رواية أرض الظلام الفصل الحادى عشر هويدا عصام بدوى
أرض الظلام الفصل الحادى عشر هويدا عصام
أرض الظلام
الفصل الحادي عشر: الظهور الجديدالجزء الأول: لحظة جديدة
بينما كان الظلام يتناثر حولهم، ومع توهج الأفق بلون أزرق باهت، شعر الجميع أن هناك تغيرًا كبيرًا في الجو. كانت الأرض تحت أقدامهم تهتز، وكأنها كانت تعدهم لحدث عظيم. استمروا في السير في هذا العالم الجديد، حيث كانت السماء مغطاة بغيوم داكنة وأضواء متلألئة تتراقص حولهم.
"أين نحن الآن؟" سأل راشد وهو ينظر حوله، متسائلًا عن هذا المكان المجهول. كان كل شيء يبدو وكأنه ينتمي إلى عالم آخر، حيث الزمان والمكان لم يكونا كما اعتادا أن يكونا.
قالت كيرا بصوتٍ شارد:
-"لا أظن أننا في عالمنا بعد الآن... يبدو أننا عبرنا إلى عالم موازٍ، مكان لا يمكننا العودة منه بسهولة."
كان علياء تقف صامتة، تفكر في مصيرها ومصيرهم جميعًا. لقد خاضوا معركة كبيرة للوصول إلى هذا المكان، ولا شك أن هناك تحديات أكبر تنتظرهم. وفجأة، توقفت عن السير، وشعرت بشيء غريب في الهواء. كانت هنالك طاقة غير مرئية تتسرب عبر الأبعاد، طاقة كانت تلتف حولهم.
"هناك شيء قادم..." قالت علياء بصوت حذر، بينما كانت عيونها تلمع بترقب.
وفي اللحظة نفسها، ظهر أمامهم ضوء خافت ثم انفجر في شكل كرة نارية عملاقة. ومن داخل تلك الكرة، خرجت شخصيات جديدة لم يكن لهم وجود في هذا العالم من قبل.
الجزء الثاني: أول الشخصيات الجديدة
1. إليان – الحارس العتيق
أول من خرج من الدائرة المضيئة كان شخص طويل القامة، ذو ملامح غريبة وجميلة في ذات الوقت. كان شعره فضيًا ناعمًا، وعيناه تلمعان باللون الأزرق الغامق. كان يرتدي رداءً أزرق داكنًا مغطى بشعاع من ضوء نقي، وكأنه كان مخلوقًا من الطاقة نفسها. بدا أن إليان ليس مجرد شخص عادي، بل كان حارسًا عتيقًا لهذا العالم الموازٍ.
قال إليان بنبرة هادئة، لكنه تحمل في صوته وزن سنوات عديدة من التجربة:
-"أهلاً بكم في عالم الأبعاد المتعددة. أنا إليان، الحارس الذي يحافظ على توازن هذا الكون."
سألته علياء مباشرة:
-"لكن ما هو هذا المكان؟ ولماذا نحن هنا؟"
أجاب إليان:
-"أنتم الآن في مكان غير محدد، حيث تتقاطع الأبعاد. هناك عدة أماكن متوازية في هذا الكون، وكل واحد منكم له دور محدد في الحفاظ على توازن هذه العوالم."
كان إليان يتحدث كما لو أنه كان يعرفهم جميعًا، وكأنهم جزء من خطة أوسع لا يفهمونها بعد.
2. سيرين – الأميرة المتمردة
خلف إليان، ظهرت امرأة في منتصف العشرينات. كانت تحمل جمالًا شاحبًا، وشعرها الأسود الطويل كان يرفرف في الهواء كأنما يعكس الليل نفسه. كان وجهها يحمل ملامح الغضب والحزن في آن واحد، وعينيها كانتا تبرقان بشدة. كانت سيرين، الأميرة المتمردة.
قالت سيرين بصوتٍ غاضب:
-"أنا سيرين، ورغم أنني أميرتنا في هذا العالم، إلا أنني لا أؤمن بالقواعد التي تحكمه. نحن نعيش في عالم من الأكاذيب، وأنا هنا لأغيّره."
