_ ماتمشوش من قدام المقابر يا محمد .. زي مانت شايف كدا .. معتز بقاله كام يوم مش مظبوط ..تعبنا معاه يا ابني .. جيبنا شيوخ كتير مافيش فايدة .
همسات من عوالم مجهولة الجزء الاول
همسات من عوالم مجهولة
الجزء الثاني ولاخير
(٢) والأخير
معتز بدأ يتكلم ويزعق بصوت عالي وبكلام مش مفهوم وهو باصص للكلب ، عارفين كان عامل بالظبط زي اللي بيشرح لحد حاجة بس للمرة الأولى لسماعك للكلام ده ، هتكتشف انه طلسم من بتوع السحر ! .
بدون مقدمات لقيته بيخلع حزامه وبيجري عند الكلب وعمل حاجة غريبة متقلش غرابة عن اللي عمله لما شاف الكلب ، ده لإنه لف الحزام على رقابتهُ ولما قرب للكلب نزل معتز على رجله قدامهُ ووطى راسه في الأرض !! .
مكنتش عارف ازاي انا لسه واقف وشايف المشهد المرعب ده ، تخيلوا معايا المشهد ، معتز ابن عمتي لف على رقابته حزامه بعد ما خلعه ونزل بركبته اكتر وسند على ايده وهو بيوطي راسه للكلب ! .
رجلي بدات تترعش ، وجسمي كمان ، بعد ما اتأكدت اني في ضحكة طلعت من الكلب بعد ما لف نفسه للقطيع الباقي واختفى وسطيهم ووراه معتز وهو بيسحب من الارض قطة ميته !!! .
وكانت ثواني واختفوا وسط المقابر ، روحت لعمتي بسرعة وكل اللي شوفته مش راضي يتشال من دماغي وعمال يتعاد زي الشريط .
لما روحت وبقيت تحت البيت لقيت دخان كتير طالع من الشباك .. طلعت جري وخبطت ، عمتي فتحتلي وهي بتعيط ، اول ما شافتني اترمت في حضني وقالتلي وهي بتعيط :
_ معتز .. الحق معتز يا محمد .. انا مش عارف هو ماله .
دخلت اوضته لقيت ريحة البخور مسيطره على الاوضة كلها ، منة واقفة ورا الباب وبتبص على معتز اللي واقف على السرير وماسك في ايده دبدوب كبير ورافعه قدام عينه وعمال يحرك دماغه يمين وشمال .
شافتني منة بقربله ، مسكتني من ايدي وقالتلي وهي بتهمس :
_ تعالى هنا رايح فين ماصدقنا انه هدي .
كنت باصص لمنة لما قالتلي الجملة دي ، معقبتش عليها ورجعت ابص لمعتز اللي لقيته باصصلي وعلى وشه نفس الابتسامة الشيطانية ونزل من على السرير وهو بيقولي :
_ اخباره ايه دلوقتي يا محمد ، يا ترى بلغته باللي قالتلك عليه .
استغربت من كلامه اللي مليان الغاز علشان كدا سألته وقولتله :
_ مش فاهم قصدك ايه ؟ .. مين اللي بتتكلم عليهم دول يا معتز ؟ .
= نسيت اوام يا حمو ، نرجس ، الست نرجس .
أيوة انا محمد صاحب حكاية البنك اللي في الف مسكن ، قولتلكم اكيد هرجع احكي على اللي حصل ، ومكنش فيه اكتر من الموقف ده صعوبة احكيهولكم .
بلعت ريقي وقولتله :
_ م م مانا قولتله وسيبته وسيبت الشغل ، اعمل ايه تاني ، وبعدين انت عرفت الموضوع ده ازاي ؟ .
منة حاولت تستفسر عن اللي بيحصل واللي هي مش فاهماه ، سكتها ، لقيت معتز بيقرب مني اكتر وقرب لودني وهمسلي وقال:
_ عايز تعرف انا عرفت ازاي .. بسيطة .. أنا نرجس !!! .
وقع على الارض بعد ماخلص جملته ، امه واخته جريو عليه اما انا فضلت واقف مذهول ، سيبتهم وحطيت موبايلي على الشاحن شوية وحاولت افتحه واتفتح ، كان في حاجة واحدة بس مقررلها ، لازم اتصل بعماد دلوقتي حالا .
فضلت اتصل بيه اكتر من ٢٠ مرة ، لحد ما رد أخيرا ، من غير مايتكلم قولتله بحزم :
_ عماد انا محمد ، عايز اقابلك بكرة ضروري ، ابعتلي عنوانك على الواتس .
قفلت في وشه ورجعت اشوف معتز ، عمتي اتصلت بالشيخ وعدى ساعة ولقيناه بيخبط على الباب ، فتحتله الباب ، لقيت راجل في الستينات من عمره ولابس جلابيا ولحيته بيضا .
عرفت منه ان اسمه متولي .. الشيخ متولي عبد الرزاق.
دخل الشيخ متولي لاوضة معتز اللي نايم على السرير وجسمه متخشب ومش بينطق ، فضّلت افضل انا والشيخ بس في الاوضة ، طلعت عمتي ومنة برة وقفلت الباب .
مسك الشيخ متولي راس معتز وفضل يتمتم بآيات من القرآن ، صوابع معتز بدأت تتحرك ، وبدأ يئن ويزوم ، وكان في سائل ابيض بدا ينزل من بوقه .
مسكت رجل معتز بعد ما الشيخ قالي اعمل كدا ، لاحظت ان صباعه الكبير ازرق ووارم وهو اللي بيتحرك حركات جنونية .
