حصرين ع موقع المجد للقصص والحكايات
فريده احمد فريد
الوجه الآخر للقمر
الفصل الحادي عشر و الثاني عشر
ف احراش لبنان... بين الوديان الخضراء.. هناك بعض الكهوف بين الأشجار المتشابكه .. والفروع المتشعبه
هناك كانت عصابه منذر... لكن المكان كان أشبه بقريه ريفيه... سما رأت بعض الأسر والعائلات الصغيره
لكن معظهم يغلب عليه البؤس والفقر والجوع.... إنما الرجال الآخرين كانوا تابعين لعصابه منذر
جروها لكهف بعيد عن القريه بقليل.... دفعها أحد الرجال للداخل... وجدت بالداخل
مصابيح للاضاءه... ووجدت غرف منحوته ... ونفق عميق... ووجدت ترسانه اسلحه ف زوايا عده
ألقي بها الرجل ف غرفه... وأغلق عليها الباب... سما وقفت ونظرت من فتحه الباب.... كانت غاضبه وليست خائفه
شعرت بالتعب والوهن ف جسدها.... ألقت بنفسها إلي الأرض... ونظرت للفراغ أمامها... وأخيرا بكت.... بكت دون توقف... او رحمه لعيناها
سمعت أصوات ف الخارج... مسحت وجهها من الدموع و وقفت ونظرت من فتحه الباب... لكنها لم تري الكثير هيه ف غرفه بعيده
عن مدخل الكهف.... رأت رجال يتجولون... ورأت منذر... مر أمامها... لكنه عاد بقدمه خطوه للخلف
ونظر ع بابها... ابتعدت مسرعه عن الباب... أبتسم بخبث واكمل طريقه... سما جلست ع الأرض
وعادت تنظر للأمام بشرود قالت لنفسها
(هيحصل ايه يعني... إيه اسوء حاجه ممكن تحصل لك... هيضربك... هيعذبك... هيقتلك... عادي.. لأ ياريت.. وانا يعني حياتي فيها إيه عشان اعيش ... كنت عايشه عشان حسن وبس..... هوه الوحيد اللي اداني آمل ف الحياه.... هوه الوحيد اللي حن عليا وحسيت بالأمان وانا بين ايديه... بس... بس هوه نسي كل حاجه.... هوه مبقاش يكره ف حياته غيري... هوه... هوه دلوقتي مرتاح عشان انا اختفيت من حياته... ياريت منذر يقتلني عشان ارتاح من العذاب اللي انا فيه... من ناحية خايفه لحسن يعرف الحقيقه و من ناحيه خايفه لمروان يلاقيني.... انا مرعوبه من حياتي... ومش هينهي الرعب ده... غير الموت... الموت وبس)
***************'****
ف الجزيرة.....
نسرين مسكت خدها بألم ووجع.... شعرت بالورم عليه من ضرب سيف لوجهها... حاولت أن تتظاهر بالشجاعه والقوه
لكنها كانت تتألم بشده.... فتح الباب ودخل سيف... رأي الطعام كما هوه... اقترب منها ورأي اللون الأزرق
يكسي وجهها... تحديداً خدها الذي صفعه... خرج سيف وعاد بعد قليل ومعه الثلج و مرهم
اقترب منها بكيس الثلج... اشاحت بوجهها بعيد عنه... وقالت له بأشمئزاز
(أبعد عني... انا أهون عليا افضل متوجعه ولا اني أرتاح ع إيدك... أبعد عني احسن لك)
سيف نظر لها بغضب... لكنه تمالك أعصابه... وألقي بكيس الثلج ع الأرض.... ونهض بعصبيه وخرج
نسرين نظرت للباب وعادت تنظر لكيس الثلج أمامها... شعرت بالألم يعود من جديد
انحنت بوجهها ع كيس الثلج.. ووضعت خدها المتورم عليه... صرخت بوجع ... لكنها كتمت صراخها
وعادت لوضعيه الجلوس... لان السلسله الحديد ألمت يدها ... كانت قصيره... وكيس الثلج بعيد عنها
نسرين نظرت للكاميرا بغضب... و اشاحت بوجهها كيس الثلج لبعيد... و دفعت صينيه الطعام والماء
صبت جام غضبها ع كل ما أمامها... وصرخت بغضب... احمرت عيناها وانفها... وألمها خدها من جديد
******************
ف مشفي فؤاد الكبسي
خرج الطبيب لنور والرجال.... وطمئنهم ان محمود تجاوز مرحله الخطر... وانه سيصبح بخير عما قريب
تنفس الرجال الصعداء.... نور بكت... لكنها توجهت لحمام المشفي كي لا يري الرجال دموعها
اغلقت ع نفسها كبينه ف الحمام... وانهارت من البكاء المرير... لم تستطع ان تتوقف... ولا تعرف
لما تبكي بقهر ووجع هكذا عليه.... لكنها بعد نصف ساعة من البكاء المستمر... استطاعت ان تهدأ
عندما دق عليها احد الرجال الباب وقال من الخارج
