رواية أرض الظلام الفصل الثانى عشر هويدا عصام بدوى
أرض الظلام الفصل الثانى عشر هويدا عصام
أرض الظلام
الفصل الثاني عشر: الترقب والمواجهةالجزء الأول: بداية التحول
كانت الأرض لا تزال تهتز تحت أقدامهم، والسماء المظلمة تتقلب من حولهم. المكان بدا غير مستقر تمامًا، وكأن الزمن نفسه يوشك على الانكسار. علياء، التي كانت لا تزال مغمورة في التفكير، شعرَت بشيء غريب يمر عبر جسدها، كأن الطاقة التي كانت قد امتصتها من قبل قد أخذت شكلًا جديدًا.
"هل نحن في مكان آمن؟" سأل راشد، وهو ينظر إلى الأفق المتقلب، حيث كانت السماء تتغير من ظلال داكنة إلى ألوان نارية متوهجة، وكأن عالماً كاملاً على وشك أن ينهار أمامهم.
قالت كيرا، وهي تهز رأسها،
-"لا أعتقد أننا في مكان آمن بعد. هذا العالم مليء بالأبعاد المتوازية، وكل حركة هنا لها تداعيات في أماكن أخرى."
تلك الكلمات جعلت علياء تشعر بقلق عميق، كما لو أن شيئًا ما كان يراقبهم، يتربص في الظلال. كان إليان يقف بعيدًا عنهم، يراقبهم بعينين شبه عميقتين. كانت فكرة توازن الأبعاد التي تحدث عنها سابقًا تتجسد بشكل تدريجي، لكن السؤال كان: كيف ستنجح هذه المجموعة في مواجهة القوى التي ستكون أكثر من مجرد تحديات شخصية؟ كان المستقبل يزداد ضبابية.
الجزء الثاني: المواجهة مع الغموض
في هذه اللحظة، بدأ الحارس إليان بالكلام مجددًا:
-"لا وقت للانتظار. عليكم أن تتحركوا بسرعة. كل واحد منكم يحمل جزءًا من المفتاح الذي يمكن أن يفتح أبواب الأبعاد المتعددة. هذه الأبواب قد تكون السبيل الوحيد لإنقاذ هذا العالم."
"أبواب الأبعاد؟" تساءلت سيرين بصوت مرتفع، "ماذا تقصد؟ هل هناك طريقة للانتقال بين العوالم؟"
أجاب إليان بهدوء:
-"نعم. هناك العديد من الأبواب التي يمكن فتحها في اللحظة المناسبة. ولكن هذه الأبواب لا تفتح بسهولة. عليكم أن تجدوا المفتاح الحقيقي الذي يربط بين العوالم."
في تلك اللحظة، ظهرت صورة غريبة في السماء. كانت دوامة ضخمة من الضوء والظلام تتداخل مع بعضها البعض، وكأنها تمثل البوابة التي تتحدث عنها إليان. لكن ذلك الضوء كان يحمل شيئًا مظلمًا بداخله، شيئًا يحذرهم.
"يجب أن تسرعوا قبل أن تُغلق الأبواب تمامًا،" أضاف إليان بصوتٍ حاد، "إذا لم تتحركوا في الوقت المناسب، لن يكون أمامكم سوى خيار واحد: الاندماج مع الظلام."
الجزء الثالث: الحلفاء والأعداء
بينما كانت المجموعة تستعد للانتقال، وقف ميلاك في مكانه، عاقدًا ذراعيه، وقال بصوت مليء بالغموض:
-"نعم، الأبواب... هناك العديد من الأبواب، ولكن بعضها قد يؤدي إلى الهلاك. يجب أن تقرروا بعناية، ففتح باب قد يعني بداية فصل جديد، أو نهايتكم."
ردت عليه سيرين، وهي تنظر إليه بشك:
-"كيف يمكننا أن نثق بك؟ كنتَ دائمًا في الظلام، وها أنت الآن تنقض علينا بحلولك."
