أخر الاخبار

رواية الأم الحياة الفصل الاول

 حصري على موقع المجد للقصص والحكايات 

حصري على موقع المجد للقصص والحكايات   الكاتبه اسماء ندا   في رواية الأم الحياة   البارت الأول


الكاتبه اسماء ندا 

في رواية الأم الحياة 

البارت الأول 

محطة القطارات حيث يزدحم المسافرون كلا فى عالمه الخاص يسرعون من يدخل كى يستقل قطار ومن يرحل خارج المحطه ،وجوه متشابهة وقلوب متشتته، مستويات عديدة من البشر الأغنياء الذين يتسارعون بالاموال للحاق بالدرجات الفاخرة. وهناك اخرون يتصارعون ايضا فى الزحام يتدافعون للحاق بقطارات الفقراء المعروفة باسم السبنسة وغير هؤلاء المعدمون الذين تضطرهم الحياة لتعلق بين عربات القطار او الصعود فوق ظهره كي يهربوا من دفع ثمن التذكرة التى لا يحملون تكاليفها ،هكذا هي الحياة فقط محطة قطار تمتلأ بالراهب والفاجر بالغني والفقير بالطموح والامبالا ، خارج محطة القطارات بالتحديد قلب القاهرة العامرة رمسيس عند موقف الحافلات كان المكان مزدحم بالمسافرين يصدح به صوت شاب صغير بالسن ذات شعر اسمر وعيون بلون القهوة الذابلة ويظهر الحزن على وجهه كما العديدين يقف على باب الحافلة و ينادى بأعلى صوته 

الشاب : مدينة نصر ...... السادس 

سيدة عجوز : ممكن يا بنى تناولنى الشنطه بعد ما اركب 

الشاب : اطلعى يا امى وانا ارفعها لك 

السيده : ربنا يسعد قلبك و يرزقك يا أبنى 

شاب آخر : مدينة نصر يا بنى 

اومأ الشاب برأسه له وهو يجيب : اطلع يا باشا 

بعد مرور فترة قصيرة يركب العدد المراد بل و أكثر منه ثم يركب السائق و يقف الشاب على الباب و ينقر بالقلم على جسد السيارة وهو يصيح 

الشاب : اطلع يا معلم وانتم وسعوا لبعض شويه ولموا الاجرة

تم تجميع الأموال و يصيح الشاب مره اخرى : امسك الوارد و انا انزل هنا كده يومي كامل 

السائق : يا سامح انت أخذت حق نفر مكان الشنطه

وقبل أن يجيب تصيح العجوز : حق ايه هى واخده كرسي 

السائق : الله الله ما كان ممكن يقف واحد مكانها يا امه 

الشاب مسرعا : احسب الأجرة ثمانية وعشرون ضرب ثلاثة والركاب سبعة وعشرون يعني أن الحاجة دفعة اجرة اثنان

السائق :يا سامح هي التي قالت. 

الشاب(سامح) : الله ! كلمه واقفه فى زورها نحاسبها على الكلام يعنى و هى فى عمر امنا المهم فلوسك كاملة

السائق :صح اهي كلمه من طير انت 

سامح :جاد اول ما توصلوا تنزل الشنطة للحجة اوعى تشيلها هى 

جاد : حاضر يا واد يا سامح 

سامح بضحكة : قال واد قال 

نزل سامح واتجه إلى شقته الصغيرة المكونة من غرفة و صالة فى حى سكنى فقير وبعد ان وصل واغلق الباب توجهه الى الغرفة لينزع عن جسده الرباط الضاغط الكبير الذي يظهره بمظهر الرجال وتعود الى شكلها الطبيعي ثم ترتدى فستان يكاد يصل الى ركبتها اسفله بنطال ضيق وتمشط شعرها الذى قامت بقصه وتضع بعض الحلى وبعض الميكياج ثم تخرج و تسافر حتى تعود إلى الإسكندرية و عملها بإحدى المطاعم على الساعة السابعة مساءا ثم توجهت الى محطة القطار واستقلت قطار الغلابة (اسبنسه) ثم قفزت واستلقت فوق شبكة الحقائب لازدحام العربية فالكثير من الشباب يفعل هذا ولكنها نسيت انها قد أبدلت مظهرها وعادة لمظهر الانثى وتركت تنكرها وتشبهها بالرجال ، فما إن أغمضت عينيها حتى بدأت تتذكر ما حدث منذ سنة ،