كانت سيرين تحمل ماضيًا مظلمًا، فمملكتها قد دُمّرت بسبب قوى الظلام التي اجتاحت عوالمها. قررت أن تكسر القيود التي فرضت عليها كأميرة، وخرجت بحثًا عن الحقيقة. كانت قد رأيت العديد من الأبعاد الموازية، ورأت كيف يتم استغلال القوى في كل مكان.
3. ميلاك – الساحر المارق
وراء إليان وسيرين، ظهر رجل كان يبدو في الأربعين من عمره، لكنه كان يحمل ملامح شابٍ قوي. كان ميلاك، الساحر المارق. كان يرتدي رداءً أسود اللون مزخرفًا برسومات معقدة من الطلاسم، وعيناه تتوهجان بلون أحمر قاتم.
قال ميلاك وهو ينظر إلى علياء:
-"أنا هنا لأنني بحثت طوال حياتي عن طريقة لتحطيم الحدود بين الأبعاد. وها أنا ذا، أمامكم الآن."
كان ميلاك ساحرًا خطيرًا، يمتلك قوى غير عادية تتعلق بالتلاعب بالأبعاد. كان يعتبر نفسه من أتباع الظلام، لكن في الحقيقة هو أكثر تعقيدًا من ذلك. كانت دوافعه واضحة، كان يسعى إلى إحداث توازن بين الظلام والنور، ولكن طريقه كان مليئًا بالأسرار.
الجزء الثالث: التحدي الجديد
بينما كانت المجموعة تنظر إلى هؤلاء الوافدين الجدد، كان إليان يراقبهم بعناية.
"كل واحد منكم يحمل سرًا خاصًا. ومع ذلك، فأنتم لا تعرفون الأبعاد كما أفعل. سأرشدكم، ولكن يجب أن تتعاونوا."
"ماذا تقصد؟" سأل راشد، وهو يبدو مرتبكًا من حديث إليان.
أجاب إليان ببرود:
-"أنتم هنا لأنكم تحملون قوتين متناقضتين. الظلام والنور. أنتم جزء من خطة أوسع، وعليكم الآن اتخاذ القرارات التي ستحدد مصير هذا العالم."
قالت سيرين بتحدٍ:
-"لكننا لن نكون مجرد أدوات تلعبون بها. نحن نعرف أن الطريق مليء بالمخاطر."
أنتِ مخطئة." رد إليان بهدوء. "إذا كنتِ تعتقدين أنكم ستتمكنون من تغيير مصيركم هنا، فإنكم مخطئون."
وفي تلك اللحظة، تكاثف الضوء في السماء، وكان الصوت العميق للمجموعة يملأ المكان. كانت هناك بداية لصراع جديد، صراع قد يتجاوز حدود الظلام والنور.
4. تسيا – السفيرة الحكيمة
وفجأة، ظهرت شخصية أخرى من السماء. كانت تسيا، السفيرة الحكيمة. كانت ملامحها دقيقة، وعيونها كانت تُشعّ بالنور كما لو كانت مرآة للسماء. كانت تحمل علمًا قديمًا، وكان الرداء الذي ترتديه مليئًا برسومات تعكس تاريخ العوالم الموازية.
قالت تسيا بصوت هادئ:
-"لقد كنت أراقبكم منذ زمن بعيد. أنتم لستم مجرد أشخاص عاديين. أنتم الذين ستحدثون الفرق في هذا الكون."
الجزء الرابع: معركة الأبعاد
ومع ظهور هذه الشخصيات، كانت الأرض تحت أقدامهم تبدأ بالاهتزاز مرة أخرى. كان هذا العالم ينهار بشكل تدريجي، والتهديد الأكبر كان يقترب منهم بسرعة.
قال إليان، وهو ينظر إلى السماء المظلمة:
-"المعركة القادمة ستكون صراعًا بين الأبعاد. قد تتغلبون على الظلام، لكن هذا يتطلب التضحية بكل شيء."
كل واحد من الشخصيات الجديدة كان يحمل هدفًا مختلفًا، وكان كل منهم يمثل جزءًا من لغز أكبر يجب حله.