أخر الاخبار

رواية العابث الأخير الفصل الثامن الكاتبه فريده احمد

 العابث الأخير

الفصل الثامن


الكاتبه فريده احمد 

(تالا هتجنن  داني من تصرفاتها الغريبه)

___________________

#ف قصر القماح


العيله مجتمعه ع السفره.... فاتن واقفه بره... متردده... تدخل تتعشي معاهم  ولا  تطلع ل اوضتها تتعشي لوحدها زي كل يوم 


لكنها صممت انها تفرض نفسها عليهم بقوه... خدت نفس طويل... ودخلت اوضه السفره


كلهم بصوا لها اوي... ماعدا زين اللي كان واثق انها  هتعمل كده... مشيت بخطي واثقه  وقعدت ف كرسي جمب ياسين


بص لها وابتسم بسخريه.... رفعت وشها وبصت لهم.. زينه بصت لها بكره وحقد... لوجين بقرف.... منير  بحده وجفاء

فيروز  بدهشه لكن ف إبتسامه غامضه ف عيونها 


فاتن حست ان فيروز الجده هيه الوحيده  اللي متقبلاها ف القصر ده.... حاولت تأكل لكن اللقمه مش بتتبلع بسبب جو الكره والغضب اللي مالي المكان


اضطرت تأكل بصعوبة.... مر الوقت عليها تقيل... حاسه بنظراتهم انها سكاكين بتقطع فيها بالبطئ


دخلت  أمينه الشغاله وقالت بأحترام

((منير بيه  .... ف ظابط بره عايز مدام فاتن)) 


فاتن برقت... زين برق لها اوي... بصت له  وقامت... منير قال بتهجم


((وده عايز إيه...ع اخر الزمن الحكومه تدخل بيتي انا بسبب اللمامه دي... اتفضلي قومي شوفيه  انا مش هنزل من مستوايا و أاقف ادام حته ظابط بسببك... قوميييي)) 


فاتن اتنفضت من شخطته فيها... لكنها بصتله  بغضب  وقامت.... خرجت وهيه بتترعش حرفياً 


لقت راجل مع اربعه واقفين وراه... قرب منها  و سألها برسميه


((انتي مدام  فاتن القماح....)) 


فاتن بتوتر((ايوا انا  حضرتك عايزني ف إيه)) 


خرج  زين  وراح ع الظابط  قاله بتكبر

((انا زين القماح جوز  فاتن وابن عمها... خير يا...)) 


رد الظابط بتكبر مماثل

((انا محمود العسال ظابط قسم السلام اول... عندي كام سؤال ل مدام فاتن)) 


وجه كلامه ليها

((انا جاي لك بخصوص رفاعي... رفاعي منصور... اكيد عرفاه... تحرياتنا  اكدت  انه كان بيضايقك بأستمرار وكان بيتعرضلك دايما ومنع جوزك قبل كده كذا مره.... صح الكلام ده)) 


ردت((ايوا حصل.. بس ليه بتفكرني بيه دلوقتى)) 


محمود((رفاعي اختفي من كام يوم... نفس يوم جوازك بأبن عمك يا مدام فاتن... و لقينا جثته ع الطريق الصحراوي من يومين.... و أهله قدموا بلاغ ضد عيلتك  انكم السبب ف موته... ايه اقوالك ف الكلام ده)) 


ردت وهيه خايفه

((انا... انا.. ماعرفش... بس... بس)) 


رد زين((فاتن مالهاش علاقه بالكلام ده  ولو عندك اي دليل ضدها  تقدر تقدمه للنيابه  وتوجه لها اتهام بشكل رسمي  غير كده  اتفضل من غير مطرود  احنا عيله محترمه ولينا سمعتنا  ووجودك هنا يشوه  السمعه دي... اتفضل يا محمود بيه)) 


محمود بص له من فوق لتحت... قاله بثقه

((عاما  انا ماشي... بس احب احذرك يا مدام فاتن... اخو رفاعي  خارج من السجن قريب... رحيم مش زي اخوه  لو كنتي فاكره ان رفاعي بلطجي ومجرم  ف هوه  ولا حاجه  جمب رحيم... و رحيم  لو شك فيكوا  زي اهله  او لقي اي دليل ضدكوا... قولي ع اهلك  يا رحمان يا رحيم)) 


بص لهم بشماته وسابهم  ومشي..... فاتن  لفت ل زين... بصت له  وعيونها خايفه... مرعوبه  من كلام محمود


قالت ل زين

((الظابط ده عنده حق.... رحيم  اتحبس ف جريمه قتل واغتصاب  خد فيها سبع سنين... زين  افرض انه....)) 