الشيخ زاد من قرأته للقران ، بس اللي مكنتش متوقعه اني احس بدوخة وخنقة ، الهوا من حواليا بدا يقل وكانت ثواني واغمى عليا.
مش عارف عدى اد ايه علشان صحيت على صوت بينادي عليا ، قمت وبصيت حواليا ، لقيتني واقف في اوضة كبيرة وواحدة ست عجوزة قاعدة على السرير وحاطة جهاز الأوكسجين على بوقها !.
ايوة بالظبط .. هي الست نرجس !! .
كانت بصالي بصمت بعد ما بصيت ورايا ولقيت واحد بيفتح باب الشقة وبيدخل وهو بيتسحب ، لما قرب اتاكدت ان هو عماد ، لقيته بيدخل الاوضة وعدى من قدامي من غير مايشوفني .
كنت عارف انها بتوريني اللي عماد عمله علشان كدا ركزت اكتر وبدات اتحرك لحد ما وقفت قدام عماد اللي فتح الدولاب وطلع شوية ورق خدهم ومشي .
مافهمتش ورجعت ابصلها ، لقيتها واقفة جمب سريرها وسانده على عمود ابيض والجهاز الأوكسجين لسه على وشها ، شاورتلي عليه وفهمت ان السر في الورق .
فقت لقيت الشيخ ومنة واقفين قدامي ، قمت من على الارض وسيبتهم ومشيت بدون مقدمات .
كلمت عماد وقولتله لازم اقابلك دلوقتي ، الوقت كان بيقرب على ١١ بالليل ، قالي عنوان البنك اللي هو شغال فيه حالياً ، كنت فاكر انه مشي من القاهرة ، بس اتضح انه كان قاعد لغرض تاني عرفته لما قابلته .
_ من غير كلام كتير ، ومن غير ماتتفاجيء ، انا عايز الورق اللي انت سرقته من الست نرجس .
فضل يتلجلج في الكلام بس بعد ما قولتله كل التفاصيل معرفش يتكلم معايا وحكالي كل حاجة :
_ انا اه ماقولتلكش كل حاجة بصراحة بس اقولك ايه ، اقزلك ان ولادها اتفقوا معايا يدوني قرشين واجيبلهم وصيتها علشان يقطعوها ويزوروا وصية تانية علشان ياخدوا فلوسها .
ولا اقولك ان الورق لسه عندي ولسه ببتذهم عليه علشان يدوني فلوس اكتر واكتر ، واني هربان منهم هنا عشان محدش يعرف طريقي .
عموماً انا مبقتش عايز حاجة .
غاب عني دقيقة ورجع ومعاه فايل جواه ورق ، كان ورق الوصية ، لما بصيت عليه ، لقيت الست نرجس الله يرحمها ، كانت موصيه ان فلوسها كلها تروح لمستشفى اطفال .
من غير كلام سيبته وخدت الورق ومشيت ، عدى ايام ووكلت محامي وهو اتصرف وبالفعل قدرت انفذ وصيتها ومن وقتها بقيت اشوفها في احلامي ، جيالي بتضحك وبتشكرني على اللي عملته .
اما معتز فضل زي ما هو ، في يوم من الايام قررت اقعد مع الشيخ واحكيله اللي حصلي بالظبط وبالتفصيل ، قالي :
_ انت مش اول واحد يا ابني ، ربك بيصطفى من عباده أشخاص بيبقوا ارواحهم شفافة ، لا يعلم الغيب الا الله سبحانه وتعالى ، لكنك جواك هبة عظيمة اتمنى تحافظ عليها وتستخدمها في الخير .
= في حاجة تاني يا شيخ ، انا شوفت موقف حصل لمعتز عند المقابر اللي تحت البيت بشوية .
وحكيلته على كل التفاصيل ، مسكني الشيخ من ايدي ونزلنا لنفس المكان ، دخل الشيخ متولي المقابر وقالي استناه برة لحد ماييجي ، غاب اكتر من نص ساعة ورجع وهو ماسك في ايده حتة قماش سودة ومتربة وريحتها بشعة .
بصيت له بعد ما شوفت اللي في ايديه وفهمت من غير مايتكلم ، معتز كان معمله عمل نجس ، عمل بوقف الحال والمرض والموت.
رجع الشيخ للبيت بعد ماتخلص من العمل وقرأ قران على معتز وبفضل الله بالتدريج ومع الايام والمواظبة على الصلاة والاذكار رجع معتز كويس وبقى احسن من الاول .
كنت عايز اقول معلومة قبل ما اخلص كلامي ، انا اللي اقترحت على الشيخ متولي انه يحكي اصعب المواقف اللي حصلت معاه علشان تكون توعية لبعض الشباب اللي بيسمعوا القناة ويتعلموا من التجارب اللي حصلت مع الشبخ ، ولسه في جعبته كتير وكتير اوي من المواقف الصعبة .
اما انا فالحمدلله اخدت بنصيحة الشيخ متولي وبقيت بستحدم الهبة اللي ربنا ادهالي في فعل الخير ، لحد دلوقتي حياتي هادية واللي بيحصل معايا مش جدير اني احكيه ، بس اوعدكوا ، لو حصل حاجة تستحق اني اقولها ، هرجع تاني .
تمت .
لو وصلت لحد هنا يبقى قصة النهاردة خلصت ، من فضلكم محتاج دعم جامد الفترة دي علشان اقدر أكمل وانزل قصص اقوى ، ادعموني بلايك وكومنت وشير.
#همسات_من_عوالم_مجهولة