أخر الاخبار

رواية الوجه الآخر للقمر الفصل الواحد والثلاثون والأخير

 

حصرين ع موقع المجد للقصص والحكايات الكاتبه فريده احمد فريد  الوجه الآخر للقمر   الفصل الواحد والثلاثون والأخير

حصرين ع موقع المجد للقصص والحكايات الكاتبه فريده احمد فريد

الوجه الآخر للقمر 

الفصل الواحد والثلاثون والأخير


ف البلد... اخذ عبد العزيز  ابيه  وطليقته واخيه و أولاد أخيه... الي الاستراحه 


وهيه  بيت  صغير نسبياً  يشبه  الفيلا..... محمود  الجد  كان  شبه منهار  مما  حدث.. لم  يصدق او يستوعب ما مر به  للآن 


بعد شروق الشمس... ذهب  مع عبد العزيز  للسرايا  مجدداً  للقاء   عناصر الشرطه  والاسعاف  والمطافي 


التي  وصلت  متأخره  جدآ..... ف  الاستراحه 

نورهان  كانت  نائمه  بين  ذراعين  أختها  نسرين كانت


ترتجف  خوفاً  طوال  الليل.... طلبت  نسرين من عمار  ان  يتركها مع اختها  ويظل هوه  مع  الرجال


ف  الصباح.... دخل  عمار  غرفه  زوجته... كانت  تجلس  ع  الفراش  تنظر  للفراغ  أمامها  بعدم  تصديق  وشرود 


اقترب  منها  انتفضت  مكانها.... جلس ع طرف الفراش  وهوه  يقول لها  يهديها


(ما تخافيش  يا نورهان.... ما تخافيش... انتي ف أمان  دلوقتي... الحمد لله  عدت ع خير) 


نورهان  بشرود

(عمار... عمار  انا  كنت  هموت... كنت  هموت  يا  عمار.. بس.... بس  انا اتكتب لي عمر جديد  بسببك... انت... انت أنقذت حياتي.... ليه يا عمار... ليه  خاطرت  بنفسك  عشاني... ليه) 


عمار  اقترب  أكثر  منها... نظرت  له  ورأت  الحرق  ع  يده... كان  كبير  ومؤلم  من  شكله..... مسكت  يده  بسرعه


وقالت  بذعر(انت  اتحرقت  يالهوي  يا عمار  طب  انت  كويس) 


عمار  نظر  لها  طويلا وقال  لها

(نورهان  ممكن  أسألك  سؤال.... هوه  لو  انا اللي  كنت  اتحبست ف  الحريق... والنار  كانت  محصراني... كنتي  هتتخلي  عني... كنت  هتسبيني  اموت) 


نورهان (لأ طبعاً... كنت  حاربت  النار   عشان  اوصل لك  وانقذك) 


ابتسم  لها  بآمل  وقال


عمار  (طب  إزاي  بتسأليني  سؤال  زي ده... نورهان... هوه... هوه  ينفع  نبتدي  مع بعض صفحه جديده... تعالي  نعتبر  كل  اللي فات  من حياتك  وحياتي  ده...   ماضي... ماضي  قاسي... ماضي  ظلمنا... ظلمك  انتي  باللي عشتيه  وشفتيه... و  ظلمني  لما بعدني عنك... انا عارف  اني  غلطان... واني  زي  الناس والدنيا  ظلمتك... بس.. انا  كنت  مضغوط اوي... وبرضو كنت  أناني... طول الوقت كنت بحاول  اثبت نفسي... بحاول  اعيش  دور مش دوري... حياه  مش حياتي... بس  خلاص... خلاص  يا نورهان... صدقيني  بعد كل اللي مريت  بيه  وعشته وعانيته ... مبقتش عايز حاجه من الدنيا  غير... غيرك  انتي... نورهان  الحياه قصيره  اوي... حرام  نضيعها  ف  عتاب   وبعاد   و  عناد  بينا.... عارف  انه مكنش  قصدك  تخدعيني  ولا  انا  كنت حابب  اذلك  واهينك... بس... بس  عشان خاطر ربنا  اعتبري  اللي  فات من عمرنا... مرحله  وعدت... وتعالي  انا وانتي  وبس  نبدأ  مرحله جديده  ف حياتنا  سوا... ايه رأيك يا نورهان) 


