حصرين ع موقع المجد للقصص والحكايات
فريده احمد فريد
الوجه الآخر للقمر
الفصل الحادي والعشرون والثاني و العشرون
ف المطار.... اوصل الحرس محمود ونور الي المطار رفض محمود ذهاب الحرس معه كالمعتاد
اخذ نور فقط... تركوه الحرس وعادوا ... محمود مسك يد نور... سألته
(ع فين)
نظر لها بحده... اضطرت ان تصمت... دخل بها الحمام الرجالي.. نظرت مصعوقه.... قالت له وهم بالداخل
(انت جايبني حمام الرجاله ليه يا باشا)
محمود بزهق(اومال هنسافر إزاي كده يا حلوه... يلا خدي شنطتك وادخلي اقلعي الوش ده واقلبي ست... يلا خفي نفسك)
نور بتردد(وانت هتقف لي صح... عشان هخرج ست من هنا)
محمود وهوه يدفعها للحمام(اومال هسيبك وامشي يلا يا بارده)
نور بصوت منخفض
(وربنا مافيش ابرد منك يا شيخ)
دخلت وأغلق محمود عليها الباب.... محمود وقف أمام المرآه ليهندم نفسه... تفاجئ بخروج نور من الحمام
كانت ترتدي بنطال جينز.. وقميص حريمى جذاب... و تسدل شعرها الحرير ع اكتافها... محمود نظر
لها بأعجاب شديد... لكن اقتضب وجهه فجأة... نور كانت تبادله النظرات... وتري بوضوح نظره الرضا ف وجهه
لكنها تعجبت لما غضب فجأه... اقترب منها بغضب... عادت خطوه للخلف... مسكها من يدها بقوه
سألته بخوف (ايه عملت ايه انا دلوقتي بقا)
محمود وضع يده ع صدرها... نظرت له بفزع... لكنه مسك ازرار قميصها العلوية... كان يغلقها وهوه يقول
(بتستعبطي انتي صح... صدر امك كله باين.. دا انا جوزك لسه ما شفتهوش... فاكره نفسك راجل بصحيح)
محمود لم يعلم ما فعله كلامه بها... وغيرته عليها... شعرت بجسدها يمزقها شوقا إليه... لكنها تخشى ان تنساب
خلف مشاعرها... وتترك نفسها تغرق ف عشقه... فتعود نادمه حزينه... مكسوره القلب والفؤاد
محمود انهي غلق قميصها... وضع يده ع شعرها يرتبه بأعجاب... ابتسمت بخجل... قبلها ع خدها بسرعه
ومسك يدها وحقيبتها... و خرج من الحمام.... لكن نور تذكرت شيئاً مهمآ... قالت له
(محمود صحيح انا هسافر ازاي انا معنديش جواز سفر)
محمود أخرج جوازات السفر من جيبه... و أراهم لها... قال بثقه
(عملت لك جواز سفر بعد ما اتجوزنا... كده ولا كده كنت هاخدك وأسافر بعد ما نرجع من البلد... بس اهوه جت له مناسبه ... يلا... بلاش رغي... مش عايز اصدع بدري)
ضربته بخفه ع يده... أبتسم... وجرها جرا لبوابه الدخول...... ف الطائره... نور كانت تنظر للمضيفات
الحسنوات بغضب... كلما اقتربت أحدهما من محمود... كانت تغضب ووجها يحمر... كانت تمد يدها تمسك
يده بتملك... كان ينظر لها ويبتسم... لم تري ابتسامته بسبب نظراتها القاتله للمضيفات.... بعد مضي وقت طويل
نور شعرت بالملل... قالت له
(باشا... ممكن اعرف احنا رايحين نعمل ايه بالظبط معلش انا عارفه اني محشره.... بس ريحني)
مسك خدها بقوه... وقال بحده
(محمود... بس محمود... انا هنا جوزك وبس مش الباشا بتاعك... نور... مش عايز أمد ايدي عليكي بجد... انا محمود وبس)
أرادت الابتسام... لكنها هزت رأسها... تركها لكنه رأي الاحمرار ع وجهها بسبب قبضته القويه... دلك بأصبعه
خدها برقه لتعود الدماء مكانها ف خديها... نور اغمضت عيناها... وسمحت لتلك القشعريره المثيره
ان تنساب بداخلها... كان احساس ناعم... وشعور دافئ... عشقته نور... محمود أراد أن يقبلها... لكن وجود الناس
حوله منعوه من التهور.... لكنه اقسم ان ينفرد بها... ويجعلها زوجته روحا وجسدا... حتي إذا رفضت هيه
وفضلت بقاءها رجلا
نظرت له نور ليجيب عن سؤالها... تنهد محمود وقال
(ماشي يا زنانه... اللي لازم تعرفيه اني بهرب السلاح وعمي بيهرب الآثار ف بضاعتنا... اللي هيه الهدوم... انا بس رايح هناك عشان سيف باشا ابن عمي مخلصش الشغل ... انا هروح اخلص الأوراق المطلوبة عشان الشغل يتشحن... نقفله احنا عندنا ونصدره تاني ومعاه البضاعة.... بس انا هضطر احضر المعرض السنوي... الدعوه جت لنا زي كل سنه... وبما ان سيف مش موجود لازم حد فينا يروح وعمار ما بيحبش يروح لبنان من ساعه ما اخوه مات هناك... دا حوار هبقا احكي لك عليه بعدين... بس يا حجه دا الحوار كله... هخلص الورق واحضر المعرض.... وهنرجع ع طول... عشان جدي هيتجوز... تصدقي دي... جدي انا عايز يتجوز... واللهي عمار عنده حق جدي كبر وخرف)
نور لم تهتم بتجاره محمود وعائلتها.. تلك التجاره المهينه... بل كرهت ما سمعت عن جدها
هذا الرجل الصارم القاسي... الذي لم يسأل عنها او عن نسرين.... نور تذكرت الأن.. انبت نفسها بقسوه لأنها نست
اختها الصغيره التي حرمت منها وهيه رضيعه... مسكت يد محمود فجأة... محمود نظر لها... لكنه فوجئ
بها تبكي قال لها بلهفه
(نور... نور انتي بتعيطي ليه.... مالك يا نور)
نور مسحت دموعها الشارده وقالت له بقلب مكسور
(محمود انا عايزه اقولك ع حاجه مش عارفه تقبل تساعدني فيها ولا لأ)
محمود بأندفاع(نور... ف إيه... عايزاني اساعدك ف إيه بالظبط قوليلي وانا عنيا ليكي)
