أخر الاخبار

رواية لبؤتي الشرسة الفصل الرابع

 


المجد للقصص والحكايات رواية لبؤتي الشرسة الفصل الرابع 

البارت الرابع.

نوفيلا.. لبؤتي الشرسة.
بقلمي.. دينا.

تناظره تلك العينان بحقد وكره دفين لو عاد بها
الزمان لما قامت بتسليمها قلبها الذي كان ينبض
بحب صادق له هو وحده دون غيره.

قابلها بالعكس فلقد قام بتدميرها بدما باردا
ولم تعرف حتي هذه اللحظة ما هو الذنب
الذي أقترفته في حقه لكي يدمرها بهذا
التدمير القاسي.

حانت اللحظة الحاسمة التي سترد له الصاع
صاعين والذي سيكون أول الأهداف في
طريق إنتصارها من هذا الوحش بمساعدة
ولدها الوحيد.

أبتسمت برضا وهي تري تلك الهيبة وهذا الشموخ
القاتل الذي ينبع من ولدها كريم النسخة المضعرة
من قاتل روحها وحبيبها السابق.

أقترب من والدته وهو ينحني إليها أمام الجميع
مقبلا يديها بكل تقديرا واحترام اصطف
بجانبها ممسكا بها أمام العيان يخبرهم بأنها
والدته وخاصته هو فقط.

نطق كريم ببعض البرود الذي ورثه من والده
جبار وهو يخترقه ببعض الجمود..
أولا أنا متشكر جدا يا سادة إنكوا شرفتونا
النهاردة في حفلتنا المتواضعة دي... وأتمني
من الأستاذ جبار أنه يشرفنا هنا علي المنصة
يقول كلمة بمناسبة كسبنا للصفقة دي.

طالعته ماسة ببعض الجدية التي اكتسبتها طوال
فترة انشغالها في مجال عملها وهي تحترق
داخليا من وجوده أمامها ولكن يجب كسب عدوك
حتي تقوم بالقضاء عليه بسهولة تامة.

دنت ماسة بالقرب من كريم هامسة إليه ببعض
الكلمات الجادة..
ليه عملت كده من غير ما تقولي... تلقيه مفتكر
إني هحن إليه من تاني عشان أنت خليته يشرفنا
بحضوره علي المنصة يا أستاذ.

أطلق كريم إبتسامة خبيثة شقت علي شفتاه
فلقد كان يخطط منذ زمن حتي تتيح له
الفرصة لتدمير هذا الشخص المدعو بأبيه
والذي كان السبب في حزن والدته التي كان
يراها بحزنها وقهرها طوال تلك الفترة الماضية
مما جعل نار الحقد والإنتقام تشب بداخله
لكي ينتقم إلي والدته التي تكون أعز شخصا
علي قلبه وفي حياته أيضا.

في الجهة المقابلة.

واقف في مكانه متصنما فلم يعي كل ما يدور
حوله من هذه الكلمات التي هتفت بها منذ
قليل مما جعلته يصاب بصاعقة نارية قد
ألهبته داخليا.

يرجع بذاكرته إلي الوراء وهو يعيد تلك الذكرة
الذي جعل منها حبيبته وهو كان أول رجلا
في حياتها وقضي عليها أيضا في تلك الليلة
بدما بارد دون أن يراعي صغر سنها أو طفولتها
البريئة.

فلااااااش باااااااااك.
كان ثمل للغاية وهو في بداية عمره لقد عشقها
حد الجنون ويريد تملكها قلبا وقالبا من تلك
المشاعر التي تقتله من داخله بسبب براءتها
وطفوليتها القاتلة له.

في تلك الليلة القاسية.
تقدم إلي بيتها بخطوات ثملة... طارقا علي بابها
يريد رؤيتها ولكي يملي عيناه من ماستيها
المغريتين والمثيرتان للبه بمنتهي القوة.

قامت ماسة بفتح الباب لتري من الطارق الذي
ازعجها من نومها فقامت من نومها لكي تري
من ملك قلبها بجنون.

نطقت ماسة ببعض الحب..
حبيبي جبار وحشتني قوي... تعالي أدخل مش
قلت ليا إنك جاي ليه.... كنت أستقبلتك
جبار مالك مش مظبوط ليه كده.

يطالعها بشغف ورغبة جامحة قد سيطرت عليه
كليا وهو يراها بتلك القطعة التي ترتديها
وهي تظهر أكثر مما تخفي مما زاد عليه
رغبة الهوس في تملكها الآن.

