الكاتبه/مى محسن
رواية عين الحب
معرض كتاب٢٠٢١
المجد للقصص والحكايات
الفصل الحادي عشر والثاني عشر
لم تمالك نفسها ، كانت ستقع ولكنه امسكها واجلسها على الكرسي كانت ميس شيماء تمر بالصدفة فرات رغد وهى تقع
ميس شيماء : ايه فى اية مالها؟
مستر بهى : مش عارف
رغد : دخت ...ممكن اشرب
احضر لها زجاجة ماء بسرعة شربت منها وحين تمالكت نفسها ساعدتها ميس شيماء انزلتها الفناء لزميلاتها واجلستها معهم
سيف : دى أسئلة يا مستر محمد ؟ والله حرام
مستر محمد : لازم يكون فيه اسئلة للمتفوقين انتوا كبرتوا شغلوا مخكوا شوية
ياسر : انت قاصد تعجزنا
منى : يللا نمشي عشان رغد تعبانة
ياسر : الف سلامة يا رغد
رغد : ممكن تجيبولى تاكس مش هاقدر امشي
خرج ياسر واوقف لها تاكسي ..اتكات على هبة ومنى وركبته طول الطريق تبكى بلا توقف حتى وصلت بيتها انتفضت امها حين رأتها تتكاء على الحائط ولا تقوى على المشي
الام : بسم الله مالك يارغد ؟
رغد : مش عارفة الدنيا ظلمت فجأة وما كنتش شايفة الأسئلة ومش عارفة حليت اية؟
قالت فى نفسها ( آسفة يا ماما مش هاقدر اقولك الحقيقة)
الام : معلش خشي اتوضي وصلي الظهر وتعالى افطرى توضات رغد وبدلت ملابسها ووقفت تصلي وهى تبكى ، أعدت لها والدتها كوب عصير ليمون وحين دخلت لها وجدتها فاقدة الوعى
الام : بسم الله.... رغد .....يارغد
لم تجيب أحضرت زجاجه عطر ورشت بعضه على أنفها ظلت تحاول افاقتها حتى بدأت تفتح عينيها وتستعيد وعيها ضمت امها بقوة وبكت
رغد : ماحستش بنفسي مش عارفة مالى ؟!
الام : يللا نروح المستشفي
رغد : لا خلاص انا بقيت كويسة
الام : طول عمرك بتبقي تعبانه وتقولى كويسة ، يللا ما فيش نقاش
اطاعت رغد امها وذهبت لأقرب مشفي
الطبيب : ضغطها عالى قوى
رغد : كنت فى الامتحان وفجأة ماشفتش اى حاجه
الطبيب : ده ضغط الامتحان ما تخديش كل حاجه على اعصابك كدة هتتعبي انت لسا صغيرة
رغد : الأسئلة كانت لفة وصعبه
الطبيب : صحتك اهم أنت ِ يعنى لما تكبر وتشتغلي مهما كانت شهادتك مرتبك مش هيكفي مواصلات وفطار .
ضحكت رغد ووالدتها
الام : شكرا يا دكتور رفعت معنوياتها
حين عادوا البيت حاولت رغد أن تنام ولكن لم تستطع أحضرت النوت وكتبت فية
( غرست خنجرا فى قلبي لا أقدر على وصف الالم)
تدور فى عقلها الاف الأسئلة لا تعرف لها إجابة ...خارج الغرفة يرن هاتف البيت فردت والدتها كانت هبه تطمأن عليها
الام : اغمى عليها روحت كشفتلها الدكتور قال توتر
هبة : بصراحة الامتحان كان زفت
اغلقت الهاتف وذهبت لتطمئن على رغد وجدتها تجلس على المكتب : اعملك عصير ليمون ولا فراولة؟
رغد : اى حاجه من ايدك حلوة
الام : خدتى الدواء ؟
رغد : آه هصلي الظهر واجى اشرب العصير معاكى فى البلكونه
الام : هبة اتصلت تسأل عليكِ بس انا كنت مفكراكِ نائمة
دخلت رغد توضات ووقفت ثانيا لتصلي دعت الله أن تتمالك نفسها وان تنسي كل شيء انتهت رغد من أداء الصلاة وجلست مع امها فى البلكونه يتناولان العصير وتستنشقتان الهواء وتتحدثتان