عمار  مسك  يدها  بتوسل  كي  توافق... نورهان  توغلت  ف  عيناه... نظرت  بقوه  وتعمق  ف  مقلتيه


علها  تجد  إجابه  تريح  قلبها... قالت  له 

(عمار  انا  ليا  شروط .... أولا  تسيب  تجارتك.. ايا كانت... وثانياً  توعدني  ان  عمرك ما  هتعايرني تاني  بأمي... ثالثاً  تأخدني  بعيد  اوي  عن  هنا... رابعاً.... رابعاً.... تقولي  الحقيقه... تقولي  انا إيه بالنسبه لك يا عمار) 


عمار  أبتسم  بسعادة لا مثيل لها... وقف  ع  قدمه... وجذبها  بقوه  اوقفها  ع  قدمها.... جذبها  إليه  اكثر


ألتصقت  فيه  بقوه... نظرت  له  بصدمه... لكنه  وضع  يده عليها  بتملك  وقال  لها


(وانا  موافق  ع  كل  شروطك.... عايزه  تعرفي  انتي ايه بالنسبه لي انا.... نورهان... انتي  حبيبتي وروحي وعمري وحياتي... نورهان  انا  بحبك.... بحبك  اوي... معرفتش  غير اني  أحبك... انا  كنت  عارف الحقيقه دي  من  زمن... بس... بس  حصلت  حاجات  كتير خلتني  مش عارف  اقولك.. دا  غير  اصرارك  اني  اطلقك... انا  من زمن  مبقاش  فارق  معايا  ورثك  ولا امك  ولا اي حاجه... كنت عايزك  انتي  وبس... بس  كل مادا  كنت  احبك  اكتر  وانتي  تكرهيني اكتر... مبقتش عارف المفروض اعمل ايه... كرامتي  وغروري  كانوا  منعني  اني  اصارحك  بحبي ليكي... بس... بس  امبارح  بعد ما  لقيتك  هتضيعي  مني... بعد ما كان  الموت  بينه  وبينك  خطوه... لقيت نفسي  مش قادر  اخبي  بعد كده... طظ ف  غروري  وكبريائي... طظ  ف اي حاجه تبعدني  عنك  تاني  يا  حبيبتي... ووعد  مني يا  نورهان... وعد  مني  لأحبك  واحميكي  وأسعدك  لآخر يوم ف عمري... وهحاول ... هفضل  احاول  من   غير  ما  ايئس  ابدا... هحاول  اخليكي تسامحيني  وتحبيني  كمان... إيه رأيك) 


نورهان  ابتسمت  بسعاده... خفضت  عيناها  للأرض بخجل... عمار  رفع  وجهها  بيديه... نظر  لزرقه عيناها  بحب  لا يوصف


اقبل  ع شفتيها  ليقبله  قبله  تصالح... قبله  يعبر  بها  عن  حبه  ومدي  شوقه  لها... لكن  فجأه... فتح الباب  وظهرت


نسرين... لكنها  جفلت  من  وقفتهم  تلك  سويا... اعتذرت بسرعه  وخرجت  واغلقت  الباب  عليهم 


ضحك  عمار  ونورهان سويا بصوت عالي ....عادوا  ينظروا  لبعضهم... لكن  نورهان  اخفضت عيناها  وقالت له  بحرج


(عمار... مش وقته  ده عشان نكون مع بعض... ف حاجات لازم  تحصل  الأول... انت  روح دلوقتي  خليك  مع جدك  وعمك... لازم  تكون معاهم  لحد  ما محمود  وحسن  يرجعوا... وبعدين انا مش عايزه  حياتنا الجديده  تبتدي  هنا... هنا  مفيش  حب  ولا  تسامح  ولا  ود... صعب  اننا  نبدأ  صفحتنا  الجديده  وسط  الكره  والحقد  اللي ف قلوب الناس اللي هنا.... روح انت دلوقتي... ولما  الأمور تهدي... نبقا  نرجع  بيتنا... بس المره دي  هنرجعه  بشكل تاني... نرجعه  واحنا  الاتنين  عايزين  بعض ... مش  مجبرين  ع بعض... ايه رأيك  يا عمار) 


عمار  اؤم  لها  موافق .... قبلها  ع  رأسها  بحب... وأخذها  و خرجوا  للجماعه ف الخارج... نسرين  نظرت  لها