(نور.... بطل عياط ف الحمام... ارجل ياض... الباشا بتاعنا أسد ما يتخافش عليه... ازمه وعدت ع خير... يلا أطلع واجهز ما تنساش لسه الخطر موجود.... ما نعرفش ياسين هيعمل ايه لما يعرف ان خطته دي كمان فشلت... يلا عشان أهل الباشا جايين دلوقتي يلا قوم بقا.... انا والرجال هننزل نستناهم تحت اطلع انت و ااقف عند اوضه الباشا ماشي )
نور ردت من الداخل (ماشي يا فتحي... انا جاي وراك)
وقفت وحاولت تتنفس.... خرجت وغسلت وجهها... أعادت الحواجب السميكه ع وجهها.. والعدسات تأكدت من ثباتها مكانها
وظبطت الشعر المستعار.... وتأكدت ان كل شئ تمام ف مظهرها... وخرجت توجهت لغرفه محمود... لم تجد الرجال
فتحت الباب ودخلت...رأت محمود نائم... اقتربت منه وعادت الدموع لعيناها من جديد... لم تحتمل
ان تراه ممددا هكذا لا حول له ولا قوه... ركعت ع الأرض ع ركبتيها بجواره.... قالت وهيه تمسك يده
(محمود... محمود قوم.. بلاش والنبي تفضل راقد كده... ياريتني كنت انا وانت لأ... انا مش قادره اشوفك كده.... عمري ما كنت ضعيفه.... عمري ما اتعلقت بحد... عمري ما حسيت اني هموت ع حد كده... انت اللي أديت للحياه معني بالنسبه لي... انت عيشتني بعد ما كنت مدفونه بالحيا... معاك حسيت ان حياتي ليها قيمه ومعني... محمود انا آسفه ان سبت حد يأذيك... انا كنت خدت عهد ع نفسي اني أحميك ... أحميك وافديك بروحي ودمي.... أحميك بحق ما وثقت فيا و أدتني مكان ف بيتك وحياتك... يمكن بالنسبه لك ده عادي وعملته لرجالتك كلهم بس انا لأ انا حسيت انك أدتني عمر جديد... بدايه جديده اعيش بيها... محمود اوعي تسبني... انا مش هقدر اكمل حياتي وانت مش فيها... قوم بقا... قوم والنبي وبلاش تفضل حارق قلبي عليك يا محمود)
انحنت بوجهها ع كف يده وانهارت من جديد ف البكاء.... لكن هاتفها رن... انتفضت مكانها... وأخرجت الهاتف
وجدته فهد... ردت عليه... أخبرها انه سيصعد مع أهل محمود..... وقفت نور... وعدلت من هيئتها.... و استعدت
لظهور عائلته... خرجت وقفت ع الباب... لأن هذا مكانها الطبيعي.... لكن ف الداخل... محمود يفتح عينه فجأه
وينظر للفراغ بصدمه وفزع... يفتح الباب فجأه ويركض عبد العزيز وعمار و إسماعيل ع سريره
نور كانت تضع وجهها ف الأرض... سمعت صوت عائلته وهم يتحدثون لبعضهم بخوف
دخل الطبيب.. وطمئنهم ع حاله.... رجال محمود خرجوا ليتركوا العائله مع بعضهم... شد أحد الرجال
نور.. كانت تهم بالخروج... لكنها سمعت صوت ميزته جيدآ... صوت لم تنساه يوما... صوت عمها الجبار عبد العزيز
رفعت عيناها فجأه و بحده... رأت اعمامها أمام عيناها... رأت عائلتها التي كانت تبحث عنهما
سمعت عبد العزيز يقول بحرقه
(يعني يا دكتور محمود ابني هيبقا كويس بالله عليك يا دكتور ما تكذبش عليا ... انا مستعد اسفره لأي بلد يتعالج... والنبي قلي يا دكتور)
نور لم تستطع أن تسمع باقي الحديث... لأن عقلها ذهب لمكان آخر... ذهب لمحافظه بعيده
عاد بها ل 16 عام مضت.... تذكرت هذا الصوت وهوه يعنفها ع اي خطأ غير مقصود منها
تذكرت ابيها الضعيف الذي لم يقوي ع الوقوف ف وجه أخيه... وعمها الآخر الذي لم يكن يزورهم إلا ف مناسبات قليله
نظرت لهم وخرجت مع الرجال... لكن لايزال عقلها هناك قالت ف نفسها
(عمي عبد العزيز... عمي اسماعيل... وده... ده عمار بن عمي إسماعيل... اخو حسن وسيف... يعني... يعني ده محمود... محمود ابن عمي... لأ مستحيل ... مستحيل الدنيا تكون صغيره اوي كده.. يعني انا كنت بدور ع قدري عشان يدلني ع عشيق أمي... واعرف منه خطفنا من انهي بلد بالظبط... عشان ادور ع عيلتي... وفجأه... فجأه يظهروا كده كلهم.... طب فين... احمد اخوه... وسما..... فين حسن.. فين سيف... فين اختي... اختي اللي امي رمتها وخدتني انا ونسرين وسابتها عند ام سيد جارتنا.... فين نورهان.... مش معاهم ليه... ياتري هي عايشه ولا عملوا فيها إيه... وجدي... جدي محمود عايش ولا مات.... طب... طب