أخر الاخبار

رواية القدر المحتوم الفصل الخامس والاخير

 القدر المحتوم


الجزء الخامس والاخير


 نزل الخبر كالصاعقة على سمية وضاع منها طريق الخروج من البيت لهول ما سمعت، تلخبطت  اقدامها تسقط تارة وتنهض تارة اخرى .وحين راته في تللك الحالة اغمي عليها .

وبعد التحاليل  و المعاينة الطبية شاءت الاقدار ان يصاب الفتى بقصور كلوي وعلم احمد بمرضه لكن ايمانه بقضاء الله كان قويا اما العجوز المسكينة فلا احدا يثلج قلبها الا ابنها حبيبها حين تراه واقفا شامخا امامها ليس به شيء

عرف احمد بان علاجه استئصال  الكليتين وتعويضهما ولو بواحدة بات الفتى في العناية المركزة وأمه واقفة طوال الليل تشاهده على زجاج الغرفة ما هدأ لها بال وما سكن لها روع .

وفي الصباح سألت عن الطبيب المداوي وقصدت مكتبه 

الطبيب : تفضلي واجلسي لا تخاف فنحن نسيطر على الوضع

الام : يا دكتور ان حالة ابني  خطيرة وما العمل

الطبيب : انا لا اخبىء عنك شيء ابنك يحتاج لتبرع

الام : تبرع بماذا والدهشة في نظراتها 

الطبيب : ابنك مصاب بقصور كلوي سيلزمه على الاقل كلية واحدة وفي هذا الظرف سيستعصى علينا ايجادها او ايجاد متبرع

الام. : انا انا انا ....وسقطت على مكتبه.فما كان عليه الا ان يستدعي الممرضة  لحملها فوق السرير الموجود في غرفته  كانت مغما عليها وفي حالة لا تحسد عليها ،كانت تتلفظ بكلمة ابني حبيبى لا تتركني فليس لي غيرك.

 تاثرا الطبيب والممرضة بما سمعا وأخرج من جيبه نظارته الشمسية

السوداء واخفى دموعه بها . لم يتصور في حياته بانه شهد موقفا بهذه الضخامة وبعد وقت ليس بكثير استفاقت سمية لترى الطبيب واقفا على حافة السرير والممرضة بجانبه فترجته  للعملية الجراحية وتقبل في يده ولم يكفيها ذلك فانبطحت على ركبتيها لتقبيل قدميه .

الطبيب : يا سيدتي سنك لا يسمح بذلك فهذا خطر عليك وعلى صحتك فثارت فيه  وقالت وما قيمة صحتي بموت ابني، وما قيمة اعضائي وهو يموت امام اعيني، لقد خلقت لاجله .خلقت ليعيش هو واموت انا .اتوسل اليك خذوا كل اعضائي خذوا حياتي ويعيش فلذة كبدي. كلمات تفتفت الحجر الصوان وتزلزل الاوطان  

وبعد لحظات اجتمع الطبيب مع زملاءه واتخذوا القرار. قرار ربما غير عادل في قانون العلوم ولكنه عادل في قانون الامومة قرار نتيجته  موت وحياة وربماقرار لاتستوي فيه الكفتين.

(احبائي ندمت على سرد هذه القصة التي لم استطع تكمله نهايتها من روع المشاهد )

ادخلت الجنة الى صاله العمليات لاستئصال كليتها وزرعها في ملائكتها

اخذت العملية الجراحية اربع ساعات كانت كافية لعمليتين ربما في جسد واحد اكتضت اروقة الصالة بالزوار  سلمان وابنته ماكوندا وكل الموظفين واصدقاء احمد يترقبون الاذن بالدخول وكانت الخادمة سميرة في ركن والدموع فاضت منها 

في اخر المساء وقت الغروب استفاق احمد واحس بيد امه تضمه يده التفت فوجدها فوق سرير اخر بجانبه فعلم بانها ما تخلت عنه يوما، واستاثرت بعضو منها لانقاذه

دخل كل الزوار والدموع في اعينهم لذالك الموقف الرهيب تارة والفرح  بنجاح العملية تارة اخرى.

