هديه من مجهول
رواية هديه من مجهول كاملة جميع الفصول
رواية هديه من مجهول
أنا شهد بشتغل سكرتيرة ف عيادة دكتور تجميل مشهور جدا ..... كنت بشوف كل يوم أشكال وألوان من البشر... كانوا بيختلفوا ف الشكل والنوع بس كلهم بيتشابهوا ف حاجة واحدة بس وهي الفلوس .... كل اللي كان بيجي العيادة معاه فلوس كتير أوي . .... ما طبيعي لازم يكون غني هو ف حد عاقل يدفع بالآلاف عشان يصغر مناخيره أو ينفخ شفايفه .... دي ناس عدت مراحل راحة البال والفراغ .....
أكيد الفلوس اللي بيغيروا بيها خلقة ربنا دي زيادة عن احتياجهم .. يعني أكيد عايشين ف أحسن البيوت وبيركبوا أحسن العربيات وبياكلوا أشهى وألذ الأكلات . .... واكيد طبعا أولادهم ف أرقى المدارس ... صح ولا أنا غلطانة .... ماهو مفيش حد هيوصل للفراغ ده غير لما يكون باله مرتاح وأولاده شبعانين ومدفيين جنبه. ..... مش زينا بنجري ورا لقمة العيش الحاف وياريت بنلحقها ف النهاية .....
كنت بقضي طول اليوم ف العيادة وبعدها أروح بيتي وافتكر الواقع المرير اللي عايشة فيه .... أم وأب تعبانين و6 أخوات بياكلوا ف بعض من كتر الضيق اللي عايشين فيه .. كلهم أصغر مني وعشان كدا اتكتب عليّ الشقا والتعب من بدري أوي ... من بعد ما خلصت الدبلوم على طول ... كان لازم أشتغل غصب عني وإلا هنموت من الجوع ......
كنت فاكرة إن حياتي خلاص اتحددت وقصتي اتكتبت وهتكمل على الحال ده ... بس الدنيا فيها من المفاجآت ما لا يخطر على بال أي شخص ..... وف ثانية قصتي اتبدلت أو تقدروا تقولوا اتكتبت من جديد....
والحكاية بدأت ف يوم عادي بدايته شبه كل أيام حياتي اللي فاتت.... بس نهايته هي اللي كانت مختلفة
كنت قاعدة ف العيادة وفجأة دخل واحد وواحدة شكلهم حلو أوي. .. الطبيعي إن كل الناس اللي بتيجي شكلها حلو ونضيف بس المرة دي كانت مختلفة .... بجد شكلهم كان حلو وراقي فوق الوصف ... ومن كتر انبهاري بيهم فضلت باصة عليهم طول الوقت لدرجة إن الشاب أخد باله من نظراتي .... بصلي جامد بنظرة غريبة وبعدها وقف قدامي وقال بجدية:
..... لو سمحت احنا دورنا امتى
اتكسفت أوي من نفسي ... باين جدا من كلامه إنه لاحظ نظراتي ومراقبتي ليهم
قلت له بكسوف :
..... فاضل دورين يا فندم
قعد مكانه بهدوء .... حاولت أبعد نظراتي عنهم على قد ما أقدر .. خُفت يشتكوا للدكتور ويقطعوا عيشي. ...وفعلا بعدت عيني عنهم وشغلت نفسي بالشغل .... بس ثواني وركزت معاهم تاني ..... غصب عني كان لازم أركز بعد اللي شُفته ....
الشاب طلع من جيبه علبة قطيفة وقربها من البنت وقالها :
..... كل سنة وأنتِ طيبة يا روحي ...
البنت حطت إيديها على بؤها وصوتت أول لما فتحت العلبة وقالت له :
.... ياااااه يا تامر ... جبتلي العقد اللي كان نفسي فيه ... ربنا يخليك ليّ يا حبيبي
قالها وهو بيبصلي بقرف :
...... يا روحي أنتِ تؤمري وأنا أنفذ .. النهاردة عيد ميلادك ولازم احققلك و لو جزء بسيط من أحلامك
قالت له بدلع :
.... جزء بس ... ده أنت مفيش حاجة اتمنتها إلا وحققتهالي .... جبتني عند الدكتور عشان اظبط شكلي وكمان جبتلي العقد اللي كان نفسي فيه ... حقيقي أنا محظوظة بيك
كل ده وأنا متبعاهم ف ذهول .... العقد شكله يخطف العقل والعين .... لدرجة إنه خطف كل تركيزي وانتباهي. .. ياترا يساوي كام ..شكله غالي أوي. .... بيتهيألي إني ممكن احل بيه كل مشاكلي .... مش مشاكلي بس ... مشاكل المنطقة كلها .... ياااه... لو بس يبقى معايا ....
فُقت على صوت الدكتور وهو واقف جنبي وبيقولي :
..... ف إيه يا شهد بقالي ساعة برن الجرس
اتخضيت وقُمت من مكاني بسرعة وأنا بقوله:
..... أسفة يا دكتور جاية ورا حضرتك حالا
ف الوقت ده الشاب قام من مكانه وقال للدكتور :
..... بصراحة يا دكتور أنا مستغرب جدا إن واحد ف مكانة حضرتك يشغل عنده الأشكال الغريبة دي
اتصدمت جدا من كلامه ... هو ليه بيتكلم عليّ بالشكل ده ....مش قادرة أنطق ولا أدافع عن نفسي .... الدكتور بصله ب استغراب وقاله :
..... ليه يا فندم خير.... هي عملت حاجة
قاله بعصبية :
..... من ساعة ما دخلنا العيادة وهي عينيها عليّ أنا ومراتي ..... بجد أنا عمري ما شُفت كدا
الدكتور بصلي بغضب وقالي :
....... تعالي ورايا يا شهد
دخلت وراه وأنا باصة ف الأرض. ... قعد ف كرسيه وقالي :
..... أنا مش هرفدك لأن ده أول غلط ليكِ هكتفي بخصم أسبوع من مرتبك عشان تتعلمي
قلت وأنا بعيط :
.... والله يا دكتور ماعملتش حاجة .. صدقني
قالي بحدة :
..... الموضوع انتهى يا انسة. .. يلا على مكتبك
طلعت من عنده جري على الحمام ....مش عايزة حد يشوف دموعي وضعفي.. ياربي هو أنا حِمل خصم أسبوع ... ده يادوب المرتب بيكفيني بالعافية .... أعمل إيه بس
مسحت دموعي وروحت على مكتبي وأنا شايلة هم الدنيا كله فوق دماغي...بس أعمل إيه ...لازم أكمل اليوم ..أنا مش حِمل خصم تاني ....
