حصري ع موقع المجد للقصص والحكايات
الكاتبه فريده احمد فريد
رواية الوجه الآخر للقمر
الفصل الخامس و السادس
ف سياره عمار.... كان ينظر بجمود الي الطريق أمامه... نورهان كانت تقرأ ف كتاب القانون... لم تهتم بعمار
او الطريق.... كانت تنظر ف كتابها فقط... وقف عمار بالسيارة ونظر لها... لكنها لم ترفع عيناها من ع الكتاب
عمار... شعر بالضيق والغضب.. خطف الكتاب من يدها.. وأغلقه بعنف... وقذفه ع قدمها وهوه يقول بعصبيه
((بقالي ساعه واقف... اتفضلي أنزلي... عايزه اغير هدومي وانزل ع شغلي))
نورهان نظرت له ونظرت بجوارها رأت عماره طويله ... وقف أمامها عمار... فتحت الباب وخرجت.... وقفت تنظر
للعماره الشاهقه... انتفضت مكانها عندما صرخ بها عمار
((ما تخلصي هفضل مستني ساعه))
استدارت له وقالت بغضب
((ف إيه... عايز مني إيه))
صرخ بها بزعيق((تعالي خدي شنطتك... هوه انا هشيلها لك ولا إيه.... اخلصي مش فاضي لك))
نظرت له بكره ع قله ذوقه... ذهبت لشنطه سيارته... وسحبت حقيبه ملابسها... عمار أغلق باب السيارة بعنف
ارتجفت ونظرت له بغضب... أغلق باب سيارته... وتوجه للعماره... دون حتي ان ينتظرها لتلحق به
وقف أمام المصعد.... نورهان كانت تجر حقيبتها بصعوبة... لثقل حجمها بسبب كتبها
لم يأبه لها عمار... وصل المصعد... فتح الباب ودخله... كان سيغلق الباب ... لكن نورهان وضعت قدمها.... ونظرت له بغضب
نظر لها بسخريه... دخلت واغلقت الباب خلفها... ابتعدت قليلاً... ليضغط ع زر المصعد
ضغط عمار الدور ال11 .... صعد المصعد... ووقف أخيراً... خرجت نورهان وخرج خلفها... وقفت تنظر له
تجاهلها... وذهب لشقته الخاصه.... فتح بالمفتاح ودخل... دخلت خلفه... تركها وذهب لغرفه ف اخر الردهه
اغتاظت نورهان لتجاهله الجارح القاسي.... عاد عمار.. وهوه يخرج مفتاح من علاقه مفاتيحه... مد يده لها
بالمفتاح وقال لها بأشمئزاز واحتقار واضح
((دا مفتاح الشقه.... هيفضل معاكي لحد ما اطلقك... زي ما إتفقنا... من هنا ورايح... مش عايز اتقابل بيكي ولو صدفه... انا نازل رايح ع شغلي.... ومش عايز لما ارجع اشوف خلقتك دي ف وشي... ليكي اوضه ياريت تفضلي مرزوعه فيها الوقت اللي انا فيه هنا ... لما انزل.. ابقي عيشي براحتك ف الشقه... لكن.. انا هحذرك لأول ولاخر مره.... تخليكي ف حالك... مالكيش اي كلام معايا... انسي اننا نعرف بعض وعايشين تحت سقف واحد... كلامي واضح اظن صح))
نظر لها بقسوه... وخرج وأغلق الباب بقوه خلفه... نورهان دون وعي منها... بكت... لاحظت الدموع ع خدها
نظرت بأستغراب للفراغ ... وقالت
((مالك.... زعلانه ليه... ما دا اللي انتي كنتي هتقوليه... سيبك منه دا ما يستاهلش دمعه منك... يلا يا نورهان.... جه وقت الجد خلاص... خلصنا دراسه أخيراً.. اتخرجنا بأمتياز... جه وقت الشغل الحقيقي... هتبقي اشطر محاميه بإذن الله.. يلا انزلي ع مكتبك كفايه عطله لحد كده))
نورهان ابتسمت لنفسها بخجل... وذهبت تبحث عن غرفه بعيده كل البعد عن غرفه عمار
دخلت غرفه بها شرفه واسعه تطل ع حديقه عامه.. اعجبتها الغرفه... اخذت نورهان حمام دافئ.. وذهبت بكل
حماس لمكتب خالد المنياوي.. المحامي الذي تتدرب عنده منذ سنه تقريباً
وصلت المكتب متأخره... ذهبت مسرعه لمكتبها قبل وصول المنياوي
