أخر الاخبار

رواية موعد في المساء الفصل السابع

 


#فريده_احمد_فريد

وعاد ف المساء

الفصل السابع

المجد للقصص والحكايات 

اكملوا  طريقهم  للبيت...وصلوا  ..لكن  قبل  ان  يدخلوا  البيت...رأوا  بضع  رجال  يقفون  نظروا  لهم  الرجال  وقال  أحدهم


(ايه يا بطوط...هوه  جوزك  ع طول  ف ديلك  كده...ماتيجي يا عم محمود  تقعد  معانا  شويه...خلينا  نتعرف عليك  يا جدع  )


محمود  رأي  السخريه  الواضحه  ف أعينهم...فاطمه  فهمت  انهم  يريدوا  فرض  سيطرتهم  عليه  ..فردت


(احنا لسه راجعين من الشغل  وعايزين  ندخل  نرتاح  وبعدين هوه  مايعرفكمش  عشان يقعد معاكم  عن اذنكم)


تقدم  منهما  احد الرجال  وقال  بتهكم لمحمود

(مالك  ياض...سايب  مراتك  تتكلم  بدالك  ليه...انت  مش  دكر  ياض  ولا إيه...ما تسيطر  شويه  ع حريمك)


محمود  شعر  بقدوم  مشكله  قالت بأرتجاف  واضح ف صوته


(معلش  ممكن  تسيبونا  نمشي...احنا  تعبانين  طول النهار)


تضايقت  فاطمه  كثيراً  من  ضعفه  وجبنه  الواضح ف كلامه...ضحك  الرجال  بسخريه  وقال  آخر بأسلوب مستفز


(يا قلب امك  ياخويا...بقا  تعبانه  طول النهار يا بطه..ياختي عليكي...دا  انت  طلعت  هلس  بقا  ع كده...اومال  طول وعرض ايه  اللي انت فيه  ده...دا انت  خنتريش  ياض...يلا...يلا  غور  من  هنا  بلا  قرف...افتكرناك  راجل  وهتعمل  علينا  واحد...شكلك  سيس  ومفيش منك  قلق...يلا  من  هنا  ياض...ولما  تعدي  تاني  من  ادامنا  تدي  التمام  فاهم)


محمود  لم  يفهم  شئ  منه...قال  بخوف

(انت عايز مني إيه...بتغلط  فيا  ليه  هوه  انا  كلمتك  ولا  دوست  لك  ع طرف)


اقترب  من محمود  اضخمهم  حجم  ومسكه  من ياقته  وهزه  بعنف  وقال


(تدوس  لمين  ياض يابن****  ياض  دا  لا انت  ولا بلدك  كلها  تعرفوا  تدوسوا  لحد فينا  ع طرف...دا  انت  هيتعلم  ع امك  دلوقتى  عشان  تتعلم  الأدب)


لكمه  بقوه  ف وجهه...فاطمه  صرخت

(سيبوه...حرام عليكم  سيبوه...هوه  عملكم  حاجه)


دفعها  هذا  الضخم  ف  صدرها  سقطت  ع  ظهرها...ضرب محمود  باقي  الرجال...كانوا  يلكموه  بسخريه


كأنهم  يلعبوا  به...كان يأخذ اللكمه  ويسقط  ع  رجل آخر ليلكمه  لكمه  أخري...بكت  فاطمه  وهيه تتوسل  لهم  ان يتركوه


صرخ  فيهم  صوت  من  بعيد

(بس...كفايا  كده  سيبوه)


تركوه  ونظروا  خلفهم... لرجل  يبدو  من  هيئته  انه  رجل خطير... يحب  افتعال  المشاكل.... قال  احدهم  لهذا الرجل


(تعالي يا منص...العيل ده  عايز  يعمل  علينا  دكر  وهوه  حنطور)


ضحك  الرجال  قال  المدعو  منصور  ..الشهير  ب منص

(سيبوه...هتعملوا  رجاله  ع واد  تافه  زي ده...تعالي  منك  ليه  عندنا  مصلحه  نقضيها  سيبوكوا  منه..دا  شكله  خيبتها  ...مش دا اللي يشغلنا  يا رجاله  يلا  تعالوا)


