أخر الاخبار

رواية أرض الظلام الفصل الرابع عشر هويدا عصام بدوى

رواية أرض الظلام الفصل الرابع عشر هويدا عصام بدوى

رواية أرض الظلام الفصل الرابع عشر هويدا عصام بدوى

أرض الظلام الفصل الرابع عشر هويدا عصام

أرض الظلام

الفصل الرابع عشر: الاختيار الكبير
الجزء الأول: قبضة الظلام
كانت العاصفة المظلمة تزداد قوة كل لحظة. قفزت كائنات الظلام إلى الأمام، مع تعابير غامضة على وجوههم المشوهة. تخلل الهواء شعور بالبرد، كأن الموت ذاته كان يلامس الجلد. وفي وسط هذا الجو المظلم، كانت علياء تقف، عقلها مشوش، قلبها ينبض بشدة، وعينيها تراقبان آزار وهو يراقبهم عن كثب.
"هل أنتم مستعدون؟" سأل آزار بصوت هادئ، لكن له نغمة من التحذير، كأنه يعلم أن كل قرار سيتخذه أحدهم سيكون مصيرًا في حد ذاته.
بينما كانت المخلوقات تقترب، بدأت التوترات تتصاعد في داخل كل فرد من أفراد المجموعة. راشد، الذي كان يميل إلى التحليل والتفكير بعقلانية، بدا في حيرة.
-"لا يمكننا البقاء هنا للأبد. ولكن ماذا يعني اختيارنا بين الظلام والنور؟ كيف يمكننا أن نعرف أيهما هو الصواب؟"
لم تجب علياء فورًا. كانت مشاعرها متضاربة، حيث كان قلبها يراها في موقف لا يمكن الهروب منه.
"ما هو الصواب؟ وما هو الخطر؟ هل نحن حقًا أبطال أم مجرد بيادق في لعبة لا نفهمها؟" كانت تسأل نفسها أكثر من مرة.
قال آزار، وهو ينظر إلى السماء الداكنة:
-"الاختيار ليس بين الظلام والنور فقط، بل بين الطريق الذي ستسلكونه إلى المستقبل. هناك مَن يظن أن النور هو الحل الوحيد. لكن الحقيقة، النور ليس دائمًا الطريق الأكثر أمانًا. أحيانًا، قد يجلب النور دماءً أكثر من الظلام."
الجزء الثاني: لحظة الضعف
لحظة من الصمت العميق سادت المكان، تخللتها همسات الخوف التي تسللت إلى قلب كل فرد في المجموعة. كانت الرياح تعصف بالمكان، وزخات الضوء التي كانت تومض من السماء تزداد تداخلًا مع الظلال. كانت علياء تشعر بشيء غريب، وكأن الطاقة التي كانت تستمدها من البلورة قد تغيرت.
"أريد أن أفهم!" قالت علياء بصوت مرتفع، وهي تصرخ في وجه آزار. "أريد أن أفهم لماذا لا نستطيع الهروب من هذا! لماذا نحن فقط من يجب أن نختار؟"
آزار نظر إليها بعمق، وأجاب بصوت هادئ:
-"أنتِ لا تهربين، يا علياء. أنتِ تتحملين مسؤولية ما سيحدث. اختيارك سيكون مصيرك، مصير الجميع."
كان كلامه ثقيلًا على قلب علياء. في تلك اللحظة، شعر الجميع وكأنهم محاصرون في قفص من الصمت والظلام. لم يعد هناك مجال للهرب، كان القرار قد حان، ولكن لم يكن أحد مستعدًا له.
أما ميلاك، الذي بدا دائمًا كمن يراقب عن كثب، قال:
-"ما الذي يخيفك يا علياء؟ هل هي الخوف من اتخاذ القرار، أم الخوف من العواقب التي ستتبع هذا الاختيار؟"
أجابته بصوت ضعيف:
-"الخوف من المستقبل، من العواقب التي لا أستطيع التحكم فيها. الخوف من أن يضيع كل شيء."