*********************
بداخل غرفه مظلمه نسبياً.... تجلس نور منذ بضع ساعات... كانت خائفه... تائهه.. لا تعرف ما الذي سيحدث معها هنا
فتح باب الغرفه بقوه... انتفضت نور مكانها.. دخل نفس الظابط... ودخل معه رجلين ... ضخام القامه.. ذات هيبه مرعبه
اقترب منها الظابط... ووقف بشموخ وقال لها بهدوء
((بص بقا... من غير ما نتعب بعض.. ولا نلف وندور ف الكلام... هتعترف وتقول البضاعة دي بتاعه مين... وكنت واخدها ع فين... ولا اخلي الرجاله دول يقرروك بطريقتهم))
نور بلعت ريقها بخوف.... وقالت وهيه ترتجف
((يا باشا... ياباشا لو حلفت لك اني معرفش مين صحاب الحاجه دي مش هتصدقني انا عارف... انا يا باشا سرقتها... شفت عربيه مقلوبه ع الطريق السريع... قلبتها... انا راجل ع ادي......لما شفت السلاح ده كله.. قلت ااقلب فيه رزقي... واكسب قرشين حلوين... ودي الحقيقه يا باشا... احلف لك بأيه عشان تصدق))
زم الظابط شفتيه ف عدم تصديق... وقال
((لقتها... بضاعه بآلاف مؤلفه... تقولي لقتها... ماشي يا نور... انا هعرف ازاي اخليك تعترف))
نظر للرجال خلفه... نور برقت ... اقترب منها الرجلين... ضربها واحد منهم... ع وجهها... صرخت وانقلبت بالكرسي ع الأرض
ضربها الآخر ف بطنها... صرخت بأعلي صوتها... ضربوها بقسوه ووحشيه... انحني عليها الظابط.. ومسك ذراعها بعنف وقال بغضب
((اعترف ياض.... انت مالكش ديه عندي... انا اتحريت عنك وعرفت انك مقطوع من شجرة... يعني محدش هيسأل عنك ياروح أمك... انطق ياض بدل ما اقتلك.... البضاعة دي بتاعه محمود الأنصاري... انا متأكد... هوه بيعلم بضاعته بختم يخصه... انطق ياض))
نور نظرت له من بين دمائها التي اغرقت وجهها وقالت بصعوبة
((بيعلم بضاعته... ليه هيه غسالات... انا معرفش اي محمود... ولا أعرف بضاعة مين... انا سرقتها... عايز تحبسني احبسني... عشان هتفضل تضرب فيا... مش هتلاقي رد عندي يفيدك ياباشا.. انا حرامي... انا سرقتها من الشارع.... اعمل لك إيه عشان تصدق))
الظابط بغضب وهوه يرفع يده ليلكم نور ف وجهها
((تعمل لي إيه... انا هعرفك تعمل ايه يا ابن ****))
نزل بيده بقوه ع وجهها... لكن قبل أن يلكمها... صدر صوت من عند الباب
((كفاية... كفايه كده يا حسن))
قبض الظابط يده قبل أن يضرب نور... نور برقت بعيناها رأت محمود يقف عند باب الغرفه
نظرت بفزع... حاولت أن تجلس... لكن جسدها يؤلمها بشده... محمود أقترب منها... ومسك يدها وجذبها بقوه
اوقفها ع قدمها... قال لها بثقه
((برافو عليك يا نور.... كده انا اتطمنت لك... وخلاص بقيت واحد من رجالتي))
نور برقت بعيناها.... لم تفهم بعد.. ضحك فهد من خلف محمود وقال لها
((ما تزعلش اوي كده يا نور... كلنا عدينا الحوار ده))
برقت له نور... وقالت بأرتجاف
((يعني إيه.. يعني... يعني يا باشا كل ده تمثيل... يعني الضرب ده كله فيا كان تمثيل.... طب ليه... ط))
محمود صرخ فيها جعلها ترتجف مكانها
((ما خلاص يا نور... انت عايزني أثق ف عيل زيك انت بسهولة كده... واسلمه بضاعه بملايين.... من غير ما اكون متأكد منه... خلاص وحياه امك... هتاخد حق ضربك وبهدلتك... يلا... دلوقتي هتكمل مشوارك للسويس انت وفتحي... وهتسلم الشغل... وفتحي هناك هيعرفك بنتعامل إزاي... عشان بعد كده هتطلع شغل لوحدك... فاهم كلامي.. ولا لسه الضرب مآثر فيك))
