أخر الاخبار

رواية السهيل العابر الفصل السابع والثلاثون الكاتبه سهيله حجازي



رواية السهيل العابر 

الفصل السابع والثلاثون

الكاتبه سهيله حجازي 

 اتجه حسين مع محمد إلى المشفى و عندما وصل محمد و حسين وجدوا عمر واقفا قلقاً و أسماء كذلك و رودي و فجأة سمعوا صوت بكاء رضيع، و خرجت إحدى الممرضات و قالت : مين والد البيبي؟! 

عمر : أنا يا أنسة 

سنية : مبروك جالك بنت زي القمر. 

حسين : اسمها لين يا عمر سامع. 

و هنا بكى محمد و لكنه توقف عندما أحس بها، نعم أحس بها و بقوة و استدار و لم يجد شيئاً. 

حسين : أنا هاخد محمد علشان عايزه في شغل ضروري. 

بقلم : سهيلة حجازى 


عمر : تمام يا بابا و أنا ماما أسماء مع ميار. 

خرج حسين مع محمد و ذهبوا إلى الجهاز. 

حسين : عايز اقولك حاجه؟! 

محمد : اتفضل. 

حسين : لين عايشه. 

محمد : كنت عارف. 

حسين : عرفت ازاي؟! 

محمد : امبارح بعت حد فتح المقبرة و قال إنه فاضي. 

حسين : علشان كده لما كانت هي في المشفي التفت. 

محمد : يعني مكنش بيتهيألي. 

حسين : لأ، بس أنا الوحيد اللي عارف إنها عايشة بالإضافة لعصام القواسمي و الدكتور اللي أنقذها. 

بقلم : سهيلة حجازى 


محمد : هي ازاي عايشة؟! أنا شفت الأجهزة كلها بتقف. 

حسين : بعد ما أنت خرجت دكتور حسام لاحط حركة ايديها فدخلها غرفة الطوارئ و عملها صدمات كهربائية لحد ما استعادت كل الأجهزة وضعها. 

محمد : ازاي؟! 

حسين : الاستشاري الكبير قال إن ربنا كتبلها عمر جديد و إن إصرارها على الانتقام هو اللي رجعها للحياة و الحب اللي جواها. 

قطع الحديث مكالمة هاتفية َ

حسين : أنت بتقول إيه؟! 

المتصل : عبدالرحمن عمار اتقتل. 

حسين : ازاي؟! 

المتصل : مش عارفين. 

أغلق حسين الخط و هو يجز على أسنانه. 

بقلم : سهيلة حجازى 


محمد : خير إيه اللي حصل؟! 

حسين : الِحق لين يا محمد 

محمد : خير مالها لين؟! هي فين؟! 

حسين : عبدالرحمن اتقتل في الفيلا  

لم ينتظر محمد ليسمع المزيد إنما ركض تجاه الخارج و استقل السيارة و اتجه إلى الفيلا و عندما وصل وجد لين تصرخ. 

لين التي اكتسي وجهها بكل تعابير الألم و الحزن : بابا رد عليا، أنا عايشة، أنا عايشة يا بابا رد عليا. 

ركض محمد تجاهها و أخذها في أحضانه. 

محمد : أهدى يا لين. 

لين : بابا مات، بابا مات، بابا مات. 

آه من ذلك الموت الذي يأخذ منا من نحب في لحظة نظم فيها أننا امتلكنا كل شيء، و مع كل أسف لا يمكن لنا الانتصار عليه إن نفذ القدر، سألعن نفسي ألف مرة و مرة لأنني لا أستطيع الصمود أمام الموت و لكن في النهاية من أنا للألعن الموت. 

بقلم : سهيلة حجازى 


فجأة تحركت يد عبدالرحمن و أحست لين بها. 

لين : بابا رد عليا علشان خاطري، رد عليا. 

حرك عبدالرحمن يده استجابة لها. 

لين : محمد بابا، بابا ايده بتتحرك. 

محمد : أنا هتصل بالإسعاف  

و بالفعل اتصل محمد بالإسعاف و وصلت السيارة و تم نقله إلى المشفى. 

كانت لين تبكي، كل ما تفعله هو البكاء. 

أيها الليل السرمدي أما آن لك أن تنجلي أما آن لنور الشمس أن يشرق من جديد في حياتي؟!، هل سيظل سوادك قاتلي، ثكلت نفسي إن لم تنهض أيها النمر الشرس، كيف تذهب هكذا و تترك صبية نجت من الموت بإذن خالقها لا لشيء إلا لأنها لم ترد تركك، أبي عد، عد يا أبي لا ترحل . 

محمد : أهدى يا لين هيطلع و هيبقى كويس 

بقلم : سهيلة حجازى 


لين و ذكرياتها قد خيمت أمام عينيها : مش عايزاه يموت، كفايه ماما كفاية. 

محمد : أهدى بس و هو هيطلع و هيبقى كويس و زي الفل بإذن الله. 

و بعد مضي ثلاث ساعات خرج الأطباء و قالوا بأنه يمكنهم نقله إلى غرفة عادية. 

و بعد ساعتان استعاد عبدالرحمن وعيه. 

أشرقت الشمس من جديد و رأت عينيا نورها، لوهلة ظننت أنه لا تلاقيَ، ظننت أن ما تبقى لي منك ذكريات الماضي البعيد و الأمس القريب، و لكني لجئت إلى رب السماء الذي أودع الروح في صنوبرية الإنسان رفعت يدي إليه متضرعة أملة في رحمته فما ردني خائبة الظن لكن مجبورة الخاطر لك الحمد يا ذا النعم. 

لين بلهفة : بابا أنت كويس؟! 

