أخر الاخبار

رواية عماره حي المعادي بقلم فاطمه حمزه معرض القاهره للكتاب 2024

رواية عماره حي المعادي بقلم فاطمه حمزه معرض القاهره للكتاب 2024

 وقفت بالمرآة تنظر تغيرات وجهها، حاولت الابتسام فقد نسيت الضحك منذ سنوات، لتكتشف نمو التجاعيد بوجهها، كررت مط الشفتين وضمهما أكثر من مرة، تحرك معها الجلد الزائد بالوجه ليشكل كسرات تحت العينين وحولهما، راحت تفحص بيدها جانب رأسها، تخللت بأصابعها خصلات شعرها اكتشفت عددًا لا بأس به من الشعرات البيضاء، منذ سنوات قليلة كانت تحرص على أن تتابع نموها فترصد عددها وتعرف موعد ظهور الجديدة منها، تفاجأت هذه المرة بعددها الذي تكاثر بشكل كبير فلم تتمكن من إدركه ولا في أي وقت نمت، راحت تغطيها بخصلات أخرى ما زالت محتفظة بصبغتها، نظرت إلى المرآة لترى جسدها، تحسسته وكأنها تكتشفه من جديد، لمست يدها عنقها، تسللت للأسفل تحسست صدرها المتراخي وثنايا خصرها التي زادت كثيرًا، لم يمسها أحد منذ أن هجرها زوجها منذ سنوات بعيدة، أطبقت بأصابعها على زوائد بطنها تحركها وتهتز، خمنت حجم الزيادة بالكيلو جرام وعوجت شفتها مشفقة على نفسها من الدهون التي احتلت جوانب جسدها الذي قل معدل الحرق به في السنوات الأخيرة، عزت نفسها بأنه ربما حالات الاكتئاب التي تمر بها دومًا هي ما ساعدت على نمو كل تلك الشحوم بالبطن والفخذين، تذكرت شبابها من عشرين عامًا كانت جميلة ممشوقة القوام، يتمناها كل من يراها من الشباب كان بوجهها نضارة، لم يتبقَ منها شيء، غيرته عوامل كثيرة وضربات موجعة وأصبح لا تفارق التكشيرة ملامحه، ازداد عبوس جراء تلك النظارة الزجاجية بإطارها الغليظ الأسود.

رواية عماره حي المعادي بقلم فاطمه حمزه معرض القاهره للكتاب 2024


تعليقات