العابث الأخير
الكاتبه فريده احمد
الفصل الرابع
سيناء تدخل السعادة لقلبها
المجد للقصص والحكايات
ف اوضه فاتن
قاعده ادام مرايتها،بتتمكيج من غير نفس،وعماله تفكر ياتري شكل عريسها عامل ازاي...طب اسمه ايه...طب هياخدها ويروحوا فين
افتكرت رفاعي،سألت نفسها...ياتري هيحصل ايه...و هادي هيتخلص منه ازاي...دعت من كل قلبها ان الليله تعدي ع خير
واخوها ما يتأذيش من رفاعي...سمعت فجأة صوت دوشه ف الشارع..و هرج ومرج غريب...قامت بصت
من ورا الشباك...وشافت بوكس الشرطه قصاد محل رفاعي...الشرطه سحبته من هدومه وركبته البوكس
وهوه بيعافر معاهم ويسأل الظابط واخده ليه...فاتن ابتسمت اوي..وحمدت ربنا...فضلت تتفرج شويه
شافت هادي جاي من اخر الشارع ومعاه راجل لابس بدله وشاب رفيع واتنين من صحابه هيه عارفاهم
قلبها دق اوي....حست انه هيقف من سرعته..كلها دقايق وهتكون زوجه لراجل مجهول...احساس مرعب مخيف
ما تتمنهوش اي بنت أبداً....دقايق وامها دخلت عليها..بصت لها وهمست
((يلا يا فاتن اخوكي جه مع العريس والمأذون بره..يلا يا بنتي قبل رفاعي ما يخرج من القسم))
فاتن حست ان امها بتهمس خايفه من رفاعي ليسمعها وهوه ف اخر الدنيا....اشفقت ع امها اوي.وقالت لها
((خلاص يا امي اطلعي انتي وانا جايه وراكي))
فاتن وقفت قصاد المرايا،،،رفعت شعرها الطويل وعملته كحكه وحطت الحجاب ع دماغها
بصت لنفسها برضا...قبضت ايدها اوي عشان توقف ارتجافهم...خرجت من اوضتها وبصت من ورا الستاره
ع العريس،كان شاب رفيع اوي،وشه تحسه ممصوص،اسمراني،شكله شعبي اوي
حست انه مش زيها متعلم ولا دخل مدارس اصلا...قلبها انقبض بحسره....كان نفسها تجري ع اوضتها وتعيط
لكن ما باليد حيله...خرجت وسلمت عليهم...ما مدتش ايدها تسلم عليه،رغم انه وقف لها وابتسامته ماليه وشه
قعدت ف كرسي بعيد...هادي شاور له يقعد وقال للمأذون
((يلا يا شيخنا اكتب كتابهم بسرعه بالله عليك))
المأذون بص له مستغرب،لكنه فتح دفتره و بدأ يحضر اوراقه...أخد صورهم ولسه بيكمل اجراءته...فجأة
اتكسر باب الشقه عليهم...واتحقق كابوسهم من تاني....دخل رفاعي زي الاعصار...وشه كله غضب
راح ع هادي ومسكه من هدومه وصرخ فيه
((انت بتعمل اييييييه...انت هتجوز مراتي يا*****))
هادي رمي ايده بعيد وقاله بزعيق
((اختي مش مراتك يا رفاعي...وانا هجوزها للراجل اللي انا عايزه))
رفاعي بص للعريس بمنتهي السخريه والقرف...فاتن بصت للعريس هيه كمان...افتكرت انه هيدافع عنها وعن اخوها
ويساعد اخوها ويطرد رفاعي بقلب جامد...لكن العريس كان خايف...واقف باصص لهم وخايف
رفاعي قال لهادي بتكبر
((ده...الزباله ده اللي عايز تجوزه مراتي....هادي هقولهالك لأخر مره...فاتن دي بتاعتي انا وبس...ارضي وجوزهالي برضاك احسن ما اخطفها وابوظهالك...ولا الأحسن اقتلك انت وبرضو هتجوزها غصب عنها وعن امك دي))
ف اللحظه دي...دخل راجل ووراه خمس رجاله مسلحين....ام هادي برقت له وشهقت وهيه بتقول
((زين بيه......ينهار اسود))
فاتن بصت لها...ورجعت بصت للراجل ده
كان راجل طويل...جسمه رياضي عريض..ملامحه جديه