دفع  احدهم  محمود...فسقط  ع الأرض..ركضت  إليه  فاطمه  وسألته  وهيه  تنظر اليهم  وهم  يغادرون


(انت  كويس...محمود  انت  كويس  فيك حاجه)


نظر  لها  بأنكسار  شديد...ونهض  ع قدمه...تركها  ودخل  المنزل...وقف  امام  باب  شقتها  وانتظرها  حتي  تأتي  وتفتح  بمفتاحها


فاطمه  رغم اشمئزازها  من  ضعفه  إلا  انها  اشفقت عليه  جداً..فتحت له الباب...دخل الي  الحمام  واغلق  ع نفسه


وجلس ارضا  وبكي...ظل يبكي  كالطفل  الضعيف عديم الحيله..عندما  يضايقه متنمرين


فاطمه  دقت  الباب  عليه  ...لكنه  لم يرد او يفتح...لكنها  تسمع  بكاؤه  بوضوح


سندت ع باب الحمام...ومسحت دموعها  هيه الاخري  وقالت  له


(صعب  اوي  صح  يا محمود...صعب  انك  تبقا  ضعيف  وقليل  الحيله...بس  هيه  دي  الحياة...القوي  فيها  بيأكل  الضعيف...ع فكره  انت  مش  صغير  ف نظري  ولا حاجه..بالعكس  انت  كبير  اوي  يا  محمود...انت  انسان  مسالم  طيب...وده  مش  عيب  ابدا...العيب  عليهم  هما...ع  اللي  بيستقوي  ع البشر...ناسين  كلام  ربنا...اذا  دعتك  قدرتك  ع ظلم الناس  فتذكر  قدره الله  عليك...صدق الله العظيم...واللهي  يا محمود  انت  غلبان  وربنا  هيرد لك  حقك...أسالني  انا  بقالي  3  سنين  ف  الظلم  ده...عمي  ظلمني...بعد  موت  ابويا...حبسني  ف بيته..كان  بيجوعني  ويضربني  كل ليله...خلاني  خدامه  لبناته ومراته...خلاني  اسيب  المدرسه  رغم اني كنت  شاطره  اوي...كان بيعمل  كل  ده  عشان  اتنازل  له  عن  حق  أبويا...وف الآخر  خلي  ابنه  يتهجم  عليا  عشان يغتصبني...خيرني  ما بين  شرفي  وما بين  ورثي...اتنازلت  له  عن حق أبويا  مجبره  عشان  يخلي  ابنه  يسبني...بس  يا عم   وع  كده...عمي  اخو ابويا  ...شقيقه...سرقني  ونصب عليا  ورماني  ف الشارع بهدوم البيت...قالي  بره  مالكيش  مكان  هنا  ف بيتي...اه...كان  ليا  نص  العماره...جدي  كان  كاتب  العماره  لابويا وعمي...ابويا  كتب لي  حقه  بيع  وشرا...ومات  بعدها  ...عمي  استخسر  فيا  حق ابويا...ازاي  انا ابقي  واحده  واملك  نص  العماره  وهوه  ومراته  وولاده  ال5  يملكوا  نص  بس...ف  نصب عليا...بس  لسه  ما اتهناش  بحقي...اصل  انا  سألت  محامي  ...وقالي  طالما  اني  لسه  ما  وصلتش  لسن  ال 21  يبقا  الورقه  اللي  جبرني  امضي عليها  دي  ولا  ليها  اي لازمه...لازم  انا  ابلغ  سن  الرشد  عشان  ابيع  حقي...وبكده  عمي  ولا  هيعرف  يتصرف  ف حقي...ع الأقل  لحد  الشهر  الجاي...هتم  21 سنه  الشهر الجاي...ووقتها  عمي  هيبيع  لنفسه  حقي  بيع  وشرا...وانا..انا  هخسر  كل حاجه  يا محمود...كان  نفسي  ألاقي  حد  يساعدني...حد  يقف  جمبي  ويجيب لي  حقي  منه...بس  انا  وحيده  اوي...عشان  كده  بقولك  انا حاسه بيك...قله  الحيله  والضعف  وحشيين  اوي...اوي  يا  محمود)


انهارت  المسكينه  وبكت  بوجع....محمود  خرج  لها...فاطمه تلقائي  دون  قصد منها...ارتمت   ع  صدره


