أخر الاخبار

روايةالعابث الأخير بقلم فريده احمد الفصل السابع

 روايةالعابث الأخير

بقلم فريده احمد 


الفصل السابع

بريئه..جميلة..تشبه الشمس بين السحاب

المجد للقصص والحكايات 

#مع فاتن


رجعت الفيلا متأخر... كانت منهكه وتعبانه بجد... قعدت ف صالون جانبي مخصص للضيوف



فكرت تعمل لنفسها مكتب ف الفيلا... لكنها  خافت من عمها.... فقررت  انها تبعد عنه وكفايه عليها زين وعجرفته المستفزه


قامت خرجت وكانت ف طريقها  لأوضتها... شافت زين خارج من مكتبه... كانت هتتجاهله  وتطلع


لكنها لمحت لوجين المتدلعه  ... ظهرت فجأة... نادت ع زين بدلال


((زين... هاي... انت خلصت شغلك)) 


زين رد عليها بأقتضاب

((آه يا لوجي  ف حاجه)) 


لوجين بصت ل فاتن بطرف عينها... قربت من زين  وانجيت ايده  بتملك وقالت له بدلع ماسخ


((زين  انت عارف  اني موش هتعشي من غيرك.... يلا تعالي نأكل سوا  عشان تفتح نفسي  وافتح نفسك يا بيبي)) 


زين اتنفس بزهق... لسه هيعترض... شاف فاتن واقفه تبص عليهم... حب يضايقها... مسك ايد لوجين   وقالها  وهوه بيبص ع فاتن  


((عندك حق  يا لوجي لاحسن الواحد نفسه بقت مسدوده  من الاشكال الرمه اللي هنا... يلا تعالي)) 


خدها ومشي ناحيه اوضه السفره... لوجين  بصت ل فاتن  بقرف من فوق لتحت... ورمت شعرها ع كتف زين  وهيه


ماشيه تتمختر جمبه.... فاتن واقفه  زي الصنم... لأول مره تحس بحاجه غريبه بتنهش ف قلبها.... ضربت الداربزين بأيدها بغيظ  وطلعت ع اوضتها


قعدت ع السرير  بعصبية... فركت ايدها ف بعضها كأنها هتكسرهم... هديت للحظه  وقالت لنفسها


((مالك يا فاتن... انتي اتضايقتي  اوي كده ليه... ما يتعشوا  سوا  ولا يولعوا حبه... انتي هتغيري ولا إيه.... اغير.... ايه العبط اللي بقوله ده... هغير  ليه  وع  مين... ع  المقرف  ده... لالالالا.. انا اكبر من كده بكتير.... اكبر.. اكبر من ايه يا فاتن... دا  انتي  ااقل منهم  بكتير اوي... انتي جمبهم  صفر ع  الشمال  ولا ليكي عازه  ابدا... فاتن  اوعي تنسي نفسك... انتي فعلاً   اتحديتيهم  بس ف حقك... انما زين  مش حقك... حتي وان كان جوزك ع الورق... بس انتي  مالكيش فيه... اعقلي  يا فاتن... انتي هنا لغرض معين وبس... حققي هدفك  وخدي حقك  وارجعي لأمك وأخوكي  وسيبي العيله الناقصه المستفزه دي  للأبد)) 


هزت رأسها  كأنها بتأكد لنفسها  ان ده  الصح... قامت وقفت ادام المرايا... غمضت عينها  و شافت  لوجين   ادمها


بفستانها  الوردي القصير.. وشعرها المجعد  الطويل... و ميكياجها  الغالي المبالغ فيه... كانت كلها ع بعضها


تشبه عارضات الأزياء ف جمالها و أناقتها  حتي طريقه كلامها  بتقول انها بنت ناس  وفرفوره


مش زيها بنت خدامه.... فاتن  صعب عليها نفسها اوي... بصت ف المرايا... شالت الحجاب من ع شعرها


شالت التوكه  ونزل شعرها ع كتفها  زي شلال البترول اللامع... مسحت بأيدها ع خدها الخالي من اي أثار للميكب


حزنت ع نفسها.... هيه عارفه انها جميله... لكن حتي الجمال بيحتاج عوامل تظهره  للعالم


وهيه مفتقده  للعوامل دي... لأنها ببساطه ما تقدرش تروح لبيوتي سنتر زي باقيه البنات.... لأنها دايما حاسه بالنقص


