الكاتبه فريده احمد فريد
وعاد ف المساء
رواية موعد في المساء
الفصل الثالث والعشرون و الرابع والعشرون
المجد للقصص والحكايات
دخلت رحمه خلف زوجها وهيه خائفه من مقابلتهم...هيه تذكر ما قرأته عنهم ف مذكراتها
وهوه انهم لا يحبونها...ويعاملونها بقسوة....دخلت متردده قليلاً...لكن الام الطيبه ركضت إليها
وضمتها بشوق وترحاب...عاتب الجميع عليها وهيه لا تصدق انهم تمنوا عودتها...رحبوا أيضاً بمحمود كثيراً
ولم يعاتبه احد ع هجر فاطمه...قضي معهم الليل حتي نام الجميع.....لكنه لم يستطع النوم
خرج للشرفه ونظر لعماره زوجته..كانت بعيده قليلاً لكنه يراها جيداً...كل ما فيه يصرخ به ان يذهب لها
ان يقابلها ولو لمره واحده...قاوم رغبته تلك كثيراً...لكنه أخيراً استمع لقلبه...كان متلهفا لرؤيتها ولا
يعلم السبب...تخيل وهو قادم ف الطريق...كيف سيكون شكلها وهيه حامل...كيف تسير...كيف تبدو بجسد ضخم بفعل الحمل
محمود كره تردده...انتفض واقفا...و قرر الخروج....أراد ان يخبر سعد...لكنه متأكد ان سعد الأن
مع زوجته يعوض ما فاته...ابتسم لهذا...وتشجع...وخرج بهدوء
سار ف الشارع وهوه مظلم...يقدم خطوه ويأخر اخري.... لكنه وصل أخيراً...وقف ع باب شقتها مترددا
............
ترتجف المسكينه خوفاً وهيه بين يدي الله...تصلي قيام الليل... وشفتاها ترتعش بخوف...تدعو الله ان يكن عونا وسندا لها
كانت ساجده تدعي ...وتبكي...وتشفق ع نفسها...تتخيل ماذا كان سيفعل بها منصور...وتنتفض خوفاً اكثر و أكثر...فجأة سمعت طرق ع الباب
دق قلبها برعب...ارتجفت وبدأت ترتعش وهيه تصلي....قالت التحيه وهيه متردده خائفه...قالت وهيه
تنهي الصلاه
(استرها يارب...يارب والنبي استرها معايا...يارب يارب
..السلام عليكم ورحمة الله)
انهت الصلاه..وحاولت النهوض...لكن قدمها ترتعش بخوف...سندت ع الأرض ونهضت...اقتربت من الباب
لكنها لم تصدر اي صوت.....وقفت خلف الباب وتدعو الله ان يرحل من يطرق عليها....توقف الطرق
سندت ع الباب لتسمع...سمعت خطوات تبتعد...سندت ع الحائط وهيه تتنفس الصعداء...حمدت الله و ذهبت لتنام...لكنها صرخت مفزوعه
&&&&&&&&&&&&&&&&&&
قبل ساعات سعد طلب من زوجته ان تدخل غرفتهم
لتعيد ثيابها ف الدولاب....رحمه همست له
(فين أوضتنا دي)
ابتسم لها ونهض ...حمل حقيبتها وسار أمامها...مد يده لها مسكت يداه وذهبت خلفه
دخل غرفتهم واغلق الباب...دفعها برفق للحائط وفاجأها بقبله حاره ع شفتيها...نظرت له بذهول ابتعد عنها
وضحك بصوت عالي...قال وهوه يضحك
(حلو اوي الحوار ده...يعني المفروض اعيش مع مراتي ام ابني وهيه ما تعرفنيش ايه يا رحمه هتعيشيني فيلم 50 first dite........حلوه دي...يعني انا المفروض عليا اوقعك ف حبي كل يوم)
قالت بهمس
(ااقع ف حبك)
(ليه هوه انتي نسيتي إنك بتحبيني....اوعي...اوعي تنسيني يا رحمه...هموت لو نسيتيني...ااقولك ع حاجه...حلوه فكره الورقه بالدبوس...ايه رأيك هنكتب اللي احنا عايزين نفتكره بس...وتعلقيه دايما ف هدومك..عشان ما يحصلش اللي حصل قبل كده وتفضحي ابويا...ماشي يا قلبي)
(قلبك يا سعد...انا قلبك)
(رحمه وحياه ابوكي ما تسخننيش عليكي دلوقتي الجماعه بره...اصبري لما الكل يدخل اوضته...ونيجي احنا هنا...عشنا الصغير...وقتها هقولك انتي إيه...هخليكي تقرأي الكلام اللي كتبتيه عني...عشان تعرفي انا كمان بالنسبه لك إيه...ماشي يا حبيبتي)
رحمه نظرت له و هطلت رغماً عنها دمعه شارده...دمعه سعيده تعبر عن مكنون قلبها...سعد قبل عيناها برقه
لم يحتمل ان يري دموعها...ضمها بقوه...تعلقت به وقالت دون وعي منها
(بحبك...بحبك اوي يا سعد...مستحيل انسي حبك حتي لو نسيت شكلك...افتكر دايما انك تحضني لو قلت لك انت مين...حضنك ليا هيفكرني بيك...هيفكرني بحبيبي وحياتي ونبض قلبي)
مسك وجهها بيداه وتمعن ف عيناها بصدق...قال بجديه وهوه سعيد لأنه سيخرج ما كبت ف مكنونات قلبه