انا لو ظهرت لهم دلوقتي هيقولوا إيه... ولا هيعملوا إيه... ادخل اقول لهم انا مين... ولا... ولا اصبر لما اعرف اختي فين... انا لازم اعرف عملوا إيه بعد ما اكتشفوا ان امي خدتنا وهربت... أكيد عرفوا انها خانت أبويا وعشيقها قتله... أكيد عرفوا... انا تايهه... محتاره... اظهر لهم... ولا أصبر واعرف فين اختي... وأتلم انا وهيه قبل ما اقول الحقيقه... بس انا خايفه ليكرهوني... خايفه ليشيلوني ذنب أمي... ويا تري شيلوا نورهان ذنبها... اكيد... اكيد كرهوها... ومش بعيد جدي يكون قتلها ودفنها... هيفتكر انها بنت حرام... كلنا ولاد حرام... طالما امي خاينه... يبقا زنت فينا انا وأخواتي... أكيد أذوا نورهان... يارب... يارب قلي اعمل إيه دلوقتي... أهرب من محمود ولا اواجه... ادور ع اختي... ولا استسلم واعتبرها ماتت... انا مش قادره اواجههم... مش قادره يارب دبرني و قلي الحل... لأحسن دماغي هتتشل من التفكير)
نور جفلت من هز فهد لها.... انتبهت لعائلتها وهيه تخرج من غرفه محمود مع الطبيب انتبهت لهم وتابعتهم بعيناها
الي أن اختفوا من أمامها... دخلت لمحمود مع الرجال... كان يجلس ع السرير... طلب من فهد
ان يساعده ف ارتداء ملابسه..... ساعده فهد... ونهض محمود رغم اعتراض رجاله... لكنه عنيد أصر انه بخير
وعليه ان يعود للقصر... لإنهاء مالم يتم انهاءه من قبل
*********************
ف لبنان ... بداخل فيلا حسن
حسن نظر من شرفه غرفته للحديقة... لكنه لم يجدها أيضا... حار ف أمره.... مسك الهاتف ليتصل بها
لكن غروره وكبريائه منعه من هذا... نزل للحديقة ونادي ع حارس من حرس البوابه
(يزيد... خد هنا... فين سما... من إمبارح ما شفتهاش... هيه رجعت أمتي.. ولا خرجت أمتي)
نظر له يزيد بقلق وقال
(والله يا سيدي ما بعرف.... هيه ما رجعت من أمبارح من لما خرجت وهيه بتبكي ما رجعت تاني لهلأ)
بدأ القلق يساوره.... نظر ليزيد... وعاد للداخل... أخرج هاتفه و اتصل بها... هاتفها مغلق اتصل بالشركة وسأل عنها... اخبروه أنها لم تأتي
اتصل بالمعرض... و المصنع.. و الورشه الصغيره... لكن أحدا لم يراها... حسن بدأ يقلق بشده
ركب سيارته... والحرس خلفه... و ذهب للفندق الذي يذهبون إليه بالقرب من المصنع... لكنها غير موجودة كذلك
حسن لم يعد يحتمل... عاد لبيته.. وهوه يعصر عقله من التفكير... هوه متأكد ان سما لا ملجأ لها إلا بيته
حاول أن يتذكر اي مكان يمكنها ان تذهب إليه... لكنه عجز عن التذكر.... رأي بطرف عينه
دفتر الرسم خاصتها.... مسكه بيديه.... وفتحه... ف بدايه الدفتر... بعض الموديلات التي اعترض عليها سابقا
الأن حسن يراهم ممتازين... بدأ يتمعن النظر بهم جيدآ... قال لنفسه فجأه
(دول ممتازين جدا... اومال انا قلت لسما أنهم زي الزفت ليه... هوه انا عشان كنت زعلان منها اقول كده ع الشغل... من أمتي يا حسن بندخل العواطف ف الشغل)
حسن كان يقلب ف الورق بشرود... بسبب تعنيفه لنفسه... وفجأه وجد كتابه بخط يدها
(النهارده 16/4 انا بكتب التاريخ و الكلام ده عشان لو جرالي حاجه... إمبارح بعد ما حسن بهدلني... طلعت ع الوادي... ع المكان اللي برتاح فيه وبقدر ابتكر تصميمات تعجب حسن... بس... انا شفت مصيبه بتحصل قصادي.... شفت جريمه قتل... راجل مرعب إسمه منذر خلي رجالته يقتلوا راجل شبههم... الأرجح انه واحد منهم وقلبوا عليه... انا خايفه... هما شافوني ... وطاردوني... انا كنت عايزة اقول لحسن... لكنه مش هيهتم أصلا لو حكيت له.... والنهارده.. شفته.... منذر جه ف المطعم.... حتي حسن شافه... بس ما سمعش تهديد منذر ليا... انا متأكده ان منذر ده مش هيسبني... و هيفضل يطاردني لحد ما يقتلني... انا خايفه أبلغ... خايفه احكي لحد... انا حتي خايفه اطلع من البيت وأروح الشغل... بس انا سلمت أمري لله... وربنا يستر بقا..... سما)