قاطعها

((انا ما بفرضش  يا انسه... ولو حصل   ياريت... ع الاقل  هيخلص عليكي انتي واخوكي  والخدامه  أمك.... إنما  انا وعيلتي  مفيش كلب يعرف يأذينا  واوعي تفكري  ان الفيديو اللي معاكي ده هيخوفني... انا كلمت المحامي بتاعي  وقلي  تبله  وتشرب ميته.... عندنا اللي يثبت انه مفبرك.. وكلامي ونفوذي  قصادك انتي  يا حشره)) 


بص لها  بمنتهي الأشمئزاز.... وسابها  ومشي... فاتن حست  ان الأرض بتلف بيها


جريت ع اوضتها... قعدت  ع السرير  وحطت ايدها ع وشها... الخوف اتملك منها  قالت لنفسها


((وبعدين... وبعدين  يا فاتن... هتعملي ايه دلوقتى... رحيم  مش هيسيب هادي اخويا... اكيد  أمه بلغته  وعرف ان اخوه  مات... وطالما  قدموا بلاغ ضدنا  يبقوا  شكوا  فينا  وقالوا  ل رحيم... يبقي.... يبقي  اهلي ف خطر من دلوقتى... اعمل ايه ياربي.... اتصرف  إزاي  انا دلوقتي.... بسسسسس  لقتها)) 


طلعت تلفونها  واتصلت ع اخوها.... اتصدمت لما لقته  خايف  ومرعوب هوه  كمان... قالها


((صحاب رفاعي  كل يوم  بيقولوا  لي التهديد  ده.... قالوا لي  لما  يخرج  رحيم   مش هيعتقنا يا فاتن... بس ما تخافيش  انتي ف أمان ف قصر عمك.... وانا  هأخد  أمك  وهنهرب... احنا مش هينفع  نفضل  هنا.. وإلا...)) 


قاطعته  بحزم

((مفيش و إلا يا هادي.... هات  أمك دلوقتى   وقابلني  ع المحور... وانا  هأجي لكم بأسرع وقت.... يلااااااا)) 


فعلاً   فاتن ما استنتش  وما خدتش رأي  حد... راحت  قابلت  امها  واخوها


خدتهم  ل فندق  (سكاي هيل هوتيل)  فندق عيلتها... بلغت المدير  انه ممنوع  حد  يعرف  انهم هنا ف الفندق  اي حد مهما كان  