وشايفه  ان ده عيب وغلط... كانت منطويه اوي  وافكارها مقفوله.... مشيت من أدام  المرايا  ودخلت تأخد  دوش  يمكن  يهدي  اعصابها  وتوترها  الغير مبرر

~~~~~~~~~~~~~~~

#ع الجزيرة 

ف اللحظه دي...وصل داني و تالا...شافوا  الموقف  المؤثر ده...بصوا  لبعض اوي  و رفعوا حاجبهم الأتنين سوا مستغربين


تالا قالت بهزار

((حلو اوي يا استاذ آدم  أخيراً ظهرلك حبيبه))


أبتسم داني غصب عنه..لأنه عارف صاحبه  لا بيحب صداقه البنات ولا بيطيق قعدتهم


بص آدم ل تالا بغضب...بعد عن ليل  وقال ل داني بجديه

((داني  البنت دي كانت ع عباره  وغرقت..انا اتصلت بخفر السواحل  عشان يتحركوا  من فضلك انت كمان  ابعت كام يخت من عندك عشان يساعدوا ف البحث عن ناجين...شكلها كارثه كبيره يا دان))


داني برق له هوه كمان...تالا  قلبها انقبض...داني اتصل  و بعت مراكب انقاذ  تساعد الشرطه


تالا نزلت ع ركبتها  جمب ليل...مسكت ايدها  وقالت لها

((انتي كويسة...حاسه بتعب او حاجه تستوجب نأخدك المستشفى))


ليل هزت رأسها نفي....آدم قال

((شكلها خسرت عيلتها ف الحادثه...الصدمه لسه مأثره عليها...قولي لي يا ليل مين كان معاكي))


ليل فكرت بسرعه...لو قالت لهم ان صياد اخوها  ...الشرطه هتكتشف انها كدابه...ولو قالت انها وحيده  هيستغربوا  


ازاي مسافره لوحدها...ولو قالت لهم  ان كان معاها  اهلها  هيسألوا عن اساميهم  والشرطه هتدور ف السجلات ويكتشوا  كذبها


فكرت بسرعه كبيره  وقالت اول حاجه خطرت ع بالها

((انا كنت مسافره مع ناس ف شغل...الشركه اللي انا شغاله فيها ف مصر فتحت فرع جديد ف استراليا  وخدت منا  موظفين عشان يشتغلوا  هناك...بس للأسف  كل اللي كانوا معايا غرقوا  ومعرفش حتي اساميهم كامله  عشان انا كنت لسه موظفه جديده))


بصوا لبعضهم بأسف...تالا مسكت إيدها  وساعدتها تقوم قالت لها


((تعالي معايا ع البيت  اكيد انتي تعبانه ومحتاجه ترتاحي))


داني قال ل تالا  بجحود

((تيجي معاكي فين...دي لازم تروح القسم عشان يأخدوا  اقوالها...دي شاهده اساسيه ف كارثه حصلت ولسه بتحصل))


تالا برقت له بغضب وقالت بنرفزه

((انا عارفه انك قاسي ومعندكش قلب  بس كمان اعمي ما بتشوفش  البنت تعبانه  اوي  ولازم ترتاح  الإجراءات الحكوميه بتاعتكوا  دي ابقوا  اعملوها بعدين  انا هأخدها معايا  ع البيت و دلوقتي))


داني لسه هيعترض...آدم  مسك ايده  وقاله  بلغتهم

((اتركها  تأخذها...الفتاه  يبدو عليها الاعياء الشديد  ولن تتحمل اي ضغط الآن))


قال ل تالا

((خديها ترتاح  و انا  و داني  هنشوف  الامور وصلت لإيه  ونحاول نساعد ف اي حاجه  وع اخر النهار  هنيجي نأخدها للقسم))


تالا هزت له رأسها بأمتنان...ليل سندت عليها  ومشيت معاها...لحد اول الطريق  بعيد عن البحر


شاورت ل عربيه  أجره...ركبوا  البنات  ...ليل  سندت رأسها  ع الكرسي....بس الأفكار لعبت ف دماغها


بعد ما فكرت كتير  ودماغها  تعبتها  من كتر التفكير...قررت انها لازم  تهرب  من تالا....لأنها مش هتقدر  تروح للشرطه


وتكذب عليهم...عشان ما يرجعوهاش مصر...وترجع لأهلها ولمصيرها المخيف مع ابن عمها


~~~~~~~~~~~~~~~~~

#ف مطعم سيناء

عشق بتتكلم بدلال  كعادتها  مع سيوفي بيه رجل الاعمال الشهير...بتكلمه  بدلال  وحب  عشان  يختارها  لأبنه  