كانت فتاة طموحة فى كلية الهندسة و تشترك في مسابقات المصارعة الحرة فهي تحب العاب القوى وتدعى سيليا ويوما ما كانت عائدة من الجامعة بعد ما أحضرت شهادة الدرجات التى تظهر إنهائها كلية الهندسة بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف ولكن لأنها ليس لديها معارف بالكلية اخذ مكانها فى التعيين معيد بالكلية ابن عميد الكلية ، عادت لتفرح ابيها بدرجاتها ولكن القدر كان له رأى آخر، فوجدت اباها وامها واخوها التوأم بالمستشفى بعد حادث تصادم سيارتهم وهم متوجهين الى عيادة للكشف عن قلب امها توفى الأب وظلت الأم بالمستشفى بالعناية المركزة اما الاخ فقد أصيب بكسور عديدة فى جميع أنحاء جسده ، وقفت أمام غرفة العناية تردد بعض آيات القرآن الكريم و بعد فترة قليلة خرج الطبيب وأخبارها ان حالت قلب الأم سيئة وسوف يحاول تحسينه ببعض العلاج ولكن ان لم تستجيب للعلاج فسوف يضطر إلى زراعة دعامات للقلب كمحاولة أخيرة للعلاج وان لم يتحسن القلب سوف تحتاج الى زراعة قلب وهذا مكلف جدا ، و بعد مرور عدة أيام خرجوا من المستشفى وعادوا الى المنزل ثم بحثت هى عن عمل لان معاش والدها لا يكفى علاج الام وعلاج الاخ فهو قد قام بوضع مسامير بالارجل ومازال يحتاج لعلاج لم تستطع سيليا العمل بمؤهلها فلجأت الى العمل نادلة في إحدى المطاعم الشهيرة بالإسكندرية فترة مسائية لعدم وجود فترة صباحية ولكن لازال لا يكفى مصاريف المنزل والتعليم لأخيها فهو فى كلية الطب بالسنوات الأخيرة ومتطلبات الكلية مرتفعة فاضطرت الى السفر للقاهرة للبحث عن عمل بالفترة الصباحية ،ولكن كونها انثى كان يتم التحرش والمضايقات من مديرى الشركات او موظفوا الاستقبال واجراء المقابلات التى تقدم للعمل بها وبينما هى تتنقل بالموصلات سمعت حديث السائق عن احتياجه لتابع و سوف يكون الراتب الف وخمسمائة جنية فسألته كيف سيعطى راتب كهذا لتابع واخبرته انها لديها اخ توأم يبحث عن عمل فقال لها انه سوف يكون تابع لبعض ايام فى الاتوبيس و سائق لدى شخص غنى جدا فى بعض ايام اخرى 

سيليا :لكن المبلغ كده قليل على شغلتين 

السائق : لا يا انسه المبلغ ده اساسي عمله كتابع وما يزيد يقسم بيننا أنما العمل كسائق فده مرتبه ثلاث آلاف 

سيليا : كويس طيب ممكن أبعت اخى سامح ليك بكره بورق الرخصة للسواقة

السائق: طبعا 

سيليا : بس هو بيشتغل فترة مسائية فى اسكندرية

السائق وقد عجبته سيليا : مافيش مشكله شغل الشركه يخلص بالكثير الساعة الثالثة و كتابع لى عشانك يسافر كل يوم الساعة خامسة وكل يوم الصبح اقابله عند المحطة واديه يومية اليوم السابق 

سيليا : شكرا . حقيقى مش عارفه اشكرك اذاى بس ممكن أن اقابلك انا اخر كل اسبوع و أخذ اليوميات مجمعة 

السائق وقد فرح بكلامها : طبعا ، و ابعتيه بكره على سبعة ونصف وأنا أوصله الشركه بنفسي 

سيليا :تمام ، ممكن طلب كمان

السائق :اتفضلى

سيليا : أنا بدرس هنا و لازم اكون كل صباح فى القاهرة و ارجع اسكندرية قبل المغرب ممكن تلاقى لى شقة جنب المحطة تكون رخيصه حتى لو غرفة و حمام 

السائق :اممم عندى طلبك بس ليه تسافروا كل يوم ما تعيشوا هنا 

سيليا : كنت أتمنى بس امى مريضه بقلب و بتابع مع دكتور فى اسكندريه 

السائق: عشان كده ! و لا تشيلي هم نروح حالا و تشوفى شقة ..... اه أنا اسمى سيد ما احنا متعرفناش لحد دلوقتي قولى لى هو اخوكي خريج جامعة إيه 

سيليا: انا اسمى (سيليا) واخي لسه بيدرس فى كلية الطب 

سيد: ما شاء الله ! ما شاء الله! يتخرج وربك يرزقه ان شاء الله .

