حصري على موقع المجد للقصص والحكايات
الكاتبه فريده احمد فريد
رواية الوجه الآخر للقمر
الفصل السابع والثامن
استدارت إليه... وقالت بحماس
((عرفت يا كبير... ومش هتصدق اللي هتسمعه.......اسطي شناوي الاستورجي... اتعامل مع واحد تقيل اوي ف البلد... اسمه ياسين القناوي... الراجل ده ع ما اظن شغال ف مجلس الشوري... المهم... الراجل ده اتفق مع معلم شناوي.. إنه يقلد له السلاح بتاعك يا باشا.... و بالشعار بتاعك كمان يا باشا... بس انا أتأكدت بنفسي... نطيت ع ورشته... وشفت سلاحك بعيني... وشناوي القرد ده.. قلد تلات حتت بالملي من سلاحك يا باشا))
محمود ارتسم ع وجهه أشد علامات الغضب... أشار لفهد... وقال بغضب
((نفذ يا فهد))
فهد ارتجف لوهله... نظر ل محمود بخوف وقال له
((بس.. بس دا ياسين القناوي يا محمود باشا))
صرخ فيه محمود
((نفذ اللي بقولك عليه... انا اللي يخوني... اقتله... امحيه من ع وش الدنيا... خد نور معاك و هات لي خبره النهارده))
نور برقت لمحمود وقالت بصدمه
((انت قصدك ايه يا محمود بيه... قتل... دم.. لالالالا.... بره عني بالله عليك.... انا اصلا قلبي خفيف... بلاش انا ف موضوع القتل ده يا باشا))
نظر الرجال ل نور بسخريه... تجاهلت سخريتهم... ونظرت لمحمود... أشار محمود لرجاله بالتحرك
وعاد بنظره لنور.... نور شعرت بالحرج منه.. كانت تهم بالحديث... رفع يده اشاره السكوت وقال لها
((روح ارتاحلك شويه... عندنا شغل بكره... وما تخافش حلاوتك محفوظه انا اد كلمتي))
نور قالت قبل أن تضيع الفرصه عليها
((محمود باشا انا مش كلب فلوس.... انا خدامك وقت ما تحب... بس انا عايز اقولك.. اني مش جبان ولا بخاف... بس القتل صعب عليا اوي... مش هقدر يا محمود بيه اقتل حد ف يوم... سامحني مش هقدر))
محمود اقترب منها... وربت ع كتفها ... نور تألمت.. لكنها تحاملت ع نفسها ... قال لها محمود بثقه
((انت لسه عضمك طري... بكره تنشف و القتل ده هيبقا سهل... زي الأكل والشرب كده... عادي يا نور... ربك هوه اللي بيخلق البشر.... واحنا اللي بنوديهم له... انت شغال ف السلاح... مش ف معرض موبيليا... هتضطر عاجلا او آجلا.. انك تقتل.. لو مش عشان تنتقم من حد يبقا عشان تحمي روحك وتنقذ نفسك... والكلام ده لازم تفهمه كويس... دنيتنا دي غابه يا تأكل يا تتأكل فيها... مفيش فيها لا عدل ولا رحمه ولا قانون يحمي الضعيف... عشان هنا... الضعيف مالوش مكان.... امشي يا نور... وعايز اشوفك هنا اول ما اجي... يلا اتكل))
نور نظرت لمحمود من ظهره وهوه يذهب لاحدي الغرف ... شعرت بقلبها يعتصر لأجله
شعرت بالمراره القاسيه ف كلامه.. لم يكن يتحدث بدم بارد عن القتل... بل يتحدث بغضب و حقد
شعرت انه مثلها... فقد عزيز ع قلبه... وبسبب فقدانه لهذا العزيز... تغير... اجبر ع التغير
لكن ما الذي يمكن أن يغير الإنسان.. لوحش آدمي... لرجل يتحدث عن القتل بسهوله.. ويشبهه بالطعام والشراب
نور تنفست بضيق.... وذهبت ف طريقها للخارج... لكنها توقفت عند الباب الخلفي للفيلا... لم تجد هاتفها ف بنطالها
وجدت ثقب ف جيب البنطال... ظلت تلعن حظها... ركعت ع ركبتيها لتبحث بين الحشائش عنه
لكن فجأه... سمعت صوت أقدام تقترب.... رفعت عيناها... رأت رجال ملثمين قفزوا من ع سور الفيلا الخلفي
ظهر احد الكلاب... وكان ينبح... ضربه احد الرجال بمسدس به كاتم صوت.... نور ظلت مكانها
دخل الرجال الفيلا المظلمه نسبياً.... محمود كان يهم بالخروج ... توجه نحو سيارته... نور كانت تهم بالركض
