أخر الاخبار

رواية انتقام زوجة بقلم أسماء ندا الفصول ٩و ١٠

الفصل السابق

رواية انتقام زوجة بقلم أسماء ندا الفصول ٩و١٠



رواية انتقام زوجة بقلم أسماء ندا الفصول ٩ و١٠


انتقام زوجة بقلم أسماء ندا 

 الفصل التاسع 


بعد منتصف الليل من نفس اليوم  جلست مع هشام بعد ان أعطيته الرسالة الأخيرة التى وصلتنى  وبعد صمت دام لنصف الساعة تحدث قائلا


-لا أستطيع أن أفهم رغبة هذا الرجل 


-يريد الانتقام من ماجي 


-لا هذا سبب لا يكفى  ، ان كان يريد الانتقام منها لماذا لم يرسل الاوراق والتسجيلات إلى النيابة مباشرة ؟ لماذا يدفعك انت لفعلها؟ لماذا قام بالمساعدة فى أوراق أختي ؟ هناك علامات استفهام كثيرة خلف هذا الرجل  


-اتفق معك ولكن الى الان ما أرسله يخدمني  ولا يوجد ضرر منه 


-ولم يرسل رقم لكى نتواصل معه ونفهم 


-لا ، لم يفعل 


-ننتظر ونرى والأيام سوف تظهر ما يخفى ولكن انا لا اتفق معه فى نقطة وهى ألا تستخدمى هذا الورق إلا عندما  تظهر زوجة ابي او طليقته الحالية ما معها  ، بل نذهب غدا سويا ونعطي الأوراق والرسالة للمحامى كى يسلمها الى  الضابط المختص ، وهكذا يكون لدينا المصداقية فى المبادرة حتى ان ظهرت الأوراق التي مع ماجى  ، يكون لدى القضاء فكرة عن انها مزورة 


-حسنا ،هذا ما فكرت به بالفعل ، هيا الان الي النوم فأنا مرهقة جدا 


نهض هشام  وقبل رأس والدته  ثم مر على غرفة اخته الصغيرة وقبل رأسها وهى نائمة وقام بتعديل الغطاء فوقها  ، ثم ذهب الى غرفته تحت انظاري ، فذهبت انا ايضا الي غرفتى  


فى الصباح بعد تناولنا الافطار  اتفقت مع هشام على ان نذهب اولا الى السفارة نسأل عن صحة ما قاله هذا الشخص فى الرسالة ثم نتوجه الى مكتب المحامى  ، و عند خروجنا من المنزل أوقفنا ضابط ومعه مجموعة من العساكر ، وأخبرني انى مطلوب القبض علي انا وابنتى ويجب التوجه معه دون اي اعتراض ، لهذا وجهت هشام  بأن يذهب إلى المحامى ويعطيه المظروف ويحضره إلى القسم  ثم احتضنت ابنتى وهمست لها ان كل شئ سوف يصبح بخير و الا  تخاف  ، وكان من كرم الضابط أنه أجلسنا فى سيارة عادية ورفض ان نجلس داخل سيارة الشرطة (البو*كس) لكن هشام اصر ان يتبعنا اولا كى يتأكد نحن بأى قسم سوف نكون ، ثم تحركنا الى قسم شرطة (.......) ، وبعد ان دخلنا الى القسم ثم الى مكتب الضابط المسؤول الذي كان يجلس على مكتبه وينظر فى الأوراق ، وقفنا لفترة كبيرة ننتظر ،أعتقد أنه. قد مر نصف الساعة قبل أن يرفع الرائد  مسعد كما مكتوب  فوق مكتبه عينه الينا قائلا .


-الأسم 


-سلمى عبد الغفار وهذه ابنتى نورسين شرف 


-أليس لها لسان كى تتحدث 


-انها صغيرة و خائفة ، هل لى ان اعلم سبب القبض علينا 


-طبعا ، انت على ذمة قضية سرقة الاعضاء  اما الفتاة فيوجد بلاغ ضدها بالتهجم و سرقة عقد الماس من السيدة ماجي طليقة والدها فى الحى السكنى (-------) 


-هذا كذب  ، ابنتي لم تفعل ذلك  


-يوجد شهود و ايضا  تصوير كاميرات المراقبة تثبت تهجمها على السيدة ماجي  ،ولكن ماذا عنك 


-لا يهم  ماذا عنى الان  فقد ياتى المحامى الخاص بى باى وقت ويستطيع اخراجى ،  ولكن ابنتى انها طفلة وانا متأكده ان طليقة ابيها افتعلت شئ ما و أوقعتها بهذا ،لوجود مشاكل بينها وبين أبيها  وايضا لحصول المقدم علاء من خلالى على ادلة تدينها فى قضية سرقة الأعضاء 


-إذا هذا يعتبر بلاغ كيدى ولكن التسجيلات تظهر تهجم الفتاة على السيدة  


قاطع الضابط دخول أمين الشرطة يخبره بتواجد شخص ما بالخارج يقول انه المحامى الخاص بالآنسة نورسين شرف ، سمح الضابط  له بالدخول ، سادت دقائق من الصمت حتى دلف الى الداخل رجل فى الخمسين من العمر ،تظهر على ملامحه صعوبات الحياة ،ثم قدم ورقة إلى الضابط  تحمل بياناته ، فنهض الضابط باحترام وهو يمد يده بالسلام الى الرجل قائلا 


-المحامي العظيم صفوت الزيات هذا شرف كبير ان تنور المكتب 


-الشرف لي ، لقد حضرت اليوم بناء على طلب من الاستاذ محسن الإبراهيمي عن  الطالبة نورسين شرف ، التى تم القبض عليها منذ ساعة من الزمن 


فأطعت اجابة الضابط على المحامي بسؤال سريع  :- من هو محسن الإبراهيمي  وكيف علم بالأمر 


