#العابث_الأخير
الفصل الخامس عشر
(تالا راحت برجلها لقضاها)
بقلم فريده احمد
#مع آدم
المجد للقصص والحكايات
تعب من كتر التدوير ع ليل ف شوارع الجزيرة و الوقت اتاخر كتير عدي نص الليل بساعات
آدم تعب وزهق من اللف عليها قال ف لحظه غضب
((خلاص تولع ليل وانا شاغل نفسي بيها ليه هيه كانت من باقيه اهلي....خليها كده ف الشارع مش هيه اللي مشيت خلاص بقي وانا هعمل لها هوه انا الحارس بتاعها ابويا كان عنده حق لما قالي اسلمها للشرطه وانا غبي انا ما عملتش كده...خلاص انا هروح والصبح بقي ابقي ابلغ عنها وهما يلاقوها بطريقتهم هوه انا فاضي للحوارات دي))
ركب عربيته وساق وهوه متعصب و قرفان...رجع ع بيته كان ابوه نام من بدري...طلع بهدوء ع اوضته
خد دوش بارد وطلع ع سريره..حط دماغه ع المخده وحاول ينام....غمض عينه و اترجي النوم يجي له
لكن ليل ظهرت قصاده..كانت بتصرخ وعماله تجري..تقع وتقوم تجري..وخيال لرجاله بيطردوها و قربوا منها
ليل وصلت لمنحدر خطير...الرجاله وراها والهاويه قصدها..قربوا منها وهما بيضحكوا بخبث وشماته
ليل تبص لهم وتلف تبص للهاويه...متردده...جسمها بيتنفض من الخوف والفزع...ليل بصت ادمها وغمضت عينها و رمت نفسها ف الهاويه وهيه بتصرخ
ادم فتح عينه فجأه وهوه كمان بيتنفض...صرخ بأسمها ومد أيده عايز يمسكها....قلبه بيدق بجنون...نفسه طالع نازل كأنه بيجري
قام وقف ودخل الحمام غسل وشه وبص لنفسه ف المرايا...قال بخنقه
((ايه...ايه يا ادم...دا مجرد حلم...ليل اكيد ف أمان..ايه اللي هيوديها للجبل...هيه عيله صحيح بس مش هبله يعني...ادم بطل خيالات هبله وادخل نام))
فضل مبرق لنفسه شويه....وشه كشر بقرف تف ع نفسه بأحتقار وقال لنفسه
((اتفوه عليك...انت راجل انت...بقي عايز تنام والعيله دي ضايعه ف الشوارع ف نص الليل كده....انت بتريح ضميرك يا ادم...اخس عليك ناقص...لاء...لالا..انا لازم اجيبها..مش هتغمض لي عين غير اما ارجعها...ولو هقف ف وش ابويا عشانها))
ادم ما فكرش تاني...جري ع بره غير هدومه بسرعه وخد تلفونه ومفاتيحه ونزل يجري ع تحت
ساق بجنون لحد فيلا داني...فضل يضرب الجرس بهستريا....داني مكنش نام هوه كمان نزل يجري فتح له الباب
اتخض من منظره ادم قاله
((داني انا محتاجك معايا...تعالي ندور ع ليل...انا مش لاقيها...سابت تالا ومشيت واحنا بره وانا مش لاقيها يا داني تعالي معايا نقلب الجزيره عليها البت دي ملهاش غيرنا يا داني))
داني اتصدم لكنه قاله
((طب اصبر اغير هدومي وانزلك))
هز له رأسه...تالا سمعت كلامهم سوا...كانت صاحيه هيه كمان ونزلت تجري ورا داني...استخبت ورا العامود عشان داني ما يشوفهاش
داني نزل بسرعه وركب مع ادم و مشيوا بالعربيه..تالا كمان غيرت هدومها وخرجت تدور عليها
رجلها كانت بتموتها من الوجع...لكنها ما قدرتش تسيب ليل لوحدها ف الشارع حست بتأنيب الضمير عشان سابتها تخرج
تحاملت ع نفسها و ركبت عربيتها...حاولت تفتكر اللي اتعلمته نظري ولسه هتطلع بالعربيه...خرج لها موزار يجري
سألها بأنجليزيه مكسره
((سنيوريتا تالا الي اين انتي ذاهبه الان ف هذه الساعه المتأخره))
