أخر الاخبار

رواية تزوجت ساديا الفصل الثامن

 


رواية تزوجت ساديا الفصل الثامن

كنت بالفراش عندما سمعت صوت باب الشقة يفتح ، فركضت سريعا لأجده يقف بالباب
إندهش عندما رآني
" كنت أعتقد أنك نائمة"
تأمل شعري الأشعس ووجنتي الحمراوتين وشفتي المبتسمتين ورداء نومي القصير .
ركضت إليه لأرتمي بين ذراعيه
" إشتقت إليك "
أطبق ذراعيه حولي مندهشا
" رويدك حبيبتي ، قد أفهم إستقبالك الحار بمعني آخر وأعصابي لن تتحمل الرفض مجددا .
قلت وأنا أدفن رأسي برقبته
"لا تحاول التحكم بها إذاٍ "
أبعدني عنه ونظر بعيني محذرا
" هذه المرة لن أتراجع فسأنهي ما بدأته"
قلت له
" هل ستجعلني أتوسل ؟"
تركته وإبتعدت تجاه الغرفة
" أنت من سيعض أصابعه ندما "
كاد أن يسقط عندما تعثر بحقيبته التي تركها أرضا
" لا يمكنك أن ترميني بجملة كهذه وتغادرين دون نقاش "
جلست علي الفراش قائلة
" إنظر للساعة ، إنها الثانية صباحا وهذا الوقت لا يصلح للنقاش ، لكنه يصلح لشيئ آخر يبدو أنك لا تجيده ، لذا دعني وشأني "
راقبته وهو يغلق الباب بقدمه قائلا
" أيتها الشيطانة الصغيرة سأريك الآن ما أجيده "



***

مريم
إستند أحمد علي الوسادة ومسح دموعي قائلا
" حبيبتي ؟ هل أنت بخير ؟ هل سببت لك أذي ؟"
طمئنته
" أنا بخير "
مرر يده علي شعري
" لماذا الدموع؟"
" لأنني سعيدة ، لأول مرة لا أشعر بالخذي ، لأول مرة أعامل كآدميه ، أنت حفظت لي كرامتي ، إهتممت بي ، بإحتياجاتي ، همست بأذني كلاما لطيفا ، أنا أحبك يأحمد وأحترمك ، أحترمك كثيرا ، وأخشي أن تبتعد عني يوما "
شدد ذراعيه ووضع رأسي علي صدره
" أنا أحبك ياورد ، لن أفكر بأذيتك ولن أبتعد عنك ، أنت كل شئ لي ، أمي ، أختي ، زوجتي ،حبيبتي وصديقتي ، إنسي الماضي ، لقد فتحنا معا صفحة جديدة ، كل شئ بها سيروق لك "
نمت بأمان بين ذراعيه ، لم يعكر نومي بهذه الليلة كابوس .

***

أحمد الشرقاوي


عندما قررت شراء الشركة حذرني صاحبها الأصلي من التلاعب الذي يحدث بها والذي قد إكتشفه مؤخرا بعد أن أصبحت كل الحلول بلا جدوي . فقررت مراقبة ما يحدث قبل فترة من إعلان شرائي لها ،حيث يتصرف الجميع بلا حذر وإكتشفت عددا كبيرا من الفاسدين كان علي رأسهم هشام . لكنه كان مغرورا جدا ليخفي قذارته ، كان يتباهي بما يفعله . كان يبدو لي أنه يعاني من خللا ما لكنني لم أكتشف ما هو .
كنت قد قررت التحلص منهم جميعا لكن رؤية مريم قد أعاقت مخططي .
لم أستطع إبعاد نظري عنها أو إخراجها من تفكيري .
شعرت أن هناك أمرا خاطئ بزواجها ولقد قدم لي الفرصة علي طبق من ذهب عندما طمع أن يتقرب مني وينجو بفعلته .
وعندما أجريت المقايضة معه كما كان يسميها حريتها مقابل عدد لا بأس به من الأصفار بحسابه مع مركز مرموق بفرع الشركة بلندن ، كنت أعلم أنه سيعود لقذارته مجددا . وسرعان ما تخلي عن حذره وعاد للعب من جديد وبما أنني وضعته بمنصب يسمح له بالتعامل بالأموال فقد سمحت له أن يلف الحبل حول رقبته بيده .
أخبرت السلطات بتلاعبه عندما إلتقط الطعم وكنت أتوق لمراقبته بنفسي وهو يزج بالسجن .
عندما زادت كوابيس مريم شعرت أنه حان أوان تنفيذ الإنتقام العادل ، عندما راقبت ألمها وصراخها خوفا أقسمت أن أخلصها من ذكراه نهائيا ، لن ينجو من هذه الجرائم أبدا ، قريبا ياحبيبتي سينفذون به حكم الإعدام ويتبدد خوفك للأبد .
لكن هروبه أعاق كل ذلك ، بحثت السلطات عنه فلم تجده ، حينما فحصوا قوائم المسافرين علمت أنه سافر مصر وهذا جعلني أعود سريعا لأبقي بجوار ورد .
أخشي أن يحاول إيذائها مجددا وأقسم أنني قد أقتله إن إقترب منها .
اليوم أنا متجه للشرطة لتقديم إفادتي .
أخبرني صديق أن السلطات بلندن تواصلوا مع السلطات المصرية بشأن هشام .
لقد أصبحت قضية كبيرة مهمة . أعطيت تعليمات لحارس العقار بتشديد الأمن ، تركت لديه صورة لهشام ، كما كلفت فريق حراسة خاص بحماية ورد عندما تقرر الخروج ودون أن تشعر حتي لا أثير فزعها.
لابد من أن ينتهي ذلك الأمر سريعا ، لا أرغب بأن تنزعج ورد للحظة فقد حمدت الله أن علاجها النفسي قد أتي بثماره وعادت طبيعية من جديد .