ضرب الضابط المكتب بيديه وهو يصيح بي :- هل أذنت لك بالحديث ، انطقى مرة اخرى وسوف ارمي بك فى الحجز 


سمعت صوت بكاء طفلتى وهي تخبئ وجهها بى وتتشبث بجسدى  ، فتحدث المحامى سريعا مقاطعا الضابط 


-مهلا أيها الرائد مسعد ، انها لم ترتكب أي جرم في سؤالها ففى النهاية هى أم خائفة على ابنتها ، ثم ان ليس من اللائق ان تترك سيدة وطفلة لم يفعلا أى شئ  ولا يوجد إثبات حقيقي على اى جرم ضدهم 


-بالنسبة للطفلة فيوجد تسجيل كاميرا المراقبة ، أما  الآم  فسوف يحقق معها الضابط المختص بالقضية ، و لاحترامى لحالة الطفلة فقد تركت امها بجوارها  كما ترى 


-استاذنك فى أمرين الأول  أن أرى تسجيل الكاميرا   والثانى ان تسمح لهم بالجلوس مع طلب كوب من الليمون للطفلة  


بالفعل سمح لنا بالجلوس واحضر كوب الليمون بعد ان دفع  بجهاز الكمبيوتر المحمول للمحامى كى يشاهد  تسجيل كاميرات المراقبة ، استمر المحامى بفحص التسجيل أكثر من مرة لمدة ربع ساعة ثم ابتسم واشار الى الضابط قائلا 


-انظر هنا معى هنا وتابع الوقت المسجل هنا فى بداية التسجيل فانه يظهر اختفاء ثماني دقائق كاملة  ، ما بين مناداة الطفلة للسيدة  وبين بدء هجومها عليها  وايضا فى المشهد الأخير من التسجيل يوجد عشر دقائق مختفية ما بين دفع السيدة للطفلة و سقوط الطفلة  ارضا فى حالة إغماء


صرخت بصوت عالى :- ابنتى و حالة إغماء ،متى وكيف  حدث هذا نورسين 


نورسين :- عندما جاءت إلى بيتنا كى تهددنى إن لم تنسحبي انت من القضية سوف تسجنني وتسجنك بل وسوف تدفع لأشخاص كى يقتلو*كي فى الحجز    


الضابط :- هل اخبرتني بكل شئ صغيرتي ،و اعدك ان اعاقبها على ما فعلت


نورسين :- وتترك امى تعود معى الى المنزل   


الضابط :- هذا ليس بيدى ولكن سوف أخاطب الضابط المسؤول 


نورسين :- حسنا ، لقد حدث الأمر قريبا لا اتذكر متى كان الوقت  ولكن ما حدث كان كالآتى


(عودة بالزمن ) 


تعالت ضربات قوية على باب البيت فهرعت نورسين والتى كانت بمفردها لفتح الباب ، وكانت طليقة والدها  هى من تدق بصورة مفزعة على باب الشقة ، وقد حاولت دفع نورسين والدخول ولكن الفتاة منعتها بعد ان سحبت المفتاح وخرجت واغلقت الباب خلفها وهي تصيح 


-ماذا تريدى ؟، ولماذا تدقين الباب هكذا ؟


-اين امك يا فتاة ؟ 


-ليس من شأنك ، اخبريني ماذا تريدى وانا سوف اخبرها    


ابتعدت ثم وقفت بالقرب من باب شقتها هى المجاور لشقتنا  ثم قالت وهى تشير الى بعض الأوراق على الأرض 


-لا يهم أين هى ؟فقط اعطيها هذا الأوراق واخبريها ان لم تنسحب من القضية وتبتعد عن والدك فسوف اسجنك انت وهى بل وسوف ادفع اموال لبعض نزلاء السجن وقتل*ها والتمثيل بجسدها ، هل فهمت يا ابنة العا*ه


وقبل ان تكمل كلمتها قامت نورسن بمهاجمتها ومحاولة ضربها ولكن ماجى كانت جيدة بالدفاع عن نفسها وضر*بت الفتاة على رأسها ثم دفعتها ارضا 


(عودة الى الزمن الحالي ) 


-هذا ما حدث فأنا لم اتهجم عليها إلا  بعد  ان تعديت على امى بالألفاظ  


المحامي :- اذا يوجد ايضا مقطع محذوف من اول التسجيل ، لان ما يظهر وقوف السيدة عند باب الشقة المقابلة لمكان وقوف نورسين  


الضابط :نعم بالفعل 


قاطع حديث الرائد مسعد دخول المقدم علاء من باب الغرفة يتبعه المحامي الخاص بي ، وبعد ان القى التحية  وتحدث قليلا مع الرائد مسعد ، اتفقى الاثنين على إخلاء سبيلنا  ، الرائد مسعد سجل فى قضية ابنتي انه بلاغ كيدي  ويجب تغريم صاحب البلاغ مبلغ من المال وقدرة عشرة الاف جنيها ، اما المقدم علاء فقد كان بالفعل انهى المحضر مع المحامى الخاص بى بناءا على الاوراق التى قدمها المحامي له والتى تثبت  ان  ما قدم بالقضية من اوراق مزور مع الدلائل التى تدين زوجي  وهذه الرسالة الثانية ، بعد انتهاء الإجراءات وخروجنا من القسم وقف معى المحامي صفوت واعطانى ظرف  جديد قائلا 


-اجابة سؤالك من هو محسن الإبراهيمي هو طليق السيدة ماجي السابق وهذه هى رسالته الجديدة ، يمكنك التواصل معه ان اردت اي معلومات او استفسار منه    