حسن من صدمته وعدم استيعابه... قرأ الرساله مره أخري.... قلب الصفحات بجنون... رأي رسمه لرجل بربري
رجل ملامحه قاسيه مخيفه... حسن لم يحتمل... مزق الرساله من الدفتر واخذها هيه والصوره... وخرج يركض
توجه حسن لقسم الشرطه فورا... وقال للظابط ما قرأه... والصوره التي رسمتها سما للقاتل
أعطي الورقة للظابط... قرأ الظابط الكلام وتهجم وجهه قال لحسن
((وينها الرسمه... اللي حكيت عنها))
اخرج حسن الرسمه واعطاها للظابط.. تهجم وجهه أكثر.. وقال
(( اتفضل أقعد من فضلك))
ثأر حسن ع هدوء الظابط... قال له بحده
((اقعد ايه يا افندم... انا جاي لك اتضايف... قوم اعمل بلاغ ودور ع الراجل ده))
تنهد الظابط وقال لحسن
((دخيل الله حضرتك عارف مين هيدا الزلمه اللي موظفتك رسمته... هيدا منذر خوري... هيدا زعيم أكبر عصابه هون... تعرف إحنا تعبنا اد ايه ونحنا عم نحاول نكمشه... الموضوع مو سهل ابدا اخي))
حسن((انت بتقول ايه حضرتك... هوه انا ف قسم ولا ف وزاره الشئون الاجتماعية.. انت هتحكي لي عن مجرم... انا بقولك موظفتي اتخطفت عشان شافت المجرم ده بيقتل واحد... وحضرتك قاعد تحكي لي عن بطولاتكوا... اقوم اتصرف اعمل اي حاجة قبل ما يخلص عليها))
وقف الظابط و صرخ ف حسن ليهدأه
((ونحنا شو بنعمل هون يعني انت شايف وضع البلد مو مستقر بالمره... ومشان ابعت قوات للاحراش هلأ ما راح يرجع رجالي... وكمان منذر راح يهجم ع القسم... راح ترتاح وقتها انت.... انا عم خبرك انه مستحيل نكمش الزلمه هلأ.... لازم نرتب له خطه مرتبه... وإذا كنت خايف ع موظفتك هي... ف ترحم عليها خي... هيه عند الله هلأ... انت مو عارف شئ... عشرات الشباب بيختفوا كل يوم بهي الغابات.... ونحنا ياما حذرنا.. إن الغابات فيها عصابات كتير منها المتطرف... ومنها الخوارج... ومنها امتال منذر... رجال صنعوا لنفسهم موطن بين الحيوانات المفترسة ... دخيل الله اهدي شوي أخي... ما بيدي شئ لأسويه... موظفتك ماتت... ماتت انت مو بتفهم علي لشو... الله يرحمها))
قعد الظابط وهوه ف قمه الغضب.... حسن قعد مره واحده لما فهم أخيراً كلام الظابط
بدأ شريط ذكريات يمر من أمامه ... تذكر سما وهيه تلازمه ف كل مكان... تذكر صراخه المستمر بوجهها
تذكرها وهيه تركض للمطبخ لتعد له عشاؤه... رغم عملها دون توقف طيله اليوم
حسن بكي رغما عنه... خانته الدموع وسالت ع خديه... ارتسم الحزن ع عينيه
رأي الظابط حزنه... نهض واقترب منه .. جلس ع طرف المكتب و ربت ع كتفه وقال
((موظفتك هي... شو بالنسبه الك... بس موظفه ولا شي تاني))
نظر له حسن... و أدرك انه يبكي... مسح دموعه ووقف واستدار ليخرج دون أن يرد ع الظابط... لكن الظابط قال
((إذا كنت بعرف وينها حبيبتي... ماراح خلي قوه بالأرض تمنعني عنها))
اقترب منه حسن ومسك ذراعه بعنف وقال
((قصدك ايه.... تقصد ايه بكلامك ده))
نظر الظابط ع يده... وعاد بنظره لوجه حسن وقال بغموض
((انا ما يصير قولك تساوي هيك... لكن نحنا عناصر الشرطه... إمكانياتنا محدوده... لكن انت مو مقيد متلنا... يعني تقدر تأخد كام أبضاي معك و تدخل الغابه تبحث عن حبيبتك... بس يا زلمه لازم تحذر... الغابه فيها كل شر من بشر وحيوانات مفترسه... لازم تحذر وانت عم تبحث عنها.. وإياك تعمل بطل وتروح لحالك... والله ما راح ترجع تاني... وإذا بدك... انا راح اعطيك خريطه للغابه... كنا استخدمناها قبل مشان نهجم ع اوكارهم... لكنهم للأسف اتكاتروا علينا... خي حسن لازم أحذرك تاني... إذا رحت وما اجيت.. ما راح يبحث عنك حدا.... انا خلصت ضميري... وحكيت لك... وانت متل ما بتقولوا ف بلدك... انت حر))
حسن نظر له... ووقف أمامه بشموخ... ومد يده بثقه وهوه يقول
((هات الخريطة... وانا هوريك ف بلدنا بنرجع حريمنا إزاي.. زما بنسبهمش تحت رحمه مجرمين زي دول... هاااااااات))
يتبع ف الحلقه 12
الوجه الآخر ***للقمر
الفصل الثاني عشر........