الجزيرة كلها عارفه انه عايز يجوز ابنه  عشان يخليه عايش معاه ع الجزيرة  ويبطل  سفر وغربه ف عشق  زي بنات كتير


بتتمني انه يختارها لأبنه ووريثه الوحيد  جوزيف  الوسيم  زي ما بيقوله عنه


سيناء ف اللحظه دي خلصت شغلها ف المطبخ.....خرجت عشان تشرب  الشاي وترتاح  شويه


كانت بتمشي  ف طريق معين ف المطعم عشان ما تصدمش حد او تأذي حد  او حد يأذيها


لكن عشق عشان تجامل  سيوفي بيه  حطت له ترابيزته  ف المكان  البعيد المميز  اللي ف المطعم كله...وصادف ان  طريق سيناء فيه


ف سيناء ماشيه  كعادتها... عشق مواطيه ع  سيوفي بتسأله  الأكل  كويس  محتاج حاجه معينه  وكده


بتأخد وتدي ف الكلام معاه...سيناء ماشيه...قربت منهم..مش واخده بالها  ان ف ترابيزه ف طريقها


وفجأة......سيناء  خبطت ف عشق  بعنف...عشق  وقعت ع سيوفي  ووقعت كل الاكل عليه....بعد ما غطا الترابيزه  اتشد ف الاسوره  بتاعتها  وهيه  بتقع عليها


وكانت الكارثه.....وقفت الناس تتفرج  ع الموقف المشين المحرج  جداً  ده...فين وفين  لما الكل فاق من صدمته


جريوا  يساعدوا  الباشا  والمدلله.....عشق وقفت ع رجلها اخيرا....لكن الشر  والغضب  هينفجروا  ف عينيها


بصت ل سيناء  بغضب اعمي...سيناء واقفه  تايهه  شارده...بتبص  يمين  وشمال  مش فاهمه  ايه اللي حصل 


المسكينه  لقت ألم نازل ع وشها  طاااااااخ....صرخت سيناء...دخل ابوها  يجري  بعد ما سمع اللي حصل


عشق صرخت فيها

((يا متخلفه  يا عميااااااا...دا اخر يوم  شغل ليكي هنا  يا حيوانيه...امشي اطلعي براااااا))


سيناء  خدودها احمرت من الضربه  عينها  دمعت..قالت  لها بخوف  ولعثمه


((اا..اط...اطلع برا  ازاي...دا  مطعمي  انا))


وقفت عشق  وبصت لأبوها  وقالت  قصاد الناس بكل بجاحه  ووقاحه


((عارفين انه مطعمك...لكنك عميا  معاقه  عاله عليا انا  وأهلي...انتي كارثه  ف حد ذاتها...اسمعي يا سينا  بقي...يا أما  ترجعي البيت  تقعدي فيه  زيك  زي  ترابيزه   تأكلي وتشربي  وبس  يا  اما  انا  وبابي ومامي  هنسيبهولك  يتطربق  ع دماغك...انتي فاهمه))


سيناء بصت للفراغ  ادامها بذهول....استنت عمها او مراته  او اي حد  يدافع عنها...حد يقول كلمه تخرس عشق


او عمها يقول لبنته  ايه اللي بتقوليه دا  يا بنتي...لاء  محدش  نطق...وسيناء عارفه كويس انهم  لو سابولها  المطعم


مش هتقدر  تديره  لوحدها.....كانت لسه هتتكلم...عمها قال  ب جفاء

((خلاص يا سيناء...عشق عندها حق...يلا  أرجعي انتي ع البيت دلوقتي  وبعدين نتكلم  يلا كفايه  فضايح))


سيناء خرجت تجري  ف طريقها  المخصص...لكنها بتتخبط ف ترابيزات  زناس  وكراسي


خرجت من مطعمها  مطروده....مكسوره  القلب والخاطر...فضلت تعيط طول  ماهي ماشيه


لكنها ما روحتش ع البيت.....راحت ع مكانها  المفضل  من صغرها...عند الحيد الصخري...مكان بعيد جوه البحر  فيه  صخور


جمب بعضهم  بتتمشي ع الصخور  وتقعد عند اخرهم  وتنزل رجلها  للبحر  كانت عارفه  خطوتها


لانه  المكان اللي بيجمعها  بأبوها  وأمها...ف المكان  ده كانوا بيتجمعوا كل اجازه  وبيقضوا احلي نهار  سوا


