#كانت مجرد مكالمة
فريد عبداللي
#الجزء الخامس
طالت الايام وامتدت الاسابيع لم يكن هناك لا خبر ولا هاتف فاض قلق وفاء وكذلك سعيد .سمع الوالد بذلك فاراد السفر للبحث عن ابنه حاول الاتصال ولكن بدون جدوى فقرر السفر للنظر في الامر. لم يدري اين يجده . واتفق مع سعيد للسفر معا .اصبحت وفاء ملازمة البيت لم تستطيع النزول إلى العمل من شدة قلقها على شاهد ماسكة الهاتف راجية من الله ان يرن وتاتيها مكالمة من حبيبها، او خبرا يثلج قلبها.
طار الوالد رفقة سعيد للبلاد المجاورة، لكن سعيد كان يعلم تقريبا اين يجده حلقت الطائرة الى حيث وجهة الوالد والصديق وعند الوصول كان الليل قد حل ما كان لهما خيارا الا المبيت في فندق واخذ بعض الراحة . لم ينم الوالد تلك الليلة من شدة قلقه على ابنه اما سعيد فكان يراجع ويتصفح في عناوين شركات الاستيراد على هاتفه .حل الصباح كان الوالد عبدالله مستعدا للخروج باكرا في عملية بحث. اتصل سعيد بكل الشركات المستثمرة في البلاد وبدا يسأل عن عنوان الشركة التي يملكها صديقه وبعد بحث استغرق ليوم كامل تمكن من إيجاد شركة صديقه شاهد فرح الوالد بذالك . وحين وصولهما إلى الشركة تفجا عبدالله ، لم يصدق بان ابنه يملك هذا المبنى كان صرح كبيرا وعند الدخول استوقفهما المسؤول على الأمن أمام الباب طالبا منهما سبب الزيارة كان إجراء امنيا كحال كل الشركات. تقدم سعيد واخبره بانه صديق لمالك الشركة ومعه والده فرح الحارس بذلك فاصطحبهما للداخل اين مكتب السكرتيرة . لم تتوقع هذه الأخيرة بان والده وصديقه نزلا ضيوفا عندها رحبت بهما أقصى درجات الترحيب وبدا الحديث بينهم ولكن في الاخير لم يتمكن سعيد والوالد عبدالله من العثور على الابن لانه لم يكن موجودا في البلاد منذ عشرة أيام وكان مسافرا لبلد أوروبي. ربما ارتاح والده قليلا لسماع ذلك اما سعيد فلم يكن ينظر إلى هذه السفرية بمنظار الوالد كان يفكر في امر اخر . حتى السكرتيرة لم تكن تعلم اي البلاد قد سافر و كذلك اطارات وكبار الموظفين في الشركة ليس لديهم علم . مما زاد من قلق سعيد .اما وفاء فكانت في عملها بجسدها فقط وكانها غير موجوة وعقلها شارد طوال الوقت غير مصدقة بان حبيبها اختفى فجأة خافت عليه ، كانت تدعو الله ان يكون بخير .وان يرجع لها سالما . من لحظة الى اخرى كانت تكلم سعيد هاتفيا تسال عن أخبار شاهد حبيبها.
بعد يومان عادا الرجلان خاليا الوفاض .اما سعيد فلم يجد ما يقوله لوفاء حين زارها في المطعم. كانت دهشة بادرة على وجهه مرتبكا في كلامه حين راى الدموع تسيل على خديها. وبات الأمر على ذلك الحال .
في صباح باكر كان سعيد يتهيأ للخروج من منزله فإذا بهاتفه يرن كانت وفاء تطلب منه الحضور عندها او الالتقاء به لامر مهم . فسارع إليها تاركا كل أعماله ومصالحه وحين وصوله المطعم كان متوترا وقلقا في الوقت نفسه لسماع حبيبة صديقه و ما تريد .؟
وفاء : اخي سعيد انا لم انم طوال هذه الأيام وما نزل رمش على رمش ولم استبن طعاما فأرجوك ان تساعدني في السفر إلى البلاد الأجنبية للبحث عن شاهد
سعيد : انظري يا وفاء الامر ليس بهذه البساطة كما تظنين.
