العابث الأخير
بقلم فريده احمد
الفصل الثالث
جواز بالأكراه
المجد للقصص والحكايات
في فيلا داني
نزلت ع السلم وهيه بتبص لتحت، مش حابه تشوفه ع الصبح، ملقتهوش ادامها، اتنفست براحه ونزلت
سمعت صوت وراها جاي من المطبخ، لفت مره واحده، لقته قاعد بيأكل ع سفره المطبخ، بص لها ببرود ورجع بص ف طبقه
اتضايقت لما شافته، واتضايقت اكتر انه ما حاولش يكلمها ع سبيل الاعتذار منها، حاولت تتجهله ودخلت المطبخ
عدت من جمبه وبصت له بقرف، لكنه كان بيأكل، وماشفهاش، بصت ف طبقه، لقته بيأكل اكل جاهز
اتضايقت، هيه صاحيه جعانه، فتحت التلاجه، لكنها ملقتش اكل، قلبت ف الدرف بعصبيه ملقتش حاجه
رجعت وقفت ادامه وقالت له بنرفزه
((انا عايزه افهم بقي، ازاي انت وعرابي ناس اغنيا ومعندكوش شغالين ف البيت، ولا في لقمه واحده، ازاي ده ممكن تفهمني))
ساب الاكل واتعدل لها، قال ببرود
((مكناش نعرف ان السنيوريتا... محتاجه خدامه تطفحها وتخدمها، احنا هنا كل واحد بيخدم نفسه، لو جعانه كلي نفسك، ولو عطشانه، اشربي من البحر))
بص لها بقرف وقام رمي طبقه ف الحوض و سابها واقفه تشيط من الغضب وخرج..... تالا بقت عايزه تحدفه بكل حاجه ادامها ف المطبخ
لكن الجوع قرص بطنها، بصت حواليها ع اي حاجه تتأكل ع الصبح.... ملقتش
رن جرس الباب... راحت تفتح وهيه ع اخرها، لقت ادم المحامي ف وشها قالها بحذر
((اقول صباح الخير ولا هتحدفيني بحاجه ف وشي))
غصب عنها ضحكت، قالت له
((صباح النور يا استاذ ادم))
ادم قالها بمرح
((طب الحمدلله اخيرا مزاجك راق، ممكن بقي تتفضلي معايا ع المكتب، بابا قالي أجي اسألك رأيك إيه ف كلام إمبارح، لو وافقتي تيجي معايا عشان يكمل اجراءاته، ولو رفضتي، اوصلك المينا عشان ترجعي، ها يا ستي قرارك النهائي ايه))
تالا حست بحيره وضياع، فتحت له الباب ع اخره وشاورت له يدخل، دخل وهوه بيبص لها
قعدت ع اقرب كرسي وقالت له بحيره
((واللهي يا استاذ ادم انا محتاره، انت لو مكاني هتختار ايه، تختار تتجوز راجل مقرف مغرور زي داني ده، ولا ترجع بلدك تشتغل ف مطعم بسيط ويتحكم فيك راجل مقرف، والبنك يحجز ع بيتك وتتبهدل باقي عمرك وتسيب ثروه بملايين، انا محتاره يا استاذ ادم))
ادم بص لها شويه وقالها
((بصي، اولا داني صاحبي وماحبش اسمع كلمه ضده، بس انا هكلمك بعمليه واسيب المشاعر ع جمب، انتي بنت وحيده ف بلد غريبه وناس غريبه عليكي صح))
((اهه))
((وشفت انك مش حابه المكان ولا الناس ولا شريكك ف املاك عرابي بيه..وكنتي حابه تبيعي كل حاجه صح))
((برضو اه))
((بس انتي محتاجه... ودي ثروتك... فعلا اتشرط عليكي عشان تأخديها، بس رأيي انا بقي انك تجربي، اعتبري نفسك رجعتي لشغلك المقرف ف المطعم ومجبره تتعاملي مع راجل مغرور زي داني، ومضطره تقعدي معاه تحت سقف واحد لمده سنه، وكمان تشاركيه الشغل والمصالح، وتكسبي خبره وتسافري مع الافواج السياحيه وتحلي مشاكل العمال، وتخططي وتبني المنتجع اللي المفروض هيتبني ع جزيرتك، حاولي انك تتأقلمي ف كل ده كأنه شغل اتفرض عليكي من صاحب المطعم، وصدقيني السنه هتعدي هوا،،، ووقتها هيكون ليكي رأي تاني ف حوار البيع والرجوع لبلدك ده، صدقيني يا تالا هتتغيري وانا متأكد من كلامي اوي))
تالا بصت له اوي، كلامه منطقي ومعقول، رغم انه كتير وحمل تقيل عليها، قالت ف نفسها
