم قالت:-

-أدينى جعدت عايز أيه؟

ظل يتطلع بملامحها الجميلة مُشتاقًا إلى النظر إليها ثم قال ببرود شديد:-

-مستعدة تتجوزى يا فريدة


 


 


تبسمت بلطف مُعتقدة بأنه سيطلبها للزواج وأخيرًا وقالت:-

-شايفينى صغيرة على الجواز ولا أيه

أقترب منها برأسه قليلًا ونظر بعينيها لا يُصدق بأنه سيتركها تذهب إلى غيره وتكن ملك لرجل أخر، سأل بفضول شديد قائلًا:-

-أى أن كان العريس؟

كزت على أسنانها بغيظ شديد ثم قالت:-

-أنت جاي تستعبط يا مازن، لا جاصد تتضايجنى وخلاص، أنت خابر زين أنى مهتجوزش أى حد والسلام وألا كنت خدت أى واحد من اللى اتجدمولي، كون أنك بطلت تحبنى وجررت أننا نبجي أخوات فأنت حر فى جرارك لكن متجدرش تجبرني أنى أحب مين وأتجوز مين

عاد بظهره للخلف غاضبًا من أتهامها إليه بأنه توقف عن الحب ليقول بضيق:-

-أنا بطلت أحبك، عشان بخاف عليكي بجيت بطلت أحبك، مشكلتك أنك مبتشوفيش نفسك غلطانة أبدًا، دايمًا بكل أنانية بكون أنا اللى غلطان

أشارت بسبابها عليها مُصدومة من حديثه لتقول:-

-أنا يا مازن، أنا أنانية وعلى طول غلطانة، طب ما دام أنا وحشة جوي أكدة أخترتني ليه، ما تروح تشوف لك واحدة غيري متكونش أنانية وتوفي مواصفاتك

وقفت غاضبة لتغادر وأنهمرت دموعها على وجنتيها ليسرع خلفها ثم مسك يدها بهدوء وقال:-

-أستني هنا أنا بكلمك

وقف أمامها لتخفض رأسها بحرج شديد من أن يرى دموعها وأنهيارها هكذا ويعتقد بأنها ضعيفة بدونه، تنهد بهدوء وهو لا يتحمل رؤية دموعها ليقول بهدوء:-

-طب أهدئي ممكن، كفاية بكى أنتِ خابرة زين أنى مبحبش أشوف دموعك

رفعت نظرها إليه بحزن ثم أجابته وهى تبكي بقسوة ساخرة من كلماته:-

-والله!! إذا كانت اللى مبكيني

وغزه قلبه بألم غاضبًا من بكاءها وقسوته عليه، ليجفف دموعها بسبابته بلطف ثم قال:-

-حجك عليا يا ست البنات متزعليش منى

ضربته بقبضتها النحيفة على صدره غاضبة من تركه لها كل هذه الأيام وقالت مُتمتمة:-

-لسه فاكر، لا مش مسامحاك أنت بتعمل فيا أكدة عشان خابر زين أنى دايمًا مسامحاك لكن لا يا مازن أنا مهسامحكش

تبسم بخفوت إليها ثم أخذ يدها فى راحة يده و قال بحب:-

-طب ولو جولتلك تتجوزينى

أتسعت عينيها على مصراعيها بذهول والسعادة أحتلت قلبها لتنهي عذابه وبكاءه من الفراق وهذا الخصام ثم قالت بتلعثم لا تستوعب ما قاله:-

-أنت جولت أيه؟ جول والله

-موافجة؟

سألها بلطف شديد وعينيه ترمقها بدلال لتشير إليه بنعم ثم قالت:-

-اه دا لو مبتهزرش


 


 


رفع حاجبه إليها بغرور شديد ثم قال:-

-طب والله بجول بجد، اجولك أنا هطلع دلوجت أطلب يدك من الراجل اللى فوج دا

ألتف كي يدخل المنزل لتمسك ذراعه سريعًا وقالت بدهشة:-

-أنت مجنون، رايح فين؟ عاصم زمانه نايم

صاح فى وجهها بعفوية ثم قال:-

-يصحي عشان خاطر ست البنات يعنى هو يتجوز وأنا أجعد عانس أكدة

ضحكت على كلمته وتركها كي يدخل إلى المنزل ثم صعد للأعلي مُتجهًا إلى غرفة “عاصم” بجدية…..

طرق باب الغرفة بتعجل ليفتح “عاصم” عينيه بتعب شديد وكان نائمًا بفراشه بتعب شديد وثقل جسده المُقيد لينظر جواره ويُدهش عندما رأى قيده هو ذراعيها، تنم خلفه وتحيطه بذراعيها ، رفع ذراعها بخفوت مُرتبكًا من وجودها هكذا وقربها منه، تسلل من الفراش مُرتديًا بنطلون أسود وتي شيرت أزرق اللون وذهب نحو الباب وفتح ليجد “مازن” أمامه فقال وهو يفرك عينيه:-

-خير يا مازن؟

-أنا عايز أتجوز فريدة

قالها بحماس شديد ليفتح “عاصم” عينيه جيدًا من كلماته ثم قال بأختناق:-

-دا وجته، أنت خابر الساعة كام؟ مجدرش تستني للصبح يعنى

أومأ إليه بنعم وقال بعناد:-

-وأنت كنت استنيت على جواز أختى ولا أنا عارضت

مسكه “عاصم” من ملابسه بغضب ثم قال بتمتمة غليظة:-

-أنا كنت طلبتها للجواز منك أصلاً؟ غور يا مازن من وشي

دلف للداخل وأغلق الباب وقبل أن يتحرك دق الباب مر أخرى ليلتف ويفتح الباب صارخًا به:-

-أنت مرفوض يا مازن وخبط مرة كمان وأنا أنزل أجوزها لأبن الصديق

أغلق الباب ليبتلع “مازن” لعابه بغضب ثم رحل، دلف “عاصم” لغرفته ونظر إلى الفراش حيث “حلا” وقال بتمتمة:-

-أنا مكنتش طلبت أتجوز حد

ذهب للأريكة لينام عليها بعيدًا عن “حلا” هذه الفتاة جالبة المصائب….

