🖋️السهيل العابر 🖋️
🖊️بقلم :سهيلة حجازى 🖊️
🖋️الفصل الخامس و العشرون 🖋️
🖊️خطبة محمد و لين 🖋️
اقترب محمد من لين و قد بدت على ملامح وجهه الصدمة : لين مش عايزك تخافي أبدا من المجهول، انسيه يا لين و متفكريش فيه.
بقلم : سهيلة حجازى
لين التي سيطر عليها الخوف و القلق من ذاك المجهول الذي أضحى قلقها الوحيد : أنا مش عايزاك تضيع مني زي أخويا و عمي سامع مش عايزاك تضيع مني، عايزاك جنبي مش عايزاه أقوم من نومي في مره و اسمع خبر وحش سامع.
محمد الذي تهللت أسارير وجهه فتلك الشقية تعشقه إلى حد الجنون : مش هيحصل حاجة بإذن الله يا لين سيبيهل على الله.
بقلم :سهيلة حجازى
لين و قد ارتسم على وجهها أمل جديد : و نعم بالله بس.....
محمد بحركة يد تدل على الاستفهام : بس إيه يا لين؟!
لين برفعة حاجب و عينين تلمعان : بس اللي ما بيحسبش ما بيسلمش.
محمد بنظرة متفهمة و بسمة هادئة : خلاص أهدى، أنا هسيبك تهدي خالص و نبقى نتكلم بكره بإذن الله.
لين و قد ارتسم على وجهها تعابير الإستفهام : هتطلع ازاي؟!
بقلم :سهيلة حجازى
محمد بمزاح و سخرية : هنط من على الشجرة.
لين و قد رفعت إصبعها إليه بالنفي : لا اصبر هبص قدام الباب لو مفيش حد روح على الأوضة مباشرةً.
محمد ببسمة هادئة : أوك خلي بالك و أنت بتبصي.
لين وقد حركت رأسها بالموافقة : أوك.
اتجهت لين إلى الباب و القلق قد خيم على محياها، و فتحت باب الغرفة في هدوء تام قرأت أن جميع الأنوار مطفئة فأشارت له بيدها بالتقدم، خرج من الحجرة و فتح باب غرفته و دخل أغلقت لين باب غرفتها و ذهبت إلى باب الفراندا و أغلقته و ارتمت على سريرها بإهمال
بقلم :سهيلة حجازى
أما محمد فجلس في الغرفة يفكر في كلماتها، ترى ما هي قصتك يا لين و ماذا تخفين؟! بل ما الذي يحدث في منزلك بالكامل؟! ما هي قصة أخيكي و عمك؟!، كان هناك العديد و العديد من الأسئلة التي تخطر على باله و لكنه ابتسم عندما تذكر قلقها عليه في كلماتها، فهذا يعني أنها تحبه، نعم تحبه في صمت دون كلمات فهي ليست ممن يعبرون عن مشاعرهم برومانتيكية متكلفة إنما تكفي نظرة من عينيها لتعبر عن هذا الحب، قام و ألقى جسده المرهق على السرير و استسلم لسلطان النوم الذي ليس فوقة سلطان إلا رب العالمين.
بقلم :سهيلة حجازى
أتى يوم جديد تملئه تملئه سعادة الوصال و لقاء الأحبة و اجتماع الأهل و خطبة الحبيبين و بكاء الأهل من شدة السعادة فرحا بهذه الخطبة.
قامت لين في تمام التاسعة صباحا على صوت والدتها التي كانت تطرق الباب بعنف كأنما لين متهم داخل زنزانة انفراد في السجن، فتحت لين الباب بشعرها الأشعث و عينيها المغلقتين قليلا من أثر النوم.
بقلم :سهيلة حجازى
لين التي يظهر على ملامحها النوم : في إيه هو في حد بيقوم حد كده؟!
ساره و قد صدمت بمنظر لين : أنت لسه نايمة؟! رامي تحت بقى له ساعة.
لين بعدم اكتراث و قد حركت يديها بإهمال : يعني اعمل ايه يعني؟!
ساره و قد رفعت سببها في وجه لين بعصبية : اتفضلي خدي شاور و البسي الهدوم اللي هتقعدي بها مع رامي علشان تجهزي.
لين بتفهم و هدوء : حاضر، بس يا ريت تتكلمي براحة و بصوت واطي شوية.
