أخر الاخبار

رواية جماره حلقات خاصه الحلقه الثانيه والثالثه والرابع بقلم ريناد يوسف

 رواية جماره حلقات خاصه الحلقه الثانيه والثالثه والرابع بقلم ريناد يوسف 

رواية جماره حلقات خاصه الحلقه الثانيه والثالثه والرابع بقلم ريناد يوسف


رواية جماره حلقات خاصه الحلقه الثانيه 

جماره 

ابنة بائعة الجبن..حلقه خاصه 2 بقلم صاحبة السعادة / ريناد يوسف 


تماضر بفرحه :

جماره جهزتى الوكل وطلع زين ؟


جماره :ومن ميته وكل جماره معيطلعشى زين ياخاله ..اطمنى يالبة القلب الوكل طالع عال العال .


تماضر :تمره اتوكدتى ان الاوض مترتبه ومليحه ومتهويه زين ؟


تمره :اطمنى ياستى كل حاجه زي الفل .

تماضر بفرحه ممزوجه بتوتر وهى عتفرك اديها فبعض :عال عال ..توى ارتحت ربنا يريح قلبك ياجمارت الدار انتى وتمرة قلبي ...قولولى غاليه هتوصل ميته هى وعيالها كنهم طولو عن العاده مش اكده ؟


تمره :تقلقيشى ياستى هما زمانهم  وصلو المطار دلوك وتميم وبكر وسخاوى راحو يجيبوهم ، يعنى هما فمصر دلوك وساعه ولا حاجه وتبصى تلاقيهم داخلين عليكى دلوك .


تماضر بضحكه شقت وشها :الحمد لله انهم وصلو بخير وسلامه ..طب يلا طلعونى فالجنينه اتلقاهم ..

خديجه بت ياخديجه ..تعالى طلعينى فالجنينه ..وانتى ياجماره عاودى المطبخ خلصى اللى وراكى عشان تغيرى خلجاتك وتلبسى احسن ماعندك وتوبقى كيف مرت الملك فاستقبال ضيوفها ..وانتى ياتمره كمان غيرى خلجاتك والبسى لبس عيد ..كله يغير ويفرح عشان الغاليه وعيالها جايين النهارده وكنه العيد جاى علينا ..


جماره بضحكه :ياااابوى عليكى ياخاله وعاللى يشوف حالك دلوك ميشوفكيشى زمان وانتى مسمياها تمساحه وفالطالعه والنازله تبسمرى فيها بالحديت !


تماضر :بسك ياجماره متجيبيش السيره داى وخصوصى قدام غاليه احسن تتفكر وتزعل منى وانى كان غرضى موصلحتها ..انى فرحانه بجيتهم النوبادى اكتر من كل نوبه ..


تمره ميلت عليها وحبت على راسها وهى عتقولها :ربنا يفرح قلبك وروحك ياست الستات ياسكر النبات انتى ..

تماضر ضحكت على حديت تمره وبصت لخديجه وهى هتدفع عجلات الكرسى بتاعها بأديها بلهفه وبدون انتظار ..متهمى يابت زبيده وتطلعينى بدال ماواقفه فاهيه اكده ..معارفاشى ليه مطالعاشى لامك نبيهه وفهيمه حتى عيقولو خلوفة الكبر عتوبقى ناصحه ومن كتر النصاحه عيقولولها خلوفة عواجيز ..بس انتى كدبتى المثل ديه بفهاوتك واصل ..


خديجه وهى عتتحرك بسرعه وتتولى هى دفع الكرسى بتاع تماضر بدالها وهى عترد عليها ..واه ياست الحجه انى فاهييه برضاااك ؟!


تماضر :ايوه فاهيه ونص 

خديجه بضحكه :وعتوكديها كمانى !! طيب يابوى فاهيه فاهيه .


تماضر بزعيق :لو مش فاهيه تجرى بالكرسى اسرع من اكده وكان زمانك وصلتينى البوابه دلوك !


خديجه بعد زعيقة تماضر جريت بالكرسى اكتر وهى عتضحك على لهفة تماضر وعصبيتها الحلوه الممزوجه بحنيه سرعان ماظهرت لما وقفو حدا البوابه وخديجه وقفت تنهج بوش احمر وتماضر بصتلها وهمستلها بحنيه :


تعبتى يابتى ..معلهش حقك عليا متزعليشى ..انى لما هدخل السرايا واروح حدا جزلانى هديكى قرشينات تشستريلك حاجه حلوه ..


خديجه : معاوزاشى حاجه ياست الحجه خيرك مغرقنى ومغطينى ومتعبتش ولا حاجه دانتى اخف من النسمه عالقلب والواحد لو يشييلك على راسه العمر كله مهيتعبشى ولا يكل والله ..


تماضر بحنان :اصيله يابتى ..اصيله زى امك زبيده ..وكملت بضحكه ..وهزودلك القرشينات عشان خشمك الحلو ديه ولسانك اللى عينقط سكر ...


الاتنين فضلو عالحال ديه يتحدتو وخديجه قعدت قبال تماضر على مخول جمره القديم وحطت يدها على خدها وهى عتتفرج على فرحة تماضر برجعة بتها وعيالها وكلامها اللى كله عليهم ..


حكيم دخل من بوابة السرايا واول ماشاف امه قاعده مستنيه ابتسم وهو رايح ناحيتها وباس يدها ودماغها وقعد جارها بعد مامشى خديجه على جوا وفضل هو يتحدت معاها وكل الكلام كان على غاليه وعيالها برضك.. 


وفرحها حكيم  لما قالها عاللى ناوى عليه معاهم النوبادى هى وجوزها وعيالها عشان تكونلهم رجل فمصر وركيزه تجبرهم انهم يعاودولها تانى وميتقطعوش منيها ..


حكيم قدر بقعدته وحديته ينسى تماضر اللهفه ويضحكها ويقضى على التوتر بتاعها والوحيد اللى معتحسش بالوكت وهى معاه هو نن عينها وولد قلبها حكيم ومحستش على روحها غير وهى سامعه تلكس عربيه عيعلن عن حضور غاليه بتها وعيالها وجوزها ..


فاللحظه داى تماضر اتمنت لو كانت عتقدر تمشى عشان كانت طارت على بتها طير ورا قلبها اللى فارق ضلوعها وراح للحبايب يحضن ويستقبل ..


وقف حكيم فاستقبالهم ودخلو ورا بعض اولهم غاليه اللى جريت وركعت قبال امها تحضن وتحب فيدها والدموع كانت ترد السلام على بعضها منها ومن امها ..

اما حكيم فاتشغل فالسلام على  جوز اخته وعيالها واحد واحد ماعدا راغب اللى لما سأل عليه ابوه قاله انه لسا فالعربيه وجاى وراهم . وفالاخر خالص غاليه راحتله وخدو بعض بالحضن وسابت عيالها يطفو شوقهم لستهم هبابه ..


وحكيم وتماضر استغربو لما وعيو راغب دخل السرايا وهو ماشى جار بنيه سبحان من خلق فاصور فأبدع ..


قرب راغب وسلم على خاله وسته والبنيه واقفه على جمب باصه للأرض مستحيه مرفعتش وشها غير لما خالها اسامه نادى عليها :

زينه ..تعى خالو تعى اربى وسلمى ع خالو حكيم وع بيبتك الحجيه ..


هاى زينه بنٍت اختى ورد الشام ومن كُتر ماحِكيت امها ع مصر ابالها واولاد خالها طول الوقت عميتكلمو عنكم اصرت لتجى وتشوفكم وتزور مصر ..


الشيخ حكيم :ياهلا بزوارنا ياهلا ..عالراس والعين نشيلك يابنتيتى ...


اسامه : تسلم شيخنا ..اربى بابا اربى لا تستحى ..وبالفعل زينه قربت وسلمت على حكيم من بعيد :اهلين خالو 

حكيم :اهلا بيكى نورتينا ونورتى مصر بحالها ..

زينه :ميرسى تسلم يارب ..وقربت على تماضر واول ماوطت عشان تبوسها عيون كل الشباب الواقفين اتفرقت بعيد عنها وكل واحد دار وشه للناحيه التانيه ومعاودش يبص غير لما اتوكد ان زينه خلصت سلام مع ستهم تماضر ..


صوح عيال حكيم ترباية الصعيد وعيال اسامه ترباية الشام وبين الصعيد والشام بحور وجبال ووديان بس التنين مشتركين فحاجه وحده كنهم متربيين عليها مع بعض ..


الحاجه داى هى التدين وحتى سخاوى ميقلش عنيهم فالحكايه داى ولا هبابه ..


بعد السلامات دخلو كلهم السرايا واهناك كان الجزء التانى من السلامات مع جماره ،وتمره اللى زينه فرحت قوى بيها عشان قريبه من سنها وحست انها لقت اللى هتقضى معاه وكتها من غير ملل ولا خوف من وحده وغربه وسط الناس ...


ساعات معدودات غابهم سخاوى عن السرايا لكن روحه فرفحت فيهم على رويحة قلبه واول ماعاود للسرايا وشافها روحه ردتله من تانى ..


قعدو الكل قعده عائليه وغاليه طول الوكت قاعده جار امها وتماضر عينيها عتفيض بالفرح وهى عتنقلهم مابين بتها وعيال بتها وهى مش مصدقه انهم قبال عنيها بعد الغيبه الطويله داى ..


اما تمره فماصدقت تلاقى زينه وخطفتها ورمحت بيها على اوضتها  اللى هى اوضة غاليه القديمه وهاتك يارغى وانسجمو مع بعض طوالى ..


حكيم فضل يتحدت مع عيال اخته راغب الكبير وحكيم اللى بعده وشهرته فهد ويزن واخيرا بدر آخر العنقود والولاد فرحانين بخالهم اللى عيحبوه كد عنيهم من كتر الحنيه اللى عيشوفوها منيه كل ماياجو وكمان من كتر حب ابوهم وامهم ليه ..


حطت جماره اخيرا الوكل هى وخديجه وهملت تمره مع ضيفتها مطلبتش منيها مساعده لكنها نادتهم اول ماكملت السفره والكل قام وغاليه اول واسرع وحده قعدت وابتدت تاكل قبل الكل واتحدتت والوكل فخشمها :


وكلك وحشنى كتير يامرت اخى ومن يوم اللى قلنا راح ننزل مصر وكنى شامه ريحة طبخاتك والله ..


جماره :بالهنا والشفا على قلبك يام راغب .

تماضر بصت لبتها بحب وقالتلها :

طول عمرك مفجوعه ومهمكش غير على بطنك يابنيتى قبل كل حاجه ..


غاليه سمعت كلمة امها واللقمه وقفت فزورها وهى سامعه ضحكات مكتومه من الكل حتى اولادها وبصت لامها ومثلت البكا وهى عتهمس بصوت مسموع :


إمى فيكى ماتقصفينى عالاقل أبال الخلئ وان كان ضرورى القصف خليه بيناتنا انا واياكى لحلنا الله يرضى عليكى ياحق ..


تماضر ضحكت مع كل اللى ضحكو على غاليه وهزت دماغها لغاليه بموافقه: 

خلاص كملى وكل مهقولش حاجه تزعلك من اهنه ورايح غير بينى وبينك ...انى والله عيوبقى غصب عنى الكلام عيطلع لحاله كل ماتكونى قبال معارفاشى ليه !