لكنه وسيم...عيونه عسلي فاتح تشبهه عيونها هيه واخوها...شعره اسود فحم بيلمع
لابس بدله غاليه اوي...شكله راجل مهم...او رجل اعمال..واضح من هيئته ودخلته
فاتن قلبها انقبض...سمعت هادي بيقوله
((انت بتعمل ايه هنا))
رد زين بمنتهي التكبر والاحتقار
((واضح اني جيت ف وقت مش مناسب،بس ولا يهمني...انا جاي اقولكوا كلمتين...انتوا تتنازلوا عن القضيه احسن لكوا...انتوا مش قدنا...انا قادر دلوقتي اطربق البيت ده ع دماغكوا كلكوا واخلص...بس انا هعمل بأصلي وجيت احذركم))
الام كانت لسه هتتكلم...نطق هادي وقاله بثقه
((واحنا مش هنتنازل عن القضيه ابدا...واعلي ما ف خيلك اركبه...وانت يا رفاعي امشي من هنا ومالكش دعوه بأختي انا هجوزها من الراجل ده))
رفاعي بص له بغضب...خرج مطوته وفتحها ف وش هادي...قاله بثقه
((وانا هشق لك العريس،،و هشق امك لو ما جوزتنيش اختك دلوقتي اهوه..والمأذون حاضر.. والشهود ع قفا من يشيل... يلا يا شيخ انت اكتب كتابي ع عروستي))
هنا فاتن نفذ صبرها... صرخت فيه
((انت اييييييييه... فاكرها سايبه... تدخل بيتنا بالطريقه دي وتتهجم علينا وعايز تتجوزني بالغصب... انا مش عايزاك... مش عايزاك يا رفاعي... انا مستحيل اتجوز واحد زيك... و ما تخوفناش باللي ف ايدك دي... عشان لو فكرت تأذي اخويا انا هقتلك))
ضحك رفاعي ضحكه عاليه شيطانية.... بص لها بأستهزاء وقال لها
((احبك وانتي شرسه... دا انا هتبسط اوي وانا بمتع نفسي بيكي... انا نازل دلوقتي يا حلوه... هجيب بطاقتي و صوري وهخلي الماذون ده يجوزنا يا بطل الحته... قولوا لمأذون البلد يجيي يكمل فرحتي))
رفاعي وهوه بيغني مسك العريس من قفاه.... وجره ادامه ع بره... بص ل زين وهوه خارج وضحك بسخريه
هادي قعد مره واحده وحط ايده ع دماغه بقله حيله...مش عارف يحل المشكله دي إزاي...ومش عارف هوه رفاعي خرج ازاي اصلا من القسم
بعد ما دسوا له مخدرات ف بيته....هنا اتكلم زين بسخريه
((فهمت....يعني بنت الخدامه متحاصره ف بيتها..واخوها الدكر مش قادر يحميها...حلو واللهي))
هادي بص له بغضب... الأم اتكلمت بيأس
((زي ما انت شايف يا زين بيه....ابني بطوله ف الدنيا..ورفاعي بلطجي واهله ايدهم طايله ف الحكومه...محدش قادر عليه يابني...وبنتي لو اتجوزها زي ما بيقول دلوقتي بالقوه...هتموت نفسها...دي بنتي وانا عرفاها))
فاتن بصت لأمها بغضب...زعلت انها حكت لواحد زي ده حكايتهم..وكانت مستغربه منه اصلا هوه مين وليه قال عنها بنت الخدامه
زين دخل الشقه وقعد قصاد هادي وحط رجل ع رجل بمنتهي الثقه والتكبر...هادي بص له.مستغرب
زين قال
((ولو حليت لك المشكله دي...هتتنازل عن القضيه))
هادي بص له اوي وقاله بسخريه
((هتعمل ايه يعني..هتخوفه بالرجاله بتوعك دول...ماهوه انتوا هتمشوا بعدها وهيرجع ينتقم مننا..هوه انت يعني هتقعد معانا))
رد بثقه((لاء...هتجوزها....ودلوقتي))
هادي تنح له...فاتن برقت له برعب...امهم ابتسمت
هادي قاله وهوه مش مصدق
((انت بتقول ايه....انت...انت تتجوزها))