عبدالرحمن بوهن : الحمدلله بخير أنت اللي اديتني الأمل يا لين. 

لين : لأ مش أنا، ربنا كتبلك عمر جديد. 

عبدالرحمن : كل الأدلة اللي أنت جمعتيها موجودة في غرفتك. 

لين : أنا لازم اقتله بإيدي. 

بقلم : سهيلة حجازى 


عبدالرحمن : القانون هو اللي هيحاسبه. 

لين بسخرية : القانون كان فين لما ماما اتقتلت و قفل القضية ب ضد مجهول و قبلها أونكل حسين و صافي و أونكل مصطفى، كان فين القانون ده. 

محمد : لين أهدى كلام بابا عبدالرحمن صح، لازم القانون هو اللي يحاسبه يا لين. 

لين : ما كفاية بقى الشعارات الكدابه دي القانون لين رجاله، القانون فوق الجميع ده كلام على ورق يا باشا منك ليه و أنا مش هيشفي غليلي غير إني اشرب من دمه و أقطعه حته حته و ارميه للكلاب. 

عبدالرحمن بوهن : اسمعي اللي قولت عليه يا لين. 

لين : بس - - - - - - - 

حسين بعصبية و صوت عالي : بس إيه؟! عايزه تودي نفسك في داهية علشان خاطر كلب. 

بقلم:  سهيلة حجازى 


لين بألم و تلك الذكريات أمام عينيها : أنا اتبهدلت بسببه و حياتي ادمرت. 

حسين بهدوء و تماسك : حياتك تقدري تبنيها من أول و جديد يا لين. 

و بعد إصرار الجميع أذعنت لين لطلبهم و وافقت أن تسلم العقرب للقانون. 

آه يا قلب ما هذا الظلم أسلمه بعد أن أكشف عنه، اللعنة على مهزلة القدر تلك اللعنة على كل هذا، كيف اسلم قاتل و مجرما للمحكمة ليتدراسوا القضية و ينظر فيها عدة قضاة و يدلي كل منهم بدلوه؟! 

قاطع هذا الصمت صوت محمد. 

محمد : بعد إذن الجميع أنا عايز اكتب كتابي على لين. 

حسين : و المأذون جاهز. 

عبدالرحمن :و أنا موافق. 

محمد : و أنت يا لين؟! 

لم تنبث لين ببنت شفه و إنما اكتفت بالصمت و وضعت رأسها في الأرض و احمر وجهها خجلا. 

بقلم : سهيلة حجازى 


محمد : و لين موافقة. 

حسين : خلاص انهارده بعد المغرب هجيب المأذون و الشهود. 

محمد : تمام و ثمر زمانها على وصلت المطار دلوقتي. 

لين : هي قمر عاملة إيه؟! 

محمد : مشتاقه لملاكها الحارس. 

لين بدموع : و أنا كمان مشتاقلها أوي. 

اقترب محمد منها و مسح دموعها و قال : بس مش عايزك تعيطي. 

عبدالرحمن : سيب البت يا ولد، لسه بنتي مش مراتك. 

ضحك الجميع رغم كل الأحزان و الجروح التي بداخلهم حتى لين التي لم ير وجهها ابتسامتها ضحكت. 

حسين : أيوه كده اضحكي يا أختي بدل ما أنت كنت عامله زي اللي طالع من الترب بكفاله. 

بقلم : سهيلة حجازى 



لين : بقى كده يا أونكل طيب ماشي. 

خرج محمد مع حسين ليحضروا المأذون و جلست لين مع عبدالرحمن. 

لين : أنت مخنوق من إيه يا بابا. 

عبدالرحمن : سارة وحشتني. 

لين و قد دمعت عيونها : أنا السبب لو ما كنتش جات معاك علشان تشوفني ماكنش في حاجة حصلت. 

عبدالرحمن :لأ يا لين ده نصيبنا و محدش بياخد اكتر من نصيبه، أنا مش معترض بس مفتقدها و مش هعرف اعيش لوحدي. 

لين : و أنا مش هسيبك يا بابا. 

عبدالرحمن : أنت كلها كام شهر و هتبقى في بيت جوزك. 

بقلم : سهيلة حجازى 


لين : هكلم محمد نقعد معاك و أكيد مش هيرفض. 

عبدالرحمن : هكلمه أنا يا لين  

لين : طيب، و بعدين لو رفض يبقى بلاها الجوازة دي، أنا معنديش أهم منك يعد ماما. 

أخذها عبدالرحمن في أحضانه و بكى ثم قبل رأسها. 

بعد ساعة و نصف أتي محمد و حسين و المأذون و عمر عادل صديق و عمرو البطاش. 

عمر بعد أن رأي لين : طلعتي بسبع أرواح من فرقة القطط. 

لين : عايز إيه؟! 

عمر : مش هتتغير لو قالوا إنها ماتت الف مره مش هتتغير. 

ضحكت لين و قالت : ميار عاملة ايه؟! 

عمر : بخير يا أختي و جابت بنوته زي القمر و بابا حسين سماها لين. 

لين : ربنا يجعل حظها أحسن من حظي. 

الجميع : أمين. 

عمرو : عامله ايه يا أنسة لين؟! 

لين : الحمدلله بخير، و الله من غيرك أنت و عز مش عارفة كنت هعمل إيه و حقيقي أنتوا اخوات يعتمد عليكم و رجاله بمعنى الكلمة. 

محمد بغيرة : مش فاهم حاجة؟! 

لين : - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - 

يا ترى لين بماذا ستجيب لين؟! و هل هيتم كتب الكتاب أم لا؟! هذا ما سنعرفه في الفصل القادم. 

بقلم : سهيلة حجازى

الفصل التالي

تعليقات