_____________________________


 


 


كان “حمدى” يجلد هذا الرجل فى الغرفة الخلفية للمنزل بغضب و”عاصم” جالسًا على المقعد يتلذذ من صراخه وأستغاثته ليقول الرجل:-

-حجك عليا يا جناب البيه

وقف “عاصم” من مكانه مُنفعلًا ثم أقترب منه وهمس فى أذنيه بنبرة مُخيفة:-

-دفع لك كام عشان تفتح له الباب، تعرف لو كان خد خطوة كمان جوا دارى أنا كنت جطعت رأسك وبعتها لعيالك

أجابه الرجل باكيًا بألم شديد ويقول:-

-والله ما دفع حاجة يا بيه أنا مجدرش أخونك دا أنا لحم كتافي من خيرك، هو جال أنه جاي يبارك لجنابك بس والله دا اللى حصل

أستشاط “عاصم” غيظًا وضرب النار فى منزله بمثابة إهانة له وهو كبير البلد وليس عائلته فقط، أمر “حمدي” بضربه مرة أخرى……

فى الداخل كانت أسرة الرجل قد سمعت بأخذ “عاصم” له فجاءت زوجته وابنته تترجي “تحية” بأن تجعل “عاصم” يترك زوجها، نزلت ” حلا” من الأعلي وأنتبهت لصوت المرأة فنظرت ووجدت مرأة تجلس على الأرض قرب قدم “تحية” وعلى وشك تقبيل يدها من شدة الرجاء وتقول:-=

-أبوس يدك يا ست تحية تخلي جنابه يهمل جوزى

واقفت “حلا” مصدومة مما تراه وكيف قسوته بلغت لأخذ رجل لم يرتكب شيء سوى فتح باب، أهذا الأمر يستحق أخذه وتعذيبه، شعرت بقشعريرة تسير فى جسدها من الخوف والذعر فهو لم يكن باللطف الذي يصطنعه أمامها، نظرت “تحية” إلى المرأة بحيرة ثم قالت بتردد:-

-هكلمه لما يعاود، جومي دلوجت روحي وخدي بنتك وياكي


 


 


خرجت المرأة منكسرة وضعيفة وأبنتها تساعدها فى السير ودموعهم لم تجف نهائيًا من الخوف، ربما هى لا تعرف من زوجها لكن جميع من فى هذه البلد يعرف جيدًا من هو “عاصم الشرقاوي” وكيف يكون عقابه ؟……

___________________________

أستأجر “ليام” منزلًا فى الصعيد للبقاء به وأرسل رجلًا يراقب منزل “عاصم” حتى تخرج “حلا” منه وبدأ فى جمع المعلومات عن “عاصم الشرقاوي” ولم يهتم بأمر أى شخص أخر فما سمعه فى البلد يخبره بأن “عاصم” هو الخصم الذي لا يجب أن يكن خصمه نهائيًا….

كانت “هيام” جالسة فى كافتريا الجامعة مع صديقاتها ولم تدخل للمحاضرة وبعد أنتهى موعد محاضرة “أدهم” ذهبت إلى المدرج لتحضر محاضرة الدكتورة الأخرى، راها “أدهم” وهى تدخل المدرج ليدرج بأنها لن تحضر محاضراته مرة أخرى بسبب ما فعله…

حمل الميك مرة أخرى قبل أن يرحل ثم قال:-

-متنسوش تتأكدوا من أسمائكم وأخر يوم للبحث الأسبوع الجاي

لم تبالي بما قاله، غادر دون أن ترفع نظرها به وسألت صديقة لها قائلة:-

-بحث أيه

أجابتها صديقتها بعفوية وهى تفتح الدفتر الخاص بها:-

-دكتور أدهم طالب مننا بحث كل مجموعة ليها بحث مختلف وعليه نص درجات الترم، وتعرفي مجموعتك وفريجك من الأسماء اللى نزلها على الجروب بتاع الدفعة

تنهدت بضيق شديد وفتحت مجموعة الدفعة كي تبحث عن أسم وتعرف بأى مجموعة ستلحق وعنوان البحث الخاص بهم لكنها صُدمت عندما رأت أسمها وحيدًا وليس لها شركاء حاولت فتح الموقع مرة وأخرى لكن لم يتغير شيء لتتأفف بضيق شديد وشعرت بترصده إليها فخرجت من المدرج قبل أن تبدأ المحاضرة، ذهبت إلى حيث مكتبه وصديقتها “جاسمين” تتحدث بذعر:-

-أهدي بس يا هيام، أكيد فى غلط


 


 


صاحت “هيام” هى تسير مُسرعة أمامها ولم تتوقف لتستمع لأى أحتمال أو عذر:-

-أنا حتى مش أخر واحدة فى الأسماء فى ناس بحروف تانية بعدي، أنا الوحيدة اللى أشيل بحث كامل لوحدي وكمان المفروض أسلمه الأسبوع الجاي ليه، دى واضح زى الشمس هو قاصدنى وحاططنى فى دماغه

وصلت للمكتب ودلفت دون أن تستأذن فرأته جالسًا على مكتبه وأمام كوب من القهوة الساخنة، تتطلع بها بغرور وكأن ما أراد فعله نجح به، ليقول:-

