أخر الاخبار

همسات من عوالم مجهولة كامله بقلم محمد إبراهيم عبد العظيم

_ ماتمشوش من قدام المقابر يا محمد .. زي مانت شايف كدا .. معتز بقاله كام يوم مش مظبوط ..تعبنا معاه يا ابني .. جيبنا شيوخ كتير مافيش فايدة .

همسات من عوالم كامله مجهولة بقلم محمد إبراهيم عبد العظيم


همسات من عوالم مجهولة بقلم محمد إبراهيم عبد العظيم 

همسات من عوالم مجهولة الجزء الاول


 بقلم محمد إبراهيم عبد العظيم 
عمتي قالتلي الجُملة دي وهي بتوشوشني علشان معتز ابنها مايسمعناش ، كُنا واقفين عند باب الشقة ، معتز ابن عمتي فعلا كان متغير ، تصرفاته مش مظبوطة ، خاسس اوي وكان فيه سواد كتير تحت عينه .

اتصدمت من كلامها بس مالحقتش افهم منها تفاصيل أكتر ده لان معتز طلع من أوضته و مسكني من ايدي بسعادة وبيقولي : 

_ يلا يا حمو .. يلا علشان ماتتأخرش .

جملة كانت ممكن تتقال طبيعي ، لكن السعادة اللي كان فيها وهو بيقولهالي بتأكدلي ان في حاجة غلط في معتز .

معتز عنده ١٣ سنة وهو اصغر مني ب٧ سنين .. وهو ابن عمتي وفي نفس الوقت نسيبي .. مانا خاطب اخته منة .. وبروحلهم يوم في الشهر ده لاني مشغول جداً في الشغل .

بس المرة الأخيرة اللي جيتلهم فيها حسيت ان في حاجة مش طبيعية ، عمتي وخطيبتي وشوشهم باهته ، بمجرد ما دخلت من باب الشقة شميت ريحة بخور نفاذة جداً ، وفي الفترة الاخيرة دي كنت ملاحظ ان منه متغيره معايا شوية علشان كدا قررت اعمل مفاجأة وأروحلهم بدون ميعاد .

وبالفعل قبل ما أخبط الباب عليهم سمع صوت صريخ من حوة الشقة ، ثواني وفتحتلي منه والدموع على خدها ، شافوني اتفاجئت بس حسيت انها اطمنت بوجودي .

دخلت وانا بسأل عمتي عن الصوت اللي سمعته ، لقيتها بتبُص عند أوضة معتز وسكتت . 

قعدت شوية مع محاولة مني اني افهم سبب التغيير المفاجيء اللي ظهر على منه وعمتي هي كمان بس مكانوش بيدوني سبب مقنع علشان كدا قعدت حوالي ساعتين وقررت امشي .

كنت ملاحظ ان معتز مش ظاهر الفترة دي ، بس بمجرد ما قولت انا ماشي ، لقيته طالع من اوضته وبيقولي بسعادة : 

_ هوصلك يا حمو علشان الوقت اتأخر ، اديني دقيقة هلبس واجيبك .

لسه هرد عليه لقيته جري على اوضته ، في الوقت ده بقى وقبل ما اخرج من الباب عمتي قالتلي الجملة اللي زادت حيرتي اكتر ، لما نزلت انا ومعتز لاحظت ان طول المسافة اللي بين بيت عمتي وبين الموقف وهو ساكت بس كان ملهوف وبيبص حواليه .

كان عامل زي المجنون بالظبط ، في الحقيقة خوفت منه ، حط نفسك مكاني ، معتز بيهمس وهو ماشي وعمال يضحك ويهز دماغه والأنيل من كدا ، عينه مبرئه وعلى وشه ابتسامه مرعبة .

المسافة طويلة شوية والشارع كان هادي شووية ، وصلنا لنص المسافة وحاولت اكلمه واخليه يرجع واكمل انا لكن مكنش بيرد عليا ولا كانه سامعني ! 

مشينا شوية ولقيته وقف .. بصيت عليه ولما لقيته وقف فجأة وهو باصص جمب منه بالتحديد بإتجاة جراچ مفتوح وليه منزل والدنيا عتمة تماماً من جوه .

قولتله : 

_ وقفت ليه يا زوز .. يلا مش هتوصلني .

كنت بقول الجملة دي وصوتي مهزوز ، للمرة الاولى خايف من تصرفاته ، فضل معتز ساكت لثواني وبصلي وبعد ما كان مكشر قالي بإبتسامة : 

_ معتز مش هيروح في مكان ، معتز هيفضل واقف ، امشي وسيبه .