فضلت شاردة طول طريق رجوعي للبيت .... أنا فعلا غلطت ... ماكنش لازم ابص عليهم بالشكل ده ... الدكتور من البداية مفهمني أساسيات الشغل عنده وأولهم ماركزش مع حد من المرضى. ..... أنا فعلا استاهل ... بس ياريته كان عاقبني بأي حاجة غير الخصم
وصلت البيت وأنا ف نفس حالة الشرود والتوهان. ... بس بمجرد ما دخلت من باب الشقة ...فُقت... فُقت على الواقع المُر والمسؤوليات اللي فوق دماغي ... اخواتي كانوا بيتخانقوا ويضربوا بعض كعادة كل يوم وامي واقفة وسطهم بتنازع بصوتها الضعيف من غير فايدة. ...
فضيت الخناق اللي بينهم وقربت من امي اللي كان واضح جدا عليها التعب وقلت لها :
.... مالك يا ماما ... شكلك تعبان أوي
قالت لي بضعف :
....خايفة أوي على أبوك ِيا شهد .... بقاله أسبوع بيتألم من وجع ضهره
قلت لها بحزن:
..... بتديله الدوا ف ميعاده ولا لأ
قالت لي :
..... أيوة بديله طبعا ... بس مش جايب نتيجة
اتنهدت وقلت لها :
.... حاضر يا أمي أول لما اقبض هوديه لدكتور تاني .... .
قالت لي بشفقة :
.... ربنا يسعد قلبك يا شهد ويريح بالك يارب
ابتسمت لها غصب عني ... مقدرش أقولها إني بكدب عليها لأني ببساطة مش معايا تمن الكشف...... كان لازم أطيب خاطرها واطمنها .... ما أنا خلاص اتعودت على كدا اطبطب على اللي حواليا واعاني لوحدي من الوجع ..
....هعمل إيه بس ياربي... ماحدش حاسس بالنار اللي جوايا .... ازاي هوديه عند دكتور بعد الخصم ده.... اتصرف ازاي بس
وفجأة باب الشقة خبط ... وعلى طول أحمد أخويا الصغير جري عشان يفتح ... وف ثواني كان واقف قدامي بيقولي :
.....ف واحد عايزك يا ابلة شهد
استغربت جدا ...ياترا مين اللي عاوزني ف الوقت ده... روحت بسرعة أشوف مين ... كان شاب من اللي بيوصلوا الطلبات ... بس أنا ماطلبتش حاجة .... قلت له بعدم فهم :
... أيوة خير...
.... حضرتك الأستاذة شهد سيد عبدالعال
قلت له بقلق:
.... أيوة أنا. .. ف حاجة
... معايا طرد مبعوت لحضرتك ... لو سمحت استلميه وامضي هنا بالاستلام
طرد إيه ده وياترا مين اللي باعته وليه .... مضيت بسرعة واستلمت علبة هدايا متوسطة الحجم ..... فتحتها بلهفة أشوف فيها إيه. ... لاقيت جواها علبة قطيفة وجواب
إيه ده أنا عارفة العلبة القطيفة دي ....ده أنا عمري ما هنسى شكلها طول حياتي ...فتحتها بسرعة ويارتني مافتحتها .... ده العقد. ... أيوة هو العقد اللي بسببه اتخصم من مرتبي إيه اللي جابه هنا ومين اللي باعته ....
مسكت الجواب وفتحته بسرعة لدرجة إني قطعت الظرف وأنا بفتحه من توتري .... لاقيت فلوس وورقة .. مسكت الورقة وقرأت اللي مكتوب فيها ... ومن هنا بدأت مرحلة جديدة من حياتي........والجواب كان .
......يتبع......
ياجماعه والله حرام كده فيه التفاعل لو فيه تفاعل هنزل القصه على طول 20ملصق اعملو متابعه علشان اكمل القصه رمضان السويسي
الفصل الثاني
هديه من مجهول
مسكت الجواب وفتحته بسرعة لدرجة إني قطعت الظرف وأنا بفتحه من توتري .... لاقيت فلوس وورقة .. مسكت الورقة وقرأت اللي مكتوب فيها ... ومن هنا بدأت مرحلة جديدة من حياتي........والجواب كان مكتوب فيه ....
.... أي حاجة هتتمنيها هتبقى عندك ف الحال زي العقد كدا ... أنا عارف إنه عجبك جدا عشان كدا جبتهولك لغاية عندك ...مش بس كدا أنا كمان جبتلك الفلوس اللي اتخصمت.. 7 أيام يعني تقريبا 600 ج .... احجزي لوالدك عند الدكتور وماتشيليش هم أبدا. ...بس ليا طلب عندك ياريت تخبي العقد كام يوم كدا لغاية لما نشوف إيه اللي هيحصل ... ممكن الراجل ومراته يتهموكِ بسرقته. ... وأخيرا أوعي تقلقي أبدا وأنا معاكِ ....أنتِ عليكِ تتمني وأنا هنفذ ف الحال ....
دقات قلبي زادت مع كل حرف بقرأه .... معقول أكون بحلم وهصحى دلوقتي .... بس لأ. ..ده مش حلم. .. دي حقيقة مرعبة ... مسكت العقد ف إيديا عشان أتأكد من وجوده.. قريت الجواب مرة واتنين وتلاتة.. كل حاجة بتأكد إني صاحية ومش بحلم. .. طيب مين اللي عمل كدا وليه.. ده اللي مش عرفاه ... وازاي عرف تعب أبويا. ... أنا خلاص هتجنن. ...
أخدت الحاجة ودخلت الأودة وقفلت الباب عليّ وأول حاجة عملتها اتصلت ب لمياء صاحبتي اللي ف ثواني كانت عندي ......
لمياء استغربت جدا بعد ما سمعت الحكاية كلها بالتفصيل .... قالت لي بدهشة :
.... يعني ف حد سرق العقد وبعتهولك ...
قلت لها بخوف :
..... طيب وعرف منين تعب بابا ...
قالت لي وهي بتضحك :
..... لا دي حكاية تخوف ...
قلت لها بعصبية :
... هو ده وقت هزار يا لمياء ... أنا هموت من الرعب
قالت لي بجدية :
.... مش قصدي والله يا شهد ... أنتِ عارفاني بموت ف الألغاز والحكايات العجيبة
قلت لها بحزن :
.... طيب هعمل إيه أنا دلوقتي
قالت لي :
.... بصي هاتي الحاجة خليها عندي أضمن لغاية لما نشوف الدنيا هتمشي معاكِ ازاي وبالمرة اخلي خالي يعرف لنا العقد ده حقيقي ولا مزيف
عجبتني فكرة لمياء جدا وخصوصا لأن خالها شغال طول حياته ف محل مجوهرات ... حطيت العلبة كلها ف كيسة سودة واديتهالها وهي ماشية ....
مقدرتش انام ثانية واحدة ...طول الليل وأنا بفكر ف اللي حصلي ده ... ده أنا لو كان ظهر لي الفانوس السحري ماكنش حلمي اتحقق بالشكل ده .....
تاني يوم روحت الشغل وحاولت أكون عادية جدا ..... فضلت أدور حواليا على أي حاجة غريبة ... بس كل حاجة كانت طبيعية خالص زي كل يوم بالظبط .... احنا 3 بنات ف العيادة .... كلنا تقريبا ف نفس المستوى ... والبنتين اللي معايا غلابة أوي وف حالهم ...