زين((ايوااااا...بس بشرط...تمضي لي ع ورقه التنازل دي...والمأذون ده وصحابك دول يشهدوا عليها...قلت ايه))
هادي بص له اوي...كان متردد وخايف...بس مفيش ادامه حل تاني...بص لأمه...امه هزت دماغها موافقه
قال من غير ما يسأل فاتن حتي
((موافق...بس اكتب عليها الاول قبل ما رفاعي يرجع..وبعدين انا هتنازل لك يا زين))
فاتن لسه هتعترض...امها بصت لها ومسكت ايدها وهمست لها
((ابوس ايدك اسكتي...اخوكي هيتقتل انهارده من رفاعي لو الجوازه دي ما تمتش))
فاتن خافت ع هادي....المأذون كتب كتابهم...مضي زين هادي ع ورقه ومضي عليها كل الشهود والمأذون
حط زين الورقه ف جيبه وقام...دخل رفاعي تاني..بص لهم كلهم بأستغراب...هادي قاله بثقه
((خلاص يا رفاعي.....اختي اتجوزت ابن عمها))
رفاعي برق لهم مش مصدق...مد ايده خرج مطوته ولسه هيفتحها...زين خرج مسدسه وضربه بالنار ف دماغه
صريخ من فاتن وامها ...اتفزعت الرجاله اللي واقفه...هادي برق ل زين اوي
رجاله زين...شالوا جثه رفاعي لفوها ف الحصيره اللي ع الارض...ونزلوا بيها...زين بص لهم وقال بسخريه
((واهوه وافيت بوعدي وخلصتكوا منه...انا نازل تحت هستنا الهانم ف العربيه...ما تتأخريش عليا احسن ما اسيبك وامشي))
فاتن ف حاله صدمه وفزع...الام زقتها ومسكت شنطتها ادتها لهادي وقالت له
((خد...خد وصل اختك لجوزها))
هادي كان لسه مصدوم...صحابه نزلوا يجروا..والمأذون وراهم...الجيران بدأوا يفتحوا ابوابهم
ام هادي عشان تغلوش ع الموضوع زغرطت وقالت لهم بنتها اتجوزت خلاص
هادي شد اخته ونزل بيها لتحت...شافوا الرجاله بيحطوا رفاعي ف عربيه من عربياتهم...هادي زق اخته ودخلها
ف عربيه زين...قفل الباب وقال ل زين
((اختي دلوقتي مراتك...بس ممكن اعرف لحد امتي))
زين قاله
((لحد معاد الجلسة.....بعد ما تتنازل عن القضيه قصاد الناس كلها وتنفي انكوا ولاد جمال بيه القماح.وان امك ضحكت عليكوا ونصبت علينا...وقتها هجيب اختك ارميها لكوا واطلقها))
طلع بالعربيه مره واحده....فاتن بصت له بمنتهي الكره والحقد...فهمت دلوقتي هوه مين...وليه دخل عليهم الدخله دي
قلبها اتحرق ع اخوها اللي اتذل من ابن عمها اللي خلاص بقي جوزها
~~~~~~~~~~~~~~~~
#ف الجزيرة
تالا حاسه بملل رهيب... مكنتش متخيله انها لما تقعد ف البيت خاليه شغل ومسؤوليات... هتحس بزهق كده
فكرت كذا مره تروح شركه السياحه بتاعه ابوها... لكنها خافت تقابل داني هناك... اصلا من يوم جوازهم
ما اجتمعتش بيه خالص... ونادرا لما كانت بتلمحه صدفه... بالرغم من وجودهم ف بيت واحد... إلا ان داني
كان حريص انه ميقعدش معاها ف مكان واحد... كانت فاكره انها كده مبسوطه وانها بتضايقه بالطريقه
عشان جبرته ما يقعدش ف بيته... لكنها زهقت وملت الرقده والفرجه ع التلفزيون.... وخلافه
قررت انها تخرج... تتسوق... تشوف المكان... فعلاً بدلت هدومها ولبست شورت جينز... وباضي كت.. و قبعه واسعه ونضاره مرايا
بصت لنفسها برضا اوي... و نزلت من اوضتها... جت تخرج اتصدمت ب داني ف وشها.... بص له بلامبالاه.. و مشيت من جمبه عشان تخرج
