العشق الملعون
الجزء الثالث
طالت المكالمة الهاتفية بينهما وتبادلا الشوق والحنين. وذكريات العشق ومرارة الفراق.
عاد فواز مساءا الى ببته مهموما تارة، وفرحا تارة اخرى. لم يصدق ما حصل له كان مسرورا ومرتبكا في ان واحد حتى لوحظ من طرف زوجته. ولكنه تفطن للامر وبات هادئا وكانه غير مبالي.
ودارت الايام ومرت الاسابيع وهو على هذا الحال ولم يعد يرجع للبيت منتصف النهار لكي يتسنى له مكالمة حبيبته السابقة. وفي المساء كان يدخل بيته متأخرا للسبب نفسه حتى اعتاد على هذا الحال .
في ليلة كان البدر مكتملا وضياءه يمد على النافذة وبدأ يتامل فيه ويسأل نفسه ماذا افعل مع هذه المرأة، هل اواصل معاها حبي الاول ، هل اقطع علاقتي معها لانه سمع منها بانها اصبحت مطلقة من ذلك المسن . افكار واسئلة كثيرة روادته في مخيلته
وفي الصباح الباكر اتصل بصديقه حماد وقص له كل التطورات التي عاشها مع ميراندا .
لكن حماد يعتبر من اخلص أصدقاءه . قال له انه * العشق الملعون * يلعن صاحبه فانا انصحك كصديق وك اخ دعك من هذا الماضي والتفت لعائلتك واولادك فهم بحاجة لك ولاهتمامك بهم.
فهذه نزوة ختامها دمار للطرفين.
فكان ل فواز الا ان يتقبل نصيحة صديقه ولكن في رأسه شيء اقوى من ذلك، وفي قلبه جذور حب يصعب استئصالها . لم يجد حلا او سبيلا لمعالجة هذا الوضع وكان يدرك كل الادراك بانه اذا استمر في هذه العلاقة سيكون خرابا عليه وعلى اسرته.
وفي صباح يوم عمل اتجه فواز لعمله ،كان يتأمل في الساعة المعلقة على حائط مكتبه ويلتفت الى الهاتف ينتظر رنينه.
واخيرا رن الهاتف ، ارتمى عليه واذا هي السكرتيرة فتغير لون وجهه ،كان يظن انها هي وسرعان ما قالت له توجد عندي امرأة تريد مقابلتك . اغلق السماعة وانتظر حتى ادخلتها السكرتيرة عنده وحين هز راسه وجد ما لم يكن يتصوره انها هي حبيبة قلبه فبدأ وكانه مرتبكا خائفا منها لم يتمالك نفسه وبعد برهة من الزمن كان فيها الا التحديق بالعين كان هو سارحا في عيونها وهي تتامل فيه ماكثة بنظراتها في وجهه
فواز : اهلا بيك هل انت بخير
هي : انا بخير مادمت جالسة امامك
فواز : كيف عرفتي مكاني والمجيء الى هنا
هي : سألت عنك وعرفت العنوان
طال حديثهما وكان يتخلله حنين الى الماضي وشوق غريب وعاطفة فياضة
اراد فواز ان ينتهز الفرصة وقال لها انا عندي عمل خارج المصلحة هلا خرجتي معي لاقضيه. بعدها ساعزمك على غداء في مطعم جميل فما عليها الا ان وافقت بدون تفكير. وخرجا معا وتناولا الغداء ،وكان لهما ما ارادا من تودد وكلمات لايقولها الا الشعراء.
وبعد ذلك تفارقا على امل لقاء اخر.
في المساء عاد فواز الى ببته كله نشاط وسرور ،لم يحلم في حياته انه سيلاقي ميراندا ويتناولا الطعام معا ،و يفضفضا ما جال وخطر في قلوبهما.
اصبح حلم فواز ان تكلمه دائما ويراها كل يوم ويتناولا الطعام معا.
يا ترى هل هذا عشق او لعنة.
طال تاخر فواز على البيت ، وكثرت الحجج .وترعرت اغصان علاقته مع ميراندا وتشابكت جذورها حتى راود الشك زوجته. ولم تجد حلا لم تعد ترى زوجها كالسابق لم تعتد على تصرفاته وغياباته المتكررة والحجج الغير مقنعة والشك يقتل صاحبه ،
والشيطان يفعل فعلته. و زاد الوضع سوءا لم تتحمل الزوجة كل هذة التغيرات المفاجئة فما كان عليها الا ان تتصل بصديق العائلة حماد .
حماد وحده هو الذي يحل هذا المشكل وهذا الخلاف لانها تعلم بانه أخلص صديق لزوجها وشخصا عادلا ويخاف الله، واتصلت به من فورها.
رن هاتف حماد
حماد : السلام عليكم من المتكلم
هي : سلام عليك يا اخي حماد انا رقية زوجة صديقك فواز
حماد : اهلا بك يا سيدتي كيف حالك وحال فواز والابناء
رقية : الحمد لله على كرمه وفضله....
وقصت عليه كل شيء والحال الذي وصل اليه زوجها فواز فاستغرب حماد من ذلك وقال سوف ازوركم في بحر هذا الاسبوع ولا تخبري فواز بأنك اتصلتي بي.
وما كان الا يوما او بعض يوم ، وسفر حماد الى صديقه والتقى به في مكتبه، فرح فواز بقدوم اخيه و صديقه المخلص . واتصل بزوجته رقية واخبرها بقدوم حماد ،وطلب منها ان تحضر للضيف طعاما شهيا دون علمه بان زوجته هي التي طلبت منه الحضور لحل هذه المشكلة . ومكث حماد في بيت صديقه فواز ليومين تبادلا الحديث وتطرقا للأيام الجميلة التي عاشها في مدينة طيبة، وذكريات الطفولة وايام الدراسة الي جمعتهما آنذاك . وسهروا حتى الفجر وفي صباح اليوم الثاني خرج فواز وصديقه حماد لتناول القهوى في احدى النوادي لكن حماد فاجأه بسؤال عن علاقته مع ميراندا . لم يستطيع فواز الاجابة لانه يدرك بانه مخطئ في هذه العلاقة وبعد اصرار من حماد صارحه بكل شيء لانه صديق عمره و وفي له .
غضب حماد من تصرفات فواز
وقال له اتريد نصيحة من صديق واخ او تريد العكس فأجاب فواز طبعا اريد نصيحة .
قال حماد يا صديق العمر علاقتك مع ميراندا طريق مسدود وقلعة مغلقة ابوابها ومن وراءها الا المتاعب . وكما قلت لك سابقا واعيدها مرة اخرى هذا *عشق ملعون * ولقد فتحت على نفسك باب جهنم واذا كنت حقا صديقك واخوك فابتعد واجتنب هذه العلاقة لانها ستدمر كل شيء جميلا في لحظة واحدة وقد بنيته انت في سنين .تأثر فواز لنصيحة صديقه ولم يقل شيئا ولكن نظاراته تفسر عكس ذلك وما كان على حماد الا ان يخبره بان زوجته رقية شكت في تصرفاته وهي التى اتصلت به وقالت له تعال انظر في حال صديقك ولهذا السبب اتيت عندكم .فأندهش فواز لسماع ذلك
وقال له انا لم افعل شيئا يغضب الله ولكن كنا نتبادل الحديث فقط على الايام الخوالي .
فصرخ حماد في وجه صديقه و زاد غضبه
تحية لكم أحبائي نلتقي في الجزء الرابع الى اللقاء.
الفصل التالي