أخر الاخبار

رواية رغبة امراه الفصل الرابع والخامس والسادس

 للناس اللي بتحب كذا جزء مره واحد انا هنزل تلات اجزاء ويلا بقي انطلقوا #رغبةإمرأه_عاشت_في_حرمان



الجزء الرابع 

إن كل ما مررت به من أحداث فى هذه القصة هى بالنسبة لى عمرى و حياتى ، عشت مع كل هذه التفاصيل و أخذت من دمى و لحمى حتى صارت فى كل أرجاء كيانى و لذا فإننى لازلت أسترجعها دقة بدقة ، لا لشئ إلا لأنى أحببت فيها كل شئ حتى عذابى و آلامى ، و لو عاد بى الزمن لعشتها من جديد ، فلم أكن أدرك أن الحب فى كل أحواله نعيم ، حتى و أنا فى سرير المرض أعانى إلا أننى كنت اعاود ذكرى لحظة جميلة مع حبيبتى فأبتسم ، ثم أتذكر أننا على مشارف الفراق فأبكى ، هكذا الحب ، أحوال و أهوال ، مجاهل و وديان ، ممرات و أنفاق و لكنها فى النهاية كؤوس يتجرعها كل عاشق عرف الحب ، لا يأتى وفق مواعيد و ليست له طرقات خاصة حتى تتجنبه ، لا أعرف ما دهانى إلا أننى قد أحببت ..


كنت قبل كده قوى قدام أى موقف ، عمرى ما كنت ضعيف بالشكل اللى وصلت له ده ؟ رجعت بيتنا و انا باتسند على الجدران مش قادر اقف دخلت اوضتى بالعافية و قفلت المنبه و نمت لكن انهى نوم ده اللى هايجيلى ، حسيت بلسانى تقيل و ماعنديش اى رغبة على الكلام ، كنت يا دوب باقوم اروح الحمام بالعافية ، تانى يوم والدتى استدعت لى دكتور قال لها احتمال يكون ارهاق بس لكنه كويس مافيهوش حاجة ، و كتب شوية مقويات على مهدئات ، كنت مش عارف مالى و لا قادر اوصف حالى لأى حد حتى نفسى ..


يوم ورا يوم وصلنا ليوم الاتنين و انا لا باخرج و لا باقوم من اوضتى الا للضرورة و والدتى كانت بتجيب لى الأكل فى السرير و برضه كان أكل بدون اى نفس .. و فى يوم الاتنين العصر لقيت عم حسين اللى ماسك بوفيه المعمل جايلى البيت و فى ايده ظرف .

- ايه مالك يا استاذ ياسر سلامتك ؟ الحاجة قالت لى انك تعبان ..

- لا انا بقيت احسن يا عم حسين .

- خير يا ابنى معلهش ، كل الناس بتسأل عليك و قلقانين و المعمل مالهوش حس من غيرك ، ما قلتلناش ليه يا ابنى كنا قمنا معاك بأى واجب ؟

- انتم اهل الواجب يا عم حسين و بعدين انا لقيت الموضوع مش مستاهل .

- طيب يا حبيبى ماتتاخرش علينا بقا اكتر من كده و قوم بالسلامة عشان انت وحشتنا .

- مين اللى ماسك الشغل هناك يا عم حسين ؟

مدام صفاء ، كانت اتصلت يوم السبت بينا و الآنسة هبه قالت لها انك ما جيتش ، و بعد نص ساعة لقيناها وصلت و من يومها و هى بتيجى كل يوم زى زمان و بعدين النهارده قالت لى خد الظرف ده و روح اسأل على بيت أستاذ ياسر واديهوله يراجعه و لازم هو بنفسه اللى ياخده منك ، يعنى لو مالقيتهوش ترجعهولى هنا تانى ، و ادينى لقيتك اهه بس كان نفسى اشوفك بخير يا ابنى اتفضل يا أستاذ الظرف ، أخدت منه الظرف و سلم عليا و استأذن ، فتحت الظرف لقيت جواب مكتوب على ورقة لونها وردى ..


الجواب كان فيه ريحتها ، فضلت اشمه و ابوسه حتى قبل ما اقراه ، قلت لنفسى أياً كان الكلام اللى هى قايلاه ، أنا هاواجه نتيجة تصرفى و هاستحمل منها أى شئ و هاتفضل طول عمرى فى قلبى و روحى ، عمرى ما هانساها و لا هاقدر انسى كل اللى هى عملته علشانى ، مش مهم انى بنفسى و بايدى حرمت نفسى منها لكنى عارف ان دنيتى دايما بتعاندنى .. فتحت الجواب و بدات أقراه:

------------------------------------------------------------------------------------

عزيزى ياسر ، بعد التحية ..