سيليا : شكرا 

اخذها (سيد) إلى عمارة بجوار محطة الاتوبيسات فى عمارة قديمة ُثم أعطها مفتاح شقة عبارة عن غرفة وصالة وبها بعض الأساس البسيط 

سيد:ها ايه رأيك ؟ عارف انها مش أد المقام بس 

سيليا : لا لا جميله جدا بس ايجارها رخيص ؟ شكلها لا 

سيد ضاحكا :ما فيش ايجار دى شقة أمى المتوفية (الله يرحمها) وانا قفلتها من زمان وما بخلى حد يسكنها 

سيليا :بس ده ما ينفع اسكنها انا 

سيد: لا اله الا الله .... ليه بس يا ستى اعتبريني ابن عمتك و انتى سكنتى فى شقة عمتك وانا هيكون بينى وبين اخوكى شغل 

سيليا بإحراج :شكرأ ....... هي العمارة خالية من الناس أنا ما لاحظت أى حد . 

سيد :انا ساكن فى اخر دور وأمام شقتك اختى الكبيرة وزوجها (محسن) بس هم مش هنا بيزوروا حماتها ...اه بقولك الوقت متأخر وبكرة الأحد استنى و سافري الصبح. ليه عينين .

سيليا محدثة نفسها ( انا شغلى بكرة الساعة سابعة مساء ولن اقدر أجهز إذا سافرت بس لازم اسافر حتى أحضر أوراق اخويا و اشتغل بها ) 

سيليا :والله لن اقدر لان ماما لا تعرفو كمان لازم اقول ل سامح عشان يحضر ورقه ويجى لحضرتك 

سيد : حضرتك ؟ قولي (سيد) او قولى يا (أسطى ) يلا اوصلك اتوبيس اسكندرية قبل ما يطلع اخر واحد .

اتصل( سيد) بسواق اتوبيس اسكندرية وجعله ينتظر ثم ذهب مع سيليا حتى تركب على وعد بأن أخيها سيأتى بالغد يقابله ، عادت سيليا إلى الإسكندرية وتوجهت الى منزلها بعد منتصف الليل 

الام : انت كنت فين ؟ و ما فيش شغل فى المطعم النهارده . 

سيليا : كنت بدور على شغل فى القاهرة فترة النهار والحمد لله لقيت . 

الام :حبيبتى تشتغلى الصباح فى القاهرة و بالليل هنا ده كثير عليك .

بدأت تبكي الأم ثم ضمتها سيليا إليها وهى تقول 

سيليا : معلش يا ماما انا عارفه انى هتعب بس دى كلها كام سنه ويتخرج سامح ويكون كمان خف ويشتغل وقتها يا ستى هفضل قاعدة واحط رجل على رجل كمان ما انا هكون اخت الدكتور 

سامح : والله لولا المسامير اللي برجلى ما كنت خليتك تشتغلى 

سيليا بضحك :-ربنا يشفيك وانا هخليك تشيل المسؤلية كلها ، اه استنوا اعمل نيولوك وقولوا رأيكم

دخلت سيليا الى غرفتها بعد ان اخذت ملابس من خزانة سامح ووقفت أمام المرآة تنظر لشعرها الاسمر الطويل الذى يصل الى نصف فخذيها بحزن ثم تقصه كما يقص اخيها شعره ثم تلف رباط ضاغط كبير على ثديها ليظهر نصفها الأعلى كالرجال وترتدي ملابس أخيها ثم تخرج وتقف أمامهم بحركة مسرحيه 

سيليا : اذيك يا فندم انا الدكتور سامح تسمحى لي اكشف عليكى 

الام : انت عملتى ايه فى نفسك ؟ 

سيليا : بقلد سامح ها ايه رأيك 

سامح : ايه الجنان ده وليه كده ؟ 

سيليا : لانى كل ما أدخل شركه المدير يتحرش بيا لانى بنت و العمل الوحيد اللى قبلت فيه مطلوب ولد و ما عندي حل ثانى . 

صم انهارت بالبكاء و دخلت الى غرفتها وارتمت على الفراش وهكذا اصبحت سيليا بالنهار السائق او التابع سامح وبالليل النادلة سيليا افاقت من شرودها على صوت احد ما يصيح ( يلا اللى نازل وصلنا محطة الرمل ، وبعد فترة زمنية دخلت سيليا مسرعة الى مكان تبديل الملابس بالعمل و كانت هناك (سوسن) زميلتها فى العمل 

سوسن بضحك: تأخير ثلاث دقائق! أول مرة 

دخل مدير المطعم وهو عابس الوجه ويصيح 

المدير : سوسن النهارده عندنا اجتماع الشركات الأساسية لصاحب المطعم ما عايز اسمع شكوى فهما 

سوسن : انت بتقولى انا لوحدى ليه ما سيليا بتشتغل معانا 

سيليا تضحك وهى تنظر للمدير 

المدير : لا سيليا ملتزمة وما بيجى من وراها مشاكل بس انت قنبلة مشاكل .