وهيه  تتأبط  ذراع  عمار.... وابتسمت  بسعاده  لأختها... خجلت  نورهان  واخفضت  وجهها  بسعادة للأرض 

********************

ف طريق العودة للبلد... سما  كانت  ساكنه  غارقه  ف السكوت  والدموع  الخفيه


وصلوا  بعد ساعات الطريق.... وذهبوا  للاستراحة  ترك  محمود  وحسن  البنات  مع  إسماعيل  وزوجته 


آمل  ركضت  تضم  ابنتها... سما  لم  تصدق  انها  تري  أمها  مره أخري  حيه ... ضمتها  بشق الأنفس.. وانهمرت  دموع


الأم وبنتها .... اقتربت  الأم  من  نور  وقالت لها  بأمتنان

(متشكره... متشكره  اوي يا بنتي  انكم  رجعتوها  تاني لحضني... أحمدك يا رب... الحمد لله اوي  أوي) 


سما نظرت  لنور  وقالت  بعدما  هدأت 

(صحيح انتوا  عرفتوا  توصلوا  لنا بسرعه كده إزاي) 


نور(محمود  كان عامل حساب  يوم زي ده  كان حاطط  لك  جهاز  تتبع  ف تلفونك.... وهوه ده اللي  وصلنا  ليكي  بسرعه  كده... احمدي ربنا  يا  سما  انها  خلصت ع كده... ومحدش  تاني  اتأذي  بسببه) 


سما  بحزن(ومين قالك  ان  محدش  اتأذي  يا  نور.... هوه  اتأذي... انا  اتأذيت... انا مش عارفه  هقدر  اعيش من غيره  تاني  إزاي) 


نور  نظرت لها  بصدمه... امها  قالت  لها  بحزن

(ليه يا سما... إزاي بتقولي  كده... هوه... هوه  انتي  حبيتيه.... حبيتي  المجرم ده.. إزاي يا بنتي) 


سما  بحزن(يمكن بالنسبه لكم  مجرم... بالنسبه  للدنيا  كلها  مجرم  وسفاح  وارهابي  كمان... بس.. بس  بالنسبه لي  انا  يا أمي... ده  احن  راجل  عرفته ف حياتي.... الإنسان الوحيد اللي كان  مستعد  يضحي  بحياته  عشاني.. وف الآخر  مات... مات  بسببي... مات  ع أيدي... انا  قتلته... قتلت  حبيبي  يا  اميييييي) 


بكت  سما  من جديد... لكنها  ركضت  لغرفه  ما  واغلقت  ع نفسها... لتبكي  وتنهار  وتعول   ع  منذر  حتي  يهدأ  قلبها 


امل  ذهبت  للتحدث  مع  زوجه  إسماعيل  سلفتها  القديمه.... إسماعيل  أصر ان  يأخذه  سيف  للجماعه عند السرايا 


نور  سمعت  اختيها  يتحدثون  سويا  وكلا  منهما  تتحدث  بسعادة  عن  زوجها... كأن  ما  حدث ف سرايا


جدهم  لا  يعنيهم  بشئ..... نور  ابتسمت لاجلهم... لكنها  رأت بوضوح ان لا مكان  لها  هنا.... لأ احد  يكترث 


لوجودها... نور  رأت ان تلك  هيه  لحظتها... هذا  وقت  الوداع  والفراق... كم  أرادت ان  تضم  اخوتها  ف حضنها


لكنها  عاجزه... عاجزه  عن  التفوه  بكلمه واحده... وجدت  نفسها  تخرج  من  البيت... توجهت  للطريق العام 


سارت  كثيرآ  حتي  رأت  سياره  عابره... طلبت  من  السائقه  ان  تصحبها معها  للقاهرة 


ركبت  نور  السيارة  و انطلقت السائقه  ف  طريق العودة للقاهره..... نور  نامت  رغما عنها ... فتحت عيناها ع هزه خفيفه


من السائقه ...أصرت السائقه  ان  توصل  نور  الي حيث  بيتها..... تعرفت إليها  نور  وعرفت ان إسمها  عهود... شكرتها  و خرجت من سيارتها 


دخلت القصر... كان  الحرس  ف أماكنهم المعتاده... أرادت نور ان تودعهم... لكنها  تعلم  أنهم يعرفونها  زوجه  رب العمل


