المجد للقصص والحكايات
ضربات القدر .... سيلا
الحلقة الاولى
فى منزل الحاج رشدى؛ كبير عائله رشدى ،رجل فى العقد السادس من العمر يتميز بالحكمة والهدوء وبعد النظر،و كذلك بعض من الوسامة التى ورثها منه ابنائه والتى لا يزال محتفظا بها رغم كبر سنه .
العمل يجرى على قدم وساق ؛الكل يسير ويهول هنا وهناك فى همة ونشاط . فنجد من تقوم بتنظيف الفيلا والحجرات، وهناك من ينثر البخور في الحجرات ،وهناك من يقوم باعداد الطعام ..
فى المطبخ حيث تقف الحاجة صفية؛ زوجة الحاج رشدى وهى تتمم على الفتيات الخادماتان أجل إنهاء وليمة الغذاء المعدة لأبنائها بمناسبة عودة ابنها الاكبر مازن من الخارج مع زوجتة وابنائه .
الحاجه فاطمة وهى تنظر إلى ما اعدته الفتيات : خلصتوا الاكل يا بنات ولا لسه ؟ دول على وصول .
حسنات ووفاء وهما تبتسمان لها : خلاص يا حاجة، احنا بنشطب اهه، فاضل التحمير والغرف بس.
الحاجة صفية وهى تنظر على ما قمن بطهييه، ثم تسألهم : طب والحلو؟ عملتوه ولا لسه؟
هدى : خلاص يا حاجه الكنافة والبسبوسة وام علي خلصوا. ... عايزة حاجة تانى؟
الحاجة صفية : لا شكرا. بس هموا شوية مش عايزة تأخير .
تخرج من المطبخ وتتوجه الى المندرة التى يجلس بها الحاج رشدى يقرأ القرآن، فيشعر بوجودها، ويرفع عينيه عن المصحف وينظر لها مبتسما. الجاج رشدى وهو يشير لها للجلوس بجواره ،ويقول بصوت هادىء : اقعدى ارتاحى شوية؛ علشان تعرفى تقعدى معاهم.
الحاجة صفية وهى تجلس بجوارة وتنظر له وتقول بصوت متهدج ملىء بالحنين والاشتياق : مش قادرة على اصبر يا حاج. ... مازن والولاد وحشونى اوى اوى. . . كلمهم شفهم بقوا فين؟
الحاج رشدى مبتسما لها وهو يأخذ الهاتف :حاضر يا حاجة.
يتحدث فى الهاتف النقال لابنه اسلام .
فى تلك الاثناء،يتلقى اسلام اتصالا هاتفيا من والده فيقول لمن معه فى السيارة : الحاج بيتصل....
فيقول: له مازن افتح ورد
يرد اسلام على الحاج رشدى :السلام عليكم. .. ايوة يا حاج .
الحاج رشدى : وعليكم السلام ورحمة الله. ..ايوة يا اسلام ،وصلوا ولا لسه ؟
مازن وهو يأخذ الهاتف المحمول ويرد ويقول : ايوه يا حاج مازن وصل، تحب تكلمه.
تتهلل اسارير الحاج رشدى ،وتدمع عيناه عندما سمع صوت ماذن عبر الهاتف ، وسط ترقب الحاجة صفية و النظر له باهتمام فى محاولة لقراءة معالم وجهه لتعرف ما الخبر ولماذا ترقرقت عيناه بالدموع ،وهى تسمع الحاح رشدى يقول : الف حمد الله على السلامه يا ماذن يا ابنى ..اذيك واذاى سيف ونوران واسيل مراتك .
مازن :الحمد لله، كلنا زى الفل ومش ناقصنا غير رؤيتكم يا حاج.
تتهلل اسارير الحاجه صفية عند سماع عبارات الترحيب ،فتختطف الهاتف من يد الحاج رشدى وهى تقول بلهفة : هات أكلمة يا حاج .
فيعطيها الحاج رشدى الهاتف
الحاجة صفية بصوت متهدج ملىء بالحنين والاشتياق ،وتحاول ان تتماسك ولا تبكى : ماذن ... حبيب قلبى ... وحشتنى يا ابنى. .. إذيك ..
مازن بصوت حاول ان يجعلة مرحا ويخفر اشتياقة حتى لاتبكى والدته : انتى وحشتينى اوى اوى يا حاجة. اذاى صحتك ؟
الحاجة صفية والدموع تنهمر من عيناها وكأنها مطر يسقى ارضا عشطا : الحمد لله يا ابنى .. انتوا فين ؟ ولسه قد إيه على ما تيجوا ؟
مازن :حوالى نص ساعة .
