أخر الاخبار

رواية موعد في المساء الفصل العشرون

 

الكاتبه فريده احمد فريد  وعاد ف المساء   الفصل العشرون  موعد في المساء   المجد للقصص والحكايات

الكاتبه فريده احمد فريد

وعاد ف المساء 

الفصل العشرون

موعد في المساء 

المجد للقصص والحكايات 

ف الليالي الماضيه... يوسف حبس نفسه ف منزله المحترق... لم يستطع اي احد ان يهون عليه مصيبته


لم يبكي... لم يصرخ... لم يعود لعمله... كان فقط يجلس أرضا ف غرفتها... يتذكرها ف كل لحظه تمر عليه


كانت ترسم هنا... وتقفز مرحا هناك... وتجلس ع قدمه وتلعب بخصلات شعره الناعمه... كانت تلعب وتلهو


كطفله صغيره وتتسلي بدمي إيمان شقيقته القديمة... كانت تملئ المنزل مرحا وضحكا و لهوا 


دخل أنس وقاسم المنزل نظرا لان الباب مكسور... وجدوه ف غرفتها... أقترب منه قاسم وركع بجواره


أنس قال وهوه ينظر له بشفقه وحزن

(لحد أمتي هتفضل عامل ف نفسك كده... يوسف لازم تتكلم... لازم تحكي لنا اللي حصل... انت ما بتقولش غير انهم قتلوها ادام عينيك... اغتصبوها وقتلوها... يا صاحبي لازم تتكلم لو كنت عايزنا نجيب لك حقها) 


قاسم ربت ع كتفه وقال بآسي

(أنس عنده حق... يوسف لازم تتكلم... مش عايز تتكلم.. اصرخ عيط... اتعصب علينا زي ما كنت بتعمل... طلع غضبك فينا احنا يا صاحبي... بس بلاش تفضل كده... اتكلم يا يوسف... اتكلم بالله عليك بقا) 


نظر له يوسف نظره غاضبه غامضه... اشاح بوجهه بعيد عنهم... رفض تناول الطعام... او الشراب... فقط


يدخن سجائره بشراهه كبيرة.... لم يرمش بعيناه... فقط ينظر للفراغ... كأنه يشاهد شيئاً هوه فقط من يراه


اصدقاءه أحضروا له غطاء وبعض الملابس... لكنه لا ينام.. لا يفعل شيء... خاف عليه قاسم وأنس ان يصاب بمكروه 


حاولا ان يجبراه ع التحدث.. ع تناول الطعام... لكنه لم يتحدث... ولا يستجيب لتوسلاتهم


تركهم نائمين ف منزله... و خرج... سار ف الشوارع كالمجذوب... كأنه جسد فارغ بلا روح


وصل بعد ساعات للمقابر... وقف امام قبر ابيه صامت... فقط اصوات موج البحر وهيه تعانق الشط


أحياناً... و تتقاتل مع الصخور كثيراً... كان يستمع للهدوء والسكينة... لكن هناك بركان غضب عارم


يحتل صدره... سمع ضحكه عابره.. لم يميز هل تخيلها... ام انها ايمان تضحك له... تناديه... تطلب منه


العوده للحياه للثأر لها.... يوسف نظر حوله كالمجنون.. عاد ينظر لقبر ابيه بصدمه... كأنه آتي الي هنا وهوه نائم


تعجب ماذا يفعل هنا؟؟؟؟... اقترب من شاهد قبر أبيه... وجلس ع ركبتيه... أخيراً سمح لقلبه