وليست  ك نور  الحارس  الذي  طالما  سهر معهم  وتسامر  وشاركهم  الطعام  والحديث  والتسالي... نور  شعرت


بأنكماش  معدتها  وانقباض  قلبها... كأن  سكين  حامي  غرز  ف  صدرها... شعور  مؤلم... كانت تشعر به


كثيرآ مؤخرا... نور  توجهت  لغرفتها... وبدأت  توضب امتعتها استعدادا  للرحيل... لكنها  رأت  صوره  كبيره


لمحمود  كانت  قد  سرقتها  خلسه  من  مكتبه لتحتفظ  بها ... الأن  تراها  بين  أغراضها.... مسكت  الصوره


وضمتها  لصدرها ... لقلبها... صرخت  بوجع  

(اااااااااااااااه... آه يا  محمود.... انا  ليه بيحصل لي  كل ده... ليه  بحبك  اوي  كده.... هعيش من غيرك  إزاي... ليه  بس  قابلتك  تاني  يابن عمي... كنت  عايشه  وراضيه  بالقليل .... ليه  دخلت حياتي  بس... ليه يارب  بتديني  الأمل... بتخليني  أمسكه بأيدي... وبعدين  يبعد عني... يبعد عني  ويسبني  مجروحه ... موجوعه... يارب  انا  بني آدمه.. حته  إنسانه  ضعيفه أوي... عمري ما طلبت  منك  غير  انك  ترجع لي  أخواتي... وانت  عملت كده... بس... بس  انا  مقدرش ادخل حياتهم.... وكمان  رجعت لي ابن عمي... الطفل  اللي  كنت  بمشي ف ضله ... اللي كنت  بعتبر  نفسي ملكه... بتاعته ... رغم اني كنت عيله... بس  حبيته... ولسه  بحبه... بس... بس  هوه  عمره ما هيبص لي... هوه  يستحق  أميره  تدخل  قلبه  وبيته.. تدخل  قصره... إنما أنا... انا  إيه... انا خايفه  اعرف  نفسي لاخواتي  ليستعروا مني... يبقا  باشا  كبير  زي  محمود  هيبص لي  انا.... لازم  أمشي... لازم  اختفي من حياتهم... همشي  وانا  متأكدة ان... إن  محدش حتي  هيفتكرني) 


كم  هيه  مؤلمه دموع  الوحده... دموع  الشفقه ع النفس... دموع  العجز  وقله الحيله... صرخات  قلبها


كانت  تتدفق  ف شلال دموع  جاري  ع خدها.... حاولت  أن  تمسح عيناها... وترفض  الضعف... لكنها  كما  شكت  لربها


هيه  فقط  مجرد انسانه... مهما  كانت  قويه  وتستطيع تحمل  الصعاب  والمشقه  كأي  رجل  قوي... لكنها  بداخلها 


بركان  مشاعر  مختلفه... مشاعر  لم  تسمح  لها أن تتعدي  الذكري  العابره  طيله  حياتها... لكن  بمجرد  ظهور  محمود


ف  حياتها... أصبحت  هشه.. ضعيفه.. عاشقه  تمثل القوه  والجفاء... لكنها  تصرخ  من  داخلها... تصرخ  ف نفسها


لتترك  العنان  لنفسها  ولانوثتها  الجميله  ان  تري النور... إن  تعانق  الحياه... إن  تعيش  وتحيا


لكن  دوما  للقدر  رأي آخر... نور  كانت  واثقه  انها  تعيسه الحظ  ولم تجد  الحب يوماً.. ولن  تجده  الأن.. هيه  فقط 


عشقت  من لا  تستطيع الوصول لقلبه  القاسي.... لعيناه  النافذه  الصلبه... لروحه الجافه من  اي مشاعر  عاطفية 


تعلم  الان  فقط  انها  سقطت  ف  فخ  العشق الاسود.. العشق  الذي  يدوم  ف  الذاكره  فقط.. العشق  المحطم  للامال والأحلام 


نور  أخيراً  سلمت  لقضاء الله  ف  جعلها  تعيسه  الحظ  للممات... انهت  توضيب  امتعتها... واغلقت  الحقيبة 


لكن  لسوء حظها  الذي  لا  حدود  له... سمعت  صوته... كان  يصرخ  بحده ف  احد الخدم... وفجأه  دخل  غرفتها