-أزاى تدخلي كدة، متعملتيش تخبطي جبل ما تدخلي

تحدثت بأنفعال شديد غاضبة منه:-

-أنا دخلت مكتب مش حمام…

أتسعت عينيه على مصراعيها من ردها الجريء ثم قالت بأنفعال وهى تضع الهاتف على المكتب:-

-ممكن أعرف أيه دا؟ أشمعنا أنا لوحدي، كلهم طلاب وأنا الكائن الخارج للطبيعة يعنى

عاد بظهره للخلف ببرود شديد ثم قال:-

-والله أنا حر ومعاكي لأخر الأسبوع الجاي وتسلمينى البحث دا إذا عايزة تعدي السنة دى وتخلصي منى

تمتمت بضيق شديد قائلة:-

-دا ظلم

تبسم إليها بأستفزاز يثير غضبها أكثر وقال:-

-أول ما تتعلمي تتكلمى بأدب أبجى أوريكي العدل

كزت على أسنانها بضيق شديد ففتح الباب ودلف “تامر” صديقها وصديقتها “جاسمين” وقال:-

-أسف يا دكنور، خلصتي

صرخ “أدهم” به بانفعال شديد:-

-أطلع برا يا حيوان

هرب أصدقائها من الغرفة بينما هو يقف من مكتبه غاضبًا وذهب أمامها ثم قال بتحذير شديد وتهديد:-

-وعلى الله ألمح حد بيساعد ولا أشوفك واجفة مع الحيوان اللى برا دا حتى لو صدفة، كل مرة هشوفك واجف معه يا هُيام هتنقصي درجة وهم كلهم 10 درجات

أتسعت عينيها على مصراعيها بتعجب شديد من تحذيره لها وكأنه يخبرها بأن تقطع علاقتها بصديقها ولا تفهم سر غضبه الشديد من “تامر” لتقول:-


 


 


-عذرًا لحضرتك بس أجف مع مين وأعمل أيه دا ميخصكش، حضرتك دكتوري مش ولي أمري

أخذ خطوة نحوها وهو يكز على أسنانه لترتعب خوفًا منه وقال:-

-جربي يا هُيام تعمليها وأنا أوريكي أنك هتونسينى السنة الجاية كمان

أغلقت قبضتيها بأنفعال شديد ثم خرجت من المكتب غاضبة ولا تفهم عنيده وغضبه منها وكل هذا بسبب تليفون جاء لها أثناء المحاضرة لكنها تجهل تمامًا بأن هذا الرجل يكن المشاعر إليها ووضعها وحيدة فى مشروعها حتى تلجأ إليه وليس لأصدقائها وخصيصًا هؤلاء الشباب بسبب الغيرة التى تلتهب فى قلبه…….

______________________________

دلف “عاصم” مساءًا إلى غرفته ليرى “حلا” بأنتظاره غاضبة فنظر إليها بأستغراب شديد لغضبها وهو لم يراها طيلة اليوم، جلس على المقعد يخلع حذاءه وعمامته لتسأل بضيق شديد:-

-أنت جتلته!!

رفع نظره إليها بدهشة لتتابع حديثها قائلة:-

-الراجل اللى مراته جت هنا تعيط وتبكي عشان أنت خدت جوزها ، جتلته

وقف من ماكنه وهو يسير نحوها صامتًا ليقف أمامها وسأل بخنق:-

-أنتِ جابلتيها؟!

صرخت مُنفعلة بنبرة قوية ومُشمئزة منه:-

-دا اللى فارق معاك، أنا عرفت ليه كل الناس بتكرهك وخايفين منك، محدش عايز يقرب منك وبيكرهوك

أخذ خطوته الأخيرة التى تفصل بينهما بعنف شديد ملتهبًا كالنار وقال:-

-أتكلمي ويايا بأدب، بلاش تشوفي وشي التاني اللى بتسمعى عنه دا

صُدم عندما وضعت السكين على عنقه بتمرد وعينيها يتطاير منها الشر والغضب ثم قالت:-

-أنا قولتلك أنى مجنونة، جرب تقرب منى وأنت تشوف جناني بجد


 


 


نظر “عاصم” للسكين بأندهاش من جرائتها التى تزداد يومًا بعد يوم وتُدهشه أكثر، تبسم عندما رأى السكين يرتجف على عنقه من رجفة يدها وجسدها ليقترب أكثر دون خوف من أن يجرحه السكين أو تسبب فى ذرف دماءه لتبتلع ريقها بذعر من قربه بينما يقول:-

-جربي تدبحيني…. جربي

نظرت إليه بذعر ثم قالت بتلعثم:-

-عاصم……

أسكتها حين تسللت يديه تحيط بخصرها ويجذبها إليه أكثر لتفتح عينيها على مصراعيها وتسقط السكين من يدها أرضًا حادقة بعينيه الرمادتين بأرتباك شديد وقال:-

-حاولي متستفزنيش

خفضت نظرها عن عينيه إلي عنقه الذي جُرح بسكينها وظهرت قطرات الدماء عليه لترفع سبابتها إلي عنقه تلمسه برفق وهى تقول بنبرة دافئة:-

-بتوجع!!؟

نظر إليها بتوتر شديد وهذه الفتاة تُربكه دومًا بتحولها المفاجيء تتحول فى وهلة واحدة بسرعة البرق من عدوانية إلى قلقة بشأنه فقال بحيرة:-

-تعمل المشكلة وتزعلي

دمعت عينيها بحزن شديد وهى تبتعد عنه بعد أن أرخي ذراعيه عنها فذهبت تجلب علبة الإسعافات الأولية وجلست أمامه باكية بصمت وبدأت تعالج جرحه لتهرب دمعتها من جفنيها ليقول بهدوء:-