بقلم :سهيلة حجازى
ساره و قد نظرت إليها نظرة أرعبتها : اخلصي يا بنت.
لين بتوتر : حاضر.
دخلت لين إلى الحمام لتأخذ حماما دافئا و خرجت وارتدت قميص أسود و بنطال أزرق من خامة الجينز.
خرجت لين من حجرتها و اتجهت إلى الصالون في الأسفل حيث يجلس رامي مع والدتها.
بقلم :سهيلة حجازى
رامي بإبتسامة هادئة : صباح الخير يا عروسة.
لين بإبتسامة : صباح النور يا أونكل.
رامي برفعة حاجب : أونكل ايه يا لهوي علينا.
سارة التي قد خيم على وجهها القلق : أنتوا هتتعرفوا على بعض اخلصوا مفيش وقت
رامي بهدوء : هي مدام سارة مستعجلة على إيه يا لين؟!
لين برفعة حاجب و تذمر : و الله ما عارفة اسألها عندك أهي.
رامي بإبتسامة : احنا هنتستنا شيري.
بقلم : سهيلة حجازى
لين و قد ارتسم على وجهها علامة استفهام كبيرة : مين شيري دي كمان؟!
رامي بتوضيح : دي اللي هتعملك الميكب و التسريحة
لين وقد حركت يديها تستفهم عن الأمر : اومال حضرتك هتعمل إيه؟!
رامي بهدوء و ابتسامة : أنا هوجهها.
لين : طيب ليه؟!
بقلم :سهيلة حجازى
رامي بتوضيح : في حد كلمني و طلب مني إني اجيب بنت هي اللي تشتغل.
لين و قد رفعت يديها تشير إلى ساره : أمي هو محمد فين؟!
رامي و قد وقف : أهدى يا لين براحة.
لين و قد أشارت له محذرة : اركن أنت على جنب و أنا هشوف شغلي و متتدخلش.
سارة باستفهام : هتعملي إيه يا مجنونة؟!
لين : أنا مجنونة طيب أنا هوريكي المجنونة دي بتعمل إيه لما الجنان بتاعها بيطلع.
خرجت لين و قد تملكها الغضب و اتجهت إلى حيث يجلس محمد.
بقلم :سهيلة حجازى
لين : صباح الخير.
عبدالرحمن : صباح النور يا قلب باابا.
لين : محمد بعد إذنك عايزاك في كلمتين على جنب.
محمد : ما تتكلمي قدام أونكل عبدالرحمن.
لين : براحتك.
نظر محمد إلى وجهها الذي لا ينبيء بخير و قال : حاضر هاجي معاكي.
لين : بعد إذنك يا بابا.
عبدالرحمن : براحة يا لين.
لين : حاضر إن شاء الله، قالت هذه الكلمات بسخرية و أخذت محمد و اتجهت إلى نافورة الماء.
بقلم :سهيلة حجازى
لين : ممكن أفهم ايه اللي حضرتك عملته مع أونكل رامي؟!
محمد : تفهمي ايه؟!
لين : ازاي تفرض عليه تجيب واحده تشتغل مكانه؟!
محمد : عايزاني يعني افرح إن رجل غريب يلمس جسم مراتي و شعرها.
لين بحده : أولا أنا مش مراتك، ثانيا أنا مكنتش ناوية أعمل ميكب يا أخي.
محمد : مينفعش أصلا يقعد معاكي.
لين : محمد ما تنرفزنيش.
بقلم :سهيلة حجازى
محمد بحده : هفرح أنا لما اشوف رحل قاعد يمسك شعرك و يسرح فيه و لا بيحط إيده على جسمك بحجة إنه بيظبط الدريس و الميكب.
لين بفرحه و لكن قامت باخفائها : أنت إيه يا أخي؟!
محمد : لين من الاخر أنا لو شفت حد بيبص لك هقتله ما بالك بقى بواحد هيعقد معاكي و يلمس شعرك و وشك، أنت شكلك عايزاني أقتل ناس كتير علشان تصدقي إني بحبك؟!
لين : شكلك هتتعبني يا محمد.
محمد : هتعبك شوية صغيرين، أنت تعبتيني و لسه هتتعبيني معاكي.
بقلم :سهيلة حجازى
لين : بس على الاقل كنت كلمتني و عرفتني.
محمد: هو أنا شوفتك علشان أكلمك و أعرفك.