اخذت اولادي وعدنا الى المنزل  كانت الفتاة فى حالة سيئة من الإرهاق الذي يتبع البكاء وبالطبع حالتها النفسية المتدهورة بسبب انها ولاول مرة تدخل قسم شرطة وترى  هذه المناظر ، احمد الله كثيرا  ان هذا الضابط مسعد رغم جفاءه واسلوبه السئ الا انه كان رحيما بعض الشئ ولم يضعنا ادفى حجز مع المجرمين واجرى تحقيق سريع ، وبالطبع يجب على الاتصال بهذا المحامى لابلاغ الاستاذ محسن الأبراهيمى شكرى الخاص لاسراعه باللحاق بنا الى القسم ،علىةالرغم من ان التسؤل ازداد فى عقلي عن كيفية علمه بما حدث ولكنى حاولت الا افكر لبعض الوقت ، واسرعت الى المطبخ كى اعد بعض اللبن الساخن ومعه قطع من الخبز بالجبن  ،ثم عدت الى غرفة ابنتى ووجدتها فارغة ليفزع قلبى عليها ، وضعت ما بيدى على اقرب طاولة واسرعت مثل المجذوبه (مجنونه)ابحث فى جميع غرف الشقة وجاء ابنى من غرفة المعيشة على صوتى وانا انادى بأسمها 


هشام :-ما بك ؟ماذا حدث لها؟


-ليست فى غرفتها ، لا استطيع ايجادها 


هشام:-اهدأي ، هل بحثت فى غرفتك 


-لا ، ماذا ستفعل فى غرفتى لقد تركتها نائمة فى فراشها 


ابتسم لى وهو يحرك رأسه يمينا ويسارا ثم توجه الى غرفتى وهو يقول 


منذ طفولتها عندما تحزن أو تغضب أو تخاف تنام اسفل فراشك 


عندما دلفنا الى داخل غرفتي رأيت جزء من ثيابها ظاهر أسفل السرير ثم جلست انا  فوق الفراش أخفي وجهي  وانا احاول تمالك أعصابي من الفزع ولكن صوت  ابنى الضاحك مع تحدثه وهو منخفض ينظر أسفل الفراش   


هشام :- ماذا تفعلين ايتها القطة ؟ 


نورسين:- اصمت حتى لا يسمعك أبى ويأتى لضربى 


هشام :- ولماذا يضر*بك ؟  انه لم يفعلها سابقا 


نورسين :- لا فعلها عندما كنت عند جدتى ورايته مع  ماجى ، وعندما اخبرته انى سوف اقول لامى. ضربنى  ولكن جدتى بعدته عني 


هشام :-لماذا لم تخبريني من قبل ؟ 


نورسين :- لان جدتي قالت لى ان لا اخبر احد حتى لا يضربنى أبي مرة ثانية


-ابنتي ، تعالي بجواري ، لا أحد يستطيع ايذائك و انا هنا  


خرجت نورسين من أسفل الفراش وتخبت بين زراعى وقبل ان اتحدث معها أغلقت عينيها وغفت ، تعجبت كثيرا لسرعة غفوتها ولكن زال العجب وتبدل الي فزع عندما نهض ابنى يمسك بيده علبة من المهدئات الخاصة بى في يده فارغة ولكنه لم ينتظر كثيرا وحمل أخته وخرج مسرعا  ، خرجت خلفه حتى انى نسيت ان ارتدي الحذاء ، وضع الفتاة على الأريكة الخلفية فى السيارة وجلست بجوارها اضع رأسها على قدمي ، وقاد هو السيارة الى ان وصلنا الى اقرب مستشفى  وكانت مستشفى عسكرية والحمد لله استقبلنا الحارس سريعا وادخلها الى غرفة العمليات مع الطبيب المتواجد  لغسيل المعدة  ، ومن شدة فزعي فقد قمت بملء الاستمارات والأمضاء على الأوراق دون ان أقرأها  ولا اعلم حسن حظي او سوءه  كان تواجد أحد الأطباء الذين كانوا طلبة يوما مع عند  المرحوم أبى ، فقام باخذ الاوراق من يدى ولا افهم السبب قد مزق إحدى هذه الوريقات ثم دعانى للجلوس فى غرفته لحين خروج ابنتي و بعدها تركني هناك بحجة مرورة على المرضى ، لكنى لم احتمل الجلوس فى المكتب وتوجهت صوب  غرفة العمليات مع ابنى وعندما اقتربت سمعت صوت من الداخل يدل على خلاف حاد بين الأطباء ولكن فى وسط  ضجيج الأصوات غير المفهومة وجدت الطبيب الذى كان تلميذ ابى يخرج وهو يدفع الفراش المتحرك الذى تنام عليه ابنتى  وعندما رأنى قال 


-اتباعينى ،فهى لا تحتاج اجراء اى عمليات  ، لقد قمت بطلب تحليل دماء واخبروني ان نسبة  الدواء فى جسدها لا يحتاج لإجراء غسيل للمعدة ، وسوف اعطيها محلول مضاد للدواء وتفيق فى دقائق 


دلفنا فى غرفة تعتبر جناح خاص  وبعد نقل ابنتي إلى الفراش الثابت ، أعطاها الطبيب حقنة دواء ما ، ثم جلسنا بجوارها ولكنه نظر لى بوجه غاضب قائلا 


-كيف تكوني ابنة الأستاذ الجليل  عبد الخالق  إن أول ما قام  بتعليمه إياه  هو قراءة اى ورقة قبل الإمضاء عليها مهما كانت الظروف والضغوط من حولى ،يا امرأة لقد كانوا أخذوا بالفعل ابنتك ويهتمون بها  ويجرون التحاليل اللازمة قبل اخذ اجراء غسيل المعدة ام لا  ، اعطيني سبب واحد  ل إمضاءك الورق دون القراءة 


-انها مستشفى عسكرية 


-ماذا يعنى هذا ، اولا ليس جميع العاملين هنا تابعين للجيش وانا واحد منهم للعلم ، ثانيا الفس*اد  لا يختار مكان وجوده الفارق هنا انهم جيدون بفعل الجرائم بشكل قانونى فقط ، هل تعلمى الورقة التى مزقتها ماذا كان بها 


