أخر الاخبار

رواية انتقام زوجة بقلم أسماء ندا الفصل ١١و١٢


الفصل السابق

رواية انتقام زوجة 


رواية انتقام زوجة بقلم أسماء ندا الفصل ١١و١٢





رواية انتقام زوجة بقلم أسماء ندا الفصل ١١و١٢


الفصل الحادي عشر 

بعد عودتى الى المنزل وجدت ابني يجلس فى غرفة الاستقبال ومعه بعض الأوراق اقتربت منه وانا اهمس كى لا افزعه فهو لم يشعر بدخولي البيت وقلت 

ماذا تفعل حبيبى 

هشام :- لقد ذهبت الى منزل جدتى كى ابحث فى البيت عن نفس نوع الدواء او اى شئ من الممكن ان يدين اختي لانها هى من قامت معها فترة قبل الموت اكثر منى ، ولكنى وجدت فى غرفة جدتى صورة معلقة كانت متحركة قليلا فاقتربت كى اضبط مكانها ، فوجدت باب خذانه صغير خلفها وكانت المفاتيح بالباب ، امسكت قطعة قماش وفتحت باب الخزانه ، كان هناك العديد من الأوراق والأموال وبعض الذهب الذى موضوع فى صندوق مكتوب عليه شبكة نورسين و هذا الظرف امى ، هل تعلمى ما هذا انه ضياع مستقبل بل حياة ابنتك ، ان هذا الرجل الذى تزوجتي به ولن اقول أبى ، ان كان امامي الان كنت قتل*ته 


جذبت من يده الظرف وفتحته سريعا ، لم اتمالك نفسي وقعت ارضا وبالكاد كنت اتنفس ، وانا اهمس بحسرة والم 

انه ، انه ، عقد زواج نورسين من عبد الظاهر ، لقد كانت فى عمر العاشرة فقط فى هذا التاريخ 

هشام : اهدئي أن العريس قد مات منذ سنتين الان وليست ورقة الزواج هذه هى المصيبة  

نظرت له وانا اصرخ :-كيف ؟ ماذا بعد ؟

هشام :- هذه الأوراق تعنى استلام والدى ميراث نورسين من الرجل وهذا له معنيان إما ان يكون الرجل دخل بها بالفعل او والدى فعل شئ ليثبت انها ليست قاصر وانه دخل بها وهذا يعد أيضا تزوير فى حالة كون اختى بكر (فتاة وليست سيدة ) ، امى انت طبيبة وعليك التاكد من نورسين دون ان تدرك ماذا تفعلى ، أخشى عليها من الصدمة 

-الآن وقد فهمت لما هى خائفة من ابيك دائما وانا لم اراه يضربها ولو مرة واحدة ، ولكن انا طبيبة جراحة ولست طبيبة نسائية 

هشام :- والعمل 

-انتظر سوف اتصل بصديقة لى ولكن علينا إعطاء نورسين مخدر اولا ، اذهب واحضر هذه الحقنة سريعا 

بعد حوالى نصف ساعة كنت قد حقنت ابنتنى بمخدر كى تنام ولا تشعر بشئ وجاءت صديقتى للكشف عليها بعد ان اخبرتها بالاوراق التى وجدناها ، فبعد أن أنهت الكشف قالت 

-ان الغشاء سليم ولا يوجد اى اثر لحدوث حتى شبه تهتك ، لكن عليك التحدث معها فى الامر او احضارها الى الطبيبة النفسية صديقتنا فأن خوفها من أبيها لهذه الدرجة يحوى بحدوث شئ ما وقوعها تحت ضغط ما 