سيلا وهى تأخد منه الهاتف : إذيك يا ماما الحاجة وحشانى جدا ،إنتى وبابا الحاج .
الحاجة صفية :الحمد لله. وحشانى يا بنتى انتى والعيال .
فتسمع صوت ماذن وهو يتحدث بصوت عال. .. يا حاجه ،ميتين من الجوع، الاكل جاهز؟
الحاجة صفية وهى تبتسم وتقول : جاهز يا قلب امك. كل الاكل اللى بتحبه بس تعال بقى .
تضحك سيلا وتقول له : كل الاكل اللى بتحبة يا سيدى ماما عاملاه ..ارتاح بقى .
ماذن بصياح ضاحكا : وحشنى اكلك يا حاجة اوى.
سيلا وهى تتصنع الغضب وتوكزه في يده وتقول : هو انا اكلى وحش يا ماذن.
ماذن ضاحكا : لا. .. بس أكل الحاجة حاجه تانية يا سوسو .
ينظر لهما اسلام ويضحك وينظر الى الطريق .
تنهى صفية المكالمة وهى تمسح دموعها ؟وتلتفت الى الحاج رشدى؛ الذى ينظر لها مبتسما ..ويقول : ها ..اطمنتى ؟سمعتى صوته
الحاجة صفية بإرتياح وهى تبتسم ثم تتذكر شيئا وتقول بألم .
- شفت الهوانم كل واحدة فى شقتها إزاى ؛شيماء مش عايزة تنزل ،وعاملة نفسها نايمة .ونشوى قال إيه قاعدة مع ابنها ... وولاد
إسلام بس هم اللى بيلعبوا فى الجنينة .يرضيك كدا يا حاج ؛هو احنا بنشوف ولاد اسلام ومراته كل قد إية ؟
الحاج رشدى :كبرى دماغك يا حاجة، المهم ان ولاد اسلام بيلعبوا فى الجنينه .. وبعدين شيماء نزلت او منزلتش مش مشكلة، سبيها براحتها. دى واحدة واخده على السهر والنوادى ملهاش فى عيشة الارياف .. اختيار ابنك وهو مرتاح على كدا .
الحاجه صفية بامتعاض : مرتاح ! دى لاتعرف ولادها اخبارهم ايه ولا ليها دعوه بيهم سيباهم مع الدادات والخدم .
الحاج رشدى :قلنا ملناش دعوة دى خياتهم وهم حرين فيها واوعى تقولى كدا لاسلام . سبيبه يشوف شغلة وشركته اللى فى الاسكندرية ويمشى حياته زى ما هو عايز ..
الحاجة صفية وهى تنحدث عن زوجة رمزى ؛ نشوى ،وهى حنطية اللون ،قصيرة القامة ؟شعرها أسمر وعيناها واسعتان ولونهما اسمر . سيدة منزل ولديها اتنان وعشرون عاما ، ولديها طفل اسمه زيد.
الهانم قاعدة معانا وكأنها مأجرة الشقة ،مش احنا اهل جوزها.
الحاج رشدى بهدوء : صفية ... جايلك اسيل وولادها وهيملوا علينا البيت ان شاء الله .بلاش كلام فى الموضوع دا عايزين نقضى وقت حلو ومش عايزين مشاكل .
تبتسم الحاجة صفية فور ذكر اسم سيلا وتقول : سيلا دى بنتى اللى محلفتهاش يا حاج ؛طيبة وحنينة أوى. مش زى التانين خالص
الحاج رمزى بهدوء : المهم عندنا ولادنا يا صفية ..الحمد لله مازن ومهندس مبانى ولو بس يسمع كلامى ويشتغل فى شركه المقاولات مع اسلام يبقى كويس اوى؛مهو شريك فيها يبقى يشتغل عند الغرب ليه ؟ ويسيبة من شغل دبى ده .. ورمزى ؛اهه مهندس زراعى وبيدير الارض ويتابع شغل مصنعه لتصدير منتجاتنا الزراعية ...هنعوز اية تانى اكتر من كدا والحمد لله كل واحد متجوز اللى اختارها ،حلوه او وحشة دا اختياره ودى حياته وهم حرين فيها .
الحاجه صفية وهى تحاول ان تعترض :ايوة يا حاج بس ..
الحاج رشدى : مبسش .. قفلى على الموضوع دا يا حاجه .
يستمعوا لاصوات عز الدين ورنا ؛ابناء اسلام ،فى الحديقة وهم يصيحون فى ترحيب وتهليل بسيف ونوران ابناء مازن . فيقفوا بسرعة ويتجهوا للخارج ليجدوا سيلا تدلف اليهم وتسلم عليهم وتقبلهم بإشتياق.