الجزء الثالث: التصعيد الداخلي
بينما كانوا يستعدون للقتال أو الهروب، تساءل راشد في نفسه عن الاختيار الأنسب. كان دائمًا يسعى لفهم كل شيء قبل أن يتخذ قراره. كان يعلم أن كل لحظة تمر هي لحظة مهمة، لكن فكرة العواقب كانت تلاحقه.
"هل ما نفعله هنا صحيح؟ هل نحن على الطريق الصحيح؟" تساءل بصوت منخفض.
ثم تقدم إليان وقال:
-"الظلام لا يعفينا من مسؤولياتنا. أنتم من سيقرر مصير هذه الأبعاد. ولكن لا تظنوا أن الظلام سيكون السهل. في الظلام، لا يوجد مكان للهروب."
قالت سيرين بحزن:
-"أنا... أنا لا أريد أن أكون جزءًا من هذه اللعبة. أريد أن أعيش، أريد أن أنقذ هذا العالم، لكن لا أريد أن أكون سببًا في الدمار."
كان قلبها ينفطر، وعينيها ملأتهم الدموع. لم تكن تشعر بأنها قادرة على تحمل هذا العبء.
الجزء الرابع: قوة القرار
ومع تقدم المخلوقات المظلمة خطوة بخطوة، بدأ الوقت ينفد. انفجرت موجة من الضوء فجأة في السماء، وكأنها ضوء الشمس الذي اجتاح الليل فجأة. ولكن الضوء لم يكن كأي ضوء آخر، بل كان يحمل معه صراعًا داخليًا لا يستطيع أي شخص الهروب منه.
قال آزار بصوت حازم:
-"إنكم الآن على وشك اتخاذ القرار. لا مجال للرجوع. هذه اللحظة هي مصيركم."
وأمام هذه اللحظة الحاسمة، أغمضت علياء عينيها وأخذت نفسًا عميقًا، محاولًة التركيز. شعرت بشيء ينبض داخلها، وكأن البلورة في يدها كانت تعكس طاقة جديدة. كانت يدها ترتجف، ولكن قلبها كان يصر على اتخاذ القرار.
في تلك اللحظة، كانت علياء ترى نفسها في أبعاد أخرى، تتنقل بين الظلام والنور. كل طريق كان له عواقب، وكل خطوة قد تؤدي إلى الفناء. شعرت بأنها ضائعة، ولكن في نفس الوقت، كانت تشعر بالقوة الداخلية التي كانت تستمدها من إيمانها بنفسها وبالآخرين.
قالت أخيرًا، وقد كانت كلماتها ثقيلة:
-"أنا... سأختار النور."
وفي نفس اللحظة التي قالت فيها ذلك، انتشر شعاع ضوء هائل من البلورة، وجعل الكائنات المظلمة تتراجع إلى الوراء.
الجزء الخامس: التحول
انفجرت الأرض من حولهم، وكأن كل شيء قد تجدد بشكل مفاجئ. أضاءت السماء بنور عميق، وتغيرت طبيعة المكان. كأن الأبعاد قد انفتحت مرة أخرى، وتم تحويل هذا العالم إلى مكان جديد.
لكن لم يكن النور هو الحل الكامل. على الرغم من أن علياء اختارت النور، إلا أن تأثير القرار لم يكن كما كانت تتخيل. كانت تتوقع أن تتحرر من العبء، ولكن الحقيقة كانت أن النور جلب معها مفاجآت أخرى. كانت هناك قوة أعظم، قوة كانت تتحكم في الأبعاد أكثر مما كانت تتخيل.
بينما كانت المجموعة تحاول التكيف مع هذا التحول، لم يكن لديهم أي فكرة عما ينتظرهم. الطريق أمامهم كان غير واضح، وكل خطوة كانت تحمل في طياتها تحديات جديدة، بينما كانت الأبعاد تتغير وتتداخل.
"لقد اختارتم، والآن عليكم أن تدفعوا الثمن." قال آزار بصوت هادئ.

تعليقات