-بتبكي ليه دلوجت؟

أجابته بحزن شديد ويدها تعالج جرحه قائلة:-

-عشان جرحتك


 


 


تبسم بخفوت عليها وهذه الفتاة مُحيرة إليه وتربكه بأقل فعل لها، رفع يده إلي وجنتها يجفف دموعها الحارة بلطف، توقفت عما تفعله ثم نظرت إليه صامتة، نظر بعينيها الخضراء الباكية وقال:-

-ولا يهمك فداكِ

هدأت “حلا” قليلًا ثم سألته بخوف ممزوج بفضول شديد:-

-أنت عملت ايه فى الراجل!؟

تحولت ملامحه للعبوس وتلاشي دفئه وظهر عنفه وقسوته حين وقف من مكانه مُتحاشي النظر إليه ثم قال:-

-متدخليش فى اللى ميخصكش

تأففت بأنفعال شديد وهى تقف مثله وتسير خلفه بأختناق قائلة:-

-يعنى ايه، أنا أتجوزت قتال قتلة بقي زى ما بيقولوا

لم يتمالك أعصابه أكثر على لسانها السليط فألتف إليها بصفعة قوية على وجهها لطمها بغضب قوي مكبوحًا بداخله، أتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة ألجمتها ولم تتخيل نهائيًا أن يرفع يده ويصفعها، حذرها كثيرًا من رؤية جانبه الأخر لكنها لم تبال بحديثه، نظر “عاصم” إليها مُصدومًا هو الأخر من فعلته، لم يقصد صفعها لكنها أفقدته أعصابه بحديثها المُهين إليه، أخذ خطوة إليها وقبل أن يتحدث ركضت مُسرعة للخارج فخرج خلفها ليراها بالأسفل تبكي بهلع شديد وتتشبث بأخاها بضعف وتقول:-

-خليه يطلقنى، أنا مش عايزة أعيش معاه

لم يفهم “مازن” قصدها وماذا فعل “عاصم” إلى أخته لينتبه إلى أثر أصابعه على وجهها فنظر نحو “عاصم” الواقف خلفها هادئًا فقال “مازن” بجدية:-

-عملتي أيه عشان يضربك، عاصم مهيمدش يده عليكي من فراغ، أكيد عملتي حاجة

نظرت إلى أخيها بخذلان من حديثه وأبتعدت عنه بيأس وخذلان ثم صرخت بأنفعال شديد ولأول مرة تكن مُنهارة هكذا وتتلعثم فى حديثها من شهقاتها القوية:-


 


 


-أنا غلطانة، ودايمًا فى نظر الكل أنا السبب، أنا الوحشة معاكم كلهم، أنا اللى غلطت لما بابا أتجوز ماما عشان كدة كلكم هنا بتكرهونى أنا، أنا اللى خليت أمى تلعب قمار وتصاحب رجال عشان كدة بابا سابها وسابنى معها ومشي، أنا اللى قولتلها ألعبي عليه كأني تحفة فنية تتباع عادى، أنا اللى عصبته وخليته ضربي، أنا سبب كل حاجة وأنتوا أيه؟ ما بتأذوش ولا بتوجعه ، أنتوا بتتوجعوا بسببي وأنا دمرت حياتك طب وحياتى أنا ها، كليتى اللى حرموتنى منها، أخويا اللى مش قادر يتحمل مسئوليتى فجوزنى لرجل قد عمرى مرتين، معقول أنا سبب كل دا

كانت تشهق بقوة قهرًا على حالها وقلبها يفتك به الوجع والخذلان قد خيم على قلبها وحول حياتها الملونة إلى حياة رمادية مدمرة نهائيًا ونفسيًا، ألتفت إلى “عاصم” بوجهها المبلل بدموعها الغزيرة ثم قالت بحزن شديد:-

-يلا أضربنى مرة كمان لأني السبب

كانت تنتفض أمامه مع بكاءها وشهقاتها المكبوح بداخلها ليتطلع بوجهها وعينيها المليئة بالدموع ثم نظر لأثر أصابعه على وجنتها التى زاد أحمرارها أكثر وأكثر، كاد أن يتحدث لكن بتر حديثه قبل أن يخرج من فمه عندما فقدت وعيها لتشبث بها جيدًا قبل أن تسقط أرضًا…………..

.

🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔵🔵 

اجنبية بقبضة صعيدي الحلقة 6 

رواية أجنبية بقبضة صعيدي الحلقة السادسة

ظل”عاصم” يحدق بوجهها وهو جالسًا على المقعد جوار الفراش ونائمة، حديثها وكلماتها تتردد كثيرًا فى أذنيه، الجميع يعاقبها ويعنفها على ما لا تفعله، ما زالت طفلة كما يقول لكنها تحمل على أكتافها بقلبها أثقالًا كثيرًا…

أستيقظت “حلا” بصباح اليوم التالي وشعرت بثقل على أكتافها من ذراعيه فتنهدت بخفوت وأختناق ثم تسللت من بين يده وجلست على الفراش تحدق بوجهه فى صمت لا تصدق ما أنها نائمة هنا بين ذراعي رجل لا يعرف سوى القسوة فتساءلت كثيرًا ماذا يختلف “عصام” عن “ليام” جميعهم يقسون عليها ويدمرون حياتهم، ترجلت من الفراش وذهبت إلى المرحاض تأخذ حمام دافيء وأرتدت شورت قصير أزرق اللون وتي شيرت أصفر بحمالة ثم جلست تصفف شعرها فى صمت، سمعت صوته وهو يمطي جسده ويعتدل فى الجلوس على الفراش لم تنظر إليه بل تشبثت بغضبها منه وخصامه، نظر “عاصم” إليها وهى تتجاهله هناك وعادت ترتدي هذه الملابس مرة أخرى، نزل من فراشه وسار نحو المرحاض لتقف “حلا” مُسرعة وأخذت هاتفها تستعد للخروج فأستوقفها بأندهاش من ملابسها ثم قال:-

-أنتِ رايحة فين؟

أجابته بنبرة غليظة حادة دون أن تلتف إليه وقالت:-

-رايحة عند سارة في مانع

تحدث بحدة شديد وتحذير قائلًا:-

-متطلعيش برا الدار بالخلجات دى

لم تجيبه وغادرت ليدخل إلى المرحاض بضيق شديد من عقلها الطفولي المتمرد….

