أخر الاخبار

رواية حكاية نرمين الفصل الحادي عشر 11

 

رواية حكاية نرمين الفصل الحادي عشر 11

حكاية نرمين

الفصل 11


ما أن فتحت باب شقتها ، حتى جاء مسرعاً بلهفته المعتادة "أيه يا حبيبتي قلقت عليكي" ، ثم تقدم منها و قبلها في خديها بحرارة كبيرة ، لكنها كعادتها في معاملته بجفاء سلمت له خديها يقبلهما ، ثم تركته و دخلت غرفة نومها ، هرولا ورائها "أنا جهزت العشا يا روحي و مستنيكي تفتحي نفسي ، كانت قد خلعت ملا بسها الخارجية و ارتدت بيجامة بيتية ، جلست على طرف السرير "طب أنا مليش نفس يا بدر ، كٌل انت" ، يجلس إلى جوارها و يُمسك يدها ليقبلها "مالك يا روحي؟ حاسس في حاجة شغلاكي" ، تنظر له بنفاذ صبر "مفيش بقولك مفيش ، تعبانة و عاوزة أنام" ، يقف في قلق "تعبانة ازاي يا قلبي ، قومي نروح أي مستشفى ، ولا اتصلك بأي دكتور يجي لو مش قادرة ..." ، تقطع كلامه في حسم "مرهقة يا وليد مش محتاجة دكتور ، محتاجة أريح بس" ، ثم تنام فوق السرير و تعطيه ظهرها "روح انت كُل" ، ينام إلى جوارها بخيبة أمل "لا خلاص مش هاكل ، انا هنام" ، "أحسن بردو". 

رواية حكاية نرمين الفصل الحادي عشر 11

==========================

كانت سعادتها كبيرة بلقائها بمن تحب ، تمنيت أن تظل معه بلا انتهاء ، كرهت عودتها إلى منزلها ، حتى أنها تمنيت لو لم تجد وليد في انتظارها ، لكنها مازالت تشعر بلمساته ، بدفء أنفاسه ، ببجة صوته التي تعشقها ، مازالت تشعر به ، في هذه اللحظة و إلى جوار زوجها ، تشعر به كلما سرحت في تلك اللحظات مع عشقها الأبدي الذي لا تغيره الأيام و لا السنين ، ارتسمت ابتسامة فوق محياها ، فذهبت في نوم لم يفارقها فيه بدر ، كان معها في كل لحظة كما كان معها في كل حياتها رغم الفراق.

بدر بعد أن تركته و عاش أوقات الحب مع نفسه بعد رحيلها يتذكر لحظات تمناها لا تنتهي اتصل بوالدته يطمئن على ابنته و أخبرها أنه كان يشعر بشيء من الإرهاق فعاد لبيته مباشرة ، كما أخبرها أنه سيراها غداً.

==========================

كان في المدرسة ، يعمل كعادته بجد و اجتهاد ، لكن فكره المشتت بين زوجته الغائبة ، والتي ظن معها أنه نسي حبه القديم ، و بين نيرمين التي أحيت فيه ما ظن أنه انتهى إلى غير رجعة ، يقطع هاتفه حبل أفكاره "صباح العسل يا نور قلبي وحشتيني" ، "بجد يا بدر وحشتك؟" ، "دي كلمة قليلة يا روحي أنا معرفتش انام منك كنتي معايا طول الليل ، ريحتك كانت مونساني" ، "عارف انت  مرة بعد ما روحت ؟ مش عارفة ، مقدرتش أعدهم ، طول النوم وانت معايا" ، "ياااااه يا روري يا حب الحب يا حياتي ، نفسي ابقا معاكي كل عمري" ، "عندي مشكلة كبيرة ، علطول بينزل مجرد ما افكر فيك" ، "يضحك ، اجمل ما فيكي سفالتك دي روري" ، "تضحك ، مين اللي علمني غيرك يا حياتي؟" ، "بعشقك". يشعر بمكالمة على الانتظار تقطع وصلة العشق المحرم "طيب يا قلبي إيمان اخت أسماء بتتصل بيا ، هاشوف في أيه و ارجعلك" . 