كالصاعقه  الهوجاء... انتفضت  مكانها  منه  ومن  نظرته  الغاضبه... اقترب  منها  وأمسك  شعرها  بعنف  جعلها


تصرخ  قالت  له  وهيه  تحاول  تخليص  شعرها  المسكين  من   براثنه 


(ف إيه... انا عملت ايه يا باشا... عملت لك إيه) 


محمود  ألقي بها  ع  الفراش  بعنف  نظرت  له  متألمه  قال  لها  بصراخ  غاضب


(انتي عارفه  انا كام حادثه  كنت  هعملها بسبب  أهلك... انتي  غورتي  لييييه... مين  أذن لك  تمشي... انتي  بتتصرفي  من  دماغ  اهلك  لييييييييييييييييه) 


نور  جلست  ع طرف  الفراش.. ونظرت  له  مستفهمه  قالت

(باشا  هوه ف إيه... مش  خلاص... مش  خلص  الحوار  ع  كده... يا باشا  انا  تعبت... تعبت  بزيادة... انا  عايزه  امشي  يا محمود... انا  عايز  ارجع  نور.. نور  الراجل... نور  اللي  كان  عايش  حياه  بسيطه  حياه  فيها  قرف  ومشاكل... بس  مش  وجع قلب... باشا  انا  ماشيه... ماشيه  وانا  حزينه... حزينه  اني  هسيبك  كده... كان نفسي  تبعد  عن  شغلانه  السلاح  دي... طالما  خدت  حقك  من  منذر... وكمان  اختك  وامك  رجعوا  لك... يا باشا  انا  خايفه  عليك أوي) 


هدأ محمود ... ووقف  أمامها.. عقد  ذراعيه  ع  صدره  وقال  بغرور


(تمشي  ع فين... انتي  بنت عمي... واخواتك  لازم  يعرفوا الحقيقه... وهما اللي يختاروا اذا كانوا  يقبلوكي  ولا  هتعريهم  زي ما بتقولي) 


نور  بسرعه  وتوتر

(لالالالالالالالا... بالله عليك لا... اخواتي  لأ... انا  دلوقتي متطمنه  عليهم... كل واحده  مع جوزها.. وكمان  بعد  ما الحج  مصطفى يقول  الحقيقه  ف البلد  كلها... مشاكل اخواتي  هتتحل  كلها... باشا  انا  قلبي  موجوع  خلقه... مش ناقصه كمان  اني  أقف  قصاد  اخواتي  زي  المتهمه  منتظره  حكمهم  عليا.. لأ  مش  هقدر  اواجههم  يا باشا) 


محمود  اقترب منها   ومسك ذراعها  بعنف  وقال 

(بطلي  تقولي لي يا زفت  يا باشا... انا  مش باشا  يا  نور.. انا  محمود.. محمود  وبس... وبعدين تعالي  هنا  فاكره نفسك  ناصحه  اوي  وهتفلتي  مني... ناسيه  ان  ف عقاب  لسه  ما خدتيهوش ولا  عايزه  تهربي  يا  نور) 


نور  اشفقت ع نفسها اكثر... تعجبت  لما  هوه  قاسي  هكذا.. ألا  يتذكر  لها  أي  موقف  فعلته  له  ومعه  ليسامحها 


اؤمت  برأسها  بحزن ... نظرت  لعيناه  ومدت  يدها  أمامها... قالت  له  بكسره


(حاضر... انا  آسفه... فعلآ  نسيت... وكمان  انت  عندك حق.. انا  غلطت  ولازم  اتحاسب... اتفضل  يا  محمود باشا  شوف  ايه العقاب  اللي  هيرضيك  وعاقبني  بيه) 


محمود  بثقه(هتنفذيه) 


نور (أمتي انا  عصيت لك أمر... قول يا باشا) 


اغمضت عيناها  بأعتصار... كأنه  سيصفعها  ع  وجهها... لكنها  فوجئت  بنفسها  تشد  بقوه... واستقرت  ف  حضنه


بين  يديه  القويه... فتحت عيناها  مفزوعه... نظرت  له  بصدمه ... ابتسم  بسخريه  وقال  لها 


(ده عقابك  عشان كدبتي عليا  وعممتيني... ده  هوه عقابك يا نور...) 