لين : شاطر بس تعملي فيها سوبر مان و تتسلق الشجر.
محمد: مش عاجبك؟!
لين : ايوه مش عاجبني.
محمد : طيب هعملها كتير بس لما نرجع الأردن.
لين : أنت مجنون.
محمد : ما أنت اللي جننتيني، هو أنت خليتي فيا عقل يا لين.
ركضت لين إلى داخل الفيلا و هي تردد : وربنا مجنون.
رامي : معه حق أنا لو مكانه هعمل كده.
لين : حتى أنت يا أونكل.
بقلم :سهيلة حجازى
رامي : أيوه يا لين اللي بيلاقي ماسه بيحفظها و يبعدها عن عيون الكل.
لين : معاك حق، المهم أنا عايزه اطلب منك طلب؟!
رامي : أنت تؤمري، اتفضلي.
لين : الأمر لله، بص أنا مش عايزه ميكب أوفر أنا عايزه حاجه هاديه جدا.
رامي : بس كده أنت تؤمري.
مرت ساعة و أتت شيري وبعدها بعشر دقائق دخلت صافي و ميار و قمر.
لين : كنتوا فين؟!
صافي : ما لم دخل بينا اتلهي بحالك.
بقلم :سهيلة حجازى
قمر : إيه اتلهي بحالك أفضل.
ميار : و أنا كمان زيهم خليكي في نفسك.
لين بحزن : بقى كده طيب أوك.
اتجهت لين إلى الغرفة مع شيري و رامي و بدءت شيري بتهيئة بشرة لين مضت ثلاثة ساعات كانت تضع فيها الأقنعة و المرطبات على وجه لين حتى ملت لين من كل هذا.
لين : هو مش كده كفاية؟!
شيري : خلاص هرطب بشرتك و احط الميكب و هيبقى فاضل الشعر بس.
لين : يوووووه أنا زهقت.
بقلم :سهيلة حجازى
رامي : معلشي يا لين قربنا نخلص استحملي شوية.
لين : ماشي.
رامي : شيري متحطيش طبقات كتير، طبقة واحدة بس و حاولي تخليه طبيعي علشان هي ما شاء الله مش محتاجة حاجة.
شيري : حاضر يا مستر رامي
رامي : اوك سر شيري.
بدءت شيري في وضع لمساتها الأخيرة من الميكب الخفيف الذي اختارته لين و بعد أن أنهت.
شيري : هوب، بسم الله ما شاء الله ايه الجمال ده.
رامي : معلشي يا لين هتقومي تلبسي الدريس علشان نخلص شعرك و تطلعي علشان الساعة بقيت خمسة و نص.
بقلم : سهيلة حجازى
لين : أوك بس ممكن تنادي على ماما و ميار.
رامي : حاضر.
خرج رامي من الغرفة و أخبر سارة بأن لين تريدها هي و ميار و بعد قليل دخلت سارة و ميار.
ميار : ما شاء الله اللهم بارك، ايه يا بنت الحلاوة دي؟!
خجلت لين و لم تجب.
سارة : ما شاء الله ربنا يحفظك من العين.
ميار : ملبستيش ليه؟!
بقلم :سهيلة حجازى
شيري : كانت خايفة الدريس يتبهدل مش عارفه هتلبسه ازاي دلوقتي؟!
ميار بغمزه : هتلبسة من تحت لفوق.
شيري : تمام بس خلوا بالكم من وشها.
سارة : أنا هلبسها متخافيش.
و بالفعل دخلت لين إلى غرفة الملابس و بذلت ثيابها و ارتدت الفستان و لم تستطع إغلاق سحابته و نادت على سارة التي دخلت و قامت بضبطه عليها.
خرجت لين و كانت لم تضع الوشاح بعد.
بقلم :سهيلة حجازى
رامي : ذوق مين؟!
سارة : ذوق لين.
رامي : هوب، ده أنت ذوقك عالي أوي.
لين : مرسيه.
جلست لين و بدءت شيري تصفف شعرها و قامت بتمشيطه على هيئة فرمة بسيطة كما طلبت لين.
شيري كده خلصنا ممكن تديني الوشاح أظبطه.
لين : تمام اتفضلي.
بقلم :سهيلة حجازى
ضبطت شيري الوشاح للين و بعد أن أنهت كل شيء.