اعذرنى ان كنت لا اجيد التعبير عما تمثله أنت فى حياتى ، لكن ما أثق به جيدا هو انك تمثل لى ما أعجز عن ترجمته بلسانى ، منذ أول يوم وجدت فيك اشياء لم تعترف نفسى بها يوما و لم تصدق ان تكون موجودة فى تكوين الرجال ، و ربما كانت تعاملاتى قبلك مع رجال ينتهزون كل فرصة للسطو على مشاعر امرأة مثلى فى بلاد الغربة كفيلة بجعلى انتبه لكل حركاتك و سكناتك و تصرفاتك النبيلة معى عبر ما يزيد على أربعة أشهر كنا فيها فى قرب أكبر من أى ارتباط ..

كثيرا ما كنت أتابعك فى صمت عن قرب و عن بُعد لأرى هل تبدو لى على خلاف حقيقتك ، و الحق كل الحق أنك لم تكن إلا كما تصورتك و كما كنت تبدو لى ، لم تتصنع يوما أو تدّعى صفة ليست فيك ، بل كان ما بظاهرك هو انعكاس تام لما فى باطنك ، وجدت فيك صفات شعرت انها تكمل طعم الحياة وتجعلني فى وجودك أشعر بأمان تام ..


وهناك اشياء بداخل الانسان لايستطيع ان يعبر عنها فليس كل ما بداخلنا نستطيع البوح به ،ولكنني حين كنت انظر الى عينيك كنت افهم ماتنوى قوله وكنت اتمنى منك ايضا ان تفهم ماتريد اخباره بك عيناى ، نعم أعلم اننا بشر .. ولكنني كنت مدركة ان هناك شيئاً ما بيننا يجعلنا مرتبطين برباط روحي قوي اقوى من ارتباط القلوب والهمسات ، كل مره كنت تود فيها الاعتراف كنت أدركها جيدا ، و كم كنت أخشى تلك اللحظة !

كنت ارى لهفة الشوق في عينك... ارى همسات الحب تنطق بها شفتيك حثيثا دون حروف ،


كنت ارى اشياء كتيره لايمكن ان يراها الرجل ولا يهتم بكل تفصيلاتها ، ولكنى كنت ادعو بينى و بين نفسى ألا تنطق بها ، فإننى كنت أخشى عليك مما تشعر به وأخاف عليك من لحظة اعترافك لى بما فى قلبك لأانى كنت مدركة تماما انها ستكون لحظة انهيار تخرجك عن صمودك و تماسكك أمامى و ما كنت لأتحملها و ما كنت إطلاقا أريدك أن ترانى فى حال ضعفى و هزتى و قد كنت معتادا على رؤيتى فى قوتى و بهائى ..


و ما دفعنى لكتابة هذه الرسالة إلا أننى قد فهمت قرارك و شعرت به منذ لحظة خروجك من بيتى واعلم انه مهما دارت بك الدنيا فلن تجد انسانه تحمل لك مشاعر جميله مثلما كنت قد حملت لك و لا زلت و لكنى أراك تختار الرحيل ، الآن تود ان تتركني وترحل ، لك ما شئت و لك ما تمنيت ، و القرار هو قرارك أنت ، و لكننى كنت اتمنى ان لا يكون هذا هو قرارك الأخير..


و انت تعرف قدر حاجتى لك ، لا اتكلم عن ما بيننا من عمل أو مسئولية إدارة ، بل أتكلم عن مسئولية قلبك الذى ضمنى و ضم بناتى بداخله و فتح لنا بابه و جعلنا فيه أقرب الأقربين ، و صرت بيننا عوضا من الدنيا عن كل ما فقدناه و لا زلنا نفقده ، و العجيب انك تقرر الرحيل بعد اعترافك و كأنى أراك مثل محب يعترف لحبيبته بعشقه لها قبل موتها ، و ماذا يفيد الاعتراف إن كان الفراق قد حان ، فماذا عساي ان افعل ؟


اما آخر كلامى لك فهو نصيحة بألا تندم على حب عشته حتى لو صارت ذكرى تؤلمك فأنا سأظل أنظر إليك على أنك الرجل الحقيقى فى زمن قلّ فيه الرجال ، و من اعطانى قلبه لايستحق منى في يوم من الايام الا ان أتذكره بالخيروأزرع في طريقه الورد ..