نور تمنت بشده ان تبكي... إن تنسحب.. إن تلكم محمود ف وجه وتقول له
((غور ف داهيه انت وبضاعتك وشغلك))
لكنها هزت رأسها مرغما... ألقي الظابط المزيف مفتاح الشاحنه إليها... أخذته منه ونظرت له بغضب
خرجت خلف محمود ورجاله.... ركبت الشاحنه وهيه تشعر بعيون محمود تراقبها عن كثب... أغلقت الباب
ونظرت لفتحي بغضب... ضحك بسخافه وربت ع قدمها... نطرت يده بعيد بسرعه... قال لها ضاحكا
((خلاص يا عم... ما تتنرفزش اوي كده... دا شغل... بس اقولك ع حاجه ياض... الباشا هيظبطك... ع كلامك اللي قولته... براوا عليك يا نونو))
نور فرملت بسرعه بالشاحنه.... نظرت لفتحي بغضب... مسكته من ياقه قميصه وهزته بعنف وهيه تقول
((نونو دا يبقي ابوك... انا اسمي نور ياض... هتستزرف معايا هزعلك.... سامع ولا لأ... انا دكر اوي وحياه امك... تحب تشوف))
نظر لها فتحي بذعر لم يتوقع رد فعلها المبالغ هذا.. رفع يده بأستسلام.... نور تركته بأحتقار... بحثت عن
علبه سجائرها... وأخرجت واحده اشعلتها... وأخرجت أخري ألقتها ف وجه فتحي... نظر لها بأستغراب
اشاحت بوجهها بعيد عنه وهيه تنفث دخان سيجارتها.. أدارت مفتاح الشاحنه... وانطلقت ف طريقها
*************************
ف كازينو ليالي الباشا ف شارع الهرم
سيف ينفث سيجارته بعصبيه... ينظر حوله كالمجنون... لم يعجبه ما تراه عيناه... لكنه يبحث عنها
صعد المطرب... الي حلبه الرقص... وبدأ يغني اغنيه عربيه... فجأه قفزت بنات شبه عاريات للحلبه... وبدأو
يرقصوا حوله ... ظهرت سيرين وسطهم... سيف انتفض قلبه... نظر بأحتقار شديد... لكنه تحامل ع نفسه
وانتظر حتي تنتهي الأغنيه وتنزل البنات من ع الحلبه... فجأه اتي رجل لمائده سيف... سيف نظر له
بحده... انحني الرجل لأذن سيف وقال بصوت عالي
((الباشا يأمر بحاجه... انا شايف معاليك قاعد تايه.. أاومرني يا باشا.. ف واحده هنا عجبتك... ولا اختارلك ع ذوقي))
سيف نظر له بأستخفاف وسخريه فهم ان هذا الرجل ذو الحجم الضخم والشارب العريض هوه مجرد قواد
أشار سيف ع سيرين... نظر له الرجل وقال له وهوه يفرك صدره حركه الحيره والتردد
((بس يا باشا.. البت دي عنيده... مش هتريحك... وانت شكلك خام ولامؤخذه))
سيف نظر له ورفع حاجب... مد يده بداخل سترته وأخرج مبلغ نقدي ضخم.... ابتسم الرجل بشده
وقال وهوه يشد المال من يد سيف
((الله عليك يا باشا... لحظه و سيريا هتبقا عندك))
نظر له سيف بدهشه.. لكنه تابعه بنظره حتي وصل لنسرين... تحدث معها القواد لكنها كانت غاضبه
اظهر لها القواد المال... نظرت لسيف من بعيد... وزفرت بضيق وتقدمت منه.... اقتربت منه ونظرت له وابتسمت
ببرود... كانت تهم بالجلوس ع قدمه.. ارتجف سيف... قالت له وهيه تبعد عنه بسرعه
((يوه مالك يا باشا... انا عارفه اني جامده... بس مش كده... ايه اتكربهت ولا إيه))
ضحكت ضحكه حقيره.... نظر لها سيف ووقف أمامها بشموخ... نظرت له بأعجاب... وجلست ع الكرسي
جلس سيف واقترب منها وقال بصوت عالي
((عايز اتكلم معاكي شويه))
نسرين((يوه انت منهم... بتاع كلام وبس))
قبض سيف ع يدها وقال
((تأخدي كام))
نسرين بثقه((ألف جنيه ف الليله... وعندي الموكنه))
نظر لها بأحتقار ووافق قائلا
((ماشي... تعالي دلوقتي))