نور (محمود انا بدور ع راجل شغال ف السلاح والمخدرات وكل شغلانه شمال... الراجل ده اللي انا اتربيت عنده كام سنه قبل ما يرميني ف ورشه ميكانيكا... الراجل ده الوحيد اللي يعرف طريق أختي الصغيره.... محمود انا بس اللي عايزاه منك... انت بما انك يعني شغال ف السلاح... ما تقدرش تعرف لي الراجل ده فين دلوقتي... و إذا كان عايش ولا مات)
محمود باستغراب
(نور انتي مش بتقولي انك اتربيتي عنده سنين... ليه ما سألتيش عنه ف منطقته)
نور بحزن(سألت... سألت كتير... عرفت ان ف ليله المعلم قدري الحكومه دخلت عليه... بس ضرب عليهم نار هوه ورجالته.... الحكومه بادلتهم ضرب النار.. مات رجاله المعلم... وللأسف مراته وعياله اتقتلوا بالغلط من الحكومه... المعلم اتقبض عليه حي.. واتحكم عليه بالإعدام... بس هرب من السجن... اتقال انه اتعرف جوه ع راجل تقيل من اللي اتحبسوا ساعه الثوره... وان الراجل ده هوه اللي هربه و اتعاون معاه... وكان سبب ف قتل ظباط كتير.... لحد ما انتقم من كل ظابط وعسكري وأمين شرطه اتسبب ف قتل عيلته... وانه غير إسمه وشغال مع الراجل التقيل ده.. كان اسمه... اسمه.... نسيت اسمه خالص... بس هفتكره... دا كان راجل معروف اوي شغال ف الوزارة... كان مساعد وزير او هوه نفسه كان وزير وربنا ما فاكره دلوقتي... بس تقدر توصل له يا محمود)
محمود شرد قليلاً... تذكر أخيه الذي اغتيل ذات يوم وهوه ف مهمه رسميه... وتذكر اسم قاتل أخيه ووجهه جيدآ
نور هزت محمود... قال لها بغضب
(وده انا هعرفه إزاي يا نور... عايزاني اصور لك كل التجار اللي بتعامل معاهم عشان تتعرفي انتي عليه)
نور بجديه
(هيه فكره حلوه... بس انا عايزاك بعد حوار جدك... تعمل إجتماع للتجار بتوعك كلهم... كأنك عايزهم ف حاجه مهمه بخصوص سلاح جديد... وبكده كلهم هيتجمعوا ف مكان واحد.. وانا هشوفهم كلهم بما اني الحارس بتاعك... و هعرفه... انا بس عايزه اشوفه.. دا كل اللي انا عايزاه منك)
نور نظرت له وجدته مصعوق من كلامها... سألته
(مالك انا قلت حاجة غلط)
محمود بصدمه (انا إزاي مخطرتش فكره زي دي ف دماغي... انا لو عملت كده.. مش بعيد تجار تانيه تحضر... هنشر إشاعه بينهم و كل التجار هيجوا الاجتماع ده... و يمكن... يمكن قاتل اخويا يظهر بينهم)
نور بصدمه(قاتل اخوك.... قصدك ايه يا محمود)
محمود نظر لها... اغمض عينه بألم... وعاد برأسه للخلف... قال لها كأن ما سيقصه عليها حدث منذ ساعات وليس سنوات
(انا عمري ما كنت كده... كنت مدير مجموعه محترم... وليا سمعتي... بس ف يوم جاني خبر أخويا أحمد... اتقتل وهوه ف مهمه ... كان ظابط شاطر أوي... بس ولاد الحرام قتلوه.... اتعمل له كمين هوه وصحابه واتفجروا كلهم... بس أخويا قبل ما يموت... كتب بدمه اسم القاتل... و الحكومه عرفته... انا شفت صورته... كان قاتل مأجور... شغال مع عصابات كتير ومطلوب دولياً... مالوش بلد معينه عايش فيها...... جنسيته الأصليه مجهولة.... كل بلد يدخلها لازم تحصل مصيبه كبيره... انا دخلت الشغلانه دي بسببه... واحد قالي ان الحكومه لو فضلت تدور عليه مليون سنه مش هتجيبه ابدا... مش هيجيب مجرم زي ده غير الناس الشمال... اللي شغاله ف السلاح والآثار والمتفجرات وكده... انا اخترت السلاح... عمي عشان طماع وكاره اننا نبقا اغني منه... تاجر ف الآثار... ولقي انها بتكسب كتير... واحنا كمان انا وابويا... كسبنا كتير من السلاح... بس انا مايهمنيش الفلوس ولا المكسب... كل اللي انا عايزه ألقي قاتل أخويا.. والرأس الكبيره اللي دبرت الحوار كله... كفايه عليا أختي اللي راحت زمان مع أمي ومحدش سمع عنهم حاجه تاني... لحد النهارده يا نور معرفش حاجه عن امي واختي ولا اعرف اذا كانوا عايشين ولا... ولا)
وضعت يدها ع يده... مسحت دمعه هاربه من عيناه... محمود مسح وجهه براحه يداه... قالت له
(حاسه بيك... انا اكتر انسانه ف الكون يحس بحرقه القلب ع الأخوات... انا خسرت اخواتي الاتنين... وامي اتقتلت أدام عنيا... وقبلها ابويا اتقتل برضو أدام عنيا... خسرت أهلي وكل ناسي... اتشردت واترميت ف الشوارع... نسيت طعم الأكل و الراحه والنوم... اتحرمت من العلام... و من الكلمه الحنينه... صدقني يا محمود انا اكتر واحده تحس بالمعاناه... ووجع القلب)
محمود رفع يده واخذها تحت ذراعها... لفت وجهها لصدره واجهشت ف البكاء... محمود احتضنها بقوه
تمسكت به الي ان هدأت نوعاً ما... مسح وجهها... و همس لها
(طول ما انا عايش وفيا نفس... مش هتدوقي طعم الحرمان من تاني ابدا... كل اللي نفسك فيه هجيبهولك... كل اللي بتحلمي بيه هحققهولك... انتي بس شاوري ع اللي بتتمنيه... وانا هوريكي انا راجل اد كلمتي ولا انا هلس واي كلام)
وجدت نفسها تقبل يده... وتقول بحب رغما عنها
(انا عارفه انك راجل... راجل اوي يا محمود)
محمود أراد أن يغيظها
(ايه يا بت الثقه دي اش عرفك اني راجل اوي... مش اما تجربي الأول)
ضربته بغيظ ع صدره... مثل الألم... ضحكت... وضربته مجدداً... ضربها ع مؤخره رأسها لتتوقف... قالت له
وهيه تمسك رأسها بمزاح
(رخم وبارد وتقيل... وايدك تقيله.. ها)