ان يفض ما بداخله... ما يكبته القلب من حزن وصراخ... وجد نفسه يقول


(واحشتني يا حج... واحشني يابا... انت سبتني ليه يابا... رحتوا مني كلكوا ليه.. هوه انا منبوذ اوي كده... انت رحت وامي قبلك واختي معاكوا... بس ليه... ليه إيمان راحت... عملت ايه عشان تموت بالشكل ده... وانا... انا يابا كنت بتفرج عليها... شايفها بتضيع ادامي وانا بتفرج... بصرخ زي الولايا... مش قادر احميها....انا حتي معرفش فين جثتها...حرموني حتي اني ادفنها واودعها....... ابنك اللي كان فرحان بنفسه وبرجولته راح يابا... اتكسرت يا حج... نفسي اتكسرت وأتذليت... خسرت احلي حاجه ف حياتي... ايمان يابا... ايمان راحت مني... معرفش انا أمته حبيتها... بس انا مش عارف اعيش من غيرها... مش شايف قصادي غير عنيها الجميلة... ولا ضحكتها... كانت بتجبرني اضحك حتي لو مش طايق نفسي... مش عارف اعيش يابا... يابا ادعي لي... انا اسف اني ما صنتش الامانه... صحيح انت ميت غضبان عليا... عشان كده حياتي اتدمرت.... بس يا حج انا ندمان... هعمل ايه بالندم بعد ما خسرتكوا.... يابا سامحني وقول لربنا يرحمني... ما أتمنتش الموت ف حياتي أد ما بتمناه دلوقتي يابا... واحشتني... كلكوا وحشتوني... اعمل ايه عشان اجي لكم... اعمل ايه عشان اخلص من كابوس حياتي... انا تعبان يابا... تعبان اوي.. اوي واللهي) 


سقط ع وجهه ع قبر أبيه... وهوه يبكي بأنهيار... ركض إليه قاسم وأنس


كانوا يقفون بعيداً.. تركوه يخرج ما بقلبه لأبيه لكي يرتاح ويعود لحياته... مسكه انس وقاسم


سندوه اوقفوه ع قدمه قاسم قال له بجديه

(احنا سبناك براحتك... فضلنا ماشيين وراك وسبناك تعيط زي ما انت عايز... دلوقتى بقا ممكن تفوق لنا عشان نعرف حصل ايه ونجيب حق ايمان... ولا هتفضل كده لحد اللي ما قتلوها ينفدوا بجلدهم يا عم يوسف... يلا فوق لنا كده واحكي لنا ع كل اللي حصل) 


يوسف نظر له... مسح عيناه وقرر ان الضعف والاستسلام ليسا من طبعه.. ولن يعيدا الاموات للحياه


وهذا ليس وقت النواح والعويل... بل وقت أخذ الحق... لترتاح المسكينه ف قبرها أينما كان


عاد يوسف اشرس من ذي قبل... لم يرحم أحد ... عاد للأرشيف ليبحث ف ملفاته القديمه عن اخو هذا الرجل


لكنه صدم بكم القضايا التي تولاها وظلم فيها اشخاص عده... لكنه ف هذه اللحظه غير مبال


إلا لأخذ حقها... بحث ساعات وساعات... واستجوب كل شخص مشتبه فيه... كما يفعل عاده... لكن لم يتوصل لاي شىء 


كان ف قمه غضبه وهوه ف مكتبه.. عندما طرق الباب ودخل سعد ... يوسف نظر له بأحتقار وكره


خاصا بعد حريق شقته التي لم يحاول اي احد من الجيران ومن ضمنهم سعد وعائلته... يوسف


كره المنطقه اكثر والجيران... وخاصا هذا الذي يقف أمامه بشموخ.... صرخ فيه يوسف قبل ان يترك له


فرصه لبوح ما جاء من اجله

(انت عايز إيه ياض... أمشي من خلقتي قبل ما ألبسك قضيه توديك ورا الشمس... اطلع بره يا*****) 


قاسم نظر ليوسف وقال له

(ف ايه يا يوسف مالك... هوه انت هتطلع غضبك ع الناس كلها... ما تهدي شويه...) 


قال لسعد(ف ايه.. عايز ايه يا...) 