_________________________________


 


 


كانت “هيام” جالسة مع “جاسمين” فى الجامعة على الدرج غاضبة من “أدهم” وقد أختار موضوع بحثها الأصعب من بين الجامعة ولديها أسبوعًا واحدًا لتسليمه، تحدثت “جاسمين” بفضول شديد قائلة:-

-مش فاهمة أنا حصل أيه لكل دا؟

نظرت “هيام” إلى “أدهم” وهو يترجل من سيارته بعيدًا وكزت على أسنانها من الغيظ وبداخلها عاصفة قوية تتمني أن تقتله فى الحال ثم قالت:-

-أنا لازم أعمل البحث دا وأثبت له أنه أختياره ورهانه عليا خسران

جاء إليهم “تامر” وجلس جوارهم وهو يقول:-

-هو مين دا

تحاشت “هيام” النظر إليه ونظرت إلى صديقاتها ليُدهش “أدهم” وهو يسير نحو الدرج بها وهى تجلس مع “تامر” وتحدثه دون خوف من تهديده ليكز على أسنانه غاضبًا منها وخصيصًا عندما رأها تأخذ الدفتر من “تامر” وتساعده فى شيء، تمتمت “جاسمين” بنبرة خافتة وهى تنظر إلى الدفتر بمكر قائلة:-

-جاي عليا!!


 


 


تحدثت “هيام” بضيق شديد من صديقتها وأهتمامها بالنظر إليه:-

-همليه لحاله، مالناش صالح بيه

ذهب “أدهم” إلى المكتب مُنفعلًا جدًا من تمردها، طلب من رجل الأمن أن يحضرها إليه وبعد ساعتين جاءت إليه ببرود، رفع نظره إليها بضيق أكبر بسبب تأخيرها ليقول:-

-دا لسه فاكرة يا أستاذة

أجابته بنبرة باردة دون أن ترمقه بالنظر:-

-سورى يا دكتور كنت فى المكتبة بدور على اى حاجة فى البحث دى، أصل الدكتور بتاعي خلاني لوحدي وأختار موضوع بحث صعب فمحدش بيساعدني

عاد بظهره للخلف ببرود شديد ثم قال بغيرة مكبوحة بداخله:-

-والله يعنى أنتِ بتساعدي صحابك لكن هم مبيساعدوش

نظرت إليه بهدوء شديد ثم قالت:-

-والله انا حرة أساعد اللى انا عايزاه، لتاني مرة بلفت نظرك يا دكتور حضرتك معيدي مش ولي أمرى ولا خطيبي عشان تجولي أعمل أيه ومعملش أيه

غادرت المكتب دون أذن منه ليضرب المكتب بضيق أكثر، دلف صديقه بعد أن قابل “هيام” على باب الممكتب مُغادرة فتبسم إليه بعفوية وقالت:-

-معجول دى اللى معكر مزاجك أكدة

تأفف “أدهم” بضيق وهو ينزع رابطة عنقه بأختناق فتبسم صديقه وهو يقول:-

-دا الحب بيهدل بصحيح


 


 


 


_____________________________

بداخل شركة “الشرقاوي” للتجارة دلف السكرتير الخاص بـ “عصام” وعندما رأه “عاصم” تحدث بجدية وأغلق الأوراق الموجودة أمامه:-

-نبجى نكمل بعدين

خرج الموظفين معًا، رفع “عاصم” نظره إلى الموظف ليقول:-

-عملت أيه؟

أعطيه الموظف الظروف وهو يقول بحماس:-

-جدمت الورج ومن اللحظة دى الأنسة حلا طالبة فى كلية الهندسة سنة أولى

نظر “عاصم” لبطاقة الجامعة الخاصة بها ويتردد فى أذنيه لقب “الأنسة” الذي تفوه به هذا الشاب ليتمتم “عاصم” بخفوت وعينيه تحدق فى صورتها الموجودة فى البطاقة:-

-مرتي


 


 


أندهش الشاب من كلمته وكيف لفتاة بعمرها الصغير تصبح زوجة لراجل بمنتصف الثلاثينات وقليلًا من السنوات وسيصبح رجل أربعينى، تزوج بفتاة هو ضعف عمرها،غادر المكتب لينظر “عاصم” لأوراق الجامعة ثم قال:-

-أتمنى تتصالح

أكمل يومه كاملًا فى العمل ثم خرج من المكتب وأخذ الظرف فى يده بحماس رغم هدوءه الخارج وشموخه، بسمته التى حُرمت من الرسم علي شفتيه وكأنه رجلًا عجوزًا، أنطلق بسيارته إلى طريق منزله وعقله شاردًا بهذه الفتاة، حين يضمها إليه فى نومها يشعر وكأنه أبًا إليها أو بالأحرى يشعر بأنها جزءًا منه، كانت غرفته فارغة وبمثابة عالمه الوحيد الذي يسكنه وحده بعيدًا عن الجميع لكنها الآن أصبحت تشاركه فى عالمه الذي أقتحمته بكل سهولة وعبوس…

وصل للمنزل ودلف ليرى “مُفيدة” و”تحية” يتناولًا العشاء مع الفتيات، قالت “تحية” بعفوية:-