لكنه مسك ايدها فجأة... بصت له بغضب... قالها ب حده وعصبيه
((انتي راحه فين))
ردت ب حده برضو
((وانت مالك.. بتسأل ليه))
شدها بكل عنف وقفها قصاده... رمي النضاره من ع وشها بقوه.. وقالها بنبره تهكم
((لما أسألك سؤال تردي عليه بأدب واحترام... ولا مامي معرفتش تربيكي))
بصت له بغضب اوي... شدت ايدها من ايده بقوه وقالت له بعجرفه
((ما تجبش سيره مام... انت سامع.... وبعدين اكلمك بأحترام ليه.. وانت تبقي مين عشان أكلمك اصلا))
نزل ألم قوي ع وشها... ضربها بأنفعال وغضب... تالا برقت له....وشها و عينها احمروا من شده الألم
صرخت فيه
((انت مجنون.... بطل تمد ايدك عليا يا داني... انت مش من حقك تضربني... وبتضربني ليه اصلا.. اسمع يا متخلف انت... لو ايدك اتمدت عليا تاني... هروح اشتكيك للبارون.. وهحبسك))
"" #ملحوظه.... بارون الجزيره بمثابه وزير الداخليه عندنا وهوه يعتبر من ملاك الجزيرة الاصليين، والمسؤول عن الشرطه و الأمن ف الجزيرة ""
داني قالها بقرف
((وريني شطارتك يا سنيوريتا.... بس لازم تعرفي اني ما اعرفش حاجه اسمها خوف... ولا يهمني اي تهديد... وحطي ف دماغك.. طول ما اسمك ع اسمي... مش هسمح لك تتصرفي بطريقتك دي... وهربيكي ع كيفي لما تغلطي... انتي فاهمه))
برقت له مصدومه.... قالت بدهشه
((انت واعي لكلامك ده... انت فاكرني مراتك بجد... داني انت عارف انا قبلت واتنازلت ووافقت ع راجل كريه زيك ليه... ولو مكنتش محتاجه الورث الملعون ده... كنت سبت المكان المقرف ده من اول ما جيته... وانا برضو لعلمك ما بخافش من انسان ومش هسمح لك تاني تضربني يا داني... وبعدين غلط ايه اللي انا غلطته دلوقتي..احب اعرف من باب الفضول يعني ))
بص لها من فوق لتحت وشاور ع جسمها وقال بقرف
((بصي لنفسك ف المرايا يا سنيوريتا...... عايزه تخرجي باللبس المسخره ده... انتي فاكره نفسك ف ميامي... انتي هنا ف الجزيرة... بصي لستات الجزيره السمر.. وبصي للبسهم المحتشم.. لما حضرتك بقي تخرجي وتمشي وسطهم بلبسك ده... فكرك الرجاله هتسيبك ف حالك.. ولا انتي متعوده ع نظره الرجاله ليكي وعادي عندك ينهشوا بعيونهم ف جسمك الابيض المنحوت ده))
تالا استغربت اوي... هوه بيمدحها ولا بيغلط فيها... حست انها فجأة بقت ف الشرق الاوسط... مع راجل من جيل الستينيات
ومتمسك بعادات وتقاليد تمنع الست انها تظهر ع الرجاله ف الشارع... تالا ما فهمتش شعورها ف اللحظه دي
تزعل من تحكمه وغيرته الغير مبرره... ولا تضايق انه عايز يتحكم فيها وف طريقه لبسها
بصت للأرض واتنفست بضيق... رجعت بصت له وقالت بنرفزه
((طب المفروض يعني اعمل ايه دلوقتي... انا هدومي كلها كده.. وبعدين ما في سياح كتير ف الجزيرة وبيلبسوا زيي كده))
رد بعجرفه
((ومين قالك ان المرشد بيسيب السياح يتجولوا لوحدهم ف الجزيرة... ومين قالك برضو انهم ما بيتعرضوش لمضايقات الناس هنا... وبعدين يا انسه. انتي انسه برضو ولااااا... اشك الصراحة... المفروض انك مصريه ومسلمه ولا حولتي ف بلاد بره ونسيتي اصلك))
تالا جابت اخرها منه
((انت قليل الادب وهمجي... و.. و..))