وافق المدير مضطر... رجعت  فاتن القصر  وهيه مرتاحه... حمدت  ربها مليون مره  انها لحقت  اهلها ف الوقت المناسب 

~~~~~~~~~~~~~~~

#ف فيلا داني


تالا راحه جايه...تبص ف ساعه ايدها كل شويه...تخبط كفها ف قبضتها وتبص ع الباب


فين وفين  لما اتفتح أخيراً...دخل داني وع وشه تعب وارهاق كبير...جريت عليه وسألته بأهتمام حقيقي


((كل ده يا داني...اتاخرت ليه...طمني عملتوا إيه))


قعد ع اقرب كرسي...رمي نفسه عليه..ولع سيجارة  وبص لها....قال بحزن كبير  كأنه شئ طبيعي عليه


((الخساير كتيره اوي يا تالا....ناس كتير ماتوا....واللي عايشين  بين الحيا والموت....بجد كارثه))


تالا قعدت قصاده  وهيه مبرقه...الدموع نزلت من عينها من غير ما تحس....سألته


((يعني...يعني اللي نجيوا  كمان هيموتوا))


داني بتعب

((خلاص يا تالا...قدر الله وماشاءفعل....دا قدرهم...ودي لاهيه اول ولا اخر مره تحصل))


((بس يا داني...دي ارواح ناس...والمسؤولين لازم يتحسبوا...عشان الكارثه دي ما تتكررش تاني))


ابتسم بمراره  وقال بسخريه

((محدش هيتحاسب...وهتحصل تاني...طول مافي ناس معندهاش ضمير  ولا يهمها غير الجنيه...الحادثه هتتكرر وف دول كتير))


بصت بغضب.... وقالت بحرقه

((هأ....عارفه الكلام ده كويس....طول مافي ناس شبه عرابي...الفساد عمره ما هينتهي))


وقف وبرق لها بغضب

((انتي ازاي تتكلمي عنه كده...انتي ناسيه انه ابوكي))


((ماتقولش ابوكي....الراجل اللي يرمي بنته ومراته  ويسيب بلده واهله عشان الجنيه...يبقي حقير  وما يستاهل.....))


قاطعها  بألم صارخ ع وشها.......تالا  برقت له مصدومه

قالها بمنتهي الغضب


((اخر مره تغلطي فيه أدامي...وطالما انتي بتكرهيه اوي كده...ايه اللي جابك...جايه تأخدي فلوسه ليه  يا سنيوريتا))


بصت له بغضب...منعت دموعها بالعافيه انها تنزل ادامه...قالت له بحده 


((فعلاً كلكوا  شبه بعض....بس انا هندمك يا داني ع ضربك فيا....انا مش هاهنيك ع ثروته لوحدك.....لو هحرق فلوسه  لكن مش هسيبها لك...واعتبر الهدنه بينا  انتهت))


سابته  ومشيت كام خطوه...لفت وقالت له بقهر وحزن

((مش غريب ع جاحد زيك انه يعاملني كده...وما يحسش بيا...اللي اتولد وف بقه معلقه دهب  ...واتربي ف حضن أمه وابوه....عمره ما يحس باليتيم اللي اتحرم من وجود الأب وحنيته.....بس مسيرك  تخسر حد ف حياتك  ووقتها   هتحس بنار  الوحده  والفراق......وتفهم يعني ايه الخساره   اللي ملهاش عوض))


نزلت دموعها أخيراً  زي النهر ع خدها الاحمر...طلعت تجري ع أوضتها


داني قعد ع الكرسي وهوه  يآس  وغاضب...قال ف نفسه

((محدش أكتر مني  يعرف الاحساس ده....عارف  انك اتظلمتي...بس  انتي ما تعرفيش الحقيقه كامله....وصدقيني يا تالا   انتي  اللي هتندمي  بجد  يوم ما تعرفيها))


دخل المطبخ  وصب لنفسه مشروب....لكنه  مسك الكأس وبص  له  بغضب.....الكأس  اتكسر ف ايده  من شده انفعاله


---------------

تالا فضلت تبكي ع سريرها...سمعت صوت خبط ع بابها....اتعدلت ومسحت وشها  بسرعه


كانت تقريباً نسيت وجود  ليل ف بيتها....قالت لها

((اتفضلي ادخلي))


دخلت ليل محرجه....قربت من تالا...تالا رسمت ابتسامه مصطنعه ع وشها


ليل قالت لها بقلق

((سامحيني.....سمحت كلامكوا بالصدفة.....انا  أسفه اوي  يا تالا ع خسارتك...وع  معامله  داني ليكي....بس ممكن أسالك سؤال))


((اتفضلي يا ليل))


((داني يقرب لك إيه....يعني  اصل كلامه معاكي جاف وقاسي...غير انه ضربك من غير ما يفكر...وشكله عارف والدك  كويس))


بلعت ريقها  وقالت  ببرود((جوزي))


شهقت ليل  ...عضت ع شفايفها  وقالت بحرج

((اوووه  انا  أسفه...مكنتش اعرف....بس...يعني ليه بيعاملك كده...يعني  انتوا  متجوزين  وكل واحد فيكوا  ليه  اوضه منفصله...غير معاملتكوا  مع بعض...كلها كره  وغضب...ليه كده  يا تالا))


تالا حكت لها بأختصار   عن حكايتها  هيه  وداني...ليل  وشها  اصفر واحمر...ضحكت بمراره


تالا بصت لها  بأستغراب...قالت ليل بأعتذار


((سامحيني مقصدش  ااقلل  منك....بس  انا كنت فاكره ان حياتي سوده  وبختي مهبب))


ليل كمان حكت لها ع حكايتها  ...وختمت كلامها بعياط

