رواية جسدك بنكهة الموت بقلم هدير خليل معرض القاهره الدولي للكتاب 2024
رواية جسدك بنكهة الموت
بقلم هدير خليل
معرض القاهره الدولي للكتاب 2024
الكاتبة هدير خليل
روايه جسدك بنكهة الموت
دار المصرية السودانية الاماراتية
صالة 1 جناح A49
الظلام يعم المكان بالكاد أستطيع رؤية أصابع يدي، بفضل تلك الإضاءة الخافتة المنبعثة من النافذة، برغم سخريتي من زوجتي منذ قليل؛ على خوفها من الظلام إلا أنني الآن أشعر برجفة بداخلي وهاجس أنني مراقب من أحدهم، و أن هناك عيون تتبع خطواتي، ابتلعت ريقي بارتباك، وأخذت أبحث عن شمعة في أدراج المطبخ؛ حتى أنير بها المكان حتى أرى ما سبب انقطاع الكهرباء؟! فجيراننا تعمل لديهم الكهرباء، لا أعلم لم حظِ عثر اليوم؛ بداية من مديري الذي عاقبني بخصم من راتبي، بسبب ضربي لأحد المتهمين بعنف حتى يعترف بجريمته، لا أعلم ما الخطأ في ذلك، فتلك طريقتنا التي نتبعها منذ الأزل، لم الآن أصبحت طريقة سيئة، كل ذلك بسبب الهراء المسمى حقوق الإنسان التي تتدخل في عملنا، وهم أول الناس الذين يتخلون عن حقوق الإنسان عندما يكون العبث معهم، لا أعلم منذ متى نتبع تلك القوانين فنحن في قرية نائية؛ لا نتبع أي دولة ولا وجود لنا على خارطة الطرق... واكتمل حظي العاثر بانقطاع الكهرباء ونفاذ بطارية هاتفي من الشحن، أين ذهبت الشموع بحق الجحيم؟ لقد بحثت عنها في جميع الأدراج.
-"هل تبحث عن هذا؟!"
التفت خلفي سريعا أحاول رؤية من الذي تحدث منذ قليل، كيف يجرؤ أحد على دخول بيتي دون إذني؟!
-"من أنت؟! وكيف دخلت إلى هنا؟! أين أنت؟! هيا أرني نفسك"
لم أحصل على رد أخذت أتلفت حول نفسي وأتحسس المكان من حولي لعلي أمسكه ولكن لم أعثر على شيء، وجدت أعواد الثقاب فأشعلت واحدة بأعصاب غاضبة من ذلك الدخيل، نظرت أمامي لم أرَ أحدا فالتفت خلفي لأفاجئ بشخص يطفأ عود الثقاب ويهرب من متناول يدي لأصرخ بانفعال.
-"أين أنت أيها الحقير؟ أظهر نفسك أن كنت رجلا"
شعرت بنغزه في عنقي يبدو أنه أعطاني حقنة في عنقي، شعرت بخدر في أطرافي ليكون آخر ما استمع له صوت هذا الغريب.
-"استمتع بلحظاتك الأخيرة قبل أن تصبح في عداد الموتى"
همست بخدر وأنا أحاول أن أفتح جفوني.
-"من... أنت؟؟"
أجابني بصوت عميق بعيد كأنه يصلني من القاع.
-"أنا الموت الذي عبثتوا معه... أنا حامل رسائل الموتى"
________________