اشترك فى الراى معها ابنى ، وبعد انصراف الطبيبة جلست والورق بيدى لا استطيع ايقاف عقلى عن الفكر وتجميع التخيلات عما قد حدث وكيف حدث والأسئلة التى كادت ان تفتك بعقلى ، كيف توجد هذه الأوراق فى خزنة الجدة ، لماذا لم تخبرني عنها ، لماذا ابنتى الوحيدة لم تتحدث و لم تقص لى ؟ ، ألهذا الحد هى خائفة منه ام لهذا الحد انا بعيدة عنها ، كم من مرة جلسنا سويا وتحدثنا كم من مرة كانت تقص لى كل شئ عن حياتها صغير ام كبير لماذا لم تذكر لى اى شئ عن هذا الموضوع ، هل ترانى ضعيفة لن استطيع حمايتها ؟ ، لا ، انا المخطأه نعم هذا خطأي ، فقد تنازلت كثيرا عن حقوقي حتى ظنوا بى الضعف لا استطيع ان الومها ، مهما كان هى الطفلة التى رأت أمها تهان وتصمت ، تحرم من كثير من حقوقها وتصمت ، اختيار الصمت كان أكبر أخطائي ولكن سوف اصحح كل هذا يجب ان تراي ابنتى انى استطيع اخذ حقي وحقها من هذا المجرم ، لن اكتفى بان يسجن او حتى يعدم سريعا هكذا ، بل يجب ان يسجن حتى آخر أيام حياته ، لن اتركه يخرج ابدا من السجن مهما طال عمرة . 

تنبهت من تفكيري على صوت ابنتى تهمس باسمى وهى تتقلب يمينا ويسار ، وقد فهمت انها تفيق ،فأقتربت منها وسألتها بهدوء 

-هل انت جائعة 

-نعم ، اريد معكرونة و كفتة من جدتى 

-حسنا ، اخبريني اولا لماذا انت تخافى من والدك 

استدارت بتلقائية واحتضنت جسدي وهى تحاول اخفاء وجهها وقالت 

منذ ان اخذنى البلد وانا صغيرة وكان يضربني ويحبسني فى الغرفة ، دون سبب   

-لماذا لم تخبرينى الست امك واخاف عليك 

انت تخافين منه و لكن ايضا جدتى قالت انها ستمنعه وتحمينى و أخذتني من هناك وعدنا الى منزلها بعد الفرح 

-اى فرح تتحدثين عنه 

-فرح العم عبد الظاهر ، لكنى لم ارى العروسة فقد كان ابى يحبسنى بالغرفة بعد ان ارتديت الفستان كما طلب ، قال انى لست جميلة ولن يأخذني الفرح و لكنه بعد فترة جاء واحضر معه قطعة من الكيك بالشكولاه واخبرنى ان اكلتها كلها سوف يأخذني معه 

-وماذا بعد 

-لا أعلم ، لكن أنا استيقظت وكانت جدتى تجلس جوارى فى القطار وقد أبدلت الفستان بجيب و قميص من ملابسي وكنا فى الصباح وهى اخبرتنى الا اقص عليك شئ ، لكن لماذا تسالينى اليوم امى انه كان بالماضى وانا صغيرة  

-لقد.كنتى تحلمين بشئ ما وتبكى وكنت خائفة ولهذا سألت 

-هل جدتى سوف تحزن فى القبر لانى اخبرتك اليوم 

-لا ، فهى اخبرتنى فى سالة تركته مع المحامى ، هيا احضر لك المعكرونة والكفتة 

-كيف علمت اني اريد ان اكل هذا 

-فقط شعرت بهذا ، هيا سوف اصنعهم كما تفعل الجدة 

نهضت وأنا اطوى الأوراق فى يدي وكان هشام يقف عند الباب وقال ممازحا اخته 

هل الأميرة النائمة استيقظت جائعة 

نورسين :- اكلت ونمت واستيقظت جائعة ، اعتقد انى سوف اتحول الى وحش واكل عظامك 

هشام وهو يخرج من الغرفة قال :- لن تستطيعي يا فارة 

نهضت نورسين سريعا وكادت ان تقع ولكني أمسكت بها وقلت 

على مهل انت مازلت مريضة 

نورسين :- لا انا جيدة وسوف اضر*به  

ثم هرولت خارجة من الغرفة خلف أخيها والذى كان ينتظرها فى الممر وما ان رأها حتى صاح 

يا الهى هناك فار بشعر طويل  

فى اليوم التالى ،قضينا اليوم سويا دون مشاكل او رسائل ،بل استمتعنا بوقتنا كما الماضى فقد اقترحت نورسين ان تعد هى الطعام اما هشام فقام بارسال احد اصدقاءه للإشراف على المطعم والعمال ثم وضع أدوات صنع الشاي وجهز الطاولة كى نتناول الطعام فى الشرفة وأنا تركت نورسين تعد الطعام و أعددت انا الكيك بالشكولاه التى تحبه وبعض بسكويت القرفة . 