((ودلوقتي زي ما انتي شيفاني  اهوه...بقيت مشرده ف بلد غريبه  وسط اغراب...لا معايا  ورق ولا اثبات شخصيه ولا فلوس ولا حتي هدوم  عشان استر نفسي بيها....انا مش عارفه يا تالا هعمل ايه انا دلوقتى...انا حاسه اني مغضوب عليا من ربنا....كل ما  أراجع نفسي  واللي  عملته ف حياتي...مالقيش اني أذيت حد..او ظلمت حد أبدا...يبقي  ليه بس قدري اسود اوي كده))


تالا  فتحت ايدها  وحضنتها  اوي  اوي...مسحت وشها  ووش ليل من الدموع...وقالت لها بأبتسامه


((يا بت يا عبيطه...القدر  مالوش آلوان  عشان نسوده ونبيضه...ربنا ما بيكتبش علينا حاجه وحشه ابدا...بس هيه الدنيا كده...اختبارات طول الوقت...واحنا لازم نبقي أدها  ...وانتي مشكلتك حلها بسيط...الشغل...الشغل هوه اللي هيقويكي  ويخليكي تقدري تواجهي الظروف...وانا  هشوف لك شغل ف الشركه معانا.....ايه رأيك بقي))


ليل بصت لها بأمتنان و خجل كبير....عضت ع شفايفها تاني  وقالت محرجه


((تالا  هوه...هوه انتي مسلمه))


تالا  اتصدمت  واتحرجت...مسكت شعرها  بكسوف  وقالت لها


((قصدك عشان مش محجبه...واللهي يا ليل  انا عشت ف أمريكا...ومكنش ادامي فرصه اني اتعلم عن ديني كتير....يعني مشاغل الدنيا لهتني...بس  ااااه مسلمه))


ليل  ((انا ده مكنش قصدي  ما في ف مصر بنات مش محجبات....ربنا يهديكي  للحجاب عاما...بس انا قصدي  ازاي انتي مسلمه  ومتجوزه  داني...مش  داني  ده  اختصار  دانيال))


تالا برقت لها  اوي...قالت لها بصدمه

((قصدك   ايه...قصدك  ان داني  مش من ديانتي...لاء...مستحيل...هوه  الاسم  ده...اسم  شهره  بس...اه  أكيد))


سابتها  وقامت  تجري ع اوضه  داني...ملقتهوش...نزلت له تحت...لقته  بيحاول  يمسح الدم  من ع ايده


شهقت مفزوعه...جريت عليه وسألته

((داني  مالك...ايه الدم ده))


بص لها   بذهول....استغرب  من خوفها عليه

خدت من ايده  القطنه  والمطهر  ومسحت  الجرح


لقته جرح كبير وعميق...بصت لوشه  بخوف وقالت له

((ايه ده يا داني...ازاي  اتعورت كده...الجرح ده لازم يتخيط))


خد القطنه من ايدها  و قالها

((لاء يا تالا....لفي لي عليه الشاش ده  بس  والصبح هبقي كويس....انا تعبت النهارده  ومش رايح اي مكان  غير السرير))


بصت له بغضب...حسته بيتصرف زي الأطفال...لكنه نفذت كلامه...وربطت له ايده كويس


سابها ومشي  من غير كلمه شكر حتي....زمزءت بشفايفها  بخيبه أمل...لكنها افتكرت  موضوع أسمه


طلعت وراه ع اوضته....لقته بيحاول  يرفع التيشرت بتاعه  لكن ايده وجعته  لما حاول يتنيها 


جريت عليه ورفعت له التيشرت بصعوبه بسبب طوله...لف وبص لها  بصدمه اكبر....سألها  بأنفعال


((انتي...انتي  ايه اللي جابك ورايا...عايزه مني ايه يا سنيوريتا))


بصت له بغضب ع الكلمه دي....لأنها كرهتها جداً...لكنها  افتكرت  هيه عايزه منه إيه


سألته بغضب

((داني  انت مسلم زيي...))


((نعم ياختي...قصدك ايه))


((رد عليا من فضلك...انت  مسلم زيي))


((ايه يا تالا  حد قالك اني بعبد البقر ولا حاجه...اه طبعا مسلم  ليه يعني))


((اومال ايه داني  ده...داني  اختصار دانيال   والاسم ده يهودي...و اسرائيلي كمان))


داني  بص  لها...وانفجر ف الضحك...لدرجه ان  اسنانه ظهرت من بين شفايفه....تالا برقت له  اوي


قلبها  اتحرك من الشمال لليمين فجأة...حسته  وقع ف رجلها  وطلع يجري مكانه...ضحكته  هزت كيانها كله


لقت نفسها بتضحك معاه...قالت له  وهيه بتضحك

(( انت بتضحك ليه))


كح من كتر الضحك...وقالها  وهوه  بيقعد ع السرير

((طلعتيني  يهودي  واسرائيلي كمان  يا بنت الشياطين انتي...يا جاموسة  ده اختصار لاسم تاني خالص))


ضربته ع كتفه...برق لها...قالت له بأمر

((احترم نفسك  وحسن ملافظك معايا))


وقف بطوله وعرضه  ادامها...وقالها ببرود

((ولو ما حسنتوش هتعملي ايه يعني))


بصت له اوي...جزت ع سنانها...وبكل قوتها  ضربته ف صدره العريان  وقعته ع ضهره ع السرير


طلعت تجري ع اوضتها...دخلت  وقفلت الباب وراها بالمفتاح...وجريت ع السرير....ليل  برقت لها  بدهشه


سألتها

((مالك...هوه  ف  وحش بيجري وراكي ولا ايه  يا مجنونه  انتي))


تالا بصت لها....وانفجرت ف الضحك...ليل  ضحكت ع ضحكها  واستنتها  تخلص  وتحكي لها