بصت له بيأس وقالت
((موزار صديقتي وحدها ف الشارع الان وانا لن اتركها هكذا...هل تأتي لمساعدتي ف البحث عنها؟ف انا كما تعلم غريبه عن الجزيره ولا اعرف شوارعها جيداً))
بص لها موزار شويه وهز رأسه...راح ع كرسي السواق وقالها لأحترام
((اسمحي لي ان اقود انا سيدتي))
وافقت وراحت ع الكرسي التاني ركب موزار و طلع بالعربيه...فضلت تبص شمال ويمين وف كل مكان يروحوا عليه
كل تفكيرها ف ليل...ياتري راحت فين وعامله ايه دلوقتي...بقت تسأل موزار كل فتره عن المكان اللي هما فيه
النهار طلع عليهم...موزار قالها
((سيدتي هل يمكن ان نتصل ب سيدي داني عله وجدها))
تالا بعصبيه
((لا يا موزار لا اريد مساعدته))
((لا سيدتي لن نطلب مساعدته فقط سنسأله اذا وجدها يجب ان نعرف يمكن ان يكونوا عثروا عليها ونحن هنا نبحث هباءا))
هزت له رأسها وقالت بنرفزه وهيه بتديه الفون
((خذ حدثه انت ف انا لا اريد سماع صوته اللعين))
ابتسم بخجل و خد الفون منها واتصل عليه...داني رد وفاكرها هيه
((عايزه ايه بتتصلي ليه))
موزار قاله بلغه اهل الجزيره
((سيدي انا موزار انا مع سيدتي تالا نبحث عن صديقتها احدثك الان كي اسألك هل وجدتها))
داني غضب جداً...قاله بعصبيه
((كيف لك ان تفعل هذا دون أذني يا احمق.؟؟..سيدتك مريضه قدمها تؤلمها كيف لم تتصل بي قبل ان تغادرا المنزل؟؟))
موزار ارتبك...خاف قاله
((سامحني سيدي لم اكن اعرف))
داني((لن اسامحك عندما اعود سأعاقبك ع تجاهلك لي...اغلق الهاتف واخبرها ان تعود حالا للمنزل))
قفل معاه موزار بص ل تالا بخوف...تالا بتبص له وشايفه الخوف ف عينه...سألته بحده
((ماذا قال لك هذا الاحمق؟))
((سيدتي تالا...سيدي غاضب مني بشده يجب ان نعود الان ارجوكي سيدتي))
((لا لن افهل..ان لست تحت أمرته.ولا احد يملي علي أوامره...عد انت اذ كنت خائف منه وانا سأكمل بحثي عنها))
((لا سيدتي سيدي سيقتلني ان عدت بدونك سأنتظر معك ونبحث ف اماكن اخري لكن))
((لكن ماذا انطق؟))
((سيدتي تالا...لقد بحثنا ف المدينه كلها لكن دون اثر لم يبق لنا سوي الكهوف والمنحدرات و الشواطئ و......الجبال))
((حسنا لنفعلها...اذهب لكل مكان لا تترك مكان لا تبحث فيه))
((لكن سيدتي...الجبال والمنحدرات خطيره جداً لن يمكنني ان ااخذك لهناك ف هناك موطن المأريج سيدتي))
((انا لا اهتم بهم مطلقا فقط اذهب او عد راكضا لسيدك الوغد ودعني وشأني))
موزار بص لها بيأس العناد والتصميم كانوا ع وشها...تالا تجاهلت ألم رجلها ووجع رأسها مش عشان تلاقي ليل وبس
لاء عشان تغيظ داني وتثبت له انها حره نفسها وما بتخضعش لأوامره ولا يهمها غضبه
العند ركب رأسها وخلاها ما بتفكرش بمنطق...طريق المسرح القديم هوه اللي كان ادمهم بعد ما سلك موزار
الطرق الوعره اللي بتأخدهم للكهوف...اضطر مجبر انه يأخد الطريق ده....لكن العربيه وقفت...ما رضيتش تتحرك خطوه كمان
تالا زفرت بخنقه...موزار نزل وشافها قال ل تالا
((لقد حذرتك من هذا سيدتي....هذه الطرق وعره ولا يمكن للألات ان تسير عليها...مضطرين ان نكمل طريقنا سيرا....))
