أخر الاخبار

رواية القدر المحتوم,الفصل الرابع

 القدر المحتوم


الجزء الرابع


 مر الزمن كلمح البصر .دخل احمد الفصل الاخير من السنة النهائية وتحصل على اعلى العلامات بتقدير إمتياز ،شعر حينها انه ولد من جديد. اقامت له أمه مأدوبة عشاء  ولاصدقائه، شعر بفخر شديد. شاب اجتهد وكرس عمره في العلم سهر الليالي وشاق عليه العمل اصبح مثالا للاخلاق  والامانة والعلم. كانت أمه تحضنه كل لحظة ودموع بلا توقف من الفرح. 

وقالت له رفعت راسي وحفظت قدري ،وهو في حضن امه يردد هذا من فضل الله ومن ثم فضلك امي، تعبتي وشقيتي لاجلي ، سهرت ليالي لنومي، و فنيت شبابك وعمرك لأسعد أنا. و لولاك انت يا أمي ما شائني إرتقى وما

قدري علا. 

وجلست سمية على كرسي والخوف بعينيها تتامل فيه، وقالت له يا ولدي لاتحزن فالهناء عليك هو المكتوب .

لم يتوقف الهاتف من الرنين، رنين المدح والتبريكات. سعدت كذلك سميرة الخادمة وأبت الا ان تتصل به لانها تحضر له مفاجئة فلما التقى بها خارج البيت قدمت له هدية وقالت:

الف مبروك ،وهذه هدية بسيطة لك.

هو ؛ لما اتعبت نفسك ،فربما انت بحاجة للمال.

سميرة : لا عادي كل شيء يهون لاجلك .فأنت المنى وكل المنى وأنت حياتي كلها .وتركته واقفا ورحلت. تسمر احمد في مكانه كالصخر الصوان لا يقدر على الحركة فرح لرؤيتها واعجب بكلامها فسرع الى بيته ليتم  حفلة النجاج مع اصدقائه.

بدا احمد يتطلع الى افاق اخرى ورسم في مخيلته طريق النجاح

فبدأ يتفحص مواقع العمل عبر شبكة الانترنات مع ارسال طلبات عمل في كل موقع وجاء اليوم الموعود وتحصل على عمل في شركة اجنبية تستثمر في البلاد العربية وكان رئيسها من نفس مدينة احمد مما سهل عليه الاندماج سريعا تاركا فراغا فضيعا

في محل الاثاث وشوقا محرقا في نفوس المواظفين وسيده وربما اهل ببته  نتيجة لاخلاقه وامانته تاقلم احمد نوعا ما في  المؤسسة وعين رئيسا للمصلحة

وكان فرحا براتبه الذي يفوق السابق باربع مرات عمل الفتي ما يقارب النصف السنة ما جعله يدخر المرتب لتكوين حياته المستقبلة وفي طريق العودة مر احمد بمحل الاثاث بغية في ملاقاة اصدقاءه المواظفين وعند دخوله سلم عليهم و وجد سلمان جالسا في مكتبه فواصله بالحضن وقال ما فكرك باصدقائك فقال احمد اشتقت اليكم فجئت لرؤيتكم وطال الحديث مع سيده سابقا وفجأة رن هاتفه فكانت ابنته علا تطلب منه الاذن لانها كانت معزومة في خطوبة صديقتها 

نهض الفتى من مكانه واستأذن صاحب العمل بان يغادر الى ببته فقال له بمناسبة زيارتك لنا وشوقنا اليك فانت معزوم  للعشاء في بيتي وما كان على احمد الا ان يلبى طلبه ويحضر العزومة واتصل بامه ليخبرها بذلك. انطلق الاثنان الى البيت 

 أكل احمد ما شهى من انواع الماكولات وكان فرحا لان علا لم تكن موجودة وكان الله هو الذي سخر لذلك.

كان احمد يجد في عمله ليعوض والدته ما فات عليها من حرمان وسهر وشقاء وقرب وقت الخروج من العمل احس بدوار في راسه  وضباب يحوم فوق عينيه وسقط فاسرعت السكيرتيرة لطلب الاسعاف الخاص بالمؤسسة ونقل على جناح السرعة الى اقرب مستشفى . نزل الخبر كالصاعقة على سمية وضاع منها طريق الخروج من البيت لهول ما سمعت

 تلخبطت  اقدامها تسقط تارة وتنهض تارة اخرى .وحين راته في تللك الحالة اغمي عليها .....

في انتظار الجزء الخامس والاخير ، الى لقاء اخر دمتم.

الفصل التالي

تعليقات