أخر الاخبار

رواية القدر المحتوم ,الفصل الثالث


 القدر المحتوم

الجزء الثالث


رجع احمد الجامعة وكله اصرار على النجاح واثبات نفسه وتراوده في مخيلته الحياة الفاخرة التي يعيشها اصحاب عمله

اجتهد احمد وصبر في دراستة وكان يتحدث مع الخادمة من وقت الى اخر متمنية له النجاح  ومر شهران من الفصل وكان يزور المحل الا في اوقات العطلة الاسبوعية لمساعدة زملاءه وكان  يتمنى ان ترسله ماكوندا الي بيتها

ويتمنى كذلك ان يسمع من  الخادمة بحدوث عطل في شيء اخر في المنزل ليتسنى له رؤيتها

اتم الطالب الفتى الفصل الثاني من الدراسة وتحصل على اعلى النقاط واعلى اميتاز وفرح  و والدته بذلك التفوق وفي ليلة اجتمع مع والدته على مائدة العشاء واخبرها بتلك الخادمة  بانها تشبهه في حياته.

استانف احمد العمل في المحل وربما لاحظ  بتحسن معاملة سلمان وابنته له واحس ببعض الإحترام  وفي ليلة كان نسيمها عليلا ينعش الانفاس كان احمد مستلقيا على فراشه فرن الهاتف فعلم بأنها الخادمة

احمد. : اهلا سميرة

سميرة : احمد لقد سمعتنى علا اخت ماكوندا اتحدث اليك فاخذت مني الهاتف و وبختني ولقد خفت ان اطرد من البيت

احمد :  انت حرة وما كان يحق لها  ان تتدخل في امورك الخاصة ومع من كنت تتكلمين .

سميرة : انا خائفة ان اطرد ليس لي احد وفقيرة ولن اراك مجددا

ارتاح احمد لكلامها وقال لها لا داعي للقلق.

 في صباح موالي كان الفتى يرتب اموره في المحل ويضع اخر اللمسات ليتهيأ للرجوع الى دراسته في الاسبوع المقبل

تاركا فراغا في المحل 

التفت الفتى لدراسته على امل ان ينهي اخر السنة ناجحا متفوقا وبدات ترتسم افاق في عقله ومشاريع مختلفة .وبينما كان في حرم الجامعة وصلته رسالة نصية وحين قراها احس باءرتباك شديد هز كيانه، ابنة صاحب العمل .(علا)....

اندهش احمد لمحتوى الرسالة وهضمها في نفسه ولم يخبر احدا

كثرت الرسائل النصية التي شملت عبارات العشق والود لم يجد سبيلا لذلك اصبح منشغلا  ومتوترا بهذه الرسالات اتم احمد السنة بنجاح فائق معتليا في القائمة أولا .وبدات الهدايا تتناثر عليه كاوراق الشجر وقت الخريف  تقديرا من زملائه والاصدقاء هدايا مختلفة الاذواق الا هدية واحدة شدت انتباهه مكتوب عليها* حاول تفتكرني* في بادىء  الامر لم يتفطن للمعنى ولكنه ادرك فيما بعد بانها ارسلت له من طرف علا ابنة سيده في العمل لم يعيرها اهتماما لان قلبه استشعر الحنان ونبض بقوة في وريد اخر

اجتهد احمد وكرس معظم وقته في طلب العلم في الجامعة والعمل الشاق في المحل الذي كان يعتبره سبيلا لرزقه وحمل جزء من  اعباء المصاريف ومساعدة امه التي حكمت على عمرها وحياتها وشبابها بالاشغال  الشاقة من اجل نور عيونها وفلذة كبدها لم تبق الا سنة  واحدة سنة تحدد مصير الفتى وكانه طريق محفوف بالمخاطر مما ادى باحمد ان يشقى ليلا نهارا لكسب بعض المال ليسد مصاريف الدراسة وبينما كان يتجول في ارجاء المحل جاءته اشارة رساله في هاتفه  لم يصدق ما كتب فيها كان يرتعش والعرق سال منه وبعد برهة زمنية رن هاتفه فارتبك اكثر

هو : الو

علا.   : اهلا احمد كيف حالك

هو :   بخير الحمدلله

علا :  انا لم اراك ابدا احببت ان اتعرف عليك ،اكلمك واسمع صوتك.

ارتعد احمد وبدا قلبه يخفق

هو  : انني في العمل تعلثم اللسان  وتبعثر الكلام ولم يجد ما يقول

علا : ساخبرك ، انا سمعت عنك اشياء جميلة. وتخيلتك و صورتك لم تفارق خيالي ،وحسك شغل قلبي، وصوتك لازم سمعي . لقد صنعت لك تمثالا  في مخيلتي و بنيت لك قصرا عاليا في قلبي،  وشغلت بك ليالي، فلا تحرمني منك ولا تحرمني من هواك.

 سقط احمد من هول مع سمع لانه لا يعلم حتى من هي.ولم تمنحه الصدفة فرصة ان يراها لانه كان يزور بيتهم دون اجتياز باب الحديقة.  واغلق الهاتف مترتبكا خائفا كأنه ضباب بين عينيه وبعضه يمزق بعضه. وكأنه اقحم نفسه في مصيبة جزاؤها النفي من المحل.

في المساء عاد لحضن امه فحكى لها بكل شيء لانه يعتبرها الامان والخلاص . لم تجد والدته ما تقول فاخبرته عن الامانة وان يحافظ ويصون عشرة صاحب العمل واهل بيته لانه صاحب فضل عليه بالرغم من الاهانات التي تلاقاها منه ومن ابنته. كان عقل احمد منشغلا بالخادمة لانه يرى فيها نوعه وكان قلبه يميل اليها ويتودد لها.

في انتظار الجزء الرابع

دمتم في رعاية الله.

الفصل التالي

تعليقات