رواية غيث بقلم نرمين عادل همام معرض القاهره الدولي للكتاب 2024
رواية غيث بقلم نرمين عادل همام معرض القاهره الدولي للكتاب 2024
رواية غيث
بقلم نرمين عادل همام
معرض القاهره الدولي للكتاب 2024
مازلت قابع في الذكرى، ومازلت تنسج أوتار قلبي بعشقك ليحيَ من جديد".
أنها إمرأة لن يغيرها الزمن
هكذا هي "رحمة" وستظل هكذا.
لذلك أحبته إلى حد الجنون؛ عَشقتْ كل صفاته، وتحملت كل هفواته، وحاربت من أجل أن يعيش هذا الحب، ولأجل ذلك ضحت بالكثير، العمر يمر والسنين تُسرَق، والقلب أدماه الإهمال، لأنه كان يعشقها بصمت.
لكن هي كانت تُخْنق بصمته، كانت تتحدث معه دون ملل، واحيانا تلومه وتعاتبه، عندها يخرج من صمته ويثور فجأة؛ وينهال عليها باللوم ويقول:
_"ماذا دهاك؟ مابك يا أمرأة أنا احبك!"
لكنه لا يعلم؛ أنه لا يتقن لغة الحب، ولا يعرف الطريق المختصر إلى قلبها، هي أوفى منه وقد تكون أصدق منه، تعرف أن الحب احتواء.
وعندما أقول أن كلمة أحبك ليست قبلة أو رغبة، ينصرف إلى صمته، لا… ابدا..
إن كلمة (أحب) لديها عدة مفردات في قاموس الحب، وهي كالتالي:
«بعيدا عن الجسد تعالى أسترخي ضع رأسك على ركبتيَّ كما يفعل الطفل مع أمه، واشعر بالإرتخاء وأنا أمرر يدي بين خصلات شعرك، وأنت تحكِ عن يومك، عن تعبك عن مشاكلك، وعن ما يؤلمك، أمرر يدي على وجهكَ وأنثر على قلبكَ عطر الحنان، حنان الأم و الأخت والحبيبة وأنا أستمع إلى انفاسك، وحديثك عن عالم أرهقك وعن ماضِ يؤرقك».
هي تُريد أن تدخل عالمك، داخل أعماق قلبك، لتمحو بدفئ ما خلّفه الزمن من جراح، وأنت أيها الجاهل لجوهرة حياتك، تأكد أن جسدك لا يهمها إذ لم تسكنه روحك، وتكون روحها معك تحرك ذلك الجسد المتعب، تمر الأيام هي في عذاب لا ينتهي و يبقى الحال هكذا تنتظره، ويعود حاملا حقائب صمته
الكاتبة/نرمين عادل همام
دار المصرية السودانية الاماراتية..
صالة 1 جناح A49