ضحكت له بطريقه مغريه... ونهضت ومسكت يده... وقف وأخرج المال وألقاه ع المائده وذهب معها
كانوا أمام سياره سيف... فتح لها السياره... ركبت فيها.. أغلق الباب وذهب يركب هوه أيضا
ف تلك اللحظات.... وصلت سياره فارهه أمام باب الكازينو... نسرين برقت بعيناها للسياره... نظرت لسيف
ووضعت يدها ع مقود السياره قبل أن ينطلق بها.. وقالت له
((بقولك ايه معلش.... ادخل شوف لك واحده تانيه... لأحسن انا لازم انزل حالا... عندي زبون مهم... ماشي يا بيه))
كانت تهم بفتح الباب... سيف مسك يدها وقال بغضب
((انا كمان زبون مهم... هديكي اللي انتي عايزاه بس اتكلم معاكي ساعه واحده بس))
نسرين بجديه وغضب
((سيب إيدي... قلت لك شوف لك واحده تانيه... وخلصنا))
سيف بأصرار((يعني ايه خلصنا.... زبونك ده هيديكي كام.. انا اديكي ادهم عشر مرات... انتي مش عارفه انتي بتتكلمي مع مين))
نسرين... نظرت له بأحتقار... ومدت يدها ورفعت قبضته من ع يدها... لفت وفتحت الباب... مسك يدها
بقوه... استدارت له بغضب ...وفجأه وبمنتهي القوه.... ضربته بالرأس ف جبهته... سيف صدم من تصرفها
مسك رأسه بألم... نظرت له بغضب... وخرجت من سيارته... سيف نزل خلفها بسرعه... ركض إليها
ولحق بها... مسكها من كتفها.... نسرين استدارت إليه... ومسكت يده بعنف من ع كتفها... ولوتها له بقوه خلف... ظهره
وضربته بالقدم ف ركبته من الخلف... ارغمته ع السقوط ع ركبتيه... قالت له وهيه تقترب من اذنه
همست له((أبعد عني... فكك مني... شوف لك ركلام غيري فاهم ولا ابيتك المستشفى انهارده))
سيف من صدمته.. لم يحاول ان يدافع عن نفسه... اقترب منهم حرس الكازينو بسرعه... أشارت لهم نسرين
وقالت لهم((ما تدخلوش الباشا هنا تاني... كان عايز يعورني... هربت منه بمعجزه))
نظر الحارس ل سيف بغضب وقال لنسرين
((تحبي نروقه لك يا سيريا))
نظرت نسرين لسيف بحده.. وقالت للحارس
((لأ يا رعد.... بس لو البيه جه هنا تاني .... ابقا اكسر له رجله عشان يتعلم الأدب))
سيف نظر لها غير مستوعب... من هذه... يستحيل ان تكون تلك الفتاه نفسها .. التي أنقذت حياته
سيف نظر لها بغضب... عدل ملابسه بشموخ وركب سيارته... وانطلق بها... قال لنفسه بصوت عالي
((إيه القرف اللي انت حطيت نفسك فيه دا يا سيف.... اكيد دي مش هيه نسرين... دي واحده شبهها... أنسي... أنساها احسن يا سيف... اديك شفت إيه اللي حصل لك.. وإزاي انت يابن الأنصاري تتحط ف الموقف الزباله ده... بسببها... انساها احسن لك... البنات كتير... حاول تشغل نفسك مع أي بنت... ادي فرصه لأي واحده تقرب منك.. واكيد هتلاقي بنت تنسيك نسرين... ماهو اللي خلقها خلق غيرها... واللي عملته معايا زمان... خلاص أنساه... انت حاولت ترد لها الدين ... وهيه بكل احتقار فضلت واحد غيرك عليك... بلا قرف يا عم... دي واحده شمال... ابعد عنها يا سيف... وخلينا نشوف شغلنا أفضل))
سيف كان يقود بتهور... لا يعلم لماذا عندما يتعلق الأمر بنسرين... يفقد أعصابه... ولا يكون ع طبيعته
حاول أن يبعدها مؤقتا عن رأسه.. حتي يصل بيته بسلام... لكن صورتها الوقحه وهيه تجلس ع قدمه
كانت تقشعر بدنه... شعر بالاشمئزاز من نفسه وحاول بكل جهده ان يفكر ف اي امر اخر بعيد عنها
يتبع ف الحلقه6
الوجه الآخر ***للقمر
الفصل السادس..............