سعد رد عليه وهوه ينظر بكره شديد ليوسف

(سعد... سعد الخشاب يا باشا... قالوا لي تحت ف الاستيفا اعمل المحضر هنا) 


يوسف بتهكم(وده محضر ايه ان شاءالله اللي انت جاي تعمله هنا) 


سعد تجاهل يوسف ونظر لقاسم وأكمل

(مراتي يا باشا مختفيه... اسمها رحمه علي عب رحمن... بقالها كده فوق الأسبوع مختفيه) 


يوسف قال له بكل وقاحه 

(وايه الجديد يعني.... وانت مين اصلك عمرت معاك... واحده كت هتموت نفسها... والتانيه هربت مع راجل تاني... جاي لنا احنا ندور لك عليها يا روح امك) 


سعد شد ع قبضته بغضب كي لا يفقد اعصابه... هوه لم ينسي الليالي القاسيه التي مضاها هنا.. لم يرد ان يتهور


كبت غضبه بصعوبه وقال لقاسم متجاهلا يوسف

(باشا... انا مراتي مريضه بالزهايمر... وهيه اكيد تايهه والله اعلم هيه فين ولا عند مين... باشا لو الحكومه مش هتساعدني مع ان ده واجبكم... قولي اروح فين ولمين... انا مراتي زمانها متبهدله وكمان هيه حامل... هتساعدوني ولا اروح ادور عليها بنفسي بدل ما الباشا عمال يهزق فيا ويتمسخر عليا) 


نظر سعد ليوسف نظره حارقه... يوسف خجل من نفسه.. لكنه لم يظهر هذا... قاسم نظر لسعد واؤم له


نادي بصوت عالي

(عسكري.... خد سعد لأنس بيه وخليه يقوم معاه بالواجب) 


اؤم له سعد شاكرا... وذهب خلف العسكري... قاسم نظر ليوسف وقال له


(تفتكر مراته هربت ولا اتخطفت) 


يوسف بجديه(مش عارف يا قاسم بس مستحيل تكون تايهه ف الشوارع طول الفتره دي... اللي عنده زهايمر الذاكره بتروح وتيجي يعني اكيد كانت هتفتكر ف ساعه من الايام دي كلها هيه مين وكانت هتتصل بجوزها او أهلها... صحيح دي يتيمه مالهاش حد... عاما ابقي خلي أنس يجيب لنا المحضر نقرأ اقواله ونعرف ايه اللي حصل قبل ما نتحرك ونأخد اي خطوه) 


(تمام) 


لم يتغير اي شىء ف قضايا يوسف... لايزال المجرم الاخطر ف قضيته هارب....(إبراهيم الحسيني) 


ولم يجد اي دليل او ملف ف قضايا الارشيف تشير الي هذا الرجل الغامض الذي قتل إيمان أمام عينه


تمر ايام طويلة... وتنقلب الوزارة ... ويتم نقل يوسف لمكان آخر... طلب آنس وقاسم ان ينقلوا مع يوسف


ف القسم الجديد... لكن رفض طلبهم... والمسؤولين كانوا غاضبين ع يوسف... قرر ان يذهب شخصيا 


للواء المسؤول عنه ليعرف ما يحدث بالضبط معه.. دخل ع اللواء بعد ان سمح له بالدخول


تحدث معه اللواء برسميه ع غير العاده... نفذ صبر يوسف... سأل اللواء بحده


(معالي الباشا انا مش تلميذ... انا جاي النهارده اعرف الوزاره قالبه عليا ليه... انا عملت ايه عشان تقلبوا عليا... وتأخروا ترقيتي وكمان اتطلب ف تحقيق رسمي) 


(اسمع يا يوسف... كل حاجه ظهرت...رجالتنا ف الاموال العامه اكتشفوا ان ف مبالغ بالهبل بتختفي قبل ما تتقيد ف السجلات... وف الفتره الاخيره دي... بقا يختفي سلاح ومخدرات من قلب الجهاز... يعني يا يوسف ف خاين وسطينا) 


يوسف بذهول

(خاين... طب وانا مالي انا بالكلام ده) 


ظن اللواء ان يوسف يماطله.. ويدعي الجهل... فقرر ان يماطله هوه ايضا كي لا يأخذ الحيطه والحذر