~~~~~~~~~~~~~

#عوده لسيناء


وصلت سيناء و صياد لكوخ والدتها...صياد ظن انه مكان فقير معدم....لكنه اتصدم بكوخ بحري ع قوائم ومعديه خشب...صياد برق لها اوي...ابتسمت ببراءه وقالت له 

((انا عارفه انه بسيط...بس ده المكان الوحيد اللي عمي مايعرفهوش...وانا مش عايزاهم يعرفوا بوجودك دلوقتى...تعالي اتفضل))


رفعت عصايتها ع السلم الخشبي...كانوا.اربع درجات...صياد راقبها وهيه بتطلع عليهم...وبتمشي ع الممر الخشبي.كأنها حافظه المكان


سيناء لاحظت انها ماشيه  لوحدها.... وقفت ونادت له. 

((ايه. هتفضل واقف عندك كتير... يلا تعالي بقي)) 


ابتسم بدهشه... وطلع مشي جمبها... مشيوا مترين تقريباً  لحد ما وقفوا. قصاد الكوخ... طلعت من شنطتها  ميداليه مفاتيح...ناولتها له.وقالته بحزن


((هتلاقيه مفتاح عليه  رسمه ورده))


صياد لقاه بسهوله...كان مميز اوي...فتح الكوخ ودخل...سابته يتفرج عليه براحته....كان مكان مريح جدا.واسع.انيق.بسيط.ومناسب جداً.......لعروسين


اتكسف صياد...لف وقالها بحرج

((المكان ده حلو اوي...الواحد.لو عاش عمره كله هنا.عمره ما يزهق منه ابدا....انا متشكر يا سينا....بجد انتي انقذتي حياتي)) 