واجهشت  ف البكاء...محمود  مسح  عيناها..لكنه  لم يجد ما يقوله  لها  ليهون  عليها...هوه  يري  انه  اخر رجل ف العالم


يستطيع ان يساعدها  ف استرداد حقها  قبل  فوات الاوان

جلسا الاثنان  امام الطعام...لكن  لم يأكل  ايا منهما


محمود نظر لها  بحزن...رأي  كم  هيه  حزينه  مكسوره  اكثر منه...وجد نفسه  يقول لها


(بطه...انا آسف اوي..كان نفسي اساعدك...كان نفسي اكون الراجل اللي يقدر  يقف جمبك  ويجيب لك حقك  ويكون  سندك...بس  انا...انا  مابحبش  المشاكل...معرفش  ازعق  او اتخانق  مع  حد..معرفش  يا بطه...معرفش  ازاي  الواحد  بيجيله  قلب  يأذي  الناس  او  يزعق لهم  ويجرح  مشاعرهم  بكلام  قاسي  وشتيمه...انا اتربيت  ف رعب  دايم...ف بيت كله زعيق وشتيمه  وضرب ع الفاضي والمليان....حياتي كانت  صعبه  اوي  ولسه  صعبه  لحد دلوقتى يا بطه)


فرت دمعه  هاربه  من بين  اهدابه الطويله...صدم بيدها ع خده..مسحت عيناه..وقالت  بحنان بالغ


(انت ليه  مصعب  الدنيا  اوي كده ع نفسك يا محمود...انا معاك  انك  اتظلمت  كتير  وعشت  ف بيئه  قاسيه...بس  انت  تقدر  تغير  حياتك  يا محمود...الموضوع مش محتاج  مجهود كبير  اوي يعني...ماتزعلش  مني  بس الشباب  دول  ضايقوك  عشان كانوا  خايفين  منك...كانوا  عايزين  يشوف  رد فعلك  لما  يضايقوك...وانت  اللي  ادتهم  الفرصه  دي...محمود  انت  راجل  ..وشكلك  بيقول  انك  شخصيه  قويه...اللي مايعرفكش  هيعمل لك الف  حساب  ...الموضوع محتاج  شويه  تمثيل  منك  وبس...يعني  اللي يكلمك..بلاش  ترد عليه  بأدب  اوي  كده...دا  انت  المفروض اتربيت  وعايش  حالياً  ف حي  شعبي...يعني  عارف  الشباب  بتتكلم  إزاي...حاول  تقلدهم...اتكلم  زيهم...امشي زيهم...حاول يا محمود  وصدقني  محدش هيحاول  يضايقك  تاني)


(إزاي يا بطه...مش  هعرف  اعمل  كده...صعب..صعب  اوي)


(لا  صعب  ولا حاجه...اتفرج ع الأفلام الجديده  وهيه تعلمك  كل حاجه...اتفرج  ع أفلام محمد رمضان...اهوه مبوظ  شباب  واطفال الجيل  كله...بكره  بعد الشغل  هنتفرج  انا وانت سوا...هما فلمين  تلاته  من بتوعه  وهتلاقي  نفسك  عبده موته  التاني)


ضحك  من قلبه...وقال لها

(ماشي موافق...بس  يلا  اتعشي  بقا...افتحي نفسي  معاكي)


ابتسمت  له  وبدأت  تأكل...وتتحدث  معه  ف أمور العمل  لتشتته  عما حدث....انتهوا  من الطعام  والحديث


...نهض  محمود  و حمل معها الطعام  للمطبخ...استئذنت منه  ودخلت غرفتها...... ظل  هوه  ف المطبخ.... 