قال له(لاء مالكش طبعاً يا يوسف... بس انت فاهم الروتين... هيتحقق مع الكل... دي اجراءات قانونية لازم تتعمل وانت فاهم... استعد للتحقيق بكره يا يوسف... وياريت ما تتاخرش عشان ما تثيرش الشبهات ضدك) 


خرج يوسف من مكتب اللواء... وهوه ف قمه غضبه لانه لم يكن ف يوم من الأيام موضع شبهه


سار غاضبا ف الشارع... لان سيارته تعطلت وأيضاً اراد ان يسير ف الهواء البارد عله يريح أعصابه


لكن فجأة دون سابق انذار.... وقف رجل ملثم... ضخم قليلا أمامه ف الشارع المزدحم.... لكمه بقوه ع أنفه


اختل توازنه.. وتعثرت خطواته... ضربه الرجل مجدداً ع وجهه... وقع يوسف ارضا.. حمله الرجل وادخله لشاحنه فان... وقاد الرجل الأخر بسرعه 


فتح يوسف عيناه..ليجد نفسه من جديد مكبل من يداه...عاري الصدر... ف مكان يشبه المخزن...أتسعت عيناه بغضب... رآي


نفس الرجل الضخم الملثم... ورجل ملثم آخر... يقفان أمامه بشموخ...اقترب الرجل الأخر من يوسف


وف يداه عصا ضخمه...وقف امام يوسف وقال بغضب وشموخ


(يوم الحساب جه يا باشا...قول ع نفسك يا رحمان يا رحيم)


ابتسم يوسف بضعف وقال

(هتضربني يا سعد)


سعد نظر له بصدمه..ازاح الوشاح من ع وجهه...محمود نظر لسعد وقال له


(هوه عرفك إزاي)


يوسف نظر لمحمود وقال

(وعارفك انت كمان...البلطجي الجديد ف عصابه منص التركي)


سعد قال له بغضب

(يبقا انت عارف انت هنا ليه...انت مش هتخرج من هنا حي يا يوسف..انا هأخد حقي وحق أخواتي منك)


ابتسم يوسف مجدداً وقال بسخريه

(ومين قالك اني عايز اعيش تاني...بعد ما حبيبتي راحت ادام عيني...بطلبها من ربنا كل يوم...اني أموت..و صدقني مش زعلان اني هموت ع ايدك يا صاحبي)


محمود بسخريه ليوسف

(صاحبك...حبيبتك...وانت اللي زيك يعرف يصاحب ولا يحب)


يوسف بغضب لمحمود

(ليه هوه انا زيك يا محمود...انت اخر واحد يتكلم ع الحب)


محمود بغضب

(وانت تعرفني اصلا عشان تتكلم عني كده)


يوسف(طبعاً اعرفك انت فاكرنا نايمين ع ودانا...اخبارك عندي يا معلم محمود...العضو الجديد ف عصابه مشبوهه بتاجر ف كل حاجه...كنت راجل غلبان و اتجوزت فاطمه واشتغلت معاها واتعرض لكم شويه صيع ضربوك وكانوا هيغتصبوا مراتك وسعد وأمير لحقوك صحيت ف المستشفى واحد تاني...هجرت مراتك واشتغلت مع عصابه منصور بعد ما ضربتهم وخدت حقك منهم واتحولت من مهندس محترم لبلطجي ومهرب وشغال مع ناس انت ماتعرفهومش...واخر مصايبك ضربت عم مراتك وعياله ورجعت لها حقها و اشتغلت ف ورشه حداد بالنهار وبليل مع منصور وعصابته...احنا عارفين عنك كل حاجه يا بشمهندس)


محمود نزع وشاحه بصدمه وأقترب من يوسف وقال له بصدمه


(انت بتقول ايه..يعني الحكومه عندها خبر بيا....طب ما حاولتوش تقبضوا عليا إزاي...ليه سايبني لحد دلوقتي)