اليوم عدى طبيعي جدا ... بس قبل ما امشي بساعة حصل اللي كنت متوقعاه. . لاقيت ظابط داخل عليّ ومعاه الشاب صاحب العقد اللي أول لما شافني قال بغيظ :
.... هي دي يا حضرت الظابط اللي سرقت العقد ... ياريت تقبض عليها
بصيت لهم بخوف وقلت:
.... عقد إيه. . أنا ما سرقتش حاجة
الدكتور طلع من مكتبه أول لما سمع صوتنا .. بص للظابط وقاله بهدوء :
...... خير يا حضرت الظابط ...أنا دكتور جمال السويدي
الظابط قاله :
.... أهلا بحضرتك يا دكتور ... آسف جدا على ازعاجك بس الآنسة متهمة بسرقة عقد من الأستاذ تامر
الدكتور قاله بعصبية :
.... إيه الكلام الفاضي ده ... أنا مابشغلش حرامية عندي ... حضرتك ده مكان محترم
الشاب قال بتحدي :
... أنا متأكد إن هي اللي اخدته ... عمري ما هقدر انسى نظراتها ... دي كانت هتاكله بعينيها ....
الظابط وجه كلامه للدكتور وقاله :
.... ياريت تشرفني أنت والأنسة ف المركز
خرج الظابط ومعاه تامر اللي نظراته كلها شر وحقد. .. وأول لما خرجوا الدكتور قالي :
... شهد ... أنا واثق فيكِ ... ياريت متخذلنيش
قلت له برعب :
.... صدقني يا دكتور أنا ماسرقتش و ماعرفش ليه الراجل ده حاططني ف دماغه بالشكل ده ....
......طب يلا بينا على القسم حالا .... أنا هعرفهم ازاي يتهموا حد من عندي بجريمة بشعة كدا
وفعلا روحت القسم مع دكتور جمال والمحامي بتاعه .... وهناك الظابط بدأ يستجوبني .... قالي:
.... أنتِ شُفتِ العقد اللي أستاذ تامر بيتهمك بسرقته يا شهد
قلت له بسرعة :
.... لا يا فندم ماشُفتش حاجة ...
تامر قال بعصبية :
.... يا بنت الكدابة ... ده أنتِ عينك كانت هتطلع منه
الظابط قاله :
..... اهدى لو سمحت يا أستاذ تامر وإلا هضطر اطلعك برا
وبعدين كمل وقالي:
.... طيب عملتي إيه امبارح بعد الشغل
قلت له :
.... روّحت
...... لوحدك ولا كان معاكِ حد
..... روحت مع زمايلي البنات .... هبة ونورا
.... اكتب يابني ... يتم استدعاء كل من.. هبة أحمد ابراهيم ... ونورا السيد علي
وبعد كام ساعة من التحقيقات .... وبعد ما بعتوا عربية شرطة عند بيتي للتفتيش ... الظابط قال :
.... تقدري تمشي يا انسة شهد ... شكرا يا دكتور
تامر قال بعصبية :
.... يعني إيه تمشي .... أنا متأكد إن هي اللي اخدته
الظابط قاله :
.... عندك شهود.... دليل ...
قاله :
..... لأ. .. بس أنا متأكد
الظابط قال:
.... روح دوّر على العقد تاني يا أستاذ تامر ...
وهنا الدكتور اتدخل ...بص لتامر بغضب وقاله :
..... أنا مش هسكت على اللي حصل ده وهعرف اندمك كويس ... أنا عارف أنت تبع مين وهدفكم إيه بالظبط .... ولعلمك عمركم ماهتقدروا تشوّهوا سمعتي المهنية أبدا
تامر قاله بغيظ:
.... سمعة مين ومهنية إيه. .. بقولك اتسرقت ف عيادتك .... انتوا شكلكم كدا عصابة وبتشتغلوا لحساب بعض
وبعد مشادات طويلة بين الدكتور وتامر ... مشينا ... الدكتور قالي واحنا ف الطريق :
..... أنا أسف يا شهد على الموقف البايخ اللي حطيتك فيه ...أكيد أنا المقصود بالحكاية دي عايزين يدمروا سمعتي ... بس أنا هعوّضك وهلغي الخصم اللي عملتهولك ... وكمان هصرف لك مكافأة كتعويض
كنت حاسة إني طايرة من الفرحة ..... يعني امبارح خصم وذل و النهاردة عقد ومكافأة ..لا ده أنا كدا طاقة القدر اتفتحلي وأنا مش حاسة ...معقول أخيرا الدنيا هتضحك لي ...
الدكتور وصلني لغاية البيت ومش بس كدا ده طلع معايا كمان عشان يطمن امي وأبويا اللي قلقوا بسبب الظابط اللي فتش الشقة كلها ... وبعد ما مشي على طول لمياء صاحبتي جات لي.. هي أصلا ساكنة ف العمارة اللي جنبنا ... دخلنا الاودة وقفلنا الباب علينا ... وبعدها لمياء قالت بصوت واطي :
... العقد طلع ألماظ يا شهد... ألماظ
قلت لها بفرحة وخوف ف نفس الوقت :
.... متأكدة يا لميا ... أحسن يكون خالك كبر وخرف
قالت لي :
... خرف مين يا ماما ... ده سوسة وبيفهم أحسن من 100 جواهرجي
قلت لها بحيرة :
.... طب أعمل إيه يا لميا أنا خايفة أوي
حكيت لها كل اللي حصل معايا النهاردة ... قالت لي بضحك:
..... يا بنت الايه يا شهد ... شكلك هتعدي وهتمسكي الملايين
.... اتنيلي .... أنا مرعوبة مش عارفة مين الي عمل كدا ياترا بني آدم ولا ......
.... حتى لو مش بني آدم ... ده يبقى عفريت عسول خالص ... ياريتني كنت مكانك يا شيخة
قلت لها بخوف :
.... عسول إيه بس ...قوليلي أعمل إيه أنا دلوقتي
قامت من مكانها فجأة وقالت لي بحماس :
.... صح نسيت أقولك. .. النهاردة وصلني طرد ب اسمك ... وبصراحة فتحته ... جواه علبة قطيفة وخط تليفون
قلت لها بلهفة :
.... وساكتة كل ده يا قلبك. .. هو فين ؟؟؟
... اهو ف الكيسة دي.... اعمل إيه ما أنا انشغلت معاكِ باللي حصلك النهاردة
أخدت العلبة بسرعة وفتحتها ... لاقيت جواها نفس العلبة القطيفة وخط تليفون ... فتحت العلبة القطيفة بسرعة لاقيت جواها ورقة مكتوب فيها ....
...... عجبني تصرفك أوي النهاردة ... أيوة كدا اجمدي. .. أنا بعتلك خط جديد عشان أعرف أتواصل معاكِ ... مين عالم ممكن تليفونك يكون متراقب .... شغلي الخط ده واستني مني رسالة ... وصح أنا بعتْ الطرد عند صاحبتك عشان عارف إن الشرطة كان ممكن تيجيلك ف أي وقت .....