-لا علم 


-موافقة على التبرع بالأعضاء في حال وفاة المريض  


-ماذا ؟


-ليس هذا هو المصيبة بل ان خرجت النتائج للتحاليل ان المريض جسده يناسب احدى الحالات المحتاجة للأعضاء وخاصة ان كان المريض قد اتى فى حالة محاولة انتحار مثل ابنتك فيتم حقنه بمخدر زائد  كى يتوفى و بالطبع لا يوجد شئ فى يد أهل المريض فقد قاموا بالإمضاء  على الأوراق ولا حق لهم فى اى شكوى قضائية ، وما يزيد فى حالة ابنتك هنا  ، وجود اطباء على خلاف مع زوجك لأسباب مالية فقد كان  محتكر هذه العمليات فى المستشفى الخاص لدية كما انه كان يعمل هنا كطبيب متطوع . 


-ولكن أنت قد مزقت الورقة فلماذا ادخلوها غرفة العمليات وهم يعلمون ان اذا حدث  شئ سوف أرفع دعوى قضائية عليهم 


عندما كنا فى مكتبى جائنى رساله على الهاتف تفيد بان زوجك كان قد اعطى موافقة مسبقة للمستشفى بالتبرع بأعضاء جسده  وايضا اوراق موافقة من ابنك وابنتك  على التبرع فى حالة الوفاة لأحدهم قبل بلوغة العمر القانوني و ايضا يوجد ورقة انت قمتى بالإمضاء عليها  ولكن لرأيتى لك توقعين مرة ثانية على الأوراق عند دخول ابنتك توقعت عدم معرفتك  واحتمالية ان توقيعك الذى قدمه زوجك سابقا مزورا . 



كانت الصدمة بالنسبة لى قوى اكثر من صدمة معرفتى بخيانته لي والزواج باخرى ، انه قام ببيع اجساد  أولاده  ، ولكن سرعان ما تذكرت شيئا وكانت هذه هى الفاجعة الكبرى بالنسبة لى ، عند وفاة والدة زوجى قام بإحضارها الى هذه المستشفى ولم يذهب بها الى المستشفى الخاصة به او حتى مستشفى ماجي ، هل يعقل انه قد باع الأعضاء الجسدية لأمة قبل دفنها   ، وقبل أن اسئل الطبيب عن هذا سمعت صوت ابنتى وهى تفيق وتنادى بصوت ضعيف اسمى 


-أمى ، سلمي ، امى 


اقتربت منها ثم وضعت يدى فوق راسها وبدات بالهمس بجوار اذنها ببعض آيات القرآن الكريم حتى هدأت وفتحت عينيها ونظرت لى مبتسمة ثم قالت 


-أين نحن ؟ هذه ليست غرفتك 


هشام :-نحن فى المستشفى ايتها القط المشاغب 


-لماذا ؟ 


-لماذا اخذت  كل هذه الحبوب من دوائي ؟


نورسين:- لم يكن فى العلبة الا حباية واحدة فقط 


-لا كانت ممتلئة 


نورسين :- لا  ، العلبة الجديد داخل خزانة الملابس  هذه كانت العلبة التى اعطانى ابى اياها قائلا لى انها مقويات كى اعطيها الى جدتي وقد احتفظت بها 


الطبيب وهو يمسك اوراق التحاليل :- أنها ليست مهدئات ولا مقويات  ، كيف يقوم والدك بأعطاء هذا الى والدته


-ماذا تكون هذه الحبوب إذا


الطبيب :-اقرأي بنفسك  


مسكت الاوراق من يده وجسدى يرتعش خوفا ان تصح ظنوني ولكن ما ان وقعت عيني على نسبة واسم المادة التى كانت موجودة في دم ابنتي ،حتى سقط أرضا لا استطيع التنفس وعقلى يسرع باسترجاع اليوم الاخير لى فى بيت حماتى و تذكرى للأعراض التى انتابتها قبل موتها ، 


-تبا لا يمكن ، كيف يفعل ذلك 


الطبيب :-  ارجوك ان تتماسكي من الممكن ان تكون الفتاة أغلقت فى  علبة الدواء ، وانت صغيرتي متاكده انها نفس علبة الدواء لم يختلط عليك الأمر بين مجموعة الادوية التي تكون بحوزة ابيك للتجربة مثلا   


نورسين :- لا ، أبي  من أعطاني هذه العلبة عندما ذهبنا لزيارة جدتى قبل زواجه وسفرة وايضا انها العلبة الثالثة فقد أعطاني مثلها علبتين   أثناء الفترة التي أقمنا بها عند  جدتي  لتجلس امى وابى سويا لعلهم يتصافون هكذا ما قاله لى . 


-هل كنتى تعطين جدتك هذا الدواء منذ تلك الفترة ، اللعنة عليه ، كيف فعل ذلك ؟كيف طاوعه قلبه على فعلها 



قطع حديثنا دخول احد طاقم التمريض  واستأذن  الطبيب ورحل معه ، وبعد خروجه نظرت اتجاه ابني الذي كان جالسا فى صمت تام  ينظر بذهول فى الفراغ ، فاقتربت منه ثم وضعت يدى على كتفه  وهمست 


-أكيد يوجد خطأ ، سوف أذهب الى المنزل وأحضر العلبة التى أخذت منها نورسين ونرى 


هشام :- لا داعى الى الذهاب ، ها هى العلبة ، وبها حبة واحدة متبقية . 