بعد مرور بضع أيام ... ع عمل نور مع محمود الأنصاري ف تجاره السلاح... نور كانت ف غرفتها مساءاً
كانت تنظر للمال الذي أعطاها إياه محمود... كانت نقود بسيطه... لكن نور كانت تنظر إليها بشغف
كانت تلك أول مره تحمل فيها مبلغ كهذا... دون جهد او سهر او عراك مع أحد... ابتسمت نور
وهيه تضم المال ف حضنها وتتذكر كم كانت تشقي ليلا مع نهارا... لتجمع جزء من هذا المال... والآن
بحوزتها العديد منه... نظرت للفراغ أمامها... واغمضت عيناها تحلم بكل شئ تمنت شراءه... او آكله.. ذات يوم
وفجأة رن هاتفها... الهاتف الذي أعطاها إياه محمود... ليتواصل معها وقتما شاء... ردت بسرعه
((باشا مساؤؤ فل عليك))
محمود بجديه((بطل رغي يا نور... تعالي لي حالا عايزك))
أغلق محمود الخط... فهمت نور انه عمل طارئ كالعادة... لم تعد تخشي مكالمات او زيارات منتصف الليل
من رجال محمود... ذهبت إليه... وكلها حماس.. هيه تعلم تمامآ انه معجب بعملها... لأنها لم تواجه
اي صعوبات ف الطرق.. وهيه توصل بضاعته.. لأي محافظه كانت.....
وصلت ودخلت إليه... وجدت الرجال مجتمعين معه... ع غير العادة.. وع وجوههم.. اقتضاب وغضب... بلعت ريقها...
و اقتربت من محمود
((مساؤه يا كبير... ف حوار ولا إيه))
محمود((تعالي يا نور... بص.. انا عايزك انهارده مرشد... ف عندك ف الحته معلم استورجي... الراجل ده عرفت بالصدفه أنه شغال ف السلاح بتاعي... انا عايزك تحاول تعرف لي هوه جابه منين... لازم اعرف إذا كان ف تاجر تبعي بيسرقني ويشتغل لحسابه... ولا إيه النظام بالظبط... اعرف لي المعلومه دي... وليك عندي مكافأة هتعجبك أوي))
نور ابتسمت ف خبث.. وقالت مندفعه
((تأمرني ياباشا... بس كده... دا العيال الشبيحه كلهم صحابي.... بكره بالكتير والكلام المفيد هيوصل لك يا كبير))
محمود بجديه((ط يلا... طير انت وهات لي الكلام المفيد.. وانا عند وعدي ليك يا نور))
نور بجديه ((ومن غير حاجه يا محمود بيه... دا انا افديك برقبتي))
أشارت ع عنقها بثقه... محمود اؤم لها... رفعت يدها تحيه للجميع... وخرجت وهيه تركض... لأنها شعرت بأنها
أصبحت مهمه لمحمود... لهذا أرادت ان تثبت نفسها وثقته فيها لأبعد الحدود
***********************
نورهان خرجت من عند المحامي وهيه تكاد تطير من السعادة.... لأن جدها أوفي بوعده وسلمها ميراث أبيها
فتح لها حساب جاري ف البنك.. ووضع لها نصيب أبيها المالي ... و أرباح أرضه وممتلكاته منذ أن توفي
وأيضا سلمها المحامي أوراق الأراضي والمباني ... وأوراق الشركة التي يديرها عمار... كان لابيها ثلث الأسهم
بمعني أدق.. انها شريكه زوجها ف الشركة... و ف مصنع الألبان واللحوم.... وأيضاً شريكه مساهمه ف شركه العقارات
نورهان لم تستطع ان تتحمل الفرحه وحدها... اتصلت ع صديقاتها... وقررت أقامه حفل صغير يلم شملهم
و يجتمعوا سويا.. وأيضاً لتحدثهم عن شركه المحاماه التي تود انشاءها... وتريد منهم العمل معاها فيها
وبالفعل لم تنتظر نورهان... بعثت رسائل واتس لكل صديقاتها.... وهيه ف غايه الحماس
ركبت سياره أجره.. لأنها لم تشتري لنفسها سياره بعد... وصلت لبيت عمار... وصعدت... دخلت الشقه