إليه لتحذره.... لكن خرج الرجال فجأه... واطلقوا الرصاص ع الحرس الخاص بمحمود
سقط اربع رجال من الحرس.... نور كتمت شهقاتها... وجه احد الشباب المسدس لصدر محمود.. وقال بغرور
((انت فاكر ان واحد زيك انت يقدر يخلص ع ياسين بيه... شكلك ايه دلوقتي لما تموت بمنتهي البساطه كده))
رد زميله
((بلاش رغي ع الفاضي.. يلا نقتله ونمشي قبل رجالته ما توصل))
نظر زميل اخر وقال بسخريه
((رجاله مين يا عم... دا اتعمل لهم كمين اشطه... محدش هيرجع ... الباشا لوحده ... وممكن نتسلي عليه طول الليل))
محمود كان ينظر لهم بمنتهي الاشمئزاز والاحتقار... قال لهم وهوه يفتح ذراعيه ويصدر صدره للأمام بثقه
((ما تضرب... اضرب يا نانسي منك ليه... بقا شويه عيال زيكم يقفوا قصادي انا... ويتكلموا معايا كده... خليكوا رجاله ونزلوا سلاحكم... وواجهوني راجل لخمس رجاله... ووقتها نشوف السهره هتبقا ع مين.. عليا انا محمود باشا الأنصاري.. ولا ع شويه كلاب زيكم))
اغتاظ الشاب... ورفع السلاح بغضب... وأطلق الرصاص ع صدر محمود
***********************
وقفت نورهان أمام المرآه... نظرت لهاتفها ع المنضده... فتحت رساله صديقتها للمره العاشره
((نورهان حبيبتي... بلاش تيجي بشكلك ده النهارده... أظهري بشكلك الحقيقي بقا... انتي هتبقي محاميه اد الدنيا... خلينا نحتفل بنفس والنبي وحياتي عندك يا نونه... هستناكي ف المطعم مع البنات... بس هستني بدر منور يدخل علينا... مش عم برعي الغفير... ماشي يلا سلام يا ريسه... آه مش هشتغل عند معاليكي... يعني انتي البيج بورص بتاعي... ههههههه... ما تتأخريش يا نونه... سلام))
نورهان اغمضت عيناها بألم... شعرت ان صديقتها تقول كلام منطقي... هيه الأن ستدخل ف عالم القانون
لايجب ان تبدأ حياتها الجديده بقناع زائف.... قررت نورهان ان تزيل قناعها... و تذهب لتحتفل مع صديقاتها... وتنسي زوجها الغليظ ولو لساعات قليله
ارتدت نورهان طقم فاخر يليق بمحاميه ... وارتدت حجابها... بعد أن أزالت قناعها المزيف
غادرت وهيه تشعر بخوف غريب يحتل قلبها... ركبت سياره أجره... ووصلت للمطعم... دخلت من البوابه الزجاجيه... لكنها
اصطدمت دون قصد منها ف رجل... نظرت له بسرعه لتعتذر منه
((انا اس...))
لم تكمل اعتذارها ... عندما رأت وجهه... كان عمار زوجها وابن عمها... نظر لها عمار بصدمه
رأته يتفحص جسدها من أسفل لاعلي بتمعن وإعجاب... نظر عمار لوجهها... الأبيض.. وخدها الأحمر
وعيناها الزيتوني الفاتح... ورموش عيناها الكثيفه.. أعجب بها عمار بشده... خاصا لأنها لم يكن ع وجهها
اي مساحيق تجميل.... عمار هم بالحديث معها... لكنه صدم من نظره الاحتقار التي رمقته بها...
نورهان... شعرت ان جسدها اشتعلت به النيران لمجرد انه صدم بعمار... نظرت له بأحتقار شديد... و ذهبت من أمامه
رأت طاوله صديقاتها... أشارت لها حنين... ذهبت إليهم نورهان وهيه غاضبه... نظرت الفتيات لها باعجاب شديد
وبدأو ف مغازلتها... ابتسمت ببراءه ع مزاح صديقاتها... جلست معهم... وبدأو يتحدثون بمرح
عاشت معهم نورهان الأجواء اللطيفة... لكنها لمحت الطاوله المجاوره لهم... رأت زوجها مع امرأه و رجلان
رأت عمار ينظر لها.. ويتابعها بإهتمام... نظرت له بسخط.. واشاحت بنظرها بعيد عنه... لكنها كانت تنظر
له بين الحين والآخر
وتصدم من نظراته الغامضه لها... لكنها لاحظت أيضا نظرات المرأه له... من الواضح انها تعرفه جيدا.. وتربطهم علاقه ما...