ف قصر محمود
نور كانت تنظر لنفسها ف المرآه...و تستعيد ذكريات الطفولة التي كانت تحيا بها طوال السنوات الماضية..... كانت تبكي دون أن تلاحظ دموعها
فجأه فتح باب غرفتها ودخل محمود كالصاعقه... نظرت له بخوف بسبب الغضب البادي ع وجهه
أغلق الباب بعنف... و اقترب منها ... مسك ذراعها بقوه وهزها بعنف وهوه يقول
(بقا حته بت زيك انتي تشتغلني انا... انا..... انا اللي مدور أكبر عصابه سلاح ف مصر .. انا اللي مشغل الالاف تحت إيدي تيجي حته بت زيك انتي وتشتغلني انا... انطقي يا روح أمك... مين اللي سلطك عليا... انطقي قبل ما افصل دماغك عن جسمك... انطقيييييي)
ترك ذراعها بعنف... نور شلت من المفاجأة والصدمه... مسحت دموعها بقوه ... وقالت له وهيه تغالب البكاء
(لا يا محمود باشا... انت غلطان... غلطان أوي... انا محدش سلطني عليك... محمود باشا ... انا مش بنت... الجسم ده انا ماليش ذنب فيه... انا بس بنت ع الورق... بس انا راجل... راجل ... وعشر رجاله ف بعض كمان.... وحضرتك شفت بعينك انا حاربت كام راجل لوحدي.... محمود باشا بالله عليك ما تظلمني زي الزمن ما عمل فيا.... انا ... انا ... طول عمري مظلومه.... اتخلقت عشان اتعذب ف الدنيا وبس... من 16 سنه فاتوا وانا متبهدله.... نمت ع الرصيف... بين صفايح الزباله... اتربيت و اشتغلت عند قدري تاجر المخدرات والسلاح والأعضاء البشريه.... اتربيت وسط صبيان.... لما يآس مني رماني ف ورشه ميكانيكا ... اشتغلت وسط رجاله... اتعلمت منهم وبقيت زيهم واحسن منهم... اتعلمت البلطجه وإزاي اواجه الدنيا واخد حقي بدراعي... كنت بقص شعري عشان كرهاه... لكنه كان بيطول تاني بسرعه... ياما رجاله ضايقوني ع اعتبار اني بت ضعيفه... لكن انا كنت بعلم عليهم... عشان كده شبهت نفسي بالرجاله... واشتغلت وسطهم سنين طويله لدرجه اني بجد نسيت اني بنت.... لاني عمري ما عشت زي البنات... انا شقيت وتعبت واشتغلت كل شغل الرجاله... عمري ما فكرت ألبس جيبه ولا فستان... عمري ما وقفت قصاد مرايا... عمري ما بصيت لراجل واعجبت بيه... كنت من جوايا راجل... وهكمل حياتي ع كده حتي لو طردتني هرجع لاوضتي... هرجع اشتغل سواق او عامل او حداد او اي حاجه... ربنا ظلمني لما خلقني بنت... و كتب قدري وسط الرجاله.... مكنش ينفع اعيش بنت... كان لازم اخفي اي انوثه جوايا عشان اقدر اكمل وأعيش.... محمود بيه لو حضرتك شايف اني غلطت لما كذبت عليك ف انا آسف... بس عشان خاطر ربنا ما تبعدنيش عنك... انا معاك عرفت الأمان... لقيت طعم للدنيا... حسيت اني عايش... ممكن تنسي اني بنت وتسبني اكمل معاك... ايه الفرق يا باشا.... وربنا مفيش اي فرق... انت شفت وجربت حراستي ليك وانت شكرت فيا بنفسك ...يبقا إيه اللي اتغير بس... اعمل زيي واتجاهل اني بنت وربنا ما ذنبي... وربنا ما ذنبي يا باشا حرام كده)
جلست ع الأرض وهيه تبكي... محمود مشاعره كانت مختلطه... لم يعرف كيف يتجاهل كون حارسه الخاص فتاه
قال لها ليغير الموضوع
( وانتي... قصدي انت بقا عرفت إزاي ان البنات ال**** دول متسلطين عليا)
وقفت ونظرت له وقالت بصدق
(هتصدقني لو قلت لك مكنتش اعرف)
محمود(نعم يا روح أمك... ازاي يعني اومال انت نجمت)
نور(لأ الصراحة... بس انا اتضايقت لما لقيتك راجع ببنات شمال .. وهتقضي معاهم .. يعني انت فاهم... اصل انت قلت انك بتكره الحريم... ف ليه بقا جبتهم هنا وكنت هتعمل ... ا... ا... يعني كنت هتنام معاهم من الآخر)
محمود اقترب منها ومسك يدها وقال بعدم تصديق
(يعني انت عايز تفهمني إنك كدبت وقلت ف حد ف القصر... ورحت ضربت البت دي وانت أصلا ما تعرفش حاجه)
نور بثقه(آه... كنت عايزك انت تشك فيهم... لما أقولك شفت حد... انا عارف انك موسوس وكنت هتطردهم من غير ما تفكر كتير)
محمود ترك ذراعها... أراد أن يقول العديد والعديد من الكلام... لكنه كان مرهق... ومتعب بسبب التسمم... وجد نفسه يقول لها
(ماشي يا نور... انا هتجاهل انك بنت... وهصدق انك اخترعت كدبه الحرامي ف القصر عشان امشي البنات... بس هعمل كده بس... عشان انا مديون لك بحياتي كذا مره)