أعلم انه لايوجد شخص معصوم من الخطأ ولكل انسان فترة من حياته يمر فيها بمرحلة عجز ربما انا الان امر بها لذلك الزمن تغلب علي والقى بي وكان القدر اقوى مني ورايتك تفر من بين يدي وانا انظر اليك وليس لي حيلة حتى ان اطالبك بالبقاء ، فارحل كما تريد ..

و ربما قد انقطع املك بالاستمرار فى حياتك الجديدة بتركك للعمل و قد كنت سعيدا به ، و ان كنت أنت وحدك الذى قررت هذا لكننى اعتبر نفسى شريكة فى قرارك هذا و سأظل أحيا فى عقدة الذنب تجاهك ، فكم كنت اتمنى أن تبقى فى عملك حتى تصبح فى أعلى مكانة و حتى تصل إلى كل طموحاتك .. و لكنى سأدعو لك بقلبى ليل نهار أن تجد فرصة أخرى ، و أخيرا الوداع إن كان هذا اختيارك و إلى اللقاء إن كنت لا ترفض اللقاء ....... 

فضلا وليس امرا علق 20مصلق ليصلك الجزء الخامس#رغبةإمرأه_عاشت_في_حرمان

   للكبار

الجزء الخامس والسادس

الجزء الخامس 


حجم الدموع اللى نزلت من عيونى كانت اد الدموع اللى نزلت منى طول حياتى ، لكن اعمل إيه ، ماكنتش اتمنى انى استمر فى الشغل يا صفاء الا علشان اكون جنبك ، و لا كان نفسى انى اوصل للحظة اختار فيها بين البقاء و الرحيل لكن نصيبنا كده ، يا ريتنى ما اتكلمت و لا قلتهالك ، يا ريتنى فكرت فى نتيجة تصرفى الوحشة قبل الحلوة ، لكن كل اللى قلته كان غصب عنى ، غصب عنى ما قدرتش احكم لسانى و هو بينطقها ، آآآآآآآآآآآآآآآآآه ..


حسيت ان حالتى بدات تزيد سوء ، و الحزن تملكنى اوى ، لكن أثناء ما كنت بافكر فى اللى عملته لقيت والدتى داخلة عليا الاوضة و بتقول لى فيه ناس زمايلك بره عاوزين يشوفوك ، قلت لها مش عاوز اقابل حد يا امى ، قولى لهم نايم ، لكن قبل ما اكمل كلامى لمحت سارة بتقرب من الباب و بتقول هو فين يا تيته ؟


صرخت من الفرحة و قلت سارة تعالى حبيبتى ، دخلت وراها يارا ، و قعدوا جنبى على السرير واحده على يمينى و التانية على شمالى ،

- ازيكم يا حبايب قلبى عاملين ايه ؟

- احنا كويسين ، انت عامل ايه ؟

- أبدا خدت برد و انا مروح يوم ما كنت عندكم .

- شوفت ، عشان مشيت من غير ما تسلم علينا .. احنا زعلنا منك اوى على فكرة و ادى جزاءك اهه تزعلنا يجيلك برد على طول .

- قولولى بقا عرفتوا ازاى ان انا تعبان ؟

- ماما اول ما رجعت البيت النهارده قالت لنا البسوا عشان نروح نزور أبيه يا سر و احنا فى ثوانى لبسنا و جينا معاها ..

- معاها ؟ هى فين ؟

- برة فى الصاله اهه .

- برة فى الصالة ، طب قومى هاتيها يا سارة بسرعة ، كده برضه تسيبوها برة ؟

- حاضر .. يا ماما ، يا ماما ، تعالى بسرعة .


لحظة ما لقيت امى داخل الاوضة و صفاء وراها حسيت ان الروح رجعت لى تانى و جسمى زى ما يكون تحول من حالة الضعف و العجز لحالة من القوة و النشاط ، ماكانش عندى وقت اندهش من اللى بيحصل لى لأنى خلاص فهمت ان جسمى بقا تبع حالة قلبى .


امى خرجت جابت لها كرسى من الصالة و انا شاورت لامى تحط الكرسى جنبى و فعلا لقيتها جت قعدت عليه ، لما ركزت فى وشها و هى بتقول لى سلامتك يا ياسر ، حسيت فى عيونها بخجل بنت فى سن 15 و ارتباك مش طبيعى منى و منها ..

قلت لها تشربوا ايه ؟

- لا و لا اى حاجة ما تتعبيش نفسك يا ماما الحاجة .

- لا يمكن لازم تشربوا حاجة اعملى لنا شربات يا امى لو سمحتى .

ردت امى و هى فرحانه لما شافت ابتسامتى و تحسن احوالى و قالت : انتم بجد تستاهلوا الشربات ، ده شكله قبل ما تيجوا كان يبكّى و زيارتكم يا حبايبى خلته فرفش و حالته اتحسنت .. فعلا جابت امى الشربات و البنات كانوا اول مرة يجربوه بس عجبهم اوى ..