(رحمه تعرفي انتي اصغر مني بأد ايه...ورغم كده اتعلمت منك كتير...انتي كتبتي قبل كده ان الحب مش للطبقه البسيطه بتاعتنا...وقلتي لمحمود محدش ما بيغلطش...انتي عندك حق يا رحمه لما قلتي كمان انك تقدري تعشقي جوزك وتحبيه وتعيشي معاه ف اي مكان....و انا...انا يا رحمه غلطت لما اخترت غلط من الأول...انتي دايما كنتي أدامي وعمري ما فكرت فيكي...الراجل مننا لما بيبص للواحده اللي هيتجوزها بيبص لشكلها وجسمها...مفيش راجل بيبص لأخلاق الواحده ولا لتفكيرها و عقلها...انا غلطت لما بصيت للحلوه ام عيون ملونه...وما فكرتش ف بنت الجيران اللي متربيه ع ايدي....ضيعت سنين من عمري مع واحده مش فاهماني...قله عقلها كانت بتجنني وتخليني اضربها واكره الحريم كلها...بس يا رحمه لما عشت معاكي ونمتي ف حضني وشفت اد ايه انتي استحملتي عشاني وكنتي بتحاولي ترضي كل اللي ف البيت عشان يحبوكي...كل ده جبرني احبك...جبرتي قلبي يحبك يا رحمه...ايوا انا عمري ما صدقت اننا احنا الناس الفقرا اللي بيجروا ع اكل عيشهم من طلعه النهار يعرفوا يحبوا ولا فايقين اصلا للتفاهه دي...بس يا رحمه ...انا لما اتحرمت منك...حسيت اني اتحرمت من الحياه كلها...كأن السبب اللي كنت عايش عشانه راح...حته مني راحت...انتي حته مني يا رحمه...وانا بحبك...مهما حصل...مهما أختلفنا وزعلنا...عايزك تعرفي حاجه واحده...اني بحبك وعندي اخسر روحي اخسر حاجه ف جسمي ولا اني اتحرم منك ساعه واحده تاني ...فاهمه يا رحمه)
لم تعد تتمالك نفسها...اي أمرأه ف الكون وان كانت قويه كالصخر ستذوب عشقاً من هذا الكلام
احتضنته بكل ما فيها من قوه...لم تجد كلام ترد به...أكتفت لقد قال كل ما يمكن ان يقال...هذا الرجل
القاسي الذي لم يعرف الحب طريقاً يوماً لقلبه...اصبح الآن عاشق لزوجته وابنه الذي ينتظره بفارغ الصبر
قبلها سعد من عنقها سريعاً وقال لها
(حبيبي يلا غيري هدومك واطلعي حضري لنا العشا ...خلينا نأكلهم عشان يناموا وافضي لك يا جميل)
ضحكت من كل قلبها...لكنه تركها وخرج كي لا يضعف ع الأخير...عاد للجماعه وأكمل السهره معهم
لكن عقله وقلبه وتفكيره ف مكان آخر...يفكر كيف سيبدأ صفحه جديدة من حياته مع زوجته
التي يمكن ان تنساه ف اي لحظه...ويعود من جديد يذكره بنفسه وبما حدث ولما وصلا لهذا الحد
لكن سعد وجد الحل المناسب الذي سيحل كل هذا...سيسجل لها ع هاتفها تسجيل صوتي بصوتها لنفسها...و
سيكتب ملاحظه ويعلقها لها لتقرأها متي نسيت ويستطيعا ان يكملا حياتهم دون عقبات...فرح سعد
لهذه الفكره وصمم ان ينفذها قبل ان يلمس زوجته ويغرق معها ف لذه العشق وبحر الاشواق والنشوه
&&&&&&&&&&&&&&&&
فزعت فاطمه وكتمت صرختها...محمود اشار لها ان تهدأ
قالت له بخوف
(انت...انت جيت ازاي دخلت منين)
(اهدي يا بطه...انا خبطت عليكي ما فتحتيش افتكرت ف حاجه حصلت لك تاني...انتي كويسه)
(هوه انت اللي كنت بتخبط...انا كنت بصلي انت دخلت ازاي)
(نطيت من البلكونه...معلش ..انا بس كنت خايف عليكي...بطه انتي ليه ما قولتليش انك حامل)
(حامل..وده هيفرق معاك ف ايه)
(يعني ايه هيفرق معايا ف إيه...انتي شايله أبني..حته مني...ازاي ما تقوليليش)
(ماشي واديك عرفت هتعمل ايه...ولا كنت عملت ايه لو عرفت وقتها...محمود خلينا صرحا مع بعض...انت مش عايزني وانا اصلا عمري ما فرقت معاك...انت بمنتهي السهوله رمتني قبل كده...ورجعت سبتني تاني...عايز تفهمني انك كنت هتعيش معايا عشان الطفل ده)
(طبعاً...دا ابني ومكانه الطبيعي معايا...ايوا كنت هتغير واعيش معاكي عشان نربيه سوا)
(ااااه...لاء يا محمود ما انصحكش...صدقني عمر العيل ما بيربط الراجل بالست واديك اهوه بتشوف وبتسمع كل سنه عدد المطلقين بيزيد بالعشرات وكلهم معاهم عيال ...يا محمود طالما الراجل والست مش قادرين يكملوا مع بعض ما بيبصوش للعيال...خلاص اللي بيبيع ... بيبيع كل حاجه...وأولهم عياله...فاكر نفسك كنت هتتحمل تعيش معايا عشان ابنك...لاء يا محمود...كان هيجي عليك وقت وتكره ابنك ده وتسيبه عشان تخلص مني...الراجل طالما مش حابب الست عمره ما هيحب عياله منها...والأمثله ف بلدنا كتير اوي...بلاش نتعب بعض ونتعاتب ف كلام لا هيقدم ولا يأخر...ابنك انا عمري ما هحرمك منه...ولا هتجوز يعني واجيب له جوز ام...انت قلتها لي بنفسك مفيش راجل هيبص لي ولا هيبقا عايز يكمل حياته مع واحده زيي لا شكل ولا منظر...انا هعيش لأبني وبس...وانت وقت ما تحب تشوفه...تعالي شوفه او انا هجيبهولك...لو مراتك تسمح يعني...صحيح مبروك..عرفت انك هتتجوز مبروك)
نظر لها بغموض..لكنه قال بلامبالاه
(الله يبارك فيكي...وانتي عرفتي منين)
(من صاحبك منصور...)