ملقتش كلمه مناسبه تشتمه بيها ع وقاحته معاها وقله ذوقه... داني خرج محفظته... طلع الفيزا بتاعته رماها ف وشها وقالها بنبره جديه
((خدي... غيري القرف ده بأي حاجه تانيه. ان شالله تلبسي من هدومي انا... وانزلي اشتري لك هدوم من بتاعه اهل الجزيره... او ع الاقل هدوم ملمومه شوية... وبلاش تعري جسمك ع اللي يسوي وما يسواش.... حتي لو انتي متعوده ع ده ف بلد امك... بلاش تعمليه هنا... و يا تالا لو ما نفذتيش كلامي... اقسم لك بالله... هحبسك ف جزيره العاصفة لحد ما السنه تعدي واخلص منك... واوعي تفتكري اني بهدد انا لما بقول كلمه ببقي اقصدها حرفياا وانتي حره))
سابها وخرج ... تالا بصت للفيزا بتاعته ع الأرض وهيه شبه مشلوله... اتعجبت منه ومن تصرفاته
لكنها الصراحه خافت تعانده المره دي... لينفذ تهديده... مش بعيد عليه اي حاجه... وهيه عارفه انه لو أذاها محدش
هيقف له او هيسأل عنها حد اصلا... حتي امها اللي عملت كل ده واتحملت المغرور ده عشانها.. ما سألتش فيها من يوم الاتصال
تالا خدت الفيزا بعصبيه وطلعت اوضتها... خرجت هدومها ورصتهم ع السرير... فضلت تختار من هدومها الطويل والمناسب
لكن شع ف دماغها فكره مجنونه... فكرت انها تغيظه وتلبس من هدومه بجد... راحت ع اوضته
دخلتها... بس وقفت مره واحده قرفانه... الاوضه مكركبه... وريحته ماليه المكان... واضح انه ما بيهويش الاوضه
ولا بينضفها... تالا قرفت.. بس راحت ع دولابه العريض.. فتحته وبصت ف هدومه... اختارت بنطلون جينز اسود
و تيشرت ابيض.... لبست التيشرت جه عليها واسع شويه.. اما البنطلون ف كان بحر عليها... حاولت تضيقه
بالحزام ع اد ما تقدر.... وقفت وبصت لنفسها ف المرايا... مكنتش سيئه اوي... رفعت شعرها ديل حصان وابتسمت لنفسها
نزلت وخرجت... لكنها اتصدمت بيه ف وشها... كان قاعد ع كبوت العربية... اول ما شافها.. السيجاره وقعت من شفايفه
بص لها بذهول... كان عايز ينفجر ف الضحك ع منظرها... لكنه اتمالك نفسه... بصت له ببرود.. ووقفت ف حركه مسرحيه وقالت له
((كده كويس يا حضره الديكتاتور المعظم))
ابتسم غصب عنه وشاور لها تروح له.. وقال
((بطلي غلبه وتعالي انزلك عند ااقرب محل ملابس... بس الأول تعالي اجيب لك عربيه عشان تعرفي تمشي هنا ف الجزيرة... مش هينفع تفضلي كده))
بصت ف الارض وقالت له محرجه
((بس انا ما بعرفش اسوق))
نفخ بضيق وقالها بجفاء
((طب خلصيني مش فاضي لك.. تعالي اوديكي السوق.. وابقي اركبي اي حاجه ترجعك هنا))
اتضايقت من انفعاله المبالغ فيه... بس مشيت وركبت جمبه... قعدت متوتره شويه... بعدها قالت له
((هوه... يعني انا عايزه انزل شغل... مش هفضل كده قاعده ف البيت.. انا زهقت))
بص لها ببرود... وقال