ماكانش فيه فرصة انى اتكلم معاها فى اى حاجة و امى و بناتها موجودين ، قلت اضرب عصفورين بحجر واحد و اخرج بناتها و امى من الاوضة سوا ، قلت لامى دول بقا سارة و يارا حبايب قلبى و اخواتى الصغيرين ، من كتر حبى ليهم سميت حمامتين فوق على اسمهم ، و هوب يارا عملت زى ما توقعت و قالت لى : انت بتربى حمام هنا ؟ أشوفه ، عشان خاطرى انا بحب الحمام اوى ، قلت لامى خديهم يا امى يتفرجوا على الحمام اللى فوق ، خدتهم ماما و هى مبسوطة بيهم اوى و طلعت على فوق تفرجهم الحمام و المناظر اللى حوالين البيت ، تكعيبة العنب و شجر الورد قعدوا مدة يعنى ..


اول ما خرجوا بصيت فى عيون صفاء و قلت لها : بجد ما تعرفيش زيارتك دى عندى تساوى ايه ، انا حاسس انى خلاص خفيت بجد .. ضحكت و قالت : يا سلام ، ليه شايفنى إزازة دوا ؟ قلت لها : إزازة دوا إيه ؟ ده انتى أجزاخانه بحالها .. قالت لى آه و عشان كده 3 أيام لا حس و لا خبر ، طب تليفون حتى تعرفنى انت ظروفك ايه ، لكن كده تقطع مرة واحده وتبقا تعبان و انا ما اعرفش و تخلينى أرجع اشوف المعمل و انت مش فيه تصدق انى حسيت انى عاوزة اهده او ابيعه ، كرهته بجد ..


قلت لها اه حسين قالى و هو بيدينى الظرف انك رجعتى تتابعيه تانى ، لقيتها بصت فى الأرض و وشها احمر أوى لما جبت سيرة الظرف ، قلت لها : بس عارفة كلامك ده لو ما كنتيش جيتى كنت هافضل تعبان بسببه طول العمر ، لكن بعد ما جيتى هنا كلامك هايكون سبب سعادتى مدى الحياة ، قالت لى : يعنى خلاص هاترجع الشغل تانى ؟ قلت لها : انا اى مكان يخلينى قريب منك هتلاقينى فيه حتى لو كان فى صحرا ، ابتسمت و قالت لى : تسلم لى و ما انحرمش منك أبداً ،اياك تعمل كده تانى و تبعد و تسيبنى ، مش عاوزة اى حاجة تخليك تبعد عننا ، قلت لها انتم بقيتوا كل حياتى و قلبى مابقاش معايه خلاص بقا معاكم ، ابتسمت و سكتت ..


حسيت ان خلاص مابقاش فيه حواجز بيننا، مشاعرنا واحده و قلوبنا مشتاقة ، بدأت اتصرف و اتكلم بمنتهى الحرية حسيت انها خلاص متقبلة مشاعرى و راضية عنها ، اتعدلت شوية فى السرير و مديت ايدى و اخدت ايديها الاتنين و بوستهم و بصيت فى عيونها و قلت لها بهمس : المرة دى باقولها و من غير خوف و لا قلق ، بحبك يا صفاء ، ابتسمت و حطت وشها فى الأرض لكنها ما سحبتش ايدها من ايدى ، فضلت باتكلم معاها و ايدها فى ايدى وشبكنا صوابعنا و قلت لها : وحشتينى اوى ، قالت لى : و انت كمان ، صدقنى يا ياسر كل يوم كمان بيعدى و انا مش عارفة اوصل لك كنت باعيشه عذاب ، و صدقنى لو كان عدى اسبوع واحد كنت هاجى لك هنا برضه و ادوّر عليك ، كنت هاقول لك ترجع لشغلك و مكانك و لو بتضايق من وجودى مش هاوريك وشى تانى ، قلت لها : اتضايق من وجودك ؟ ده انا بقيت أسعد انسان فى الدنيا بسبب وجودك فى حياتى ، ما تتصوريش لحظة ما حسيت انك اتضايقتى بسبب كلامى معاكى يوم الجمعة حسيت انى عاوز انتقم من نفسى ، لو كنتى فضلتى زعلانة منى ماكنتش هاقدر اسامح نفسى أبدا ..