وهيه تدندن بسعاده... لكنها صدمت به ف وجهها... كان يجلس بعصبيه ع اريكته .. ويدخن بشراهه وغضب
نظرت له بدهشه.. لأنها اعتادت ان يكون ف عمله ف تلك الساعه.... وقف عمار و نده لها
((كنتي فين يا أبله))
نورهان((نعم... يعني ايه كنت فين))
عمار ((كنتي عند المحامي صح... يعني نفذتي اللي ف دماغك برضو))
نورهان((هوه إيه اللي نفذت وخططت... انت عايز ايه... انا رحت خدت حقي من عند المحامي... مالك انت بقا... زعلان اوي كده ليه))
عمار اقترب منها بغضب ومسك ذراعها بعنف
((انتي هتستعبطي ولا إيه... اومال انا كنت اتدبست ف واحده زيك انتي ليه.. ما عشان ام ورثك ده ينضم لي انا وابويا... مش عشان حضرتك تأخديه وتعيشي حياتك واحنا نولع بجاز... فين أوراق الورث ده))
نورهان نظرت له مصدومه... لم تستوعب تمامآ ما قاله ابن عمها... نطرت يده بعيد وقالت له بصدمه
((كده... بمنتهي البجاحه بتقولها ف وشي... يعني انت اتجوزتني عشان تسرقني انت وابوك... مش مكفيك اني اتربيت ف مدرسه داخلي بعيد عنكم طول عمري... كمان طمعانين فيا وف حق ابويا انت وأبوك يا عمار))
عمار لم يحتمل اهانتها ف حقه وحق أبيه .... رفع يده وصفعها بقوه ع وجهها... قال لها بكل اشمئزاز واحتقار
((حق ابوكي ايه يا ام حق انتي.... انتي المفروض ما تأخديش جنيه واحد من فلوس عمي... بعد أمك الرخيصه ال*** ما خانته وقتلته... انا مش فاهم مين فينا البجح... انا و أبويا ولا انتي... انتي اللي زيك المفروض تولع ف نفسها اشرف لها من انها تعيش وهيه عارفه انها بنت ***** انتي بتتكلمي بقلب جامد ع حقك... وزعلانه ان جدي رماكي ف مدرسه داخلي... انا لو منه ارميكي ف الملجأ... ولو جيتي لي بعد سنين تقوليلي عايزه حقي... ااقتلك... واروي الأرض بدمك... وكل ده مش هيغسل عار أمك... انتي تحمدي ربنا ان جدي صرف عليكي ف المدرسة.. ودلوقتي اداكي حق مش حقك... اوعي تفكري ان عشان بقا معاكي ورق يثبت حقك ف شركتي وارضي ومصنعي.. إن يبقا ليكي كلمه او وجود فيهم... انتي اللي زيك يعيش باقي عمره وشه ف الأرض... تعيشي زي ااقل جزمه ... سامعه... ولو فاكره انك هتبقي محاميه... ولا هتعرفي تردي عليا.... ولا تحطي رأسك برأسي... هخليكي تندمي ع اليوم الأسود اللي اتولدي فيه.... هخليكي تكرهي وجودك ف الدنيا... انتي عمرك ما عرفتيني... ويوم ما هتعرفيني يا نورهان... هيبقا أسود يوم ف عمرك))
عمار نظر بأحتقار... وتركها وغادر وأغلق الباب خلفه بعنف... انتفضت نورهان... وسقطت ع
الأرض خبئت وجهها بين يداها... واجهشت ف البكاء المرير ... صرخت بأعلي صوتها
((ومين قالك اني عايزه حياتي.. انا بكره نفسييييي... انا بكرها... بكره امي.. بلعن الحظ الهباب اللي خلاها امي.... انا عارفه ان اللي زيي مالهاش عين يا عمار... بس انا ذنب ميتين اهلي اييييه.... انا مجبرتكش تتجوزني... مجبرتش جدي يديني حقي... مجبرتش حد يساعدني... انا كنت هأخد حقي منكم ... حق أبويا.. عشان انا ماليش ذنب... انا اتيمت من صغري... خسرت كل حاجه ف ساعه زمن... امي اللي قتلت ابويا... اخواتي اللي راحوا... الله اعلم ماتوا معاها زي ما قالوا ولا حد خدهم.... انا اكتر واحده خسرت.... حرام عليك يا عمار... منك لله انت وأبوك... اتجوزتني عشان تسرقني تستولي ع حق عمك اللي عمرك ما كنت هتطوله انت ولا أبوك... ماشي... ماشي يا عمار... انا هعرفك انا مين... وهعرفك هأخد حقي ويكون لي كلمه ف حق ابويا ولا لأ... وابقا فرجني هتعمل ايه يابن عمي))