"" الله يسامحك يا عرابي عشت حرامني منك ومت حرمتني من فلوسك، صعبتها عليا ليه يا عرابي، بس مش مهم، لو عملت كده متعمد عشان تحرمني انا وامي من فلوسك، انا هعمل المستحيل واتحمل المغرور عشان اخسرك واخد كل حاجه واعوض امي الحرمان اللي شافته بسبب جشعك وظلمك""
أدم طقطق بصباعهه قصاد عينيها، وقال بمزاح
((اييييه... نحن هنا.. سافرتي ع فين كده))
ابتسمت وقالت له
((وانا موافقه، كلم المغرور صاحبك اني وافقت وهتجوزه))
ادم بمزاح((المغرور صاحبي راح المكتب ومستنيكي))
((ماشي طب ثواني هطلع اغير هدومي وانزلك))
((خدي وقتك،هستناكي ف العربيه))
ادم خرج،طلعت تالا لأوضتها وغيرت هدومها بسرعه ونزلت له....راحت لمكتب غريب وهناك لقت داني قاعد
بيقرأ ف ملف بأهتمام،غريب رحب بيها،داني ما اهتمش بيها نهائي،بصت له بأحتقار وهيه بتقول ل غريب انها وافقت ع الجواز
غريب فتح ملف عنده و خرج عقد جواز شرعي،وكتب عليهم هما الأتنين،داني ما تحركش من مكانه ولا شال عينه عن الورق ف ايده
فين وفين لما نده له غريب..... قام ووقف قرب المكتب مضي مكان ما شاور له غريب، خلص و رمي القلم
بص ل تالا ببرود، و سابهم وخرج من غير ولا كلمه، تالا قالت بصوت عالي
((مغرور حقير))
ضحك غريب بعفويه وقالها وهيه بتمضي
((معلش يا تالا، داني طبعه صعب، بس هتتعودي عليه قريب))
قالت بتكبر((مش عاوزه اعرفه لا من قريب ولا من بعيد، يغور بعيد عني.....))
كانت لسه هتكمل سيل الشتايم فيه، لكنها لمحت مكان اسمه، قرت اسمه
الدالي نزار الأمير
استغربت، قالت ل غريب
((هوه ليه كاتب الاسم ده... مش هوه اسمه داني... وبالمناسبه داني ده اختصار.....))
قاطعها صوت شجار عنيف بره... بصت ل غريب، غريب خرج يجري... خرجت وراه.... بصت لقت شويه رجاله
لابسين بناطيل مشجره، وعليها حزام كله طلق وشايلين سلاح، بصت ل غريب مستغربه
غريب زقها ل جوه وقفل باب مكتبه، استغربت اوي... سألته بقلق
((في ايه يا أستاذ غريب... مين دول وبيعملوا ف الناس كده ليه))
غريب قعد ع كرسيه وولع سيجارته وهوه متضايق... قالها
((دول سكان الجبل... بينزلوا كل فتره من الجبل يأخدوا اكل وشرب فتونه وعافيه))
تالا بصدمه
((اييييييه... ليه هما مافيا ولا ايه... ومفيش شرطه هنا توقف الهمج دول))
((الشرطه عارفه وبتكبر دماغها... لان سكان الجبل كتار اوي... وعندهم اسلحه ياما... ولما حد بيتعرض لهم ولو مين... بينزلوا ع السكان بليل يولعوا ف بيوتهم وهما نايمين..... غير انهم ياما خطفوا ناس ومحدش سمع عنهم حاجه بعدها، دول عاملين زي الحيوان المفترس... والحيوان المفترس ما ينفعش تهاجميه الاحسن انك تتقي شره وتهربي منه فاهمه يا تالا))
تالا بصت ادامها متضايقه افتكرت حاجه زي دي حصلت ادامها و لأعز صحباتها.... هزت له رأسها و خرجت بعد
ما قالها كل حاجه محتاجه تعرفها
تالا خرجت من مكتب غريب وهيه حاسه بالأشمئزاز من نفسها....حست انها غلطت غلط كبير بالخطوه اللي خدتها دي
بصت حواليها...المكان عباره عن سوق بسيط...بياعين ع الارصفه...و شويه مطاعم وكافيهات ع الجانب التاني
وبعيد عنها بكام متر مركز تسوق كبير...اتمشت لحد المركز...دخلته ولفت فيه تدور ع خزين للبيت
لكنها وهيه ماشيه شافت موقف غريب...شافت طفله من اهل الجزيره..بنوته سمرا بعيون قرمزي...شافت الكريه جوزها
مال ع الطفله وحسس ع خدها..وخرج من ورا ودنها فجأة زهره بيضا جميله...البنت فرحت اوي وصقفت له