(منصور...هوه خطفك صح)
(ايوا والناس لحقتني...بس انت عرفت منين)
(من سعد...كان عندي هوه و رحمه)
فاطمه ضحكت وقالت
(هوه لقاها...سعد لقي مراته)
(ايوا كانت ف مستشفي الخانكه الشهور اللي فاتت دي)
(اه...ياااه جدع يا سعد برافو عليه...بس يارب يحافظ عليها بقا...المهم...انت رجعت ليه)
محمود أحتله الغضب من برودها معه...طريقتها الجافه منعته يقول حقيقه ما بقلبه...اضطر ان يقول
كلام آخر...قال لها بجفاء أيضاً
(رجعت لمنصور...لازم أصفي حساباتي معاه....سعد بكره هيأخدني لصحاب الظابط يوسف وهقول ع كل اللي اعرفه...وكمان انا هروح المحكمه بكره ليوسف...انا هشهد انه بريئ..وهوه مالوش اي علاقه بالعصابه دي)
شهقت فاطمه وقالت بهلع
(انت مجنون...هتروح تعترف ع نفسك عشان تخرجه)
(اه...لو وصلت اني اعمل كده هعمل يا بطه...بطه انا غلطت كتير اوي...انا بدل ما احمد ربنا انه غيرني وخلاني راجل تاني ...راجل اعرف اخد حقي واعيش بكرامتي...انا غلطت...مشيت ف سكه غلط وصاحبت ناس غلط...وأذيت ناس...ناس مالهاش اي ذنب...انا مستعد أدفع التمن يا بطه)
(يا سلام وهيه الحكومه عبيطه اوي كده عشان تصدقك...ع اساس ايه هيصدقوك ويكذبوا مستندات واوراق رسميه...هوه يعني لو يوسف كان شغال مع الناس دي كان هيظهر للصبيان اللي بيسرحوهم ف الشارع يخلصوا لهم شغلهم الشمال...اللي زيك وزي منصور بمعني اصح...انت هتودي نفسك ف داهيه وخلاص...انت لو عايز تعمل الصح...تشغل دماغك يا محمود...تروح لقاسم وأنس صحاب يوسف وتقولهم الحقيقه وتقولهم انك عايز تشتغل معاهم...وترجع لمنصور وتعتذر له وتقوله انك عايز تشتغل معاه...و بشطارتك وبمساعده الحكومه توقع الناس الكبيره ولما يقعوا الحكومه تبرأك وتبرأ يوسف وتخلصوا الناس من شرهم...مش تروح تودي نفسك ف داهيه وتخربها اكتر ...وبعدين عايز تحبس نفسك وانت لسه عريس...مش المفروض هتدخل اخر الأسبوع ده)
قالتها بحزن...كانت حقاً تتمزق بالداخل....شعور قاتل قاسي...ان تعشق أحدهم وانت ع يقين بأنه ليس لك
محمود كان ك اليآس...لم يجد ما يقوله بعد...لكنها محقه ف كلامها...وجد نفسه يقول
(عندك حق...بس برضو هروح المحكمه بكرة...انا حاسس اني اقدر اساعده بأي حاجة...انا متأكد انه بريئ ومالوش اي دخل بالعصابه دي)
(ماشي يا محمود براحتك...ابقي بس طمني عملت إيه...وياريت ياريت..هبقا مديونه لك بحياتي...لو تقدر تبعد منصور عني...يعني تقوله اني ماليش دعوه بحاجه...انا عايزه اعيش ف حالي يا محمود...معلش انا عارفه انك مش مجبر تعمل لي حاجه او تدافع عني...بس اعتبرها خدمه انسانيه...انت عارف اني لوحدي ومعنديش حد يقف جمبي... معلش يا محمود هيبقا دين ف رقبتي واللهي مش هنسالك الجميل ده ممكن)
أراد ان يصرخ فيها بشده...كلامها مزقه...أوجع قلبه بشده...أراد ان يقول لها انا عدت لأجلك
لكن لسانه لم ينطق...لما لا يتنازل المرء ولو قليلاً ليفصح عما بداخله بصدق...لماذا العناد والكبرياء هما عمله البشر حالياً؟؟؟؟
اؤم لها دون ان ينطق...لم يحاول الاعتذار لها...لم يطلب منها ان تعطيه فرصه أخري
فتح باب الشقه...ونظر لها...نظرت له بتوسل...أرادت ان تصرخ به وتمنعه عن الرحيل...لماذا سيرحل؟؟؟
لكنه خرج...نظر لها وخرج...لم يقول شيء...لم يبرر شىء...لماذا عاد؟؟عاد ليحطمها من جديد...ليذل قلبها
المشتاق لنظره عيناه...كم تمنت ان تركض لحضنه وتستقر بين ذراعيه لتشعر بالأمان...ارادت ان تبكي
ع صدره وتسأله اين كنت؟؟؟لكنها أبت ان تغضب..ان تصرخ..ان تبكي أمامه...هوه حتي لم يصر عليها
ان يبقا حتي لأجل طفله...ان طلب منها بأصرار كانت ستخضع له...كانت تتمني ان يظل معها حتي وان كان مجبر عليها
لكنه رحل...فقط ذهب حتي دون كلمه وداع..لما عاد..لما عدت يا معذب قلبي..يا جلاد جسدي وحبي
كلمات قاسيه أخترقت قلبها لتغمر عيناها بدموع حارقه موجعه متألمه...ارتمت ع فراشها وهيه منهاره من البكاء
ساورها شعور انها لن تراه من جديد...لما لم يمكث اكثر..لما ذهب سريعاً...أنبت نفسها ولا تعرف لماذا؟؟؟
لكنها قررت ان تذهب ف الغد لجلسه يوسف...لا لتطمئن عليه...ولا لاي سبب يخص يوسف
بل لتري زوجها ولو لأخر مره...لأنه سيعود بعدها للقاهره بعد ان يصلح ما أخطأ به هنا...سيعود ليتزوج ولن
يتذكرها هيه او ابنها...ستنسيه الزوجه الجديده العالم كله...هيه واثقه انه سيتزوج من فتاه جميلة تشبهه
نامت وهيه تضم وسادتها وتبكي عليها وتتخيل زوجها مع عروسه الجميلة...وتزداد بكاءا وحسره ع نفسها
&&&&&&&&&&&&&&&&
تمر الساعات كالسنوات ع يوسف وهوه يري المجرمين بجواره يحاكمون الواحد تلو الأخر
أخيراً جاء دوره...نظر يوسف لكل من بالقاعه...ل قاسم وانس اللذان وكلا محاميا للدفاع عنه
وسعد ومحمود يجلسان بجوار قاسم...وبعض الجيران من الشارع...تعجب يوسف من قدومهم
هل أتوا ليتشفعوا فيه انتقاما منه...ام ليساندوه ف محنته...استبعد يوسف الخيار الثاني...ظل ينظر لوجوه الجميع
تمني ان تظهر..ان تأتي...أراد بشده ان يراها وان جاءت لتتشفع فيه هيه أيضاً...لكنها لم تأتي
شعر بأنكسار غريب...انكسار جعله يآس محبط مكتئب..........وقف
يستمع للدفاع الضعيف من جانب محاميه...لكن الاتهام قوي والادله دامغه...انتهت المرافعه...طلب القضاه وقت للمداوله
نظر أنس ليوسف بحزن...من الواضح ان يوسف متورط حتي العنق....محمود اراد ان يقف
ليقول ما لديه...لكن قاسم مسك يداه وهز رأسه نفيا...مسكه سعد أيضاً وأجلسه بقوه حتي لا يفضح
نفسه ويقبض عليه دون ان يفيد يوسف....خرج المستشارين...و هم القاضي بقول الحكم...لكن فجأة
اقتحمت القاعه دون استأذن...وهيه تلهث كأنها تركض من شرق الارض لأقصاها
يتبع ف الفصل 24
المجد للقصص والحكايات
#فريده_احمد_فريد
وعاد ف المساء
الفصل الرابع والعشرون...