نظر لها بصدمه لكنه ابتسم... و أعاد رأسها لصدره
*********************
ع طريق السويس
نورهان كانت شارده وهيه تسير بسيارتها للسويس... لتحضر الفيديو من الشاهد... وتقنعه بشهادته أمام القضاء
وصلت للعنوان الذي أخذته من الرجل العجوز.... إتصلت بالشاب... و أذن لها بالصعود لبيته
صعدت إليه... كان مع أسرته الصغيره .. نورهان حاولت أقناعه بشتي الطرق ان يشهد ع ما رآه ... لكنه
توسل لها أن ترحم ضعفه... خوفه ع أسرته أجبره ع قتل ضميره.. نورهان اضطرت ان تتركه... نهضت لتخرج من بيته... لكن
فجأه اندفع باب البيت عليهم... دخل رجال ضخام... كان من الواضح من هيئتهم... انهم عصابه ما
وقف الشاب مذعور هوه وأسرته و نورهان... قال الشاب
لرجل منهم
(ف إيه... ف إيه يا معلم أحمد... إحنا ما عملناش حاجه)
اقترب هذا الرجل و خطف حقيبه نورهان وبدأ يفتشها وهوه يقول بصوت غليظ
(أخرس ياض... مين البت دي وجايه عندك ليه)
نورهان كانت تراقب هذا الرجل والغضب ينهش فيها.... أرادت الاعتراض لكن الشاب نظر لها بتوسل
نورهان اضطرت ان تلزم الصمت وتكتم غضبها وحنقها بداخلها كي لا تؤذي هيه او تلك الأسره الفقيره
قال أحمد بتهديد
(انطق ياض البت دي من طرف كرم... جايه هنا ليه يا حلوه.... جايه تقنعيه يشهد ع ابن المعلم... انطقيييييي)
لكن المرآه العجوز ام الشاب عبدالله ... قالت بصوت خائف
(يابني ما تظلمناش... دي تبقي بنت اختي اللي ف مصر... جايه تزورني وتأخد فلوس لأمها عشان تعبانه ... مالهمش حد غيرنا يابني)
نظر لها الرجل الغليظ بغضب وعدم تصديق... لكنه ألقي بحقيبه نورهان ع الأرض... وقال لها بتهديد
(بنت اختك... ماشي ..تمام..... هنعرف يام عبدالله.... و ياويلك انتي وعيالك لو طلعتوا بتكدبوا عليا.... يلا يا رجاله)
خرج هذا الغليظ مع رجاله... نورهان نظرت للاسره ولعبد الله ... وقالت بتوتر
(ايه ده... ايه اللي حصل هنا ده.. انتوا محتلين ولا إيه... فين الحكومه.... انتوا ازاي سايبين البلطجيه دول يعملوا فيكم كده)
ردت الأم بوجع
(يابنتي احنا ناس غلابه وع اد حالنا... الناس دول كبار المنطقه وحكمينها.... و المعلم اللي ابنه قتل كرم هوه وصحابه.... دا يبقا راجل تقيل اوي وليه معارف كبيره ف البلد... احنا مش ادهم يا بنتي... إلا صحيح فين الفلاشة اللي عبدالله ادهالك اوعوا يكونوا لقيوها ف شنطتك تبقا مصيبه هيرجعوا يخلصوا ع ابني هوه كمان )
نورهان قالت تطمئنها رغم شعورها بالغضب
(ما تخافيش يا أمي الفلاشه ف جيبي... انا همشي دلوقتي و بإذن الله هخلصكم من الناس دي... انا مش هسكت ع الظلم والافتراه ده ابدا)
ودعتها العائلة... اوصلها عبدالله لسيارتها كي لا يثير الشكوك حولها..... سارت نورهان ف طريق العوده
وهيه تفكر ف تلك الأسره... و هؤلاء البلطجيه... شعرت بوخز يهزها... شعرت انها كانت محقه عندما درست القانون
واصبحت محاميه... كانت تكره الظلم لأنها تعرضت له منذ صغرها .... تمنت ان تحارب الفساد والظلم وتظهر الحق وتنصره
شعرت ان تلك القضيه هيه قضيه عمرها... إذا انتصرت فيها .. سيكون اكبر وأهم انتصار ف حياتها كلها
ع الطريق... نورهان شعرت بالتعب.والجوع... تذكرت انها وضعت الطعام ف حقيبه ... بحثت بعيناها عنها
لم تجدها حاولت إيقاف السيارة لتبحث عن حقيبه الطعام..... لكن... السيارة لا تتوقف... حاولت جذب فرامل اليد
لكنها تعطلت هيه أيضا.... نورهان نظرت للطريق أمامها وحولها برعب... كانت الصحراء تحيط بها... و الوقت متأخر
شعرت بالضياع والخوف... ماذا ستفعل الآن؟؟؟ كيف ستوقف السيارة؟؟؟؟ حاولت ضغط الفرامل مجددا لكن بلا فائدة
انهارت اعصابها... بكت ... كانت ترتجف بقوه خوفا مما سيحدث الأن... مسحت دموعها بتصميم.... و دارت بالسياره
لداخل الصحراء.... بحثت بعيناها عن تبه صغيره رمليه لتصدم فيها السيارة... و توقفها... بالفعل رأت هضاب
رمليه أمامها... وجهت السيارة إليهم.. لكن... انقلبت السيارة بسبب سرعتها واندفعها... نورهان صرخت.. صرخت برعب
فجأه توقفت السياره عن الدوران ف الرمال.... توقفت رأسا ع عقب... نورهان لم تفقد الوعي
شعرت بالدماء تسيل ع وجهها... قاومت حتي لا تغيب عن الوعي... خافت ان تنفجر بها السيارة كما رأت
ف الأفلام... فكت حزام الأمان... سقطت ع رأسها ... زحفت للخارج من النافذة.. كانت تتنفس بصعوبة
شعرت بالألم رهيبه ف جسدها... لكن لم تؤذي بشكل جدي.... كانت بعض الخدوش ع وجهها و قدمها... و التواء خفيف ف ذراعها
وقفت بصعوبة... نظرت للسيارة.. تفحصتها بعيناها لم تجد تسريب للبنزين... حمدت الله... لكنها نظرت حولها
واحتلها رعب وذعر.... الصحراء حولها من كل إتجاه... والهواء البارد يصفعها بقوه.... كانت ترتجف رغم
حراره جسدها بسبب الانفعال... لم تدري كيف ستتصرف الأن... لكنها سرعان ما انبت نفسها
لضعفها و جبنها المبالغ فيه... انحنت للسياره بحثت عن هاتفها... وجدته ملقي .. كان مكسورا لكنه يعمل