ضحكت وقالت له

((ماشي يا سيدي.بس هنفضل كده كتير...انت ما جوعتش ولا ايه...تعالي اوريك مطبخنا المتواضع)) 


مشي وراها...دخلت مطبخ مستدير.فيه كل اللاوازم المطلوبه...سيناء خرجت.اكل معلب.و لحوم مجمده....صياد وقف يتفرج عليها للحظه.وهوه مصدوم...ازاي هيه عميا.وقادره تتحرك بسهوله....وتطبخ.ولا كأنها شايفه بتعمل إيه


سيناء حست انه بيراقبها...قالت له

((ايه مش ناوي تساعدني ولا ايه بقي)) 


فاق من شروده.ووقف جمبها...اشتغلوا سوا....سألها.بحيره

((سينا...هوه احنا فين بالظبط....ممكن تحكي لي عن الجزيره دي شويه)) 


قالت بفخر

((يا سيدي.دي جزيره ف وسط المحيط الهادي.ع حدود استراليا....بعد الحرب العالميه الاولي...ف ناس كتير هربت عشان تنجي من الحروب....ف جه ع الجزيره دي ناس كتير.من جنسيات واعراق مختلفه...لكنهم اتوحدوا.واتجوزوا....واولادهم.بقوا.المأريج....و دول بالمناسبه.سكان الجبال حاليا.بقوا ناس خطيره مجرمين...من زمن قريب.حصلت حرب ع الجزيره...المأريج حاولوا.يطردوا.الاجانب اللي جم وعاشوا هنا.وبنوا.بيوت ومصانع.واعتبروها.وطنهم....لكن المأريج خسروا الحرب دي.وعشان الدم بينهم يقف...قرروا.عقد هدنه.وقسموا.الجزيره نصين....نص للمأريج.والنص التاني للأجانب..ودول بقي....امريكان ع ايطاليين ع يونانيين ع عرب...اكترهم عرب.تصدق دي......بس الجنيه هوه اللي بيحكم هنا...يعني.مثلا.زي والدي الله يرحمه...جه هنا زمان...ساب مصر.وهاجر.جه الجزيره  هنا.وبدأ شغله.ونجح.جداً....اخوه جه.واتجوز.وخلف عشق   وف رجال اعمال كتير.زيه...وبقت الجزيره  مختلطه...فيها كل الجنسيات والديانات والاعراق.لكن.الكل.عايش ف سلام....لكن ساعات  المأريج بينزلوا ع الناس ويأذوهم ويسرقوهم.... والشرطه ما قدرتش تمسك حد فيهم... ومعندهومش الجرأءه  عشان يطلعوا لهم الجبل.... بس ودي حكايه الجزيره بأختصار شديد)) 


صياد استغرب اوي...بس قالها كأنه بيكلم نفسه

((حكايه غريبه...بس يمكن انا سمعت عنها....عشان كده.سافرت ع العباره اللي غرقت..ما يمكن.اكون.كنت جاي لها...مش عارف يا سينا....بس انا غيرت رأيي...انا هفضل هنا ف الجزيره دي...هبدأ من هنا....هدور.ع شغل.وابتدي...ولو ظهر لي اهل فيما بعد.....هبقي.اجيبهم يعيشوا.معايا.هنا)) 


سينا.لفت.ورفعت وشها تجاه صوته.وقالت له.بحماس

((انت متأكد.انك عايز تعمل كده)) 


رد بأستغراب

((ايوا. بتسألي ليه)) 


((صياد.فاكر.وعدك ليا...انك هتساعدني.لما اطلب منك...انا محتاجاك معايا....زي ما قلت لك...انا عندي المطعم بتاعي....عمي ومراته وبنته.مستوليين عليه.ومشغليني فيه خدامه.وبيلووا.دراعي.بعمايا...اني لو ما خضعتلهومش...هيسبوني لوحدي.ف المطعم.يخرب ع دماغي....انا.بقي.محتاجاك.معايا.تكون.عيني.وسندي..تقبل تتجوزني)) 


الطبق.وقع من إيده.اتكسر....صرخت سينا.....بصت له بفزع...حاولت تصحح كلامها...قالت له بسرعه