رغد : عايزين نجيب ورد الوان غير داه
الام : أنا شفت فى السوق صبار مدور عجينى اجيب منه ولا بعد الامتحانات نروح سواء تجيبي اللى يعجبك.....شفت فى التليفزيون الصبح لما نزرع بطاطا فى برطمان ونحطه فى الحمام والمطبخ بيمتص الروائح الكريهه ..والنعناع فى المطبخ بيخلي ريحته حلوة والاستخدام الشخصي كمان
رغد : نروح يوم الجمعة نشتري اللوازم ونقضي يوم زراعى ...أنا هاقوم اذاكر شوية
توجهت رغد لغرفتها أما والدتها توجهت للمطبخ لإعداد الغداء ، حين عادت سارة من الجامعة دخلت لامها المطبخ
الام : معلش الغداء هيتاخر اختك ورتنى يوم...الحمد لله
سارة : مالها ؟
الام : جت من الامتحان تعبانه واغمى عليها ودتها المستشفى الدكتور قال ضغطها عالى
توجهت سارة لتطمئن على اختها may mohssen
سارة : الف سلامة عليكى معقوله امتحان يعمل فيكِ كدا ؟
رغد : بصراحة لا وما تقوليش لحد
سارة : انت بقالك فترة كام يوم سعيدة وكام يوم حزينه احكى لى يمكن اقدر اساعدك
روت لها رغد كل شيء من البداية
سارة : أنا قلت لك الصبيان ليهم كذا وش وصعب تسمى على حد فيهم غلطة ، وان رحتِ عملتِ معاه مشكلة هيطلعوكى انت الغلطانة ، ناس كتير مش بتقتنع بالصداقة بين ولد وبنت ، ودى عيال تافهة اصلا ماتشغليش نفسك بيهم ولا تعبريهم هما الاتنين
رغد : يا سلام وأسيبه فاكر انى مش كويسة ويبعد عنى
سارة : اولا هو مش بيحبك فى فرق كبير اوى بين الاعجاب والحب ، وازى حزين على البنت اللى بيحبها ويفكر فيكى فكرى بعقله هو كبير وانت لا
رغد : أنا بحبه ونفسي يحبنى وهو مش كبير اوى ٢٥سنة بس
سارة : ما تستعجليش على الحب ، اكيد هييجى فى الوقت المناسب عموما لو كلمك احكى الحقيقة وواجهى الاتنين قدام ببعض
رغد: أنا هابتدى واحكيلة مش هاستنى
سارة : طب ليه ما حكتيش لماما
رغد : خفت تيجى المدرسة تضرب الولد اللى اتكلم عليا أو تقول لبابا وينقلنى من المدرسة وما شفش بهى تانى
سارة : بعد ما تعبت بسببهم ماما هتروح تهد عليهم المدرسة .
ضحكتا
رغد : بيخافوا علينا قوى ، تعالى نصلي العصر جماعة
سارة: اوكى شغلِ الكمبيوتر عقبال ما اتوضي
سعدت رغد كثيرا بالتحدث مع اختها استراح عقلها قليلا صلتا وتناولت الغداء مع أمهما ثم جلستا لتذاكراء فى هدوء حتى أتى والدهم تجمعوا على العشاء روت له والدت رغد ما حدث معهم فغضب لعدم اتصالها به
الام : ما حبتش اخضك اصلا أنت َ شغال فين واحنا فين روحنا المستشفى القريبة وجينا على طول الحمد لله
رغد : أنا الحمد لله يا بابا كويسة اهو
الاب : امتحان ايه يارغد اللى يعمل فيك كدا؟! مش مهم تتعوض الترم التانى
الام : الدكتور قالها مهما كانت درجات المرتب مش هيكفيكِ فطار ومواصلات
سارة : معاه حق فى الميكروباص النهاردة كانت قاعده جانبي موظفه عماله تشتكى لزميلتها من مصاريف الدروس والمواصلات ربنا يبارك فى رزقنا
بعد انتهاء العشاء تجمعوا لأداء صلاة العشاء فى جماعة كما اعتادوا ثم توجه كل منهم إلى غرفته لينام لم تستطع رغد النوم أيقظت سارة ونامت بجوارها ، فى الصباح فتحت عينيها وجدت والدها يجلس على سريرها وينظر إليهما وهما نائمتان