قالت لى : انا عمرى ما ازعل منك يا ياسر ، انا جوايه رصيد كبير اوى ، قلت لها : رصيد من ايه ؟ قالت لى : من اللى عندك ده .. قلت لها : يا خبر رصيد من المرض ده بعد الشر عليكى ، ضربتنى على كتفى بدلع كده و قالت لى مرض ايه بطل بواخة بقا .. قلت لها : بتتكلمى بجد ؟ يعنى حاسة بيا يا صفاء ؟ قالت لى : من اول يوم يا ياسر ، لكن تخيل لما أبقا خايفة من لحظة و جوايه احساس بيقول لا مش هاتحصل و انى فاهمة غلط ، و فجأة ألاقى كل اللى فكرت فيه بيحصل قدام عينى ، و احس جوه نفسى قدامك بزلزال اول مرة احس بيه ، و اول انت ما قلتهالى لقيت قلبى خدها فى حضنه و روحى اتسحبت منى و راحت ، قلت لها : راحت فين ؟ قالت لى : انت مالك فايق و رايق كده ليه ؟ اوعا كده سيب ايدى مش عاوزة اكلمك و لا اسمعك تانى ، قلت لها : انا أسعد إنسان على وجه الأرض ، أخيراً حسيت حلاوة الحب ، ماكنتش عايش غير عذابه و بس ، و بسرعة و بتلقائية قالت لى : سلامتك من اى عذاب يا حبيبى ، و حطت ايدها على شفايفها و اتخضت ، قلت لها : أنا حاسس انى طاير مش على الارض انا باطير باطير ، قوليها تانى عشان خاطرى ، قالت لى : ما باقولش انا اصلا ماقلتش حاجة انت اللى بتسمع غلط .....


 الجزء السادس..

👇👇

بعد ما نزلت أمى و البنات استأذنت صفاء للانصراف و شافت التليفون الأرضى فابتسمت و قالت ايه ده ؟ طب خليه جنبك بقا يمكن حد يتصل يطمن عليك و كان رقمه مكتوب عليه كالعادة ، فبصت هى على الرقم مرة و بعدين وهى بتجيبه على الترابيزة اللى جنبى بصت كمان مرة و بصت لى و ابتسمت و مشيت هى و البنات ، قمت فورا من السرير خدت حمام و حلقت دقنى و هجمت على الأكل هجمة شرسة و والدى و والدتى كانوا فى قمة السعادة لأنى خلاص بقيت زى الحصان ..


و الساعة 11 بالليل لقيت التليفون بيرن و كان الحوار الآتى :

- ألو ....ألو .... مين معايه ؟

- حزر فزر الأول ..

- أهلا أهلا أهلا يا ألف اهلا و سهلا ، ثانية واحدة بس أقوم أقفل الباب و راجعلك .. مساء النور و الهنا و السعادة على أجمل و أرق صوت سمعته فى حياتى كلها ، انا مش مصدق نفسى ، معقول كده ، ده كتير ، كتير اوى عليا بجد ..

- استنا بس خلينى اعرف اتكلم طيب انت واخدنى كده ليه ع الحامى ؟

- معلهش أصل المفاجأتين بتوع النهارده دول كتير أوى ..

- هما اتنين و لا تلاتة ؟

- آه 3 صح ، الجواب و الزيارة و المكالمة العسل دى ..

- شوفت بقا مابتعرفش تحسب اهه ..

- أنا دلوقتى ما باعرفش اعمل اى حاجة خالص ، انا فى دنيا تانية فى عالم تانى ..

- المهم يكون عالم حلو مرتاح فيه و سعيد بيه ..

- انا سعادتى معاكى كل لحظة بتزيد ، كل يوم بعد يوم باحس انى اتولدت يوم ما عرفتك ، يوم ما عرفت الحب الحقيقى اللى خطف قلبى ، بحبك بحبك بحبك بحبـــــــــــــــــــــــــــك ..

- ايه هو ده انت بتزعق كده ليه حد يسمعك ،

- اللى يسمع يسمع بقا ، انا خلاص بعد اللى شوفته مابقيتش خايف ،

- بس انا خايفة ..

- من ايه يا قلبى ؟ خايفة و انا معاكى ؟


- انت عارف يا ياسر ظروفى كويس ، المشكلة انى مش عارفة الطريق اللى انا مشيته معاك ده هايكون سبب فى سعادتنا و لا شقانا ، هاينتهى بقربنا و لا هاتيجى لحظة فراق ما نستحملهاش ؟

- عندك حق تخافى و تفكرى فى كل ده لكن اللى انا عاوز اقولهولك و توعدينى بيه دلوقتى ان عمر ما فيه حاجة فى الدنيا تفرق بيننا ، انا هافضل معاكى كل اللى باقى من عمرى و عمرى ما هاعرف الحب بعدك ، الدنيا كلها مش هاتقدر تبعدنى عنك لكن انتى الوحيدة اللى تقدرى تعملى كده ..