رامي : و الله و لا سندريلا، ما شاء الله ربنا يحفظك.
لين : أمين جميعا بإذن الله.
كانت ميار و صافي ترتديان فستانين زهريين عاريي الأكتاف لهما وشاحين من الشيفون و صففا شعرها على هيئة كعكعة، خرجت لين من الحجرة و عندما خرجت إلى السلم قابلت صافي و ميار و قمر التي كانت ترتدي فستاناً أبيض كانوا كأميرات جئن من ممالك قديمة.
بقلم :سهيلة حجازى
نزلت لين و اتجهت إلى الصالون، و عندما رأها محمد ذهل من فرط جمالها هل تلك هي التي ترافقه في مهامته دائما؟! هل تلك هي التي تتصرف كالرجال وتستطيع ضرب مائة رجل؟! اللعنة ما كل هذه الأنوثة؟! كان محمد مذهولا، أما لين كان الخجل قد سيطر عليها نظرت إلى محمد بهدوء و رأته يرتدي بدلة سوداء و ذهلت فقد كان يشبهها كثيرا.
بقلم :سهيلة حجازى
اتجه عبدالرحمن و أمسك يد لين و عندما وصل إلى محمد، أمسك يد محمد و وضع يد لين في يده و قال : أنا سلمتك وردة بيتي و رياحنته و ملكة قلبي لو فكرت فيوم تزعلها صدقني أنا اللي هقف لك.
بقلم :سهيلة حجازى
محمد : يعلم ربنا إنها في القلب و تاج على راسي
ابتعد عبدالرحمن و تركهما قبل أن يأتي المدعوون
محمد : مكنتيش قادرة تلبسي حاجة محترمة شويه؟!
لين : يا ابني ارحمني الضغط.
محمد : الواحد عايز يحبسك في مكان يا شيخة، ده أنا كل واحد هيبصلك هبقي عايز افجره.
لين : و ربنا مجنون.
محمد: من يوم ما شوفتك و حياتك.
لين : لا حلفت بالغالي.
محمد : و ربنا أنا اتجننت بسببك.
بقلم :سهيلة حجازى
لين : طيب ممكن بقى تعقل شوية علشان الناس، و فجأة دخل عبدالعزيز و عندما رأى لين أصلق لصفيره العنان و مد يده ليسلم عليها و بالأحرى ليلمس يدها فأمسك محمد يده بعنف و قال : لين ما بتسلمش.
اقترب عبدالعزيز من محمد و خمس في أذنه : معك حق هايدي مو أنوثة عادية هايدي مكوك أنثوي طاير.
محمد و هو يجز على أسنانه : احترم حالك بدل ما أقل منك قدام الجميع.
عبدالعزيز : لأ و على شو.
بقلم : سهيلة حجازى
محمد : كويس أنك فهمت.
أمسكت لسن يد محمد و خرجوا إلى الحديقة، كان هناك الكثير و الكثير من الناس و الصحافة، و فجأة ظهرت ميار و صافي و قمر و هن يحملن علبة كبيرة من علب الهدايا و عليها بلالين كثيرة، كانت قمر تسير في مقدمتهم و ميار و صافي يحملن العلبة، عندما رأتهم لين فرحت كثيرا، اقتربت ميار من لين و احتضنتها و قالت : لين بتمنى إلك حياة سعيدة من كل قلبي
بقلم :سهيلة حجازى .
احتضنتها لين بقوة، أما ميار فقد احتضنتها و بكت احتضنتها لين و قالت : عقبالك أنت و عمر، تقدمت صافي من لين و احتضنتها و قالت : مبروك يا عروس و عقبال ما تنوري بيتك.
فجأة أتت سارة التي كانت تبكي، عندما رأتها لين بكت هي أيضا بكاءاً شديدا.
بقلم :سهيلة حجازى
ساره ببكاء : بس أهدى متعيطيش يا قلبي.
لين : حاضر يا ماما.
فجأة ظهرت ليل و عامر الذي ما إن رأي لين لم يستطع أن يرفع عينيه عنها.
ليل : مبروك يا لين.
لين : الله يبارك فيكي و عقبالك أنت و دكتور عامر.
عامر : أمين يا سيادة الرائد.
لين : هوووش الصحافة يا دكتور.
عامر : معلشي نسيت..............
و و يتبع
🖋️بقلم :سهيلة حجازى 🖋️