رغد صباح الخير يا بابا قاعد كدا اية ؟
الاب: كنت جى اصحيكوا لقيت شكلكم حلو قعدة ادعلكوا ربنا يخليك يا لبعض ويخليكوا لينا
سارة: ويباركلنا فى عمرك انت وماما
مى محسن
رواية عين الحب
معرض كتاب٢٠٢١
المجد للقصص والحكايات
الفصل ١٢
صلتا وغادرتا مع والدهما حين وقف أمام المدرسة اقبلت كل الفتيات ليتحدثون إليه اوصاهم أن شعرت رغد بتعب يهاتفوه وسياتى
هبه : طب ما تخليك معاها
سارة : وانا اوصل الجامعة ازاى ؟
رغد : ما تقلقش يا بابا أنا الحمد لله كويسة
دخلت رغد المدرسة وعيونها تبحث عن مستر بهى توجهوا للفصول ولكن لم تعثر عليه حتى بدأت اللجنه كانت تجيب الامتحان ومهو مستحوذ على جزء كبير من تفكيرها ، انتهت من الإجابة فسلمت الورقة واستاذنت بالتوجه للفناء فسمحت لها المعلمة جلست فى مكانها المعتاد فى الفناء فجأة وقف أمامها
مستر بهى : عاملة ايه انهاردة؟
تخبطت مشاعرها بين السعادة والحزن والغضب حاولت الرد بهدوء: الحمد لله بقيت كويسة
مستر بهى : ايه اللى حصل كنت عايز اتصل اسال عليكِ بس اتحرجت
رغد : الدكتور قال ضغطى عالى قوى
دون أن تشعر زلفت من عينيها دمعه فادارت وجهها عنه كى لا يراها ولكنه رآها فجلس بجوارها ومسح دموعها بيديه ...
فانهارت بكاء وغضبا
رغد : انت ازاى تصدق كلام التالفة ده؟ أنا ممكن اعمل كده ؟ أنا هاجيبه يقولك الحقيقة قدامى
مستر بهى : ما خطرش فى بالى اصلا انك ممكن تكلميه أنا كنت بسألك عشان اعرف الحقيقة مش عشان ازعلك واتعبك أنا آسف ماكنش قصدى
هدأت قليلا
رغد: أنا ما حبتش غير واحد بس ما اعرفش حبيته ازاى ولا امتى؟ أسأل أى حد من أصحابي من ورايا، كتير بيقولوا لى تعالى أخرجى معانا وأنا ما برداش وماما كمان مش هترضي يبقي إزاى هيحصل الكلام اللى قالهولك ده؟
مستر بهى : اللى بيحب حد بيخاف عليه ، يعنى مثلا أنا باحب رغد ورغد بتحبنى ...صح؟
زلزلت كلماته كل كيانها ، شعرت أن قلبها سيقف من السعادة ،ابتسمت عاد البريق إلى عينيها نسيت كل ما حدث ، ردت بخجل وهى تحاول اخفاء عينيها عنه،اخذت نفس عميق
رغد : صح
مستر بهى : انت بتبقي حلوة قوى وانت مكسوفة
لم يكملا حديثهما انتهى وقت الامتحان وبداء الطلبة يتوافدون على الفناء ، نهض من جوارها قبل أن يراهما أحد ، دقائق وامتلاء الفناء
هبة : الحمد لله الامتحان كان سهل ولا اية بارغد؟
رغد : آه
سماح : يعنى مش هاتتعبي انهاردة عشان نتصل بباباكِ يجي
ضحكت رغد : لا
يقف مستر بهى فى نافذة الفصل يتابعها منه فراته شعرت أنه يريد أن يخبرها شيء
رغد : أنا نسيت المقلمة على الديسك هاطلع اجيبها
صعدت وقلبها يسبق خطاها
مستر بهى : أنا قلت هتفهمى إنىِ عايزك
أعطاها ورقة مطويه
مستر بهى اخر قصيدة كتبتها
رغد : طب ما قلتهلناش كلنا. ليه زى كل مرة ؟
مستر بهى : أنا كنت باقصد اديهم لك أنت ِ بس انت ما كنتيش بتفهمى اعمل اية؟ ماحدش هيقرا لى بعد كده غيرك