و فرد جسده  ف ع الأرض  وتدثر  بالغطاء  لكنه  لم يستطع  النوم  بسهولة  


كلما  اغمض عينه  تذكر  كم  اهين  أمامها...وكيف ظهر  ضعفه  وجبنه  امام عيناها؟؟؟؟شعر بالخجل من نفسه


تمني ان  تنشق الارض وتبتلعه...تأكد  انه  ليس له مكان  ف هذا المجتمع  المتوحش..الذي  يستضعف  الطيب  ويذله  ويهينه


قرر  ان  يتصل  بصديقه  ليستعجله  ليخرج  من  هذا  البلد  القاسي  عديم  الرحمه

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

ف منزل سعد

رحمه  وجدت نفسها تتغير  نسبيا...رأت  انها بدأت تغار ع  سعد  زوجها  من  زوجه اخيه وابنه عمه  ريحانة


تلك المتغطرسه  التي تتعمد اهانتها  والكل ف صفها  عدا الام...رحمه  قررت  تجاهلها..لكن ريحانه  مستفزه


دوما  تأمرها  كأنها  صاحبه  البيت...رحمه  لم تري  زوجها  معظم الوقت...كانت  تنام  قبل  عودته وتستيقظ  باكرا


وتخرج  للأم  تساعدها  ف اعداد  الفطور  للجميع...هذا الصباح...الام  طلبت  من  رحمه  ان  تغسل  الملابس  كما  تفعل  الام كل أسبوع


لكن  رحمه  وجدت  ثياب  أحمد  و ريحانه  ضمن  الثياب  المتسخه...نادت  الام  وقالت  لها  بأستيحاء


(ماما  انا  معلش  مش هغسل  هدوم  ريحانه  وجوزها...المفروض هيه  تغسل هدومها  وهدوم  جوزها)


دخلت  ريحانه ع هذا الكلام  وقالت  بعجرفه

(وما تغسليهمش  ليه ان شاءالله...ع رجلك نأش الحنه  ولا حاجه...خلصي  وبطلي  غلبه...اشتغلي  وانتي  زي الجزمه)


رحمه  اشتغلت  غضبا...وقفت  ع قدمها  و قالت  لها  بغضب

(تحبي  اقولك  الجزمه  دي  تبقا  مين...انا  احتراما  بس لماما  هسكت...ومش هغسل لك  حاجه..بس  وديني  وما اعبد  لو ما بطلتي  قله ادب  وغلط  فيا...هزعلك  يا ريحانة..انتي ما تعرفنيش)


صوت  سعد فأجاهم  من الخلف

(هتعملي   لها  ايه  بقا...قومي  كده  وريني  نفسك  وفرجيني  هتزعليها  إزاي..وانا  أدفنك مكانك  هنا)


ريحانة  استغلت  الفرصه...تشبثت  به  وقالت  بتمثيل ووقاحه


(شفت...شفت يا سعد  اهوه  الحمدلله انت  دخلت  فجأة...شفت  مراتك  بتبهدلني  إزاي...اهيه  ع طول كده  ما اتكلمش  معاها   كلمتين  غير  وتبهدلني  كده...كل ده  عشان  بقولها  تغسل  معايا...مش راضيه  وعماله  تغلط  فيا  زي ما  انت  سمعت  كده)


سعد اغتاظ  من  رحمه...مد  يده  القويه  ع  شعرها..وقال  لها  بغضب


(انتي  هنا  تنفذي  اللي  يتقال لك  عليه  وبس...انا  اتجوزتك  عشان  تخدمي  امي  يا  حلوه  مش عشان  تقعدي  برنسيسه  وهما  يخدموكي...تقومي دلوقتى  تعملي  شغل البيت  كله  لوحدك...محدش  هيعمل  حاجه النهارده...ولو  عرفت  انك  غلطتي  ف حنه  تاني  قسما بالله  لتأخدي  علقه  مني  تصومي وتصلي عليها  باقيه عمرك...يلا  اشتغلي  اعملي  بلقمتك)


دفعها  سقطت  ف  طبق  المياه  الكبير...شهقت  الام..ابتسمت  ريحانة...نظرت  له  رحمه بصدمه...بادلها  بنظره  احتقار  وتركهم  وتوجه  للمطبخ


رحمه  لم تكف  عن البكاء...انهت  العمل  كله  وحدها  ودخلت  غرفتها  وظلت  تبكي  طوال  فتره الظهيره


رن هاتفها..وجدت  المتصل  مروه..ردت  عليها  وهيه  تبكي  وقصت  لها  الجحيم الذي  تحياه  ف هذا  البيت  ختمت  كلامها  وهيه تقول