مريم
رن جرس البابحينما كنت أبرد أظافري ، وضعت المبرد بجيب فستاني و نظرت لشاشة الأمن قبل أن أفتح كعادتي فعكست لي الكاميرا عامل توصيل الزهور إبتسمت فلابد أن أحمد قد أرسله بقصيدة جديدة .
فتحت الباب ومددت يدي لأستلم الباقة لكن الرجل دفعني للداخل وأغلق الباب ، رمي الزهور وخلع القبعة التي كانت تخفي وجهه قائلا
" هل إستمتعت باللهو مع ذلك المخنث طوال فترة غيابي؟!"
صرخت وحاولت الإبتعاد لكنه أمسك يدي وأجبرني علي النظر إليه وصرخ غاضبا
" أجيبي أيتها الفاسقة علي سؤال سيدك ، هل إستمتعت باللهو مع ذلك المخنث طوال فترة غيابي؟!"
" لا "
" لماذا؟!"
" لأنه لم يكن مثلك "
إتسعت عينيه قائلا
"كيف ؟!"
" ليس لديه الشغف الجارف الذي تملكه أنت ، إنه يموء كقطة أليفة وقد إفتقدت زئيرك أنت ."
قال متشككا
" أتحاولين اللهو بعقلي أيتها الساقطة ؟"
" لماذا أفعل ؟! ، أنت تدرك جيدا أنك لن تجد مثلي . بحثت أليس كذلك ؟
عاشرت الكثيرات بعدي لكن ولا واحدة منهن جعلتك تشعر مثلما أفعل أنا . لم تحظ بالرضا منذ إبتعدت عني ، أليس ذلك سبب عودتك ؟!"
خفف قبضته علي ذراعي وسألني
" كيف عرفت؟!"
" لأنني مثلك ، لم أشعر بالرضا معه ، لم يستطع إشعالي مثلما تفعل أنت ، إفتقدتك ياسيدي ، خادمتك إفتقدتك "
رق صوته وسألني
" لماذا ذهبت معه إذاٍ ؟!"
" أنت تركتني له ، قايضتني بالسفر والمال ، تخليت عني ورحلت والآن سأنتقم "
شدد قبضته مجددا
" كيف؟!"
" سأعذبك كما عذبتني ، لن أجعلك تلمسني مجددا إلا عندما تثبت أنك جدير بذلك "
" كيف أفعل ؟!"
" تخرجني من هنا ، من مصر كلها "
" والمخنث؟!"
" سنتركه "
صفعني فسالت الدماء من شفاهي وجذب شعري فتأوهت بينما تابع
" أنت تخدعيني ، مازلت تحبينه "
ركعت علي ركبتي
" إن قتلناه فستطاردنا الشرطة ولن نحظي بسلام ، سأسرق كل ما أستطيع الحصول عليه ونهرب معا "
" والطلاق ؟!"
" هل يهم ؟، أنا لن أكترث لذلك ، فهل تفعل أنت ؟
لن أخضع لقوانين العالم لأنه لا يستحق ، سنضع قوانينا الخاصة بنا سنعيش تلك الحياة البوهيمية التي نتطلع لها معا لكنني سأحظي بمزيد من الحرية وسنتبادل الأدوار "
سحبني من ملابسي فتمزقت وكشفت كتفي
" كيف ؟!"
" ستخضع لي كما أخضع لك "
ضربني بساقه فسقطعت أرضا فمد لي حذائه قائلا
" قدمي فروض الطاعة "
قبلت حذائه فوضعه فوق وجنتي وكاد أن يسحق وجهي وهو يصرخ تابعي فقلت وأنا أحاول أن ألتقط أنفاسي
" أنت لم تسمح لي بإستخدام مهاراتي لكنك ستفعل ، ستسمح لي أن أمارس ألاعيبي معك ، بالمرة التي وقفت بها في وجهك إنتشيت من معارضتي لك لا تنكر ذلك ، أنت تحب الخضوع فإسمح لي بالسيطرة ، ستسمح لي بحرية الخروج ولن تسجنني مجددا ، لا داع لذلك فأنا أريدك مثلما تريدني . هذه هي شروطي ولن أغادر معك دونها ماهو رأيك؟"