واحلي حاجه فيه  ان ممنوع حد ينزل البحر من النقطه دي عشان كلها صخور  حتي جوه  الميهو


وممكن  اي حد يتأذي  بسهوله....لكن سيناء ما بتهتمش لأي تحذير  لأنها معندهاش اللي تخاف عليه...هيه عايشه يومها والسلام


وصلت لأخر  صخره...نزلت  عصايتها  البيضا  ع الصخر  ونزلت  قعدت هيه كمان....نزلت رجلها ف الميه  الدافيه الجميله


لكنها صرخت  ورفعت رجلها تاني...رجلها لمست جلد  صرخت

((مين...ايه ده...مين هنا))


مدت ايدها ف الميه...حسست ع وش...مشت ايدها  تشوف دا ايه...لقت  رأس بني آدم بين الصخور  وجسمه محشور


وقفت  وهيه  مبرقه  وخايفه...زعقت بعلو صوتها

((حد يلحقنييييي...جثهههههه....جثههههه  ف المياااااا...حد  هناااااااا...حد سامعني))


نزلت ع ركبها  تاني..مدت ايدها ع رأسه...فضلت تحسس وتحشر ايدها  لحد ما  وصلت لقلبه


لقت ف  نبض ضعيف...برقت  اكتر...قالت

((دا عايش...عايش..انت...يا  انت...قوم...فوق...قوم بالله عليك  قبل ما تغرق...كلها كام ساعه  والمد هيعلي  وتموت  قووووووم))


لكن لا حياه لمن تنادي....شافت  انه  فاقد الوعي تماما...مدت ايدها الاتنين  وحاولت  تحرك رأسه...بس خرجت ف ايدها سلسله متينه


مسكتها ف ايدها وحسست عليها  لقت ف اخرها مربع وعليها نقش منحوت...حططها ف جيبها لبعدين ورجعت تحرك جسمه...كان تقيل  ومحشور بين صخرتين


لكن سيناء  ما استسلمتش...كانت هتقع ف الميه  كذا مره...لكنها حاولت  وحاولت  كتير


وأخيراً جسمه  اتحرر....حاولت  ترفعه  بكل قوتها  لدرجه انها صرخت...نجحت  أخيراً  انها  ترفعه  ع الصخر


حسست ع وشه  لقت ف جرح كبير  ف رأسه  من  نص رأسه لنص خده...قلبها انقبض...دا جرح  كبير 


وأكيد  نزف كتير...واحتمال انه  يموت  ف اي لحظه...فكرت بسرعة  إزاي تنقذه  مقدرتش تسيبه لوحده


وبرضو مش هتقدر  تشيله.....وقفت  وحطت ايده  تحت  دراعه  و فضلت تسحبه لبره  واحده واحده


بسبب تقله  وبرضو عشان ما يتجرحش من الصخور...كانت بتحسس ع الصخره  قبل ما تسحبه عليها


والصخره  البارزه  كانت بتزقه  بعيد عنها...تعبت اوي  لحد ما  وصلته  للشط...اترمت ع الأرض  جمبه


بتأخد نفسها  بصعوبة....سابته  ووقفت  لفت حوالين نفسها  استرقت السمع  يمكن تسمع صوت  عربيه  او حد


اضطرت انه  تبعد عنه  شويه...فضلت ماشيه لحد ما سمعت صوت عربية...جريت  ووقفت  ادمها


وقف داني مصدوم...نزل هوه  وآدم بسرعه  صرخ فيها  داني


((سينا  انتي  واقفه كده  ليه  وايه اللي مبهدلك كده))


سيناء بتعب

((داني الحمدلله  اني لقيتك  تعالي بسرعه ساعدني  ف واحد غرقان  لقيته  وطلعته  للشط  تعالي ساعدني))


داني  وادم بصوا لبعضهم بصدمه...لكنهم جريوا معاها...شافوا  صياد مرمي  ع الرمل  وحالته  صعبه جدا


شالوه  سوا  للعربيه...راحوا ع المستشفي بسرعه...اتنقل صياد  للعمليات فوراً....داني  وآدم  اضطروا  يمشوا


لما جالهم  اتصال  من  مراكب الانقاذ اللي بعتها داني...راحوا  يساعدوا ناس  تانيه  ووعدوها  يرجعوا  لها بسرعه


بعد ساعتين ف اوضه العمليات...خرج الدكتور و طمنها عليه....سيناء دخلته  لما عرفت  انه حالته  مستقره  