(وهنقبض عليك بتهمه ايه بتهمه البلطجه محدش من الناس هيشهد ضدك هيخافوا من منصور...وانتوا اذكيا جدا ف موضوع التهريب...معرفناش نقبض عليكوا متلبسين ولو مره...بس حاطينكم تحت عينا..وتاريخ كل واحد فيكم عندنا...ماعدا طبعا الكبار اللي مشغلينكم...مش عارفين نوصل لواحد فيهم...بس رجالتنا مش ساكته وهتقعوا كلكم واحد ورا التاني)


محمود نظر لسعد بفزع وقال ليوسف

(إزاي..ازاي عارفين عني كل ده وما تعرفوش اني هربان من الحكومه)


يوسف بأستغراب

(هربان...يعني ايه هربان وليه)


(ليييه..عشان قتلت مراتي الاولنيه..عشان خانتني..قتلتها وجيت ع اسكندريه...ازاي تعرفوا عني كل ده ومش عارفين اني قاتل..انا مش فاهم حاجه)


يوسف بصدمه

(انت بتقول ايه انت...قتل مين اللي بتتكلم عنه...انت مراتك الاولي عبير نصار عايشه...وسألناها عنك قالت انك طفشت منها...هجرتها من غير سبب...يبقا قتلتها فين وأمتي ولا بتتكلم عن واحده تانيه)


محمود كانه صعق ..لم يستوعب شيئاً...قال ليوسف

(يعني إيه...انا فاكر كويس...كنت ناسي كل حاجه بس الذاكره رجعت لي مع الوقت...فاكر اني دخلت عليها لقتها مع كارم جاري...ف اوضتي...بس انا كنت جبان اتلموا عليا وحاول كارم يقتلني وهيه ساعدته...زقيت ايده...رشقت المطوه ف رقبتها...هوه قالي اني انا اللي قتلتها ونزل يجري...انا كمان خفت وهربت...هربت لاني مقصدتش اقتلها...ازاي بتقولي انها عايشه)


يوسف بتفكير(هوه صحيح الراجل بتاعنا قال ان كان عندها جرح ف رقبتها..بس هيه عايشه..يعني انت مش قاتل وهيه ما عملتش محضر بالكلام ده...يبقا انت هربان من إيه)


ضحك محمود غير مصدق...قال لسعد

(يعني انا بريئ..انا مش مجرم..مش قاتل...انا راجل حر يا سعد...انا مش قادر اصدق...يعني انا اقدر ارجع منطقتي ارجع شغلي وارجع لحياتي)


يوسف نظر له وقال

(ما اعتقدش انك هتتبسط اما ترجع ...يعني هتسيب فاطمه وترجع لست خانتك..وبالمناسبة ابوك مات...ابوك بعد ما انت هربت...دور عليك ف كل حته...وقدم بلاغات بأختفاءك...افتكر انك اتخطفت زي الرجاله اللي بيختفوا كل يوم...جاتله جلطه ومات...ومراته اتجوزت راجل تاني )


محمود بعدم تصديق

(ابويا انا من زعله عليا ...جاتله جلطه..عايز تفهمني انه مات من حزنه عليا...لاء..لاء يا يوسف بيه انت غلطان..ابويا كان بيكرهني كره العمي...مستحيل يكون حزن عليا ولو ساعه واحده)


سعد بعد ان هدأ تماماً اقترب من محمود وربت ع كتفه...وقال له(البقاءلله يا صاحبي...شد حيلك)


نظر له محمود غير مصدق....سعد نظر ليوسف...وقال لمحمود

(اعمل انا ايه دلوقتى....ااقتله وابقي مجرم..ولا اسامحه واعيش كاره نفسي باقيه عمري)


يوسف نظر له ولم يعلق...لكن محمود أخفض العصا ف يد سعد وقال له


(ما أنصحكش يا سعد...صدقني القتل صعب اوي..انت مش متخيل احساسي دلوقتي عامل ازاي بعد