تقدم إليها جبار كنمرا مفترس يريد الانقضاض
علي حبيبته وتشبع غرائزه الحيوانية من
تلك الصغيرة التي أحبته بكل صدق وهو
سيقابلها بقتل روحها بدما بارد.

لم يعطي إليها أدني فرصة بل قام بحملها ودلف
بها إلي داخل الغرفة وهو يسلبها أعز ما تملك
فقط تشبعا لرغبته وغريزته الحيوانية التي
قضت علي براءة طفلة لا تعلم من هذه الحياة
غير أنها قد قدمت إليه قلبها بحبا صادق.
بااااااااااااااك.

لم ينسي تلك اللحظة وهو يأخذ منها أعز ما تملك
فلم يكن يتوقع أنها ستحمل منه بتلك الليلة
وتأتي بهذا الشبل الذي لم يتعدي عمره ال 10
أعوام.

تقرب من إتجاههم وهو في غاية الانهيار وهو
يري عائلته أمامه ولكن يا لا سخرية القدر
فهو لا يستطع التقرب منهم أو ضمهم إلي
داخل أحضانه ولو لدقيقة واحدة.

واقفا في مواجهتهم يطالعهم بشغف وحب وتأنيب
الضمير مد يديه إلي صغيره مرحبا به الذي قام
هو الآخر بمفاجآته بمد يديه هو الآخر للترحيب
به بمنتهي البرود والغرور.

سمح له كريم بالوقوف علي المنصة لكي يلقي
كلمته الأخيرة في ظل وجود أبنه كريم الذي
سينتقم منه أشد إنتقام بعد هذه الحفلة.

نطق جبار ببعض الجمود ملقيا كلمته..
أنا سعيد جدا بوجودي هنا.... وأنا بشكر ماسة
هانم إنها شرفتني بالدعوة دي وكمان بالمفاجأة
الحلوة دي.

قال تلك الكلمات منهيا حديثه غير قاطعا
بتلك النظرة التي رآها تنبع من عيني صغيره
الذي يري الحقد والإنتقام يشعان من بين
محاجرة الفتاكة.
*******************************
في صباح اليوم التالي.

لم يستطع النوم من كثرة التساؤلات التي تدور
في خلده منذ ليلة أمس يخطط كيف سيقوم
بلم شمل عائلته التي لم يستطع التقرب منها
منذ البارحة.

دلف إليه صديقه مازن وهو يريد معرفة ما
سبب حدوث كل تلك الدراما التي حدثت
في هذه الحفلة أمام الجميع.

نطق مازن ببعض الضيق قائلا..
قولي يا صحبي إيه إلي حصل إمبارح ده... وفعلا
ده إبنك تب إزاي ومش قلت ليا ليه فعلا
هي دي الصحوبية... قولي إيه علاقتك بالست
دي إيه وخلفت منك إزاي قول أحكي يا صاحبي.

عند هذا الحد ولم يستطع جبار التحمل فقام
بالصراخ قائلا..
دي حبيبتي من صغري... وإلي اغتصبتها بدم
باااااارد.

البارت الخامس.

نوفيلا.. لبؤتي الشرسة.
بقلمي.. دينا.

عند هذا الحد لم يستطع جبار الصمت أكثر
من هذا بل قام بالإنفجار في وجه صديقه
وهو يخبره بما حدث في الماضي..
دي حبيبتي من صغري... وإلي اغتصبتها
بدم باااااارد وفي الآخر سبتها لكلاب السكك
تنهش فيها.... من غير ما يكون ليها أي ذنب
يا مازن.

تصنم مازن في مكانه فلم يستوعب ولو لدقيقة
واحدة ما يتفوه به جبار فهو قد ذبح طفلة
لا حول لها ولا قوة فقط لكي يشبع رغباته
وتركها وحيدة ضعيفة تواجه هذا الزمن القاسي
بمفردها دون مساندة أحدا لها.

نطق مازن ببعض الجمود قائلا..
ليه كده يا جبار... عملت فيها كده ليه... كل
ده عشان حبيتك من قلبها بكل صدق وأنت
استغليتها بكل حقارة ودناوة يأخي يلعن
أبو الحب إلي يخلي صاحبه بالغل والحقد
ده.