اخذت من يده العلبة التى كان قد اخرجها من جيب بنطاله  ، ونظرت بها و بدات بقراءة ما مدون عليها و المفاجاة انها بالفعل دواء مكون من مجموعة فيتامينات 


-ان العلبة خاصة فعلا بالفيتامينات ، اذا كيف يوجد نسبة من السم بطئ المفعول فى دمك نورسين 


نورسين :- لا اعلم ، لم اخذ غير حبة واحدة من هذه 


دخل الطبيب مرة أخرى وقال  


-هيا يجب عليك أخذ الفتاة والخروج  من هنا الان ،قبل. ان يقدم الأطباء بالاسفل بلاغ عن محاولة انتحار  وهذا سيكون سئ لمستقبل الفتاة 


-تمام ، هيا نورسين انهضى وسوف اساعدك 


هشام :- لا ، سوف احملها الى السيارة كى نذهب سريعا 


بالفعل اسرع هشام وحمل اخته وخرج من الغرفة وانا اتبعه بعد ان أظهرت علبة الدواء للطبيب واخبرته عنها فقال سوف ياخذ الحبة المتبقية الى المعمل ويدرسها ثم ياتى الى زيارتى بالمنزل ويخبرنى ، بعد فترة من الزمن كنا قد عدنا الى المنزل ، وها قد مر اليوم بكل هذا الإرهاق والتعب ، دلفت الى غرفتى والتى كانت تنام معى بها أبنتى رغبة الا اتركها هذه الليلة  ثم جلست بجوارها  ،انظر لها بحزن وأفكر كيف يفعل أب هكذا مع ابنته ويجعلها هى من تعطى الدواء القاتل الى جدتها وهل فعلا هذه الحبوب من الممكن ان تكون وضعت بالعلبة عن طريق الخطأ وهو لا يعلم هذا ، اثناء تفكيرى تذكرت  ان المحامى  صفوت الزيات قد اعطانى  رسالة جديدة من طلق ماجى ، نهضت بهدوء كى لا أزعج ابنتى  ، واخرجت الظرف من حقيبة يدي  ثم خرجت من الغرفة متوجهة الى غرفة الاستقبال  ،بعد ان تأكدت من نوم ابنى  ثم جلست بجوار المدفأة  . 


فتحت الظرف وكان به ورقة كبيرة و بعض الأوراق الطبية التى تشير الى مجموعة من التحاليل الطبية  قبل ان انظر فى هذه التحاليل فضلت قراءة الرسالة اولا  وكانت كالآتى 