دخلت وهيه تلهث.. نظر لها يوسف بصدمه... سألها القاضي بحده
(انتي مين وإزاي تدخلي القاعه كده)
وعد اقتربت من منصه الشهود وقالت وهيه تلهث
(انا بعتذر لهيئه القاعه الموقره... انا اسفه اوي يا سياده المستشار... بس انا خفت لأكون اتأخرت... انا عندي دليل جديد ف قضيه يوسف البنا)
القاضي(انتي مين أسمك وسنك وعنوانك )
(انا النقيب وعد عزت رحيم المنياوي... عمري 25 سنه... ساكنه ف العصافره.... انا عندي دليل جديد ف قضيه يوسف)
(الأول يا حضره النقيب قولي القسم)
(واللهي العظيم اقول الحق... انا النقيب اللي اتكلفت بقضيه يوسف عبد الخالق عباس البنا... اتكلفت بأمر رسمي من اللواء جمال المصري... انا دخلت كعميل متخفي ف عصابه اشجان العصفوري... وقدرت بفضل الله وبمجهودات عناصر الشرطه ومن ضمنهم الرائد يوسف اننا نقبض ع عصابه اشجان... واعترفت ع رجل الأعمال ابراهيم الحسيني اللي كان هربان وكان جاري البحث عنه.... بس يا فندم مصادرنا قدرت توصل لمخبأه... كان هربان ف فيلا قديمه ف المنصورة... النيابه اصدرت قرار بالقبض عليه....لكن لما رحنا النهاردة الفجر لقيناه هربان... بس قدرنا نقبض ع مجموعه من أفراد عصابته ومن ضمنهم المحامي شاكر المحمدي... وبعد التحقيق معاه... اعترف ان الحسيني رجع اسكندرية لشريكه... سألناه يقصد يوسف البنا... قال لاء يوسف مش شريك الحسيني وما يعرفش اي حاجه عنه... بس يا فندم لقينا ف خزنه الحسيني ف فيلته... مستندات رسميه وغيرها مزوره... لقينا كشف حساب وتحويل اموال من حساب وهمي لحساب يوسف... ومستندات توثيقيه بأسم الحسيني وشريكه... وشبيها ليها مزوره ومكتوب عليها اسم يوسف بدل اسم الشريك الحقيقي... عملنا تحريتنا وعرفنا مين الشريك الحقيقي للحسيني... وأصدرت النيابه أمر بالقبض عليه... واعترف الشريك انهم دبروا مكيده ليوسف البنا عشان يبعدوه عن طريقهم لأنه كان قرب يحل القضيه ويقبض عليهم كلهم... بس للأسف الحسيني قدر يهرب... واصدرنا بلاغات لكل المطارات والمواني لمنعه من السفر.. وجاري البحث عنه... انا جبت لحضرتك الوثائق والمسندات الرسميه والمزوره وتسجيل رسمي من شريك الحسيني الحقيقي... بيعترف فيه بجرايمه وبتوريط يوسف البنا ف قضايا السلاح والتجاره الغير مشروعه... اتفضل يا فندم)
انتفض محمود واقفا...يوسف نظر له بذهول..قال محمود فجأة بصوت عالي
(ايوا يا حضره القاضي كلامها صح...يوسف باشا بريئ...كان مشغلني مخبر معاهم...وكنت بنقل له الأخبار..كان مستني لما يوقع الكبير بتاعهم عشان يقبض ع الكل وانا عارف كل حاجه عنهم وعن مخازنهم وعمليات التهريب بتاعتهم و كمان منصور التركي وده يعتبر الايد اليمين ليهم ف المنطقه والمناطق الشعبيه عاما كلفني اخطف رجاله وكان من ضمنهم الراجل اللي جابني ده...اسمه سعد مصطفى بس بعد ما نفذت كلام منصور عشان ما يشكش فيا..بعت رساله ليوسف باشا وهوه جه خلص الرجاله دي قبل ما يتشحنوا ع قبرص...الجماعه اصلهم ليهم مقر هناك...وكل الكلام ده انا كاتبه ف تقرير موجود مع البشاوات قاسم بيه وأنس بيه...صح يا بشاوات)
وقف سعد وأكد ع كلام محمود...انس وقاسم أيضاً تقدموا من القاضي و معهم تقرير مفصل من محمود
كان قد سبق وكتبه صباح هذا اليوم وسلمه لهم ف المكتب...يوسف نظر لهم جميعاً ولم يصدق نفسه
هل حقاً يعرض محمود وسعد و اصدقاءه نفسهم للمسأله القانونية لأجله...لأجل مساعدته...لم يصدق نفسه
لكنه تابع ما يحدث بصمت وصدمه
سلمت الادله للحاجب.... طلب القاضي ساعه لمراجعه الادله... يوسف نظر لها غير مصدق... نظرت له بخجل
وعادت للخلف... جلست وهيه متوتره... لم تقوي ع النظر له مجدداً.... مرت الدقائق ثقيله مقبضه تحمل أمل جديد ليوسف وأصدقاؤه
خرج القضاه... وقال القاضي كلمته... اصدر قرار بالافراج عن يوسف واثبات براءته من كل التهم وأعادته لعمله ف جهاز الشرطه من جديد
يوسف لم يصدق ما سمعه بأذنه... اصدقاءه سعدوا كثيراً... و هنئوه ببراءته... تعجب يوسف
اكثر من محمود وسعد وبعض جيرانه وهم يهنئوه بسعاده... لكنه كان ينظر لها... وجدها تقف وتخرج