قعدت ع طرف السرير بتاعه...حسست ع وشه  تشوفه  صاحي ولا نايم....لقته نايم...لسه هتشيل ايدها


فتح عينه...مسك ايدها  بعنف...صرخت مفزوعه...لكنها تمالكت نفسها  وقالت له  بتوتر


((حمدلله ع السلامة....انت صحيت))


صياد بص لها اوي  قالها  بحده وغضب

((انتي مين....وانا فين هنا))


حاول يقوم  جسمه وجعه  والبنج لسه ما خرجش منه...اتوجع  وخرجت منه الآه  عاليه


قالت له((أهدي  اهدي  انت هتعمل ايه...انت لسه خارج من العمليات  ماينفعش تقوم  ))


صياد((عمليات ايه))


قالت له بحزن

((انت كنت هتموت...انت غرقت زي ناس كتير   بس  ربنا كتب لك عمر جديد...انا انقذتك ع اخر نفس...زي ما الدكاتره قالوا يعني))


قال بأستغراب

((بغرق...كنت بغرق...ليه هوه انا فين  انا مش فاهم حاجه ولا فاكر حاجه))


اتصدمت...قالت له

((مش فاكر حاجه ازاي...يعني مش فاكر العباره اللي كنت عليها  وحصل فيها حادثه  وغرقت  وناس تانيه  غرقوا زيك))


((لاء  مش فاكر))


((طب اهدي بس  انت اسمك ايه))


بص لها بذهول...عينه لفت زغللت..قال

((معرفش...مش عارف اسمي ايه...ولا انا كنت ع العباره  ليه اصلا...انا مش فاكر حاجه))


حط ايده ع وشه بتلقائيه...اتصدم بالشاش ع وشه....حزن...زعل ع نفسه....سيناء  لقته  سكت


قامت  وقالت له

((طب  ارتاح  وانا هروح اجيب لك الدكتور  يشوفك))


((جه الدكتور  وبص ف عينه  وفضل يسأله....قال ل سيناء

((واضح ان الضربه أثرت ع دماغه  و ذاكرته...بس ما تخافوش  دا اكيد من الصدمه  بس....عاما  انت هترتاح دلوقتى   وهكشف عليك تاني  بس انا مضطر اسيبك دلوقتى  عشان ف حالات  كتير اوي بسبب  العباره دي))


سابهم  ومشي....سيناء عضت ع شفايفها...مش عارفه المفروض تعمل ايه...تسيبه هيه كمان  ولا تفضل جمبه  ولا إيه


صياد بص  لها  وفهم حيرتها...قالها  بوجع

((شكراً يا...))


((سيناء...اسمي سيناء...تقدر تقولي  سينا))


((شكرا يا سيناء  تعبتك معايا...انا متشكر...تقدري ترجعي بيتك  وانا  هبقي كويس ان شاءالله...متشكر اوي))


((طب...طب  يعني  طالما  انت مش فاكر حاجه  هتبقي كويس ازاي))


قال بيأس((معرفش بس انا هتصرف  اتفضلي انتي عشان محدش يقلق عليكي وانا هصرف نفسي))


سيناء حست بالخجل....فهمت انه عايزها تمشي...يعني مش حابب وجودها


صياد مالاحظش عماها...لف وشه الناحيه التانيه مش عايزها تشوف ضعفه وقله حيلته...سيناء طبعاً ماشفتش حركته


بس  لما سكت...فهمت انه مش عايز يتكلم تاني....حسست  ع الهوا لحد ما وصلت للحيطه....شافتها ممرضه.مسكت ايدها لحد ما خرجتها بره


صياد رجع بص ع باب الأوضة...شاف.اتنين ممرضين.واقفين يبصوا للحالات اللي داخله...سمع حوارهم


كانوا بيتكلموا انجليزي

((هذا محزن حقا))


قال التاني.بجفاء وقله ذووق

((بل هذا مقرف...سنظل نعمل بسببهم لأيام وليس لساعات))


بص له زميله بعتاب وقاله

((هل تعتقد بأن الناجين.سيرحلون لبلادهم قريباً؟؟أم سيمكثون ف المشفي حتي انتهاء التحقيق))


رد التاني بتهكم

((لا.يا صاح....بل سيلقون ف اي مكان....المشفي لن تتركهم حتي تنتهي منهم الشرطه...يمكن ان يمكثوا ف القسم مع المجرمين  ولكن هذا لن يهم...لا اهتم لهم  فليمكثوا حتي ف الجبال مع المأريج  لن أبالي  هيا..هيا  لنكمل شقاءنا معهم))