حمدت الله كثيراً... و فتحته... اتصلت ع عمار... لم تفكر للحظه... لما هوه بالذات من تتصل به... رد فوراً
(نعم... عايزه ايه تاني)
نورهان بصوت مرتجف قلق
(عمار... عمار انا عملت حادثه... ألحقني والنبي)
انتفض واقفا وقال بخوف حقيقي
(بتقولي ايه.. ازاي دا حصل... انتي كويسه طب)
نورهان(الحمد لله.. انا لحد دلوقتي كويسه... بس يا عمار انا ف الصحرا... العربيه اتقلبت بيا... المهم دلوقتي تعالي ألحقني لأحسن حيوان يطلع لي من اي حته)
عمار بقلق و رعب
(طب يا نورهان انا جاي لك... بس العربيه عندك سليمه ولا جرالها حاجه)
نورهان بعصبيه
(عربيه ايه بس يا عمار ما تولع العربية... دا اللي همك دلوقتي يعني)
عمار بغضب وهوه يتجه لخارج الفيلا
(يا بقره انتي انا قصدي لو ينفع تقعدي فيها... تستخبي يعني لحد ما انا اوصل لك... بدل ما حاجه تطلع لك وانتي لوحدك... ينفع ولا لأ)
نورهان بخوف
(مش عارفه يا عمار... هيه باظت خالص... بس ممكن ادخل استخبي فيها... بس انت تعالي بسرعه)
عمار(ماشي انا ركبت عربيتي اهوه... انتي فين بالظبط طيب)
نورهان(مش عارفه بالظبط... بص انا هبعت لك موقعي ع الواتس اب وانت امشي عليه بالظبط.. ماشي... بس بسرعه والنبي لأحسن انا ميته ف جلدي من الخوف)
عمار بجديه
(ماشي واللهي انا هأجي لك بأسرع ما يمكن... بس انتي اوعي... اوعي يا نورهان تطلعي ع الطريق... خليكي جوه العربيه... ولو ف فرش للعربيه عندك ف الشنطه... ياريت تطلعيه وتغطي العربية... وانا كل شويه هكلمك لحد ما اوصلك... خلي بالك من نفسك اوي)
نورهان (حاضر... حاضر يا عمار)
نورهان اغلقت الهاتف معه... وارسلت له موقعها ع الواتس.... و نفذت كلامه... بحثت
عن غطاء السياره... وجدته ف حقيبه السياره... فتحتها بصعوبة بسبب تهشم الحديد والصاج.... لكنها نجحت ف استخراجه
غطت السياره واختبئت بداخلها... كانت تتكوم ع نفسها... خوفا وبردا... و أيضا لضيق المساحه....
مرت الدقائق واللحظات كالسنوات عليها... كانت تسمع أصوات ذئاب الجبل... تحاوطها من كل إتجاه
هيئت لنفسها بسبب شعور الخوف... إن الأفاعي الضخمه تحيط بسيارتها... و الذئاب تعوي بجوارها
و حيوانات مفترسه تحاول الوصول لها... نورهان بكت بسبب تلك الايحاءات... لكن فجأة... سمعت.. سمعت صوت حقيقي
يقترب منها... صوت جعلها تبكي بهستريا وخوف... وفجأه اقتربت الأصوات منها... وبدأ الغطاء يتحرك
نورهان لم تحتمل اكثر.. صرخت بحده وصوت عالي... فجأه ظهر عمار.... دخل إليهاف السيارة... فزعت لكنها
ضحكت بين دموعها.. وارتمت ف حضنه... عمار أغلق يداه عليها ليهدأ من روعها.... بعد قليل ابعد وجهها عنه
ونظر لعيناها الخضراء الاشبه بالزيتون الصافي.... مسح دموع عيناها... وقال بصدق عميق
(ما تخافيش... حقك عليا عشان اتأخرت عليكي.... بس كنت طاير وربنا ع الطريق... الحمدلله انك كويسه... تعالي... تعالي يا نورهان)
لم ترد عليه.... شعر عمار بأنتفاض جسدها بين يداه... فلم يبعدها عنه.... أخذها للسياره... اجلسها واحكم
حزام الأمان حولها... نظرت له و أسندت رأسها ع الكرسي... ركب مكانه... ونظر لها... وجدها مرهقه.. خائفه.. لاتزال ترتجف
عمار نزع جاكيته... و وضعه عليها كغطاء... نظرت له وابتسمت بضعف... عمار قطب جبينه عندما رأي
خيط دماء ضعيف يسيل من جانب رأسها.... اخرج مناديل ورقيه... ومسح وجهها... نورهان اغمضت عيناها
وتركته يعتني بها..... عمار شعر بالقلق عليها... لانه بحث عن مصدر الدم ولم يجده.... خشي ان يكون
أصابها نزيف داخلي... ف انطلق بالسيارة بسرعه.... نورهان نامت طوال الطريق... لكنها استيقظت ع هزه خفيفه
فتحت عيناها وجدت مشفي أمامها... عمار كان يقف ع الأرض بجوارها... قال لها
(تعالي لازم نتطمن عليكي)
نورهان بأستغراب
(عمار انا كويسه)
عمار بتصميم
(اش عرفك انك كويسه... تعالي)
لم يفسح لها مجال للاعتراض... فوجئت به يحملها من مقعدها تشبثت بعنقه... و وضعت رأسها ع صدره
عمار اجري لها كشف شامل ليتأكد من سلامتها كليا... زفر بأرتياح عندما سمع من الطبيب انها بخير
ضمدوا لها الجراح السطحية.... أخذها عمار بعدها وعاد بها للسياره... سار بها قليلاً... لكنه
تذكر فجأة.. انه لا يعيش مع زوجته تحت سقف واحد... أوقف السياره ... نظرت له بتساؤل
نظر لها.. سألته
(مالك ف إيه)
عمار(هتروحي ع فين يا نورهان)
نورهان لم تفهم قصده تلك اللحظه ردت بتلقائيه
(هرجع بيتي هروح فين يعني)
عمار نظر أمامه بغضب... تحركت عضلات فمه بعصبيه واضحه... ضغط بنزين بقوه... اندفعت السياره للأمام
نورهان فهمت الأن ف تلك اللحظه ما كان يقصده عمار بسؤالها... فهمت انه سامحها وأرادها ان تعود لبيته
كانت ستتكلم لتوضح سوء الفهم هذا... لكن فجأه كرامتها منعتها... قالت لنفسها بصوت اشبه بالصراخ