من القاعه دون ان تنظر له حتي... انتهي كابوس يوسف وعاد منزله وهوه رجل حر... لم يصدق نفسه
انه عاد بيته مجدداً... عاد معه قاسم وانس ومحمود... محمود اخبره بالحقيقه كامله...يوسف
طلب منه ان يعود لمنصور الأن ويكمل معه ما بدأه ليصلوا للحسيني ويقتلعوا جذور تلك العصابه من الاعماق
غادر محمود واصدقاءه..تركوه ليرتاح.... لكنه لم يعرف طعما للراحه.... لم يكف عن التفكير فيها... وجد نفسه
يبعث رساله لأنس ويطلب منه أحضار عنوان وعد... كان مترددا... خائفا... خاصا عندما رد له انس برساله
فوريه فيها بيانات وعد وعنوانها ورقم هاتفها... كل التفاصيل الدقيقه عنها... يوسف اراد قتل نفسه لتردده الغير مبرر
لكنه قاوم كبرياءه بمعجزه... دخل بدل ثيابه... وعزم الأمر سيذهب لها بأي حجه... يجب ان يتحدث معها
لن يدعها تتركه بهذا الشكل... يجب ان يواجهها بأي شكل كان... بالفعل ذهب لمنزلها... كان بيت فخم
أشبه بالفيلا... طلب من البواب مقابلتها... لكنه وهوه يقف مع البواب... رآها كانت تسير بلا هدي ف حديقه
منزلها... رآته وعد يقف مع البواب... لطمت ع وجهها بهلع و ركضت للخلف... يوسف رآها...دفع البواب...و ركض خلفها
وصل لها بسهوله...قفز عليها برشاقه...سقطت ارضا وسقط عليها...ثبت جسده عليها...قالت له وهيه تحاول التملص منه
(عايز ايه...جاي لي هنا ليه...مش خلاص خلصتك زي ما دبستك عايز ايه تاني مني)
(وحياه امك..بالسهوله دي...فاكراني هحلك يا وعد باشا...دا انتي طلعتي عين أهلي...)
قاطعهم البواب صرخ ف يوسف
(ابعد عن الباشا بتاعنا يا جدع انت بدل ما أطلب لك الحكومه)
يوسف اخرج سلاحه وهوه لايزال فوقها وهيه ع الارض ع ظهرها...أشهره ف وجه البواب وقال صارخا
(انا الحكومه يا راجل انت...أمشي بدل ما أضربك بالنار...دي مراتي)
خاف البواب وعاد لمكانه...وعد حاولت ان تخلص يدها من تحته...بالفعل انقذت يدها اليمني...ضربته
ف صدره وقالت
(مرات مين يابو مراتك...انت صدقت نفسك...انا مش مراتك)
(هتكوني مراتي يا روح امك....ماهو يا أما تتجوزيني بجد يا أما هحبسك...ولا نسيتي انك انتي اللي شغاله مع العصابه)
(هأهأ...ضحكتني وانا مش طايقاك...انا فضيتها خلاص صفيت كل شغلي وخلصت من كل السلاح اللي عندي...مش هتعرف تمسك عليا حاجه وبعدين انا اللي خرجتك وانا اللي اعرف تجار السلاح وغيرهم يعني انا مستقبلك...مش هتقدر تخلص مني)
(ومين قالك اني عايز اخلص من أمك..انتي هتتجوزيني بس مش قبل ما تساعديني اقبض ع الحسيني...بعدها نتجوز...وقبل ما نتجوز هترجعي معايا توضبي بيتك اللي حرقتيه...انتي اللي ولعتي فيه صح)
خجلت منه لكنها قالت بتردد
(كان غصب عني...كان لازم اعمل كده عشان بصماتي اللي ف كل حته...انا اسفه يا يوسف...انا اذيتك كتير..وانا برضو اللي وقعتك ف الحفره...انا اللي كنت حفراها لك عشان تقع فيها وانا اللي انقذك بعد ما تتعذب لك شويه بس وربنا ما كنت اعرف انك هتتكسر...سامحيني يا يوسف واوعي من عليا عشان عايزه اعيط)
ضحك لكنه قال بجديه
(مش هوعي من عليكي غير اما تقوليلي ساعدتيني ليه...مش انتي بتكرهيني ...ليه خرجتيني يا وعد)
(يوسف انا عرفت الحقيقه...وعرفت اني ظلمتك...بس مش اوي برضو...انت حبست اخويا وكنت سبب اساسي ف موته...بس عرفت انه مات وسط خناقه المساجين...ومش من ضرب الأمنا فيه)
يوسف نهض من عليها...تنفست وجلست...قال لها بخجل
(مش اخوكي لوحده اللي اتظلم بسببي...ناس كتير يا وعد...بس انا...انا مهما ندمت مش هغير اللي راح ولا ارجع اللي ماتوا....بس...بس انا اقدر اساعد اللي عايشين...انا هحاول اتغير...مش هسيب حد محتاجني...انا بعد اللي شفته من جيراني النهارده فهمت ابويا الله يرحمه كان يقصد ايه لما قالي ااقف مع جارك النهارده...هتلاقيه ف ضهرك بكره...انا مكنتش فاهم وقتها وما حاولتش افهم....بس...انا اتغيرت وانتي السبب...ومش هكتفي بالتغير ده....وعد انا بجد عايزك...خلينا نتجوز ونعيش مع بعض...ونكون ايد واحدة...انا بحبك يا وعد)
وقفت أمامه ونظرت له بتمعن...عادت خطوه للخلف..وقالت بجديه