تاركه علي راحته يخرج ما في داخله فهو لديه
كل الحق علي ما يقوله فلقد أجرم في حق
طفلة كان ذنبها الوحيد أنها كانت تعشقه
بجنون ولكنه قد كسرها وخذلها بمنتهي البرود
والجبروت الذي خلق عليه.

لم يكن يدري أنه علي هذا الظلم والطغيان إلا
عندما رآها في مقابله هو وأبنها الصغير النسخة
المصغرة منه في كل شئ مجرد النظر إليها
يتوضح الماضي أمامه بكل لحظة ودقيقة
قد استغلها في خذلانها وكسر روحها أشد
الكسر ولم يرف إليه جفن عندما تقدم لفعل
هذه الحقارة في حقها.

هتف جبار بخزي وضعف قد ظهر عليه لأول مرة
منذ هذه الحادثة الأليمة..
أنا كنت صغير وقتها... والدنيا لعبت بيا مش
كنت فاكر إني هرجع أندم بعد كده.... أنا عاوز
عائلتي يا صاحبي أرجوك ساعدني ده أول
طلب أطلبه منك... عايز أكفر عن ذنبي في
إلي عملته في حقها أرجوك.

أوقات من الندم تجعل الإنسان ضعيف حتي
إذا كان بجبروت العالم أجمع هذا ما كان عليه
صديقه فلقد رأي ندمه وأسفه علي ما فعله
في صغيرته وهو يريد التكفير عن ذنبه حتي
لو كان الثمن حياته.

ظل مازن يفكر طويلا حتي وصل إلي حل رهيب
وكأنه قد جاء في وقته لن يفعل أحدا هذا
الموضوع إلا فرحة صديقتها ولكن هل ستوافق
أم ستعاند مثلها.

أجابه مازن ببعض الأمل وهو يقول..
أسمع يا جبار هو مفيش غير حل واحد ولو
قدرنا نخليه في صفنا يبقي حبيبتك وأبنك
هيكونوا في حضنك النهاردة قبل بكره.

طالعه جبار متلهفا فأيا يكن هذا الحل وما مدي
صعوبته سوف يخوضه حتي يستطيع الحصول
علي عائلته مرة أخري.

سأله جبار عن هذا الحل قائلا..
حل إيه يا مازن.... قولي عليه وأنا هنفذه بس
أرجع ماسة وأبني أنت مش مستوعب أنا
من ساعة ما شوفتهم كنت عاوز أضمهم في
حضني إزاي.

أجابه مازن ببعض الجدية..
فرحة مفيش غيرها... هي بتكون صديقتها الوحيدة
وكاتمة أسرارها مش بتفارقها أبدا... لو قدرنا
نميل دماغها ونخليها في صفنا يبقي ماسة 
هترجع ليك وبمنتهي السهولة إيه رأيك في 
الحل ده.

نعم هو هذا الحل الوحيد لن يتركه أبدا بل 
سيواصل التمسك به حتي يسترد صغيرته
التي ما زال يعشقها حد الجنون.

تحدث جبار متأملا ولو بجزء بسيط منه..
خلاص يا مازن وأنا معاك في أي حاجة حاول
تخليها في صفنا عاوز ماستي وأبني في حضني
قريب... واعتمادي عليك كبير قوي يا صاحبي
ومش تنسي كله... يكون في منتهي السرية
عشان مش تكتشف حاجة ماشي.

غادر مازن إلي فعل ما قاموا بمناقشته منذ قليل
عازما علي استرداد عائلة صديقه وفي المقابل
هو أن يتزوج من تلك الحورية القاتلة.

في المساء.

يجلسون علي الطاولة يترأسهم ماسة وبجانبها
كلا من كريم  يتناولون العشاء في 
مرح وسعادة دائمة كعادتهم التي لم ولن 
تتغير حتي الممات.

تطالع صغيرها في صمت وهي تستكشف ملامحه
التي أخذت كل تفصيلة من جبارها الذي لم 
تحبه غيره طوال فترة طفولتها وشبابها الذي
جعلها من أقوي النساء في العالم.

قطع هذا التأمل كريم وهو يهاتف والدته ببرود
كعادته المكتسبة منذ الصغر..
إيه يا ماما في عروسة وعريس قدامك عمالة
تبصي ليه.... من ساعة لما قعدتي كلي يا 
حبيبتي عشان مش تتعبي من كتر التفكير
نسوان تشل الواحد صحيح.

في ثواني قليلة كانت ماسة مندمجة في تكملة
عشاءها فمهما كانت قوية مع الجميع إلا أن
شخصية إبنها تجعلها تخضع إليه في سرعة 
رهيبة.