روايه حكاية نرمين الفصل الحادي عشر 11

يرد "استاذ بدر ، بابا مات" ، "طيب أنا جاي يا إيمان خلاص" ، يذهب مسرعاً فيجد أخوات زوجته المفقودة جميعهم متواجدون ، يقومون بما يجب أن يتم مع الميت ، و في الليل كان يقف ليأخذ العزاء ، جاء وليد و بلال يصبرانه ، و يواسيانه في حماه و زوجته المفقودة.

طلب منه بدر أن يخرج لتعزيه نيرمين ، كانت تقف إلى جوار صيوان العزاء ، كان يسير إلى جوار وليد ، نظرت لهما و هما يتقدمان و يقتربان منها ، لم ترى وليد ، كأنه لا وجود له ، فقط كانت ترى من تريد أن تراه "البقية في حياتك يا استاذ بدر ، شد حيلك" ، تمد يدها بالسلام فيمد يده "اشكرك يا مدام نيرمين ، تعبتوا نفسكم ليه بس؟" ، تنظر له في لوم "تعبنا نفسنا؟ مش عيب تقول كدا؟ عموماً شوف وقت بعد العزا كدا و الدنيا تهدى نزورك أنا و وليد" ، يبتسم ممتناً "في أي وقت تنوروني". 

رواية حكاية نرمين الفصل ال 11

==========================

كانت نائمة فوق سرير صغير بالكاد يحمل جسدها الواهن على غير عادتها ، لم تكف عن البكاء ، و قد استنفذت كل أساليب الرجاء و طلب الرحمة ، فُتح باب الغرفة ، فقامت متثاقلة محاولةً الوقوف ، إنه هو ذلك السجان اللعين، استندت إلى كرسي قريب ناظرةً له ، فنظر إلى الطعام على طاولة في طرف الغرفة "بردو مكلتيش؟ هاتموتي كدا" ، كأن صوتها يخرج من داخل أعماقها "مش عاوزة أكل ، انا عاوزة ارجع لبيتي و لجوزي و لبنتي" ، يضحك "ما قولنا ننسى الموضوع دا بقا ، انتي غبية ولا أيه؟" ، " يجلس على مقعد بجوار الحائط ، ففثاقل و تتحامل ذاهبة إليه و تجثو على ركبتيها عند قدميه و تُمسك يده تقبلها "أرجوك رجعني وانا مش هأقول أي حاجة" ، يضحك بصوت لا رأفة فيه "ارجعك؟ لا يا ستي ، اطلبي أي حاجة تانية يمكن أوافق عليها" ، تترجاه "طيب انتوا عاوزين مني أيه؟" ، يضحك مرة أخرى "أنا شخصياً مش عاوز حاجة ، أصل انتي مش مودي ، دا مجرد 

رواية حكاية نرمين الفصل الحادي عشر 

 شغل" ، تنزل على قدميه لتقبلها "طب أعمل أيه و تسبني؟" ، "قومي أقفي" ، تتحامل على نفسها و تقف ، ينظر لها من أعلاها إلى أسفلها "مش بطالة ، بس انتي معفنة أوي بصراحة ، خدي دوش و نضفي نفسك ، ولو لاقيت عندي نفس  و بسطتيني هاسيبك تمشي" ، تضم يدها أمام صدرها بخوف و تنظر له و تنفجر عيناها بالدموع ، فيضحك "خليكي هنا و احنا بنعمل معاكي الصح ، وبراحتك" ، يقوم يتجه إلى الباب ، تحاول أن تجري خلفه فتقع على الأرض ، فيما يغلق هو باب الغرفة من جديد.

تجلس على أرض الغرفة تُفكر و قد تشتت أفكارها ، لا شيء تستطيع فعله ، لقد فقدت كل أنواع المقاومة ، لقد فعلت كل ما تستطيعه لكن لا فائدة ، لا فائدة.

يتبع

لتكملة قصة علقو ب20تعليق  او ملصقات نشر بعد تعليقات 

يُمكنك الانضمام لقناتنا على التليجرام (من هنا)

او متابعه علي الفيس الحساب الشخصي

 ماجد فادي (من هنا)

او متابعه جروب الفيس (من هنا)

  1. روايه هروب من حفل زفاف الفصل الثاني عشر 

تعليقات