-حمدالله على السلامة، تعال أتعشي ويانا

أجابها بهدوء قائلًا:-

-بالهنا

صعدت إلى حيث غرفته وولج ليراها جالسة بفراشها فى صمت ولا مبالاة، خلع عمامته وترك نبوته من يده ودلف للمرحاض يغسل وجهه ويجففه بالمنشفة، نظر إليها وهى كما هى لا تتحرك أو تبالي بحضوره، تنحنح بحرج شديد ثم أخذ الظرف من فوق الطاولة وأخرج منه البطاقة ثم سار نحوها حتى جلس أمامها على الفراش وقال:-

-لساكي زعلانة

لم تجيب عليه فتنحنح بحرج شديد وهو يقول:-

-أنتِ اللى عصبتنى


 


 


 


تمتمت ببرود شديد دون ان تنظر إليه بل فتحت هاتفها تنظر به بأختناق:-

-وأيه الجديد أنا سبب كل حاجة بتحصل فى حياة الكل

تأفف بضيق من برودها ونظرها بالهاتف بأهمال لوجوده وحديثه ليسحب الهاتف من يدها بأنفعال وقال:-

-لما اتحدد وياكي تبصي ليا

لم تنظر إليه بل ظلت مُتحاشية النظر إليه، تضم ركبتيها إلى صدرها ومنكمشة فى نفسها بحزن شديد، قالت بهدوء:-

-لتكون جاي تضربني تاني؟؟!!

نظر “عاصم” إليها بصمت وتأفف يهدأ من روعته ثم قدم إليها بطاقة، نظرت إلى البطاقة غاضبة منه ثم رفعت نظرها إليه وقالت:-

-أيه دا؟

أشار إليها بأن تأخذه فأخذته بضيق شديد لتُدهش عندما رأت ماهيته وهو عبارة عن بطاقة دخولها للجامعة كطالبة رسمية، أتسعت عيني “حلا” على مصراعيها بأندهاش ولا تصدق ما تراه فرفعت نظرها سريعًا إليه وقالت:-

-أنت….

أجابها بهدوء ونبرة لطيفة خافتة:-

-جدمتلك فى الجامعة عشان متفوتكيش الإمتحانات وتجدرى من بكرة تروحي جامعتك

دهشت “حلا” من كلماته لكن سعادتها مُصاحبة بالخوف لتسأل بقلق:-

-أنت هتسيبنى أخرج


 


 


 


نظر لعينيها الخائفتين من الخروج وحدها ليقول بنبرة دافئة جادة مُطمئنة لها:-

-متخافيش، أنتِ فاكرة أن حد ممكن يجرب منك ولا يبص لك بصة متعجبكيش وأنتِ مرتي، متحطيش فى دماغك اللى بيحصل والمشاكل عيشي وانبسطي وحمايتك ومسئوليتك عليا

رغم غضبها من صفعه لها لكنه أختار أفضل طريقة يمتص بها غضبها، إعادتها للحياة وتنفيذ رغباتها كفيلين بأن تغفر له ما فعله، شعرت بسعادة تغمرها من الداخل خصيصًا أنه الوحيد الذي أهتم بترميم ما افسدته والدتها بها، ربما الصفعة إهانة لها لكن جامعتها بمثابة إعادة الروح المسلوبة من حياتها، رغم قساوته إلا أنه الوحيد من فكر بالأعتذار منها على ما فعله، حتى أخاها لم يهتم لمعانأتها أو بكاءها بل ظل بكل مرة يخذلها أكثر لذا لم تستطيع مقاومة لطف “عاصم” ودفئه الذي يظهر بمعاملته رغم اصطناعه للجحود والقسوة، أقتربت منه بحماس شديد للذهاب إلى الجامعة وقد قبلت بهديته الذي قدمها كأعتذار بل أصابها شعور الإمتنان إليه ووضعت قبلة على لحيته بعفوية وتقول ببراءة:-

-شكرًا

أتسعت عينيه على مصراعيها بأندهاش من فعلتها ليزدرد لعابه الجاف فى حلقه بأرتباك وهذا الشعور الغريب الذي أصابه كان جديدًا تمامًا على حياته فنظر إلي عينيها بتوتر، أرتبكت من نظراته الدافئة إليها فتنحنحت بحرج وتمتمت بتلعثم قائلة:-

-مكنش قصدى، من عاداتنا فى كاليفورنيا……

تحولت ربكته وملامحه للغضب السافر المُميت وابتلعت كلماتها بذعر حيث مسكها من ذراعها بقوة وجذبها إليه بأنفعال وقال مُحذرًا إياها:-

-إياكِ، إياكِ تعملي حاجة من عوايدكم هناك هنا، ناجص ألاجيكي بتحضني الرجالة وتجولي عشان عوايدنا

أومأت إليه بنعم خوفًا من غضبه الناري ونظراته القاتلة إليها، ترك أسر يدها بأختناق من كلمتها ثم وقف ليرحل لكنها استوقفته حين قالت:-


 


 


-عاصم

نظر إليها بضيق وهو لا ينسي كلماتها التى أغضبته لتقف على ركبتيها فوق الفراش ويديها تتشبث بوشاحه الموضوع حول عنقه لتضع قبلة أخري على وجنته الأخري وابتعدت بلطف تنظر إليه بعفوية عن قرب، حدق بها بذهول من فعلتها مرة أخري وكانت كأنها تلقي عليه تعويذة جديدة وهو لا يُدرك بأن حياته الهادئة ووحدة عزلته ستُدمر على يد هذه الفتاة الصغيرة، تحدثت “حلا” بلطف مُبتسمة إليه بإشراق:-