حكيم وهو عياكل :ديه من كتر المحبه عشان من حبك طلب نغاشك يابوى .

تماضر :ايوالله ياولدى من كتر المحبه وربنا العالم ..خلصت جملتها وغاليه مسكت يدها حبتها وابتدت توكلها بيدها وتماضر تاكل من يد بتها بفرحه ونفس مفتوحه ولدها حكيم وجماره وعياله استغربوها قوى ..


اما فالاثناء داى فكان ابليس عيحضر فقوسه وسهامه عشان يصيب بسهام النظره من جديد..

اولا ضرب بسهامه سخاوى ومتعبش فأصابته وفضل طول الوكت معلق عنيه عاللى عتشتغل فالموطبخ من غير كلل ولا ملل وعيتمنى اليوم اللى يقدر ياخدها بيته ويستتها ويخليها ست بيته وقلبه ويرحمها من الوقفه طول النهار على رجليها ويقفل عليها باب بيته ويدسها من عيون الناس كلها كيف ماقفل عليها باب قلبه ..وقرر ان اليوم ديه يكون قريب عشان يفرح امه وابوه وخصوصى وهو شايف حالة ابوه كل يوم فالنازل ..


اما السهم التانى فاتوجه على الشيخ تميم اللى حاجه هاتفته وقالتله يرفع عينه لأول مره ويبص ناحية كتلة الهدوء اللى من ساعة ماقعدت وسطهم مطلعلهاش صوت وعتاكل من سكات وعنيه وقلبه وكل خليه فجسمه اتوقفت عن العمل لثوانى وهو واعى الجمال الربانى اللى يسر القلب والعين لكنه تدارك نفسه بسرعه ونزل عينه واستغفر ربه ومرفعهمشى مره تانيه بس كانت الصوره اللى شافها انطبعت فعنيه خلاص ..


خلصو وكل وحكيم خد اسامه وعيال اخته وعياله وراحو عالمندره وتماضر خدت غاليه وراحو اوضتهم وتمره وزينه طلعو الجنينه يتمشو عشان تمره تفرج زينه عليها زين ...


اما جماره ففضلت فالموطبخ تلم الدنيا مع خديجه ...ولانها نبيهه وعتفهمها وهى طايره قدرت تلاحظ اللى فقلب سخاوى اخوها لخديجه من زمان وعشان عارفه ان خديجه على نياتها ومتعرفشى حاجه ولا تفهم عمرها بصت سخاوى ليها معناتها ايه حبت تجس نبضها ..


جماره اتنهدت بصوت عالى ..

خديجه انتبهت عليها وسألتها :خير ياخاله عتنفخى ليه فيه حاجه معجبتش الضيوف ياك ؟!


جماره :له ياخديجه انى عتنهد عشان بالى مع سخاوى وعايزه اشوفله عروسه بت حلال تصونه وتصون امى وعمى بشندى وتشيل اسمه وتخلفله حتت عيل يفرح ابوه ويوبقى جَد ويشوف ولد الولد قبل مايموت ويشوف غلاوتهم ..


خديجه كانت عتمسح فالبوتاجاز بقماشه وايدها وقفت وهى عتسمع لجماره وسكتت وتكشيره خفيفه كست وشها لكنها اختفت بسرعه لما انتبهت على حالها ورجعت بصت للى فيدها وعاودت تمسح فالبوتاجاز من تانى ..


جماره لاحظت شرود خديجه وسكوتها واستأنفت حديتها معاها من تانى وهى عتقولها :


مردتيش عليا يعنى ياخديجه !

خديجه :ارد بأيه ياخاله ام تميم ؟

جماره :قوليلى تعرفيش وحده بت حلال تتقى ربنا فاخوى وامى وعم بشندى واكون مطمنه عليهم معاها ؟


خديجه اتنهدت :البلد مليانه بنات مليحه ياخاله وسخاوى الله يحرسه الف مين تتمناه وتتمنى قربه ديه كفايه خفة دمه والضحكه اللى معتفارقشى وشه ولا حنيته على كل اللى حواليه ..علون لسانه فالت وعيشتم علطول لكن برضك قلبه طيب واللى هتحبه وتقرب منيه هتتوكد من ديه زين ..


وهنا جماره ابتسمت لما عرفت ان سخاوى فبال خديجه كيف ماهى فباله وانها هى كمان مركزه معاه كيف مامركز معاها واتمحى الخوف اللى كان جواها ان ممكن خديجه تكونش مستلطفه سخاوى وقررت انها هتكلمه فاقرب وكت وتخطبهاله بعد ماتعيد الشوره على امها وعمها بشندى علونه عقله مش عليه اغلب الوكت بس برضك رأيه لازمن ولا بد منه ..واتمنت اليوم اللى تفرح فيه بولادها مع اللى قلوبهم يختاروهم ودعت ربها يكتبلهم السعاده وراحت البال وين ماراحو ..


ع المسا اتجمعو تانى على وجبة العشا واتعشو مع بعض وقوام قوام كل واحد راح على فرشته يريح جتته بعد يوم حافل بالتعب الممزوج بفرحة اللقى ...


تماضر قالت للبنات يبيتو معاها تمره وزينه وهما وافقو بس تمره شرطت على ستها تحكيلهم حكاوى السلف والناس القدام  لحدت ماينامو وهى وافقت وخدوها ودخلو الاوضه معاها ..


اما غاليه فأخدت اوضة تمره هى واسامه ودخلو عشان ينامو فيها والشباب كلهم قررو انهم يباتو فالمندره عشان القعده توبقى صباحى ضحك.وهزار من غير ماحد يقولهم بزياداكم سهر ...


اما سخاوى فافنفس المعاد كل يوم يقعد بعيد مستنى خديجه لما تطلع من السرايا ويمشى وراها لغاية ماتوصل بيتها ويطمن عليها وبعدها يعاود للسرايا تانى واغلب الاوقات يبيت مع ولاد اخته اما فالسرايا او المندره على حسب مزاجهم مايطلب ..


رجع سخاوى وراح يطمن على بشاير فالاسطبل قبل مايروح المندره واتفاجأ بتميم حداها وكان عيوكلها وهو سرحان فالحوريه اللى سلبت عقله من نظره وحده  ومش واخد.باله ان سكر النبات اللى فيده خلص وهو ماددها عالفاضى ..


سخاوى قرب منه  ولما شافه لساه فدنيا تانيه ضربه على يده الممدوده خلاه انتبه لحاله واتلفت حواليه باستغراب كنه توه اتنقل من موطرح تانى لموطرحه ديه وميعرفش هو فين وعيستكشف المكان ..


سخاوى :اللى خد عقلك يتهنى بيه ياواد اختى ..مع انى اشك ان حد يتهنى بعقلك عشان اللى هياخده  هيحتار فيه والله ..


تميم :رغاى قوى انتا ياخال على فكره ..

سخاوى ضربه على دماغه من ورا وهو عيقوله من بين سنانه : مش قولتلك انتا بالزات تقوليشى ياخال وتكبرنى وانتا اللى يشوفك يقول عليك ابوى مش واد اختى !!


تميم بضحك :عديك وضعك ايه اللى عيزعلك فالكلمه داى مفاهمشى انى ؟


سخاوى :هملنا من الكلمه وتوابعها وقولى كنت عتفكر فأيه ..وقبل ما تنطوق انى خابر عشان متلفش وتدور وتحور وتمثل وتتبعبل فالحديت ..


تميم رفع حواجبه باستغراب وهو عيرد على خاله :يابوى ليه كل ديه اختصر حديتك الله يرضى عليك بكلمه ولا تنين بنفس المعنى ..ديه خير الكلام ماقل ودل ..وبعدين تعالى قولى ايه اللى انتا خابره ؟


سخاوى : واخد على خاطرك من بكر وعملته مش اكده.

تميم بص لسخاوى ورفعله حاجبه وقام وهو عيهز دماغه ووقف على حيله وميل عليه وهمسله : طلعت امهبل قوى وخابرشى حاجه واصل انتا ياخاااال ...

وهمله ومشى وسخاوى قام وراه وتميم مد الخطاوى لما وعى سخاوى جاى وراه بطرف عينه وسرع اكتر لما سخاوى قرب يحصله وكل ماتميم يسرع سخاوى يسرع والمد بقى هروله والهروله بقت جرى والضحكه طلعت من تميم اول مايد خاله سخاوى طالته ومسكه من اللاسه اللى كان لاففها حوالين رقابته وخنقه بيها بضحك وهو عيقوله هو ورافع حواجبه باستنكار  :


عتقول على مين امهبل ياد انتا ؟

تميم بصوت رايح من الضحك ووش احمر رد عليه باصرار :عليك انتا ياسخاوى ..

سخاوى خنقه اكتر وهو عيقوله :وعتعيدها تانى ياواد الفرطوس ؟

تميم فمحاوله للمراوغه :زين اللى جيت على غفله يابوى عشان تشوف سخاوى البو هو وعيقول عليك فرطوس ..

سخاوى ساب تميم واتلفت حواليه بخوف يشوف الشيخ حكيم واقف فين وتميم انتهز الفرصه وجرى بكل سرعته وسخاوى جرى وراه لما فهم لعبته وهو عيتوعدله وتميم يضحك على عصبية الخال اللى عتنذر بليلة عقاب مايعلم بيها غير ربنا ..


حكيم دخل من باب الاوضه وعينه طوالى جات على اللى قاعده قبال المرايه وعتسرح فشعرها المبلول واتلقته كالعاده بابتسامتها اللى عتزيح عن كتافه كل هموم الدنيا وتبرد قلبه من تعب اليوم وهو قلع عبايته ورماها عالسرير وعمته بعدها واتقدم من جماره اللى وقفت ولفت عليه وبلهفه حاوطت رقابنه بأديها وهمستها :اتوحشتك النهارده ..

حكيم وهو عيمسك يدها ويقربها يم خشمه :مش كدى ياجمر القلب وجماره ..وبعد يدها وبصلها وهو عيفرك فيها بأيده :تعبو ادين حبيبي  النهارده عارف انى ..


جماره :التعب لجل عيون حبيبي وعيون حبايبه على قلبي كيف العسل .


حكيم ساب ايدها ورفع ايده شال خصله من شعرها كانت نازله على عينها وحطها ورا ودنها وبص لعيون جمارته واتأملهم كالعاده وهمس بصوت دايب من فرط الشوق ليهم  : 

في مرفأ عينيك الأزرق 

أمطار من ضوء مسموع وشموس دائخة وقلوع ترسم رحلتها للمطلق 


في مرفأ عينيك الأزرق 

شباك بحري مفتوح وطيور في الأبعاد تلوح تبحث عن جزر لم تخلق 


في مرفأ عينيك الأزرق


 يتساقط ثلج في تموز ومراكب حبلى بالفيروز أغرقت الدنيا ولم تغرق

 في مرفأ عينيك الأزرق 


أركض كالطفل على الصخر أستنشق رائحة البحر وأعود كعصفور مرهق


 في مرفأ عينيك الأزرق 


أحلم بالبحر وبالإبحار وأصيد ملايين الأقمار وعقود اللؤلؤ والزنبق 


في مرفأ عينيك الأزرق 


تتكلم في الليل الأحجار في دفتر عينيك المغلق من خبأ آلاف الأشعار لو أني بحار لو أحد يمنحني زورق لأرسيت قلوعي كل مساء


 في مرفأ عينيك الأزرق


جماره كل كلمه طالعه من جوف حكيم كان قلبها يتلقاها قبل سمعها ويرقص على نبرة صوته والروح تسبح وسط موج العشق اللى عيغمرها بيه حكيم بكلامه كل يوم قبل ماتنام واول ماتصحى وحضنته  اكتر ودخلت فحضنه اكتر وهى عتتنفس ريحته وعطره اللى معتقدرش تنام غير عليه وهمستله بكل حنان الكون : عحبك ياراحتى وراحت قلبي ..عحبك يارحمة ربنا ليا ..عحبك يانن العين ودقة القلب ..