نورهان اعتذرت من صديقاتها... ونهضت تذهب للحمام... كانت ف طريقها للحمام... صدمت بأيدي تشدها بقوه قليلاً
نظرت لصاحب الأيدي.. وجدته عمار... نظرت له بصدمه... قال لها قبل أن تعترض... او تصرخ بوجهه
((انا آسف إني وقفتك بالطريقه دي... بس انا ممكن اعرف حضرتك بتبصي لي بقرف ليه... هوه في بينا عدواه قديمه وانا معرفش.... انا معتقدش .. أصل انا لو شفت القمر ده قبل كده... عمري ما كنت هنساه ابدا ف حياتي))
نورهان صعقت من غزل زوجها الصريح المباشر... كانت ستصرخ بوجهه... لكن لاحت لها فكره غريبه
وجدت نفسها تبتسم رغما عنها... قالت له بأعتذار
((معلش... انا كمان آسفه... بس شكلك يشبه لحد بكرهه أوي... انا آسفه مره تانيه... جت ف حضرتك بقا))
عمار((عمار.... قوليلي عمار من غير اي ألقاب او حضرتك والكلام ده.... ممكن اعرف اسمك... قصدي يعني ممكن نتعرف))
نورهان ردت بسرعه دون تفكير
((نورهان... اسمي نورهان))
تهجم وجه عمار... رأت نورهان الكره والغضب ف عيناه... سألته وهيه تتصنع البراءه
((مالك... هوه اسمي ضايقك اوي ليه كده بيفكرك بحد بتكرهه انت كمان))
عمار((اوي... حد بكرهه اوي... فوق ما تتخيلي.... عاماً... كبري دماغك... ممكن اخد رقمك عشان ابقي اعزمك ع العشا ف مره... اصل انا دلوقتي قاعد مع عملاء... إجتماع شغل يعني... ممكن))
ابتسمت له... وأخرجت هاتفها... واعطته الرقم... اتصل بها فوراً لتسجل رقمه... ابتسمت له وقالت
((ماشي يا عمار... انا همشي دلوقتي عشان انا كمان قاعده مع صحباتي... عن إذنك... هستنا اتصال منك))
عمار مسك يدها ليسلم عليها... لكنه لم يتركها فورا... نورهان ابتسمت له بخجل وقالت بهمس
((عمار لو سمحت... الناس بتبص علينا))
عمار بصدق((اصل انا معجب بيكي اوي.. وربنا ما في بنت لفتت نظري ليها قبل كده بالشكل ده... مش عارف انتي عملتي فيا إيه))
نورهان((خلاص لما نتقابل تاني... ابقا قولي ع اللي عملته فيك اووووك))
ضحك عمار بصوت عالي... وترك يدها مجبرا... ابتسمت له وعادت لصديقاتها.... تهجم وجهها بغضب
بمجرد ان اشاحت بوجهها عنه..... عادت لطاوله صديقاتها... عاد عمار أيضا لطاولته
نورهان أجبرت نفسها تنظر تجاهه وتبتسم له كل حين... حتي تعلقه بها أكثر....
**********************
سيف كان يقود سيارته بملل وإرهاق ... قضي معظم اليوم ف إجتماع مع عملاء أجانب... وبعدها
اجتماع آخر مع رؤساء مجلس الإدارة... شعر بأن حياه الأعمال متعبه لم يكن يريد أن يصير رجل أعمال
بل أراد أن يصبح مغني... هوه يعشق الموسيقى والغناء... لكن أبيه رفض بشده.. إن يمتهن إبنه الصعيدي
هذه المهنه البغيضه من وجهه نظره... سيف توقف فجأه بالسيارة.... وجد نفسه أمام نفس العماره التي
صعدت إليها نسرين من قبل... سيف شعر بالغضب يحتل قلبه وعقله.... وشعر بغضب اكبر بسبب
هذا الهاجس الرهيب الذي لا يفارقه... هاجس نسرين... يريد أن يتحدث معها ولو لدقائق قليله
سيف حسم آمره... ركن سيارته بالقرب من العماره... وترجل منها .... وصعد للعماره بعد أن سأل البواب عن الشقه المشبوهه
وأعطاه مال... صعد سيف للطابق السابع... ودق جرس الشقه.. فتحت امرأه ف الأربعينات
ضحكت له دون داعي... وافسحت له المجال ليدخل... دخل ونظر حوله بأشمئزاز
اقتربت منه إمرأه أخري... من الواضح عليها انها صاحبه المكان... اقتربت منه ووضعت يدها بدلال ع كتفه
سيف ابعد يدها بهدوء وقال لها وهوه يخرج المال من جيبه
((نسرين هنا))
المرأه بوقاحه((قصدك سيريا.... آه يا باشا... هيه جوه مع زبون... شوف لك اي واحده غيرها))
سيف بإصرار((لأ هستناها لما تخرج))
أعطاها سيف المال... ابتسمت بخبث... واشارت له ع إريكه حمرا... تجلس عليها بعض الفتيات الركلام
سيف اشمئز منهم... وفضل ان يقف ف الشرفه... لكنه كان يتابع بعينه ما يحدث ف الخارج... ظهرت
نسرين أخيرا... كانت ترتدي قميص نوم فاضح... يظهر مفاتن جسدها.... سيف نظر لها بأحتقار وقرف
ونظر للرجل الذي يترنح وهوه يسير معها... خرج سيف من الشرفه.... رأي المرأه تكلم نسرين
لكن نسرين قالت لها بغضب
((لأ... مش هقعد مع رجاله تاني يا سعاد... خلاص قضيت انهارده ع كده))
سعاد قالت بغضب
((مش بمزاجك يا حلوه... انا هنا اللي اقول أمتي تكملي وامتي تشطبي.... يلا.. الراجل دفع فيكي مبلغ محترم... يلا خلصيني... هتطفشي الزبون ولا إيه يا برنسيسة))