قاطع موزار اشاره تالا اللي شاورت له ع ورا...ع طريق عالي...كانت ليل بتنزل من عليه ورايحه لهم وهيه بتجري وتقع
موزار جري عليها يساعدها...تالا ابتسمت بأنتصار فرحت انها هيه اللي لاقت ليل....نزلت من عربيتها ...لكنها صرخت لما
داست ع رجلها....ليل وصلت لها وحطت ايدها ع بق تالا...بصت لها تالا بأستغراب ليل قالت لها بخوف
((شششش...وطي صوتك...انا نزلت اجري لما سمعت صوتكم...انتوا ازاي وصلتوا لحد هنا...حد منهم شافكم))
موزار بص ل ليل مش فاهم كلامها ولا خوفها تالا سألتها
((انتي بتتكلمي عن مين يا ليل مين هما دول اللي خايفه منهم اوي كده))
ليل بخوف((المأريج...المأريج يا تالا))
موزار سمع اسم المأريج ،اترعب هوه كمان مسك ايد البنتين وشدهم لصخره بعيده عن العربيه
تالا كانت بتتألم...لكنها اتحملت الألم ...موزار نزل رأسهم ف الأرض وقال ل تالا
((سيدتي نحن ف ارضهم...نحن ف موطن المأريج...ماذا سنفعل الان.؟..سيقتلونا او يأثرونا سيدتي ماذا سنفعل ؟كيف سننجو من هذا؟،هاتفك،،،اين هاتفك سيدتي؟ يجب ان اخبر سيدي داني))
تالا الخوف أخيراً وصل لقلبها بصت ل ليل اللي بتترعش حرفيا وبتبص حواليها بخوف... شاورت بأيدها
ع العربيه وقالت بقلق
((هناك... الهاتف ف السيارة))
موزار برجفه(( حسنا انتظروا هنا وابقوا منخفضتين...سأذهب واحضر الهاتف واعود لكم انتظروني))
موزار سابهم وراح ع العربيه وهوه موطي جسمه كأن في ردار او كشافات مراقبه خايف منهم
وصل للعربيه دخلها خد الفون من ع الكرسي...واتصل ب داني
((سيدي داني...انجدنا رجاءا...نحن ف موطنهم..وجدنا صديقتكم...لكننا لن نستطيع الهرب من المأريج))
داني بصريخ((ماذااااااااا؟؟ولما ذهبت لهناك ب تالا ألم اخبرك ان تعود يا موزار...اقسم بربي ان حدث لها مكروه سأقتلك بيدي ابق عنك وحافظ ع زوجتي بحياتك حتي أاتي إليك...اتفهم هذا حافظ ع حياتها موزار...))