بصيت للمياء وأنا مرعوبة وقلت لها :
... هو ف عفاريت بتبعت طرود. ...
لمياء قالت لي بلهفة :
..... شغلي الخط بسرعة خلينا نعرف أصل الحكاية. ....
شغلت الخط واستنيت أنه يبعت ... بس مفيش حاجة وصلتلي.... فضلنا قاعدين أكتر من ساعة وبرضه مفيش حاجة اتبعتت... لمياء قالت بزهق :
.... أنا همشي بقا ومتقلقيش حاجتك ف الحفظ والصون ... بكرة هعدي عليكِ بعد ما ترجعي من الشغل ... أنا متاكدة أنه هيبعت لك ف أي وقت...
كنت مستغربة جدا لهفة لمياء ... الوضع مخيف جدا وهي واخدة الموضوع ببساطة غريبة ... بس بصراحة هي لمياء كدا طول عمرها .... بتعشق المواضيع المجهولة وتموت ف حل الألغاز. ... بس ده مش لغز عادي ... ده أي غلطة ولو بسيطة هتودينا ورا الشمس.....
فُقت على صوت رسالة من الخط الجديد ... مكتوب فيها :
..... أخيرا مشيت ... رغاية أوي لمياء دي بس لذيذة
حسيت برعشة ف جسمي كله .... ازاي عرف أنها مشيت ... وازاي أصلا عرف أنها كانت عندي .. رميت التليفون بعيد عني وفضلت قاعدة مكاني وأنا مرعوبة .... و فجأة سمعت صوت رسالة تانية ... كنت مترددة جدا .... أشوفها ولا لأ. .. الخوف مسيطر عليّ ... مسكت الفون وقربته مني وأنا برتعش ..... فتحت الرسالة والصدمة كانت لما قريت اللي مكتوب فيها :
...... أنتِ خايفة كدا ليه .... أنا قريب جدا منك ..اطمني ... اوعي تخافي أبدا وأنا جنبك ... بس ممكن تفردي شعرك عشان بحبه مفرود ... بلاش تلميه بالشكل ده ...
رميت التليفون بسرعة .... أنا فعلا شعري ملموم. .. طب ده مين وعرف إزاي. .. كنت حاسة إن ف حد معايا ف الأودة .... حاسة بنفّس قريب مني جدا .... عايزة انزل من السرير ومش عارفة .... وفجأة النور قطع ...صوّت بسرعة وجريت عشان افتح الباب ... بس فجأة لاقيت إيد مسكت أيدي وحد بيقولي ...................................
وبكره نكمل
ضع لايك وتعليق ليصلك باقي القصة
الفصل الثالث
هديه من مجهول
وفجأة النور قطع ..صوّت بسرعة وجريت عشان أفتح الباب ... بس فجأة لاقيت إيد مسكت أيدي وحد بيقولي:
...... مالك يا شهد بتصوتي ليه
كان صوت ماما ... قلت لها برعب :
..... ماما ... أنتِ دخلتي هنا امتى ...
قالت لي:
.... لسا داخلة حالا على صويتك. .. من امتى و أنتِ بتخافي من الضلمة
قلت لها بتوتر:
..... مين قالك إني خايفة ... أنا بس اتخضيت
وف ثواني النور جي.... ماما طلعت برا الأودة وهي بتقول :
.... مش عارفة امتى هيبطلوا يقطعوا النور علينا كدا ...
ماما عندها حق أنا ليه اتخضيت بالشكل ده ... أنا فعلا متعودة على قطع النور .. والأيام دي بالذات النور بيقطع يوميا .... بس برضه هي ماتعرفش كل حاجة... ماتعرفش إن في حد متابعنا والله أعلم هو إنسي ولا جني ..
تاني يوم روحت الشغل وأنا مرهقة على الآخر .. كان واضح جدا عليّ الأرق والتعب ..هبة زميلتي قربت مني وقالت:
...مالك يا شهد أنتِ تعبانة ولا إيه
قلت لها بعدم تركيز :
... دماغي هتنفجر يا هبة .. الصداع هيموتني
قالت لي :
..... طيب أنا هطلب لك قهوة عشان تفوقي كدا وتركزي ده اليوم لسا ف أوله
وف خلال ثواني القهوة كانت عندي .. أصل احنا عندنا بوفيه ف نفس البرج اللي فيه العيادة ... بعد ما شربت القهوة حسيت بشوية تركيز ... اتصلت ب لميا عشان احكيلها اللي حصل امبارح ...مش قادرة استنى لغاية لما اروّح بليل .... حكيت لها كل اللي حصل بالتفصيل ... قالت لي بضحك :
.... ابن اللاعيبة استنى لغاية لما مشيت عشان يبعتلك ... ده عفريت ناصح أوي
قلت لها بخوف :
.... شكله كدا عفريت بجد يا بت يا لميا.. أنا خايفة يكون الجن العاشق ده اللي بيقولوا عليه
قالت لي :
..... وتخافي ليه ... هما البني أدمين يعني اللي عدلين أوي. .. بالعكس ده أنا شايفة إنك محظوظة وجدا كمان
قلت لها بعدم فهم :
.... قصدك إيه
قالت لي :
..... قصدي إنك لازم تستغلي الموضوع ده على قد ما تقدري ... مش هو قالك ف الجواب أنتِ بس اتمني.... خلاص اتمني يا ستي وخليه يحقق ...... عيشيلك يومين واستمتعي بالحياة بقا
قلت لها بصوت واطي :
..... بس ده بيجيب لي حاجات مسروقة
قالت لي بتحدي :
..... لا أنتِ اللي اتمنيتي العقد عشان كدا جابهولك .... جربي كدا تتمني حاجة تانية ونشوف هيحصل إيه. ...وهنروح بعيد ليه خليه يعالج أبوكِ التعبان ده
قلت لها:
..... تصدقي صح أنا هخليه يحجز لي عند الدكتور
ضحكت وقالت :
.... هتفضلي طول عمرك فقرية .... يا بنتي مش أبوكِ أصلا محتاج عملية كبيرة ... خليه يدفعلك فلوسها وتعمليهاله وتخلصي بقا من الأدوية والمسكنات ووجع القلب ده كله
فعلا لميا عندها حق ... مش أنا وافقت أدخل اللعبة دي من البداية يبقى لازم استفاد منها على أكمل وجه....ومفيش أهم من عملية بابا دلوقتي ... والعملية غالية جدا عليّ ... استحالة أقدر اجمع تكاليفها ولو بعد 100 سنة ..والعقد كمان استحالة ابيعه دلوقتي .... الشرطة مش هتعدي الموضوع بالبساطة دي ...
روّحت الليلة دي وأنا مقررة إني هرد على الرسايل بالكلام ده ..... مش هو قالي اتمني وأنا أنفذ ..... أنا بقا هتمنى وأشوف. ....