ما عرفت اني راجل حر واني برئ من الدم والقتل...بلاش يا سعد...خليك ف مراتك ودور عليها أحسن..وسيبه يمشي..بس يا يوسف باشا...اقسم بالله العظيم ...اذا عرفت ولو بالصدفه انك ظلمت حد تاني...واللهي واللهي لأولع فيك وانت حي...ومش انت بس...لاء ف صحابك كمان اللي دائماً لزقين فيك...آمين ياباشا)


يوسف لم يرد عليه...كان ينظر لهم بآسي...لم يبدو انه سعيداً بقرارهم بتركه حي


سعد حل وثاقه وقال له

(أمشي...امشي قبل ما أغير رآيي يا باشا...اه وتاني مره بلاش تقول عني صاحبك...لانك ما تعرفش معني الكلمه دي اصلا...يلا بالسلامة)


نظر له بكسره وحزن...لكنه سار خطوات قليله...قبل ان يخرج وقف ونظر لهم...نظرا له الاثنان ونظرا لبعضهم بأستغراب


يوسف قال لهم..والحزن يكسو وجهه وصوته

(انا محتاج مساعدتكم)


نظرا له بصدمه وتبادلوا جميعاً النظرات ...سعد قال له

(مساعده مين...مساعدتنا إحنا)


اشار برأسه علامه آه...قال محمود بتهكم

(نساعدك ف إيه ان شاءالله... وليه متخيل اننا ممكن نساعد واحد زيك) 


يوسف قال وعيناه تتلألأ بالدموع...

( انا عاجز...انا ظابط شرطه صح...بس القانون عاجز انه يجيب لي حقي...انا محتاج مساعدتكم انتم...انتوا اللي تقدروا تجيبوا لي الكلب اللي رجالته اغتصبوا حبيبتي وقتلها قصاد عيني....ساعدوني..وانا...انا هبقا مديون لكم بحياتي...انا ندمت ع عمري اللي فات كله...ع اللي عملته فيك يا سعد وف اهلك وف ناس كتير ظلمتهم وف اهل حتتي اللي كنت بحتقرهم وبرفض اساعدهم...ابويا ياما أترجاني اساعد جيراني..وانا كنت بتكبر ع الدنيا كلها...بس ندمت...ندمت بعد ما شفت حبيبتي بتتظلم قصادي...انا اسف اوي...وكلمه اسف عمرها ما غيرت الماضي ولا صلحت غلط ...بس انا بطلب منكم وانا عاجز وندمان...هسيبكم تفكروا براحتكم ولو وافقتوا تساعدوني...انتوا عارفين مكاني...سلام)

......

عاد يوسف لمنزله...وهوه محطم...مهموم كأنه يحمل جبال الألب ع عاتقه.....دخل شقته التي كانت كما هيه


لم يحضر اي أثاث او اعراض جديده...جلس ع الأرض وهوه حزين لأنه عاد حيا...فجأة...ادفع باب الشقه


وهجمت قوات الشرطه الخاصه الملثمه عليه...وقف مصدوم...لا يفهم شيئاً...حاصروه وهوه واقف


صرخ فيهم...

(ف ايييييه...انتوا بتعملوا اييييه)


تقدم منه ضابط ملثم وقال

(يوسف البنا...انت مقبوض عليك...كلبشوه)


تقدم منه ضابط ملثم آخر نحيل...ووضع الأصفاد ف يده...صرخ فيه يوسف


(انت اتجننت انتوا مش عارفين انا مين...)


قال صوت امرأه مألوف لديه ف أذنه

(لاء عارفين انت مين كويس...يا....توسف)


فتح عيناه ع وسعهم...أخذه ضابط آخر...نزعت الفتاه الماسك مع ع وجهها....وظهرت إيمان بشحمها ولحمها


يوسف صرخ

(إيماااااااااان)


حركت شعرها الحرير تحرره من ربطته...نظرت له وأبتسمت بخبث...وقالت للضابط


(خده ع البوكس)


يتبع ف الفصل 21 و22

تعليقات