قاطع صوت داني ...صوت طلقه مدويه
بووووووووووووووو
طلقه جت من العدم اخترقت رأس موزار واستقرت ف ضهر الكرسي...موزار مات وهوه فاتح عينه وباصص ع تالا وليل
تالا فتحت بقها تصرخ بجنون...ليل حطت ايدها ع بقها وقالت ودموعها نازله
((ابوس ايدك اسكتي وإلا هيقتلونا احنا كمان...انا شفتهم بيخطفوا اتنين من اهل الجزيره ...قتلوا الراجل وخدوا الست جروها من شعرها للجبل فوق من ساعتها وانا مستخبيه هنا...تالا ابوس ايدك امسكي نفسك وإلا هنحصل موزار يا أما البنت دي ع الجبل اسكتي يا تالا))
تالا لفت وبصت لها وعيونها اتملت بالدموع...هزت لها رأسها و شاورت لها تمشي لهناك...شاورت ع صخره ابعد واكبر
حست انهم كده مكشوفين....ليل مشيت وهيه موطيه للصخره...تالا لسه بتمشي وقعت ع وشها
ماعدتش قادره تدوس ع رجلها تاني....ليل بصت عليها لقت رجلها الشمال حافيه و وارمه جدا
تالا لسه ع الارض...بصت لها تيجي تساعدها لسه ليل هتخرج من ورا الصخره تروح لها
شافت راجلين مسلحين رايحين للعربيه والبنادق ف ايدهم...ليل شاورت لها توطي....تالا وطت ع الارض وهيه بتعيط
ليل نزلت ع الارض هيه كمان...شافت الراجلين بيفتحوا العربيه ...خرجوا جثه موزار رموها ع الارض و بيفتشوا في العربيه
ليل زحفت لحد تالا...مسكت ايدها وساعدتها تزحف ع ركابها لحد ما وصلت للصخره الكبيره معاها
وقفوا ورا الصخره وبصوا عليهم...شافوهم طلعوا حاجه وبيبصوا لها تالا شهقت..كانوا ماسكين فرده مداسها
سابته ف العربيه ما قدرتش تلبسه ف رجلها...ليل بصت لها...سمعوا الراجلين بيتكلموا وبيشاورا ع المكان
بدأوا يفتشوا تحت العربيه و ف المكان..ليل قالت لها
((شكلهم شكوا انه مكنش لوحده...لازم نهرب يا تالا اتسندي عليا خلينا نهرب من هنا))
تالا مسكت ف دراعها و مشيت بصعوبه معاها لورا...فضلوا ماشين وهما بيبصوا حواليهم بحذر
تالا سابتها مره واحده وقعدت ع الارض...وشها احمر زي الدم..العرق غرقها...قالت لها بتعب
((اهربي انتي يا ليل...انا مش قادره احط رجلي ع الارض تاني...اهربي انتي انا عبء عليكي...اهربي وسيبيني هنا))
((لاء يا تالا...انتي خاطرتي بحياتك عشاني وانا مش هسيبك هنا...مش هسيبك يا تالا))
رفعت نفسها لفوق تشوف المكان حواليها....شافت بعيد عنهم بكام متر...مبني عالي كبير اسود كأنه اتحرق قبل كده
ضحكت قالت لها بأمل
((تالا قومي بصي...في مبني هناك اهوه...تعالي نروح له نستخبي فيه...قومي والنبي واتحملي شويه كمان))
تالا اتغصبت ع نفسها اكتر ووقفت بصعوبه...اتسندت عليها ومشيت معاها...وصلوا لجسر متهالك
اخره كان المبني تالا بصت برعب لتحت الجسر كان في نهر جاري اخره شلال...تالا خافت...قالت لها
((ليل الجسر ده شكله ضعيف اوي ومحدش بيستعمله...انا خايفه نمشي من عليه يقوم يقع))
((تالا مفيش ادمنا غير الجسر ده و الجبل ورانا والمأريج عايشين ف الجبل مش هناك ف المبني ده))
((انتي بتتكلمي بثقه اوي كده ليه اش عرفك انهم مش هيلاقونا هناك ولا محدش فيهم هناك اصلا))
((بسبب اليافطه دي يا ليل بصي عليها كده مكتوبه بالفرنساوي والانجليزي))
قرت اليافطه القديمه اللي ع مدخل الجسر
(منطقه محظوره ممنوع الدخول منعا باتا)
تالا قالت لها بخوف
((طب واما هيه منطقه محظوره ازاي احنا هندخلها يا ناصحه مش يمكن في حيوانات خطيره ولا غازات سامه ولا اي مصيبه اش عرفك اننا هنبقي ف امان هناك))
((تالا مفيش وقت للكلام ده...احنا هنستخبي هناك مؤقته لحد ما داني وادم يجوا يلحقونا والمأريج مش هيدوروا علينا هناك بسبب اليافطه دي...هيفكروا اننا مستحيل ندخلها...فهمتي يلا بقا وسلميها لله))
تالا بصت لها بيأس واتعكزت ع سور الجسر ومشيت عليه وهيه مرعوبة...ليل مشيت وراها وهيه خايفه هيه كمان فضلت تدعي ربها ف سرها انه يحميهم ويحفظهم....