نسرين نظرت بغضب تجاه الرجل الذي أشارت عليه سعاد.... صدمت نسرين عندما رآت سيف
اقترب منها سيف.... صرخت نسرين ف وجه سعاد
((لأ... لأ دا بالذات لأ... سامعه يا سعاد لأ))
سعاد صفعتها بقوه.... وقالت بتهديد
((انا ما يتقاليش لأ... سامعه يابت.... يلا ع جوه مع الباشا))
سيف مسك يد سعاد من ع شعر نسرين... وقال لها بتهديد
((خلاص... ف إيه... هتضربيها ادامي ولا إيه... يلا يا نسرين... قصدي يا سيريا.... تعالي معايا))
نظرت له نسرين بغضب... لكنها سارت أمامه لأحدي الغرف... دخلت قبله... ووقفت وربعت يدها
بتحدي وقالت له بغضب
((انت عايز مني إيه بالظبط))
سيف((وانتي مش عايزاني انا ليه بالذات))
نسرين((انت هترد السؤال بسؤال.. ما ترد ع طول... اشمعنا انا اللي عششت ف دماغك... ما الركلام كتار.. وف احلي مني وافرس مني بميت مره... ف ايه بقا... انا ماليش مزاج يا بيه منك))
سيف بعصبيه ((ودا ليه أن شاء الله... بصي يا نسرين... من الاخر كده... انا مش عايز انام معاكي... انا بس عايز نتكلم شويه... ليه معترضه بس))
نسرين(( نتكلم ف إيه بقا ان شاء الله... اتفضل ارغي انا سمعاك))
سيف جلس ع طرف السرير... لكنه نهض مسرعا ونظر اليه بقرف... عاد بنظره إليها وقال وهوه يشير ع الغرفه حولهم
((نسرين انا عايز انتشلك من هنا... انا عايز اخرجك من القرف اللي انت فيه ده... ايه رأيك.. هقدم لك بيت وشغل... وهخليكي تعيشي بأحترامك وسط الناس... ها قلتي إيه))
نسرين نظرت له بسخريه.... واقتربت منه دارت حوله كأنها تتفحصه... وقفت أمامه وقالت بسخريه لاذعه
((ودا من إيه بقا.... حضرتك مصلح إجتماعي ولا حاجه... أسمع يا بيه... انا عايزه افضل ف القرف ده.. انا عاجبني القرف ده... ايه اللي جبرك تدخل القرف ده... اتفضل غور من القرف ده ومش عايزه اشوف خلقتك هنا ولا ف القرف التاني فاهم يا بيه... انا مبسوطه هنا وهناك... فكك مني بقا.. بقولها لك لتاني مره))
سيف قال بيآس
((خلاص يا نسرين))
نسرين((سيريا... اسمي سيريا.. انت جبت نسرين دي منين أصلا))
سيف((المهم يا ست سيريا.... انت عايزه تفضلي هنا... تفضلي ركلام... ماشي.. طب انا عايزك معايا إسبوع... انا رايح الساحل هقعد هناك كام يوم شغل وسياحة.. تقدري تقولي كده.... إيه رأيك... تيجي معايا... وتأخذي المبلغ اللي تقولي عليه))
نسرين... اشتعلت غضبا... قالت له بصراخ
((انت ايييييييه... جنس ملتك إيه... انا مش عايزاك... مش طيقاك... انت مش ذوقي.. وانا مستحيل ابص لواحد زيك انت... انا ما بنمش لأي حد وخلاص... انا زبايني بشوات ووزراء... وناس تقيله... ابص لواحد زيك انت ليه... ها.... غور من هنا بقا... وانسي انك شفتني ولا اتكلمت معايا احسن لك... بدل ما اسلط عليك واحد من زبايني ... هخليهم يدمروك... ويأذوك ف شغلك... يلا... امشي من هنا حالا... بدل ما اخلي قرني الحارس يرميك من سطح العماره))
نظر لها بكل احتقار... وقال بغضب.. ووجع
((انا اللي غلطان اني عايز انضف الوسخ.... واحده حقيره زيك دا مكانها الطبيعي.... إيه اللي مخليني بجري ورا واحده زيك... عشان ارد لها الدين.... طظ فيكي وف دينك.... يارتني كنت مت ولا اني اعيش بسبب واحده رخيصه حقيره زيك))
سيف بصق ف الأرض تحت قدمها بقرف... وخرج وصفع الباب خلفه. خرج من الشقه ولم يأبه لنداء
سعاد القواده عليه... ركض لاسفل... لم ينتظر المصعد... ركب سيارته.... ونظر للمرآه بغضب... مد يده عليها
وحطمها بيده... صرخ سيف بقهر ووجع.... شعر سيف أنه يتمزق بسببها.... تأكد انه يحبها... يحب العاهره
التي تكرهه دون أن يسيئ إليها أبدا... ظل يضرب المقود بيديه حتي شعر ان يديه ستتحطم
ألقي برأسه ع وساده الكرسي بتعب... وجد دمعه هاربه تفر من عيناه.... مسحها بكبرياء... ونظر للعماره
وقال بقرف.. وقد تملكه الغضب والحقد بسبب أهانتها له
((انا هعرفك انا مين... وربنا ل أذلك يا نسرين... بقا انتي قرفانه تنامي معايا.... شايفه اني مش من مستواكي الرخيص يا زباله.... انا بقا هنسي جميلك عليا.... وهدمرك.... هذل انفاسك... هخليكي تركعي عند رجلي وتطلبي الرحمه... وبرضو مش هرحمك... انا هوريكي الراجل اللي بجد... لما ست تهينه او تذله... بيأخد حقه منها إزاي))
انطلق بسرعه من أمام العماره... وهوه ف قمه الغضب والعصبية
يتبع ف الحلقه8
الوجه الآخر ***للقمر
الفصل الثامن..........
