رواية حراس المقبرة بقلم الكاتبة شيماء محمد(شيما) معرض القاهره الدولي للكتاب
رواية حراس المقبرة
بقلم الكاتبة شيماء محمد(شيما)
معرض القاهره الدولي للكتاب
في منتصف الليل وظلامه الدامس، لا يوجد إلا أرواح هائمة في أنحاء المقابر مولولة صائحه تبحث عن منقذها أو عن ضحية لها.
لا يجرؤ أحد أن يمر بين مساكن الموتى، وذلك المكان ليلا، وإذا كان تعيس الحظ وقادته قدماه ومر من ذلك الطريق، وطرقاته بعد منتصف الليل، وأمام تلك المقبرة فإنه يسمع من داخلها؛ ولولة خافته وأنين مؤلماً وأصوات، تؤكد أن أصحابها ليسوا من البشر، بل أرواح معذبة تملأ القلوب فزعا ورعبا.!!
صرخاتها تخبرك بأهوال ما تراه وما حدث لها، بعضها يصرخ يريد الراحة والمغفرة..وبعضها يريد الأنتقام ويحذر الآخرون إلا يقتربون من عالمهم!!.
دخل يصرخ وهو ينوح بصوت معذب من الألآم، يولول عندما تشتد تلك الأصوات بداخله، أخذ يتلفت حوله ينظر في أرجاء المقبرة يبحث عن مغيث له ينقذه مما هو به.
يدخل ويخرج بين غرفها وهو يضرب على الحوائط بيديه يرى الظل يتتبعه! ولا يعرف ماذا يفعل؟ نظر بعينيه يغلب على بياضها اللون الأحمر من قلة النوم ليصرخ في أتجاه الظل الأسود الذى يتتبعه قائلا بصوت مترجي معذب:
- "كفاية... كفاية... خلاص خليهم يسكتوا....خليهم يطلعوا من دماغي!".
كان يتكلم ضارباً بيديه على أذنيه التى قام بثقبها بسيخ حديد رفيع؛ معتقداً أنه بذلك لن يسمعها مرة أخرى!
ولكن ظلت تلك الصرخات و اللعنات بداخل أذنه ورأسه طوال الوقت مكملا حديثه بنواح:
- "خلاااص... ارحمني..؟"
لينظر إليه الظل الأسود، الذي لا يظهر منه غير عينيه الحمراء، مثل نار الجحيم ولون الدم، وابتسامته التى تدب الخوف في قلوب من يراها.
-" وأنتَ رحمت ....؟!!"
كان صوته أجش جهوري يثير الرعب بداخل من يسمعه؛ كأنه أتى من الجحيم.
ليخر راكعا على ركبتيه، وهو مازال يضرب بيديه صارخاً.
-"اااه. كفاية أنا عرفت غلطي.. ارحمني وخليهم يرحموني من أصواتهم إللى بتموتني!!".
أقترب منه الظل الأسود مبتسماً أكثر ليزيد الرعب في قلبه هامسا له بفحيح.
_"قولت ليك وحذرتك كله إلا القبر ده.. ؟"
أخذ يهز رأسه محاولا إخراج تلك الأصوات، مغمض عينيه صارخاً، ليفتح عينيه ليجد الظل أمام وجهه، ويرى وجهه لأول مرة ليُخْرِسَ صوته مرتعش الجسد يريد الهروب والفرار، ولكن لا يستطيع؛ يشعر بالشلل، ليشعر بعدها بألم رهيب في امعائه، ثم ظهره وبعدها يديه ليصبح جسده بالكامل يؤلمه بألم جعله يتمنى الموت حتى تسكت تلك الأوجاع!.
أخذ بيديه يضرب كل جزء من جسده، ولكن لم تصمت تلك الأصوات أو الألم منه، لينظر إلى الظل وكأنه يخبره أنها النهاية!
ليخرج مهرول من المقبرة صارخاً متجهاً إلى المكان الذى يضع فيه الأكفان؛ يبحث بجنون عن منقذ له تدور عينيه في المكان المظلم الذى لا ينيره إلا ضوء القمر، الآتى عبر النافذة الوحيدة في الغرفة ظل يبحث بعينه حتى وجد ضالته.
بخطوات مرتعشة أتجه إليها ليخطفها بيده، أمسك السكين الموضوع بين الأكفان التى يستخدمها في تقطيعها ليخرج من الغرفة إلى ساحة المقبرة؟!!.
الكاتبة شيماء محمد(شيما)
دار المصرية السودانية الاماراتية
صالة 1 جناح A49