- انا ؟ ده انا اموت قبل ما ييجى يوم ما الاقيكش فيه جنبى ، عمرى أبدا ما هافكر ابعد عنك حتى لو بعت الدنيا كلها عشانك ، انا يمكن كان بينى و بين اللى جوايه صد و رد قبل ما اسمعها منك و قبل ما تبعد عنى و احس انى هادور فى الدنيا مش هالاقيك جنبى ، لكن بعد ما قلتها و بعد ما عرفت شكل حياتى فى بعدك عرفت ان الدنيا كلها فى كفة و انت لوحدك فى كفة تانية و لو باختار مش هاختار الا انت.


- تفتكرى بعد كلامك ده يكون فيه اى خوف من الدنيا او على اى حاجة فيها ؟ ، يمكن يكون وضعك الاجتماعى بيمنعك و يمكن تكونى خايفة على بيتك و أسرتك لكن حبنا فى قلبى و قلبك و ده مش بايدينا ، و محدش فى الدنيا يقدر يفرض على قلوبنا تحب ايه و تكره ايه ، و اوعدك انك فى قلبى و روحى و مش ما هاتجاوز عمرى اى خطوط حمرا ترسميها فى حبنا ..


- ما هى المصيبة انى مش عارفة ارسم اى خطوط بدليل انى اول ما عرفت من حسين انك تعبان انتفضت من مكانى و ما قدرتش استحمل ، وادينى اهه اتسحبت دلوقتى علشان اكلمك و ما صدقت عرفت رقمك ، ده انا حفظته من اول مرة مع انى مش بتاعة حفظ ..


- بصى يا حبيبة قلبى ، لا انا و لا انتى اخترنا اللقا ، و لا انا و لا انتى اختارنا الحب ، الحب هو اللى اختارنا ، و الصدف جمعتنا ، راجعى كل موقف مرينا بيه سوا ، شوفى الصدف عملت فينا ايه ..


- آآآآه كل اللى بتقوله ده بافكر فيه و اتأمل الأحوال ، كنت فاكرة انى بحب جوزى لحد ما قابلتك ، اكتشفت انى ما عرفتش الحب الا معاك انت و بس ، عمرى ما تخيلت انى اشوف راجل تانى غيره فى حياتى ، لكن مع وجودك بقيت انت الراجل الوحيد فى الدنيا قصاد عينى .. شوقى و لهفتى و خوفى و قلقى عليك محاوطيننى ، كل كلمة باسمعها منك بتسعدنى و ترجعنى تانى لمشاعر عمرى و انا لسة فى الجامعة ، انت رجعتنى لصفاء ، صالحتنى مع نفسى و مع الدنيا ، كل حاجة حواليه لونها اتغير ، طعم البيت ده نفسه اتغير من يوم انت ما دخلته ، اول يوم حسيت فيه بالأمان و الهدوء يوم ما جيت نمت هنا ، يومها اول مرة اطفى الانوار و انام من غير خوف ، يوم ما اتغدينا سوا حسيت انى لازم اكل معاك فى كل مرة بعد كده ، مش عارفة ده حصل ليه و حصل ازاى ، لكن خلاص حصل و مش هاهرب منه ، حاولت كتير و ماقدرتش ..


- ما تشغليش نفسك يا حبيبتى بالاسئلة دى و لا تدورى لها على اجابات ، و لا تحاولى تهربى من مشاعرك الرقيقة دى ، خلينا هنا فى دنيتنا اللى بتفتح لينا احضانها ، انا و انتى و سارة و يارا و بس ، لازم تعيشوا الحياة و تتمتعوا بكل لحظة فيها ، و من النهارده مسئوليتى هى سعادتكم .. حسيت انها فرحت بكلامى و بحبى لبناتها و رغبتى فى اسعادهم ،


فرحت إنى كنت فاهم انهم الجزء الأهم فى حياتها و أول أولوياتها ..استمر الكلام بيننا ما بين مشاعر و قصائد و اغانى و حكايات ، سمعت منها احلى كلام الحب و و غنت لى بصوتها اجمل اغانى ، ياااااه على صوتها ، و جمال احساسها ، كنت اغنى لها و هى ترد عليا لحد ما سمعت الديك بدأ يصيح إيذانا بطلوع النهار ، بصت فى الساعة لقيتها 4 الصبح ..