وصلوا أخيراً للأرض....حمدوا ربهم...تالا قعدت ع صخره متداريه شويه وقالت بوجع
((انا مش قادره بقي انا هفضل هنا....اقعدي يا ليل خلينا نرتاح شويه وبعدها هندخل المبني ده اقعدي والنبي انا جبت اخرى))
ليل ما اعترضتش المره دي...رمت نفسها ع الصخره هيه كمان وبدأت تتنفس بصعوبة
~~~~~~~~~~~
#عند فاتن
أخيراً النهار طلع عليها...عينها ما داقت النوم من امبارح...خوفها ع اهلها جفاها النوم طول الليل..كرهها ل زين زاد اضعاف بعد عملته مع اخوها وامها
شيطانها وسوس لها تعاقبهم كلهم...بس بعد تفكير لقت انها هيه كمان هتخسر هيه وأهلها...عصرت مخها طول الليل
ازاي تنتقم من العيله دي ومن زين بالذات وف نفس الوقت تحفظ حقها هيه وأهلها
بصت ف الساعه ف ايدها لقتها عشره الصبح...جابت فونها واتصلت ع هادي فين وفين اما رد عليها اول ما رد قالها بأندفاع
((عترف هتقولي ايه بس يا فاتن كده انا وامك ف أمان كفايه علينا بهدله وأهانه لحد كده))
((لاء يا هادي مش هسيبكم متبهدلين وانا عايشه ف نعيم يا هادي))
((يا فاتن انا وامك كويسين انا رجعت اشتغل ف ورشه وخدنا اوضه ع ادنا صدقيني يا حبيبتي احنا بخير اهم حاجه انتي تخلي بالك ع نفسك وانتي وسط العقارب دول كلها كام يوم والقضيه معادها يجي ونتنازل عنها ويطلقك الكلب ده وتيجي تعيشي معانا))
((واللهي ده اللي طلع معاك يا هادي عايزنا نرجع نشحت تاني ونسيب لهم حق ابوك ونفضل ف عينيهم رخاص وهايفين....لاء يا هادي انت ما تعرفش اختك عملت ايه انا وسط الناس دي اتعلمت ابقي خبيثه زيهم....قلي بس انتوا فين وانا هأجي لكم لازم اتكلم معاك وجها لوجه...لازم تعرف انا محضره لهم ايه...دول روحهم ف ايدي يا هادي قلي بس انتوا فين وانا هأجي لكم فوراً))
هادي قفل معاها بعد ما اداها العنوان..و استأذن من شغله ورجع الاوضه اللي اجروها هوه وامه وفضلوا منتظرينها
فاتن غيرت هدومها بصت لوشها ف المرايا شافت الانتفاخ تحت عينيها من السهر والقلق والدموع برضو
صممت انها مش هتتراجع زي ما هادي عمل وسلم بسهولة....نزلت من اوضتها وخرجت تركب عربيتها
بعتت للسواق ووقفت تستناه جمب العربية....ف اللحظه دي زين خرج وكان لسه هيركب عربيته
شافها واقفه جمب عربيتها،قرب منها وف عينه نظره شماته...قالها بسخريه
((شكل الخبر وصلك و شكلك ما نمتيش طول الليل كان نفسي اشوف وشك بعد ما عرفتي اني طردتهم من فندقي زي الكلاب و رمتهم ف الشارع،بجد فاتني نص عمري،بس لسه في فرص تانيه قريب لما اطردك انتي كمان واحرمك تخطي برجلك القصر ده وكل ممتلكات عيلتي يا بنت الخدامه ))