تالا اتصدمت..ازاي راجل زي ده وليه ف ألعاب الخفه بالروعه دي...ظهرت ست من سكان الجزيره
بصت ل داني بكره كبير و زعقت لبنتها وصرخت فيها بلغه غريبه...داني اتعدل ف وقفته..الست جرت بنتها ومشيت
البنت وقعت الزهره من ايدها...عيطت..لكن امها فضلت تسحبها بعيد...داني بص لهم وبص للزهره ع الارض بحزن كبير
لف ومشي بعيد...تالا استغربت من الموقف...ما فهمتش الست قالت له ايه صحيح،،لكن من نظره الاحتقار ف عينيها
ونرفزتها ع بنتها وهيه واقفه معاه بيقولوا انه شخص مكروه...وده غريب بالنسبه لراجل زيه...غني ووسيم وجذاب
ايوا تالا ما انكرتش ف تفكيرها ان داني وسيم اوي...وليه شخصيه طاغيه..وجذاب لابعد الحدود..ويمكن ده سبب غروره وغطرسته الغير عاديه
دا تفكير تالا وكلامها مع نفسها،،وهيه بتوطي تأخد الزهره الجميلة اللي اتهجرت بالشكل القاسي ده،،،تالا قلبت فيها
شمت ريحتها...مسكت ورقها النضر...استغربت...
قالت لنفسها.((.هوه جاب الزهره دي منين ف لمح البصر كده...دي زهره حقيقيه... مش بلاستيك كنت اقول انه نتشها من رف من الرفوف دي..بس عملها ازاي الشيطان ده))
خرجت من المركز وهيه بتكلم الزهره...مخدتش بالها وخبطت ف جسم ضخم واقف ادامها....خبطت تالا فيه بقوه
وقع الفون من ايد داني...رفع وشه وبص لها بغضب...اتخضت منه..خبت الزهره وراها بسرعه...قالها بتهكم
((انتي اتعميتي فجأة...ولا الشمس لحست دماغك....ما تبصي ادامك يا برنسيسه وشوفي راحه ع فين))
بصت ع فونه ع الارض...وطت مسكته...بصت فيه لقته شغال...مدت له ايدها بالفون وقالت له بسخريه
((كنت تقدر توطي تجيبه وتوفر علينا مواويلك السقعه دي....انت واقف ع الباب كده ليه اومال...مستني بقشيش من حد...ولا هتغير نشاطك))
داني بص لها بأستغراب هز رأسه ف استنكار وقال بعصبيه
((انتي بنقولي ايه يا بتاعه انتي... انا مش فاهم منك كلمه))
ضحكت بأستهزاء وقالت
((ع اساس انك بتفهم اصلا))
نفضت ايدها ف بنطلونها بعد ما خبت الزهره ف هدومها... بصت له من فوق لتحت وسابته ومشيت
لكنه مسكها فجأة من شعرها.... تالا اتخضت وكانت هتقع ع ضهرها... ساب شعرها.. بصت له بغضب اعمي.. ولسه هتصرخ فيه.. قالها
((راحه ع فين كده... وكنتي بتعملي ايه هنا ف الماركت))
بصت له اوي...تاهت لوهله.. ما فهمتش هوه بيسألها ليه... وازاي يعاملها بالاسلوب الهمجي ده ف الشارع كده
لكنها بلعت غضبها مؤقتا عشان خافت تتعصب عليه ف الشارع، فيقوم ضاربها زي المره اللي فاتت
حكت بحرج وهيه بتبص حواليها... قالت ف نفسها بعد. ما فهمت قصده
((اخخخ.. دا انا غبيه صحيح... لا اشتريت اكل ولا خزين.. وخارجه امشي بثقه اوي... وانا عارفه البيت فين اصلا... دا انا بجد متخلفه))
بصت له زي الطفله المذنبه.... اول مره تحس انها تايهه كده.. كان عايز يبتسم... لكنه غصب ع نفسه واتمالكها
قالها وهوه بيزقها قصاده
((اتفضلي ادخلي... شوفي انتي عايزه ايه ف البيت وهاتيه))
جاب عربيه حديد بتاعه المشتريات، وزقها عليها.. العربيه خبطتها.. بصت له وغمضت عينها بخبث ومكر
قالت له بتحدي
((حلو الاوامر دي واللهي.... حد فهمك اني شغاله عندك.. انا محدش يأمرني يا داني بيه... انا هسمح لك بس المره دي تقولي اعمل ايه بالظبط عشان دي اول مره ليا هنا.... لكن ما تأخدش ع كده..فاهم))
بصت له بتعالي..ولفت وشها وزقت العربيه ادمها...داني بالعند فيها ما سبلهاش فرصه اختيار الاكل وانواعه