سوسن/ طيب ممكن سؤال ؟ هو شريك مالك المطعم الرزل ده جاي ؟

المدير / ما ليكى دخل بيه واتجنبية خالص تحطي الطلبات من غير كلام وتقفى بعيد 

خرج المدير من المطبخ بوجهه عابس ، فصاحت (سيليا) 

سيليا / هومين الشخص الرزل ده ؟ 

سوسن / واحد غنى فاكر أن من حقه التحرش بأى واحدة و كأننا جواري ليه

سيليا / وهو صاحبة ولا شريكه فى المطعم 

سوسن بالتنهيد / شخصيه خياله ،وسيم، وعينيه زرقاء لكن دائما مكشر وشبهه ملوك بتوع زمان .

سيليا بضحك / ربنا يبعد شر الاثنين 

سوسن / بقول لك وسيم ، تقولى شر طب يتحرش بي وانا موافقه 

سيليا بضحك / سفله 

خرجت سيليا الي ساحة المطعم كى تجمع الطلبات الى حين يأتى هذا المسمى مالك المطاعم وصديقه وضيوفه فلم تجد احد الا طاوله واحده بالجانب يجلس عليها شخص يرتدى نظارة شمسية ويقرأ بكتاب ما اقتربت منه 

سيليا / تأمر بحاجه يا فندم 

رفع رأسه ثم اخفضها وأشاح بيده لها لتبتعد لتهمهم هى لنفسها ( ماله ده قليل الذوق ) ثم أردفت قائل/ اسفه للازعاج بس ده مطعم وليس مقهى يعنى لازم تطلب او تخرج من هنا 

وقبل أن يجيب جاء شخص من الخلف ووضع يده على كتفها وهو يتحدث بحماس 

الشخص / بقولك ايه يابنى روح 

سيليا بحركة دفاعية تلقائية سحبت يده و لفتها وأجبرته على النزول الى الأرض 

سيليا بصراخ/ أنت بتعمل إيه يا حيوان ؟ 

الشخص بعد ان نهض ووقف/ انت عارف انا مين يا حقير ؟ 

الشخص الأول قام وخلع النظارة / اهدء... اهدء ... فايد مش كده هو بس خاف منك 

عندما أرتفع الصوت ووصل الى مدير المطعم أسرع بالقدوم لحل المشكلة 

مدير المطعم / إيه حصل يا أنسه ؟ انا قولت انك ما بتعملى مشاكل 

سيليا / الاستاذ حط إيده على كتفى وانا كام رد فعل دفاعي أنا ما عملت حاجة غلط 

وافى بضحكة / انسه! اذاى دى ولد 

سيليا حركت رأسها بكبر ثم عدلت من وقفتها وأردفت قائله 

سيليا / اعتذر يا حضرت المدير لن أضربه مرة أخرى ، والمره الجاية أكسر أيده

ثم التفتت سيليا وتوجهت الى المطبخ وهى تكتم ضحكتها 

فايد / تكسر؟ 

المدير / يا فندم هى انسه محترمه واكيد ما تعرفش أنت مين عشان كده عملت اللى عملته ولكن هخليها تعتذر لك حالا 

فايد / لا تترفد وما تشتغل هنا ثانى ولا فى اى مطعم لى فاهم و عايز الملف بتعها حالا انا هخليها تبوس رجلى 

المدير / لكن يا فندم هى كانت بدافع عن نفسها أرجوك لا ترفدها دى بتسرف على أهلها و امها مريضة وهى محتاجه الشغل 

فايد / لن أعيد كلامي و اتفضل مترود انت كمان 

كانت سيليا وسندس يستمعان لما حدث ولكن عندما هدد فايد المدير خرجت سيليا اليه بعد ان غيرت ملابس العمل بفستان والقت ملابس العمل فى وجه فايد وهى تردد بصوت مرتفع 

سيليا / انا ما يشرفنيش الشغل فى مطعمك و أخذت ملفي 

نظرت اليه من اعلى الى اسفل ثم خرجت من المطعم دون أستماع رده فصاح هو بأحد حراسه 

فايد / عايز كل حاجه عنها

الفصل التالي

تعليقات