(عارفه  انك  هتقوليلي  ..قلت  لك  الكلام ده...بس  يا  مروه  انا  مش مجبره  اعيش  ف العذاب  ده..انا  هتطلق  منه...بس  ألاقي  مكان  الأول...عشان  صاحب البيت  خد مني  الشقه  لما  تجوزت  الزفت  ده...ألاقي مكان  بس  وربنا  ما  هقعد  هنا  تاني)


(ياااه  يا  رحمه..كل مادا  تثبتي لي  انك  غبيه  ومتخلفه...انتي  هبله  يابت...بقا  حته  بت  زباله  زي دي  تعمل  فيكي  كده....رحمه  صحيح  انا  كنت  ضد  الجوازه  دي  من الأول  بس دلوقتى  انتي  خلاص  اتدبستي  واللي كان  كان...ما تخليش  واحده  زي دي  تعمل  فيكي  كده...وبعدين  انتي  بتقولي  ان  عينها  من  سعد   ازاي  يعني  ...ازاي  تبص  لاخو جوزها)


(معرفش  يا مروه  ...بس  كلامها..طريقتها  ...قعدتها  جمبه  ولزقتها  فيه  بالشكل ده  مش عاديه  ابدا)


(وهوه  بيحاول  يقرب  منها...يعني بيتجاوب  معاها  وكده)


(لاء  الشهاده لله  سعد  بيعاملها  زي اخته...إنما  هيه  بقا)


(بصي يا رحمه...شكل  البت  دي  جوزها  مش مالي  عينها...وعايزه  راجل  يحسسها  بأنوثتها...يعني  واحده زي دي  ممكن  توقع  سعد ف الغلط..والاخوات  يقتلوا  بعض  عليها....اسمعي  بقا  الكلام المفيد  وعشان خاطر ربنا...  اعملي  بيه  المره  دي  وبس...جربي  ومش  هتندمي)


(كلام ايه  يا مروه...اتكلمي  ع طول)


(بصي  يا ستي...جوزك...قربي  منه..حاولي  تلفتي  نظره  ليكي..انتي  قلتي لي  انه  مالمسكيش  لسه...لاء  بقا...دا  جوزك..حلالك  انتي  وبس...رحمه...خلي  سعد  يدخل عليكي)


(اييييييييه...ليه...ازاي يعني)


(زي الناس  ياختي...الراجل  ما بيقربش  من  مراته  غير  لما  بيمتلكها....دا  جوزك  يا بنتي  انا ما بقولكيش  اعملي  حاجه  حرام...لاء  يا حبيبتي..خليه  يقرب منك..يتعلق بيكي...مش  عشان  تستقوي  ع ريحانة  ولا  يبقا لك مكان...لاء  يا رحمه...عشان الملعونه  دي  ما تجرش  رجله  ويغلط  معاها...ممكن  يعني  تخليه  شارب  او  تحط  له  حاجه  من  المخدرات  اللي  جوزها  بيشربها  وتخدره  وتخليه  يغلط  وهوه  مش ف وعيه....رحمه  البت  دي  ممكن  تولع  حريقه  ف البيت  حريقه ما يطفهاش  إلا  الدم.....اسمعي  كلامي  وابعدي جوزك  عنها)


(انتي  عندك حق...بس  اعمل  كده  ازاى)


(اهوه  هوه  ده  الكلام...قولتيلي  بقا  تعمليه  ازاي..انا  هقولك  يا موزتي  تعملي  ايه..وكمان  هقولك  تأخدي حقك  من  البومه  دي إزاي  اتفقنا)


(ماشي  قولي   انا سمعاكي)


انهت  رحمه  المكالمه  مع  مروه..عضت  ع  شفتيها  من  الحرج...شعرت  انها  ستهين  نفسها  مجدداً..لكنها  مجبره


من اجل ان  تنقذ  زواجها  وبيتها  كما  قالت  مروه...يجب ان تضحي بشئ من كرامتها...لأجل ان تكسب  ود  زوجها


دخلت  للمطبخ  و أعدت  قالب كيك  شهي..كانت  ماهره  ف اعداد  الحلوي  من  صغرها...انتظرت  حتي  عاد  الجميع


لم  تنام  باكرا  كعادتها....عاد  اخوات  سعد  قبله...جلست  معهم  وتسامروا  جميعاً...عاد  سعد  أخيراً  ودخل  ع غرفته