ف لبنان... ف أحد المطاعم الفاخره... تجلس سما مع حسن وبعض رجال الأعمال ف عشاء عمل
سما كانت تدون شيئآ ف مذاكرتها الخاصه بالعمل... فجأه سقط القلم من يدها
انحنت لتلتقطه... وجدت قدم داست ع يدها... كادت ان تهرسها... سما تألمت ونظرت لصاحب القدم
صدمت بل فزعت منه... كان نفس الرجل... منذر... كان يرتدي بذله غاليه... لأ تليق برجل غابات سادي مثله
رفع قدمه من ع يدها... وانحني لمستواها... ألتقط القلم وأعطاه لها وهمس ف اذنها
((فاكره اني هسيبك ف حالك مشان تبغلي عني لأ ... ما حذرتي يا حلوه... وربي لأقتلك متل الكلاب... ما راح تهربي مني للأبد))
حسن نظر لهما... قال بتعجب
((ف حاجه يا سما ولا إيه))
وقف منذر معتدل وقال بلهجه متغيره تماما صدمت سما
((لا يا أخي.... انا بس بعطيها قلمها... يعطيكم العافية))
نظر منذر لسما نظره تهديد مرعبه.... سما اشاحت بوجهها عنه وهيه ترتجف
نظرت لحسن وجدته عاد للحديث مع العملاء... شعرت بخيبه آمل.. ورعب يحتل قلبها... أرادت ان تفتح فمها
وتخبر حسن بما رأته سابقاً.. وبتهديد منذر لها... لكنها فضلت الصمت.. لأنها متأكده ان حسن غير مهتم بها
ف لماذا سيهتم بما يحدث معها؟؟؟؟
_________________
نورهان توجهت للمبني الذي طالما تمنت ان تشتري فيه دور كامل لشركتها
الآن تحقق حلمها... صعدت إلي صاحب المبني... واتفقت معه ع شراء دور كامل
عادت للشارع... كانت تسير وهيه سعيده... تدندن بسعاده.. رن هاتفها... نظرت فيه وجدت إتصالات سابقه
من صديقتها حنين.... ردت بسرعه
((ايه يا حنين معلش ما سمعتش التلفون))
حنين بسخريه ومزاح
((ليه ياختي.. كنت مع مين يا خلبوصه انتي))
نورهان((اخرسي يا بنت انتي دلوقتي بتكلمي البيج بورص بتاعك نسيتي))
حنين((هههه لأ يا بورصه... ما نسيتش ها عملتي إيه))
نورهان((الحمد لله صاحب العماره وافق... وبكره هروح معاه الشهر العقاري.... ويسجل لي الدور كامل ... يعني كلها شهرين بالكتير... ونفتح الشركه.... انا بظبط الدنيا حاجه حاجه أهوه... وانتي والبنات نفسكوا معايا بقا))
حنين بجديه
((أخيراً يا نونه... أخيراً ربنا نصرك... وحققتي حلمك... بس قوليلي صحيح.. مين الواد الموز ده اللي كان بيلاغيكي وإحنا قاعدين قراطيس))
تهجم وجه نورهان وقالت بحزن
((ليه بس تنكدي عليا.... دا... دا عمار جوزي وابن عمي يا حنين))
حنين ((ايييه... إزاي... يعني ايه جوزك))
نورهان((حنين... عمار كان بيعاكسني ع اني واحده غريبه... مايعرفش اني نورهان مراته... وانا الصراحه... الصراحة يعني... جاريته وعملت معرفهوش... مكدبش عليكي يا حنين... انا فكرت ف فكره غبيه... قلت اعمل نفسي غريبه... واعذبه وابهدله واذله.... زي ما ذلني... مش انا حكيت لك عمل فيا إيه))
حنين
((بلاش يا نورهان.... بلاش تدخلي نفسك ف شغل العيال ده... انتي خدتي حقك... اطلبي منه الطلاق او ارفعي عليه قضيه خلع... واخلصي منه ومن عيلتك كلها... وشوفي مستقبلك يا حبيبتي... إنما شغل مراهقين ولعب عيال ... دا مش طبعك يا نورهان... ماشي يا قلبي))
نورهان((حاضر... عندك حق... انا هحط رقمه ع البلاك ليست.... وانفض للحوار ده... ماشي يا حنين يلا اشوفك بكره ع العشا.. هأجي لك ويمكن ابات معاكي... يلا سلام))
((ماشي سلام هستناكي))
نورهان زمت شفتيها ف حركه صبيانيه.... و وضعت رقم عمار ع القائمه السوداء... وعادت ف طريقها لمنزل عمار
********************
اغتاظ الشاب... ورفع السلاح بغضب... وأطلق الرصاص ع صدر محمود...... محمود صدم... لكنه وجد نفسه