وفاء : والدموع في عينيها .... وما العمل اذا .انبقى هكذا مكتوفي الايدي
سعيد : لا . لا اقصد هذا سننتظر قليلا ونرى ماذا ستاتي به الايام .
وفاء : انا لم احتمل كل هذا العذاب فغيابه سرق النوم مني وافقد طعم كل شيء حلو ، وجعل نهاري سوادا وقلبي نبض لاجله ارجوك..و رجاءا افعل شيئا .....
تاثر سعيد للكلام الذي خرج منها لم يتخيل في عقله بانها تحبه لهذه الدرجة.ولم يجد حلا او مخرجا لذلك منتظرا هو كذلك الايام المقبلة ماذا تخبىء لهم.
بعد مرور يومان من ذلك كان الوالد عبدالله دائم الاتصال مع سعيد وبعض اصدقاء ابنه ولكن سعيد اتخد قرار السفر فاتصل بوفاء ليخبرها بذلك .
تهيأ الاثنان للطيران نحو البلاد التي يعمل فيها للاستفسار مجددا والبحث أكثر . كانت الرحلة كالمعتاد ثلاث ساعات وحين النزول توجها مباشرة الي الشركة التي يملكها وحين دخولهما عند السكرتيرة فاستقبلتهما بحفاوة . اراد سعيد ان يستفسر أكثر عن صديقه فألم بكل المعلومات الخاصة بالسفر وكان يساعده في ذلك الإطارات التي تعمل في الشركة.اطمئن بعض الشيء لانه ربما مسك خيطا يدله على وجهة صديقه و زال عنه بعض القلق ولكنه لم يخبر وفاء بذلك.خوفا ان تلزمه السفر معه.او يعطيها املا قد لا يتحقق. وعند خروجهما من الشركة . اتجه سعيد نحو المطار لمعرفة وجهة صديقه واين سافر بالضبط وحين وصوله اتجه الى ادارة المطار المختصة بالاستعلامات و قدم لهم كل المعلومات وبعد بحث وتدقيق في جدول السفريات و للأسف لم يتحصل على شيء ولم يكن اسمه مدرجا ولا موجودا على قائمة المسافرين في تلك الفترة. انتابه الخوف والفزع لسماع ذلك. وتحقق من ان صديقه شاهد لم يسافر. مما زاد من خوفه أكثر كان يتمنى في نفسه لو كان شاهد قد سافر لكان أهون من ان يكون مازال في البلاد وهو مفقود .
بعد ذلك ما كانا عليهما الا العودة للبلد والقلق يساور كلا منهما. سعيد لم يخبر وفاء بما قكر فيه خوفا على ان يصدمها .لم تعي وفاء لهذا الأمر باتت قلقة أكثر وما الذي حل بحبيبها.
اتصل سعيد بوالد صديقه في مكتبه واخبره بالسفرية التي قام بها وحكى له كل شيء . لم تتم فرحة الوالد بنهوض شركته من جديد وبداية الانتاج ونجاتها من الغرق والافلاس عكرت مشكلة اختفاء ابنه شاهد صفوة مزاجه بات مرتبكا قلقا وخائفا، ناسيا كل مشاكله .