قالت لى :-

- يا خبر دى الساعة 4 و النهار قرب يطلع ، خلاص بقا كفاية كده انت وراك شغل الصبح و لا إيه ؟ اوعا تقول مش ناوى تروح ،

- هاروح بس بشرط ..

- انت تؤمر يا روح قلبى ..

- تروحى انتى كمان ..

- هههههههه ، كنت عارفه انك هاتقول كده ، حاضر هاروح انا كمان يلا بقا مع السلامة بقا مع السلامة ..

- ايه حاف كده طيب ؟

- انت طماع اوى على فكرة يلا بقا انا هاقفل ..

- خلاص أمرك يا رووووووح قلبى ، مع الف سلامة يا حبيبتى

- مع السلامة يا قلبى.


و توالت المكالمات كل ليلة من الساعة 12 او 1 صباحا لحد النهار ما يقرب يطلع و تسمع الديك ، و كل مرة تفكر تقفل مع قرب النهار ، أضحك و أقول لها ( و هنا أدرك شهرزاد الصباح ، فسكتت عن الكلام خالص ، مباح او غير مباح ) .. كانت مكالمات لو فضلت احكى عنها سنين مش هاقدر اوصفها ، اكتر من اى اتنين حبايب ، قرب غير عادى و حب ما يتوصفش ، عمرنا ما زعلنا من بعض فى يوم ، و عمرنا ما كررنا كلام قلناه ، كان كل يوم فيه جديد عنى و عنها ، حبنا كبر يوم بعد يوم لحد ما بقينا شخص واحد ، نتكلم باللى بنفكر فيه فى وقت واحد ، تقول الجملة و اكملهالها و اقول جملتى و تكملهالى ، لو حد اتكلم قدامى عن الحب هاعرف انه ما عاشهوش زى ما انا و صفاء عشناه ، الحب بمعناه ، الحب اللى مش محتاج غير قلبى و قلبها ، صوتى و صوتها ، شوقى و شوقها ..


و معادنا كان كل يوم جمعة زى ما هو ما بنزودش فيه عن لمسة ايد او كلمة حب و العين فى العين ، لكن فى التليفون ، كان الوضع مختلف بكتير و الحرية كانت أكبر بكتير ..


انتهت امتحانات سارة و يارا و ظهرت النتيجة و روحت ابارك لهم ، لقيت يارا بتقول لصفاء : فين بقا الاسبوع اللى هانقضيه فى مصر زى ما وعدتينا فى اول السنة ؟


خوفت انا ان صفاء توافق على الاسبوع ده و حاولت ارجعهم عن الفكرة و قلت : اسبوع ايه اللى هاتقضوه فى مصر ده ؟ الواحد يقول يوم تروحوا و ترجعوا لكن هاتقعدوا اسبوع بحاله فين و عند مين ؟ ده حتى لو ليكم قرايب هناك محدش بيستحمل حد يا يارا ..


- ردت صفاء و هى بتبتسم و قالت لى لا هى بتقول على شقتنا اللى فى مدينة نصر ما هى بتزن كل شوية عشان نروح نقعد فيها ..

- ايه ده عندكم شقة فى مدينة نصر ؟


- سارة ردت و قالت شقة ايه ؟ دى عمارة 6 أدوار هو احنا شوية يا عم و لا ايه ؟ وافقى يا ماما بقا هنا خنقة طول السنة عاوزين نغير جو شوية و نتفسح .. و بصت لمامتها و قالت لها اوعى تخلفى وعدك معانا ، فاكراه طبعا هه ! ..

لقيت صفاء قالت لهم لا مش هاخلف ماتخافوش و الغريب انها كانت بتضحك و سعيده ..

- بصيت لصفاء و شافت الحزن فى عينى و هى حست انى عاوز اقول حاجة فقالت للبنات اتفضلوا على اوضتكم بقا عشان اكمل كلامى مع ابيه ياسر و لا عاوزيننى ارجع فى كلامى ؟

ردوا البنات فى صوت واحد و قالوا : لا لا لا ترجعى ايه داخلين اهه .