(عايزه تقولي له فهمتك غلط... عايزه تعرفيه انك عايزاه... وانك .. انك مشتاقه له... عايزه تقولي له محتاجك ف حياتي... عايزه ايه يا نورهان.... نسيتي... نسيتي بسرعه كده انه رماكي... نسيتي انه بيحملك ذنب امك ومش شايف انه غلط ف حقك لا هوه ولا ابوه ولا جده... مش شايف انه ظلمك وعايرك واتجوزك عشان يذلك و يحافظ ع فلوس جده و يزود كمان رصيده هوه وأبوه... فوقي.... فوقي بقا... فوقي مستنيا ايه منه... هوه لو عايزك ترجعي له بصحيح كان هيأخد رأيك ياختي... كان خدك ع طول حتي لو انتي معترضه... دا عمار الأنصاري.... مفيش حد ولا اي حاجه تقف وشه... واللي هوه عايزه بيأخده ... انتي ناسيه انك كنتي بتأبعي أخبارهم وانتي بتدرسي... وانتي بعيده عنهم وما يعرفوش عنك حاجه.... نورهان... انا مش عايزاكي تنتقمي منه ولا من جدك ولا من حد... انا بس عايزه اعيش... عايزه احس براحة ولو ليوم واحد... نسيتي الليالي اللي سهرتيها بتعيطي بسببه... كنتي مستنيا انه يدخل عليكي ف اي لحظه ويأخدك ف حضنه ويقولك تعالي معايا انتي مراتي مكانك ف حضني.... فضلتي تحلمي بالكلام ده ليل ونهار لحد ما مشاعرك ماتت... ارحمي نفسك يا نورهان لأن محدش هيرحمك... روحي بيتك واقفلي ع نفسك واقعدي عيطي طول الليل... يمكن نار قلبك تهدي... يمكن تنسيه ما البعد والحزن بيعملوا الجفا)
نورهان لم تنتهي من صراعها مع نفسها... لكن قاطعها صوت عمار الجاف الحاد
(امشي منين ..... فين بيتك يا أستاذه)
شعرت بقلبها يتمزق... فعلاً هوه لا يريدها... يريد فقط أن يتخلص منها... شعرت انه لايزال يشمئز من قربها
منه حتي بعدما أزالت تنكرها للأبد... احتلها الغضب و الحقد من جديد تجاهه... قالت بنفس الجفاء
(كمل مشي .. أمشي من هناك وانا اقولك ع الطريق)
نظروا لبعض بغضب شديد.... نظراتهم كأنها شعله لهيب... يمكن أن تحرق اي احد يقترب منهما
وصل لمنزلها... أوقف سيارته أمام الباب الحديد... نزلت دون أن تنظر له حتي... دارت حول السيارة
وقفت امام نافذته... قالت بكبرياء.. وتكبر
(شكرأ واسفه اني ضيعت لك وقتك)
نظر لها عمار نظره ناريه حارقه. ضغط البنزين بقوه انطلقت السياره كالصاروخ من أمامها...
يتبع ف الفصل22
الوجه الآخر ***للقمر
الفصل الثاني والعشرون......
ف إحدي الفنادق الفاخرة ف لبنان
محمود اخذ مفتاح الجناح الخاص الذي حجزه من قبل
يسير محمود ونور وامامهم عامل الفندق يحمل الحقائب... محمود لاحظ ان نور تسبقه بخطواتها الرجوليه
اسرع خطواته ليسير بجوارها... لكنها تصر ع ان تسبقه ف السير... محمود مسكها من ذراعها بقوه.... وقفت تنظر له بأستغراب
محمود بعصبيه وصوت منخفض
(انتي بتعملي ايه.. ما تمشي جمبي انتي ماشيه ادامي ليه)
نور زمت شفتيها بضيق... قالت له
(محمود انا... انا بس عايزه أأمن المكان.. صحيح انا عايزه سلاح)
محمود تملكه الغضب من تصرفاتها... قال بحده
(نور انتي هنا مراتي مش الزفت الحارس... امشي جمبي... هنا مفيش خطر عليا... ولو في... انا مش هسيب مراتي تدافع عني... ايه يا ابله مش شايفاني راجل اقدر احمي نفسي واحميكي ولا إيه)
نور بلعثمه(محمود انا مقصدش)
محمود(ولا تقصدي امشي جمبي واهدي شويه)
سارت بجواره وهيه تشعر بغضبه الذي يظهر ف تصرفاته وحركاته.... وصلوا للجناح
نور كانت معجبه بجمال الغرف و الفندق والمكان ككل... لكنها لم تتحدث لعلمها ان محمود غاضب منها
اجري محمود بعض الاتصالات... عاد إليها وقال بجفاء
(بكره هنروح الشركه عشان اخلص كل المطلوب...وهنعدي ع المعرض بتاعنا.... ع وبليل هنحضر المعرض عشان نخلص من الحوار ده بقا)
نور هزت رأسها ... قالت له وهيه تنظر حولها
(باشا... انا هنام فين أومال)
محمود تعجب للحظه.. لكنه أشار بزهق ع احد الأبواب... وقال
(نامي هناك ف الاوضه دي... خدي شنتطك ع هناك...غيري هدومك وتعالي عشان ننزل نتعشي)
اؤمت له... وذهبت للغرفه المجاوره له... اخذت دوش سريع وبدلت ملابسها ... ارتدت ملابس بسيطه
بنطال جينز... و باضي يليق به.... عادت لمحمود كان ف كامل اناقته كالعادة.... ابتسمت له ورفعت له يدها.... وقالت كأنها هيه الرجل
(يلا خلينا ننزل)
محمود تعصب من طريقتها ف معاملته... كره ان تظل نور تنظر له ع انه سيدها وهيه مسؤوله عن حمايته وحراسته
لكنها عنيده صعبه المرأس... نظر لها بغضب... تعجبت من عصبيته... لكنها لم تتحدث.. أنزلت يدها
نظر لها بكبرياء... و تقدمها.... سارت خلفه وهيه تتفحص المكان بعيناها
وصلوا لمطعم الفندق... محمود طلب الطعام لكلاهما ولم يسألها ماذا تحب أن تأكل؟؟؟؟ غضبت من تصرفه المتعمد ف تجاهلها
تناولا العشاء وهما ينظرا لبعض بغضب.... لكن دون التحدث ... انهوا الطعام وعادوا سوياً للجناح
محمود دخل غرفته الرئيسية... وأغلق الباب ف وجهها متعمدا... استشاطت غضبا... ركلت الباب بقدمها بعنف
فتح محمود الباب ... ذعرت منه.. وجدت نفسها تبتسم بغباء ف وجهه....استدرات كالانسان الآلي و ذهبت الي غرفتها.... محمود نظر لها بدهشه... لكنه أبتسم و أغلق الباب
*************************
ف صباح اليوم التالي... ف شركه حسن
سما كانت تقف أمام عارضه الأزياء التي تعمل معهم ف الشركه... كانت توضب الفستان ع الفتاه
استدارت لحسن... وقالت له
(كده كله تمام... احنا كده جاهزين لعرض النهارده...)