كان سعيد في بيته ساعة الغروب متالما في راسه لم يتركه الصداع للحظة واحدة من شدة القلق والتفكير في اختفاء صديقه وكيفية الوصول اليه فتفطن لامر مهم لم يخطر على باله من قبل ربما يكون شاهد قد سافر على متن الباخرة ولم يسافر في الطائرة. الشيء الذي جعله جالسا طوال الليل يتدبر في الأمر لم ينم للحظة واحدة حتى طلوع الشمس يعد في الدقائق من اجل الرجوع إلى البلاد المجاورة والالتحاق بمكتب الاستعلامات المخصص للرحلات. خرج من منزله باكرا واستقل الطائرة ما أخبر أحدا بذلك لا والد شاهد ولا حبيبته وفاء. طار سعيد في ذلك الصباح وعند الوصول اتجه مباشرة الي مركز الاستعلامات المخصص للرحلات البحرية. متمنيا في نفسه اين يجد شيئا يثلج قلبه يفرح به الجميع وبدا يسأل ولم تمر الا لحظات حتى قامت المشرفة على ذلك بتزويده بكل معلومات الرحلة بالتاريخ و الوجهة كذلك .لم يصدق سعيد ذلك وكانه اغمي عليه من الشدة الفرح والسرور احس بالانشراح ولم يتمالك نفسه ورفع يديه الى السماء شاكرا وحامدا لله على فضله، وحين مغادرته المكتب شكر الموظفة على ذلك تاركا لها رقم هاتفه على امل ان تخبره باي مستجد. احس بدموع في عينيه فقال في نفسه كم انت محبوبا لدينا يا صديقي حتى عيوني تبكي فرحا لاجلك.
عاد سعيد أدراجه محملا بخبر سار وفرحة لم تسعه طوال الرحلة كان متلهفا للقاء الوالد عبدالله وحبيبة قلب صديقه. ليخبرهما بما سمع.
وصل للمدينة متأخرا وقت الغروب فأتجه إلى بيت الوالد ليعلمه بالامر.
كان الوالد عبدالله في بيته ساجدا يدعوا الله في أمر ولده وفجأة سمع جرس الباب فوجده سعيد والفرحة في عينيه فقال له ما خطبك يا بني والفزع بادىء على وجهه فقطعه سعيد وقال الحمد لله لقد اتيتك بخبر مفرح عن شاهد وعلمت بانه مسافرا الى بلد اوروبي عن طريق الباخرة ، من شدة الفرح سقط الوالد على ركبتيه شاكرا الله على نعمته ما استطع ان يقف على قدميه حتى ساعده سعيد في ذلك.
رجع سعيد الى بيته منهكا من الرحلة وفي الصباح استفاق في ساعة مبكرة واراد ان يخبر وفاء لانه يعلم بحالها ، فاتصل بها وحدثها بكل شيء لم تكن مصدقة لذلك كانت تستمع له والدموع ملء عيونها من شدة الفرح. أرادت ان تلتقي به لتسمع مجددا عن حبيبها الفتى . فتحتم عليه ان يزورها في المحل ليوضح لها اكثر.
ارتاح الوالد والصديق الوفي بعض الشيء اما الفتاة فمازال قلبها معلقا بين السماء والارض لم يهدأ لها بال حتى ترى فارس احلامها اما عيونها.
كانت الدموع لا تفارق عيناها تكلم نفسها امام المرآة وكانها تتخيل في حبيبها امامها وتقول يا احلى شيء صادف روحي لما تركتني فانت العليل الذي اتنفسه وقلبي ينبض لاجلك . مر على ذلك اسبوع بالتمام اتصل سعيد المشرفة على مكتب الابحار فأخبرته قائلة انا اسفة لقد طرأ حادث للباخرة والسبب الذي جعلها تتأخر في العودة . تفجأ سعيد لكلامها
سعيد : وكيف ذلك ...!
المشرفة : انا لا أملك المعلومات الكافية وهذا ما ورد عندنا انا اسف لا استطيع ان اخبرك أكثر من هذا.
احتار سعيد مرة أخرى و زاد عليه القلق والخوف وبماذا سيخبر الوالد والفتاة .
في المساء التقى سعيد بالوالد عبدالله والفتاة فلم يخبرها بشيء وربما كذب عليهما خوفا من الصدمة . انتظروني في الجزء السادس والاخير دمتم في حفظ الله.
الفصل السابق