يطير ف الهواء... وقع ع الأرض... نظر لاعلي... رأي نور تقف أمامه... قالت بشموخ للشباب
((مين ده اللي جايين تقتلوه يا حشره منك ليه... انتوا مش عارفين بتكلموا مين بالظبط))
مدت نور يدها لمحمود... و ساعدته ف النهوض.. محمود كان مصدوم من سرعتها... و ظهورها المفاجئ
رفع الشاب يدها بالسلاح ف وجه نور.... نور ركلته ف وجهه... سقط السلاح منه... ومسك أنفه بألم
استدارت ولكمت آخر ف وجهه... استدارت بسرعه خاطفه.. وركلت آخر ف المنطقه الممنوعه
سندت ع ظهر المتألم... وطارت ركلت اخر ع رأسه بقوه.... ظل اخر شاب.... وقفت أمامه بشموخ
الشاب... صرخ بوجهها... وركض إليها... وهوه موجه قبضته القويه ليلكمها ف وجهها
نور مسكت قبضته... ورفعتها لوجه... جعلته يلكم نفسه... داست ع قدمه و رفعت ركبتها ف معدته
صرعته متألم أرضا.... ف هذه الاثناء... ظهر الحرس من داخل الفيلا..... محمود صرخ فيهم
((كنتوا ف انهي داهيه.... شيلوا الزباله دول خلصوا عليهم برا بيتي... وحسابي معاكوا بعدين))
محمود استدار لنور... ووضع يده ع كتفها وقال بجديه
((بقا انت مش هتقتل ابدا.... لأ واضح عليك... بس انت طلعت بطل ياض.... من النهارده انت الراجل بتاعي... مفيش توصيل ولا غيره.. انت هتبقا الحارس الشخصي بتاعي... يلا تعالي اركب معايا))
نور لم تستوعب تمامآ ما قاله ردت بشرود
((إيه... قصدك إيه ياباشا... حضرتك هتأخدني معاك ع فين))
محمود((ع القصر بتاعي... انت مكانك مش هنا... انت هتبقا معايا فين ما أروح... ماشي... يلا تعالي وهشتري لك بدل نضيفه بدل هدومك اللي تقرف دي... يلا))
نور اختلطت مشاعرها ف تلك اللحظه... لم تكن تعرف إذا كانت سعيده ام خائفه ام حائره
وصل محمود لقصره الفخم... دخل حديقه كبيره واسعه... تملؤها الأشجار والورود ... وقف أمام قصر ضخم
يقف حرس ضخام القامه عند بوابته.. وينتشرون ف الحديقه وع سطح القصر وف كل مكان
خرج محمود من السيارة.. وأشار لنور بأن تخرج... نزلت وهيه تنظر لفخامه هذا القصر... شعرت أنها
ف الجنه.... نادي محمود ع حارس ما... وقال لها آمرا
((علي... دا نور... هيبقا معاكوا هنا... محدش يرازيه... هوه شكله ضعيف شويه ومنسون... بس دا راجل أوي فاهم... هتأخده دلوقتي تجيب له هدوم... وتأخده لاوضه إبراهيم القديمه.... يلا... مش عايزه يشتكي من حد فيكم... فاهم كلامي أظن))
علي الحارس ((تأمر يا محمود بيه... تعالي معايا يا نور))
نظرت نور لمحمود.... اؤم لها أن تذهب مع علي... سارت نور وهيه تشعر انها مخدره... كانت تتأمل
جمال القصر والمكان ككل حولها....
******************
ف لبنان.... تحت اشعه الشمس الحارقه... ف حديقه الفيلا...
تقف سما وهيه ترتجف... لم تستطع النوم ليله أمس... تهديد منذر الصريح لها جعلها خائفه ... وجفاها النوم
كنت تسير بلا هدي ف الحديقه... كانت تفكر بشرود فيما يجب أن تفعله الآن... هل تذهب لقسم الشرطة
وتقدم بلاغ بما شاهدت... ام تظل صامته لعل منذر ينسي أمرها.... سما كانت شارده لم تسمع نداء حسن لها
اقترب منها فجأة... ومسك ذراعها وهزها بعنف وهوه يصرخ ف وجهها
((بقالي ساعه بنادي عليكي.... ايه انطرشتي يا سما الزفت أنتي.... فين ملف الرويعي... المفروض حضرتك تكوني طبعتيه وجهزتيه ع مكتبي من إمبارح))
ارتبكت سما... وشعرت برجفه مخيفه تسري ف عروقها لأنها نسيت امر هذا الملف تمامآ
قالت بأرتباك
((أستاذ حسن واللهي انا... انا نسيته خالص... معلش اديني ساعه زمن وانا اخ ....))