بقي احمد وامه اسبوعان في المشفى وكل زيارة تجد نفس الحضور وازيد من ذلك، نهض سلمان من على مقعده وكانه خاطبا في الناس قائلا حمدا لله على سلامتكما طهورا طهورا وبهذه النعمة التي انعم الله بها علينا ساتقدم اليك ياابني احمد بابنتي علا عروسا لك ونلم شمل العائلتين. اندهش احمد و ورفع عيناه المملوءة بالدموع الى سميرة وهي مندهشة وكان غير راض بذلك  و لا يستطيع تحريك شفاتيه من اثر العملية رفعت ماكوندا هاتفها وارادت الاتصال باختها  لتخبرها بالنبأ 

ولكن سميرة لم تتحمل الموقف وخرجت مسرعة تبكي حالها وبعد زمن قصير دق باب الصاله فدخلت العروس مطأطأة راسها وبيدها إكليل من الزهور وكان احمد يضع ساعده عل عينيه من شدة الحسرة

سلمان انظر الى عروسك يا بني

فاسترق النظر فتفجأ ب سميرة تقدم له الاكليل ولم يستوعب شيئا ،وقالت طهورا ان شاء الله فانا زوجتك ومن شدة الصدمة نطق وقال كيف .ضحك الجمبع من في الصالة وقال الوالد يا ابني احمد اخلاصك وامانتك واجتهادك سنزوجك علا وسميرة لانهما شخص واحد 

زعق احمد بكل صوته متغلبا على ألم الجرح وقال كيف ذلك

قالت ماكوندا لان علا هي نفسها سميرة فهي شخص واحد فعم الضحك والسرور وابتهج كل من كان حاضرا ،اما احمد وكانه اغمي عليه من الصدمة.

وبعد مرور اسبوعين من العلاج خرج احمد وامه من المشفى بصحة جيدة متلهفا لعروسه وكانه ولد من جديد ولم يكن طريح فراش الموت شفي احمد تماما ولم يبق الكثير لعودته الى عمله وفاتح امه بالزواج والاستقرار واستعجلها لانه (الزواج) كان ثاني مرحلة خطط لها بعد العمل.

 قد اكرم الله احمد وجازاه خير جزاء وهذا لسببين اثنين الطاعة وحسن المعاملة لوالدته والامانة

قال الله تعالى * وقضى ربك الا تعبدوا  الا اياه وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما *

صدق الله العظيم


          شرح بعض الغموض


عندما قصد احمد اول مرة صاحب المحل بغية العمل عرف من كلامه بانه ابن صديقه  (ابو احمد المتوفي) ولم يخبره بذالك.

كان ابو احمد صاحب فضل كبير على سلمان سابقا وكانت علا موجودة انذاك في المحل في مكتب اخر وسمعت ما دار بين احمد واباها  ولكن احمد لم يلتف ولم يراها.

 واعتمد سلمان اهانته و التغليظ عليه من اجل ان يشتد عوده واتفق مع عائلته وبناته على ان يعاملوه كغريب واهانته وذله ليصبر على الشدائد ومطبات الحياة.

 وكذلك حتى سمية امه علمت مؤخرا بذلك المقلب .

 ربما يسيطر الانسان على عقول اناس .  الا القلوب ، الا القلوب   يتحكم فيها الا خالقها و صاحبها فحب وعشق احمد ل( سميرة علا) لم يكن أمرا  او مخطط له من طرف سلمان واهله فهو شعور تلقائى نابع من احاسيس صادقة وعفوية .

اما حكاية سميرة فكانت الصدفة ان يراه احمد تسقي في الازهار فوهمته ومازحته بحسن نية بانها خادمة وصدق ذلك، وكانت تستعمل هاتفا بشريحتين ولكل  شريحة صوت

اتمنى ان تنال اعجابكم والى لقاء في رواية اخرى ورجاءا احفظوا اسمي ولا تنسوه.     

#فريد عبداللي .

الرواية الجديده

تعليقات