الرسالة ٣


مرحبا ثانيا ، من المفترض عند حصولك لهذه الرسالة ان تكون ابنتك تستعد للذهاب الى امتحانات فى السفارة التركية او على الاقل يكون مر على تواجد ماجى و شرف بالحجز بين اروقة  النيابة  عدة اشهر وتكوني قد اكتشفت الرسالة الأخيرة التى مع محامى  عائلة زوجك والتى ارسلتها انا بالفعل له  وهى بها تسجيل صوتى من  والدة زوجك  تعدل بها وصيتها السابقة فيما يخص ما سلمته لك من ممتلكات ، والى هنا سوف أوضح لك لماذا فعلت ذلك ، ولكن ان كنت استلمت هذه الرسالة  قبل ميعادها المحدد فهذا يعنى حدوث شئ ما لم اتوقعه او فعلت ماجى شئ ما مغاير عما اكتشفته انا عن مخططها ، اى يكن الوقت فمن حقك ان تعلمى ماذا حدث  ولهذا سوف اكمل لك الأحداث كما حدثت بالترتيب ، بعد ان تركت الحارس وعدت إلى منزلي حيث كنت أقيم وقتها مع ماجى ولم نكن طلقنا بعد  فقط كنا انفصلنا فى الغرف تمهيدا لصنع خلاف قوى كى  ادفعها هى الى استخدام  حقها فى فسخ العصمة والطلاق منى  ، لم اكن أريد ان اظهر انى انا من طلق  ولهذا مهدت كل السبل كى تندفع هى بالابتعاد والطلاق  ، عند دخولي المنزل  كانت الأجواء هادئة  والظلام يعم المكان لا يوجد غير ضوء غرفتها الذي يتسلل من اسفل الباب  ، أغلقت الباب بهدوء ثم اقتربت من باب غرفتها فاستمعت  الى حديثها مع شخص ما ، فى بدء الأمر أعتقد أنها تتحدث مع زوجك او زميلها مهران  ولكن من حديثها اكتشفت انها تتحدث مع سيده ما وكانت تتفق معها على اخراج تحاليل واشعة ما للمخ بحيث يكون المريض لديه خلل فى اعمال المخ  على شرط ان تكون التحاليل نظيفه وليس بها اثر لاى مادة بالدم ، بعد ان استمعت لها تغلق الهاتف وتتحرك بالغرفة ابتعدت عن الباب  متوجها سريعا الى غرفتى و تصنعت انى اقوم بفتح الباب عندما خرجت من غرفتها ونظرت لى بغضب ثم توجهت الي المرحاض واغلقت عليها فتحركت مسرعا الى هاتفها وبالطبع فتحته بسهوله لمعرفتى برقم السري واخرجت اخر مكالمة لها ثم سجلت الرقم والأسم على هاتفى. وعدت سريعا الى غرفتى ، فى اليوم التالي بحثت عن الرقم وعلمت أنه خاص بطبيبة مخ وأعصاب   داخل مستشفى الج*يش التى يعمل بها زوجك فذهبت اليها لكي اتحدث معها ، وقد حاولت التهرب منى بالحديث ونكران ما اتهمتها به ولكن عندما اخبرتها انى قد سجلت المكالمات التى تدور بينها وبين ماجى ، اعترفت بكل شئ ، وما صدمني  كان معرفة زوجك بجزء مما يفعلاه ،وأنه استطاع جعل والدته توقع على بيع أعضاء جسدها فى حالة وفاتها ، علمت من الطبيبة ان زوجك قام هو و ماجى بالاتفاق معها على  تبديل حبوب  دواء ما تأخذه والدة شرف  كى يسبب لها حالات من الهذيان ل يعيق قدرتها على التفكير واخذ قرارات سليمة وهذا ما اعتقده شرف ولكن قامت ماجي برفع المبلغ الى الضعف دون علمه كى تبدل الطبيبة الحبوب باخرى تؤدى الى الموت البطئ والذى لا يترك اثر فى الدماء اذا مرت بضع ساعات  بعد الوفاة ، اخبرتها الا تخبر احد انى اعلم شئ والا توجهت  بالتسجيلات الى النيابة و قمت بالابلاغ عنها   بعد انصرافي  من المستشفى توجهت إلى  بيت والدت شرف ، و لحسن حظى انها كانت بمفردها ولم يكن هناك احد ، وقمت بأخبارها بكل شئ وايضا جعلتها تستمع الى حديث الطبيبة التى كنت سجلته دون علمها  ، واخذت حبه واحده من كل نوع دواء كى نعلم أيهم هو الدواء القاتل ثم انصرفت ، وبعد يومين عدت اليها واريتها اى العلب هو الدواء المستخدم  و لكنها طلبت منى ان لا اخبر احد وانها سوف تحذر من الطبيبة ومن ابنها ولكن فى الاخر هو ابنها ولا تريد له السوء ، وقامت بتسجيل  لتعديل بعض بنود الوصية التى تركتها مع محامى العائلة وطلبت منى الا ارسل هذا التسجيل الى المحامى الا بعد موتها و هكذا وعدتها على انى لن اخبر احد الا فى حالة وفاتها ، وكنت اثناء هذان  اليومين  استطعت استخراج مفتاح يطابق مفتاح خزانة زوجك  وتعهدت على الذهاب لاخذ الاوراق و  طباعة اوراق اخرى اقوم بامضاءها بنفسي حتى تظهر انها مزورة وبالفعل بعد ايام استطعت دخول مكتب زوجك  بعدما تأكدت انه فى نفس الوقت يقابل ماجى فى احدى المطاعم وبعد ان انتهيت اتصلت بك من رقم مجهول واخبرتك بعلاقة زوجك بامرأة اخرى وعلى انهم ينتون الزواج ، ومر شهران بعد مكالمتى لك و طلاقي انا وماجى وبدات بتجهيز اوراقى الى الرحيل ومغادرة البلد كما كتبت الخطابات التى سوف اجعل المحامى الخاص بى ارسالها اليك فى مواعيد محددة كما اوصيته بوضع حراسه لك لمعرفة كل خطواتك ونجدتك فى اى وقت تحتاجيه ولكن قبل سفرى علمت انك تركت الاولاد لدى جدتهم  واعطيت مهله شهر للاقامه مع زوجك بمفردكم ، لن انكر انى تعجبت من موقفك هذا ولكن عند دخولك الصيدلية التابعة الى مستشفى ماجي وحصولك على مجموعة الادوية التى تسبب الضعف الجن*سي وزيادة هرمونات الأنوثة  فهمت وحقا  تمنيت انى كنت فكرت بهذا ايضا وفعلت المثل لماجى ولكن لا انكر ان ما قمتي به جعلنى أرغب فى مشاركتك الانتقام ولهذا أجلت سفرى لبعض الوقت ، وبدأت بتتبع خطوات وحركات  كلا من ماجي  و شرف  واصطياد كل ما يدينهم معا مهما كان صغيرا  ، وضعت مسجل وكاميرات فى شقة ماجى ومسجل وكاميرات فى مكتب زوجك  و احتفظت بكل شئ ،لكني كنت اذهب لاخذ هذه التسجيلات كل فترة واكتشفت من احدى التسجيلات  اخذ ماجى للأوراق من الخزانة و ايضا  استمعت  لتسجيل صوتى لزوجك وهو يعطى ابنتك الدواء كى تعطى منه الجدة  ولكن للأسف كان هذا بعد موتها ،لانى اخذت هذه التسجيلات بعد سفر شرف وماجى لقضاء شهر عسل ، لا تعتقدي ان هذه اخر رساله لا انتظرى منى سر اكتشاف ترتيب وضعك انت بالسجن بتهمة قتل زوجك والذى للصدفة او تفاداها شرف بإجبارك على  بيت الطاعة وإفشال محاولة ماجى ،  يمكنك أخذ التسجيلات من المحامى الخاص بى ودعا فى الخطاب القادم 


أغلقت الرسالة وعقلى قد تشتت أكثر ، مما فهمته ان شرف كان يريد فقط ان يجعل امه تصاب بالهذيان وافهم من هذا أنه كان يخطط لرفع قضية حجر ، أما ماجى فقد خطط لقتلها  وقتلى ، هل من الممكن ان شرف اكتشف نوايا ماجي  فقرر حمايتي ام هو تصرف بدافع الانتقام وجاء هذا فى مصلحتى انا .


الفصل العاشر 


 مر الليل ولم استطع ان انام فلم يتوقف عقلي عن التفكير كيف يفعل هذا لأمة التى حاولت طوال عمره ان تهب له كل ما يتمنى لقد قصرت في حق بناتها من أجله ، نعم جعلت منه انسان أناني ولكن هل يصل بأنانيته الى دفع امه للجنون  ، وهى لماذا كتبت وصيتها  بهذا الشكل من كلام الأستاذ محسن الابراهيمي فهى كانت قد كتبتها قبل ان يخبرها هو بموضوع الأدوية اى قبل ان تعرف بنية ابنها بالزواج مجددا ، ما السبب اذا دفعها لكتابة هذه الوصية وهل هذه الوصية ما دفعت شرف  للتفكير بهذا الجرم فى حق أمه .