بعد العصر جاءت صديقات نورسين وجلسن معها وجاءت لزيارتنا عمتها ، واستغليت انشغال نورسين مع صديقتها و انشغال هشام مع ابن عمته واخذت نجاة عمة الاولاد وجلسنا فى غرفة نومى ثم اعطيتها الاوراق ، ولكنها صدمة وكادت ان تصرح لولا ان وضعت يدى على فمها ، وكم تفاجأت انا عندما انهمرت عيناها بالدموع وهى تضغط بيدها على يدي كى تكتم صوتها اكثر وبعد دقائق ، قالت 

هذا الح*قير ، كيف يفعل هذا بابنته انها طفلة ، سحقا فى هذا التاريخ كانت فى العاشرة من عمرها 

-نعم ، هذا صحيح 

وما هذه الأوراق ، اللعنة هل ….

-لا ، الفتاة سليمة ، من الواضح أن والدتك انقذتها فى الوقت المناسب 

وكيف علمتي انت 

-بالطبع احضرت طبيبة للكشف على الفتاة وهى نائمة بمخدر وعندما أفاقت وهي لازالت اسفل تأثير المخدر سألتها وقصت على ما تتذكرة او بمعنى اصح ما فى عقلها الباطن  

ماذا سوف تفعلين الان ان جاء أخيه يطلب الزواج بها ، انتى تعلمى عادات القرية ، هذا اذا لم يكن الحق*ير اخي كان بالفعل كرر نفس هذه المصيبة ونجده ياتى يطالب بزوجته 

-حقا ، سوف اقت*ل اخيك ، لكن لا انا سوف احمى ابنتى اذا كان فعل ذلك ام لا ، انتظرى هنا معهم الى الغد ولا تخبريها اين ذهبت واياك ثم اياك ان تشعر ابنتى بشئ فهى لا تعلم شئ عن هذا 

-الى اين انت ذاهبة

-اولا عند أخيك ، ثم على حسب ما سوف أعرف منه أقرر الى اين 

سحبت حقيبتي بعد ان أبدلت ملابسي واخذت معى ابنى. وابن عمته بعد ان اصرت نجاة على أخذهم ، وبعد ان خرجت من البيت هاتفت المحامى كى يجعلني أذهب لزيارته فى الحال واخبرته ان الموضوع حياة او موت وعندما قابلته بالسيارة اعطته الأوراق وأخبرته عن تقاليد القرية ، نصحنى المحامى بتسجيل كل ما يدور بينى وبين زوجى و أني يجب ان اجعله يخبرنى بكل التفاصيل .

عندما جلسنا فى غرفة مكتب الضابط المسؤول عن السجن الذي يحجز به زوجى ، وقد شرح له المحامى سبب الزيارة ، طلب الضابط خروج المحامى الى مكتب مجاور ثم استدعى احد الحراس كي يحضر. شريف من الحجز ، مرت دقائق شعرت انها ساعات ثم عاد الحارس ومعه شريف وبعد ان دلفا خرج الحارس ثم استأذن الضابط للمرور على السجن. تاركنا لبضع سويا ، بعد ان خرج نظر الى شريف قائلا 

ماذا ؟هل اتيت كى تمتعى نظرك بى وانا مقيد ؟ 

-كيف تفعل ذلك بابنتك ؟ 

-ماذا فعلت ؟ عن اى شئ تتحدثي ؟ 

وضعت الأوراق أمامه ، فنظر اليها و ضحك واجاب 

وماذا فى ذلك ، جميع النساء عليهم الزواج  

-انها طفله

-لا ، لم تعد كذلك ، ثم ان هذا زواج على الورق. والشرع لا يمنع زواج الفتيات باى عمر 

-ما هذا التخلف ، الشرع لا يظلم النساء. ابدأ والزواج لمن تستطيع جسديا وعقليا تحمل المسؤولية على انشاء اسرة ومشاركة زوج على رعايتها ، ثم لا تتكلم أنت عن الشرع يا فاقد العقل ، اى زواج على الورق وانت استلمت ميراثها منه 

-نعم استلمت الميراث لانها زوجته والجميع فى القرية يعلم ذلك ولكن لا احد يعلم انه لم يلمسها من الأصل ، ايتها الغبية لن اترك ابنتى الصغيرة حينها لرجل عجوز يذبحها ،فهو من الأصل كان مريضا ، وفى عداد الموتى وانا فقط من كان يعلم بمرضه ،فلماذا اخذ هذه الفرصة التى قدمت لى على طبق كن ذهب 