كانت هيه بتزق العربيه..وهوه يأخد المعلبات من ع الرفوف ويحدفها ف العربيه لحد ما تقلت عليها
وما بقتش عارفه تزقها...داني لاحظ ده...لكنه عشان يبهدلها اكتر.....بقي يجيب حاجات هما مش محتاجينها
وجاب مؤون بزياده...تالا كانت هتعيط من الحمل...وقفت تريح شويه...كان هوه اتقدم كام خطوه...وقف وبص لها
ضحك بسخريه ورجع لها...همس لها بالقرب من ودانها
((بدل مش اد التحدي،ما تتحديش يا برنسيسه،ودي اخر مره تحطي رأسك برأسي،،،عشان دايما هتخسري،،وهتفضلي دايما ورا))
بصت له بغضب...ولع فيها الادرنالين،وخلاها تنسي وجع عضلاتها...قلبت له شفايفها بقرف..وزقت العربيه بكل قوتها
قالت له وهيه ماشيه
((ادفع انت بقي يا حلو....والمره الجاية ابقي فكر ف كلامك قبل ما تقولهولي...عشان انت ما تعرفش انا اقدر اعمل ايه))
لفت وبصت له بسخريه...وسابته واقف مذهول من كلامها...حاسس ان كلامها مبهم..او انها بتهذي بسبب الحر
خبط ايده ع التلاجه جمبه و شتمها ف سره...و راح ع الكاشير...حطت الحاجات ف الشنطه...دا نظام الماركت هناك.
الكاشير بيحاسب وبس،،الواحد بقي يوضب حاجته ف اكياس براحته...محدش بيساعده...تالا كانت ف قمه عصبيتها
شافت داني بطرف عينها بيتفرج عليها وهوه عامل انه بيبص ف فونه عقبال ما تخلص هيه
قفلت الشنط كويس وراحت وقفت قصاده...بص لها مستغرب...حدفت شنطه ف صدره..مسكها والفون وقع منه
قالت له
((خد انت بقي كمل وحصلني ع العربيه...عشان انا جبت اخري))
وطت مسكت فونه...حطته ف جيبه وخدت مفاتيحه من الجيب...قالت له وهيه لسه بتنهج
((حصلني بسرعه انا مستنياك ف العربيه...دا لو قدرت اوصلها اصلا))
داني بعد ما اتصدم وغضب من تصرفها وكلامها ليه كده قصاد الناس....لقي نفسه بيضحك عليها
غصب عنه مقدرش يمسك نفسه المره دي...ابتسم واتعجب منها...لكنها شال كل الاكياس التقيله اوي مع بعض ع ايده الاتنين
راح ناحيه العربيه...وقف عند باب تالا وخبطه برجله..فتحت عينها وبصت له مصدومه ازاي شال كل الاكياس مره واحده كده
فتحت بابها ونزلت جري...ساعدته يدخل الاكياس للعربيه..خلصوا...رجعت للعربيه...ورمت دماغها ع الكرسي
بس المره دي ما غمضت عينها وسدت ودنها..ولا تجاهلت المكان..ولا الناس حواليها و طول الطريق
داني كان هادي وهوه بيسوق...كان ماشي بالراحه وهوه بيمر ع البياعين اللي ع الرصيف...تالا لاحظت حاجه مريبه
راجل زي داني عايش حياته وسط الناس دي من زمن...ازاي وهوه ماشي وسطهم محدش يفكر يسلم عليه
بل بالعكس...كل اللي يبص له..يبص له بكراهيه شديده...معني كده ان دا رأي كل سكان الجزيرة مش الست دي وبس
دا تفكيرها وهيه بتراقب نظرات الناس ليه..وبتراقبه هوه كمان...لاحظت عضلات فكه بتتحرك بعصبيه
فهمت تالا ان في سر ف الموضوع ده...واكيد مش كل الناس بتكرهه عشان هوه مغرور ومتكبر...اكيد لاء
ماهوه كان بيلعب من البنوته ف الماركت..ورغم كده امها بهدلتها بسببه...تالا مش مبطله تفكير ف امره وامر الناس دي
محستش ان العربيه وقفت أخيراً... كانت سرحانه... لكنها انتبهت.. بصت له.. لقته باصص ع تاره السواق ادامه
وكان سرحان ف كون تاني خالص... تالا تأملت ف ملامحه اوي... شافت حاجه اول مره تاخد بالها منها.... شافت أثار جرح كبير ع خده
لكن الزمن لم الجلد تاني ع الجرح واصبح ندبه بلون الجسم.. محدش يلاحظها إلا اللي يدقق ف وشه