نهضت عندما تسسل ضوء النهار الى عيونى ، ثم توجهت الى غرفتي حيث تنام ابنتى ، قبلتها وتمددت بجوارها بعد ان ضبط المنبة كى استيقظ بعد ساعتين ، ولكن التفكير لم يتركنى استريح وظللت اتقلب يمينا ويسارا حتى مر الوقت لا اعلم كيف او متى غفوت  تنبهت فقط لصوت المنبة ، نهضت ولم اجد ابنتى بجوارى فتحركت بفزع ناظرة اسفل الفراش لم تكن هناك فخرجت مسرعة متجهه الى غرفتها ولكنى استمعت لصوت يصدر من المطبخ  للأوانى ويتبعه صوت ضحكات ابنائى ، وضعت يدى على صدرى وانا احمد الله ، ثم اقتربت بهدوء من المطبخ و وقفت استند على جدار الباب و ابتسم ، فقد كانت نورسيين جالسة فوق الجزيرة التى فى منتصف المطبخ وظهرها الى الباب ، اما هشام فكان يقف الى جوارها يقطع الخضروات بعد ان قام بتقليب شئ ما فى وعاء على النار ، قالت نورسين ضاحكة 


ان لم امت من الدواء الخطأ سوف امت بحالة تسمم اليوم 


هشام :- تسمم! فقط لا تاكلى اصابعك مع الطبيخ  


نورسين :- هل تعتقد اعداد معكرونة بالخضروات مع كرات اللحم   يعد انجاز فى الطبخ 


هشام :- هل كنت اتركك تتضورين جوعا افضل ، حسنا سوف اترك كل شئ  


نورسين :- لا ، لا ، انا جائعه ، انه افضل طعام فى الوجود وانت افضل طاهى قد خلق ، هيا  اكمل ،  ارجوك 


هشام :- حسنا ، قبلينى اولا 


نورسين وقد اقتربت من جبهة اخيها وقبلته  فضحك وقال وهو يشير الى خديه 


-وهنا وهنا ايضا 


نورسين :- استغلالى 


هشام :- ومن لا يستغل القمر ان جلس امامه 


نورسين :- اخجلتنى ولكنى نمرة ، لقد هجمت على زوجة ابيك وضربتها 


هشام :- صحيح وهى من فقدت الوعى امام الباب 


نورسين بحزن :- ولكنى هاجمتها اولا 



تحدثت انا من الخلف قائلة :- ولكنك اخطأت بعدم اخبارى ، وايضا بفتح الباب لها من الاساس 


نورسين :- ولكن يا امى ، لقد اغاظنى كلامها 


هشام :- وحتى ان كان ، يمكنك الاتصال بى وانا كنت سوف اواجهها انا 


-من الجيد انها لم تفعل ، والا كنت انت مع والدك بالحجز 


هشام :- صحبح امي هل ابى كان يريد قتل جدتى او كيف تبدل الدواء داخل العبوة 


-لا يا حبيبي ، لا يمكن ان يفعل والدك هذا  ، اخر رسالة من طليق ماجى اخبرنى ان ماجى دفعت اموال للطبيبة التى تعالج جدتك لتغير الحبوب داخل العبوة وكان والدك هو من ياخذ العلاج من الطبيبة بصفته طبيب زميل 


نورسين :- ولكن لما جدتى وافقت على بيع اعضائها بعد موتها 


-اعتقد مثل. ما وافقتم انتم ، الم توقعون على الاوراق لوالدكم 


هشام :- نعم ، انا فعلت ذلك ، لانه اقنعنى باحتياج الكثيرين لزراعة اعضاء و ان تبرعى فى حال وفاتى يعتبر صدقة عنى ويكتب لى بها اجر عند الله 


نورسين :- وانا ايضا كذلك ، ولكن امى لماذا وقعت انت 


-لم اوقع على اى شئ للاسف ان التوقيع مزور ، هيا  اخرج انت واختك وانا سوف اكمل الطعام واحضره لكم 


هشام :- لا ، بل اذهبى انت وهى و الطعام عندى اليوم ، هل نسيتى انى صاحب مطعم واجيد الطهى 


نورسين :- سوف اتسمم 


-كفى عن اغاظت اخيك يا فتاة 


هشام :-اتركيها فقط تشفى وسوف اريها نتيجة ما تفعل 



بعد عدة ساعات خرج هشام وذهب إلى المطعم ، ونامت نورسين بعد ان اعطيتها الدواء وكنت قد اخبرتها انى سوف اخرج قليلا لاتمام بعض المهام فى المستشفى لحين خروج والدها او استلامها انا ، وقد نبهت عليها الا تفتح الباب لاى شخص اى ان كان ، و بعد ساعة من خروجى من البيت ،ذهبت أولا إلى مكتب المحامى الخاص بالعائلة بعد ان حددت موعد معه بالهاتف ، وكان بالفعل ينتظرنى وما ان دلفت الى داخل المكتب حتى قال 


-لقد كنت اعتقد انك ستاتين بعد خروجك من المستشفى بالفتاة مباشرتا 


-حقا ! 


-نعم من المفترض انك علمت هناك ان السيدة ماجى حاولت قتل والدة زوجك


-وان كنت تعلم هذا ، لماذا لم تبلغ عنها 


-ان والدة زوجك رفضت الإبلاغ عنها  خاصة بعد ان علمت ان ابنها مشترك معها 


-ولكن لما كتبت الوصية هكذا قبل ان تعرف بموضوع الطبيبة والدواء 


-سوف ادع هذا الأمر لها تخبرك هى به  


-ماذا ؟ وكيف ذلك ؟ 


-استمعي الى هذا الشريط  فهى طلبت منى اعطائه لك 


-هل هذا هو الشريط الذي أعطاه لك الاستاذ محسن الابراهيمي


-لا ، هذا قبل ان تكتب الوصية ، اما الشريط الذى تتحدثين عنه فكان لتعديل الوصية وقد اخبرتني عنه في الهاتف قبل موتها  وقالت لا اظهره الا بعد ان يرسل لك الاستاذ محسن رسائله وايضا طلبت منى بعد فتح الوصية الاولى ان اهدء الإجراءات و اجل تنفيذ اي شئ لحين موعد فتح التعديل ، وهذا ما فعلت فقد جمدت كل شي لحين الجلوس معك واخبارك بالتعديل 