وأول لما وصلت دخلت الأودة وقفلت الباب عليّ.... مسكت الفون واستنيت الرسالة اللي بتيجي لي من رقم خاص ....ياترا ليه بتتبعت من رقم خاص ... ليه خايف يعرفني رقمه هما العفاريت بيخافوا ... إيه اللي أنا بقوله ده كمان... هما العفاريت أصلا معاهم تليفونات وف ثواني وصلت الرسالة المتوقعة .... رسالة مكتوب فيها :
.... وحشتيني
مش عارفة ليه فرحت ... أنا عارفة إنه هبل مني بس ده كان احساسي وقتها ... أول مرة أصلا حد يهتم بيّ ويشيل همي ... أنا دايما اللي بشيل الهموم والمصايب كلها
كتبت له :
..... شكرا
رد وكتب لي :
...... حلوة شكرا برضه مش وحشة ..قوليلي بقا يا ستي عايزة تعملي عملية باباكِ امتى
اتصدمت للحظات... بس بيني وبين نفسي قلت عادي يا بت ماتخافيش ده عفريت ... يعني يقدر يعرف كل حاجة .... كتبت له :
.... ف أسرع وقت وبجد هكون ممتنة ليك جدا
كتب لي :
...... بس ف حاجة مهمة لازم تعرفيها .. أنا مش عفريت يا شهد
اترعبت أوي من كلمته .... هو لو مش عفريت هيكون إيه. .. شيطان ... كتبت له :
.... اومال أنت إيه. .. وازاي بتقدر تعرف بسهولة كل اللي بفكر فيه
كتب وقال :
.... الكلام ده ما ينفعش يتقال ف رسالة .. إيه رأيك نتقابل بكرة ونتكلم
كتبت له بخوف:
.... هو أنت بتظهر زينا كدا عادي وليك صوت وجسم وكدا
رد وكتب :
.... ياستي أنا مش عفريت وغلاوتك عندي ما عفريت .... وعشان تتأكدي أكتر هستناكِ بكرة ف الكافيه اللي جنب الشغل .... أول لما تخلصي شغلك روحي عليه واقعدي ف أي ترابيزة وأنا هجيلك ع طول
على الرغم من الخوف اللي جوايا كنت مشتاقة أوي للمشوار ده ... مش عارفة ليه عايزة أشوفه. .. أول مرة ف حياتي اتشد لحد كدا ... والغريب إني مشدودة لسراب ... أنا لغاية دلوقتي معرفش ده بني آدم طبيعي ولا جني .... لازم اقابله عشان افهم كل حاجة بنفسي ... وأحسن حاجة إني هقابله ف مكان عام ووسط الناس .... عشان كدا أنا مش خايفة
تاني يوم لبست أحلى طقم عندي.... طقم الطوارئ اللي بخليه لأي مناسبة أو خروجة مهمة.... حطيت ماكيب بسيط على غير عادتي .... ولبست الجزمة اللي بكعب ... وكل ده وأنا مش عارفة أنا بعمل كدا ليه ....
وبعد الشغل روحت على الكافيه زي ما اتفقنا بالظبط .... اخترت أكتر ترابيزة مداريّة ... قعدت فيها واستنيته .... مانكرش إني كنت هموت من التوتر ... بس برضه أنا فرحانة ...فرحانة إني هشوف أول شخصية اهتمت بيّ ف الدنيا .......
وبعد ثواني من الإنتظار حصلت حاجة خنقتني. .. لاقيت الولد بتاع البوفيه داخل من باب الكافيه كنت هتجنن من التفكير.. اعمل إيه دلوقتي امشي ولا أكمل قعدتي عادي .... هو أصلا ماله بيّ ... بس برضه أخاف منه أحسن يتكلم عليّ مع حد ف العيادة .... ولسوء حظي شافني .... ابتسم وهو بيشاور لي من بعيد مش بس كدا .... ده كمان جي عليّ ... وقف قدام الترابيزة بتاعتي وقال :
.... ازيك يا شهد
استغربت جرأته جدا ... من امتى وهو بيرفع الألقاب بينا كدا ... ابتسمت وقلت له بجدية:
.... تمام
ماكتفاش بكدا. .. ده شد كرسي وقعد قدامي وهو بيقول :
.... شكلك حلو أوي النهاردة .
اتعصبت أوي من بروده وسماجته اللي ملهاش حد دي... قلت له بعصبية :
.... أنت ازاي تكلمني كدا
ضحك وغمز لي وهو بيقول:
.... صح نسيت أعرفك بنفسي ...أنا الأستاذ عفريت اللي مجننك بقاله يومين ....
حسيت إن الدم هرب من عروقي .... معقول عامل البوفيه هو عفريت ... عفريت إيه بس إيه الهبل اللي بقوله ده ... طب ليه وازاي .... حاولت أجمع الحروف على قد ما أقدر .. بس للأسف تاهت مني ... كأني ف ثواني اتحولت لواحدة خرساء ... اتكلم هو وقال :
.... أنا عارف إن الصدمة كبيرة عليكِ بس قبل أي حاجة لازم تعرفي إنك غالية أوي عندي وعمري ما هأذيكِ... شهد أنتِ بالنسبة لي حلم ......
كلامه وصل لقلبي واستقر فيه كمان .... أنا ازاي مشدودة له كدا.... طب ما هو على طول قدامي وعمري ما حسيت بحاجة من ناحيته .... إشمعنى دلوقتي يعني ... وأخيرا حسيت بالحروف طالعة مني ... قلت له بصوت مهموس :
..... أنت ليه عملت كدا ... وازاي .
أبتسم بطريقة خطفتني ... لأول مرة أخد بالي إن ابتسامته حلوة كدا ..... مش عارفة إيه اللي بيحصلي ده.... رد عليّ وقال :
........ كسرة عينيكِ هي اللي خلتني أعمل كدا .... دموعك وضعفك هما اللي حركوني
قلت له بحزن :
.... تروح تسرق حد مالوش ذنب
اتعصب وقال :
..... يستاهل .... هو أصلا كان قاصد يضايقك ويقهرك. . أنا كنت واقف عند الباب وشايف كل حاجة .... وبعدين متقلقيش اللي زي الراجل ده معاهم فلوس ياما وعمرها ماهتخلص.... بس للأسف فلوسهم عمتهم وخلتهم يدوسوا على اللي زينا بدون أي ذرة ندم
قلت له بحيرة:
.... طب أنت زاي عارف عني كل حاجة .. بتقرأ أفكاري مثلا ولا مخاوي حضرتك
ضحك نفس الضحكة اللي مجنناني وقال:
...... لا الموضوع أبسط من كدا بكتير ... مهكر تليفونك وبس كدا يا ستي
قلت له بصدمة :
..... معقول ...