-حق*ير ، اى فرصة تتحدث عنها وانت اخذت الفتاة له بعدما خدرتها ، لقد كانت فى العاشرة من العمر 

-ها انت قولت ، خدرتها فهى لم ترى او تعى شيئا ، ولقد كنت أعطيت دواء له يثبب النوم بعد فترة زمنية قصيرة أي أنه كان لن يستطيع فعل شئ ولكن امى خربت كل ما أعددت له ، وظللت سنة كاملة اتحايل عليه بحجج كثيرة حتى لا ياخذ الفتاة ويخبرها عن زواجهم ثم جاء القدر وتوفى وهو فى منزله بالقاهرة الذى كان قد اشتراه كى تقيم ابنتك به وجميع عائلته كانوا يعتقدوا انه يقيم معها بالفعل ، وهذا ما سهل على طلب الميراث عندما توفى .

-حقا ، لا اجد ما اوصفك به ، تزوج فتاة قاصر دون وعيها لرجل عجوز ، بل وتزور حياتها معه كى تحصل على أمواله ، وماذا بعد ان توفى ماذا فعلت فى عادات اهالى القرية 

نعم ، فعلت هذا من اجل مستقبل الفتاة فهى الان تمتلك فدادين من الأراضي الزراعية غير حدائق الفاكهة ،و قصر كبير فى القرية التى حتىى لا تتذكري اسمها ، نعم زورت زواجها الجسدى منه ، اما عن عادات او تقاليد اهل القرية فقد زوجتها من اخيه دون علمها بالتوكيل الخاص معى مع شرط ألا تتم الزيجة إلا بعد أن تصل لسن الثامنة عشر اى بعد سنتين من الان 


-زواجها الاول باطل والثاني دون علمها فهو أيضا باطل ويعد تزويرا 

-عليك إثبات هذا. ، هل لديك امر اخر ام انتهى الحدث اريد العودة للنوم يا اغبى من تزوجت 

قبل ان اجيب. ، دلف المحامى مع الضابط وامر الضابط باخذ شريف الى الحجز وبعد انصرافه قال المحامى 

بهذا التسجيل ، تم اضافة قضايا تزوير وزواج قاصر دون علمها مرتين وسوف يبطل عقدين الزواج ولكن هذا يعنى عودة الميراث إلى أهل الزوج الاول ، ومن الممكن رفع قضية تعويض نفسي للفتاة على الزوج الاول و والدها وعلى الزوج الثانى لاشتراكه فى تزوير عقد زواج لفتاة قاصر دون علمها 

-حسنا ، افعل الشئ الصواب ولكن لا اريد للفتاة ان تعلم شئ الان حتى تنهى امتحاناتها فى السفارة  

الضابط :- عليك ان تمهدي لها الموضوع ولكن انت محقة تكلمى معها بعد اجراء الامتحانات اتمنى لك التوفيق و ويمكنك الاتصال بى اذا حدث امر ما واردت حماية من أهل هذه القرية  

شكرا الضابط. ثم انصرفت وعدت الى السيارة حيث كان ينتظرنى ابنى وابن عمته  

هشام :- هل سوف نذهب الى القرية ؟ 

-لا ، سوف نعود إلى البيت ، لا حاجة لنا بالذهاب الى القرية. ، فان المحامى سوف يتكفل بالأمر 


الفصل الثاني عشر 


بعد اسبوعين من زيارتي الى زوجى ، أنهت نورسين اختبارها فى السفارة التركية بمصر ، واجتمعنا مع عماتها وخالها للاحتفال بعيد ميلادها السادس عشر ، وأثناء الاحتفال دق باب الشقة بصوت يشبه عصا تدق بقوى فوق خشب الباب ،دقات منتظمة ، تحرك هشام كى يفتح الباب لكن شئ بقلبى جعلنى امنعه واطلب منه ان يقف بجوار اخته وبدون ان اتحدث كثيرا وقف ابناء عماتها حولها وكانهم يشعرون بنفس شعوري بالخطر ، كانت اعين نورسين تنذر لنا بدهشة وكنت انا انظر لها بخوف ان افقدها بلحظة ، لا اعلم لماذا تذكرت يوم مجئ والدت زوجى مع عمه للطلب تزويجى من شريف ، وكأنها نفس دقات الباب ، تقدمت نجاة من الباب وفتحته بهدوء ثم صرخت  