-ولما لا يكون الجميع متواجد 


-اولا لان التعديل يخص ما ورثته انت او بمعنى اصح ما قامت هى ببيعه لك وهي على قيد الحياة وثانيا لان بعد خروجك من المكتب المرة السابقة قد اخبرتهم بشأن التسجيل  ولكن لم اجعلهم يسمعوه 


-حسنا سوف استمع اليهم فى البيت 


-لا رجاءا ، لا استطيع تسليمه اياك  الان ، يمكنك سماعهم هنا ، وانا سوف اترك المكتب لك 


نهض المحامى وخرج واغلق الباب خلفة ، امسكت الشريط ووضعته بالمسجل الصغير الذي تركه المحامى فوق المكتب 


(التسجيل )


السلام عليك ابنتى ، عند سماعك هذا الشريط سوف اكون ارتحلت  الى عالم اخر ، اغفرى لى سوء معاملتي لك ، انا كنت فقط اتدلل عليك من حبى ، فانا حقا كنت اراك مثل ابنتاى ، وخاصة بعد ان مرضت واحتجت زراعة كلى ولم اعلم الا بعد ان اجريت العملية انه انت من تبرع لى ، شكرا لك صغيرتي ، يشهد الله كم احبك ، اعلم انك الان تتسائلين لماذا كتبت الجزء الأكبر من إرثى بيع وشراء لك  ، بل ووصيت بثلث المتبقى لك ايضا ، سوف أقص لك ما علمت وكيف علمت ، ذات يوم عندما ذهبت الى القرية  مع ابنى شريف  كان السفر يومها شاق جدا على ولهذا  ونحن فى القطار اغلقت عينى احاول ان اغفو قليلا واعتقد شريف انى غفوت بالفعل ، فرفع هاتفه وتحدث  الى شخص ما لا اعلم من هو ولكنه أخبره ان يحضر من ضمن أوراق  الموافقة على التبرع بالأعضاء ورق يفيد بانى بعت كل املاكى له  حتى انه قال له ان يضع اوراق بيع المنزل فى منتصف الورق حيث لا انتبه له ،وانه سوف يشغلنى باى شئ حتى اوقع عليه ، وما مزق قلبي  حديثة عن ارسالي الى دار للعجزة بعد ان يبيع البيت ، او يجعلنى أقيم معك فى الشقة الصغيرة التى اشتراها فى احد المناطق الشعبية بعد ان يجعلك تطلبين الطلاق  وانه سوف يخرج هشام من الجامعة ويرسله للدراسة فى الخارج قبل ان يفعل ذلك حتى لا يقف معك ضده اما الفتاة فسوف يزوجها من ابن عمه الذي يبلغ من العمر الخامس والأربعون مقابل فدانين من الأرض الزراعية ، لقد علمت انه وصل من الانانية والطمع والجشع  الى حد تدمير عائلته و لانى اعلم انك انسانه أمينه عند عودتى من القرية  ، اول ما قمت به انى توجهت لمحامى العائله وكتبت وصيتى وعندما ذهبنا الى المستشفى واحضر اوراق التبرع بالأعضاء استخرجت كل الاوراق التى تحدث عنها والقيتها فى وجههه واخبرته انى كتبت كل الاملاك لاخوته الفتيات بيع وشارء شرط ان  ينفذ بعد مماتي ، ولكن ابنتى انا قلبى لا يتحمل حرمانه. من كل شئ لهذا  كانت وصيتى 


توقف التسجيل ولم تتوقف دموعي عن الهطول وعقلى يكاد ان ينفجر من الذي كنت متزوجة به ، حقا من هذا الشخص ، نعم كنت اعلم انه انانى و وطماع ولكن ليس لهذا الحد ، يدمر ابنته ويعمل علي فقدان عقل امه ليرميها فى دار للمسنين ، ما هذا الجحود ، وضعت الشريط فوق المكتب وخرجت دون ان اتحدث وعندما وصلت الى الباب الخارجى استدرت وقلت للمحامي


-هل تستطيع غدا تدبير لى زياره لزوجى  


-نعم ، بالتأكيد ،ولكن الن تسمعى التسجيل الثانى  هذا ممكن ان اعطيك اياه  


-حسنا ، احضره ، يجب ان اعود للمنزل الفتاة بمفردها 



مد يده وأخرج من جيب القميص شريط اخر لكنه صغير الحجم واعطانى جهاز تسجيل صغير وقال 




-لقد ارسل لى الاستاذ محسن الابراهيمي التسجيل والشريط معا 


اومأت برأسي ثم تركت المحامى وتوجهت الى المستشفى ثم صعدت الى الطابق الاخير كما كان يصف محسن الابراهيمي في رسائله بالضبط كل شئ بمكانه  فتحت باب المكتب فأنا كنت قد استلمت  نسخة المفاتيح من القسم عند ترحيل شريف إلى السجن المؤقت ، فتحت الباب ثم فتحت الخزانة ، كى أصعق من الأوراق الموجودة التي تدين ماجى ،من الواضح انها وضعت قبل القبض على شريف ولم تراهم هى ، وجدت ايضا صندوق ممتلأ بتسجيلات فيديو  وصندوق آخر صغير لونه اسمر مستطيل الشكل ، ولكنه مغلق بمفتاح ، حاولت فتحه بالعديد من المفاتيح التى معى ولكن لم يفلح اى مفتاح فى فتحه فوضعته فى الحقيبة واخذت الاوراق والتسجيلات  ثم عدت الى المنزل 


الفصل التالى

تعليقات