بصت لى و قالت لى مالك يا ياسر ؟ زعلت ليه كده ؟

قلت لها ايه حكاية مدينة نصر دى ؟


قالت لى : بص ، احنا اصلا كنا قاعدين فى القاهرة انا و كمال اول ما اتجوزنا و لما سافرنا كنا بنخطط اننا نرجع بعد فترة و نعيش فى القاهره ، و اشترينا 300 متر فى مدينة نصر ، و نزلنا اجازة بنينا العمارة اللى قالوا عليها دى و فيها دورين كان كمال هايعملهم شركة لتجهيز العيادات الطبية و الباقى شقق منهم واحده فرشهالنا ، و الشركة دى كانت زى مكاتب الديكور كده لكن دى فرش و اجهزة و كل حاجة ، و بعد ما كان ناوى يقعد هنا على طول المستشفى اللى كنا شغالين فيها فى النمسا فتحت فرع جديد و خدوه رئيس قسم المعامل بمرتب خيالى ماقدرش يرفض ، و انا اتمسّكت انى افضل هنا ، فطلب منى اكمّل انا مشروعه رفضت و قلت له ابقا كمله انت لما تحب ، انا هاقعد فى بلد اهلى مش هاعيش فى القاهرة لوحدى هنا غربة و هناك غربة ، فاشترالنا البيت ده و قعد معانا فيه يومين تلاتة و بعديها سافر اهه دى تالت سنة له و مش قادر يسيب شغله يوم واحد عشان الوضع اللى هو فيه ، كتير طلب منى اسافرله انا و البنات لكن انا رافضة ... قول لى بقا ايه اللى زعلك و خلاك قلبت مرة واحدة كده و وشك بقا عاوز مكوة ؟


قلت لها : يعنى مش عارفة ؟ أسبوع هاتقعديه فى مصر ، ده يعنى لو كان اسبوع بس انما ده ممكن يجر اسبوع ورا اسبوع و مش بعيد تقضوا الاجازة كلها هناك !

قالت لى : يا ريت ، ده انا اتمنى ..

قلت لها : تتمنى ! يعنى مش فارق معاكى ابقا هنا و انتى هناك و بيننا بلاد ؟


فجأة لقيتها ضحكت أوى و قالت لى : ياااااااااااه ، فهمت خلاص ، يا سارة ، يا يارا ..

أنا :- ايه بتنادى لهم ليه دلوقتى ؟

سارة و يارا دخلوا علينا خير يا ماما فيه ايه ؟

صفاء :- أبيه ياسر مش عاوز ييجى يفسحنا فى مصر بيقول عنده شغل كتير ..

- لا يا ابيه ياسر بقا عشان خاطرى ، يوووه بقا ، الشغل مش هايجراله حاجة و مش هانقعد غير الاسبوع اليتيم اللى اتفقنا عليه مع ماما .. و سارة تبوسنى فى خدى و تقولى عشان خاطرى و يارا تبوسنى فى خدى التانى و تقول خليك فاكر لو زعلتنا بيحصل لك ايه !!


اخدت نفس عميق اوى و الفرحة بانت على وشى و قلت لهم :- لا بعد اللى انتم عملتوه ده والتهديد بالزعل بقا يبقا اسبوع واحد مش هايكفى ، ده انتم يلزمكم شهر على الاقل .


الفرحة بقت مالية قلوبهم التلاتة و بعد ما دخلت سارة و يارا ، بصت لى صفاء و قالت لى :- معقول كنت فاكر انى هاقدر ابعد عنك يوم واحد ؟ انا رتبتها معاهم اننا هانروح كلنا لانى ما اعرفش افضل هناك لوحدى و هما اللى اللى اقترحوا انك تكون معانا و صمموا عليك انت و قالولى هو لما يبقا معانا هايعرف يفسحنا و يودينا اى مكان نختاره من غير قلق .. تحب نسافر امته ؟ قلت لها بكرة طبعا هاروح الشغل الصبح ارتب شوية حاجات و ارجع لك تكونى جاهزة انتى و البنات ، و على فكرة انا اللى هاسوق ..

قالت لى : طبعا انت اللى هاتسوق و انت اللى هاتتولى الأجازة كلها شوف بقا احنا سياح و انت المرشد بتاعنا مش هانعترض على اى حاجة ، ظبط لنا بقا برنامج محترم كده ..


قلت لها بس فيه مشكلة ، قالت لى ايه المشكلة ؟ قلت لها احم هانام فين ؟ ضحكت و قالت لى : ما تقلقش هاتبات فى الشركة ، من حسن حظى انها كانت مجهزة بس اعمل حسابك انك هتنام فيها بس ، لكن باقى الاوقات معانا ..


و تانى يوم انطلقنا الى قاهرة المعز ، لنبدأ مرحلة جديدة فى علاقتنا ، كنا فيها كلنا أسرة واحده بمعنى الكلمة ، عشت فيها كل مشاعر ممكن يعيشها الانسان فى حياته حتى الأبوة عشتها مع سارة و يارا و لأول مرة أعرف يعنى إيه تبقا مسئول عن أسرة كاملة من كل الجوانب .. كانت أجمل أيام حياتى و............. 

فضلا وليس امرا علق 20مصلق ليصلك الجزء السابع

       الفصل التالي

تعليقات