- عم عبد الودود  

بدون تفكير هرولت الى ابنتى جاذبة يدها خلفى الى داخل غرفتي واخبرتها ان لا تخرج مهما سمعت الى الخارج ، وقبل ان اغلق الباب عليها دفعت نجاة ابنتيها الى الغرفة وهى تصيح بهم 

-إياكم ان تخرجوا من هنا ، من أرادت رؤية موتى تخرج  

ثم جذبتنى الى الخارج واغلقت الباب بالمفتاح وعدنا حيث غرفة الاستقبال ، كان العم عبد الودود عم زوجى رجل قاسي القلب يكره النساء ، يعتبرهم انهم خلقوا فقط لخدمة وامتاع الرجل وان يجب ضربهم كل فترة دون سبب خوفا أن يقوموا بفضحه وفضح عائلته ،فجميع بناته قام بتزويجهم قبل حتى أن يكملن الثالثة عشر من العمر وكان مقولته التي لم أنسها عندما سالته كيف تزوج ابنتك وهى طفلة بهذا العمر وكانت إجابته (اتخلص من عارها فان الفتاة ما ان تحيض حتى تصبح هم وعار على ابيها لحين يسلم عارها لرجل يقومها واويها ) ولقد كان الجميع يخاف بطشه وظلمه ولا يستطيع احد ان يثنى كلمته ، كان يكرهني لاني رفضت الزواج والانتقال الى قريته واصريت على الإقامة فى القاهرة ونفذ ابى طلبي بعد ان جعل شريف شريكا له فى المستشفى حتى لا يستطيع الانتقال الى القرية ابدا ، وهذه كانت اول مرة لا تنفذ له كلم ولكن ايضا لم تكن آخر مرة ولن تكون ، وقفت امامه مثل اسد جائع يحمى ما اصطاد من اثنان الضباع الهائجة ، وقلت 

ما جاء بك الى هنا 

-هكذا ترحبين بجد اولادك وعم زوجك 

انت لست مرحب بك ، ولا اتذكر انى قمت بدعوتك بالماضى او الان 

-هذا بيت ابن اخى وليس لكى…. 

-اخرج من بيتى وأذهب لابن اخيك فى جحيمه فهو لا يمتلك هنا مقدار مقعد 

نهض الرجل بغضب وضر ب العصي أرضا بجوار قدمى و لم اتحرك خطوة واحدة وظللت واقفة بمواجهته حتى كاد جسده يرتطم بجسدى وهو يقرب وجه لوجى و يتحدث بصوت مثل فحيح الافعى 

هل تعتقدين بما فعلت إن ابن اخى لن يخرج من هذا المكان الذي دفعت به إليه يا خائنة ، بل سوف أخرجه ويعود مثل الملك فوق رأس هذا البيت اما انت فلن أقبل حتى ان تكوني خادمة أسفل قدميه وسوف اجعله يلقى بك الى الشارع . ولكن الان سوف آخذ حفيدي معى اما الفتاة فسوف يأخذها زوجها حمدون 

كان يشاور على أحد الرجال الذي يظهر عليه تجاعيد الزمن ، رجل يمتلئ رأسه بالشيب الذي يخفيه بهذه القبعة الصوف كما يخفى انحناء ظهره بهذا الشال الصوف كبير الحجم 

صرخت به وانا اكاد ان اكسر اسناني غضبا    

-ليس لك احفاد ، يا هذا فأنت كالأرض البور والزرع الذي لا جذور له ولا فروع بعد موت بناتك الثلاثة , أما هذا الضبع 
الن تن ، فإن لم يخرج من بابى على قدميه ، لأخرجه زاحفا 

قبل ان يجب على انطلقت رصاصة فى الهواء وكانت مصدرها مسدس فى يد نجاة ، ثم وجهته فى راس عمها قائله 