قاطعها حسن بنظره قاتله وهوه يقول بأشمئزاز
((انا زهقت وقرفت منك .. ملف إمبارح نستيه... واجتماع الجمعه اللي فاتت نستيه.... ومفتاح الخزنه ضيعتيه.... عميل مهم طفشتيه... ارحميني بقا... اسمعي يا سما... و اسمعيني كويس... انا من النهاردة هوظف سكرتيرة... ولو فكرتي مجرد تفكير انك تطفشيها زي غيرها... اقسم بربي... همشيكي انتي فاهمه))
ترك يدها بعنف... سما نظرت له بغضب... قالت له بعد أن ولاها ظهره
((انا تعبت... حرام عليك انا تعبت... انا شايله مسؤوليه مفيش راجل يقدر يشيلها.... وكل ده عشان إيه... عشان اسمع منك كلمه كويسه... عشان اخليك دايما مرتاح... بس الغلط مش عليك انت... انا اللي غلطانه اني عملت كل اللي عملته عشانك.... نسيت نفسي... دفنت نفسي بالحيا عشان افضل جمبك.... بقيت انت بتعلي لفوق وانا بنزل لسابع أرض وكمان مش عاجبك..... خلاص يا حسن بيه براحتك.... عايز تستغني عني وتوظف ناس مكاني اتفضل... انا سايباها لك وهغور من وشك للأبد))
سما كانت ف شده الغضب.... خرجت من الحديقه.. وتوجهت للباب... تمنت ان يوقفها... إن يركض خلفها
ان ينادي عليها حتي... لكنه لم يحرك ساكنا.... ركضت سما بسبب شعورها بخيبه الأمل الموجعه
خرجت من الفيلا... وركضت ع الطريق الحجري... لكن فجأه... سما تلقت لكمه قويه ف وجهها... صرعتها أرضا فاقده الوعي
************************
ف شقه عمار.... خرجت نورهان من الشرفه... وهيه ترتدي وجهها المزيف ... الحبوب المقززه والأنف الضخم نسبياً... والحواجب الكثيفه... وعدسات العين السوداء
.... صدمت بعمار يخرج من غرفته
نظرت له برعب... وقالت
((انت جيت أمتي... خضتني))
عمار بقرف(( لا يا شيخه خضيتك.... هوه انا هستأذن أمك عشان اجي بيتي ولا إيه ))
بلعت اهانته وربعت يدها ع صدرها وقالت بثبات
((اسمع يا عمار انا من إمبارح مستنياك ترجع... ف كلام مهم لازم نتكلم فيه... انا... انا هشتري شركتي النهارده عشان ابدا شغل... بس الأول... ف موضوع مهم لازم ناخد فيه قرار... عمار انا عايزه اتطلق مفيش داعي اننا نفضل مكملين التمثليه دي... من فضلك تطلقني... انا عايزه ابتدي حياتي واشوف مستقبلي))
عمار نظر لها وضحك بأستفزاز وقال
((لا حلوه دي منين هتشتري شركه.. ومنين عايزاني أطلقك... انتي فاكرنا عبط انا وابويا وجدي... فاكره ان عشان ما انتي دارسه قانون.. فاكره انك هتختمينا ع قفانا... اسمعي بقا يا حلوه... هه... حلوه قال... اسمعي يا أستاذه القانون... جدي مش مغفل عشان يسلمك فلوس وأراضي ومصانع عيلتنا كده عادي... اللي انتي ما تعرفيهوش والمحامي المحترم غفله عنك... إن انتي مش من حقك تسحبي جنيه واحد من البنك غير بموافقتي انا وبس... هتقولي لي ازاي هوه انا قاصر هقولك يا ابله جدي حط البند ده ف العقد اللي مضيتي عليه بأستلام ورث أبوكي... عشان ما تفكريش تبيعي املاكنا ولا تدخلي شريك علينا... دا انتي بجد عبيطه اوي انتي فاكره اني اتجوزت واحده زيك ليه... عشان ما تفكريش تبيعي يا أبله... والورث اللي خدتيه ده... خلاص بقا حقي انا... انا أقدر اتحكم ف كل قرش بأسمك... واقدر اتصرف ف نصيبك ف الشركات والمصانع والأراضي كمان... من غير موافقه جنابك... يعني بمنتهي البساطه انتي ما خدتيش اي حاجه مننا... بس.. جدي قالي لو حضرتك عايزه فلوس اديكي... عايزه تشتري شركه وتفتحيها للمحاماة معنديش مانع.. عايزه تشتري لنفسك بيت تعيشي فيه وتغوري من وشي .. أتمني... بس إنما مليم واحد تاخديه لحسابك الخاص... أنسي... مش هتعرفي تتصرفي ف قرش من غيري ولو مش مصدقه... عندك المحامي... اتفضلي انزلي اسأليه))
عمار نظر لها بسخريه وتوجه لباب الشقه.... نورهان نظرت له وهيه غير مصدقه... هل هذا صحيح؟؟؟
هل فعل جدها هذا بها؟؟؟؟ نورهان انهارت من البكاء... لم تستطع التحمل... شعرت ان كل ما فعلت ضاع هباءا
هاتفها كان يرن بأستمرار... لكنها لم تملك القوه ع الرد.... نظرت ف الهاتف... رأت إشعارات رسائل
تقول بأن هذا الرقم يحاول الاتصال بك
كانت كلها من عمار يتصل بها .. لكن رقمه ع القائمه السوداء... نورهان نظرت لرقمه
واحتل الغضب قلبها.... مسكت هاتفها... وقذفته بقوه عرض الحائط تحطم لقطع
عادت تبكي بلا توقف... ولا رحمه ل عيناها
********************
ف سياره محمود
نور كانت تقود له السياره... لم يأخذ محمود اي
حرس آخرين معه ف نفس السياره.. كانت سياره الحرس الآخرين تسير خلفهم
نور وصلت لشركه محمود... كما وصف لها العنوان... خرجت مسرعه من السياره وفتحت له الباب بأحترام
خرج محمود وقال لها