وقف حسن واقترب من الفتاه وتفحص الفستان بعنايه... سما شعرت بالغيرة تنهش قلبها من جديد
الفتاه كانت تنظر لحسن وتتمايل بخصرها النحيل لتثير إعجابه... حسن لم يهتم بنظرات الفتاه له
كان يهتم فقط بالعمل..... اثني ع سما بجفاء... تكلم مع فريق العمل اللذين يجلسون معهم ف غرفه مكتبه
تحدثوا عن العمل وعن اهميه المعرض السنوي الذي سيقام الليله ف فندق ضخم.... طلب منهم حسن
ان يهتموا بباقي العمل... وطلب من سما ان تتوجه الان للمعرض لتجهيز كل شئ
سما نظرت له واؤمت موافقه..... شعر كل الموظفين بالتوتر الواضح بين حسن وسما... لكن لم يعلق أحدهم
*********************
ف فيلا نورهان... كانت بداخل مكتبها ف بيتها... كانت تراجع أوراق قضيتها... التي ستترافع فيها بعد ساعات
لكن سمعت صوت ف الخارج... انتفض قلبها من الخوف... لان الصوت كان بداخل بيتها
وقفت بهدوء... و تسللت لباب غرفه المكتب... فتحته فتحه بسيطه... لكنها اغلقته بسرعه... رأت رجال لم تنسي وجههم البشعه للحظه
كانوا خمس رجال.. من بينهم رجلان رأتهم ف بيت عبد الله.... ف السويس... انتفضت مكانها وهيه تتخيل
ما سيفعلون بها.... من المؤكد انهم هنا بسبب تلك القضيه.... نورهان لم تعرف كيف ستتصرف
سمعت احد الرجال يقول بصوت منخفض
(مش ف اوضتها يا بهاء.... انا دورت كويس)
رجل اخر(ومش ف المطبخ... هتكون فين دي احنا مراقبين البيت من إمبارح مستحيل تكون خرجت وما شفنهاش)
قال اخر(بطلوا هري ع الفاضي... تلاقيها هنا ولا هناك... البيت كبير... دور ياض انت هناك... وانت اطلع دور فوق... وانتوا هناك .. وانت ف الاوضه دي)
شعرت نورهان انه أشار ع مكتبها لأنها سمعت صوت خطوات تقترب منها
ذهبت لمكتبها بهدوء... خطفت الهاتف... وعادت مسرعه لمكتبتها الصغيره... كان لها ارفف لها أبواب صغيره
نورهان فتحت باب صغيره وحشرت نفسها بصعوبة بالغه ... لكنها شعرت ان باب المكتبه لن يغلق بسبب حجمها الذي لا يناسب درفه مكتبه
مسكت هاتفها واتصلت ع الشرطه... لكن المجيب الآلي رد عليها... تحدثت بصوت منخفض جداً بعدما رد عليها احد ما
(الو... انا اسمي نورهان... انا ف حراميه ف بيتي.. ارجوكم حد يلحقني... هيقتلوني )
رد رجل ع الطرف الآخر قال ببرود
(حراميه وهيقتلوكي.. طب احب اعرفك ان المكالمه دي بتتسجل يعني لو بتهزري ولا حاجة هتتعرضي لمسأله قانونيه)
نورهان بغضب(بهزر ايه... انا هكلمك واهزر معاك ليه انت... بقولك ف حراميه... حراميه بتسمع منين انت... انا هموت ف اي لحظه... انا مستخبيه... ألحقني ابعت لي حد دلوقتي)
رد بنفس البرود (ابعت لك حد... مش لما اعرف اسمك وسنك وعنوانك ورقم بطاقتك)
نورهان بغضب اعمي
(انت بتهزر صح بتهزر ولا بتستعبط)
الرجل بغضب(بستعبط)
أغلق الهاتف ف وجهها... نورهان صدمت..
(الو.. الو... انت يا... منك لله يا شيخ اتصرف انا إزاي دلوقتي)
نورهان سمعت باب الغرفه يفتح بهدوء.... وضعت يدها ع فمها بخوف تكتم تنفسها... رأت الرجل يدور بوجهه
ف أنحاء الغرفه.... لكنه لم ينظر الي المكتبه التي بجواره مباشره.... نورهان كانت تستعين بالله ف سرها
خرج الرجل وترك الباب مفتوح خلفه... نورهان حمدت الله وتنفست الصعداء... سمعت أصواتهم يجولون ف الطابق الثاني
انقبض قلبها مجدداً... لم تفكر كثيرا... طلبت رقم عمار ويدها ترتعش.... لكنه لم يجيبها... طلبته مجدداً لكنه لا يجيب
نورهان شعرت بدموعها تنهمر ع خدها... خشت ان يسمع أحدهم بكاءها.... بعثت رساله صوتيه لعمار
(عمار والنبي ألحقني... ف ناس ف بيتي الناس دول انا شفتهم إمبارح ف السويس... دول بلطجيه مجرمين... اكيد جم ورايا بسبب القضيه اللي انا مسكتها... عمار انا خايفه.... عمار هيقتلوني.. انا مش عايزه اموت الموته دي... دول قتلوا شاب ف عز النهار... يعني مفيش عندهم رحمه ولا يعرفوا ربنا... عمار والنبي ألحقني... انا هموت من الرعب... انا مستخبيه منهم... بس هيلاقوني... هما قالبين البيت عليا... عمار... عمار لو مش عايز تساعدني اطلب لي البوليس.... انا كلمتهم... لكن... لكن... عمااااار)
سقطت نورهان ع ظهرها من الدرفه الصغيره.. اختل توازنها وسقطت.... سقط الهاتف من يدها... سندت ع الأرض لتنهض بسرعه.... لكنها
بسبب خوفها وتوترها ... سندت ع هاتفها... دمرت شاشته... جرحت يدها ... وقفت مسرعه وهيه تجمع شتات نفسها
اخذت نفس طويل ومسحت وجهها... تأكدت انها الان وحدها عمار لن يأتي لها... والحكومه سخرت منها
شعرت بالوحده والعجز والضياع... كانت مرتعبه من هؤلاء المجرمين... لكنها لم ولن تيآس... نظرت حولها لم تجد
مكان تخبئ فيه نفسها... وما يرعبها اكثر انها رأت من نافذه تلك الغرفه... رأت رجال يقفون بالخارج يبحثون عنها