-أسفة لو عصبتك بكلامي

رمقها بنظراته الصامتة كلسانه الذي لم يتفوه بشيء، طريقة شُكرها وأعتذارها الجميلة جعلته يرغب بأغضابها مرة أخري أو تنفيذ شيء تريده حتى تشكره من جديد، أومأ إليها بنعم ثم غادر الغرفة وترجل الدرج مُرتبكًا وخجولًا من فعلتها العفوية، غادر الغرفة مُسرعة ووقف أمام الباب ووضع يده على وجنته بتوتر ملحوظ وشعر بحبيبات العرق تسيطر على جيبنه، أنفاسه الغير مُنتظمة وسرعة ضربات قلبه المُختلطة، هندم عباءته بخفوت ثم ذهب للخارج إلى حيث “حمدي” ليجلس معه فى الحديقة ويتذوق كوب الشاي الساخن المصنوع على الأخشاب الملتهبة من يديه بمثابة طقس يومي فى حياته، جلس معه شاردًا فى فعلتها ليقول “حمدي” وهو يضع الماء المغلي على النار:-

-مالك يا ولدي؟ فى حاجة غريبة النهاردة ما أنتش على بعضك

فاق “عاصم” من شروده ونظر إلى “حمدي” ليقول:-

-مفيش حاجة، تعب الشغل بس


 


 


تبسم “حمدي بخباثة شديد فليس هذه مرته الأولي فى العمل وأدرك أن هناك شيء بس تعرق “عاصم” الشديد وربما هذا الخجل الشديد سببه زواجه الذي أصبح شيئًا جديد فى حياته الهادئة والأنطوائية، ظل “عاصم” شاردًا ليتذكر ذلك الرجل الذي يسجنه فى الغرفة ثم قال بهدوء:-

-أبجى روحه لعياله

أندهش “حمدي” من قراره وسقط من الماء المغلي ولأول مرة “عاصم” يغفر لأحد أو يتركه يرحل بهذه السرعة، ظل يرمقه بدهشة وأدرك أن “عاصم” به شيء مُتغير بالتأكيد……

__________________________

أستعدت “سارة” و”هيام” صباحًا للذهاب إلي الجامعة وترجلوا للأسفل فقال “عاصم” بهدوء:-

-أستنوا حلا بتجهز وهتروح وياكم

نظروا الأثنين إليه ومعهم “مازن” الجالس على السفر مع “عاصم” فسألت “سارة” بهدوء وحذر شديد من حديثها معه:-

-هتروح ويانا فين؟

وضع المربي على قطعة الخبز ثم قال بهدوء:-

-الجامعة، أنا جدمتلها فى كلية الهندسة عشان الأمتحانات

نظر “مازن” إليه بأندهاش شديد من موافقته على خروج أخته للخارج وهناك من يترصد إليها فأخذه إلى مكتبه وقال:-

-هتروح الجامعة كيف؟ واللى برا

ألتف “عاصم” إليه بهدوء قائلًا:-

-وتفتكر الحل أننا نحبس هنا، مش هنستفاد حاجة غير نفسيتها اللى بتتدمر وعصبيتها اللى بتزيد، أنا عملت الحاجة اللى تبسطها


 


 


صاح “مازن” بأنفعال شديد ولأول مرة تكون نبرته ولهجته الغليظة هكذا مع “عاصم” قائلًا:-

-أنت عملت الحاجة اللى هتنزلها عن ودانك ورأسك، بمعنى أصلح تخلص منها ومن زنها ومهمش أبدًا هى ممكن يجري ليها أيه برا

ضرب “عاصم” مكتبه بيده بغضب سافر وقال:-

-أنا أعمل اللى انا عايزه، و دى مرتي ومحدش يجدر يرفع عينيه فيها، مهتخافش على مرتى أكتر منى يا مازن

فتح باب المكتب على سهو دون أذن ليتوقف شجارهما وكانت “مُفيدة” مُبتسمة بخبث شديد ثم قالت:-

-تعالي يا كبير شوف مرتك خارجة كيف؟

خرج معها دون ان يفهم كلماتها ورأها ترتدي بنطلون جينز ضيق جدًا كأنه أصبح جلد قدميها وقميص نسائي أبيض اللون بكم لكنه شفافًا يظهر ملابسها الداخلية لتتسع عينيه على مصراعيها وقال بغضب:-

-أيه اللى لابساه دا

تمتمت بعبوس شديد قائلًا:-

-مش قصير ولا عريان

صاح بها مُنفعلًا وقدميه تسير نحوها قائلاً:-

-زفت، أنتي لسبك كله مفهوش حاجة عدلة أبدًا، أمشي أسترى جسمك دا

كادت ان تتحدث ليستوقفها غاضبًا بكلماته:-

-من غير نجاش يا أكدة، يا تطلعي أوضتك ومفيش خروج


 


 


تذمرت بضيق شديد عليه وألتف تصعد الدرج وهى تضرب قدميها بالأرض ليقول بانفعال شديد:-

-متدبدبيش

تأفف بغيظ شديد حتى سمع أفأفتها من مكانه، رأى “حمدي” يدخل من باب المنزل فقال بوجه عابس وعينيه عليها وهى تصعد:-

-تعال يا حمدي

أخذه إلى المكتب وحدهما ثم قال بتحذير:-

-هتأخد حلا توصلها جوا الجامعة ومتسبيش الجامعة إلا لما ترجع معاك، طول ما هى مع أصحابها همهلها تعمل اللى هى عايزاه لكن متخرجش مع حد نهائيًا ولا تغيب عن نظرك، فاهمني زين