حكيم  بكل حنيه سحبها 

للسرير وهو شايف جفونها تقلت بالنوم وأخيرا جمارته استقرت فحضنه وهو ارتاح فحضنها بعد فراق طول اليوم وكل واحد اتنهد براحه وهو ضامم التانى كيف مايكون تايه فصحرا من ايام واخيرا عاود لواحته الخضرا ومصدر راحته الوحيد ..


جماره باصه لحكيم ومبتسمه وهو كمان ابتسم وهو عيلمها اكتر فحضنه وحط دماغه على دماغها بعد ماطبع بوسه حانيه على جبينها وخلاص هيستسلم لسلطان النوم لكن همسها خلاه يرجع يفتح عينه من تانى .


- بس خاله تماضر  كانت روحها مفرفحه النوبادى على غاليه قوى .

حكيم رد عليها بنفس الهمس :عشان غيبة غاليه طولت النوبادى ...وكمل وهو عيتاوب ..امى روحها فغاليه من زمان بس كانت تقيله معتبينش اللى فقلبها واصل ..لكن السن ليه احكامه واديها مبقتش تقدر تدس مشاعرها كيف لاول ..امى بقت كيف العيل الصغير دلوك ياجماره لاكرهها يتخبى ولا حبها يتخبى ..وكل الناس لما عتكبر عتوبقى اكده ..صدق اللى قال اولنا صغار واخرنا صغار يبوى ..


جماره هزت دماغها وهى عتهمس :معاك حق  ..وسكتت لكنها من جواها حاسه بقلق وهى عتتخيل ايه اللى ممكن يجرا لحكيمها لو امه جرتلها حاجه وياترى هيتحمل فراقها ولا فراقها هيكسره ويحنى ضهره ويطفى ضحكته ..

وفالاخر نامت بعد تفكير وهى عتدعى ربنا انه يبعد الحزن عن شيخ قلبها وعن ولادها وعن قلوبهم ..


**********


تانى يوم عالفطار حكيم بص لغاليه واتنحنح وقالها :

ام راغب خلصى وكل عشان هاخدك انتى والعيال واسامه دا بعد اذنه فلاول طبعا عاوز اوريكم حاجه اكده .


الكل بص لبعضه بتساؤل وتماضر بس اللى ابتسمت عشان عارفه حكيم هيوريهم ايه وهو اتكالها بعنيه وهو عيردلها الابتسامه ويطمن قلبها انه طول ماهو عايش هتفضل ابتسامتها منوره وشها ..


الكل خلص فطاره بسرعه وقامو بحماس وطلعو مع بعض وغاليه وزينه وتمره واسامه ركبو عربية حكيم  والشباب تبعوهم مشى لما حكيم وصفلهم الموطرح اللى رايحينه وعرفو انه قريب وفعلا وممشيوش كتير ووصلو قدام فيلا حلوه واضح انها مبنيه جديد وكان الشيخ حكيم وصل قبلهم بشويه ودخل جواها هو واللى معاه وواقفين فالجنينه ..


الشباب دخلو واول ماغاليه شافتهم قالت بحماس :لك شوفو شو خالكم عيمول لالنا ..اشترالنا ارض هالبيت وبناه لالنا خص نص ..

الولاد كلهم ابتسمو وهما بيتنقلو بعنيهم فارجاء جنينة الفيلا وعلى تصميم الفيلا الجميل بانبهار ،

وبدون تردد دخلو الولاد يستكشفو الفيلا من الداخل تاركين غاليه واسامه يشكرو حكيم بامتنان وفرحه عالمفاجأه الحلوه دى ..

اسامه :بس والله ماكان اله داعى كل هالشى ياشيخ .

حكيم : دى حاجه بسيطه من اللى لاختى حداى يابو راغب ..غاليه ليها  نصيب فكل حاجه ملكى وهيفضل  طول عمر اللى فجيبى تحت امرها وامر عيالها ...


غاليه بحب :الله يديمك لاألى يااحن اخ بالكون كِله .

اسامه :ربى يديم محبتكم ويديمك لالنا ياشيخنا الغالى 

حكيم :بس عاد بلاه الحديت ديه وهمو عشان تشوفو الفيلا من جوه..واتحرك قدامهم  .


فالوكت ديه كانو الولاد اتفرجو وعجبتهم الفيلا جدا وغاليه اول مادخلت انبهرت بفرشها وزوقه الراقى وشافت كد ايه اخوها تعب عشان يعملها المكان الجميل ده .. وحكيم حس بانه نجح فاللى كان فنيته لما اولاد اخته قررو بينهم وبين بعض انهم هينزلو مصر كل سنه باستمرار من هنا ورايح وبكده اتأكد ان صلة الرحم هتفضل موصوله بينهم وبين ولاده دايما  ..


بعدها حكيم راح هو واسامه للارض يتفقدو احوالها واحوال الفلاحين وتميم اخد زينه وتمره وعمته غاليه بالعربيه يرجعهم السرايا والشباب قررو يروحو يلعبو ماتش كوره فالساحه اللى على اطراف البلد وتميم متحركش غير لما اخد منهم وعد انهم مش هيبتدو اللعبه غير لما يرجع عشان يلعب معاهم ..


وبرغم سهولة المشوار من السرايا لبيت غاليه الجديد وقربه الا ان تميم حس المشوار كأنه سفر طويل وهو عيجاهد حاله بأنه ميرفعش عينه للمرايه ويبص عالى قعدت فالكرسى اللى وراه طوالى فنظره عابره الشيطان سوله انها مهتضرش فحاجه.. لكن تميم كان اقوى من شيطانه واتنفس الصعداء لما كلهم نزلو من العربيه ودخلو السرايا وهو مسيطر على حاله من معصيه صغيره ممكن تجر وراها معصيه كبيره واتحرك فورا بالعربيه ورجع على الشباب وابتدا معاهم لعب وقضو وقت لطيف مع بعض والكل فيه كان مستمتع باللمه والضحكه كانت طالعه من القلب ..


تمره  بعد مادخلت السرايا هى وزينه وعمتها غاليه سبقتهم على جوه وهى عتجرى بفرحه عشان تقول لامها عاللى عيملهولها اخوها حكيم وقفت تمره  مره وحده ومسكت يد زينه ووقفتها وهمستلها وعلى وشها ابتسامه شقيه :

زينه تعالى نروحو الاسطبل ..حدش قاعد دلوك ونقدرو نركبو خيل مع انه عيب وحدش عيرضى بيها بس السايس اللى اهناك طيب ومعيقولش لحد حاجه ولا عيفتن علي لما اروح كل فين وفين اهناك واركب بشاير ولا امها جمره وافضل الف بيهم براحتى  ..


زينه اتحمست للفكره وابتسمت وهى عترد عليها :اى شو عليه بنروح اذا مافيها شى ..وسقفت وهى عتكمل بفرحه ..الله كتير حلو هالشى انا ولا مره جربت اركب خيل ..واتمشو خطوتين لكن زينه وقفت وجريت بسرعه على جوه وهى عتقول لتمره :راح جيب الكاميرا تبعى لاطقلى كام صوره مشان افرجيهم لامى واخوتى وصحباتى بالشام واشوف حالى عليهن ..


تمره هزتلها دماغها بموافقه ووقفت تستناها وزينه مغابتش غير دقايق وكانت طالعه من باب السرايا بتجرى ومبتسمه وماسكه فايدها كاميرا فوريه وعلبه مربعه وبمجرد ماوصلت لتمره مسكت ايدها وجرتها على بره بحماس لتجربه اولى لركوب الخيل يعادل اضعاف حماس تمره للحظات مسروقه من المتعه ..


وبالفعل الاتنين راحو وركبو جمره وبشاير ..

بشاير كانت من نصيب زينه اللى خلت تمره تاخدلها صور بالكوم وفكل الاوضاع وهى جمب بشاير وهى راكبه عليها ومره اتصورت وهى على ضهر جمره برضو وجمب كل فرس وفرسه فالمزرعه اخدتلها صوره لدرجة انها غيرت مخزن الكاميرا بورق الصور يجى عشر مرات لغاية ماخلصت علبة كروت الصور كلها ..


الاتنين انبسطو بالمغامره وقررو يرجعو قبل ماحد من الرجاله يعاود لما السايس قالهم خلاص بزياداكم اكده وزينه اخدت الصور فحضنها بفرحه كيف ماتكون حاضنه كنز ثمين وطلعو بعد ماودعو السايس اللى كان واقف يودعهم بابتسامه ابويه حنونه وضهر محنى من اثر السن وابتسامته وسعت لما لفتله زينه وبصوت مسموع قالتله :

شكرا كتير كتير لالك عمو ..وهو هزلها دماغه واتكالها على عنيه وكملت طريقها مع تمره والاتنين دخلو السرايا  جرى على اوضة جدتهم تماضر عشان يخبو الصور ويحافظو على سرهم الصغير ميتفضحش وبعد مااطمنو ان كل حاجه تمام بصو لبعض وضحكو على جرائتهم ..


غاليه قعدت جار امها وجماره وفضلت توصفلهم فجمال البيت الجديد وترتيبه وانه كد ايه عجبها وحتى انه احلى من بيتها اللى فالشام  وفرحت عشان دلوك بقالها رجل فمصر صوح هى ولعيالها من بعدها وفضلت تدعى لاخوها من كل قلبها على الفرحه اللى فرحهالها وعلى رفعة راسها قدام جوزها ..


غاليه بعد ماخلصت حديتها مع امها لفت على جماره وسألتها باستغراب

 : صحيح جماره هى خالتى عيشه وعم بشندى مابقا فيهم يجو لهون عالسرايا هلا!!..يعنى اذا ببعت وراهم  لايجو يقضو يوم معى ماراح يرضون  ؟


جماره ردت عليها وهى عتتنهد :هما مهيقدروش ياغاليه مش مهيرضوش ..عمك بشندى بقت حركته محدوده على كد مشيه فالبيت وروحته للحمام وبس ..وامى طول الوقت حواليه ومحادياه ومعتقدرش تهمله لحاله واصل  وشاربه المر معاه وهو مره فاكرها ومره ناسيها هى وسخاوى ولده .


غاليه ردت عليها بتاثر :لهالدرجه حالته متاخره ؟

جماره :ايوه ياغاليه للدرجادى واكتر ..


غاليه :ياحبيبي ياعم بشندى طيب انا بدى روح زوره هو وخاله عيشه واسلم عليهن فيكى تجى معى هلا؟


تماضر :وايه الل هيقل نفعه ؟

غاليه :يعنى بلكى حكيم اخى مايرضى ويعترض ع روحتها من باب الغيره مثلا..