محمود اقبل ع شفتيها  بنهم  وشوق.... نور تجمدت  بين يداه... ابتعد عنها قليلاً.. ونظر  لها  بأحباط  


ظن  أنها تكره  لمسته  لها... سبق  وفعلت  هذا  به... تركها  وابتعد  خطوه  للخلف... قال لها  بغضب


(ماشي... عارف انك ما بتحبيش حد  يلمسك.. ومش عايزاني... بس  يا نور... انتي  مراتي  ملكي... مش هسمح لك  تبعدي عني... مش  هسيبك  تهجريني يا نور... ولو وصلت  اني احبسك  هنا... انتي  سامعه) 


نور شعرت  بالهواء  ينفذ  من  رئتها... قالت  له  وهيه  تجاهد  لتستوعب  ما يحدث 


(انت... انت  قصدك ايه.. انت  عايزني  يا محمود.. قصدك   ان.. انك  عايز  تكمل  حياتك  معايا  انا... انا  يا  محمود.. طب  ليييه... انت  قلت لي قبل كده.....) 


قاطعها  بغضب  ساخر

(مش عايز اسمع اللي قولته  لك  قبل كده... وعارف انك  غبيه  وفهمك  تقيل... بس  آه.. انا  عايز  اكمل  حياتي  معاكي... عشان  انتي  حياتي  يا  نور... خلاص  ارتاحتي  كده... انا  بحبك  يا  غبيه  يا  متعبه.. يا  عنيده... هعيش إزاي من غير  رخامتك ... انتي  لازقه  بغره  ف امي.. ولا  نسيتي  لما  رحنا  نقفش  منذر.... نسيتي  قولتي لي إيه...) 


قاطعته تكمل كلامه

(مش هسيبك... قلت لك مليون مره مش هبعد عنك... مش هسمح لحد  يأذيك  ولا يلمس شعره واحده منك... انا راحه معاك  ولو  ع  جهنم) 


محمود  بأنتصار 

(بالظبط كده... وانتي  هتعيشي معايا  برضو ف  جهنم... بس  نار من نوع تانيه... هقيد النار فيكي  كل ليله... حياتنا  عمرها ما هتبقا  طبيعيه  يا بنت عمي... بس  الأكيد  اللي انا  واثق  منه... اني  مش هعرف اعيش  من غيرك.. مش هعرف  ابعد عنك... كنتي انتي اللي دايما  لازقه  فيا... دلوقتي جه  دوري  عشان  انا  اللي  اتعلق بيكي... وماسمحش  لأي حاجة انها  تبعدك عني  يا  نور... يا نور عيني ونبض قلبي... انتي  الهواء  اللي انا  عايش  بيه... انتي  العشق  اللي ياما حلمت  بيه... انتي  اللي  سعادتي  بأديكي  ومعاكي.... بحبك  يا نور... بحبك  بكل  ذره فيا... بكل كياني .. بحبك  وهفضل أحبك  حتي  لو انقرض  الحب  من  الدنيا بحالها) 


نور  لم تحتمل  أكثر  ارتمت  بين  ذراعيه  واجهشت  ف البكاء... لكنه  بكاء  السعادة .. دموع  لم تعرف  لعيناها 


طريق من قبل... دموع  الفرح  والحمد لله... محمود  احتضنها  بكل  قوته  حتي كاد  ان  يخنقها  بجسده


لكنها  لم  تعترض... لم  تتألم... كل  آلمها  واوجاع  الماضي  ذهبوا  أدراج الرياح.... محمود  حملها  لغرفته


وضعها  بحب  و حنان  ع  فراشه... قال  لها  بهمس

(من الساعه دي.. هتكوني  ملكي  بروحك وقلبك  وجسمك... انا  هأخد  حقي  منك... حق  العذاب اللي عشته  بسببك... بسبب  رفضك  ليا  قبل كده... وبعدك  عني  رغم انك  دايما  معايا... انا  هنتقم منك  يا نور... بس   انتقامي المره دي.. مفيهوش  رحمه... ولا  رجوع) 