ضحك بخبث وهوه بيبص لها....بصت له بقرف وقالت له
((اول مره اشوف راجل فرحان انه رمي لحمه ودمه ف الشارع عارفه انك مش متقبل اننا من نفس الدم،بس يا زين مش رجوله ابدا انك تستقوي ع الضعيف و تستغل قله حيلته،عاما يابن عمي انت عشمك كله اننا نخسر القضية،بس صدقني من وهنا لوقتها الظروف هتتغير وانت نفسك هتتغير ووقتها مش هيفرق ولاد الخدامه من ولاد النصابه))
بصت له بكل احتقار وقرف،وركبت العربية كانت اتعلمت السواقه من فتره بسيطه،مشيت بعربيتها وسابته يغرق ف التفكير ف كلامها
فاتن صممت انها تدمر العيله دي ولو هتخسر هيه وأهلها،المهم انها تكسر غروره وترجعه شحات هوه واهله زي ما كانوا
وصلت لبيت امها واخوها،امها حضنتها وهيه بتعيط وبتحكي لها ع البهدله اللي شافوها ف الفندق
فاتن اعتذرت لها و ل هادي،حكت لهم ع كل اللي عرفته لكنها ما جبتش سيره عن جريمتها ولا جرايم لوجين
امها قالت لها
((كنت متأكده ان في حاجه غلط كنت دايما أسأل نفسي هما اغتنوا كلهم ازايكنت عارفه طبعا ان عامر اتجوز واحده غنيه بس مكنتش اعرف هوه خد كل فلوسها و صرفها ع عيلته ازاي،منهم لله بعدوني عن ابوكم ودمروا حياتنا وجبرونا نتجوز ف السر زي الحراميه وف اخر المتامه جبروه يطلقني و رموني من بيتهم وبهدلوني))
هادي((مش مهم الكلام ده دلوقتي يا امي المهم يا فاتن انتي ناويه تعملي ايه بالملف اللي خدتيه ده))
فاتن((ناويه ارجعهم شحاتين جعانين ما يسووش تلاته تعريفه،هحبس اعمامك،وهشرد زين واخليه زي الكلب يلف حوالين نفسه،واحبس لوجين بنت عامر هيه كمان حسابها تقيل معايا،وهبلغ عن عامر انه قتل ابن صافيناز مراته،هقلب الدنيا عليهم يا هادي،هدمرهم كلهم لاخر كلب فيهم،مش هرتاح غير اما اذلهم زي ما ذلونا وبهدلوكم))
هادي بص لأخته و لنظراتها الجامده،وقالها بأسف
((ايه اللي جرا لك يا فاتن،انا كأني واقف مع واحده معرفهاش،،منين جبتي القسوه والجبروت ده يا بنت امي وابويا))
((من اللي عملوه فينا من ذل زين فيا،من لوي دراعه ليك يوم ما قتل رفاعي مش هرحمهم يا هادي دول ما يستهلوش الشفقه))
((انا معاكي يا فاتن بس مش كفايه اننا هنكسب القضيه وهيعترفوا بينا غصب عنهم))
صرخت فيه((واحنا مش هنشحت صدقهم يا هادي ان شالله ما صدقوا ولا اعترفوا انا بقولك هدمرهم وانت تقولي قضيه))
امهم اتدخلت أخيراً
((يا فاتن طب ما تشغلي عقلك يا بنتي،بدل ما تحبسيهم وتخسرينا كلنا العز ده كله،ما نستفاد احسن))
هادي وفاتن بصوا لها بتركيز،،قالت لهم