داعبته ماسة لبعض الوقت وهي تهاتفه بحب
أموي..
تصدق يا حبيبي إنك عجبتني النهاردة خصوصا
في الحفلة... وإلي خلاك تكسره قدام الكل
رجعت ليا هيبتي إلي ما زالت محافظ عليها
ليا.

أجابها كريم بحقد وغضب دفين..
ده لسه في البدايه يا ماما... وحياة كل دمعة
وحزن مريتي بيهم... لخليه يلحس التراب
ويجي يتوسلك الرحمة إلي مش هيطولها
طول ما أنا عايش وبكره تشوفي.

مجرد بضع كلمات قد ارجعتها إلي الماضي
وهي تتذكر اليوم الذي علمت فيه بحملها
والذي جعلها كامرأة تحملت ما لم يتحمله
أعتي الرجال واقواهم.

فلااااااااش بااااااااك.

منذ فترة وهي تلاحظ بعض التغيرات تبدأ
بالظهور عليها كاصفرار وجهها وتعب معدتها
الذي زاد عن الحد وهي كطفلة لم تكن تعلم
ما سبب كل تلك التغيرات التي بدت عليها
منذ فترة طويلة

أغلقت الصورة من أمامها ولم تعد تستطع السيطرة
علي نفسها مما أدي إلي وقوعها ومغيبها عن 
الواقع.

فتحت عيناها وهي تري نفسها في غرفة بيضاء
غريبة قطع تساؤلها تلك الطبيبة التي أتت إليها
وهي تخبرها بأكبر صدمة في حياتها قد جعلتها
جسد بلا روح.

هتفت الطبيبة ببعض الجمود..
مبروك يا مدام... أنتي حامل في شهرين
ولازم تاخدي احتياطاتك عشان الجنين
إلي في بطنك.
باااااااااااك.

أغمضت عيناها بألم وهي تتذكر تلك اللحظة 
التي لن تنساها أبدا فقد حفرت بداخلها من 
زمن وجرحا آخر قد إنضم إلي سلسلة جراحها
العميقة.

هذه الذكرة القاسية والأليمة للغاية جعلتها ترزق
بأحسن  عوض في الوجود ألا وهو طفلها الصغير
الذي كان بمثابة الدواء لجرحها العميق.

لاحظ كريم حزن والدته الذي لم يفارقها منذ 
أن طلع إلي هذه الدنيا الغدارة مما زاد الحقد
ولهيب الإنتقام بداخله من جديد.

أخذها في أحضانه وهو يخاطبها بنبرة حنونة
للغاية..
مش عاوز أشوف دموعك دي يا ست الكل طول 
ما فيا نفس عمري ما هخليكي تحتاجي لحد 
أنتي حبيبتي وأمي وكل حاجة حلوة في حياتي.

أحست بالأمان بداخل أحضان ولدها مما جعلها
تضمه إلي داخلها أكثر وأكثر فهو سبب وجودها
في هذه الحياة ولولاه لكانت إنتهت من زمنا 
طويل.

خاطبته ماسة بحنان أموي قائلة..
ربنا يخليك ليا يا حبيبي.... وما يحرمنيش من 
وجودك في حياتي... أنت سبب سعادتي
ووجودي في الدنيا دي.

ظلوا علي تلك الحالة طوال الليل مما أدي إلي
نومهم بداخل أحضان بعضهم تاركين كل شئ
ورائهم من محاسنه ومساويه.

في الجهة المقابلة.

أحست فرحة بحركة غريبة داخل بيتها مما جعلها 
تخرج من غرفتها لكي تري ما إذا كان ظنها
في محله أم كان مجرد هاجس من مخيلتها.

تحركت بحذر وهي تتماشي بخطوات بطيئة
لكي تري مصدر هذا الصوت الذي أحست
أنه يوجد أحدا ما غيرها في شقتها يشاركها
فيها.

لم تستوعب ما حدث فلقد قام أحدهم بوضع
يديه علي فمها مانعا إياها من الصراخ مقربا
منها هاتفا بنبرة مريبة للغاية..
لو سمعت كلمة واحدة منك... تقولي علي نفسك
يا رحمان يا رحيم فااااهمة.

يتبع.......

منتظرة رأيكوا وريفاهاتكوا الجميلة.
بحبكوا جدا جدا.

الفصل التالي

تعليقات