كعادته  ليبدل  ثيابه  قبل  ان  يجالس  عائلته...فوجئ  برحمه  تدخل  خلفه...كانت  تنظر  للأرض...قالت  له  بحرج


(هتأخد  دوش  انا  مسخنه  لك  ميه  ف الحمام...تحب  اطلع لك  ترنج  ولا  تلبس  بتاع  إمبارح)


نظر  لها  بصدمه...لكنه  قال  بأستغراب

(لاء...طلعي  ترنج  نضيف)


نظرت له  وابتسمت...اؤمت  له  وركضت  للدولاب  واخرجت  ثيابه  ووضعتها  بعنايه  ع الفراش


كان  ينظر  لها  متعجبا  من  تغيرها  السريع...ظن  انها  لن  تنظر  ف وجهه  بسبب  اهانته  لها  صباحا...لكنه  حاول  تجاهلها


بدأ  ينزع  ثيابه   ليدخل  الحمام...نظر لها  وجدها لاتزال  واقفا   مكانها  كأنها  تنتظر  أوامره...تركها  كما  هيه


وأكمل  نزع  ثيابه...رحمه  نظرت  له  وهيه  ف قمه  الحرج  أرادت  ان تركض  للخارج  ..لكنها  غصبت  ع نفسها  ان  تظل  معه...كما  تفعل  اي زوجه  طبيعيه  مع زوجها


سعد  شعر  انها  خائفه  او  متوتره منه...قال  لها

(بتعرفي  تعملي  قهوه)


(ايه...اه  طبعاً)


(روحي  اعملي لي  قهوه  مظبوطه)


(طب  مش  هتتعشا  الأول)


(هتعشا..هشرب  قهوه  واتعشي  وهشرب  تاني  بعد العشا..وقبل  ما انام  كمان...عندك  مشكله  ولا حاجه)


(انا  لاء  ليه  يعني...خلاص حاضر...هحضر لك  القهوه  عقبال  ما تأخد  دوشك)


اؤم  لها  و هم ليدخل  الحمام  لينزع  اخر ثيابه  بداخله...لكنه  استدار  لها  وناداها  قبل  ان تخرج


(رحمه...القهوه  لو معجبتنيش...هلبسهالك...سامعه)


وجدت  نفسها   تبتسم  له...بدلا  من  ان  تغضب  منه...صدم  سعد  من  ابتسامها  له...ظل  ينظر  للفراغ  بعد


خروجها..لم يفهم  لما  تغيرت  هكذا  فجأة..كانت  تتجاهله  ولا  تسأل  فيه  الايام الماضية...لم  هذا  الإهتمام الان


دخل الحمام  وتلك الافكار  تدور  ف رأسه...خرج  وجدها  تجلس ع طرف  الفراش  وتضع  القهوه  بجوارها


رحمه  نظرت  له  واحمر  وجهها  كثيراً  ...لم  تري  رجلاً  عاريا  من  قبل..لم يكن  عاريا  بل  كان  يضع  المنشفه  ع  خاصره  كعادته


اقترب  منها..خافت  منه  وعادت  للخلف..انحني  عليها  سألته  بخوف


(ايه  ف ايه...عايز  ايه  يا سعد)


سحب ملابسه  من  تحتها  بقوه...جفلت  منه  قال  لها بتهكم


(ايييه...هوه  ايه  اللي عايز  إيه...عايز  هدومي..ولا  هفضل  واقف  كده...هتنفعيني  انتي  اما  اخد  برد...هتتعبي  بدالي  لما ارقد)


وجدت نفسها تقول دون قصد

(اومال مين  اللي  تتعب...مش انا مراتك  والمفروض  اني انا اللي  اشيل  وجعك  وتعبك  وزعلك   مش ده  اللي  بيحصل  بين  الراجل  ومراته)


سعد  صدم  مجدداً  من كلامها....حتي  هيه  تعجبت  لما  قالت  هذا...وكيف  قالته؟؟؟؟؟


ارتدي  ملابسه  وهوه  ينظر  لها  كل حين...جلس  بجوارها...ومسك  قهوته...نظر  لها..ونظرت  له...شعرت  انها


تنجذب  له  كثيراً...غاصت  ف اعماق  عيناه  الخضراء  الصافيه...لكنه  قطب جبينه...تعجبت  لم  تغير فجأه...قال لها  بصراخ  تقريباً


