العشق الملعون
الجزء الرابع.
احس فواز بخطائه وبغضب صديقه وتفارقا ورجع حماد الى مدينته طيبة متمنيا انه ترك اثرا في قلب صديقه وعاد فواز الى بيته مرتبكا من زوجته وهي بدورها لم تبين له شيء
مر يومان على ذلك واتصل حماد ب رقية زوجة صديقه وتآسف على عدم توديعها بعد زيارته لهم متحججا بالعمل و تجاذبا اطراف الحديث عن قضية زوجها وطمأنها بأنه لا يوجد اي شيء يدعو للقلق وبان زوجها متعب من العمل والمهمات التي يقوم بها متمنيا في قلبه (حماد) ان يصحى صديقه من هذا الكابوس ويعود الى كنف واحضان عائلته الصغيرة
في المساء دخل فواز الى بيته وهو متعب و بعد ما اخذ حماما ساخنا تناول قهوة المساء مع اسرته وقال لزوجته
فواز : سأسافر في نهاية الشهر الى البلدة المجاورة
رقية : وما سبب هذه السفرية
فواز : عمل ومهمة
رقية : ألا يوجد في المصلحة غيرك يقوم بهذه المهمة
فواز : لا ، لا يوجد حتى انه مديري هو الذي كلفني.
رقية : هون الله عليك وترجع لنا سالما .
نهض فواز من على طاولة القهوة وعيناه تقول غير ذلك.وكان قلب رقية زوجته يتقطع ألاما وحسرة وكأنه يراودها شكوك في هذه السفرية .وباتت الليل كله وهي تتألم ، شيطان على اليسار يخبرها بان زوجها على علاقة حميمية وملاك على اليمين يدعوها للاستغفار وبالدعاء. وفي الصباح الباكر وقت صلاة الفجر قامت لتؤدي الفرض وبعد السلام استغفرت الله ثلاثا ودعت خالقها حتى فاضت دموعها على ان يهدي الله زوجها الى الصواب.
حان السفر وتهيأ فواز لهذه المهمة تاركا زوجته وابنائه ليختلي بحبيبته ميراندا بعيدا عن الانظار والمضايقات ولكن زوجته ماكثة في بيتها مع ابنائها قائمة عليهم كما جاء في شريعتنا الاسلامية
وصاحبنا منهمك في عشقه ومع معشوقه يصول ويجول ضاربا عائلته طول و عرض الحائط
(احبائي انا اكتب لكم في هذه اللحظة و الدموع ملء عيونى )
المهم :
ربما عاش فواز احلى ايام الشباب مع ميراندا حين كانوا طلابا في مدينة طيبة * براءة المراهقة* وعاش احلى ايام الكهولة معها كذلك * ضحك وغدر الشيب*
وبعد تمام الاسبوع عاد فواز من سفره الى بيته محملا ببعض الهدايا يتودد لزوجته ويلعب مع ابنائه راجيا من قلبه ان يعوضهم بعض الشيء ولكن ما كان من زوجته رقية الا وعاملته بالمشاعر والاحاسيس نفسها لتجعل زوجها مطمئا ولكن ما يجول في قلبها وما يخطر على بالها عكس ذلك وتبات كل ليلة والدموع لا تفارق عيونها وتركت زوجها يتخبط في احلامه.
مرت اساببع مازال فواز مدمن على الغياب في منتصف النهار ولا يدخل بيته الا في وقت متاخر ولاحظت بان افكاره متشتتة وبان اهتمامه باولاده بدأ يقل يوم بعد يوم وكانت تسأل نفسها أين السبيل
وذات يوم عاودت الاتصال بصديقه حماد واخبرته بوضع صديقه وبالسفرية التى قام بها زوجها او المهمة التى كان يزعم انه كلف بها.
طال الود ببن فواز وميراندا و زاد العشق في عيونهما وذات ليلة عاد الى بيته فوجد زوجته مغما عليها طريحة الفراش فسألها
فواز: ما بك عزيزتي
رقية : لا يوجد شيء ربما متعبة قليلا
فواز : لما لم تتصل بي لأخذك الى الطبيب
رقية : لا داعي لذلك سيزول ان شاء الله واصبح بخير فلا تقلق وبعد برهة جاءت ميساء ابنته وقالت له يا أبي امي مريضة طوال اليوم وانت لم تسأل عليها
فنظر إليها نظرة الحنان وحز في قلبه كلام ابنته وقال لها صباحا سأخذها للطبيب وان شاء الله ستكون بخير
وفي الصباح الباكر رن هاتف البيت وكان مدير المؤسسة فعلا يطلب فواز لامر مهم وغادر الببت مسرعا للعمل ولقاء المدير ومضت الساعات ولم يأتي فواز للاطمئان عليها ولكن زوجته رقية اتصلت به وقالت له بانها ستأخذ سيارة اجرة وتذهب للطبيب فوافق فواز على اقتراحها لانها تعلم بانه منشغل في عمله ولاتريد ان تحرجه.في المساء عاد فواز لبيته قبل الاوان ليستفسر عن حالة زوجته وعلم بان الطبيب طلب منها بعض التحاليل والاشعة وطريق العلاج مازال طويلا
اصبحت رقية تزور مخابر التحاليل ربما يوما بعد يوم ومرة واحدة تزور الطبيب المشرف على علاجها ومضى شهر ونصف الشهر وهي على هذا الحال وفواز منهمك في عمله وسفرياته ومواعيده الحميمية
في مساء جميل كان فواز يستعد للخروج من العمل فرن الهاتف فكانت زوجته رقية تطلب منه الحضور فورا فأنتابه القلق والحيرة ورجع الى بيته مسرعا و وجد زوجته لازمة الفراش في حالة لايرثى لها .
قالت له ساخبرك بأمر بيننا لا تخبر احد من ابنائنا فارتعش من كلامهاو قال ؛ ماذا حصل
هي : لقد اكتشف الطبيب ان مرضي سرطاني وفي الطور الاخير سقط فواز على الارض مندهشا وعيناه محدقتان لزوجته
هو : كيف ذلك
رقية : هذا نصيبي من الدنيا وهذه مشيئة الله وانا مؤمنة بقضاء الله
هو : مستحيل مستحيل يا حبيبتي
رقية : لا مفر من قضاء الله
تبعثرت نفسيته وتشتت افكاره وبدأ وكأنه يكلم نفسه وكان يبحث عن الهاتف ليتصل بالصديق الوفي الذي لازمه طوال حياته واخبره بان زوجته طريحة الفراش ومصابة بمرض خطير
ما كانت الا ثلاث ساعات وصل حماد وكانت معه زوجته التي تحترف التمريض في احدى مستشفيات مدينة طيبة ليرى ما سمعه من صديقه وحين وصولهما علم بالامر وطلب من صديقه ان يأخذ رقية الى طبيبة تعمل في نفس المشفى مع زوجته فوافق فواز على راي حماد وفعلا سافر الثلاثة على جناح السرعة الي طبيبة مختصة في علم الاورام
انتظروا الجزء الخامس والاخير
دمتم في حفظ الله
الفصل التالي