ضغطت علي وجهي فصرخت ولعنته بأقذع الألفاظ التي علمني إياها ثم صرخ منتشيا ورفع قدمه التي إنطبعت علي وجهي فتنفست أخيرا .
رفعني عن الأرض ونظر لي بعينين لامعتين من النشوة قائلا
" موافق "
قلت والدموع تسقط من عيني
" لنختم إتفاقنا بعناق "
إقترب مني وعلي وجهه إبتسامة رضا سرعان ما تلاشت عندما غرزت مبرد الأظافر الحاد بعنف برقبته وقمت بليه قبل أن أسحبه ليدخل الهواء لجوفه .
وضع يديه الإثنين علي رقبته غير مصدق يحاول كتم الدماء التي إندفعت فلوثت وجهي وملابسي ، حينما أدركت مافعلته رميت المبرد علي الأرض وصرخت .
حاولت تنظيف نفسي من دمائه القذرة فلم أستطع ، لم ألاحظ إقترابه مني حتي أمسك يدي وهو يحاول أن ينطق بصوت متحشرج
" ساقطة ، لتكن متعتنا دموية "
دفعني علي الأرض ومال عليَ فلم أكف عن الصراخ وأنا ألكمه بيدي ورقبته تنزف دمائها علي صدري .
أمسك يدي بعنف وبيده الأخري راقبت المبرد وهو يقترب من عيني .
صرخت وفقدت الوعي ولم أشعر بأحمد والشرطة وهم يقتحمون باب الشقة .
فتحت عيني علي صرخات أحمد الفزعة وهو يمسح وجهي وجسدي بيده ليري مصدر الدماء .
نطقت بصعوبة
" أنا بخير "
" الدماء؟!"
" دمائه هو "
إلتفت لأري عدد كبير من رجال الشرطة بالشقة ورجال الإسعاف يحملون هشام ، كانت عيناه صوبي ، نظر لي وإبتسم فإقشعر بدني .
حملني هشام وأجلسني علي المقعد ، مسح وجهي بمناديل سرعان ما خضبتها الدماء فأفسدت نقائها .
لاحظ العلامات التي تركها الحذاء علي وجهي فضغط علي أسنانه وسالت دموعه .
سألته
" ماذا حدث ؟"
قال بصوت مازال الذعر لم يتلاشي منه
" كنت أجلس مع الضابط أقدم إفادتي وعندماإنشغل بالإجابة علي مكالمة هاتفية قررت الإتصال بحارس الأمن الذي أخبرنه أن الهدوء يسود المكان ولم يدخل المبني أي شخص غريب غير عامل توصيل الزهور وبما أن المبني حديث والشقق التي تم حجزها لم ينتقل إليها سكانها بعد، وبما أنني لم أرسل لك شئ فقد كدت أموت خوفا وأنا أتخيل ما الذي قد يفعله بك ، طلبت منه أن يصعد ليفقد الأمر فلم يجد أحد لكنه وجد المصعد يهبط فإعتقد أن العامل قد غادر .
أصر الضابط علي الحضور معي هو وعدد من العساكر للإطمئنان حينما صعدت سمعنا صراخك ودخلنا لنجده يوشك علي طعنك بالمبرد دفعته عنك فسقط علي الأرض ولم ينهض مجددا ، ولقد أعلن طبيب الإسعاف أنه قد لفظ أنفاسه الأخيرة "
صرخت
" لا ، لقد كان ينظر لي ، لقد إبتسم وهم يصطحبوه ، مازال حيا "
ربت أحمد علي كتفي وحاول تهدئتي لكنني ظللت أصرخ وأقسم له أنه مازال حيا ، حتي قام الطبيب بوخذي وبعدها لم أشعر بشئ 



الفصل الاخير

تعليقات