حلق قلبها كالفراشات ، وضعتها فى حقيبتها ... وهما يهبطان السلم سويا قابلا ميس شيماء سالتها عن حاله اليوم ثم توجهت للفناء
سماح : كل ده كنت فين؟
رغد : كنت بكلم ميس شيماء
هبة : هاتيجى مراجعتها انهاردة ؟
رغد : مش عارفة هسال بابا
منى: تعالى احنا بنتمشي بعد الدرس ، هتتبسطى معانا
رغد : لو جيت مش هامشي معاكم لأن بابا هيكون معايا
منى كتير بقولها تعالى معانا وما بترضاش ولا حتى بتذاكر عند حد فينا
نظرت ل بهى وقالت له : سمعت بنفسك؟
منى : فى اية؟
رغد ولا حاجه هاقولك بعدين ..بابا وماما بيخافوا علينا ما بنخرجش غير سواء حتى سارة مش بتروح الجامعة غير مع أصحابها اللى متربين معاها مش اى حد
هبة : اية الحياة دى؟
رغد : احنا تاقلمنا على كدا
مستر بهى : وده مش وحش
غادروا المدرسة ورغد تريد الطيران حتى تصل البيت وتقراء القصيدة ..حين وصلت البيت بدلت ملابسها وساعدت والدتها فى إعداد الفطار ، ضرب جرس الباب ، كانت جدتها
الجدة : الف سلامة عليك عاملة اية ؟
رغد : الحمد لله يا تيتا بقيت كويسة
الام تعبتِ نفسك يا ماما هى الحمد لله بقت كويسة
الجدة : أنا عندى اغلى منكوا طول عمرك يارغد ضعيفة وتعبانه معاكِ
تناولا الفطار سويا ، لم تتركها امها تدخل حجرتها الا بعد أن تناولت دوائها ، حين اغلقت باب غرفتها توجهت بسرعة لحقيبتها أخرجت الورقة وبدأت تقراء كانت قصيدة شعرية يتغزل فيها وفى عيونها وان يريد أن يظل ينظر فى عينيها طول الوقت وأنه يسبح فى بحر عينيها ، ويصفها بالحر الذي يجمع كل العصور ، وفى عينيها يجد نفسة فى زمان ومكان مختلفين ويعيش فيها عمراً آخر وجرحا آخر ) كل حرف تقرؤه يحرك قلبها كما تحرك الرياح الأشجار ، قامت بتشغيل الكاسيت ( باعترف قدام عينيك ، النهارده أنا عمرى ليك ،سيبنى احبك يا حبيبي وانسي روحى بين ايديك ، هو ده اللى حلمت بيه ضحكته نظرة عينيه ) احاطتها هالة من السعادة وقفت أمام المرآة تتأمل ملامحها وعيونها كأنها تراها لأول مرة ، رأت لمعة الحب فى عينيها ، والسعادةmay mohssen تتدفق من قلبها كمياه الأنهار تغذي التربة وتنبت الثمار ، أخرجها صوت الاذان من حالتها ، اغلقت الكاسيت ، وذهبت تجلس مع جدتها حين رن الهاتف ردت
الاب : خدتى الدواء
رغد : هى ماما هاتسبنى غير لما اخده يعنى ؟ حتى تيتا جت تطمن عليا
الاب: سلمى عليها عقبال ما اجى
صلت رغد مع جدتها العصر وجلستا تتحدثتان وتضحكان
تركت رغد سارة التى عادت منذ دقيقة من الجامعه مع جدتها ودخلت لامها المطبخ لتعاونها فى إعداد الطعام
الام : أنا شيفاكِ سعيدة انهاردة الحمد لله غير امبارح خالص ...مافيش حاجه عايزة تحكيها لى ؟
سردت قليلا ثم إجابتها بتردد: لا
الام : أنا مش عايزة اى حاجة تعطلك عن مذاكرتك أو الصلاة ، اهم حاجة فى الحياة علاقة البنى ادم بربنا
شعرت رغد ان والدتها تعلم أنها تحب ولكنها تنتظرها أن تأتى لها وتحكى لها ، ولكن رغد فضلت الصمت كى لا تقلقها عليها حتى تتأكد من مشاعر بهى نحوها ، شعرت بحزن لاخفائها ذلك عن والدتها
#مى_محسن
#رواية_عين_الحب
#معرض_كتاب٢٠٢١