نور اقتربت منه ومسكت يده بترجي
(يعني... يعني مش هتطردني... مش هترجعني اتشرد تاني و أشقي واتعب وسط الرجاله عشان اعرف اعيش... يعني سامحتني يا باشا)
قذف يدها بعيد وقال بغضب
(لأ طبعاً ما سامحتكتش... انت عبيط... عايز تستغفلني واسامحك كده عادي... عاماً الوقت بس هوه اللي هيخليني انسي لك عملتك دي.. واه مش هرجعك تتشرد تاني... بس اسمعني كويس... اوعي تفكر اني عشان عرفت انك بنت هتهاون معاك ولا هعاملك معامله خاصه... لأ... هتفضل الحارس زي ما انت... وهتعامل معاك ع انك راجل... بس حذاري ان حد من الحرس يعرف حاجه... انا بحذرك يا نور)
نور بسعاده
(اكيد يا باشا... بس معلش ممكن اسأل معاليك سؤال... انت عرفت إزاي)
نظر لها بأحتقار كعادته... وقال
(كنت صاحي لما دخلت لي وفضلت تعيط ع ايدي)
استدار محمود ليخرج.... نور كانت كالتمثال من الحرج والخجل.... محمود قال دون أن ينظر لها
(نور... انت... انتي ليه مش عايزاني اعاشر البنات.... يعني ليه اخترعتي الكدبه دي عشان أنا أمشيهم)
نور اقتربت منه وقالت
(عشان دول صنف قذر من البشر... ما يعرفوش غير الخيانه والغش والغدر)
استدار لها محمود ونظر لها بحده وقال
(انت ناسي انك منهم... انتي بنت يا نور... بنت مهما حاولتي تخبي ... بس انتي بنت... وما ينفعش تغلطي ف نفسك ولا ف جنسك بالشكل ده)
قالت بحده أشبه بالصراخ
(انا مش زفت... مش بنت... مش بنت ... بلاش تفكرني تاني ابوس ايدك بقا.... انا بكره كل حاجه فيا... لو عليا اولع ف الجسم ده... الجسم اللي الواحده بتستغله عشان تأخد مرادها من الراجل بعدين ترميه... او تقتله بطريقتها.... بالله عليك انسي اني بنت... انسي الساعه دي كأنها ما جاتش ف حياتنا ابدا ممكن يا باشا)
محمود نظر لها طويلا وهوه مصدوم ... أراد أن يسألها عن سبب كرهها الشديد لنفسها... لكنه رأي
ان الحديث الآن لن يجدي... ف هز رأسه موافقا.... وخرج وأغلق الباب خلفه
نور نظرت للباب طويلاً... قالت ف نفسها
(ليه ما قولتيش... ليه فضلتي ساكته... ليه ما اعترفتيش بالحقيقة وسألتيه عن نورهان... ليه يا نور... ليه ضيعتي الفرصه دي منك... تفتكري لما يعرف بعد كده هيسامحك ابدا.... خلاص... خلاص انسي... حاولي تنسي وكملي حياتك... ومع الوقت لما يرجع يثق فيكي من تاني.... ابقي اسأليه... انتي عايزه ايه منه يسامحك ولا لأ... المهم توصلي لأختك... و تبدأي تدوري ع نسرين... و تلمي لحمك يا نور... عشان تموتي وانتي مرتاحه... دا دورك ف الحياه.... دوري ع أخواتك و لميهم تاني... انتي فاهمة كلامي كويس أظن)
شعرت بالشفقه ع نفسها... لكنها لم تعد قادره ع البكاء.... ألقت بنفسها ع السرير... و غابت ف سبات عميق
******************
ف شقه عمار
ركضت نورهان ع صراخ عمار... وجدته ف حمام غرفته ملقي ع ظهره.... صرخت وانحنت لمستواه
سألته بلهفه
(مالك يا عمار وقعت ولا إيه)
نظر لها بعتاب وضيق وقال بتهجم
(لا بتدلع ع الأرض يا نورهان)
نورهان(طب من غير تريقه... قوم ... قوم معايا لما أوديك سريرك)
عمار(مش هتقدري تسنديني... اتصلي لي ع سيف)
نورهان (سيف إيه بس... وانا يعني هسيبك كده لحد ما اخوك يجي.... تعالي.... تعالي بس اتسند عليا)
عمار كان يتألم بوضوح... لم يرد عليها... رضخ لأمرها... وضع يده حول عنقها... و سند ع الحائط خلفه
لكنه تفاجأ بنورهان تحمله بقوه... وتسنده بصلابه.... اضطر ان يرمي بثقله عليها... كان متضايق غير مرتاح
لكنه مجبر... ذهب معها وهوه يقفز ع قدم واحده... الي سريره... نورهان رفعت قدمه الملتوئه ع السرير
كتم صرخته بصعوبة... أعتذرت له بسرعه... وخرجت تركض... عمار سند رأسه بألم ع وسادته
عادت نورهان بالثلج ومرهم الكدمات.... جلست بجواره... ووضعت الثلج ع الكدمات... كان يتألم لكنها
قالت له لتشجعه ع تحمل الألم
(معلش هتوجعك شويه... بس لازم احط التلج عليها عشان الورم ما يزيدش.... وبعدها هحط لك المرهم ده وألف لك رجلك... و ان شاء الله يومين كده وهتبقا كويسه)