(ايييه  نمتي  وانتي  قاعده  ...بكلم نفسي  انا)


(ايييه..بتقول  ايه  معلش  سرحت)


(سلامتك ياختي  قومي  هاتي  سجايري  من البنطلون  خلصي  القهوه  بردت)


(حاضر  حاضر...تحب اعمل لك  غيرها  طب)


(واللهي  عشان  ام  احمد  تفرج  عليكي الدنيا  صح)


ضحكت  رحمه  من مزاحه  الغير مقصود..ابتسم هوه  أيضاً...أتت  له  بسجائره  وعادت  تجلس  بجواره


ظلت  تراقبه  وهوه  ينفث  دخان سيجارته  ببطء...لاحظ  انها  تنظر  له...نظر  لها  وكان  سيتكلم  لكنه  صمت


نظرا  لبعضهم  كأنهم  اغراب  يحاولان  التواصل  ...أرادت ان تقول شئ...هوه  لم  يمل  من نظرتها..بل  كان  متعجبا


وجدت نفسها  تقول  له

(هتتعشي  دلوقتى  ولا  هتنام)


هيه  تعلم  جيداً  انه  لا ينام  ابدا  ف هذه  الساعه  المبكره...سعد  شعر  انها  تريده..ولا  تجد  الكلمات  المناسبه  لتقولها  له


أنب  نفسه  للحظه  لأنه  تجاهلها  من  قبل  سأل نفسه  لما  لم يحاول التقرب  منها...هيه  جميلة  ورشيقه  حتي  وان


كانت  ليس  من نوعه  المفضل  ف النساء  فهذا لا يمنع  انها  فتاه يافعه  جميلة...شعر  انه  يريدها  كما  تريده


كان  يهم  بالكلام...وجدا  باب  غرفتهم  فتح  فجأة..وظهرت  ريحانة..كالشيطان  الغاضب


غضبت  رحمه  ونهضت  وصرخت  فيها

(انتي  اتجننتي...إزاي  تدخلي  علينا  كده...انتي  متخلفه)


فوجئت  رحمه  بضربه  يد  ع وجهها  اسقطها  ع الفراش...سعد  مسك  شعرها  وصرخ فيها


(انتي  بتشتميها  ادامي يا بنت****..دا انا  هسود  عيشتك...انا  هعرفك  تغلطي  ف بنت عمي ادامي  إزاي)


انهال  عليها  ضربا  قاسيا...ركض  اخوته  للغرفه  وبعدوه  عنها  بمعجزه...لكن  عندما  قالت  ريحانة  وهيه  تتصنع  البكاء  ما قالته  لها   رحمه


نهرها  حماها  وابناؤه  بقسوه...اهانوها بشده...وهددها  حماها


(اسمعي  يا  رحمه...انا  سمعت  كلام  مراتي  وخدتك  لابني  ببلاش  رغم انك  مش من توبنا  ولا  متعلمه  زي ابني  ولا عيلتك  اللي  ماتوا  كلهم  كانوا  اد  عيلتي...بس  انا  وافقت  بيكي  عشان  خاطرها  هيه  وبس...بس  هتظيطي  فيها  وتعملي  واحده  ع  بنت اخوياا...لاء..لا انتي  ولا اي واحده  ولا مراتي  نفسها  هسمح لها  تغلط  ف حنه...انتي فاهمه...انتوا  كلكم  بره  وهيه  اللي  جوه..دي  ست البيت  هنا  زي ام احمد بالظبط...فاهمه  )


تركها  الجميع  وخرجوا....رحمه  لم  تصدق  ما  سمعت  او ما رأت...هل حقاً حدث ما حدث؟؟؟انتابتها  مشاعر  كثيره  مختلفه...... محزنه


لكنها  كانت  اكيده  من شيئاً  واحداً   وهوه  انها  لن تظل ف هذا المنزل  ...اخرجت حقيبتها من تحت 


الفراش...وفتحت الدولاب بعنف..وبدأت توضب امتعتها....اصرت  ع الرحيل.. ستغادر  هذا  الجحيم  بلا  عوده


فتح الباب فجأة  ودخل سعد...صدم مما تفعله  سألها  بحده  واندفاع


(انتي بتعملي ايه)