اخذت نفس عميق... بسبب ضربات قلبها المتسارعه... وتوجهت للباب... نظرت منه لم تري أحدهم
ركضت بخفه للمطبخ.... لكنها سمعت صوت أحدهم... اختبئت بجوار غساله الأطباق القديمه كانت كبيره ف حجم غساله الملابس
تسللت وهيه ع ركبتيها.... وخرجت من المطبخ.... توجهت للصالون.... اختبئت خلف الاريكه
لكنها رأت انها مكشوفه.... نهضت ووقفت خلف الستارة.... كانت ترتجف كورقه ف مهب الريح
جسدها وشفتها ترتعش بشده.... تضع يدها ع فمها تمنع خروج اي صوت منه
طال بقاؤها خلف الستارة... هيه تسمع أصواتهم... سمعت صراخ مرعب لأحدهم
(هتكون راحت ف انهي داهية... ااقلبوا البيت عاليييه واطيييه لحد ما تطلعوها لي.... هيه ف البيت مخرجتش... سامعين مخرجتش.... هيه سمعتكم يا أغبياء.... ومستخبيا منكم... دوروا عليها... وإلا هرجع للمعلم من غيركم... هقتلكم كلكم هنا مكانكم سامعيييييبن.... يلاااااااااا )
كلامه وتهديده الصارم جعلوا الدماء تتجمد ف عروقها... تسمع صوتهم حولها فوقها ف الخارج... أخيراً
دخل أحدهم الصالون.... شعرت ان روحها تتسلل خارجها بالبطئ من الخوف.... كانت تشد قبضتها ع فمها
لكنها شمت رائحه قذره... رائحه مشروب كحولي... شمت رائحه عرق مقززه... سمعت تنفس خشن ف وجهها... فجأه سقطت الستارة الضخمه ع رأسها
شد هذا الرجل القاسي الستاره فجأه .. تسبب ف سقوط عليقه الستاره الثقيله ع رأسها
نورهان صرخت بألم وفزع من وجهه الواقف أمامها مباشره.... ضحك بأنتصار و سخريه... مسك شعرها
وجرها منه بقسوه... صرخت وهيه تترجاه
(سبني... انا معملتش حاجه... واللهي ما عملت حاجه وحشه... سبنييييييي)
فوجئت بالرجال يتجمعون حولها.... اقترب واحد منهم ضخم البنيه... غليظ الصوت والوجه... مسكها من يد الرجل الآخر وقال لها بتهديد
(انتي نورهان المحامية ... قدرتي تفلتي من الموت بمعجزه... بس دلوقتي مفيش حد هيخلصك مني... المعلم باعتني اخلص عليكي ... بس بعد ما تديني الفلاشه يا **** عبد الله الله يرحمه بقا قالنا ع كل حاجه عشان يرحم امه وأخواته... انطقييييي... فين الفلاشه)
نورهان نظرت له بغضب... تبخر كل الخوف والجبن منها ومن قلبها بعد كلامه... صرخت فيه وهيه تشده من ملابسه
(قتلتوه... قتلتوا عبد الله هوه كمان.... عملتوا ايه.. انتوا عملتوا اييييييييييييه... وديني وما أعبد لادمركم... هفضل وراكوا لحد ما اوصلكوا لحبل المشنقه يا كلاااااااااب... يا حيوانااااااااااااااات... انا هقتلكوااااااااا)
كانت تصرخ بهستريا وهيه تمسكه وتحاول هزه بعنف... لكنه بالكاد يتحرك... كان يضحك بسخريه منها
هوه ورجاله... زاد النار والغضب بداخلها وأشعل بها جرأة وقوه لم تتخيل أنهما بداخلها... نورهان
رفعت يدها وصفعته بقوه جعلته يرتد للخلف... صمت الرجال فجأه مصدومين..وهم ينظروا ع بهاء كبيرهم
. وضع هذا البهاء يده ع خده ونظر لها كالصاعقه... عيناه حمراء مرعبه من الغضب والخمر أيضا
نورهان استوعبت أخيراً ما فعلت... عادت بقدمها خطوه للخلف.. لكنها لم تعد خائفه منه... بهاء
مد يده وقبض ع شعرها... وبكل قوته رفع قبضته و انهال ع وجهها.... نورهان اغمضت عيناها لم تتحمل
ان تري هذا الخف البشري ينزل ع وجهها... لكن فجأة عم صمت غريب قاتل مرعب... سمعت نورهان صوت صفعه او لكمه قويه
لكنها لم تكن ع وجهها هيه... فتحت عيناها... و صدمت رأت عمار يقف أمامها ويرفع يد بهاء القاسيه من ع شعرها
تحرك رجال بهاء تجاه عمار الذي ظهر من العدم.... لكن عمار كان أسرع منهم.... سحب
شعر زوجته من يد بهاء... ودفعها للخلف سقطت ع الاريكه... رفع قبضته وضرب بهاء ثانياً.... استدار
إليهم وأشهر سلاحه... وضربهم به واحد تلو الآخر.... لكنه لم يقتلهم... ضربهم ف القدم والذراع ليسقطوا أرضا
نورهان صرخت... ركض عمار إليها... وجذبها من يدها وركض بها للخارج.... بهاء صرخ ف رجاله الملقون أرضا
(قوموا بسرعااااااااااا ألحقووووووووه)
ركب عمار السياره مع زوجته وانطلق بها... قالت له بفزع وهيه تنظر خلفها
(اتصل بالبوليس....اتصل بيهم يا عمار بسرعه قبل ما يجوا ورانا)
عمار قال دون أن ينظر لها
(لأ... ما ينفعش ادخل الحكومه بينا.... مش هينفع يا نورهان.... بس قولي لي مين دول وعايزين منك ايه)
نورهان قصت له سريعاً كل شئ... عمار توقف بالسيارة... نظر لها وقال
(انتي ايه اللي يورطك انتي ف الكلام ده... انتي محاميه مش ظابط شرطه يا نورهان... عاماً هما تلاقيهم غاروا ف داهيه من البيت .. هيفتكروا انك هتروحي القسم تبلغي عنهم.... انا دلوقتي هخدك ع البيت... وهبعت ناس يجيبوا حاجتك... ما تخافيش مش هسيب حد يأذيكي.... ولما يرجع محمود هأخده ونروح للناس دي ف بلدهم و هنجبرهم يبعدوا عنك... بس اهم حاجه دلوقتي انك ما تفضليش لوحدك....)