قالي :
.... أيوة طبعا معقول ... لا بقولك إيه أنا ف التكنولوجيا مفيش مني اتنين ... عن طريق تليفونك كنت بقدر افتح الكاميرا واشوفك واسمعك كمان .... واعرف كل الحوارات الي بتدور عندك .... تعالي اوريكِ لميا صاحبتك بتعمل إيه دلوقتي
قلت له بصدمة :
..... أنت مهكر تليفون لميا كمان
قالي :
.... صدقيني عملت كدا من خوفي عليكِ .. كنت عايز اطمن إن أقرب صاحبة ليكِ تستاهلك ... أنا بخاف عليكِ لأبعد حد ده أنا كل يوم بعد الشغل بمشي وراكِ عشان بس اطمن إنك وصلتي بسلام....
كنت حاسة جنبه إني ملكة وملكت الدنيا كلها كنت حاسة بصدقه وحبه جدا ... الحب واللهفة اللي ف عينيه دول أنا عرفاهم كويس ... دايما بحسهم بس من أبويا. .... معقول ممكن حد يحبني نفس حب أبويا .....
عرفت عنه كل حاجة بالتفصيل .... ظروفه نسخة من ظروفي ..... مسئول عن والدته وأخواته البنات ....منهم واحدة عندها مشاكل صحية جامدة .... ومصاريفها لوحدها جبل فوق راسه ...... بس أكتر حاجة صدمتني رده على سؤالي لما قلت له:
.... ليه مقولتليش من بدري على مشاعرك ؟
رد عليّ وقالي من غير أي مقدمات :
...... لأني نصاب ... كنتي هتوافقي ترتبطي بواحد نصاب
قلت له بصدمة :
... يعني أنت حرامي
بص حواليه وقالي بصوت واطي :
... وطي صوتك هتفضحينا .... لأ أنا مش حرامي ... أنا بسرق الناس اللي بتسرق حق غيرها ... بسرق معدومي الضمير اللي اكلين حقوق الغلابة ... ده حقنا وأنا باخده منهم
.... بس ده مش مبرر للسرقة. .. وبعدين أنت ليه واثق فيّ أوي كدا
قالي بحزن :
.... عشان أنتِ شبهي ..وعشان حاجة تانية كمان
قلت له بسرعة :
... إيه هي
قالي بجدية وبصوت شبه مسموع:
..... أنتِ معاكِ ف بيتك كنز وللأسف ماتعرفيش عنه حاجة. .. كنز كفيل ينقلك أنتِ واهلك في مكان تاني خالص ... أبعد مما تتخيلي.
واستووب على كده
وبكره نكمل
الحلقه الأخير
هدية من مجهول
قالي بجدية وبصوت شبه مسموع:
.....إنتِ معاك ف بيتك كنز وللأسف ماتعرفيش عنه حاجة. .. كنز كفيل ينقلك إنتِ واهلك في مكان تاني خالص ... أبعد مما تتخيلي. ...
قُمت من مكاني وأنا بقوله بحزن:
.... أنت شكلك جاي تهزر وأنا ماعنديش وقت للهبل ده
مسك أيدي وقالي :
..... اقعدي بس يا شهد .. والله كلامي جد الجد. ... اقعدي وأنا هفهمك
... اتفضل قول أنا سمعاك
.... فاكرة الجهاز اللي دكتور جمال شايله عندك من فترة
.... أيوة طبعا ... ده جهاز حديث جدا والدكتور مش فاهم فيه ... عشان كدا خلاه عندي لغاية لما يعرضه على خبير أجنبي
ابتسم وقالي :
.... الله ينور عليكِ ... طب مجاش ف بالك هو ليه شايله عندك إنتِ بالذات ...ليه مش شايله ف العيادة مثلا
.... عادي يعني ... هو على طول بيشيل عندي الحاجات المهمة دي ... أصل هو خايف حد يسمع عن الجهاز ده ... عايز هو بس اللي ينفرد بيه. ...
ضحك وقالي :
...... هو فعلا مش عايز حد يسمع عنه ... بس مش من مجال الطب ... هو تحديدا خايف من الشرطة ......
قلت له بدهشة :
..... شرطة. .. أنت بتقول إيه
.... الدكتور بتاعك بيتاجر ف الآثار وواخد مهنة الطب ساتر لأفعاله
قلت له بعدم تصديق :
... أنت بتقول إيه .. لا طبعا مستحيل
.... الدنيا علمتني إن مفيش حاجة اسمها مستحيل
.... وأنت بقا عرفت منين أنه بيتاجر ف الآثار
ضحك وقال:
... يا بنتي أنا هكّر قد الدنيا ...
طلع تليفونه ووراني محادثات كتير لدكتور جمال ... وفعلا كلامه كله مظبوط... الدكتور المحترم طلع تاجر آثار كبير.... والمصيبة الكبيرة أنه كان بيشيل عندي أنا البلاوي دي .... بيخبي قطع الآثار ف الأجهزة اللي بيشيلها عندي... كل ده وأنا زي الأطرش ف الزفة ......
قلت لخالد وأنا مصدومة :
... يعني الجهاز اللي عندي ده فيه آثار
خالد قالي :
..... ومش أي قطعة ... دي تساوي ملايين والحلو ف الموضوع أنه مش عارف يتصرف فيها اليومين دول ... لأن العين عليه ومتراقب وطبعا هو مطمن أنها عندك
قلت له بحزن :
... عشان كدا جي معايا البيت ساعتها ... كان جاي يطمن على حاجته بعد تفتيش الشرطة للبيت. ... بس ازاي الشرطة ماكشفتش الموضوع
..... قطعة الآثار محطوطة جوا الجهاز بطريقة احترافية جدا
اتنهدت بحزن وقلت له :
.... وطبعا أنت عملت كل ده معايا عشان الجهاز اللي عندي ... صح
مسك أيدي وقالي :
.... لأ طبعا ... كان سهل جدا عليّ أخد الجهاز كله من غير ما إنتِ تحسي اصلا.... بس أنا عايزِك معايا ... أنا بحبك يا شهد واخترتك شريكة لحياتي ... ف الخير والشر هتكملي الطريق معايا ولا هترجعي لبر الأمان ......
دماغي كانت هتنفجر من الحيرة. .. ياترا أكمل مع خالد طريقه ولا أهرب من البداية أحسن ..... سيبت لعقلي فترة من الراحة واستمتعت بالمشاعر الجديدة اللي بحس بيها لأول مرة ف حياتي ... خالد طلب أنه يوصلني للبيت وبصراحة وافقت ... لأني أنا كمان كنت عايزة كدا ....
واحنا بنتمشى قالي:
..... إيه أكتر حاجة نفسك فيها دلوقتي
شاورت له على محل كباب وكفتة وقلت له :
...... نفسي أكل من المحل ده ...