(زي ما انت شايف  واللهي..انا غايره  من هنا)


(وحياه امك...ليه  فاكراها  زريبه  تدخلي فيها بمزاجك  وتخرجي بمزاج أهلك..أيه مالكيش كاسر  يحكمك)


استشاطت غضبا..صرخت بوجهه

(واللهي  انا المفروض  دخلت  هنا  ع اني مراتك  مش خدامه  امك  اشترتها لكم..من يوم ما جيت  هنا  وانا بخدم  الصغير والكبير  فيكم...بتهزق  واتشتم  من  الكل  وحاطه  جزمه  ف بقي  وقلت  اعيش.... مرات اخوك  عامله عليا  ست البيت  وانا  اسكت  عشان  خاطر  امك  وبس....بغسل واطبخ واكنس  وشايله  همكم  كلكم  ع كتافي لوحدي  و مفيش كلمه  شكر واحده  سمعتها  وبرضو  عايشه...إنما  لما  ابقي  قاعده  مع جوزي  اللي كان  نفسي  ااقرب  منه..نفسي  اعيش معاه  زي اتنين متجوزين...قلت لنفسي لاهو عيب ولا حرام  اني اقرب  من جوزي وانا اللي ابتدي...ولسه  بقول يا هادي  وبتكلم معاك  تقوم  الحلوه  بتاعتكم  اللي كلكم  بتتحمقوا  اوي  عشانها...تدخل علينا  اوضتنا...اوضه نومنا..دا امك  بجلاله قدرها  ما تقدرش  تعملها..افرض...افرض  كنا  بنعمل حاجه..كنت بتبوسني  مثلاً..ولا  عريان  زي ما كنت من شويه...  افرض  انك  نايم معايا يا سعد  تدخل مرات اخوك علينا  كده..ازاي  ...يرضي  مين  ده..دا لا شرع ولا دين  ولا قانون  يسمحوا  لاي حد  يدخل  علينا  كده...اوضتنا  ليها  حرمه...ازاي  انت  ترضي  بكده  ازاي  تقبل  انها  تدخل علينا  بالشكل ده  وكمان  مش عاجبك  انت واهلك  اني  زعقت لها..ياما..ياما سكتت  قبل  كده...ياما  شفتها  هنا  ف اوضتي  وحضرتك نايم  بهدومك الداخلية  وهيه  بكل  بجاحه  واقفه  قصادك  وبتبص  عليك...ياما  زعقت لها  وكانت  تبهدلني...سعد  انت  حقي انا ...انا  وبس اللي من حقها  تشوف  جسمك  وتدخل عليك  ف اي مكان...انا  وبس  يا  سعد...روح كده...اطلع  لشيخ  الجامع  اللي ع اول الشارع  وأسأله...احكي  له  ع اللي حصل  ولو  قالك  اني  غلطانه  يبقا  تقلع  اللي ف رجلك  وتضربني  بيه  ادامها...بس  الشيخ نفسه  هيزعق لك..عشان  اللي حصل ده عيب...عيب  والمفروض  انت اللي تبهدلها...حرام عليك بقا..حرام  كده  واللهي)


سقطت ع قدمها  وهيه  تبكي....لم تسطع التحمل  أكثر..قالت  له  من  بين دموعها  الحاره


(طلقني...انا تعبت  ف البيت ده  اوي..دا انا لسه  عروسه...المفروض  لسه  عروسه  حرام عليك...طلقني  يا  سعد)


عادت تبكي  دون  ان تنظر  له...دخل  الغرفه  واقترب  منها...خافت  منه  ليضربها  مجدداً...لكن فجأة..صراخ  دوي  ف  الشارع 


... توقف  سعد  وركض  للنافذه  ليري  ما يحدث بالخارج.... ظهر  سالم اخيه  وقال  بسرعه


(ألحق  يا  سعد...عمك  عب خالق  مات)


سعد  اتسعت  عيناه  بصدمه...وركض  يعدو  خلف  اخيه..لكنه  توقف  فجأة...واغلق  الباب  ع  رحمه  بالمفتاح  ووضع  المفتاح  ف جيبه...وركض  للخارج


      يتبع ف الفصل 8

تعليقات