((هتفضل هنا يا نور مع باقيه الحرس ولو عوزتك هتصل بيك))
محمود كان ف انتظاره بعض الموظفين والمدراء... رأتهم نور يستقبلونه عند باب الشركه
سار محمود بينهم بكل شموخ... شعرت نور بغصه غريبه ف قلبها.... شعرت بأهميه محمود... ونفوذه
كانت سعيده نوعا ما لمعرفتها بهذا الرجل الغامض ذو الشخصيه القويه... وسعيده اكثر لأنها استطاعت ان
تكسب احترامه وثقته.... وقفت نور مع الحرس.. وتبادلوا أحاديث مختلفه... لكن عندما تحدثوا الرجال
عن النساء ... نور ابتعدت عنهم.... ودخلت الشركه بحجه أنها ستذهب للحمام
أعجبت نور بجمال الشركه وفخامتها وموظفيها الانيقين... سألت نفسها بتعجب
((كل ده من تجاره السلاح... ياااااااه... للدرجة دي الفلوس بتعمل المعجزات... مش قادره أصدق وربنا... ياتري شغلي معاك يا محمود هيوصلني لربع مركزك... يالهوي يانور لو بقا عندك شركه وناس وحرس زي دول... واااو))
نور لم تنتبه ع محمود الذي رآها وتقدم نحوها... جفلت عندما ربت ع كتفها... قال لها
((إيه اللي موقفك كده يا نور... حد ضايقك ف حاجه... ولا عايز مني حاجه))
نور بأرتباك((هه.. لأ ابدا... انا بس كنت رايح الحمام))
محمود((طب تعالي... انا كمان رايح))
برقت بعيناها... لكنها سارت بجواره.... ف الحمام.... محمود ذهب للمغسله... فتح الصنبور
ووضع يده تحت الماء وتسمر ع هذا الوضع.... نور كانت تنظر حولها ولا تعرف ماذا ستفعل الأن؟؟؟
وهيه ف حمام الرجال... اقتربت من المغسله وغسلت يدها كأنها أنتهت.... نظرت لمحمود وجدته عابس الوجه
قالت له بتردد
((باشا... مالك.... ف حد مزعلك ولا إيه))
نظر لها محمود بشرود... وقال
((مش عارف يا نور واللهي... ابويا وجدي ضغطين عليا أوي... عايزني اتجوز.... ابويا قالي ان جدي عايزني ف البلد... انا زهقت من زنهم.... محسسني اني شاب مراهق هضيع فلوسي ع النسوان ... وانا اصلا ما بطقش حاجه اسمها ست.... صنف اصلا ما يتعاشرش... انا مشغلهم عندي مجبر... بس لو عليا ... امحيهم من ع وش الأرض))
نور نظرت له وشعرت بقلبها يدق بغضب... قالت بشرود هيه الاخري
((عندك حق يا باشا.... الحريم دول هما اسوء حاجه خلقها ربنا... انا كمان نفسي يختفوا من الكون كله))
محمود نظر لها بتعجب وقال
((وده ليه بقا... ف واحده صدمتك ف حياتك.... طب انا عندي أسبابي اللي تخليني اكرههم اوي... انت بقا ايه اسبابك))
نور ردت دون وعي او تركيز
((أمي... امي اكبر مصيبه ف حياتي... ست خاينه... خانت ابويا واتسببت ف موته و اتسببت ان اخواتي راحوا و انا حياتي اتدمرت... عايز سبب ايه اكتر من كده عشان اكره جنسهم))
محمود((اخواتك راحوا يعني إيه))
نور((يعني راحوا.... ماتوا بقا ولا اتشردوا الله اعلم... الدنيا فرقتنا عن بعض... عارف ياباشا... انا لحد النهارده ولحد ما اموت هفضل ادور ع معلم قدري... هوه ده الراجل الوحيد اللي يعرف مكان أخواتي... هوه دا السبب اللي انا عايش عشانه حياتي... هدور عليه لآخر نفس فيا))
محمود بحزن عميق
((اوعي ترجع ف كلامك.... دور ع أخواتك لآخر نفس ف حياتك.... انا كمان عندي اخت بدور عليها... امي زي امك كده برضو.... بسببها اختي ضاعت للأبد... الله اعلم هيه عايشه ولا ميته ولا فين أراضيها... وأخويا احمد الله يرحمه... موته كان بسبب واحده.... وبسبب موته ده انا اشتغلت ف السلاح... وبقيت اكبر تاجر سلاح ف مصر ... عشان اخد حقه من البت وأبوها اللي كانوا السبب ف موته.... عاماً سيبك من الرغي ده كله.... انت ايه رأيك... ااقول لأبويا وجدي إيه عشان يحلوا عن دماغي ويبطلوا زن ع وداني ف حوار الجواز ده))
نور نظرت له بعمق وقالت بعد تفكير
((قولهم انك اتجوزت))
محمود بصدمه ((ايييييييه... قصدك ايه ياض))
نور((قصدي اللي وصلك.. قولهم اتجوزت واحده بنت شريكك او اخت صاحبك... او واحده بنت ناس تليق بيك وخلاص... وهما هينزلوا من ع ودانك))
محمود ((لا يا راجل... وافرض .. لا مش افرض دا جدي هيطلب يشوفها فعلاً... وقتها اعمل ايه انا يا عم العبقري))
نور((ولا هتعمل اي حاجه... اتحجج لهم... قولهم انك مسافر بره مصر وأما ترجع هتروح لهم بعروستك.... وانت اتجوزتها بسرعه عشان الظروف جت كده... فكر ف اي حوار ولبسه لابوك وجدك وخلاص يا كبير))
محمود((ألبسه لابويا وجدي... دا انت طيب أوي... هوه جدي عبيط... دا دماغه سم.. دماغه توزن عشرين دماغ زي وزيك... بس الفكره حلوه مش وحشه... عاماً هقولهم.... ولما يطلبوا يشوفوها بقا... هبقا أدبر لهم أي واحده والسلام))
نور((اشطه يا باشا))
ابتسم محمود ع شعبيه نور ف الحديث... وتركها وخرج من الحمام
يتبع ف الحلقه 9