وفعلا نفذ لي طلبي ف الحال ده غير أنه جاب لأهلي كمان من كل الأصناف. ... وأول لما وصلنا تحت البيت ... اداني كيسة سودة وقالي:
..... خدي الفلوس دي يا شهد واعملي لوالدك العملية ف أسرع وقت
قلت له بخوف :
.....دي فلوس مين
..... دي فلوس لسا جايالي من نصابية جديدة شُفتِ بقا أنا واضح معاكِ ازاي
.... لا أنا مش هاخدها
...... لو إنتِ مش محتاجاها أبوكِ محتاجها وصدقيني أنا مابسرقش غير اللي يستاهل السرقة .... يلا بقا خديها ومتبقيش عندية
أخدت منه الكيسة وأنا ف حالة تردد رهيبة .. بس هو فعلا عنده حق ... إيه المشكلة لما نسرق طالما مش بنأذي حد .. يعني لا بناخد فلوس يتامى ولا بنسرق موظف حكومي عايش على قد مرتبه... احنا هنسرق الحرامية ومعدومي الضمير ....وبكدا يبقى بنحقق العدالة الإجتماعية. ...
دخلت البيت وطبعا كالعادة أخواتي كانوا بيتخانقوا بس المرة دي ماحتجتش أفُض الخناق اللي بينهم .... ريحة الكفتة هي اللي قضت عليهم وعلى خناقهم ... أحمد أخويا قرب مني وهو بيشم بمناخيره زي القطط وقالي :
..... إيه الريحة دي يا ابلة. .. دي كفتة صح
قلت له بفرحة :
... ايوة يا روحي ...كفتة وكباب وطرب كمان ....
الولد عقله طار من الفرحة شد مني الأكياس وفتحها زي المحروم .... وف ثواني الكل اتجمع حوالين الأكل وبدأوا يخطفوا من بعض زي المحاريم .... بصيت عليهم بشفقة وحزن كبير .... ياااااه للدرجة دي احنا مش عايشين للدرجة دي أخواتي جعانين ...... انتبهت من سرحاني على صوت امي :
....... جبتي فلوس الأكل ده كله منين يا حبيبتي
رسمت بسمة مصطنعة وقلت لها :
..... دكتور جمال جاله فلوس كتير وعزمنا كلنا
قالت لي بحيرة :
.... بس ده أكل كتير أوي وبفلوس ياما
قلت لها وأنا شاردة :
.... مش أكتر من فلوسه
دخلت الأودة وقفلت الباب زي كل ليلة ... بس الليلة النهاردة مختلفة ... خلاص مبقاش في عفاريت ولا رسايل من رقم خاص ... بس الحيرة لسا ملزماني .... ياترا أوافق على عرض خالد ولا أكمل ف الفقر والجوع اللي أنا فيه... افتكرت شكل أخواتي وهما بياكلوا برا.... شكلهم يقطع القلب .... لو وافقت على عرض خالد أكيد مش هشوف المنظر ده تاني .....
فتحت الدولاب بتاعي وطلعت الجهاز وبصيت له بحزن ..... بقا أنت يا دكتور يطلع منك كل ده..... مع أنك مش محتاج ...ولا زي ما المثل بيقول البحر يحب الزيادة .......
اتصلت بخالد وبلغته بموافقتي. .. طبعا فرح جدا وقالي :
....مش عايزك تقلقي خالص الموضوع بسيط جدا.. كل اللي هنعمله أننا هنبدل قطعة الآثار الحقيقية بواحدة تانية مزيفة ...
قلت له بخوف :
.... طب هنعمل كدا امتى
قالي :
... لازم نرتب أمورنا الأول. .. اعملي عملية باباكِ وخلصي كل التزاماتك عشان احنا هنسافر بالقطعة دي برا مصر
قلت له بدهشة :
.... إيه هنسافر... هنسيب مصر طب وأهلي .
قالي بحب:
.... هناخدهم معانا ونبدأ من أول وجديد ... هنتجوز ونبدأ مشروع نعيش منه بالحلال
معقول أخيرا هعيش الحياة ... هبقى غنية و هتجوز واحد بيحبني وكمان عيلتي هتعيش معايا ... هي الحياة أحلوِّت أوي كدا ليه ولا هي حلوة من زمان وأنا اللي مش عارفة
طلعت من الأودة وأنا ف قمة سعادتي .. اجتمعت مع بابا وماما وقلت لهم ع موضوع السفر ... قلت لهم إني جات لي فرصة شغل برا مصر ومش هتكرر تاني ... وكمان هاخدهم معايا .... وكل ده من غير ماندفع مليم. ..الشك كان واضح جدا على ملامحهم بس ف نفس الوقت مش قادرين يتكلموا ... الحياة صعبة جدا والمسؤوليات تقطم الضهر. ..
وعشان أقطع حالة السكوت اللي كانوا فيها قلت ل بابا :
.... وف مفاجأة تانية كمان يا بابا ... أخيرا هتعمل العملية وتقف على رجلك من تاني يا حبيبي
بابا قالي بعصبية :
..... وكل ده منين يا شهد ... أنا مش مرتاح
قلت له بخوف :
..... أنت مش واثق فيّ يا بابا
قالي بحزن :
.... لا يا حبيبتي واثق فيكِ طبعا أنا بس خايف يكون ف حد بيضحك عليكِ
قلت له بحماس :
.... لا يا بابا متقلقش ... كل الحكاية إن في رجل أعمال غني جدا وهيفتح مركز تجميل كبير أوي برا مصر وعايزني معاه كمساعدة
ماما قالت لي بحيرة :
.... واشمعنى عايزك إنتِ بالذات
ماعرفتش أرد اقولها إيه وفجأة لاقيت نفسي بقولها :
..... بصراحة معجب بيّ جدا وعايز يتجوزني وقبل ما نسافر هيجي يتقدم ونكتب الكتاب كمان
بابا قال:
..... البيت مفتوح وأنا ف انتظاره من بكرة
كان لازم أقوله كدا كنت هعمل إيه يعني ... ياترا خالد هيوافق ولا هيتهرب. ... لما نشوف نيته. ....
تاني يوم بعد الشغل قابلت خالد .... وحكيت له كل اللي حصل .... سكت شوية وبعدها قال :
...... طب ليه قولتيله إني غني
قلت له بعصبية :
..... اومال كنت هعمل ايه يعني... مفيش حد بيجيله فجأة عرض سفر بالمواصفات دي .. أنا مش أحمد زويل
ضحك وقالي:
..... إنتِ بالنسبة لي أحسن من أحمد زويل ومجدي يعقوب ونجيب محفوظ كمان
ضحكت وسكتْ خالص ... كمل كلامه وقال:
.... خلاص ماتشيليش هم .... أنا هقابله واظبطها معاه
وف خلال يومين كان عندنا هو وأهله ... اهله أصلا فاكرين إن خالد عنده شركة صغيرة ... وإن الدنيا بدأت تتحسن معاه وهيطور شغله برا مصر .... وده فعلا الكلام اللي اتقال ل بابا ....... بابا رحب بخالد جدا وكان فرحان بيه أوي لدرجة أننا قرينا الفاتحة ف نفس القعدة .......
وبعدها ب أسبوع بابا عمل العملية .... وشوية بشوية بدأ يتحسن ويقف على حيله ..... أنا وخالد قربنا من بعض جدا .... حبيت الحياة عشان هو فيها .... كل حاجة بقا ليها طعم جديد ومختلف ...