صياد  فهم كلامهم...بص لهم بقرف....بس قال ف سره

((شكلي هتبهدل هنا مع الناس دي....انا مش عارف حتي انا فين...والناس دي جنسيتها ايه...سينا بتتكلم عربي...الدكتور  اتكلم لغه غريبه  بعدها اتكلم انجليزي  والناس هنا حواليا لغتهم  غريبه برضو...هوه  انا فين ياربي...طب هتصرف إزاي دلوقتي...لو المتخلف ده عنده حق  ف ان الشرطه  هترميني ف السجن  لحد ما الذاكره  ترجع لي  تبقي مصيبة...انا لازم  اقوم  من هنا  واخرج  قبل ما يوصلوا  ويحققوا  معايا...لازم اعرف  انا مين بطريقتي...وارجع  بلدي  لأهلي زمانهم  فاكريني مت  ولا حاجه...لازم  اتصرف  مش هفضل راقد كده  وانا زي الاعمي اللي بيطبش وخلاص))


رمي الغطا من عليه...تحامل ع نفسه بصعوبه... مسك عكاز كان جمب سريره...سند نفسه عليه  وقام


مشي بين  الدكاتره والممرضين...محدش سأله رايح فين.محدش كان شايف ادامه  من الزحمه  وتدافع الناس  لبعض


صياد  كان مقبوض...خايف...بس  رفض يضعف ويسلم للخوف...ندم  انه  ساب سيناء  تمشي


خرج من المستشفى  وكان نفسه يشوفها...هيه الوحيده اللي ممكن تساعده...لسه هيأخد خطوه...اوووووب


خبط فيها  قلبها ع الأرض ع ضهرها ....صرخت...اتفزع هوه كمان  مد إيده  بسرعه  وقفها ع رجلها وهوه بيعتذر منها


((انا  اسف اوي يا سينا...وربنا ما شوفتك  اصلا...بس انتي ازاي ما شفتنيش..ما ناديتيش  عليا ليه طب))


قالت بأبتسامه باهته

((هشوفك ازاي  وانا عميا))


صياد اتخرس....ضحكت  وقالت بمرح مصطنع

((وربنا بجد  مخدتش بالك اني عميا))


وطي رأسه ف الأرض  وقالها بزعل

((انا  اسف  مخدتش بالي...خساره  وانا اللي  كنت بدور عليكي عشان تساعديني))


((اساعدك...هوه ف حاجه تانيه حصلت  يعني  سبت المستشفى ليه  وانت لسه  تعبان كده))


((اصل...بصي يا انسه  انا سمعت جوه  ان الناجيين  اللي زيي هيتبهدلوا  ومش بعيد  يتحبسوا...اصل مستحيل الشرطه  تحجز لنا ف فنادق مثلاً....بصي  ...قصدي  اسمعي..انا  فاقد الذاكره  ومعييش  اي حاجه تعرفني انا مين...ولو الشرطه خدتني  هتبهدل...و انا بجد تعبان...لازم اعرف انا مين  وبعدها  هحاول  ارجع  بلدي  بعيد عن الشرطه  وبهدلتها...بس مش عارف هبدأ منين....كنت معتمد عليكي انتي الصراحه...بسسسسس))


سيناء  حست انه نجده  ونزلت عليها من السما.....مسكت إيده  وقالت له  بحماس


((لا بس  ولا حاجه...انا  اللي هتساعدك  بس  بشرط....زي ما انقذت حياتك  وهساعدك  تفتكر نفسك  وكمان هساعدك  ترجع  بلدك...هحتاج  منك  تقف جمبي  وتساعدني  بس مش دلوقتي  ف الوقت المناسب...انا دلوقتي هأخدك  لكوخ  والدتي الله يرحمها...هوه  كوخ صغير  بس  يفي بالغرض...هأخدك  هنا  وهقولك  هنعمل ايه بالظبط  اتفقنا))


ابتسم لها غصب عنه...كانت تشبه  الشمس لما بتطلع  بين السحاب ف عز المطر


كانت  صافيه....بريئه...جميله....رضا ربنا  و رحمته  كانوا ف عيونها  الجميله


هز رأسه  وقالها

((اتفقنا  يا سينا))




نكمل ف الفصل 7

الفصل التالي

               

               ‏

تعليقات