نور  نظرت لعيناه  وقالت بجديه

(محمود  انا  مارفضتكش... انا  كنت  خايفه... خفت  لاكون  بالنسبه لك  نزوه... مجرد  نزوه  يا محمود... حتي  لو كنت  مراتك  بس  خفت  لتاخد اللي انت عايزه مني  وترميني بعدها  خفت  تحتقرني... لو  سبتك  تلمسني... محمود  انا  آسفه... آسفه أوي ع الأيام  اللي  بعدت عنك  فيها... وانا  موافقه  ع انتقامك  مني.... انا  بحبك يا محمود.. بحبك  بجنووووون.... بس  عايزاك  توعدني بوعد) 


محمود  بحب

(كل اللي  تأمري  بيه  حبيبتي) 


نور(اوعدني انك  مش هتسبني  ابدا... مش  هتتخلي  عني... مش  هتزهق  مني... لأني  لما  بحب... بحب  اوي.. بحب  حب  امتلاك  يا محمود.. يعني  عايزاك  ليا  لوحدي  ليا  انا  وبس... اوعدني يا محمود) 


محمود  بضحك

(تحت امرك يا فندم... اي  أوامر تاني  تأمر بيها  معاليك  يا باشا) 


نور  ضحكت  بصوت عالي... ضحكت  بسعاده عارمه... محمود  انقض  عليها  يفترسها  بحب  وشوق


نور  لم تشعر ف  حياتها   كلها  بمثل  تلك  السعادة... اغمضت عيناها  وسمحت  لقلبها  ان  يسعد  بحب  حبيبه


تركت  العنان  للمشاعر  المدفونه  بداخلها ان  تتفجر  أخيراً... بين  ذراعين  حبيب قلبها ... زوجها.. ابن عمها


تركت  اي  أحزان جانبا  وعاشت تلك اللحظه التي  حلمت  بها  ليالي طويله... همست  إسمه  بحب... وردد  هوه   ف اذنها

أعذب  واجمل  كلمات  العشق  و الغرام.... 


ظنت نور  ان  تلك اللحظه   هيه  اللحظه التي  يسدل  فيها  الستار.. وتبدأ  حياتها  الجديده  مع  زوجها


لكن  فجأه تذكرت وهيه  بين  ذراعيه... إن  هناك  جزء مفقود... جزء  غفلته  عن  زوجها... جزء  ان لم  تكن مخطئه 


ف ظنها... فهذا  الجزء سيدمر  حياتها  وسعادتها... ويجعلها   تحيا  ف جحيم  العشق الاسود 


           *********   تمت ************


&&&&&&&&

ولا تزال  للقصه  باقيه


ف الجزء الثاني من  ملحمه العشق الأسود (الوجه الآخر للقمر) 


هل ستعلم الاختان بأمر  نور؟؟؟ وكيف ستقابل نور اختيها  وف اي ظروف  سيلتقون؟؟؟؟؟ 


تري  من  هوه  خالد رحيم... وماذا  سيحل  بعائله  الأنصاري  بسببه


هل مات  منذر  حقا؟؟؟ أم له  وجود  ف الجزء الثاني 


ماذا  سيحل  بسما  وحسن؟؟؟؟؟؟؟ 


ما الذي  سيحدث  لعبد العزيز ؟؟ وكيف  سينتهي  به  المطاف  ف صراعه الدائم  مع أخيه؟؟؟؟؟ 


هل  سيترك  محمود  تجاره  السلاح؟؟؟؟ 


كيف  سيحل  الفقر  بعائله الأنصاري؟؟؟؟ .... 


ماذا  سيحل  بنسرين؟؟؟؟؟ وهل  ستكتمل  قصه  عشقها  مع زوجها؟؟؟؟هل  ستترك عملها لأجله؟؟؟ ام ستتركه لأجل  واجبها!!!!!! 


ماذا سيحدث مع نور؟؟؟؟؟ وكيف  سيؤثر  الماضي  عليها؟؟؟ وهل  ستعود  رجلا  من  جديد؟؟؟؟ 


هل  ستتفق  الاختان  ع ابن  عمهم  لسجنه؟؟؟؟ 


هل سيتحقق  العدل ف قضيه  نورهان؟؟؟؟ وكيف  سيتخلي  زوجها  عنها ؟؟؟ وما سبب سقوطه


من  هم الأبطال الجدد... والشخصيات الغامضة 


أسرار وخفايا  واحداث  غير  متوقعه  تنتظرنا  ف الجزء القادم  من  ملحمه  العشق الأسود (الوجه الآخر للقمر)

الرواية الجديده تحفه

غرام الليث

تعليقات