((بص يا هادي انت لازم تساند اختك ف اللي ناويه تعمله،انتي يا بنتي قبل.ما زين يمنعك تدخلي شركاته ويحرمك من التصرف ف حق ابوكي انتي تعملي اللي هقولك عليه،احنا هنعمل شركه وهميه بأسم مستعار،ونشتري اسهم شركات القماح وانتي تبيعي للشركه دي نصيب ابوكي وكل اسهمك ف اول اكتتاب ف البورصه و تحاولي بذكاء تمضي فيروز امهم ع بيع نصيبها ف الأسهم بيع وشرا و شركتنا هتشتريهم برضو والمصنع اللي انتي مسؤوله عنه هنعمل فيه حاجه بسيطه هنطلع اشاعه ان المنتجات اللي المصنع استوردها فسدت ف المينا والمصنع هيعيد تصنيعها وانتي عارفه ان الاشاعه دي لوحدها هتخلي العملا يخافوا يأخدوا منكم اي منتجات والمصنع بكده هيقع تقوم شركتنا تعرض ع منير بيعه هوه طبعا ما هيصدق هنشتريه بتراب الفلوس ونغير اسمه ونشغله من اول وجديد وع كده هنمسك شركاتهم ومصانعهم واحد واحد لحد ما نقضي عليهم ويضطروا يعلنوا افلاسهم وقتها بقي تقدمي الورق اللي معاكي للمدعي العام وهوه هيقضي عليهم نهائي))
فاتن وهادي برقوا لأمهم كأنها واحده غريبه عنهم هادي قالها بحماس
((يا بنت الجنيه ياما انتي جبتي الافكار دي منين))
فاتن((بس في حاجه ناقصه كده الشركه الوهميه دي هتكون بأسم مين))
((بصي يا بنتي هتكون بأسم ناديه اخت مرات خالي انتوا عارفين انها طول عمرها هتموت ع هادي انا بقي هأخد هادي ونروح نطلبها ونكتب عليها وانتوا عارفين انها جهله وعبيطه ع نيتها احنا بقي هنحركها بأيدنا زي العروسه الخشب))
هادي ((طب وبعدين يعني كل هنأخده من عيله القماح هيبقي بأسمها))
امه((لاء يا غبي،هيه هتشتري اسهم الشركات وكل اللي هتشتريه هتبيعه لشركه وهميه تاني ف السعودية مثلاً والشركه السعودية تبيعهم لشركه اجنبيه وع كده من شركه لشركه وف الاخر هترجع لنا كل حاجه))
هادي((يا سلام وليه الدوخه دي كلها بقي طب ما فاتن تبيعهم ليا انا ع طول))
امه((غبي وما خدتش من امك ولا ابوك حاجه،انت ناسي انك من عيله القماح يعني لما الحكومه تدور هتلاقي الاصول والاسهم وكل حاجه ملكك هيحجزوا عليها وقتها يا فالح لازم ندوخهم ف الشركات الوهميه لحد ما ييأسوا ويبطلوا تدوير،يابني دي كلها شغل ورق اي عبقري محاسبه يعملها او محامي شاطر،وكله بالفلوس))
فاتن بدهشه((وانتي عرفتي كل ده منين يا امي انتي طول عمرك ست بسيطه اوي))
((بسيطه اه لكن مش عبيطه زيكم انتوا ناسين اني قبل ما اتجوز ابوكم كنت شغاله محاسبه ف شركه بترول وعارفه اومور السرقه والنصب وتزيف الملفات دي كلها اي شركه داخله ع الافلاس عشان تنقذ نفسها بتعمل كده وكمان ما تنسوش اني عشان اربيكم اشتغلت عن ناس كتير وشفت من الحوارات دي اكتر انتي بس ارجعي شغلك ومثلي البراءه والغباء ادمهم وسيبي موضوع النصب ده عليا انا واخوكي))