جماره بابتسامه :حكيم ! ..طب ياريت كل الناس حكيم  فعقله ورزانته وتقله وغيرته الحلوه اللى معتتعداش حدود الزوق والادب ..


غاليه :اي عمى هنيالك فيه اللهم مالا قر ولا حسد .

تماضر:كبرى فسرك ياغاليه احسن يتنكدو النهارده بسبب عينك .


غاليه بصدمه :ايوااا  ..هيك لكان ...عم تخافى من عينى لتصيب ابنك ومرته ياتماضر خانوم  ؟!!


جماره قامت بسرعه ومسكت يد غاليه وقامت وقومتها ...قومى قومى قبل ماتشبطو فبعض انتى وامك خلينا نروحو ونعاودو قبل الضلمه ماتضلم علينا ..وخدتها وراحت لبست الملس بتاعها بعد ماادت الاوامر لخديجه تحضر للعشا وقالتلها تعمل ايه وتجهز ايه ونادمت على تمره ووصتها تحط يدها معاها وتساعدها متهملهاش لحالها ..


وقالتلها اول ماياجى ابوها تقوله انها راحت بيت سيدها ..وغاليه فالوكت ديه كانت اتبوشت وطلعو ركبو الكارته عشان محدش كان قاعد يوصلهم بالعربيه وخلو واحد من الغفره يوصلهم لحد باب بيت بشندى وجماره قالتله يعاود السرايا بس لما العيال يعاودو يبعتلهم واحد منهم بالعربيه ياخدهم ..


خبطو على بوابة البيت ورنو الجرس ومغابوش كتير وشافو عيشه طالعه من باب البيت من خلال حديد البوابه المفرغ واول ماشافت جماره همت فالمشى والضحكه شقت حلقها وهى عتقول :بتى حبيبتى ..والله لساكى على بالى وعقول اتوحشتها وعايزه اروح اطل عليها واملى عينى بشوفتها ...ووصلت حداها وخدو بعض بالباط وجماره ردت عليها :


عشيعلك السلام كل يوم مع سخاوى عيوصلك سلامى ولا الواد ديه عيطنش ؟

عيشه وهى عتبعد عن بتها :عيوصله ياقلب امك وانى كل يوم عسأله عنك وعن عيالك وعيطمنى بس الكلام مش زى شوف العين واصل يابتى ..انى توى اللى قلبي برد لما عينى نضرتك يانن عينى ...غاليه وهى عتشيل البوشيه عن وشها ..شو الظاهر ما راح نخلوص اليوم وتوصل السره لالنا فالسلام !!


عيشه اول ماشافتها شهقت وهى عتفرد اديها :غاليه ..بتى حبيبتى حمداله على سلامتك يانضرى ..

جيتى ميته ياغاليه ؟ حقا غيبتك طوالت النوبادى كتير ياغاليه كنه قلبك جمد على حبايبك وناسك !


غاليه وهى عتبعد عن حضن عيشه :والله ماكان بكيفى ياخاله الله وحده العالم قديش كان قلبي ناطف على شوفتكم بس الظروف ماكانت عم تسمح ..


عيشه :يلا ولا يهمك دا اللقى نصيب والحمد لله شوفناكى وكحلنا عينينا بشوفتك يابنيتى ..الا فين عيالك مجوش معاكى ليه ؟


غاليه :والله ولا واحد منهم كان بالسرايا لما اجيت الظاهر لساتهم عم يلعبو كوره ..يلا بيرجعو وراح ابعتهم مع سخاوى ليسلمو عليكى ويبوسو ايدك وايد جدهم بشندى ..


عيشه :حبتهم العافيه يارب ..خشو طيب خشو احنا واقفين اهنه ليه تعالو يابناتى ادخلو بيتكم وموطرحكم ..


ودخلتهم ودخلت وراهم وغاليه اول ماشافت بشندى قاعد على سرير من ابو نفر فالصاله بتاعت البيت وماسك فيده منشه معموله من ديل جاموسه وعيهش بيها والكبر وهزل الجسم باين عليه بصتله بحنين وهمستله بحب :

كيفك ياراجل ياطيب ؟

بشندى رفع راسه عليها وحط يده على عنيه وهو عيبصلها وديق حواجبه وهو عيسألها : انتى مين يابتى ؟


غاليه قربت منيه وقعدت جاره وهمستله بحنان :انى غاليه ياعم بشندى انتا مش فاكرنى ولا ايه ؟


بشندى بصلها جامد وهو مديق حواجبه وفجأه ملامحه اتفردت وهو عيقولها بصوت عالى :


غااااليه ...غاليه بت حبيبي جاهين !!


غاليه هزتله دماغها بفرحه عشان اتفكرها وحظها كان حلو معاه ..


بشندى كمل :غاليه اخت ولدى حكيم الغالى !

غاليه بدموع هزت دماغها مره تانيه 

وبشندى كمل :غاليه الفاجر ام عين بيضه !


هو قال الكلمه داى وملامح غاليه اتقلبت وبلعت ريقها بالعافيه من الكسفه وبصت لجماره وامها لقت لون وشهم احمر من كتر ماكاتمين الضحكه بالعافيه ..


بشندى هو كمان بصلهم لما هى بصت عليهم وشافهم واقفين وشاورلهم بالمنشه اللى فيده على الكنبه اللى وراهم : متقعدو ياغوازى واقفين ليه ؟


وهنا التلاته انفجرو فالضحك مع بعض بدون توقف لدرجة ان عنيهم دمعت وكل مايسكتو يتفتحو فالضحك من تانى وبشندى باصصلهم ومستغرب وآخر مافاض بيه همس لحاله  ...ايوه امال ايه ماهو لما الغوازى والفواجر عيتلمو فموطرح واحد ديه اللى لازمن يحصول ..


ومع كل كلمه كان صوت الضحك بتاعهم يعلى وبالعافيه سيطرو على نفسهم وبطلو ضحك وغاليه همستله وهى عتمسح فدموع عنيها اللى نزلو من كتر الضحك : 

والله كتير كتير اشتاقتلك واشتقت لحكياتك هادول  ..اصلا مصر يعنى  عم بشندى ..


بشندى :قوليلى عامله ايه وجوزك وعيالك ..وعملتى نصايب ايه فالشام تلاقيكى مطهبجاها اهناك .


غاليه ابتدت تتكلم معاه على الشام واهلها وناسها وهى يستمع بانتباه 

وعيشه قامت دخلت الموطبخ تعمل حاجه لغاليه وجماره قامت وراها وهملو غاليه مع بشندى تتحدت معاه وهو بين كلمه والتانيه يقولها والله ليكى وحشه يام عين بيضه وهى تضحك وهو يضروبها بالمنشه عشان تبطل ضحك ..


اما حدا جماره وامها :


جماره :امه عايزه آخد رأيك فحاجه .

عيشه :قولى ياجماره بس يارب متكونش حاجه عفشه .

جماره :له داى احلى حاجه فالدنيا ..انى عايزه اخطب لسخاوى واجوزه بزياداه عاد واصلا ديه وحيد يعنى المفروض كان اتجوز جوازة عز من زمان بدرى .


عيشه سابت اللى فيدها وبصت لجماره بعيون عتلمع من الفرحه وقالتلها :ايدى على كتفك يابنيتى بس هو يوافق دانى خشمى قام فيه الشلبين من كتر ماكلمته عالجيزه وسميتله بنات البلد كلهم وهو قافل على قولت مش دلوك لما ورم قلبي وقلب ابوه المسكين اللى بره ديه ..


جماره :له النوبادى هيرضى وهيوافق بالعروسه اللى اخته منقياهاله وهيفرح بيها كمان .


عيشه :ديه يوبقى يوم المنى ياجماره والله ..بس الا هى مين العروسه اللى ماليه يدك من رضى سخاوى عليها داى ؟!!


جماره :خديجه بت زبيده ..ايه رأيك فيها ؟

عيشه :وداى عايزه رأى يابتى ؟ داى متربيه فبيت الشيخ حكيم وعلى يده ويد بتى كيف ماوافقشى عليها؟؟


وكملت بفرحه ..والله يازين مااخترتى ونقيتى بس الرك على اخوكى ومخه الناشف .

جماره :هملى اخوى عليا انى 

عيشه : حيث اكده خلصى كل حاجه فاقرب وكت عايزين نفرحو ونشوفوله عيل قبل مانموتو يابنيتى .

جماره :العمر الطويل ليكى يام سخاوى ياقمر انتى يالى كل ماتكبرى عتزيدى حلا وحضنتها من كتافها وباست خدها وعيشه ضحكت بفرحه لما حست ان النوبادى الفرج وجواز سخاوى هيتم على يد اخته من الثقه اللى عتتحدت بيها ..


خلصت عيشه العصير وطلعو هى وجماره قعدو جار غاليه وبشندى وعيشه بشرته وقالتله كلام جماره وهو قلبه طار من الفرحه عشان دى اكبر امنيه عيتمناها من زمان ..انه يجوز سخاوى ولده على حياة عينه ويفرح بيه وبعدها مش عاوز من الدنيا حاجه تانى واصل ..


بشندى بعد ماسمع حديت عيشه مباشرة بص لغاليه وبفرحه مد يده وراه على السرير وهو عيقول :


وشك حلو يافاجر جيتى وجبتى الاخبار الزينه معاكى ..ومره وحده لبعها بالنشو وهى مديه امان خلاها فطت من موطرحها على جماره جارها وهى عتصرخ من الالم وجماره وامها بسرعه قامو وبعدو عن مرمى بشندى وهملو غاليه عتفرك موطرح الضربه وعنيها رغرغت دموع من الالم وهى عتقوله: ولك ليش لييش شو عملتلك ماانت لساتك عم تؤل قُصتى خير عليك لشو ضربتنى دخيل الله ؟!


بشندى :ايوه مانتى وشك حلو صوح ولبعتك بالنشو عشان مجيتيشى من زمان بوشك الحلو كان زمان الواد متجوز من زمان ومخلف عيلين يافاجر  ..

عرفتى ضربتك ليه ولا لساتك ..

واداها لبعه تانيه خلاها تجرى من جاره خالص وطلعت عالجنينه رمح وجماره وعيشه طلعو وراها وهما فطسانين ضحك عليها ..


عدى الوكت على غاليه وجماره وهما جار عيشه وعيسمعو لحكاويها الحلوه اللى ميتشبعش منها وكمان اشتركو معاها فالتخطيط لفرح سخاوى وهيعملوه كيف وهيعملو فيه ايه واختلفو بين انه يتعمل فالسرايا وديه رأى جماره وبين انه يتعمل فبيتهم وديه رأى امها وسابو الفصل فالموضوع ديه لما غلبو فيه لسخاوى والشيخ حكيم ..


واخيرا سمعو صوت تلكس عربيه وشافو سخاوى هو اللى نزل منيها وجاى عليهم وجماره نبهت على امها انها متجيبش قدامه سيرة حاجه واصل وتسيبها هى اللى تفاتحه بطريقتها وعيشه سمعت الكلام وماتكلمتش فحاجه ..