وف يوم خالد قالي :
.... خلاص هانت يا شهد ... أوراقنا قربت تخلص وبعدها هنبدّل الحاجة وناخدها ونسافر
قلت له بخوف :
.... طب هنسفرها ازاي يا خالد
..... متقلقيش يا حبيبتي أنا ليّ طرقي
.... طيب
.... ف حاجة كمان عايز اخد رأيك فيها
قلت له بحب :
... خير يا حبيبي
قالي وهو مبتسم :
.... ماما يا ستي مصممة تطلع عمرة قبل ما نسافر .... إيه رأيك عمو وطنط يطلعوا معاها بالمرة
..... بس احنا مش معانا فلوس للعمرة
قالي بحزن :
.... هو أنا كلمتك ف فلوس .... أنا معايا يا ستي متقلقيش
قلت له بحزن :
.... هنطلعهم عمرة بفلوس حرام
اتعصب وقالي :
.... هما مالهم بالموضوع ... هما مش عارفين حاجة ... و100 مرة قلت لك دي مش فلوس حرام ... ده حقنا
سكتْ خالص واقتنعت بكلامه .. دي مش فلوس حرام ده حقنا ..... وبالفعل ماما وبابا طلعوا العمرة مع والدة خالد .... وأنا وخالد كنا بنجهز باقي الأمور عشان السفر ... ظبطنا كل حاجة وبدّلنا قطعة الآثار ..... واتفقنا إني قبل السفر بيوم هرجّع الجهاز للدكتور واقوله إني مسافرة لأهلي ف الصعيد .......
وقبل السفر ب اسبوع حكيت ل لميا صاحبتي كل حاجة .... قالت لي بحزن :
..... هتمشي وتسيبيني يا شهد
قلت لها بحب :
.... عمري ما اسيبك أبدا يا لميا ... هتواصل معاكِ من هناك ع طول
قالت لي بحسرة :
..... ربنا يسعدك يا شهد ... أنتِ تستاهلي كل خير
صعبت عليّ أوي. .. وفجأة جي ف بالي فكرة عجيبة ... قررت إني اسيبلها العقد ... تبدأ بيه حياتها وترتاح شوية ... كدا كدا العقد ده مَهري ... . خالد هو اللي قالي كدا ... أول لما قلت لها صوتت وقالت :
..... أنتِ بتتكلمي بجد يا شهد
.... هو الحاجات دي فيها هزار يا بنتي
قامت تتنطط زي الأطفال وقالت :
.... يااااه أخيرا هجيب لحمو خطيبي التوكتوك اللي نفسه فيه
قلت لها وأنا بضحك :
..... توكتوك وحمو .... فقرية طول عمرك
وعدت الأيام زي ما احنا مخططين بالظبط .. اهلنا هيجوا بكرة الصبح من العمرة وكلنا هنسافر بعد بكرة الضهر .....
صحيت تاني يوم وأنا كلي نشاط .... ماما وبابا وحشوني أوي. .. ياااه أول مرة يبعدوا عني بالشكل ده ..
تليفوني رن. .. ده أكيد خالد ... هو قالي أنه هيكلمني أول لما يصحى عشان ننزل نجيبهم من المطار. .. رديت عليه :
..... الو يا حبيبي.... ثواني وهجهز
مفيش صوت ....
.....الو يا خالد ... أنت فين ... الو
وصلني صوت عياط .... مين اللي بيعيط كدا
.... خالد يا حبيبي ... أنت كويس ...
وصلي صوته بيقول :
...... الأتوبيس اللي كان طالع بيهم على المطار ف السعودية اتقلب
إيه اللي أنا بسمعه ده .... قلت له :
.... هزارك بايخ على فكرة ...
وآخر جملة سمعتها منه كانت :
.... البقاء لله يا شهد ... كلهم اتوفوا
بعدها ماحستش بأي حاجة تاني حواليا ... مش عارفة أنا فين ومين الناس اللي حواليا دول... إيه السواد ده .... انتوا لابسين اسود ليه ... امي وأبويا مامتوش ... دول ف بيت ربنا ...............
بعد مرور شهر .... بدأت افوق على الواقع المُر اللي بقيت فيه .... امي وأبويا ماتوا بسببي ... أنا اللي طلعتهم بفلوس حرام ... ياريتهم يرجعوا تاني . .. ياريت حياتي القديمة ترجع من تاني ... أبويا بتعبه .... امي بقلقها عليه .... ياريت البلاء كان الفقر بس ياريت .....
ماعرفش حاجة عن خالد ومش عايزة اعرف ...سيبت شغلي القديم واشتغلت ف مكان تاني بعيد عن أي شُبهة .... عاهدت نفسي إني اربي أخواتي على الحلال مهما كانت الضغوط .... اتحجبت وبدأت التزم ف الصلاة يمكن ربنا يغفر لي ويسامحني
بعد مرور سنة ....سمعت صوت خبط ع الباب .... فتحت بس مالقتش حد وقبل مااقفل لمحت علبة عند رجليا ... وطيت وجبتها ... كانت علبة قطيفة .... نفس العلبة إياها ... كان جواها خاتم فضة وورقة ... والورقة كان مكتوب فيها :
...... تعالي نبدأ من جديد بس المرة دي ف الحلال .... أنا بلغت عن الدكتور بتاعك واتمسك بقطعة الآثار. ... واتصدقت بكل الفلوس اللي كانت معايا .... أنا دلوقتي بشتغل عامل بوفيه بجد .... والحمد لله الدنيا ماشية .أنا فعلا تُبت. ...و التائب من الذنب كمن لا ذنب له ....
قطعت الورقة وأنا منهارة من العياط ... مش قادرة اسمع منه أي كلمة .... عمري ما هقدر أشوفه تاني ولا حتى اسمع صوته ...
بس الغريب إن خالد مايأسش ... فضل يحاول معايا بكل طاقته ... كان كل مرة يبعتلي رسالة ف نفس العلبة القطيفة ...وبعد أيام واسابيع وشهور كتير .. قلبي رق من تاني ..... حسيت بتوبته الصادقة اللي طالعة من القلب.....عشان كدا قررت اديله وادي لنفسي فرصة تانية.... ده ربنا سبحانه وتعالی قِبل التوبة ...
وفعلا بدأت مع خالد حياة جديدة بس المرة دي فعلا ف الحلال ......
الحرام عمره قصير مهما طالت مُدته.. أوله متعة ولذة مُحرمة .. بس نهايته دمار إلي ما لا نهاية ... عشان كدا ياللي بتستحل الحرام لازم تتوب قبل فوات الأوان ... واوعى تنسى إن التائب من الذنب كمن لا ذنب له .... مهما كانت ذنوبك ملهاش عد ... التوبة هتمحيها كأنها مكنتش موجودة
رايكم ايه فى القصه يارب تكون خفيفه وعجبتكم
اتمني لكم قراءة ممتعة📝📚
واتمنى تشجعونا 🌸علشان استمر في انشر
ضع لايك و20ملصق
للتواصل 👇👇👇😘
يُمكنك الانضمام لقناتنا على التليجرام