فاتن((ماشي يا ماما بس عندي طلب مهم،،عايزاك يا هادي تروح تجيب رقيه وعيالها،لاحسن ف ظابط حذرني كذا مره من رحيم،،،انتوا عارفينه شراني إزاي،،انا خايفه عليكوا منه اوي))
هادي((ما تخافيش اديك انتي بس ع كام جنيه وانا هأجر ناس تجيب رقيه لحد هنا لاحسن انا مش هينفع ارجع المنطقه خالص))
فاتن((عامله حسابي،خد الفيزا دي اصرف منها زي ما تحب وكمان ما تنساش هتحتاجوا فلوس كتير عشان تنفذ اللي مانا قالته ده))
هادي((خلاص كويس اوي كده المهم انتي ارجعي وخلي بالك من نفسك كويس يا فاتن انتي قبلا عارفه شكل رحيم ده))
((لاء يا هادي واللهي،،،دا انا لو شفته ف وشي مش هعرفه انت عارف اختك ما بتبصش ف خلق الناس ابدا،دا انا ما اعرف نص جيرانا بسبب كده))
((ماشي يا فاتن خلي بالك برضو و ربنا يسترها وانا هحاول اجيب لك صوره ليه انا كمان مش فاكر خلقته انتي عارفه كنت دايما بتجنب الاشكال دي))
((ماشي يا هادي ربنا يسترها انا همشي وابقي كلمني طمني عملتوا إيه))
خرجت من عندهم و جواها حماس وخوف ف نفس الوقت،كلام امها شجعها انها تكمل وكل ده عشان يأخدوا حقهم وينتقموا من عيله ظلمتهم سنين طويله
~~~~~~~~~~~~~~~
#ف مطعم سيناء
كعادتها كل يوم بتحضر التجهيزات ف مطبخها مع الشيف والمساعدين،لفت تسأل الشيف
((هل انتهيت من التحضيرات التي معك،اتريد مني المزيد))
مالقتش حد بيرد عليها،لسه هتتكلم تاني لقت اللي وقف ف وشها وبيقول بصوت جاف
((مفيش حد هنا،انا خرجتهم كلهم،ممكن افهم بقي انتي رفضيني ليه،،هوه انتي عشان مش شيفاني حكمتي عليا اني ما انفعكيش و اخترعتي كذبه جوازك دي ))
((استاذ سيف،انت بتعمل ايه هنا،لو سمحت انا عندي شغل ومش فاضيه للكلام الفاضي ده))
زقته بعيد عنها شويه وجت تمشي،مسك ايدها و،قالها
((وانا سايب شغلي و سفري عشانك،ردي عليا يا سينا انتي مش عايزاني ليه))
((سيب ايدي لو سمحت،،انا ما كذبتش انا فعلاً متجوزه))
((هوه فين،انا عايز اشوفه،فين جوزك ده وليه محدش سمع عنه قبل كده))
((بقولك سيب ايدي وابعد عني،مالكش دعوه بيا ولا بجوزي دي حاجه ما تخصكش سبني بقولك))
مسك ايدها بقوه اكبر و هزها بقوه وهوه بيصرخ فيها
((مش هسيبك انا من حقي اعرف))
((انت مالكش اي حق عندي ابعد عني احسن لك))
((مش هبعد وهتيجي معايا دلوقتى))
((أجي معاك ع فين يا معتوه انت ابعد عني احسن لك))
شدها من ايدها ولف يخرج لقي اللي ف وشه،مسك إيده و رفعها من ع ايدها وقاله بغضب
((ارفع ايدك من ع مراتي بدل ما اكسرها لك))
نكمل ف الفصل 16