(وانا ساعدتك عشان حبيتك...حبيتك رغم غرورك وعنطظتك الفاضيه...وأسلوبك الزباله ف الكلام...وأفتراك ع خلق الله...مكنش فيك ميزه واحده أحبك عشانها ورغم كده حبيتك...عشقتك اوي وكرهت نفسي اني حبيت واحد زيك...كنت بالنسبه لي عدوي اللي حرمني من أخويا الوحيد...تعرف ان امي ماتت بعده بشهر واحد بس....شهر واحد يا يوسف...فجأة لقتني لوحدي...اخويا اللي نفسي اشوفه عريس وهوه يجوزني بأيده...راح..وأمي..الكلمه الحلوه..الدعوه الطيبه..الايد الحنينه...كلهم راحوا...راحوا وانت السبب ورغم كده حبيتك...صعب اوي يا يوسف انك تحب عدوك بدل ما تكرهه...وده مش ضعف مني ولا ده السبب اني أرفض الجواز منك...لاء...انا يا يوسف ف حياتي القصيره اللي عشتها دي...شفت وسمعت حاجات ترعب..شفت اللي اتجوزوا عن حب بعد فتره بسيطه من جوازهم بيتقلبوا اعداء...وشفت اللي حاربت أهلها عشان واحد بتحبه واتجوزته غصب عن اهلها وعن الدنيا كلها...وبعد ما اتقفل عليهم باب واحد...برضو اتحولوا اعداء...بدأ هوه يكره البيت ويبعد ويعرف غيرها ويخونها..وهيه تندم وتدعي عليه وتدخل ع السوشيال ميديا ومواقع التواصل عشان تشوف غيره...عشان تسمع كلمه حلوه من اي راجل من اي بلد واي ديانه وجنسيه...المهم تحس انها لسه مرغوبه....يوسف اللي انا شفته ومتأكده منه ان اللي بيبدأ حب بينتهي كابوس...خيانه وقسوه وضرب وسب وبتنتهي كتير اوي بالقتل...ف الجواز ده كارثه ف حد ذاته...شىء غامض بينهي كل حاجه حلوه بين اتنين...ف عشان كده سامحيني انا مستحيل اتجوز ف يوم من الأيام...حتي لو هموت عليك...بس جوازي منك...معناه النهايه وهنبقا بجد اعداء يا يوسف...خلينا صحاب أحسن)
يوسف رأي بوضوح كميه الألم والمعاناه ف عيناها وسمعه ف صوتها...اراد مساعدتها قبل ان يأخذ
خطوه اخري...هوه يعلم جيدا ان البوح بالمشكله هوه بدايه علاجها...قال لها بأسلوب مستفز
(خلاص يا وعد..طالما انتي خايفه من الجواز...خلينا صحاب...زي الأجانب يعني...اهوه ننام مع بعض واريحك وتريحيني ونتبسط بلا جواز بلا هم)
اشتعلت غضبا وأحتقان...نظرت له بعينان غاضبه...ورفعت يداها تصفعه ع وجهه بعنف...لكنه
امسك يدها...قالت له بصراخ
(سبني يا يوسف...انت فاكرني إيه...فاكرني رخيصه زي الاشكال الزباله اللي بتقبض عليهم...لاء يا باشا...انا صحيح نمت ف حضنك بقميص النوم...بس كنت متأكده مليار الميه انك مش هتأذيني...كنت بقعد ع رجلك وأبوس فيك عشان أعلقك بيا...ماهوه دع الحب بتاع اليومين دول الواحد يبقا لسه متعرف ع الواحده ويقولها بحبك وبموت فيكي عشان خاطر يأخد بوسه يحضنها... يعمل اللي انت فاهمه وبتشوفه ف الجناين وتحت الكباري... عشان كده كنت براحتي معاك... عشان تفضل متعلق بيا... ووقعت... انا جبرتك تحبني يا يوسف ...وغير كده لو كنت فكرت تقل بعقلك معايا...كنت كسرت ايدك ورجلك...انت لسه ماتعرفنيش...انا اقدر احمي نفسي كويس اوي)
(ما انا عارف...تصدقي اني دلوقتي بس أتأكدت اني بحبك...يااااه يا وعد كنتي بتثقي فيا حتي وانتي بتخدعيني وتنتقمي مني...ركبتيها ازاي دي...حد يثق ف عدوه يا هانم...المهم سيبك انتي من الكلام ده
انا عايزك...تعالي نعتبر نفسنا ف عصر غير العصر...نعتبر اننا صحاب زي الأجانب...والمأذون بقا والفرح والدربكه دي نعتبرها...ااا..مثلا...حفله عاديه ومعزومين فيها..اصل انا مش هكدب عليكي...انا ناوي اعمل فرح كبير اوي ف منطقتي وهعزم جيراني كلهم...اهوه منها اصالحهم واقرب منهم ومنها افرح ان ليا حد ومش لوحدي..وانتي أحسبيها زيي كده ...احنا صحاب...يوم ننام جمب بعض...يوم نتخانق وكل واحد فينا يقعد ف اوضه...يوم ننام ع الأرض...يوم نسافر نغير جو...يوم ننزل مأموريه سوا ونضرب ف خلق الله...وكده...خلينا نقضيها بشكل تاني...نبقا مختلفين عن البشر كلهم....نبقا صحاب وعشاق واهل وكل حاجه ماعده متجوزين طالما متعقده من الحوار ده...ايه رأيك ف الكلام ده...كده مشكلتك اتحلت اظن)
نظرت له وعيناها تتلألأ بدموع السعادة...قالت غير مصدقه
(انت هتعمل كده...انت هتتنازل وتسيب غرورك وكبرياءك وتعمل كده...نعيش مع بعض صحاب...مش هتجبرني اسيب شغلي واقعد لك خدامه تحت رجلك...هتعاملني بأحترام ...هتحبني يا يوسف لأخر يوم ف عمري)