تالا كانت متنحه له.. ما فاقتش غير ع صوت واحد جمبها... اتفزعت منه.. كان شاب ف العشرينات
اسمر... نحيل.. بيتكلم انجليزي مكسر
((انسه تالا... اتفضلي انزلي ))
بصت ل داني اللي فاق أخيراً...بص لها..شافت ف عينه حزن كبير اوي...عينه كانت زي البير العميق
قالها
((دا موزار...هيساعدك ف البيت..انزلي وخليه يدخل الحاجه ويحضر الغدا))
بصت له وما اتحركتش...برق لها بغضب..مد ايده فتح بابها وزقها لبره...نزلت وكانت هتقع...قالت له
((همجي...متوحش))
ما ردش عليها زي ما كانت متوقعه....بصت ل موزار...كان نزل كل الاكياس...داني بص لها ف المرايا اوي
وطلع مره واحده بعربيته...موزار فاجئ تالا وهوه بيقولها بالانجليزي
((انا ادخلت كل الأغراض سيدتي،هل تأمرني بشئ اخر؟؟))
بصت له بتوهان...ردت بالانجليزي برضو
((لاء...لاء..اشكرك))
دخلت البيت وهيه تعبانه بجد...بس اللي تعبها اكتر و حمسها ف نفس الوقت...هوه سر داني شريكها وزوجها اللدود...اكيد وراه سر ولازم تكتشفه وإلا مش هترتاح
~~~~~~~~~~~~~~~
#وتمر الأيام الصعبه المؤلمه،و تتوفي حنان
#ف بيت ليل
خصلت ايام العزا...لكن ساعات الحزن والوجع ف قلب الصياد ملهاش نهاية.....كان ف اوضه حنان
دخلت ليل عليه...قعدت جمبه ورمت دماغها ع ركبته ورجعت تعيط بهستريا.....صياد رفع دماغها وحضنها
غصب عنه بكي هوه كمان،،،،مسح وشها وقال لها
((عارف انها وحشتك...ووحشتني انا كمان اوي...مش مصدق اني قاعد ع سريرها وهيه ما بتتخانقش معايا وتزعق لي...فاكره لما كنت احب ارخم عليها وهيه متضايقه مني،فاكره كنا بنعمل فيها ايه انا وانتي،هنا ف المكان ده،والمخده دي اللي ياما ضربتنا بيها...انا مش قادر اتخيل البيت من غيرها يا ليل....الحياه صعبه اوي من غيرك يا حنان))
دموعه نزلت ع شعر ليل.....فين وفين لما هديوا أخيراً...قامت ليل تحضر العشا...لكنه رفض يأكل ودخل ع اوضته
عدت ايام اكتر والكآبه زادت ف البيت اكتر واكتر....ف يوم..رجع صياد من شغله...ملقهاش ف الصاله
دخل لها اوضتها...كانت قاعده بتطبق الغسيل وهيه ساكته...شافته سابت الغسيل وقامت سألته
((احضر لك العشا،،،ولا هتستحمي الأول))
مسك ايدها قعدها وقالها
((لاء يا ليل....اقعدي عشان عايزك))
قعدت وبصت له بأهتمام
((لييييل...انا...مش عارف اجيبها لك ازاي....بس يا ليل انا مش هقدر انفذ وصيه حنان...انا اسف بس حاولت كتير وماقدرتش ابلع الموضوع...ليل انا بعتبرك اختي...وصعب عليا اتجوزك واعيش معاكي ع اننا متجوزين...صعب احول الاحساس ده اوي...كل ما افكر فيكي ك زوجه...معدتي تتقلب...ما تفهمنيش غلط...بس بحس انك بنت امي وابويا...اختي من دمي..صعب عليا اوي ابص لك بصه تانيه انتي فاهماني))
ليل ابتسمت له وقالت بأرتياح
((الله يطمن قلبك يا صياد....انا كمان معرفتش ابلع الموضوع ده...وكان صعب عليا اقولك الكلام ده...بس انت جبت الناهيه والحمدلله...و حنان بقي تبقي تسامحنا عشان مش هننفذ وصيتها..المهم اقوم بقي احضر الاكل))
مسك ايدها قعدها وقالها
((اصبري بس يا ليل....ما المشكله كده لسه ما اتحلتش))
((مشكله ايه مش فاهمه))
((يا ليل الناس هنا ف المنطقه كلها عارفه حكايتي واني طفل من الشارع وحنان الله يرحمها احسنت عليه...يعني مش هينفع بعد موتها نعيش انا وانتي مع بعض ف بيت واحد))
برقت له بخوف وقالت
((قصدك ايه يا صياد...انت عايز تسبني...انت قص....))