جسمي قشعر تلقائي ورجعت بضهري لورا ، معتز بعيداً عن طريقة كلامه وان هو بيتكلم بصيغة الأنا والضمير زي ماقالي ، صوابع معتز كانت بتتلوى بشكل مرعب وهو واقف .

كنت واقف وبينه وبيني مافيش ، ركزت على صوابع ايده ورجله، لقيتها بتتحرك حركات صعبة جداً ، صوابعه كانت زي اللي بتتني من تلقاء نفسها !! .

والغريب ان معتز واقف باصصلي وعلى وشه ابتسامة شيطانية ومش حاسس باللي بيحصل ، من هنا اتاكدت انه مش معتز ابن خالتي ، ودمجت ده بكلامه وطريقة كلامه بيدل ان اللي جواه هو اللي كلمني .

مشيت ، مش هكدب ومش بس مشيت ، انا كمان جريت بأقصى سرعة عندي ، بعد ماحسيت بخطواته بتقرب من ورايا رغم اني كنت بجري بسرعة بس بين كل ثانية كنت بسمع صوته ورايا ، ومكنتش اقدر ابص ورايا ! 

وصلت للموقف وهناك لقيت استراحة قعدت واخدت نفسي ، موبايلي رن ، لقيتها خطيبتي ، اترددت ارد ولا ماردش ولو رديت هقول ايه لو سالتني على اخوها ، عشان كدا ماردتش ، رميت عيني لأخر الشارع ، لقيته لسه واقف مكانه زي التمثال ! .

كان في كذا واحد ماشي في الشارع وعربيات قليلة اه بس في حس يعني والشارع رايح جاي من طريق واحد ، هو الطريق اللي معتز واقف فيه ، وانا مركز مع معتز وبفكر وسرحان أتنفضت من مكاني بسبب رنة موبايلي ، خطيبتي بتتصل تاني ، المرادي فتحت وكانت اكبر غلطة عملتها : 

_ ايه يا منة في ايه عمالة ترني وافصل عليكي في ايه ؟ .

= بطمن عليك يا محمد بتعلي صوتك عليا ليه دلوقتي انا غلطانه يعني .

_ حقك عليا يا ستي ، انا مخنوق بس شوية ، قوليلي هو معتز ماله ، وياريت متكدبيش عليا انا خلاص عرفت اللي فيها .

= طبعاً انا اسفه اني محكيتلكش وكنت متغيره معاك الفترة دي بس دي كانت اوامر سيدنا الشيخ ، معتز بسم الله الحفيظ ممسوس ، كل ما يقرب للمقابر يفضل يصرخ ويتنطط ويفضل يقول كلام غريب .

كنت لسه باصص عليه وانا بكلمها وبدات اقرب اكتر ليه علشان ادقق النظر بعد مالقيته بيعمل حاجات غريبة ، زاي انه بيتنطط وهو بيجري بشكل دائري على حاجة قدامه في الارض مكنتش شايفها كويس ، لان المسافة بيني وبينه طويلة .

بس المكان اللي هو واقف فيه عند المقابر .

= محمد .. محمد رد انا بكلمك .

انتبهت لصوت منة وجيت علشان ارد عليها بس سمعتها بتقول : 

= لو سمحتي يا ماما إقفلي باب الأوضة عشان هنام ، اه بقولك ، حُطيله ياكل هو لسه جاي وقالي انه عايز ياكل .. الو يا محمد انت معايا ؟ .

في الحقيقة جسمي أتخشب ولساني اتعقد ، سامعها بتنادي عليا وانا مبلم ومبرء عيني على مشهد لما دمجته مع اللي قالته منة صُعقت حرفياً .

وانا في نفس حالة التوهان دي سألت منة سؤال طلع غصب عني : 

_ منة .. هو مين اللي بتكلمي عمتي عليه ؟ .

= لسه فاكر ترد عليا ، وبعدين هيكون مين يعني ، هو في غيري انا وماما ومعتز في البيت .

_ مُعتز !!!!!!!!!! .

بمجرد ما نطقت الاسم بذهول سمعت صوت منة بتصرخ في الموبايل .

موبايلي وقع على الارض بقوة غصب عني وده حصل مش بسبب صرخة منة بس لأ ، وكان السؤال اللي دار في راسي ، هو معتز طلب من منة انها تحطله اكل ازاي ومعتز لسه واقف مكانه عند المقابر قدامي !!.