نورهان لم تستوعب او تفهم نصف كلامه... لكنها قالت
(طب وشغلي يا عمار انا عندي قضيه كمان شويه... إزاي اسيب قضايا الناس كده)
نظر لها وفكر قليلاً... ثم قال
(خلاص انا لقيت الحل... انتي تاخدي مكتب عندي ف الشركه وتشتغلي وانت فيه عشان تبقي قصاد عيني... و شركتك هتفضل شغاله زي ماهيه.. انتي هتتابعي من بعيد ... و لو عندك محكمه انا هبقي اروح معاكي... دا الحل الوحيد اللي ادامك... يا كده يا أما توكلي محامين تانين بقضاياكي لحد ما احل الحوار ده.. ولو وصلت اني... اني اخلص ع الراجل ده ورجالته عشان يبعدوا عنك)
نورهان نظرت له بصدمه... قالت له
(عمار... انت وابن عمي شغالين ايه بالظبط... وليه كنت شايل سلاح... انتوا بتاجروا ف السلاح)
عمار نظر لها بقوه وغموض... لكنه قال
(وافرضي اننا شغالين ف السلاح... هتعملي إيه هتبغلي عننا.... هتحبسي ولاد عمك يا أستاذه)
نورهان بتوتر
(عمار انا... انا مش قاضي عشان احكم ع الناس... انا بدافع عن المظلوم... واحاول اجيب له حقه... انا مقدرش ااذيك ولا اضرك انا بس هنصحك... سيب التجاره دي... سيبها يا عمار... لان الحرام آخرته وحشه ف الدنيا والآخرة... عمار احنا عيله مستوره والحمد لله مش محتاجين نأذي الناس عشان نكسب من دمهم... عمار انا... انا بجد مش عايزه اشوفك بتتأذي عارفه انك مش هتصدقني... بس دي الحقيقة... القتل والدم اللي بيتسفك ويسيح بسببكم انتوا واللي زيكم... آخرته هتبقا ع دماغ العيله كلها... لان ربنا قال العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم... يعني زي ما اتسببتم ف أذي ناس وموت ناس... هتلاقوا اللي يأذيكم... و اخرتكم هتكون القتل يابن عمي... كفايه... كفايه شر واذي لحد كده كفايه اوي)
صرخ فيها
(كفايييييييييه.... كفايه اييييه... احنا اتأذينا واللي كان كان.... إحنا اللي كنا ماشين جمب الحيط... كنا ف حالنا وعايشين كافين خيرنا شرنا.... الشر هوه اللي جه ع بابنا يا نورهان..... أوله امك الخاينه اللي قتلت عمي وجلبت لنا العار لحد النهارده عايشين بيه.... وابن عمي اللي اتقتل غدر...... وبنت عمي اللي اتخطفت من أمها ... وأخويا اللي اتلعب ف عربيته واتقلب من ع الجبل.... إحنا عمرنا ما فكرنا نأذي حد... الاذي هوه اللي جالنا لحد عندنا..... وياريت ما تتدخليش تاني ف شغلي ولا ف حياتي... انتي سامعه)
ضغط بنزين بكل قوته اندفعت السياره للأمام بقوه.... نورهان كانت تنظر لعمار ... رأت دموع شارده تطير من ع خده
كان ينظر للاتجاه الآخر ويمسح وجهه حتي لا تراه نورهان.... لكنها رأته... نورهان رأت عمار الان بشكل
مختلف... شعرت ان خلف هذا الوجه البارد الجاف عديم الرحمه... هناك يقبع رجل وحيد حزين
لديه هموم ومشاكل لا يصارح بها أحد... يداري حزنه ووجعه تحت قناع القسوه والعدائيه
نورهان شعرت بالشفقه عليه... تمنت ان تأخذه ف حضنها و تهون عليه آلمه... هيه تعرف هذا الشعور جيدآ
هيه أيضآ لطالما اختبأت تحت قناع من القبح و البرود لتخفي آلام قلبها .... كانت تتمني ان تجد يوماً
حضن دافئ يأخذها من الوجع ويدفئها فيه... تمنت ان تجد يد حنونه تربت ع كتفها وتطمئنها لتشعر بالأمان
نورهان كانت تبكي بلا شعور..... عمار رأي دموعها... لكنه لم يفعل شئ... لم يقل شئ.. لأنه هوه أيضا غارق ف بحر أحزانه ودموعه المخبئه ف صدره
***********************
بداخل هنجر مهجور ف لبنان
يقف منذر أمام طاوله ضخمه قديمه... ورجاله يقفون حوله يرتدون ملابس عاديه
والاسلحه حولهم وبأيديهم... منذر أمامه خارطه كبيره الحجم ع الطاوله... كان يشرح لرجاله ما يجب عليهم فعله
انهي حديثه... اقترب منه احد رجاله المقربين.... كان منذر يشعل سيجارته... اشعلها له الرجل وقال بتردد
(منذر.... انت بتعرف اني بتبعك لو لجهنم... بس انا بدي أعرف لشو كل هاد... ليش هي البنت مهمه عندك كل ها الاد.... شو بتعني لك سما يا خي)
منذر نفث الهواء ونظر لرجله واضاق عيناه بحده... لكنه قال له
(انت بتعرف يا ضيا انا كيف خلقت... و كيف عشت... من صغري وانا رجال.... شلت اول سلاح وانا بعمر التسع سنين..... شفت الذل والهوان من الكل... عشت حياه قاسيه كتير وانت بتعرف هاد..... بعمري ما دق قلبي... بحياتي ما شفت خوف عليا ف عيون حدا.... كله شغل شغل ومصاري.... كنت عايش ومو عايش.... صدقني يا ضيا... انا ما عرفت شو بتعني الحياه ولا شو قيمتها إلا بسبب سما.... ما راح تصدق هاد... بس لما انقذتني من الرصاص... انا صرت رجال تاني... حسيت ان لي قلب.... اتعلقت فيها ... حسيت انها خلقت مشاني... ما بعرف لشو انا عايش... حاسس يا ضيا اني بلاها ولا شي... انا بعرف اني بعرض حياتكم للخطر مشانها... بس راح تأخدوا مصرياتكم .... انا بعمل المستحيل مشان سما ترجع لحضني.... حتي لو... حتي لو وقفت قصاد العالم كله مشانها)
نظر له وصدم من كلامه... منذر ربت ع كتفه بقوه... وصرخ ف الرجال ليستعدوا