أخر الاخبار

قصة أنفصام متمرد الفصل الخامس حنين محمود رشدى

قصة أنفصام متمرد الفصل الخامس حنين محمود رشدى

قصة أنفصام متمرد الفصل الخامس حنين محمود رشدى 
قصة أنفصام متمرد حنين محمود رشدى 
أنفصام متمرد 
 البارت الخامس

-"انتِ بتتخيلي، ولا فعلاً سيف كان وراكي؟"

السؤال ده كان بيزنّ في دماغ فرح طول الليل زي نغمة موبايل بايظة بتشتغل لوحدها وبتصحيك على كابوس، صحيت تاني يوم وعيونها منفخة، ملامحها باهتة بس عقلها صاحي أكتر من أي وقت، قررت تنزل، تواجه سيف، تواجه "شادي"، تواجه "التالت" حتى لو مش عارفة اسمه، بس وهي خارجة من أوضتها لقت ورقة متعلقة على الباب، ورقة صغيرة جدًا مكتوب فيها:

-"انتِ نسيتِ إنه جواكي."

نزلت على زنزانته وهي ماسكة المفتاح بإيدها، والتانية ماسكة قلبها بالعافية، لكن أول ما وصلت لقت الباب مفتوح وسيف مش موجود.

صرخت: مفيش أمن في المكان ده؟! فين المريض اللي هنا؟!

الممرضة جريت عليها وقالت:

-بس يا دكتورة، مفيش حد في الزنزانة دي من شهور!

-إيه؟!

-زنزانة 9 مقفولة من بعد حريق حصل من سنتين محدش بيقربها.

فرح اتجمدت مكانها، إزاي؟! كانت كل يوم بتدخل الزنزانة دي! كانت بتتكلم مع سيف فيها! بتشوفه، بتلمسه، راحت بسرعة على الكمبيوتر الخاص بملفات المرضى، دخلت بكود سري خاص بيها، وكتبت:

-"سيف جاد/شادي سليم"

النتيجة: لا يوجد هذا الاسم.

قلبها بدأ يدق بسرعة بس مش من الخوف، من الهلع، راحت تدور في أوراقها القديمة، في دفتر الجلسات، في الريكوردات، كل حاجة مكتوب فيها "سيف" اتحذفت كأن حد مسح وجوده من التاريخ، بس لقيت ورقة واحدة، صورة قديمة مرسومة بإيدها، رسمة كانت مرمية في درج مكتبها، مرسومة على جنب الورقة كلمة:

-"انفصام"

رجعت أوضتها وهي بتحاول تهدي أعصابها، قامت تشرب شاي لكن وهي بتبص في الكوباية شافت وش سيف في المية، وقع منها الكوباية واتكسرت، والزجاج دخل في رجلها، بسها محسّتش بحاجة، كانت بتبص على الحيطة، كانت مكتوب عليها بقلم أحمر:

-"احنا تلاته، وانتِ الرابع."

★★

الليل جه والدنيا هديت بره، بس في دماغ فرح كان في معركة، بدأت تراجع كل اللي حصل من ساعة ما دخلت المصحة.

-مين اللي كان بيكلمها؟ هي فعلاً كانت بتتكلم مع مريض؟ ولا هي اللي عندها الحالة؟

دخلت الحمام وغسلت وشها، لكن وهي رافعة راسها تبص في المراية، المراية مكسورة نصين؛ في النُص الأول شافت نفسها، في النُص التاني شافت سيف، وسمعت صوته جوا دماغها:

-"أنا مش بختفي أنا بتغير، كل مرة تحاولي تسيبيني هرجع في شكل تاني."

خرجت تجري من الحمام ولقت الكوريدور كله ظلمة، النور الوحيد كان جاي من أوضة الجلسات، أوضة رقم (3)، دخلتها وهي بتنهج، ولقت الكرسي اللي بتقعد عليه في الجلسات، وعليه قاعد سيف لابس بدلته السودا، وابتسامته مرسومة وبيقول:

-أهلاً بالدكتورة، جاهزة للجلسة؟

-إنت مش موجود!

-أنا دايمًا موجود، بس انتِ اللي تأخرتي تفوقي.

قعدت قدامه، لأول مرة مش خايفة.

-أنا عايزة أعرف الحقيقة، إنت مين؟

-أنا الحقيقة، أنا صوتك اللي كنتي بتكتمي عليه، أنا الغضب، الألم، الخوف، الحب، أنا التمرد اللي جواكي واللي عمرك ما اعترفتي بيه.

-أنا مش مجنونة!

-بس انتِ مكسورة ودي أصعب.

في اللحظة دي فتح الباب ودخل الدكتور حسام وشه مصدوم:

-فرح بتكلمي مين؟!

بصت ناحيته وقالت:

-سيف!

-سيف مين؟ انتِ لوحدك في الأوضة، مفيش حد غيرك!

بصّت تاني على الكرسي كان فاضي لكن في الأرض كان في حاجة مكتوبة بالدم:

-"أول ما تصدقي هتتحرري."

الدكتور خد فرح بالعافية وحاول يهديها، بس قبل ما يخرج بيها من الأوضة، بص وراها، وشه شاحب، وقال:

-استني، هو ساب لي الوردة دي؟!

وكانت وردة سودة محطوطة على الكرسي.

مين اللي شايف سيف؟ هي بس؟ ولا الكل بدأ يشوفه؟ والأهم هو جواها فعلاً؟ ولا هي اللي بقت هو؟


تعليقات