نهضت ع قدمها.... مسحت دموعها بيدها بمنتهي العنف.... سارت الي الحمام وع وجهها أشد علامات
الغضب والاشمئزاز... فتحت الدوش... ووقفت تحت مياهه الجاريه بملابسها... عادت للبكاء... لكنها لم تسقط
أرضا... لم تسمح لنفسها ان تضعف مره أخري... بدأت تنزع ملابسها.... وكلها تصميم واراده ع إثبات نفسها و
اخذ حريتها ف حقها... و إجبار عمار ع الانفصال... نورهان اغمضت عيناها بألم.. لكن بأرتياح... عندما توصلت لهذا القرار
************************
ف فيلا حسن ف احراش لبنان.... ف مكتبه
وقف حسن ونظر لسما بغضب وهوه يقول
((بقالك أسبوع بترسمي ف نماذج أوليه.... فين الشغل... فين التصاميم.... كنتي بتهببي ايه وسايبه الشغل يا برنسيسة))
سما أرادت ان تبكي بسبب صراخه فيها.... استجمعت شجاعتها وقالت بخوف ورجفه
((كنت معاك يا أستاذ حسن... كنت مشغوله معاك ف الشركه بحضر للعرض الكبير.... و اجتماعك ف لندن... و بتابع المعرض الجديد... اللي المفروض هيفتح بعد شهر واحد بس... وبرجع هنا احضر لحضرتك الأكل... وانضف البيت ... واروي الزرع واقصه.... اعمل ايه تاني.... هوه انا قطه بسبع أرواح يا استاذ حسن))
انهمرت دموعها رغماً عنها.... لكن حسن لم يرف له جفن... لك يرق قلبه لدموع عيناها... قال لها ببرود
((واللهي حضرتك اللي بتطفشي العمال... كل خدامه اجيبها تلبسيها مصيبه وتمشيها.... كل ما اجيب جنايني للجنينه... تطفشيه بأوامرك اللي بتقوليها من دماغك...كل ما أعين سكرتيرة خاصه... برضو تطفشيه... وتتهميها بالجاسوسيه والسرقه وغيره.... اعمل لك ايييييييه انا.... عقابا ليكي ع تصرفاتك دي... هتشيلي كل الشغل لوحدك... ولو اتحججتي تاني بحجج فارغه زي دي... همشيكي... اوعي تفكري انك عشان مصممه ازياء كويسه ولا سكرتيره مقبوله ولا شيف ولا مديره أعمالي... اني مش هعرف استغني عنك... لأ... فوقي يا سما... مش هكرر الاسطوانة دي تاني.... انا مصلحتي عندي اهم من امي وابويا الله يرحمهم... ف مش حته بت زيك هتلوي دراعي... فاهمه... اتفضلي غوري من وشي..... خلصي لي التصاميم النهائيه دلوقتي... يلااااا))
سما نظرت له وعيناها لم تتوقف عن البكاء.... ركضت لخارج مكتبه... وذهبت لغرفه مكتبها الخاص
جلست ع المكتب وهيه ابكي... أخرجت أدوات الرسم. وحاولت ان ترسم اي شئ... لكن البكاء اعمي عيناها
عن الرؤيه والتركيز... قررت أن تخرج للغابه... هيه تجد ملاذها هناك دوما... عندما تريد اراحه اعصابها
من صراخ حسن المستمر ف وجهها.... تهرب الي هناك... سارت بين الأشجار المتشابكه
والفروع المتشعبه... كانت تتعثر.. لكنها معتاده ع هذه التعثرات... وصلت لقمه هضبه خضراء... هضبه