حطيت الموبايل اللي فصل في جيبي بعد ما جيبته من على الارض وقررت ارجع تاني اشوف ايه اللي حصل لعمتي ومنة ، حاولت اشغل الموبايل بس مشتغلش ، وده خلاني لازم افهم ايه اللي حصل.

وعلشان ده يحصل لازم ارجع من نفس الشارع وده اللي حصل ، انا بقرب ومعتز واقف مديني ضهره بعد ما بطل تنطيط وجري حوالين نفسه .

كل ما اقرب قلبي يدق بقوة ، لما قربت منه اكتر ناديت عليه ، بس مكنش بيرد عليا ، قاعد على ركبته وفي حاجة بيعملها قدامه انا مش شايفها .

الوقت كان إتأخر أكتر والرجل خفت في الشارع ، المقابر كانت على شمالي ، بصيت بعد ما سمعت صوت جاي من جوة ، لقيت مجموعة من الكلاب السودة كتيرة اوي ، وفي كلب منهم ضخم ماشي قدامهم وبيقرب ببطء وهو بيزمجر .

بعدت اكتر ووقفت عند الجهة التانية للشارع بعيد عنهم بس شايفهم كويس .

كل اللي فات لو كان عدى كان ممكن اقول تمام مافيش مشكلة ، لكن المشكلة والكارثة ، لما معتز شاف الكلب الاسود وهو جاي عليه .

ليه بقول كارثة ، لان ببساطة معتز بمجرد ما شاف الكلب اتحول والغضب بان عليه وبدأ بدون مقدمات يئن ويطلع منه صوت زي الهمهمات .

عدت ثواني كنت عازم اني همشي واروح اشوف عمتي ، بس الفضول كان متملك مني ، كنت واثق ان في حاجة غريبة بتحصل وهتحصل حالا ، وده اللي حصل .

معتز بدأ يتكلم ويزعق بصوت عالي وبكلام مش مفهوم وهو باصص للكلب ، عارفين كان عامل بالظبط زي اللي بيشرح لحد حاجة بس للمرة الأولى لسماعك للكلام ده ، هتكتشف انه طلسم من بتوع السحر ! .

بدون مقدمات لقيته بيخلع حزامه وبيجري عند الكلب وعمل حاجة غريبة متقلش غرابة عن اللي عمله لما شاف الكلب ، ده لإنه لف الحزام على رقابتهُ ولما قرب للكلب نزل معتز على رجله قدامهُ ووطى راسه في الأرض !! .

يتبععع..


#همسات_من_عوالم_مجهولة 

 همسات من عوالم مجهولة

الجزء الثاني ولاخير 

(٢) والأخير


معتز بدأ يتكلم ويزعق بصوت عالي وبكلام مش  مفهوم وهو باصص للكلب ، عارفين كان عامل بالظبط زي اللي بيشرح لحد حاجة  بس للمرة الأولى لسماعك للكلام ده ، هتكتشف انه طلسم من بتوع السحر ! .


بدون مقدمات لقيته بيخلع حزامه وبيجري عند الكلب وعمل حاجة غريبة متقلش غرابة عن اللي عمله لما شاف الكلب ، ده لإنه لف الحزام على رقابتهُ ولما قرب للكلب نزل معتز على رجله قدامهُ ووطى راسه في الأرض  !! .


مكنتش عارف ازاي انا لسه واقف وشايف المشهد المرعب ده ، تخيلوا معايا المشهد ، معتز ابن عمتي لف على رقابته حزامه بعد ما خلعه ونزل بركبته اكتر وسند على ايده وهو بيوطي راسه للكلب ! .


رجلي بدات تترعش ، وجسمي كمان ، بعد ما اتأكدت اني في ضحكة طلعت من الكلب بعد ما لف نفسه للقطيع الباقي واختفى وسطيهم ووراه معتز وهو بيسحب من الارض قطة ميته !!! . 


وكانت ثواني واختفوا وسط المقابر ، روحت لعمتي بسرعة وكل اللي شوفته مش راضي يتشال من دماغي وعمال يتعاد زي الشريط .


لما روحت وبقيت تحت البيت لقيت دخان كتير طالع من الشباك .. طلعت جري وخبطت ، عمتي فتحتلي وهي بتعيط ، اول ما شافتني اترمت في حضني وقالتلي وهي بتعيط : 


_ معتز .. الحق معتز يا محمد .. انا مش عارف هو ماله .