غاليه قبل ماتمشى راحت لبشندى ومن بعيد سلمت عليه وودعته واستغربت وهو عيبصلها باستغراب كنه اول مره يشوفها ومردش عليها واصل وجماره قالتلها انه دلوك عقله تايه ونسى كل حاجه وغاليه بصتله بشفقه واتحركت من قباله وطلعت مع جماره على العربيه بعد ماودعو عيشه وغاليه قلبها اتعصر على حالة بشندى اللى فالدقيقه عيتغير من حال لحال ...


الشباب فالوكت ديه رجعو البيت ودخلو السرايا يستحمو لكن تميم اتخلف عنهم وراح الاسطبل يطمن على بشرى فرسته اللى مشاركاه فعمره واتولدو سوا..


 واللى من غلاوة امها على الشيخ حكيم همله وهو عيتولد وجالها هى والحكايه داى امه جماره كل هبابه تحكيهاله وتشكيله من ابوه بزعل كداب عشان هملها وهى عتولده ..وهو كلامها ديه ماعيزيده الا محبه لجمره وبشاير على حب ابوه ليهم وغلاوتهم حداه اللى كنها اتنقلت لقلب تميم وعذر ابوه لما حط نفسه موطرحه فنفس الظرف وعقله اهتدى انه من غير تردد هيروح للحيوان الضعيف الاخرس ويساعده هو فلاول وخصوصى لو كان بحالة جمره وكتها ..


دخل تميم الاسطبل واطمن على بشاير وامها وشاف وكلهم وشربهم ووكل بشاير وجمره السكر النبات بيده وبعدها هم عشان يقوم وحط اديه على رجليه ولساته هيوقف لكنه وقف وهو عيبص للارض على موضع رجله اللى شاف جارها وش بنيه فصوره مدفونه فالقش مش باينه منها غير حته ..سحبها تميم باستغراب وبرق عنيه لما بص فيها ودقق وشاف فيها زينه وهى راكبه على بشاير فالاسطبل اهنه واستغرب كيف وصلت للاسطبل والاغرب جات مع مين وهو واخواتها كانو بره وحتى ابوها وابوه مكانوش فالسرايا ...له والادهى والامر من ديه وديه لما شافها وهى رافعه فستانها عشان تعرف تركب الفرسه وحتى وهى لابسه تحت الفستان بنطلون تحت منيه النار شبت فضلوع تميم وهو عيتخيل ان حد شافها اكده وشاف رجليها متحدده تحت بنطلون متقسم عليهم ومحسش بروحه  وهو رايح بكل سرعته على سايس الاسطبل والصوره فيده وعنيه عتقدح نار .


اما جماره فاستغلت ان سخاوى اول واحد فالعيال اتسبح وغير من غياراته اللى فأوضة عيال اخته ونزل  وسحبته من يده وخدته على الجنينه بره على غفله من الكل وتحت استغرابه وهو مفاهمشى هى عتجر فيه ليه !!


سخاوى اخيرا حرر دراعه من قبضة جماره ووقف موطرحه وهو عيسألها : مالك يابت ابوى عتكركرى فيا اكده ليه ؟؟


جماره :عايزه آخد رأيك فحاجه قبل الكل وبينى وبينك ..


سخاوى همسلها وهو عيتلفت حواليه : رجفتى قلبي فيه ايه انطوقى قوام !!!

جماره :نويت اخطب خديجه لتميم واد اختك ايه رأيك ؟


جماره خلصت جملتها وكنها كبت على سخاوى جردل ميه بتلج فعز طوبه وجسمه كله اتنفض وهو عيرفع عينه فعينها و عيبلع فريقه وهمس بصدمه وعدم تصديق :


عتقولى ايه انتى ياجماره ..خديجه وتميم !! كيف ديه يعنى !!!!


جماره :كيف الناس ياسخاوى ولا انتا شايف حاجه فخديجه يخليها مش اهل لتميم ؟؟!!


سخاوى بتوهان :شاش عالراس خديجه يختى وبنتتة الدنيا كلها متاجيش رقعه فتوبها والله ..


جماره يوبقى على خيرة الله ..قالتها وابتسمت وهمت عشان تغادر لكنها وقفت موطرحها وهى واعيه سخاوى غمض عنيه بألم وقبض اديه لما مفاصلهم ابيضت وشكله عينازع من جواه وعلى كد زعلها من اللى حاسه اخوها دلوك على كد فرحتها انها اتوكدت ان اخوها غارق فالعشق لشوشته وان فيدها تقربه من عشقه وتجمعه مع حبيبة روحه وحلفت انها ماهتتاخر ولا تتوانى ساعه وحده 

بعد اكده ..


اما حدا تميم :

عم عبيد ..عم عبيد وينك ؟


عبيد السايس جاله من جوا يرمح على كد حيله وهو عيرد عليه :ايوه ياشيخ تميم فيه حاجه ولا ايه ؟ بشاير فيها حاجه هى ولا امها ؟


تميم بغضب رد عليه وهو عيرفع الصوره قدامه وعبيد اول ماشافها بلع ريقه بخوف وتميم همسله بصوت كيف الفحيح : الضيفه جات اهنه ميته ومع مين ياعم عبيد ؟!!


عبيد بلع ريقه بخوف وفتح خشمه عشان يعرف يرد على تميم ويقوله اى حاجه لكنه قدام عيون تميم اللى مترصدينه كيف عيون الصقر مقدرش ينطق غير متمته مش مفهومه واصل ....


وللحكايه بقيه ......


بقلم /ريناد يووسف


لكم منى اجمل باقات الزهور 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

جماره ابنة بائعة الجبن ..حلقات خاصه الحلقه 3


تميم باصص لعبيد السايس  بعيون كيف الصقر  ومستنظر الحروف اللى هتطلع من خشمه بفارغ الصبر لكن كل اللى كان يطلع من خشم عبيد تمتمه مش مفهومه وسرعان ماابتدت حروفه تطلع لما تميم سأله بأصرار اكبر :


هو الجواب صعيب للدرجادى ؟! الضيفه جات اهنه مع مييين اتحدت ؟


عبيد :جات مع الست تمره..الضيفه اتصورت جار الخيل ومشو طوالى مغابوشى .

تميم بؤبؤ عينه اتوسع من الصدمه وفضلت عيونه رايحه  جايه فمحجرها وعقله عيحاول يستوعب كيف تمره اخته اتخطت كل الخطوط الحمره ووصلت بالضيفه للاسطبل وكمان ركبتها خيل وديه العيب بعينه فبلدهم ؟!! وفوق دول ودول صورتها وكل ديه من وراهم كلهم ..

ضم تميم الصوره بقبضة يده وكرمشها وطلع بسرعه من الاسطبل وشكله مينذرش بأى خير وراح على السرايا ،وعبيد واقف وراه مراقبه وحاطط اديه على دماغه بخوف من اللى هيجراله من الشيخ حكيم لما يعرف ان بته عتاجى الاسطبل من وراه وتركب خيل وعبيد داسس عليه ؟؟


تميم راح ناحية السرايا كيف الاعصار ودخل من بوابتها وهو مواعيشى قباله ولأول مره فحياته يقرر انه يحاسب تمره ويقسى عليها عشان اتعدت على كلام الرجال وخطت خطوه من غير شور وكمان عيملت حاجه فعرف اهل البلد اكبر عيب وقلة قيمه ..


**********

اما فى مكان آخر 

جماره ابتسمت وهى واعيه لحالة سخاوى وهو عيتحرق من جواه ونفسه يفرفط بس مقادرشى وخدت نفس وزفرته وقالتله :

غيرت رأيي ومش هخطبها لتميم هخطبهالك انتا ..اصل انتا الكبير ولازمن نفرحو بالكبير لاول ..قولت ايه ؟ ولو هتتنازل عن دورك وترفض الجيزه كيف كل مره اجوز تميم قبلك عادى .

سخاوى بفرحه وكنها روحه ردتله :له يابوى كله الا دورى مههملهوشى لحد ..اخطبيهالى يابت امى وجوزينى انى ..اصلا ولدك تميم لساه صغير عالجواز شوفى حال اخوكى فلاول ..


ضحكت جماره وهى عتهز دماغها وعترد على سخاوى :صوح صدق اللى قال العشق مقبرة الهيبه  والتقل ..حاضر ياولد امى هخطبهالك بس رتب امورك سبوع ولا تنين وهيكون فرحك ..مش اكتر من اكده .


سخاوى مسك دراعات اخته وهو عيرد عليها بفرحه :ويمين الله عتتحدتى صوح ؟ يعنى سبوعين بكتيره وخديجه تكون فبيتى ؟!!


جماره :واقل كمانى ...مهو اصلى مههملشى اخوى اكتر من اكده وانى خابراه مفلفله العشق فلفيل .


سخاوى ساب ادين اخته واتنحنح وهو عيعدل فخلجاته بخجل :

احممم ..عرفتى من ميته بحكاية العشق ديه انتى 

جماره :من زمان بدرى عارفه وشايفه عنيك اللى معايفارقوش البنيه واصل وكنت مستغربه ايه اللى مصبرك وممخليكش تاخد خطوه ؟


سخاوى بنرفزه :فقر ابوها اللى مخلينى صابر ومستنى وهو كل مايروحله واحد يطلب يد خديجه يكرشه ويقوله حداييش بنته للجواز قولت يمكن شايفها صغيره ومستنيها تكبر هبابه مع انها ١٨ سنه يعنى مش صغيره !!


جماره :ابوها مكنش عيوافق يجوزها عشان كيف منتا خابر انه دلوك عليل ورقيد الفراش وزبيده مرته هى كمان مبقاش فيها حيل للخدمه ولا للوقفه اصلا، وخديجه دلوك هى اللى عتصروف على البيت ومحتاجين شغلها عشان يعيشو منيه من بعد مااخواتها الرجاله اتجوزو وكل واحد طلع بمرته فدار بعيده ومبقوش يسألو على امهم ولا ابوهم ...لكن لما الشيخ حكيم يطلبلك يدها ويقول لابوها ان شهريتها ماشيه حتى بعد ماتتجوز مهيفتحشى خشمه بكلمه وحده ..


سخاوى بفرحه حضن اخته وهو عيهمسلها  :كنتى فين انتى من زمان وساكته ليه ومهمله اخوكى تشوى بنار العشق ياخيتى ؟؟

جماره ضحكت وضمت اخوها والتنين فزو من حضن بعض على صوت زمجيره قويه وبصو وراهم لقو حكيم واقف وعنيه مبرقالهم 

ووجه حديته لسخاوى : مين سمحلك  تتعدى على املاك الشيخ حكيم ياد انتا ؟

سخاوى وهو عيلف اديه حوالين كتاف جماره اخته بتملك : انى شريك معاك فاملاكك داى وليا فيها كدك واكتر كمان ..

دانتا حصله لمت ورقه واللى بينك وبينها كلمه لو اتقالت كل اللى بينكم ينتهى..، لكن اللى بينى وبينها دم موصول بحبل صلة الرحم اللى عمره مايتقطع واصل ..مش كيف اللى بينك وبينها حبل عشق وحبال العشق دوابه ياشيخ ..


حكيم وهو عيحرر جمارته من تحت يد سخاوى وياخدها تحت جناحه رد عليه : اللى بينى وبين اختك حبل من العشق وحبال من الموده والاحترام مضفورين فبعض ومن شدتهم وقوتهم كونو جسر شديد واصل من قلبي لقلبها لو مشى عليه واحد زيك يفضل يمشى عمره كله عشان يقدر يجيب اخره.. وهيخلوص عمرك قبل ماتشوفله آخر ..اللى بينى وبين جمارتى عدى كل الروابط ياواد بشندى .