ماذن ضاحكا : ايه يا سيلا خلينى أسلم على الحاج والحاجة ،هم مين اللى ابنهم فينا ؟
الحاجة صفية :والله هى معزتها من معزتك .سيلا دى بنتى يا مازن .
ماذن ضاحكا : لااااا مينفعش يا حاجة، هو فى اخ بيتجوز اخته ؟؟
الحاجة صفية : يا وااد ،فى معزة بنتى ،خلاص ارتحت .
يضحك الجميع وتدخل نشوى وشيماء،وتستمعان الى كلام الحاجة صفية ،وتنظران لبعضهما بإمتعاض ويبتسمان ابتسامه سخرية .
تتقدم نشوى وتسلم وهى تقول : حمد الله على السلامه يا اسيل ؛تعمدت ان تناديها بالاسم الذى لا تحبه . حمد الله على السلامه يا ماذن .
سيلا وماذن :الله يسلمك
شيماء بكل تكبر : حمد الله على السلامة .
سيلا :الله يسلمك ،اخباركم ايه وحشينى اوى .
شيماء وهى تجلس وتنظر لها :عادى ..زى ما احنا
ماذن مغيرا الحديث : انا جعان يا حاجة ، فيه أكل ولا دى كانت إشاعة ..
الحاجة صفية وهى تنهض من مكانها: ثوانى والاكل يكون جاهز ..قال اشاعة قال ..
تخرج الحاجه صفية بسرعة متجهه الى المطبخ صائحة بفرحة :
يلا يا بنات بسرعة ، اغرفوا الاكل بسرعة ..
الفتيات بهمه ونشاط :حاضر يا حاجة ثوانى والسفرة تكون جاهزة .
تعمل الفتايات بسرعة وما هى الا دقائق قليلة وكانت المائدة عليها ما لذ وطاب من الاطعمة ...
فى تلك الاثناء داخل المندرة ،والكل جالس يتحدث ويضحك
نشوى وهى تهمس لشيماء : سمعتى الحاجه صفية بتقول ايه عن اسيل ؟
شيماء بحقد : سامعة كل حاجة ، هم بيحبوها عننا . عادى
نشوى : مهما نعمل برده بيحبوها .
شيماء بدون اهتمام وهى تنظر سيلا وتتحدث : يلا ،كلها شهر وترجع تانى دبى،هى وجوزها .مش عارفة حابينها على اية ؟
نشوى وهى تختلس النظر الى الجميع وتقول : مش عارفة ؛ما احنا متجوزين ولادهم برده ومخلفين اهه وولاد برده ،فيها ايه يعنى علشان يحبوها عننا ؟
فى ذلك الوقت تذهب اسيل مع الحاحة صفية للمطبخ وتساعد الفتيات فى تحضير الغذاء وهى تضحك معهم .
على المائدة ...
يجلس ماذن بين اسيل والحاجة صفية ،وكلا منهما تطعمانه مثل الطفل الصغير ،وماذن يأكل من يد سيلا مرة ومن يد امه مرة اخرى ،وسيلا تطعم اطفالها .وسط نظرات السخط والحقد من نشوى وشيماء . وضحك اسلام ورمزى على منظر ماذن وكل منهما تطعمه مثل الطفل الصغير .
لتقول نشوى وهى تحاول ان تظهر عدم ضيقها من المنظر : كلى بقى يا اسيل ، هو ماذن صغير علشان تأكلية وانتى وماما الحاجة.
سيلا ضاحكه : انا متعودة انى أأكل ماذن بإيدى مع العيال .
شيماء ساخره : وانتى بتاكلى امتى ؟
سيلا وهى تنظر فى عينى ماذن بحب : هو اللى بيأكلنى .
تشعر شيماء بالغضب فتقول بسخرية : بعنى بتعاملى ماذن زى الاطفال ..
تنظر لها الحاجه صفية بسخط واضح وينظر الحاج رشدى لصفية حتى لا تتحدث .
فينظر لها اسلام بضيق ويقول: دى محبة ودلع ،بتدلعة زى العيال .ثم يضحك بسخرية ويقول ، مش زى ناس مش فاضية لحد
هنا كان اسلام يقصدها بحديثة ،لانه يعلم ان كل ما يهم شيماء هن صديقاتها والخروج والبقاء بالنادى.
يمتقع وجهه شيماء غضبا وقد فهمت تلميح اسلام ،وتكمل غذائها فى صمت .
ينتهى الغذاء وتصعد شيماء الى شقتها بسرعة تتبعها نشوى .ويبقى الجميع فى المندرة يحتسون الشاى والعصائر والاطفال يلعبون . بينما تجلس نشوى مع شيماء فى شقتها والحقد ثالثهما ..
يتبع .....
10 كومنت