عمار تعجب بل صدم من مساعدتها له... قال لها ليشوش ع كلامها.. او ليتهرب من شكرها
(و انتي عرفتي الكلام ده منين ان شاءالله بقا... انتي درستي حقوق ولا طب... انا مش فاهمك)
نظرت له و زمت شفتيها بحزن وقالت
(لأ... دي اسعافات أوليه خدناها ف الكامب.... المخيم اللي كنا بنطلعه ف المدرسه الداخلية... يعني حاجات الواحد بيستفاد منها بالصدفة زي كده... صحيح... تحب اتصل بعمي يجي يأخدك السرايا بتاعته... ما انت مش هينفع تفضل هنا لوحدك)
نظر لها بأشمئزاز كعادته... وقال بضيق
(انا مش عيل يا أستاذه... انا اعرف اعتمد ع نفسي كويس.... وبعدين بابا مسافر ف البلد.... جدي عايزه ف مشروع.... وسيف ف لبنان... قال إن عنده شغل هناك ف مصنع الملابس بتاعنا... ف محدش هناك ف السرايا... نورهان متشكر ع مساعدتك... دا اللي عايزه تسمعيه صح... اتفضلي بقا روحي ع بيتك... مش خدتي بيت وكنتي ماشيه... اتفضلي بالسلامة)
وقفت ونظرت له بكل احتقار وقالت بعصبيه
(انت.... انت بني آدم لا يطاق.... انا غلطانه إني عبرتك أصلا... ولا إني خفت عليك.... انا غايره من هنا... وانت مع نفسك بقاااااا)
خرجت من غرفته وهيه تستشيط غضبا...حملت حقيبتها و ذهبت لباب الشقه ... فتحته
لكنها وقفت متجمده مكانها... انتابها شعور رهيب بالذنب... ظلت تعض ع شفتيها حتي شعرت انها جرحتهم
تركت حقيبتها ع الأرض بعنف... واغلقت الباب بقوه... عادت لغرفته وهيه مترددة... لكنها رأته يحاول ان
يجلب كوب المياه من جواره... كاد ان يسقط ع الأرض... ركضت إليه... نظر لها مصدوم
قالت له وهيه تصب له المياه
(مش هينفع أمشي واسيبك كده.... مهما كان... انت ابن عمي... انا عارفه انك ما تفهمش الكلمه دي ولا مقدر معناها.. بس انا عارفاها كويس ولازم افضل جمبك ع الأقل لحد ما عمي ومراته يرجعوا من سفرهم)
نظرت له ونهضت.... قالت بجفاء
(انا هغير هدومي واحضر لك اي حاجه تأكلها... وانسي ان ف شغل دلوقتي خالص... انت لازم ترتاح عشان رجلك تتحسن... و... آه... حاجه كمان... انت هتضطر تتحمل وجودي هنا معاك الأيام الجاية دي... ف من فضلك لو سمحت... بلاش نظرات الاحتقار اللي ف عينك ليا دايما... بلاش تحسسني إني حشره متطفله عليك ف حياتك... كلها كام يوم واغور من وشك للأبد... ف ياريت معاملتك معايا تكون آدميه شويه... لاني ف الآخر إنسانه وليا شعور وبحس)
نظرت له وتركت دمعه عيناها تحرق خدها الباهت بفعل الميكب المصطنع
تركته وغادرت الغرفه.... عمار شعر بذنب رهيب تجاهها... لا يعلم كيف جعلته يشعر نحوها بهذا الشعور المؤلم....
أنب نفسه لأنه تعاطف للحظه معها... سمع هاتفه يرن... كان ف الخارج وجد نفسه مضطر يناديها لتحضر له الهاتف
وجدها تدخل به... أعطته له و أستدارت لتخرج... لم يشكرها حتي لأنه كان مصدوم من الرساله الوارده
كانت من نورهان فتاه المطعم الجميلة... أرسلت له رساله نصيه مكتوب بها
(عمار إزيك... معلش لو كنت اتأخرت ف الاتصال بيك.... وآسفه اني حطيتك ع البلاك ليست... اصل كان ليا صديقه واتوفت والفتره اللي فاتت دي كنت عند أهلها ف السويس.... انا رجعت النهارده بس... وغيرت رقمي لأني تلفوني اتسرق ف غيرت الرقم... وده رقمي الجديد... ممكن نتقابل يا عمار... انا محتاجه اتكلم معاك شويه)
عمار أبتسم بسعاده... اتصل ع الرقم
ردت عليه فوراً
(كنت خايفه لتكون زعلت مني)
عمار(عيب عليك.. انا أقدر ازعل من القمر... المهم انتي فين كده)
نورهان(انا ف بيتي... وانت ف بيتك ولا مشغول كالعادة)
عمار(هتمثلي انتي كنتي لسه عرفيتني عشان تعرفي عوايدي)
نورهان(لأ يا ناصح... بس انا لماحه اوي... وشكلك بيقول انك دايما مشغول)
عمار(حلوه دي تنفع مطلع اغنيه... بس المهم يا ستي انا مش هينفع ااقابلك بكره)
نورهان(إيه... ليه كده بس... يبقا لسه زعلان)
عمار(ابدا واللهي بس وقعت ع رجلي واتلوت)
نورهان(يا خبر ألف سلامة عليك)
عمار(الله يسلمك يا قلبي... المهم يا نورهان... ما تقفليش تلفونك ابدا... عشان وقت ما اشتاق لك أكلمك)
نورهان(تشتاق لي مره واحده... انت هتمثل هوه انت كنت لسه عرفتني عشان تشتاق لي)