سخاوى بص للشيخ حكيم  وابتسم وهو عيهزله دماغه برضى :وهو ديه اللى مخلينى عحبك فوق الحبين حبين ياشيخ ..عحبك عشان طول عمرك محافظ عاللى منى ..صاين اختى ومحاجى عليها كيف ماطول عمرك عشت صاين ابوى قبلها .. وانى اللى يصون اللى منى اصونه طول عمرى وافضل طوع اديه ..وعقولهالك وهفضل طول عمرى اقولهالك ياشيخى ..سخاوى هيفضل طول عمره رهن اشارتك وملك يمينك ..


حكيم طبطب على دراع سخاوى بحب ورد عليه :تعرف ياد ياسخاوى اقولك على حاجه ... انى طول مانتا مع عيالى وفبيتى عكون مطمن وحاسس انى مهمل وراى سند وبديل عنى، وسور عالى من الامان محاوط بيتى وعيالى ..برغم انك من سن تميم الا انى حاسك كبير العقل والقلب كيف ابوك بالتمام ..وعشان اكده محبتك فقلبي كيف محبة تميم وبكر دا لو مكانتش زياده .


جماره بضحكه :ماهو سخاوى عارف ومتوكد من ديه وعشان اكده فارد قلوعه عالكل ومحدش واقف فعينه .


حكيم :يحقله يابوى والله ..ديه سخاوى الغالى واد الغالى ..

لساته سخاوى هيفتح خشمه عشان يرد لكن التلاته سكتو وهما واعيين لتميم داخل كيف الريح واتخطاهم من غير مايلتفتلهم ولا كنه واعيهم !


حكيم لسخاوى :ماله تميم ياسخاوى معصب اكده ليه مش عادته ايه اللى حوصول؟

سخاوى رفع كتافه ونزلهم دليل على انه ميعرفشى حاجه وجماره بصت لحكيم بتساؤل وهى عتقوله :بينا نشوفو فيه ايه حاصل مع ولدى ياحكيم!!

حكيم ديق حواجبه وكان اول المتحركين ناحية السرايا ورا تميم يشوف خبر ايه وجماره وسخاوى اتحركو وراه طوالى .


-تميم دخل السرايا واول ماعينه جات على تمره قاعده هى وورد على الكنبه عيتهامسو ويضحكو قرب منيهم وعنيه طول الوكت على تمره محادوش على غيرها لغاية ماوقف قدامها وصوت انفاسه العاليه مسموعه وتمره بلعت ريقها بخوف وهى شايفه منظره ولون عنيه اللى الحمار حاوط زرقتها وبقو عاملين كيف حجرين فيروز متحاوطين بلهب مستعر ...

وقلبها كان هيوقف وهى واعيه يد تميم عتتفرد قبالها وشافت فيها صوره مكرمشه وكان هيغمى عليها لما اتوكدت انه عرف بروحتها الاسطبل وتغفيلها ليهم طول الوكت وغمضت عنيها وهى عتستعد لاى عقاب مهما كان لانها تستاهله وتستحقه ...


بس اللى حوصول ان زينه خطفت الصوره من يد حكيم بسرعه وخبتها فجيب هدومها ومسكت يد تمره تهدى خوفها هبابه وبعدها بصت لتميم اللى عنيه متوجهين على تمره كنهم ليزر وقالتله بكل ثبات ..


فيك ماتتطلع لتمره هيك لانه مالها ذنب بروحة الاسطبل لانى انا يلى اصريت عليها لنروح وهى كانت رافضه بالاول لكن مع اصرارى وافئت ..فالهيك اذا فيك تلوم حدا فالومنى لألى ..


تميم بص حواليه ومره وحده مسك تمره من دراعها وطلع بيها للجنينه وزينه ماشيه قبال تمره مهملتهاش  وابوه وامه وسخاوى اللى كانو داخلين وراه يشوفو خبر ايه وقفو وهما شايفينه طالع بتمره من السرايا بالمنظر ديه وخدها بعيد عن السرايا شويه و غمض عنيه واخد نفس وزفره بقوه ورجع فتح وقالها وهو جازز على سنانه :


كيف عميلتى اكده ياتمره كيف ..طب الغريب معذور فكل عمايله عشان معيكونش خابر الامور عتجرى كيف فالموطرح اللى راحه وعيكون عامل كيف لأعمى اللى لازمن صاحب المكان يمسك يده ويوجهه ويوريه المطارح ويعلمه عادات المكان وتقاليده ..وعمر العتب واللوم ماعيوقع عليه ابدا ...مفكرتيش فيا ولا فابوكى الشيخ لما الناس تشوف بتين كيف الورد رايحين اسطبل لحالهم وحدش عارف مين جواه من رجالتنا ؟؟

مفكرتيش لو حد من رجالة ابوكى شافكم وانتو بنته وراكبين خيل وشاف رجليكم وهزت جسمكم مع حركة الفرس .. مخابراشى يعنى هى عيبه كد ايه فبلدنا وهتكون عيبه اكبر وعار اشد لو طلعت من بت شيخ البلد ؟

له وكل ديه حداى كوم ومرواحاك الاسطبل من غير شور ولا قول ديه كوم تانى خالص ياتمره .


حكيم وجماره وسخاوى كانو يسمعو حديت تميم وهما مذهولين من اللى عيسمعوه ومن جراءه غير مسبوقه من تمره ..

وبالاخص حكيم اللى محدش من رجالته قاله انها طلعت ولا راحت عالاسطبل هى والضيفه ولا حاجه !!


اما بكر فكان نازل من فوق وشاف تميم وهو جارر تمره بره السرايا وطلع وراه بسرعه وسمع حديت تميم وبمجرد ماتميم خلص كلامه بكر اتحرك كيف الريح وموقفش غير قدام تمره وبدون سابق انذار رفع يده ونزل على وشها بكف خلى رقابتها اتلوحت وزينه صرخت وهى عتحط ايدها على خشمها بتفاجؤ من اللى حصل كيف مالكل اتفاجئ ..

ولساته بكر هيمد يده على تمره مره تانيه لكن يد تميم كانت اسرع ومنعتها ووقف قدامه وخلى تمره وراه وقال لبكر :

حدناش حريم تنضرب يابكر ..ولا عمر الربايه مكانت بالضرب ..


حكيم هو كمان اتحرك ووقف قبال بكر وهو باصصله بعيون عتقدح نار وقله بصوت كيف الرعد:


كيف تتجرأ وتتعدى علي وتقلل قيمتى اكده يابكر؟


بكر بصدمه :انى يابوى !

حكيم بصوت كيف الرعد :ايوه انتا ..لما تمد يدك على اختك فوجودى وتتولى انتا حسابها وانى واقف يوبقى انتا اكده عفصت عليا واتخطيتنى ..وبص لتميم : والحديت ليك انتا برضك ياكبير ..المفروض كنت تاجينى انا وتقولى عاللى حوصول وانى اللى احاسب واعاقب بالطريقه اللى اشوفها مناسبه ..وقبل ديه كله كنت هقعد تمره قدامى واسمع منيها قبل مااعاقبها ولا امد يدى عليها ...مش هو ديه اللى مفروض يحصول ياتميم ؟ وبص لبكر 

مش ديه اللى عيتعمل فمجالس الشيوخ ياللى عايز توبقى شيخ؟؟


تميم :انى كنت عسألها يابوى هى عيملت اكده ليه .

حكيم :له ياتميم انتا كنت عتبينلها جرم اللى عيملته مكنتش عتسألها ..مسمعتكش عتقولها ليه عميلتى ..كل اللى قولته انتى كيف عميلتى ..اسلوبك كان عتب ولوم مش سؤال ..

اصول المشيخه والحكم العادل لازمن تتطبق فبيت الواحد قبل ديوانه ..

على اهله قبل الغريب .


تميم نكس راسه للارض وهمس :آسف يابوى .. لكن بكر رفع راسه بأصرار وهو عيرد على ابوه :انى عاد مش آسف انى ضربتها ولو هملتونى عليها هقطعها وصل وصل ..عشان خابر زين يابوى انك عمرك ماهتأدبها ولا تمد يدك عليها كيف ماطول عمرك عتعمل ..


حكيم :حتى بعد ماقالك تميم الربايه مش بالضرب لساك مصمم على رأيك ديه ؟

بكر :ايوه عشان مقتنعتش بحديته ..واكبر دليل على ان رباية البنته لازمن تكون بالشده هو اللى عيملته تمره ديه ..عشان اللى عملته ديه من قلت الخوف ، لو كانت داى عتخاف من حساب ولا عقاب كانت فكرت الف مره فالغلطه قبل ماتغلطها ..كان قلبها رجف لما تتفكر الغلطه اللى غلطتها قبل اكده حسابها كان عامل كيف .


حكيم هز دماغه بأسف وهو باصص لبكر وبكر كمل حديته :سكت عشان خابر انى صوح النوبادى يابوى مش اكده .


حكيم :له يابكر سكت عشان انتا مفيش فايده فيك ..

واتنهد وهو باصص لتمره اللى حاطه يدها على خدها مكان ضربة بكر وحابسه دموعها فعينها ولزينه اللى حالتها متقلش عنيها وقال :


يلا خلاص محصولش حاجه لديه كله هى غلطه ومهتتعادش تانى ..حدش يتحدت فالحديت ديه تانى معاوزش حد من عيال عمتكم ولا جوزها ولا حتى عمتكم تدرى بحاجه ..بكر تميم سخاوى خدو عيال عمتكم وعلى المندره يلا عشان فيه فصل جاى دلوك وعايزكم تحضروه ..

وانتى ياجماره حضرى عشا مليح لياجى ١٥ او ٢٠ نفر وهبعتلك حد من العيال ياخده ..


واتحرك وهيمشى لكن صوت تميم وقفه : ابوى بعد اذنك من بكره  هجيب جمره وبشاير للسرايا واخليهم فالجنينه فموطرحهم القديم عشان بناتنا متطلعشى وتروح الاسطبلات فالخفا .. 


حكيم هزله دماغه بموافقه وطلع على بره  وجماره دخلت السرايا بعد ماادت تمره نظره ساخطه وكل اللى حوصول ديه وحكيم ابدا موجهش اى كلمه لتمره ولا حتى عتاب بسيط وديه اللى خلى بكر عقله هيشت ..وبعد ماابوه طلع من البوابه فط على تمره عشان يضروبها مره تانيه لكن سخاوى مسكه وتميم منعه ووقف قباله وقاله :ورب العرش يابكر لو يدك اتمدت على تمره تانى لاكون انى خصيمك واخلص ضربتها منك كل ضربه بعشره ..ابوك قال خلاص يوبقى خلاص فضها عاد . 

بكر خلص روحه من ادين سخاوى وطلع على بره السرايا بسرعه بعد مابص لتمره بعيون حمره كيف عيون الغول وكيف مايكون عيقولها لو هملونى عليكى كنت قطعتك بسنانى ..


سخاوى بص لتمره وهو عيعدل فخلجاته اللى اتبهدلو وهو عيحوش عنها بكر وقالها :

والله ابوى ماكدب وهو عيقول ان الحريم نوعين يأما غوازى يأما فواجر ..