اقترب منها وحاصر خصرها بتملك....نظرت له بذهول...قال بمزاح
(هوه تقريباً كده نص كلامك صح...بس مش كله...لأني مش هتنازل عن غروري...لاء..هنقسمه سوا...وبالنسبه لخدامه تحت رجلي دي...هتخدميني يا روح خالتك.....زي ما خلتيني الشغاله الفلبينيه بتاعت اهلك...كنت بطبخ لك واغسلك هدومي بأيدي وأكلك كمان ولا نسيتي)
ضحكت من كل قلبها...ضمها لصدره بقوه...حملها ليضع قلبها ع قلبه...لتشعر بدقاته المجنونه...نظرت لعيناه
ووضعت جبهتها ع جبهته...وقالت بهمس
(بحبك اوي..بس يارب تفضل تحبني...هموت لو بقينا زي الناس يا يوسف)
(تؤ تؤ تؤ...انا اللي هموت لو فكرتي تقلبي عليا يا قلب يوسف...لاحسن انتي قلبتك وحشه اوي...كنتي هتوديني ل حبل المشنقه يابت الجزمه)
ضحكت بأعلي صوتها...انتظرها حتي انهت ضحكتها المثيره...وقبض ع شفتيها ف قبله انتقام وتوعد
وضعها ارضا ولم يبتعد عنها...حاصرت عنقه هيه أيضا وعاد يقبلان بعضهم كالايام الخوالي...لم يأبها بالعالم حولهم
ولم يهتما بمن يشاهد ومن يسعد لهم ومن يحقد عليهم...تناسا العالم اجمع ليعيشا وحدهم تلك اللحظات الثمينه...الممتعه المليئه بالوعود والحب
&&&&&&&&&&&&&&&&&
فاطمه شعرت بتعب لايوصف...فقد اصبحت الساعه السادسه مساءا...وهيه تنتظرهم من الثامنه صباحا
امام المحكمه...خافت ان تدخل...ظلت منتظره خروجه هوه و سعد...ذهبت خلفهم ورآتهم يدخلان القسم ويخرجا
مع انس وقاسم ...ذهبا جميعاً الي المحكمه...لكنهم لم يخرجا امامها خرجا من الباب الخلفي خلف سياره الترحيلات
كانت معتقده ان جلسه يوسف تأخرت لهذا الوقت...تعبت من الجلوس ع الرصيف ف الشارع
نهضت وقررت ان تعود لبيتها كانت متعبه جداً جداً...حزنت وبكت عيناها...ظنت انه رحل وهيه لم
تراه بسبب الزحام...عادت بقلب مكسور محطم...سارت مسافه طويله ...قبل ان تركب...ظنت ان السير
افضل لها ف حالتها تلك..رغم انها متعبه للغايه...وصلت شقتها...فتحت ودخلت ...لكنها صدمت به ف وجهها
محمود كان يجلس ع الكرسي ويدخن سيجارته بعصبية وغضب...رآها تدخل... ركض إليها
ومسك حجابها و هزها بعنف وهوه يصرخ فيها
(كنتي فييين...بقالي تلات ساعات مرزوع هنا مستنيكي...كنتي ف انهي داهيه انا رحت لك الشغل قالوا ما جتش...انطقي قبل ما اخلع دماغك ف ايدي)
(محمود اصبر...سبني وانا هقولك واللهي...سبني والنبي)
(مش هسيبك انطقييييي)
(كنت عند المحكمه)
(محكمه ايه يا بنت **** ف محكمه بتقعد للساعه دي انطقي يا بت)
(وربنا كنت هناك والمصحف..انا كنت قاعده قصاد المحكمه مستنياك عشان اشوفك قبل ما تمشي واعرف ايه اللي حصل مع يوسف وأسألك عملت إيه)
محمود تركها بغضب وقال لها
(وما كلمتنيش ليه يا مدام...ايه اللي ذنبك هناك...وما رحتيش معايا الصبح ليه اذا كنتي عايزه تعرفي اللي هيحصل)
(ما...ماهوه انا مارضيتش اضايقك...انا..انا قلت خليني بعيد أحسن)
(لا واللهي)
(اه وربنا...هوه ايه اللي حصل..يعني يوسف اتحكم عليه بأيه وانت عملت ايه ف موضوع منصور ده)
(ما خلاص ياختي كل حاجه خلصت)
(ازاي مش فاهمه ايه اللي حصل)
(مفيش البت اللي حبست يوسف اللي كانت عامله هبله...طلعت ظابط هيه كمان وخرجته...وعرفت منه انهم هيتجوزوا....ومنصور اتقبض عليه رحت له بعد ما اتفقت مع يوسف وصحابه...بس اتفأجات ان الحسيني ده اللي يوسف بيدور عليه كان مع منصور ف المخبأ بتاعه هوه وكل رجالته...منصور طلع شغال معاه و عرفت ان الراجل ده هوه اللي كان عايز منصور يخطفك قال انه كان فاكر انك انتي اللي بلغتي عنه لما سمعتي رجالته ورا المطعم فاكره اليوم ده...انا عن نفسى فاكر انا قلت لك ايه...كنت جبان كلب ولا اسوي وقتها...المهم الحكومه كبست وقبضت ع الكل حتي وعد دي كانت مع يوسف وصحابه والقضيه خلصت...والحوار انتهي ...ومحدش فيهم هيضايقنا تاني...خلاص عرفتي اللي حصل كله)
فاطمه جلست بعد ان سمعت كلامه هذا...لم تصدق ان كل هذا حدث وهيه تجلس ف الشارع تنتظره
لم تصدق انها كانت مطلوبه من رجل عصابات كبير مثل هذا...لكنها نظرت لمحمود...فهمت ان بأنتهاء
كل هذا..انتهي دور محمود أيضاً..وسيعود القاهره لعمله و زوجته المستقبلية...قالت له وهيه