أومأ إليه بنعم ليقول “عاصم” بتحذير صارم:-

-بجول نهائيًا، وإذا عاندت وياك هبابة ولا حاجة متهملهاش تعمل اللى فى رأسها حتى لو أضطرت أنك تحبسها فى عربيتك وتكلمنى، حذري يا حمدي تغيب عن عينيك وأنا هبعت واحد من الشباب يحضر محاضراتها وياها وتكون تحت عينيه وياك من غير ما تعرف

أومأ إليه “حمدي” بنعم فى صمت على الرغم من فضوله الشديد لمعرفة سر خوف “عاصم” الشديد عليها، لم يرى “عاصم” خائفًا من قبل أو قلقانًا بهذا القدر ، تمتم “عاصم” بهدوء قائلًا:-

-من غير تفاصيلي، لازم تعرف أن الرجل اللى ضرب نارى على الدار بيراجبها وخطر عليها، عينك تبجي وسط رأسك يا حمدي دى مرتي

أومأ إليه بنعم ثم قال:-


 


 


-روح وطول بالك عليها النهاردة لأنك هتتعب معاها هبابة النهاردة عشان هتشتري حاجات وهى معاودة للدار

أشار “حمدي” على عينيه بعفوية وقال:-

-من عيني يا ولدي، متجلجش دى مرت ولدي وفى عيني

أومأ إليه بنعم ثم خرج ليراها تنزل من الأعلي مُرتدي تي شيرت بكم وفوقه سترة سوداء طويل مفتوح وبقط ولم تغير بنطلونها الضيق فهي لا تملك منه الفضفاض حتى هذه الملابس أستعارتها من “فريدة”، خرجت “سارة” و”هيام” من باب المنزل ليناديها “عاصم” بهدوء قائلًا:-

-حلا

ألتفت إليه غاضبة من تأخيرها بسببه، أشار إليها بأن تقترب فسارت نحوه مُتذمرة وعابسة، تتطلع بوجهه ثم قال:-

-أفردي وشك

رفعت نظرها إليه بضيق شديد ثم قالت:-

-بهدلتني قصاد الكل وعصبت عليا وعايزنى أفرد وشي

تبسم “عاصم” بخفة وهو يخرج من جيبه بطاقة بنكية ومدها إليه ليقول:-

-خليها وياكي عشان لو أحتجتي حاجة وعشان الحاجة اللى هتشتري

نظرت للبطاقة البنكية بهدوء وتردد ثم قالت بخوف شديد:-

-مش هتطلبهم منى بعدين، بصراحة مش هعرف أشتغل هنا زى كاليفورنيا عشان أدفع لك زى ماما

نظر “عاصم” إليها بأندهاش فهل كانت تعمل فى كاليفورنيا لأجل أمها ومصاريفها، تحدث بلطف ونبرة هادئة:-


 


 


 


-متجلجيش دى فيها مصروفك، أنتِ مرتى ومسئولة منى مش مدينة ليا، دا حجك، خديها ومتعوجش لليل، خلصي جامعتك على طول وتشتري اللى محتاجاه وتعاودي على طول وكيف ما جولت الصبح أوعاكي تجولي لـحمدي على حاجة لا أو ترفعي حسك عليه

أومأت إليه بنعم وهى تنظر إليه بأمتنان ثم أخذت البطاقة وهى تقف على أطراف أصابعها بعفوية ثم وضعت قبلة على وجنته ويديها تتكأ على ذراعه بسبب طوله وقصرها وقالت:-

-حاضر يا بابى

غادرت مُسرعة ليبتسم بخفة عليها وهى تدعوه بأبًا لها فهو يعاملها كأبنة له وقبلتها المًدللة الرقيقة تهمش شموخه ووقاره، حتى عبوس وجهه يتلاشي فور تقبيلها وتُرسم بسمة ناعمة على شفتيه، نظر حوله بحرج شديد من أهل منزله وكان شاكرًا بأن الجميع بغرفهم ولم يراه أحد وإلا سيصبح حديث المنزل كاملًا……

تعرفت “حلا” على الجامعة وكونت صدقات مع الجميع بعفويتها وبرائتها والجميع كان يرغب بالتقرب والتعرف على الفتاة التى تركت جامعة كاليفورنيا وجاءت لجامعتهم فالجميع يرغب فى السفر للدراسة فى الخارج، قصت لهم حياتها بعفوية لكن الذكريات الجيدة فقط ولم تخبر أحد عن زوجها، أنهت يومها وعادت مع حمدي والفتيات لمركز تجاري ضخمة وبدأت تختار الملابس الجديدة حتى يتوقف عن الشجار معها ولا تغضبه كثيرًا فهى أيَا يحاول جاهدًا فعل ما يسعدها، وشعورها الذي أصابها


 


 


اليوم بالذهاب للجامعة كانت سعادة لا توصف وشعرت بأنها ترغب فى شُكره كثيرًا وبأمتنان، خرج “حمدي” أولًا من المكان حاملًا للحقائب ليضعها بالسيارة ثم عاد للمكان وأتسعت عينيه على مصراعيها بصدمة ألجمته وخوف شديد عندما رأي “سارة” تركض فى المكان وملامح وجهها الخائفة أنذرته بشؤم قادم فقالت بهلع:-

-دور يا عم حمدي ويانا، أنا مش لاجية حلا

صُدم من كلماتها وأسرع ركضًا فى المكان بهلع لكنه لم يعثر عليها وبعد مرور ساعة شعر فيها بالعجز الشديد من العثور عليها فأتصل بـ “عاصم” يخبره بأختفاء زوجته التى حذره من فقدها…

أنتفض “عاصم” من مقعده فى الشركة بعد سماعه لخبر أختفاءها………

.

يتبع 

رواية اجنبيه بقبضة صعيدي كامله بقلم نور زيزو // من هنا 

روايه اجنبية بقبضة صعيدي الفصل السابع والثامن والتاسع  // من هنا 

تعليقات