((ما تفهمش غلط...انا مش عايزه استغلك.واورطك فيا...ده.هيبقي.جواز.صوري.ادام الناس....يعني.هنقول لهم.اننا.اتجوزنا.لكننا.مش هنعمل كده....عشان بس.اقدر اتحامي فيك.وندير.المطعم.انا.وانت.وبس...ها....ايه رأيك.يا.....صحيح.لازم نختار لك.اسم.لحد ما تفتكر.اسمك.....ايه رايك.اناديك  جوو)) 


صياد.فضل ساكت.....سيناء.ندمت.انها  صارحته.بسرعه كده....خافت.ل يسبها.ويمشي....بصت ف الأرض.وقالت.بحزن


((انا اسفه.لو كنت.ضايقتك...بس.ممكن.تفكر.قبل ما ترفض...بس صدقني لو رفضت.مش هزعل منك.ولا هطلب منك.تسيب كوخ امي....انا بس شايفه...قصدي.ان.انا وانت.محتاجين بعض....انت عايز.شغل.وانا عايزه.حد.اثق فيه...وماتسألنيش.ليه.هثق.فيك انت...دا بس احساسي....عاما.انا.هسيبك.تفكر براحتك....وارجوك. ما تجييش ع نفسك....وانا  مش هزعل منك مهما كان قرارك)) 


لفت.. خرجت...مشيت  خطوتين...وقفت.ع طرف.الممر...وجهت.جسمها.للبحر....حاولت تتنفس بطبيعيه...لكنها مخنوقه....الدموع خانتها.ونزلت ع خدها الوردي


حست.انها.ذلت نفسها بزياده....طول عمرها  راضيه بقضاء الله. وابتلاه....لكنها.دلوقتى حاسه.بذل.وعجز.يكسروا.القلب


حست بأيده ع كتفها....وايده التانيه.بتمسح.وشها...لفها ليه.وقالها


((انا مش فاكر انا كنت ايه..وعامل إزاي.....بس اللي انا واثق منه...اني مكنتش ندل ولا قليل الاصل...عشان اتخلي عن المخلوقه الوحيده.اللي ساعدتني ف مصيبتي...انا.موافق.يا سينا.....خديني.لاقرب.محامي.وانا هتجوزك.  رسمي.....عشان لو عمك. سأل ع القسيمه.....بس الاول....لازم.  يبقي معايا.ورق.اثبات شخصيه.عشان.نقدر نتجوز. واعيش ع الجزيره هنا)) 


سيناء.عيطت اكتر.خدها ف حضنه.بود  وطبطب عليها....قالت.له وهيه بتعيط

((انا عارفه.هعمل ايه...ف ورق عندي لواحد فلسطيني كان شغال ف نفس سنك تقريباً.....هوه غرق من فتره وما رجعش تاني...بس أوراقه عندي ...ايه رإيك  اجيب لك  جواز سفره  ونغير صورته لصورتك...وبكده تقدر تعيش هنا  و.......نتجوز))


قالتها بحرج....ابتسم صياد  وقالها بصدق

((دي هتبقي اكبر خدمه يا سينا...وانا اوعدك  اني ارفع رأسك  واكون أد المسؤوليه...ومش هتبقي مجبره ع عمك تاني...بس هوه ينفع تصبري  لحد ما وشي يخف...لاحسن انا اتحرج  اقابل عمك والناس  بالجرح اللي ف وشي ده....يعني كلها كام يوم وبس  موافقه))


((اكيد طبعاً...وانا خلال الوقت ده...هامهد  لعمي  واقوله  اني محضره  له مفاجأة كبيرة....وكمان اكون جبت لك  جواز السفر ده...كده  يبقي  كله تمام اوي))


صياد استغرب من ابتسامتها  المبالغ فيها...لكنه حس ان ورا  فرحتها دي...في حزن مالي قلبها...وماضي مليان جراح وقسوه  عاشتهم  المسكينه لوحدها


      نكمل ف الفصل9

الفصل التالي

تعليقات