((انتي طلباتك ما بتخلصش... ع طول بتشتكي كده،، عاما خلاص ابقي روحي الشركه ولا اطلعي مع الافواج سياحه اعملي اللي انتي عايزاه بس انزلي من ع وداني،، عشان بكره الزن... وخصوصا زن البنات))
بصت ع ودانه وقالت بسخريه
((انزل من ع ودانك....يعني ايه!! هوه انت فيل وانا راكباه))
داني بص لها اوي... فرمل بالعربية فجأة... اتخضت وجسمها اترد ف الكرسي،، بصت له بغضب وصرخت فيه
((في ايييييه))
نزل من عربيته وراح ع بابها فتح الباب وفتح حزام الامان بتاعها، وشدها بعنف وقعها ع الأرض
بص لها بأحتقار وقالها
((دي اخر مره تغلطي فيا ولا تقلي أدبك عليا.... فاهمه يا سنيوريتا))
قالها بقرف وسابها ومشي.... تالا وقفت ونفضت هدومها بغيظ وهيه بتبص له
مشي بالعربية... لكنه وقف فجأة.... ضرب التاره ادامه بعصبية وفضل يتمتم بشتايم اهل الجزيرة
شد مرشديل ورجع بسرعه لورا.... تالا برقت افتكرته هيدوسها... فرمل بقوه قبل ما يصدمها بسنتيمتر واحد
تالا قلبها وقف للحظه... برقت له مصدومه... نزل وشدها من ايدها رماها ف العربية.... فضلت مبرقه له مش فاهماه
ركب ومشي بالعربية... بصت له وقالت بنرفزه
((انت بتعمل معايا كده ليه... وقف العربيه دي دلوقتي... انا هدور ع المحلات بنفسي مش عايزه مساعدتك انت سامع... بقولك وقف الزفته دي بدل ما انط منها))
فرمل بالعربية... فتحت الباب ونزلت وهيه بتبص له بغضب ع ذهول
استغربت منه اوي... ازاي بيتحول بسرعه كده
لفت حوالين نفسها... مش عارفه تروح فين ولا ترجع ازاي... لكنها طول عمرها بنت مستقله ومش هتضعف دلوقت.... بس هيه حتي ما تعرفش لغه اهل الجزيره
عشان تسأل ع طريقها.... حاولت تفتكر الطريق وهيه ماشيه.... شافت بنت ف نفس سنها تقريباً.... كانت جايه عليها.. وقفت تالا ف طريقها عشان تسألها بالانجليزي ع مكان السوق
قربت منها البنت... بس ما وقفتش... خبطت ف تالا بقوه... تالا وقعت ع الارض... بصت للبنت بغضب وقالت بالانجليزي
((هل انتي عمياء... ألم تري انني واقفه امامك... يالغرابه هؤلاء القوم الحمقي))
البنت اتلجلجت بتوتر. قالت بسرعه وهيه بتشوح بأيدها ف الهوا...بالانجليزي
((انا اسفه جدا...فعلا انا عمياء ولم اقصد أذيتك...سامحيني من فضلك))
تالا وقفت وهيه بتبص لها اوي....كانت بنت جميله...عيونها بندقي..بيضاء وشها مشرق زي نور الشمس....شعرها نحاسي لامع طويل
تالا اتحرجت من نفسها واشفقت ع البنت اوي...قالت لها
((انا من يجب ان يعتذر لم اقصد اهانتك سامحيني من فضلك....انا تالا...فتاه امريكيه مصريه...اتيت هنا من ايام قليله ولا اعرف شيئا هنا هل يمكن ان تساعديني؟))
ردت البنت بوش بشوش بالعربي المصري