تطل ع وادي قريب.... به شلال يصب ف بركه مياه صافيه... وع كلا الجانبين.... تقبع أشجار مثمره مزهره
بديعه الشكل والرائحه... تبعث الشعور بالراحه والسعادة... لكن تبعث ف نفس سما الحزن والكآبه
سما أخرجت من حقيبه يدها أدوات الرسم خاصتها... حاولت أن ترسم الفساتين التي طلبها منها حسن
لكنها كانت كلما رسمت تصميم .... لم يكن يعجبها... ف كانت تمزق الورقه... شعرت انها
ستقضي ع دفتر الرسم... ف أخرجت التاب الخاص بها.... و فتحت تطبيق الرسم الذي يساعدها
كثيرآ... كانت تفضله عن الأوراق ف كثير من الأحيان... حاولت التركيز... لكنها فشلت... هدأت من روعها
لفتره طويله... ثم بدأت ف الرسم والتفنين... لكن فجأه.. سمعت صوت خطوات قريبه... نظرت بعيناها حولها
رأت الصوت قادم من الوادي... تابعت الرجال الأربعه بعيناها بصمت... رأت المشهد كالآتي
ثلاث رجال اشداء لا يرتدون شيئآ من اعلي فقط بنطال وعليه حزام ثقيل يحمل أسلحة... مثل
رشاش آلي.... وخنجر ... و سكين ضخم.... لون بشرتهم ملوح من الشمس... شعرهم طويل قليلاً
الرجل الرابع... يجلس ع ركبتيه بخوف... كأنه مذنب أمام قاضي ظالم... كان يشبه لهم... لكنه يرتجف خوفاً
فجأه خرج من بين الأشجار... رجل اخر... لكنه مختلف... كان يرتدي تيشيرت زيتوني كت الاكمام
شعره يصل لعنقه... شعر كثيف حرير.... بشرته ملوحه ايضا من الشمس... أطول قامه منهم جميعأ
عضلات ذراعيه وصدره بارزه لامعه تحت اشعه الشمس الذهبية
لم يكن يحمل غير سلاح واحد... خنجر مدبب... كان يمسكه بيده.. ويمرره ع ذقنه المحدده الخفيفه
اقترب هذا الوسيم من الرجل المرتجف... ومسك شعر رأسه بعنف.... قال الرجل شيئاً لم تسمعه سما
انهال الوسيم ع المرتجف ضربا قاسيا جدآ... ارتجفت سما برعب من قسوه هذا الوسيم
أشار الوسيم لاحد رجاله.... أشهر الرجل سلاحه... وأطلق اعيره ناريه ف صدر المرتجف الخائف
سما صرخت.... نظر الوسيم ورجاله إليها بصدمه... قال احد الرجال
((بتصور... هي البنت بتصورنا يا منذر))
رد الوسيم منذر بغطرسه
((هاتوا لي ياها حيه))
سما مسكت التاب بتاعها... وقامت تجري... هيه كانت حافظه الطريق كويس.... جريت وتفادت الأشجار
المتشابكه... وصلت للطريق العام... ركضت الشارع... ووصلت لحديقه الفيلا.... رأت الحرس الخاص
ع بوابه الفيلا... وقفت وتنفست الصعداء... ودخلت اللي الفيلا.... جلست ع الأرض... وهيه ترتعد من ما شهدت
تلك لم تكن اول مره تري فيها جريمه قتل... هيه اعتادت ع رؤيه الظلم والقتل والدماء...لكنها ظنت
ان حظها تحسن ولو قليلاً.... بكت سما بمراره وهيه تتذكر ماضيها السيئ... لكنها لمحت حسن يجلس
ف الخارج... ف مكانه المعتاد... قرب حمام السباحة.. أخرجت دفترها.. ومسكت قلمها... وبدأت ترسم وهيه
تمسح دموعها
******************
ف فيلا محمود الأنصاري
دخلت نور بشموخ... سألها فهد
((عملت ايه يا نور))
تجاهلته نور وقالت وهيه تبحث بعيناها عن محمود...
((الباشا فين))
رد صوت من خلفها
((عملت ايه با نور... جبت لي الخبر الأكيد))
استدارت إليه... وقالت بحماس
((عرفت يا كبير... ومش هتصدق اللي هتسمعه.......
يتبع ف الحلقه 7