تكبح حزنها ...كانت تتصبب عرقا وترتجف ف آن واحد
(يعني...يعني كده خلاص...انت كده عملت اللي عليك هنا...قبضوا عليهم بسببك..وكده انت صلحت اللي اتكسر...قصدي يعني..خلاص كده..انت هترجع القاهرة دلوقتى ولا بكره...يعني هتمشي يا محمود)
وقف أمامها...مسك يداها وأوقفها ع قدمها بقوه نظرت له بذهول...قال لها بغضب
(لاء انا مش همشي..انا هقعد هنا...ومش هرجع بيتي انا هعيش معاكي هنا ف بيت أهلك...وهنقل شغلي هنا ف فرع اسكندرية...عايزه مني حاجه تاني عشان تبطلي اسطوانه حلال وحرام...خطيبتي انا كلمتها وفسخت خطوبتي منها...وأنتي هتعيشي معايا برضاكي غصب عنك هتعيشي معايا...ويلا اتفضلي حضري لنا لقمه نطفحها انا من صباحيه ربنا ف الشارع لما جعت وجبت أخري يلا اتفضلي)
نظرت له ولم تفهم شيئاً...هل حقا سيظل معها هنا؟؟؟نظرت ف الأرض رأت حقيبه ثيابه
وجدته يحملها لغرفتها...سارت خلفه وجدته يضع ثيابه ف دولابها...إذا هذا يحدث حقا...سيظل معها
سارت للمطبخ وهيه شارده...لم تفهم شعورها..هل هيه سعيده ببقاءه معها؟؟؟ام حزينه لأنه مجبر ان يظل معها لأجل طفله فقط
وقفت أمام الموقد تسخن الطعام...لكن عقلها شارد...يفكر...لم تعي لما تفعله..فجأة..حاصرتها يداه من الخلف
فزعت منه...همس لها وهوه يحتضنها
(وحشتيني)
غضبت...ألتفت له ودفعته ف صدره ..ذهل منها..قالت له بحده
(ابعد عني...هوه انت تعمل اللي تعمله وترجع تقولي وحشتيني...سيبك من الكلام ده يا محمود...انت عارف وانا عارفه انت رجعت هنا ليه...ف والنبي بقا بلاش الكلام اللي مالوش لازمه ده...بلا وحشتيني بلا زفتيني)
وضعت يدها ع صدرها وهيه تتنفس بعصبيه وتكبت دموع حارقه محبوسه ف مقلتيها...اقترب منها دفعته مجدداً مسك يدها وقال بعصبيه
(انتي مجنونه ولا هبله...ايه اللي انا رجعت عشانه...هتقولي لي تاني ابني...لاء يا بطه لاء...انا رجعت عشانك انتي..ايوا انتي...انا كنت عايز ارجع من زمن بس...بس انا كنت عارف ان عمرك ما هتسامحيني... تحبي اتصل لك بسعد وأسمعك منه... مراته هيه اللي قالتلي انك هتسامحيني وتديني فرصه تانيه... كانت فاكراكي بتحبيني بس شكلها كات غلطانه وانا كمان غلطان.. دا انا ع كده مش فارق معاكي ببريزه)
(لا واللهي حلوه دي انت تعمل العمله وتيجي تقولي انا اللي غلطانه...انت ايه...معمول من ايه...انت حجر...صخر...انت عاوز ترميني وتهجرني ولا تسأل فيا وتروح تخطب وتتجوز..وعايزني اول ما ترجعني اترمي ف حضنك واقولك وحشتني بحبك يا عمري...انت ايييييه ...فاكرني مش بني ادمه...معنديش دم ولا احساس...انت عارف انا سهرت اعيط بسببك اد ايه ولحد دلوقتى...اهيه شايف دموعي عامله ازاي من يوم ما اتغيرت وانا دموعي ما بتنشفش ع خدي...بتكسب ايه من ذلي و عياطي...هتكسب ايه لما تموتني بحسرتي...ليه يا شيخ دا انت من يوم ما هجمت عليا ف بيتي وانا شيلاك ف عنيا...لا عمري جرحتك ولا زعلتك ولا قلت لك كلمه واحده وحشه..حبيتك وانت ع نياتك...وحبيتك وانت مفتري...بس انت...انت ايييييه...فضلت تهزق فيا وتذلني وتعايرني اني وحشه...المفروض كت اعمل ايه عشان املي عين حضرتك....أاقطع هدومي وامشي عريانه ف الشوارع ببنطلون مقطع وباضي مبين صدري ولا اروح انفخ شفايفي واسيب شعري واعرضها بمكياج ع وشي وتاتوو ع رجلي...عايزني اعمل زي بنات اليومين دول عشان ابقي حلوه واعجبك يا محمود..لاء...لاء ومليون لاء...انا مش هغضب ربنا عشان اسعدك...انا كده وهفضل كده...محدش عبرني قبل كده ع وضعي ده ولا حتي انت .... براحتك ومش فارق معايا...انا اللي عايزني يقبلني ع وضعي كده زي ما انا..ولو مش عايزني براحتك...انا قبلتك ع وضعك بتسريحه التسعينات وطريقه لبسك القديمه وبشخصيتك الطيبه...حبيتك وعشت معاك اجمل ايام حياتي....قبلتك زي ما انت...إنما انت عايرتني ذلتني هنتني...كنت بتتبسط اوي لما بتنام معايا بالعافيه وانا مكسوفه منك..حتي بعد ما اتعودت عليك بقيت تقل مني عشان اعتبرتك جوزي واتصرفت ادامك ع طبيعتي...انت عايز مني إيه..انا أذيتك ف ايييه...زعلتك امته بس يا محمود حرام عليك...وربنا حرام عليك واللهي)
يتبع ف الفصل 25 و الأخير