((بتتكلمي جد...انا كمان مصريه لكن امي استراليه....وعايشه هنا من 15 سنه...اهلا بيكي ع الجزيره تالا...انتي بتتكلمي عربي صح))
ردت تالا وهيه مرتاحه وسعيده
((ايوا انا بتكلم عربي كويس بابايا مصري.وامي أمريكية...عشت ف مصر سبع سنين...وباقي حياتي ف إمريكا))
قالت البنت
((نورتي الجزيره يا تالا...انا سيناء عندي مطعم صغير ع ادي...بديره انا وعمي يعني بزنس صغير سابهولي بابا وعايشه منه))
تالا بفرحه
((جميل اوي يا بختك.... انا جيت الجزيره هنا عشان اخد ورثي لكن عرابي الله يسامحه عقد لي الدنيا))
سيناء رفعت حاجبها بأستغراب وفضول... قالت لها وهيه بتمد لها ايدها
((لاااااا.... شكل حكايتك حكايه... تعالي معايا نوصل لمطعمي هوه قريب من هنا.... نقعد نشرب لنا ايس تي. وتحكي لي كل حاجه))
تالا مسكت ايدها ومشيت معاها وهيه مبسوطه.... سيناء كانت اول حاجه... او الحاجه الوحيده اللي عجبتها ع الجزيره لحد دلوقتى
وصلوا لمطعم مكنش بعيد.... تالا اعجبت اوي بجمال المكان وبساطته وذوقه المريح... قعدت مع سيناء ع ترابيزه بره المطعم. تحت اشعه الشمس
اتكلموا كتير اوي.. وتالا كانت فرحانه وهيه بتسمع لحكايه سيناء.... بس سمعوا صوت متهكم من وراهم
((حلو اوي يا سينا هانم حضرتك قاعدة ترغي وتحكي وسيباني انا اشوف الشغل لوحدي يا هانم))
تالا بصت للبنت الوقحه اللي بتزعق ل سيناء...لقتها بنت ف سنهم تقريباً..حاطه ميكب اوفر اوي...لبسها ما يناسبش المكان خالص
واسلوب كلامها كان يضايق..بصت ل سيناء اللي اتحرجت وقامت تعرفهم ع بعض
((خلاص يا عشق....تالا ااقدم لك عشق.بنت عمي...بتساعدني هنا ف المكان..وبتأخد بالها منه ف غياب عمي...عشق.ااقدم لك تالا....))
لسه هتعرف عشق ع تالا.قاطعتها بسخافه وقالت ببرود
((شششش...ما يهمنيش اعرف صحباتك يا سينا هانم...يلا ع المطبخ الصحون ملت الحوض وانا.مابمدش ايدي فيهم وانتي عارفه...يلا يا حلوه.ورانا شغل كتير))
سابتهم ومشيت...سيناء بصت تجاه تالا.بزعل واعتذرت لها...تالا وقفت وقالت عشان توفر عليها الحرج
((خلاص خلاص.روحي انتي شوفي شغلك وانا راحه ع السوق....بس هعدي عليكي تاني ماشي.....سلام))
شاورت لها سيناء ودعتها...حسست ادامها ودخلت ع جوه....تالا بصت عليها.وقلبها وجعها.اوي.سألت نفسها
((ازاي بنت زي دي هتغسل صحون وتشتغل ف المطبخ....بنت عمها دي قاسيه اوي.مش شايفه ان سينا عاجزه.ازاي تعاملها كده...بجد ناس غريبه وشكلي هتعب ف المكان ده كتير.لو كل اللي هنا.زي.عشق....و...داني))
تالامشيت ناحيه السوق....سيناء كانت قالت لها تروح ازاي عليه....مشيت وهيه عماله تفكر هتعمل ايه ف ايامها الجايه ع الجزيره دي وازاي هتقضي وقتها وهل هتشتغل صح؟.ولا هتفضل زي السواح كده.و تسيب المركب كلها ل داني يسوقها ع كيفه
نكمل ف الفصل5