ابتسم ميلاك ابتسامة ساخرة وقال:
-"أنا لا أقدم حلولًا، أنا أقدم خيارًا. أنتم من تختارون."
أضافت تسيا، السفيرة الحكيمة، التي كانت تراقب الجميع بعناية:
-"إن ميلاك قد يكون محقًا في شيء واحد: نحن نواجه لحظة لا رجعة فيها. يجب أن نكون حذرين للغاية في خياراتنا."
بينما كان الحوار يدور، بدأ ضوء الدوامة في السماء يتزايد، وكأن البوابة على وشك الانفتاح بشكل مفاجئ. شعر الجميع بموجة من الطاقة تتدفق عبر المكان. كان الشيء الذي كان يتربص بهم طوال الوقت قد اقترب أكثر.
"إنه هنا..." همس إليان وهو يحدق في السماء المظلمة، "الظلام النهائي."
وفي لحظة واحدة، ظهرت كائنات مظلمة ضخمة من داخل الدوامة، ترفرف في الهواء مثل طيور الجحيم. كانت مخلوقات مظلمة لا تمت للأشكال البشرية بصلة، أجسامها مظلمة وتنبعث منها أصوات غير مفهومة، وكأنها مخلوقات من العدم.
الجزء الرابع: المواجهة الكبرى
بدأت الكائنات المظلمة في الانقضاض على المجموعة، لكن إليان تحرك بسرعة، وشعاع ضوء أزرق انتشر من يده ليصد المخلوقات.
-"هذه هي بداية النهاية إذا لم نتحرك سريعًا. عليكم أن تختاروا البوابة."
أمسكت علياء بالبلورة التي كانت تحملها منذ بداية الرحلة، شعرت بطاقة غريبة تأتي منها. كان هناك شعاع قوي ينبعث منها، وكأنها استدعت القوة التي كانت تبحث عنها طوال الوقت. قررت أن تركز على هذا الشعاع، محاولة تحديد موقع البوابة المفتوحة.
بينما كانت علياء تركز، ظهرت مجموعة من الكائنات المظلمة حولها، وكانوا يحاولون إيقافها. كانت تحارب بشجاعة، تتفادى ضرباتهم، وتحاول في الوقت نفسه توجيه طاقتها نحو نقطة معينة.
ثم جاء الحارس إليان، ورفع يده نحو السماء، قائلاً:
-"البوابة المفتوحة هي أمامكم، فقط اختاروا بذكاء."
تمكنت علياء أخيرًا من تحديد مكان البوابة، ورأت أمامها بابًا ضخمًا يتلألأ بالألوان الداكنة والمضيئة معًا. كانت تمثل توازن الأبعاد الذي تحدثوا عنه. دفعت بكل قوتها نحو البوابة، وسحبت الآخرين خلفها.
ولكن بينما كانوا يقتربون، بدأ الظلام يلتهم المكان. كانت كائنات الظلام تتجمع حولهم بشكل متسارع، وكانوا في لحظة حاسمة.
"سريعًا!" صرخ راشد، بينما كانوا جميعًا يحاولون الوصول إلى البوابة قبل أن تغلق.
في اللحظة الأخيرة، دخل الجميع إلى البوابة، التي انفجرت بضوء هائل، وابتلعهم الضوء.
الجزء الخامس: بداية جديدة
عندما فتحت علياء عينيها، كانت في مكان جديد تمامًا. كانت السماء هنا زرقاء صافية، والأرض تحت قدميها كانت مغطاة بالعشب الأخضر.
"هل نجحنا؟" سأل راشد وهو ينظر حوله.
لكن قبل أن يتمكن أحد من الرد، ظهر أمامهم شخص آخر.
كان هذا الشخص يرتدي رداء أبيض لامع، وعيناه مليئة بالغموض. كان يبدو أنه يعرف الكثير عنهم.
"أهلاً بكم في المكان الذي لا يمكنكم الهروب منه." قال الشخص بصوت هادئ، لكن كلماته حملت تهديدًا غامضًا.