وانتى يابت اختى ماشاء الله طلعتى ميكس من التنين لاعتخافى ولا تختشى ماشاء الله اللهم بارك ..الله يمسيك بالخير يابوى ..


تميم اخد نفس وبص لتمره واتحدت : لما نفسك تركبى خيل مقولتليش ليه وانى كنت جبتلك الخيل لحدت عندك فالسرايا اهنه ياتمره ..من ميته طلبتى منى طلب واخرته عليكى ولا عزيته عنك ..ولا هو الممنوع مرغوب كيف ماعيقولو ؟؟


تمره بأسف :حقك عليا ياخوى اخر نوبه سامحنى .

تميم :جملتك ناقصه ياتمره وخلت عقلى اتشغل ..عشان كنتى تقولى اول وآخر نوبه مش آخر نوبه !! يعنى افهم من  اكده انها مكانتش الاولى ؟؟


تمره بلعت ريقها وسخاوى فهم اللى فيها وجرى على تميم مسك دراعه وشده من قبالهم وزقه ناحية السرايا وهو عيقوله :يلا يابوى هنعوقو عالفصل اكده ..يلا خش هات عيال عمتك وتعالا قوام .


اتحرك تميم عالسرايا وهو عيبص وراه على تمره وسخاوى قرب لتمره وهمس من بين سنانه : مكانتش اول نوبه يافاجر ..طب ورب العزه حلال فيكى اللى عيمله بكر والظاهر انك صوح ملكيش غير العين الحمره والشده ...

يلا خدى بت عمتك وخشى جوا خش عليكم دم .. وريحو بالكم اهى الخيل جيالكم بكره يافارسات بنى عِبس .


تمره خدت ايد زينه وجريت على السرايا من غير ماتنطق مع خالها سخاوى حرف عشان متوكده ان لو كان بكر آخره ضرب فسخاوى ملوش آخر لو قاوحت قباله وممكن يوصلها لقطع الرقاب .


اما سخاوى فطلع بسرعه ولم الغفرا واحد واحد ونبه عليهم لو الشيخ حكيم سألهم تمره بته كانت تروح الاسطبل قبل اكده يقولو ان النهارده اول نوبه ..ولما سألهم ليه مكانوش عيقولو قبل اكده قالوله ان عبيد نبه عليهم محدش يفتن على الست تماضر الصغيره ولا يقول للشيخ ولا حد يدخل الاسطبل منهم طول ماشايفينها دخلته واصل ..وقالهم عيله وعتتسلى وتلعب مع الخيل هبابه ..


سخاوى هز دماغه واكد على الرجاله نوبه تانيه وراح على الاسطبل ونبه على عبيد هو كمان يقول انها اول نوبه تدخل الاسطبل ..ولما سأله سخاوى ليه نبه على الرجاله ودس على الشيخ مرواح بته للاسطبل قاله عبيد انه كان يشوفها فرحانه قوى بالخيل والشويه اللى عتقضيهم فالاسطبل ومحبش انها تتكدر ولا تزعل لما ابوها يمنعها ..وقاله كمان ان الشيخ هو السبب فتعلق تمره بالخيول لما كان دايما يجيبها معاه الاسطبل وهى صغيره ، ولما كبرت فضلت متعلقه بالخيول ومكانش يهون عليه يزعلها ..وانه كتير كان يطلب من الشيخ انه ياخد بشاير وجمره للسرايا عشان يكونو جار تمره ومتاجيش الاسطبل والشيخ كان يرفض ويقول الاسطبل احسنلهم هما التنين ..


سخاوى هز دماغه لعبيد بتفهم وقاله :طب خلى بالك اوعك تغلط قبال الشيخ ولا تميم وتقولهم الحديت ديه ..قولهم انها اول نوبه عشان لو عرفو انك عتضم عليهم عيشك هيتقطع من الاسطبل ومن السرايا واصل فاهم ..


عبيد هز دماغها ورد بخوف :فاهم فاهم ..


بعدها سخاوى همله وطلع وهو على باب الاسطبل قابل تميم كان داخل وقاله وهو عياخد يده ويلف بيه تانى : سألته واتوكدت انها اول نوبه تعملها .

تميم بصله ورفع حاجبه وهو عيتأكد منه :اتوكدت صوح ياسخاوى ..

سخاوى :صوح الصوح يابوى طمن بالك ويلا بينا اتأخرنا عالفصل عاد !..


خلص الفصل والشيخ حكيم واسامه قعدو فالمندره يتحاورو مع بعض فموضوع والولاد كلهم رجعو السرايا وملقوش حد فيها لانهم اتأخرو بره لكن نور اوضة ستهم تماضر كان والع والباب مفتوح هبابه وعرفو انها لساتها صاحيه ودخلو كلهم حداها فالاوضه يسلوها ويكملو السهره معاها ..


دخلو وكلهم باسو يدها واحد واحد وقعدو حواليها وهى عتطلعلهم بمحبه وابتدت تحكى معاهم وفوسط الحكى فهد قام :

انى رايح لاجيبلى شى آكله جوعت كتير حدا بده شى ؟


تماضر :صحى امك تحضرلك تجيب لحالك كيف يعنى!! ؟ 


راغب :اتركيه بيبى اصلا متعود يعمول كل شى لحاله .

تماضر :كيف ديه ؟

فهد :اي والله يابيبي اصلا كلنا متعودين امى عم تخلينا نعمول كل شى لحالنا وحتى هدومنا بنغسلهن لحالنا يابيبي ..اصلا كتير كنت عم اتمنى يزن وبدر يطلعو بنات لاتدلل عليهن وافيقهن من عز نومهم واخليهم يعملولى يالى بدى ياه مستغل سلطتى الذكوريه عليهن ...


يزن بص لفهد بغضب ورد عليه :اى تضرب ع هيك حكى ايوالله ..


فهد :عم ائلك كنت عم اتمنى امنيه هاى امنيه لا تؤاخذنا عالامانى عمى ..بس يلا هانت واربت اتجوز وراسى يبرد  من خدمتى لحالى ..


تماضر :اخص عليها التمساحه قليلة الربايه اللى ممرمطه عيالها فخدمة البيت عشان تنام هى وتتقلب على بطنها ..طيب ياغاليه بس تنزلى من فوق لاكون مطلعه شعرك فيدى ..


فهد :لا بيبي دخيلك ماتحكيلها شى والله بتعطينى شفتين من اليوم وطالع اذا اكلٍت حكى منك بسببى ..اتركيها اصلا انا تعودت وماعاد بدى حدا يخدومنى دخيل ألبك بيبي ..


الكل ضحك على جبن فهد ومن وسط الضحك بكر اتكلم 


بكر :ومين قالك انهم لو جم بنات كانو هيخدموك ياواد عمتى ..واصلا مين اللى قال ان مرتك مهتكونش فاهمه اللى ليها وواللى عليها ومتقولكشى خدمتى ليك مش واجب علي ولو عيملتها توبقى جهاد كيفها كيف الجهاد فى سبيل الله بالظبط  !


فهد :ياااباطل ..من وين طلعتلى بهالحكى انتا دخيلك يعنى حتى مرتى ماراح تخدومنى اوووف؟


بكر :من الشيخ حكيم بذات نفسه هو اللى قاللى اكده  ..


تميم باستنكار  :هو صوح خدمة المره لجوزها يعتبر جهاد بس ابدا عمره مايتساوى بالجهاد فى سبيل الله يابكر لان جهاد المره فبيتها تطوع اما الجهاد فى سبيل الله فرض وامر من الله سبحانه وتعالى الهدف منه اعلاء كلمة الحق وازهاق الباطل ورفع راية الاسلام ..ديه جهاد وعليه اجره وجهاد المره فبيتها جهاد تانى خالص وعليه اجره وابدا مابيتساوو يابكر ..


بكر :انى والله عقول كلام ابوى اللى قالهولى وديه الشيخ حكيم !

تميم :حتى لو الشيخ حكيم ..حتى لو اى شيخ قالك حاجه لازمن تدور فكذا مصدر وتشوف صحته وتتأكد زين ..فيه حجات بتلتبس عالانسان وتفسيرها يختلف من شخص لشخص حتى لو كانو كلهم شيوخ ودليلنا على اكده الائمه الاربعه اللى اختلفو فالمذاهب وكل شيخ بقاله مذهبه الخاص اللى من وجهة نظره هو الاصح ..


حكيم كان داخل السرايا هو واسامه وبالصدفه سمعو كلامهم من صوتهم العالى واسامه ابتسم وهو بيسمع كلام تميم وبص لحكيم اللى كان هو كمان مبتسم بفخر ودخل عليهم حكيم فلاول واول كلمه نطقها :

وديه اول واهم درس لازمن تتعلمه وتحطه حلقه فودنك يابكر انك متاخدشى كلام على لسان اى حد وتصدقه وتمشى وراه ..


بكر :حتى انتا يابوى اللى عتحكم الناس وحكمك من القرآن واحكامه !!


حكيم : حتى انى ..ومتنساش انك فالفتره داى ففترة اختبار وانى يابكر هلففك الدنيا كلها بعقلك عشان اشوفك هتقدر توصل بعقلك لحد وين وآخرك فين ..واصلا انا استغربت كتير لما مجتنيش بعدها طوالى وصححتلى المعلومه وبحثت فيها ..


فهد :انا مانى فاهم شى 

بكر وهو بيبتسم :بس انى فاهم وعمرى بعد اكده مهاخد منك معلومه او من غيرك وامشى وراها عشان محدش يصغرنى وهو عيعدل علي ..واول حاجه هدور فيها كل المعلومات اللى كنت عاخدها منك طول الفتره اللى فاتت داى من بعد المهله اللى اديتهانى ...


حكيم هزله دماغه برضى وابتسم وهو عيقوله :عفارم عليك يابكر ..اكده انى اطمنت انك اتعلمت من الدرس مع انى كنت ناوى اقرص ودنك بطريقه اوعر وقرصه اصعب بس تميم نجدك منيها ...


حكيم خلص كلامه ودخل حب على يد امه وراسها واطمن عليها وطلع واسامه هو كمان سلم عليها وطلع دخل على اوضته هو وغاليه وبكر همس بعد مابوه مشى :


يامرك يابكر لو كان سألك فحاجه يوم الحكم وجاوبت عليه من الكلام اللى قالهولك من غير بحث ولا دراسه كان هيوبقى شكلك كيف قبال الناس ؟!! 


وقام بسرعه وطلع من السرايا ..


راغب بصله وهو ماشى ورجع بص لتميم وقاله :

يعنى بكر مانه صغير ع هيك مسئوليه وحمل ؟؟ يعنى انا والله شايف المشيخه هاى حمل كبير كتير !


تميم اتنهد وهو عيرد عليه : هى حمل كبير قوى قوى لكن اللى حابب الشَى معيشوفش وعارته ياراغب ..


راغب :طيب سِرنى ياابن خالى مانك زعلان منه او واخد ع خاطرك لانه بده ياخد مكانك بالمشيخه ؟


تميم :بالعكس والله دانى فرحان باللى عيعمله وعتمنى من كل قلبي انه يثبت للكل انه كدها وياخدها ويشيل عنى  الحمل اللى طول عمرى خايف من الوكت اللى هشيله فيه ..