عمار(يا بنت اللذينا بترديها لي ف ساعتها كده ماشي يا عم براحتك... من حقك تدلع عليا)
نورهان(أكيد طبعا... عاماً ما تقلقش انا أصلا مش هينفع اقفل تلفوني الايام دي عشان مقدمه ع شغل ف كذا مكان واكيد حد هيكلمني يعني)
صمت عمار لثواني وقال فجأة
(بتدوري ع شغل يا نورهان)
نورهان (وده سؤال ولا استفسار)
عمار (يا بايخه... انا بتكلم جد... لو عايزه شغل انا هنزلك من بكره معايا ف شركتي)
نورهان(بجد... بتتكلم جد والنبي.... بس.. بس انا مؤهل متوسط يا عمار)
عمار(ما يهمنيش... هتشتغلي معايا... وهتبقي سكرتيرتي الخاصة كمان... وهديكي مرتب ما تحلميش بيه... إيه رأيك يا ستي)
نورهان(شكلك كريم أوي... وان شاء الله مش هتندم ع شغلي عندك)
عمار (معايا مش عندي..... عاماً هبعت لك رساله بعنوان الشركه... هتروحي بكره لأستاذ ضياء حسين.... وهوه هيسلمك مكتبك ويفهمك هتعملي ايه لحد ما ارجع انا تاني بعد ما رجلي تخف... ماشي يا قلبي)
نورهان (ماشي يا عمار.... تسلم لي يارب... مش لقياه كلام أشكرك بيه... عاماً ألف سلامة عليك... وبإذن الله تتعافي قريب وترجع شغلك... ونكون مع بعض)
عمار(ان شاء الله.. يلا تصبحي ع خير يا قلب عمار)
أغلق معها الهاتف.... ونظر ع باب غرفته... خشي ان تكون نورهان سمعت مكالمته مع نورهان
تضايق من نفسه لخوفه ع شعورها... حاول يتجاهل هذا الاحساس... و نظر لرساله نورهان مجدداً ليشعر بالسعاده
(*قبل قليل.... نورهان وهيه ف الخارج... بعد أن اغلقت باب الشقه وألقت بحقيبتها أرضا... رأت هاتفه ع طاوله .. مسكت هاتفه وأخرجت رقمه لانه كان ع هاتفها القديم الذي حطمته... أخرجت رقمه وبدأت ف تنفيذ خطتها ضده... وكتبت رسالتها له... ثم وضعت هاتفها ع الوضع الصامت.. لأنها كانت متأكده بأنه سيتصل بها ف اخذت الحيطه والحذر..... وعادت إليه ساعدته ف شرب الماء وتحدثت معه وبكت رغما عنها... وهيه ف طريقها لخارج غرفته... أرسلت رسالتها... ثم خرجت واحضرت هاتفه واعطته إياه... ثم خرجت بسرعه لعلمها بأنه سيتصل... هرولت لغرفتها واغلقت الباب لتتحدث بحريه)
دخلت نورهان ومعها صينيه الطعام.... وكأس عصير برتقال... وضعتهم ع قدمه... و قالت له بحياء
(انا بره لما تخلص انده لي... ولو عوزت حاجه برضو انده لي)
تركته وخرجت لثقتها العمياء بأنه لن يتنازل ويشكرها
عمار كان جائع... لكنه تردد ان يأكل من يدها... لكن رائحه الطعام شهيه.... نظر للطعام مطولا... وقرر أخيرا ان يتناول
وضع شريحه اللحم ع فمه يستغيث طعمها... لكنه وجده لذيذ.... تناول بشهيه كبيره... ونسي آلمه مؤقتا لشعوره بالجوع
********************
ف الجزيرة
نسرين ذعرت من الدماء التي تسيل ع قدمها بسبب محاولاتها المستمرة ف فك قيدها
دخل فجأة سيف.... وجدها ع حالها تحاول فك السلسه الحديد... اقترب منها ومد يده يهدأها
(اهدي يا نسرين... اهدي هتقطعي إيدك ورجلك)
نظرت له بغضب وقالت بنبره تملاؤها الكراهية والغضب
(فكنيييييي..... انا تعبت..... فكني)
سيف وقف ع قدمه وربع يداه بتحدي ع صدره وقال لها بلامبالاه
(ولو ما فكتكيش... هتعملي إيه)
زامت بصوتها وجسدها كالوحش الأسير... سيف نظر لها بأسف... قالت له بعد أن خارت قواها
(عايزه ادخل الحمام... انا تعبت معدتش قادره اتحمل بقاااااا... فكني)
اقترب منها ومسك شعرها بقوه وعنف وقال بتهديد
(هفكك... بس لو فكرتي تقلبي جاكي شان تاني... هضربك بجد ماشي)
نطرت رأسها بعيد عن يده.... سيف فك قيدها... وقفت بصعوبة... ومسك معصمها تدلكه برفق
نظر لها وأشار للأمام... سارت أمامه... أشار لها ع الحمام... دخلته واغلقت الباب خلفها بقوه
نسرين نظرت لوجهها ف المرآه... كان وجهها مرعب بسبب الميكب الذي بهت ع وجهها... والكحل الذي سال من عيناها
وشعرها المنكوش ... و قميص سيف القطني الكبير عليها.... نظرت لحالها برثاء... لكنها تداركت نفسها
بسرعه... ونظرت حولها لتري ماذا ستفعل الأن
رأت نافذه قريبه منها.... أخذت نفسها .. واستعادت ثقتها بنفسها..... و قفزت من النافذة
يتبع ف الحلقه13و14