قاطعها
((لاء يا ليل مش هسيبك...اصل انا قبل ما حنان تموت صاحب المطعم عرض عليا شغل ف المطعم اللي فتحه ف استراليا....كان عايز شباب مصريه تشتغل هناك...وعرض عليا وانا طلبت منه فرصه افكر...واعتقد ان دا وقت الفرصه دي...انا هسافر يا ليل...بس مش قبل ما نقبض الجمعيه واجوزك....فاكره هشام اللي اتقدملك من فتره هوه لسه عايزك ايه رأيك تتجوزيه...عشان بس ابقي متطمن عليكي يا ليل))
ليل حزنت اوي،قالت له بخيبه امل
((عايز تخلص مني يا صياد...عايز ترميني ف عيله غريبه وتمشي،طب لما يزعلني هشام ده اروح لمين...مين يجيب لي حقي منه...اتسند ع مين من بعدك ياخويا))
صياد بص لها بزعل....حس انه غلط واتسرع...قالها
((طب يا ليل انتي شايفه الحل ايه دلوقتي))
ليل بحماس
((خدني معاك...انا يا صياد مش عايزه اتجوز....فاكر هدير اللي انتحرت بسبب حماتها....ولا عبير اللي ف اخر الشارع اللي هربت من جوزها...ولا ام رحاب اللي اتطلقت بعد 15 سنه جواز واربع عيال...انا ما شفتش حاجه ف الجواز تخليني اموت عليه زي باقيه البنات...انا مش هتجوز غير واحد اتطمن ع نفسي معاه...اتاكد انه عايزني ويموت عليا...انا عارفه اني مش جميله زي البنات...بس انا هأخدها حجه عشان ما اتجوزش دلوقتي خالص))
ضحك صياد ومسك وشها وقال بمزاح
((مين دي اللي مش جميله يا بت...دا عيونك لوحدهم جايبه لي المشاكل ف الشارع كله...ولا جمال وشك المقطقط...يا بت دا انتي قمر بالستر يا جزمه))
ضربته ع كتفه وقالت له
((خلص بقي انا بتكلم بجد...مش احنا هنقبض الجمعيه قريب...لما نقبضها...نروح الجوازات نطلع لنا جوزات سفر انا وانت..وبالفلوس دي اشتري تذكره واسافر معاك واشتغل ف اي حاجه...اي حاجه يا صياد...بس افضل جمبك والنبي...ورحمه حنان ما ترفض يا صياد))
صياد خد رأسها ع صدره وطبطب عليها...قالها
((حاضر....حاضر يا ليل....بس اوعديني انك تسمعي كلامي وما تخرجيش عن طوعي مهما حصل))
بصت له وضحكت...هزت رأسها موافقه وقالت له
((تمام يا فندم...ممكن بقي اروح اعمل الاكل...انا جعانه اوي))
ضحك اوي وقالها
((خلاص يا مفجوعه...روحي حضري عقبال ما اكلم حنان اشوفها هتي......))
برقت له....سكت مره واحده...وكأنه نسي انه دفنها بأيده...لف وشه و عينه اتملت دموع من تاني
ليل ما اتحملتش تعيط تاني قصاده وتنفجر ف العياط...جريت ع المطبخ تلهي نفسها بالأكل وتعيط لوحدها ع فراق اختها وامها وسند حياتها
نكمل ف الفصل4