سمعت ما قالت ، ارحل الى بيتك فى القرية و الا اعدتك انا جثه إلى القبر 

جننت يا ابنت 

لا تذكر ابى على لسانك هذا ، اقسم بالله ان لم تخرج الآن تكن نهاية حياتك بيدى 


استدار عبد الودود و هم بالخروج ولكن توقف فجأة وقال 

هشام ، هل ستأتي معي ام تظل مثل النساء كعادتك 

نظرت الى ابني الذي تفاجأت به يبكى ويرتعش صوته وهو يجيب 

انا لا اعلم من انت ولا اعترف بأبن اخيك ابا لى ولا اهتم كيف ترانى 


صرخت بابنى قائله 

لا تخف منه ، لن يستطيع فعل شئ ، كن قويا ابنى فأنت رجل أفضل من عائلته كلها 

صدرت ضحكة من عبد الودود عالية ولكن ابدلتها الى صراخ الم هذه المرة صوت رصاصة من يد ابن نجاة الذى كان قد جذب المسدس من يد امه وضرب قدم عبد الودود وهو يقول 

ان هشام رجل بينما انت وامثالك لا تعلمون حتى معنى الرجوله ولا تشبهون الرجال بشئ  

جذبت نجاة المسدس مرة اخرى ليدها وهى تدفع ابنها وهشام الى الخلف بعد ان استعد الرجل الثالث الذى كان مع عبد الودود للهجوم عليه ولكنى باغته بالصراخ لتجميع الجيران الذين بالفعل كانوا قد اجتمعوا على اصوات طلقات الرصاص ، وبدأ بالدق على الباب ولقد لاحظت مع ظهور صوت سيارات الشرطة عودة ابني لقوته فقد أسرع لفتح الباب ومناداة رجال الشرطة وهو يقول  

النجدة ، هذا الرجل. ومن معه هاجموا على بيتنا وحاولوا التعدى علينا 

امر الضابط الذى حضر بالقبض عليهم وتحويل عبد الودود الى المستشفى تحت الحراسة ووقف يسأل

من أطلق النار  

صاحت نجاة :- انا من فعلت ، ان هذا الرجل حاول التهجم علينا وكنت احمى عائلتي وهذه ليست أول مرة لقد رفعت عليه مرة سابقة قضية لمحاولة خطف ابنة أخى والقاءها لرجل يدعى انه زوجها وهى طفلة لم تكن قد أكملت الثالثة عشر واليوم اتى ليهجم علينا ويأخذها 

طلب الضابط منها ان تذهب معه لتدوين ما قالت فى قضية جديدة ولكنه تراجع عن أخذها قائلا 

يمكنك ان تاتى بعد ان تهدأ مع أحد المحامين الى قسم (...) كى نسجل قضية جديدة   

ثم أعطاها بطاقة تحمل اسمه وانصرف ، استدرت الى نجاة بعد ان اغلقت الباب قائله 

حاول مرة سابقة ، متى ولما لم تخبريني؟ الم تكونى لا تعلمى شئ عن الاوراق  

نجاة :- حقا لم اكن اعلم ، ما حدث كان من ثلاث سنوات عندما أخذنا شريف لزيارة القرية و حضور فرح احدى بنات العم عبد الودود وكانت امى قد اشترطت على زوجك تواجد ابنتك معها وعدم مفارقتها للحظة اثناء وجدنا هناك ، وقبل عودتنا تعاركت امى مع العم عبد الودود ولم اكن اعلم السبب ولكنها اصرت ان نرحل بدون اخى شريف وقبل شروق الشمس ولكن ما ان وصلنا محطة قطار القاهرة حتى تفاجئنا بالعم عبد الودود ومعه رجل يدعى عبد الظاهر وحاولوا أخذ نورسين التى تشبثت بجسد الجدة بحجة ان ابنتك زوجة هذا الرجل ،وقتها استنجدت بالناس والشرطه وقدمت قضية ضده ، حقا لم اكن اعتقد انه صادق وان شريف قام بالفعل بتزويجها خاصتا ان العم او هذا الرجل لم يظهروا اى أوراق تدل على صدق كلامهم 

اغمضت عينى لا استطيع تصديق ما يحدث ثم تذكرت كيف كان حال ابنى والذي انكمش وجلس بعيدا بعد ان ذهب الضابط ،ولكن لم يكن الوقت المناسب كى اسئله عن حالة ، وتوجهت الى الغرفة التى بها الفتيات واخرجتهم بعد أن ضممت ابنتى الى طمئنتها انه لن يستطيع أحد إيذائها ، ثم أخذت نجاة الى القسم بعد ان اتصلت بالمحامي كي يحضر .

تعليقات