دخلت اوضته لقيت ريحة البخور مسيطره على الاوضة كلها ، منة واقفة ورا الباب وبتبص على معتز اللي واقف على السرير وماسك في ايده دبدوب كبير ورافعه قدام عينه وعمال يحرك دماغه يمين وشمال .


شافتني منة بقربله ، مسكتني من ايدي وقالتلي وهي بتهمس : 


_ تعالى هنا رايح فين ماصدقنا انه هدي .


كنت باصص لمنة لما قالتلي الجملة دي ، معقبتش عليها ورجعت ابص لمعتز اللي لقيته باصصلي وعلى وشه نفس الابتسامة الشيطانية ونزل من على السرير وهو بيقولي : 


_ اخباره ايه دلوقتي يا محمد ، يا ترى بلغته باللي قالتلك عليه .


استغربت من كلامه اللي مليان الغاز علشان كدا سألته وقولتله : 


_ مش فاهم قصدك ايه ؟ .. مين اللي بتتكلم عليهم دول يا معتز ؟ .


= نسيت اوام يا حمو ، نرجس ، الست نرجس .


أيوة انا محمد صاحب حكاية البنك اللي في الف مسكن ، قولتلكم اكيد هرجع احكي على اللي حصل ، ومكنش فيه اكتر من الموقف ده صعوبة احكيهولكم .


بلعت ريقي وقولتله : 


_ م م مانا قولتله وسيبته وسيبت الشغل ، اعمل ايه تاني ، وبعدين انت عرفت الموضوع ده ازاي ؟ .


منة حاولت تستفسر عن اللي بيحصل واللي هي مش فاهماه ، سكتها ، لقيت معتز بيقرب مني اكتر وقرب لودني وهمسلي وقال: 


_ عايز تعرف انا عرفت ازاي .. بسيطة .. أنا نرجس !!! . 


وقع على الارض بعد ماخلص جملته ، امه واخته جريو عليه اما انا فضلت واقف مذهول ، سيبتهم وحطيت موبايلي على الشاحن شوية وحاولت افتحه واتفتح ، كان في حاجة واحدة بس مقررلها ، لازم اتصل بعماد دلوقتي حالا .


فضلت اتصل بيه اكتر من ٢٠ مرة ، لحد ما رد أخيرا ، من غير مايتكلم قولتله بحزم : 


_ عماد انا محمد ، عايز اقابلك بكرة ضروري ، ابعتلي عنوانك على الواتس .


قفلت في وشه ورجعت اشوف معتز ، عمتي اتصلت بالشيخ وعدى ساعة ولقيناه بيخبط على الباب ، فتحتله الباب ، لقيت راجل في الستينات من عمره ولابس جلابيا ولحيته بيضا .


عرفت منه ان اسمه متولي .. الشيخ متولي عبد الرزاق.

دخل الشيخ متولي لاوضة معتز اللي نايم على السرير وجسمه متخشب ومش بينطق ، فضّلت افضل انا والشيخ بس في الاوضة ، طلعت عمتي ومنة برة وقفلت الباب .


مسك الشيخ متولي راس معتز وفضل يتمتم بآيات من القرآن ، صوابع معتز بدأت تتحرك ، وبدأ يئن ويزوم ، وكان في سائل ابيض بدا ينزل من بوقه .


مسكت رجل معتز بعد ما الشيخ قالي اعمل كدا ، لاحظت ان صباعه الكبير ازرق ووارم وهو اللي بيتحرك حركات جنونية .


الشيخ زاد من قرأته للقران ، بس اللي مكنتش متوقعه اني احس بدوخة وخنقة ، الهوا من حواليا بدا يقل وكانت ثواني واغمى عليا.


مش عارف عدى اد ايه علشان صحيت على صوت بينادي عليا ، قمت وبصيت حواليا ، لقيتني واقف في اوضة كبيرة وواحدة ست عجوزة قاعدة على السرير وحاطة جهاز الأوكسجين على بوقها !.


ايوة بالظبط .. هي الست نرجس !! .


كانت بصالي بصمت بعد ما بصيت ورايا ولقيت واحد بيفتح باب الشقة وبيدخل وهو بيتسحب ، لما قرب اتاكدت ان هو عماد ، لقيته بيدخل الاوضة وعدى من قدامي من غير مايشوفني .


كنت عارف انها بتوريني اللي عماد عمله علشان كدا ركزت اكتر وبدات اتحرك لحد ما وقفت قدام عماد اللي فتح الدولاب وطلع شوية ورق خدهم ومشي .


مافهمتش ورجعت ابصلها ، لقيتها واقفة جمب سريرها وسانده على عمود ابيض والجهاز الأوكسجين لسه على وشها ، شاورتلي عليه وفهمت ان السر في الورق .


فقت لقيت الشيخ ومنة واقفين قدامي ، قمت من على الارض وسيبتهم ومشيت بدون مقدمات .


كلمت عماد وقولتله لازم اقابلك دلوقتي ، الوقت كان بيقرب على ١١ بالليل ، قالي عنوان البنك اللي هو شغال فيه حالياً ، كنت فاكر انه مشي من القاهرة ، بس اتضح انه كان قاعد لغرض تاني عرفته لما قابلته .


_ من غير كلام كتير ، ومن غير ماتتفاجيء ، انا عايز الورق اللي انت سرقته من الست نرجس .


فضل يتلجلج في الكلام بس بعد ما قولتله كل التفاصيل معرفش يتكلم معايا وحكالي كل حاجة : 


_ انا اه ماقولتلكش كل حاجة بصراحة بس اقولك ايه ، اقزلك ان ولادها اتفقوا معايا يدوني قرشين واجيبلهم وصيتها علشان يقطعوها ويزوروا وصية تانية علشان ياخدوا فلوسها .

ولا اقولك ان الورق لسه عندي ولسه ببتذهم عليه علشان يدوني فلوس اكتر واكتر ، واني هربان منهم هنا عشان محدش يعرف طريقي .

عموماً انا مبقتش عايز حاجة .


غاب عني دقيقة ورجع ومعاه فايل جواه ورق ، كان ورق الوصية ، لما بصيت عليه ، لقيت الست نرجس الله يرحمها ، كانت موصيه ان فلوسها كلها تروح لمستشفى اطفال .


من غير كلام سيبته وخدت الورق ومشيت ، عدى ايام ووكلت محامي وهو اتصرف وبالفعل قدرت انفذ وصيتها ومن وقتها بقيت اشوفها في احلامي ، جيالي بتضحك وبتشكرني على اللي عملته .


اما معتز فضل زي ما هو ، في يوم من الايام قررت اقعد مع الشيخ واحكيله اللي حصلي بالظبط وبالتفصيل ، قالي : 


_ انت مش اول واحد يا ابني ، ربك بيصطفى من عباده أشخاص بيبقوا ارواحهم شفافة ، لا يعلم الغيب الا الله سبحانه وتعالى ، لكنك جواك هبة عظيمة اتمنى تحافظ عليها وتستخدمها في الخير .


= في حاجة تاني يا شيخ ، انا شوفت موقف حصل لمعتز عند المقابر اللي تحت البيت بشوية .


وحكيلته على كل التفاصيل ، مسكني الشيخ من ايدي ونزلنا لنفس المكان ، دخل الشيخ متولي المقابر وقالي استناه برة لحد ماييجي ، غاب اكتر من نص ساعة ورجع وهو ماسك في ايده حتة قماش سودة ومتربة وريحتها بشعة .


بصيت له بعد ما شوفت اللي في ايديه وفهمت من غير مايتكلم ، معتز كان معمله عمل نجس ، عمل بوقف الحال والمرض والموت.


رجع الشيخ للبيت بعد ماتخلص من العمل وقرأ قران على معتز وبفضل الله بالتدريج ومع الايام والمواظبة على الصلاة والاذكار رجع معتز كويس وبقى احسن من الاول .


كنت عايز اقول معلومة قبل ما اخلص كلامي ، انا اللي اقترحت على الشيخ متولي انه يحكي اصعب المواقف اللي حصلت معاه علشان تكون توعية لبعض الشباب اللي بيسمعوا القناة ويتعلموا من التجارب اللي حصلت مع الشبخ ، ولسه في جعبته كتير وكتير اوي من المواقف الصعبة .


اما انا فالحمدلله اخدت بنصيحة الشيخ متولي وبقيت بستحدم الهبة اللي ربنا ادهالي في فعل الخير ، لحد دلوقتي حياتي هادية واللي بيحصل معايا مش جدير اني احكيه ، بس اوعدكوا  ، لو حصل حاجة تستحق اني اقولها ، هرجع تاني .


تمت .


لو وصلت لحد هنا يبقى قصة النهاردة خلصت ، من فضلكم محتاج دعم جامد الفترة دي علشان اقدر أكمل وانزل قصص اقوى ، ادعموني بلايك وكومنت وشير.


#همسات_من_عوالم_مجهولة 

تعليقات