تماضر بصت لتميم واتكلمت بنبرة حنيه :مهيقدرش عليها ياولدى عشان بكر محداهوش الجلد والتروى وطولة البال اللى حداك انتا واللى ورثتها من ابوك بالهبابه ...عارف خوفك ديه عيفكرنى بخوف ابوك يوم مامسك المشيخه وجانى طاير يرجف ويقول خايف مكونشى كدها يمه ...يومها انى قولتله انتا لو مش كدها واهل ليها مكانش ربنا لبسك عبايتها ولا عمتها اتحطت على راسك ..ومن وكتها بقى الشيخ حكيم اللى ناضرينه واتوكدت انه اللى عيخاف من الحاجه عيجاهد بروحه عشان يكون احسن واحد فيها ..والمشيخه جايالك ياشيخ تميم طالت ولا قصرت عشان بكر مش اهل ليها ..مش عشان نقص فيه ولا لحاجه عفشه ابدا ..بس بكر هيتعب بسرعه ومهيتحملشى الحمل انى عارفه ..


تميم هز دماغه واخد نفس وزفره وهو حاسس بخوف حقيقى من المشيخه رجع سيطر عليه بعد ماكان قال خلاص انه هيرتاح من حملها وتروح لبكر وهو باله يقعد رايق ..


اما بكر فراح على المندره بعد حديت ابوه وطوالى رمح على مكتبة ابوه وابتدا يقرا فكتب الفقه وتفسيرات القرآن باقى الليل  وابتدا يصحح معلوماته الدينيه ويزودها .


حكيم طلع اوضته واول مادخل شاف جماره قاعده عالسرير وصاحيه ومستنياه وهو اخد نفس وقلع عبايته وعمته وراح على السرير واترمى فحضنها كيف عيل صغير عاود لامه بعد نهار كامل قضاه بعيد عنها وهى ابتدت تمسدله على شعره بحنان وتخلل صوابعها فخصلات شعره الابيض وهمستله :

عيال ياحكيم ولساتهم تحت العلام والفهم ..ان كانت تمره ولا بكر .


حكيم :بكر ممبطلش رعونيه ياجماره وطبعه الحامى مخليه يدوس عالكل وهو مواعيش ولا واخد باله ..

وتمره ..واخد نفس وزفره ..تمره خايف يكون كلام بكر صوح وانها معتحسبش خطوتها ولا تفكر فيها عشان انى معشدش عليها ولا مره وريتها غضبى شكله ايه وتكون فعلا مبقتش تعمل حساب لعواقب افعالها ..

جماره :مش من اول غلطه تغلطها بتك تقول عليها اكده ياحكيم !!


حكيم : مهى عشان اول غلطه خايف متكونش الاخيره ياجماره لو معرفتش غلطها زين ..بس بسيطه انى هيكونلى تصرف تانى معاها من اليوم وطالع ..

جماره فمحاوله منها للتخفيف عنه : الظاهر النهارده انى مش هسمعلى كلمه زينه بسبب عيالى اللى عكننولى  شيخ قلبي وهينومونا زعلانين احنا التنين؟


حكيم ابتسم وهو عيبصلها :يابوى والله كل واحد فسوقه عيبيع دلوقه زى ماعيقولو ..شوف المره عكلمها فايه وهى بالها فأيه !!..


جماره :طول مانى معاك نفسى ثم نفسى ثم نفسى ..

حكيم ضحك وبحركه سريعه عضها من دراعها وهى صرخت ومسكت مناخيره شدتها بعنف خلته بعد عنها   وكمل ضحك عليها وهو واعيها عتمسد دراعها وقربها منه وابتدا يمسدلها هو  موطرح العضه وبعدها بص لعنيها وابتدا يهمسلها بحب :


قَرأنا عنِ العشقِ كُتْباً وكُتْباً وعِشقُكِ غيرُ الذي في الكُتُبْ..

 لأنَّكِ أجملُ عِشقٍ بِعُمري إذا ما ابتَعدْنا إذا نَقتَرب..

ْ وعيناكِ إنِّي أخافُ العُيونَ شِباكٌ لقلبي بها تُنتَصَب..

ْ سِهامٌ تُطيحُ بقلبي وعَقلي إذا ما أصابَتْ إذا لَم تُصِبْ ..

فإنْ مِتُّ شَوقًا أموتُ شَهيداً وإنْ مِتُّ عِشقاً فأنتِ السَّببْ..


جماره ابتسمت ومسكت يد حكيم اللى عتمسد على دراعها وقربتها على خشمها وباست باطنها بحب وعينها فعينه وهى خابره زين تأثير عنيها عليه وهمستله : وانتا جارى ومعاى تنسى اى حاجه واى حد ومتفكرش غير فينا احنا التنين وبس ..ولا ناسى عهدنا اننا نرمو كل المشاكل والهموم على عتبة الاوضه بره وندخلوها خاليين الفكر والبال ؟


حكيم وهو عيقربها عليه :طيب مانى عميلت اكده وعقدم فروض العشق اهه قصرت فأيه انى يابت عيشه؟ صوح حريم كيف البسس تاكل وتنكر كيف ماعيقول بشندى !!


*************

ايام عدت حكيم فيها عيكلم تمره لكنه مضحكش معاها ولا حط عينه فعينها وديه تاعبها ومخلى نفسيتها زى الزفت وخصوصى انه معاتبهاش لكن تغييره معاها اشد عقاب ولو كان شتمها او عنفها وبعدها اتعامل معاها عادى كان هيوبقى اهون عليها من اكده ..


جماره طلبت من حكيم يكلم ابو خديجه ويطلبها منه لسخاوى ويقوله شهريتها ماشيه ومهتدفعشى فالجوازه قرش اوحمر وابوها ماصدق ووافق طوالى وحكيم خد منيه كلمه وسكت لما يرتب اموره وحتى لا قال لسخاوى ولا جماره واستنى لما يحل الكام مشكله اللى قدامه ويفصل فيهم وبعدها يجوز سخاوى ..


اما زينه فامن  بعد موقف تميم  مع تمره وشافت حنيته فاكتر لحظات غضبه وشافت خوفه على اخته وحمايته ليها من اى اذى حتى لو كان الاذي من اخوها بكر ..ومن يومها وابتدت تبص لتميم بنظره مختلفه ومن كتر مابقت مركزه معاه حفظت ادق تفاصيله ..حفظت سكوته ..حبت صوته فالقرآن وهو بيرتل ايات من الذكر الحكيم اناء الليل بعد مالكل ينام وصوته يتردد صداه فالسرايا ..حبت قربه لما تجمعهم سفره وحده مع انه ولامره رفع عينه عليها ولا حسسها انه حاسس بوجودها ..حبت هدوئه وطريقة كلامه الرزينه ..حبت قلبه الابيض اللى خلاه رجع يكلم تمره تانى يوم بحب وهو ناسى اللى كان امبارح وناسى زعله منها كأن شيئا لم يكن بعكس بكر اللى فضل مقاطعها يومين معيكلمهاش واصل ..وامها اللى كلامها كان تقيل معاها وعترد عليها من تحت الضرس ..وحتى ابوها اللى تغييره معذب تمره ودايما تشكى لزينه منه ..وحست ان تميم احنهم واطيبهم كلهم مع اخته ...باختصار زينه مشاعرها اتحركت لتميم وقلبها نبض ليه..


وخصوصى لما نفذ وعده وتانى يوم جاب جمره وبشاير للسرايا وكان كل يوم ياخد كل الشباب ويطلعو ويقول لتمره معاكم ساعتين تاخدو راحتكم فيهم وتركبو خيل وبعد آخر دقيقه فالساعتين تنزلو من فوق الخيل حتى لو محدش فينا جه للسرايا ..


لكن اللى طول الوكت مش فاهماه ليه تميم سامح تمره اخته وهى لساه زعلان منيها وحتى عينه مش عيرفعها عليها ولا عمره وجهلها كلمه من يوم ماجات ودايما عيتجنب القعده فالموطرح اللى هى فيه او لو حكم الامر دايما عيتجنب القعده فالجهه المقابله ليها ..


ولما فاض بيها قررت تكلمه وتحط حد لزعله منيها :

فضلت مستنيه فالجنينه طول اليوم ومتربصه لفرصه يكون فيها وحده وفعلا على المغرب لقت الفرصه وهو داخل لحاله بعد مااخواتها وبكر وسخاوى دخلو وهو كان متاخر عنهم هبابه ومسافة مارد بوابة السرايا وراه كانو هما دخلو السرايا ..


زينه وقفت وقطعت طريق تميم وهو استغرب فعلتها وحاول يتخطاها ويعدى لكنها وقفته بكلامها :


تميم فيك تسمعنى ..انتا ليشك زعلان منى وماعم تحاكينى ولا تطلع فيا مع انك سامحت تمره ورجعت تحكى معا  متل أبل ..يعنى أي انا غلطت بس قولت سورى واعتذرت ليش لساتك زعلان منى هالأد؟ وبعدين ان جيت للحأ انى شايفه الشغله صغيره وما بيها شى ولا تستاهل كل هالزعل هاد!!


تميم وهو عياخد نفس قوى ويزفره بغضب :ما بيها شى حداكم ، اهناك فالشام ..لكن اهنه فبلدنا فيها وفيها وفيها ..واللى يدوس بلد كنه داس عتبت دار ولازمن يمشى على نظام اهلها يابت الاجاويد .


زينه :اي زين وانا اعتذرت شو بدك بعد؟

تميم :مبديش ولا حاجه يبوى وعدت خلاص ..

زينه :طيب ليش لساتك زعلان منى اذا هيك وماعم تحاكينى ؟


تميم فرك وشه بغلب ورد عليها :يابوى مزعلانش ولا حاجه بس معتاجيش فرصه للحديت معاكى هى داى كل الحكايه ..


زينه :عم تكذوب عليا 

تميم :طيب متشكرين يابت الاصول 

زينه :طيب أولها وانتا عم تطلع بعيونى وخبرنى مانك زعلان منى ..


تميم رد عليها وهو عيتحرك من قدامها فورا : عقولك ايه دانتى عشيتك شكلها مهتعديش على خير ..قال اتطلع فعيونى قال ..استغفر الله العظيم يارب ...وكمل برطمه بصوت مسموع لزينه بس مش مفهوم :انى من صوتك ارتكبت المعاصى والنفس اشتهت قربك اشحال مابص لعينك ياحظى ..


تميم دخل السرايا وهو مش على بعضه وبص لابوه وجلى حسه وقاله بتوتر:ابوى عايزك فكلمه لحالنا .


حكيم عقد حواجبه وبص لسخاوى وبكر اللى هما التنين عملو حركه انهم ميعرفوش حاجه وتميم اتحدت بنبره غاضبه :يابوى ماانى هعرفك كل حاجه عتبص لدول ليه !!


حكيم قام وراح مع ولده لاوضة امه وتميم قفل الباب وراهم وقال لابوه باندفاع :


ابوى انى عايز اخطب زينه بت اخت عمى اسامه وياريت لو فأسرع وكت ومن الساعه الراهنه لغاية ماتحدت عمى اسامه ويجيبلك الرد بأيوه او بلا انى مقيم فالمندره اقامه كامله عشان انى لحدت اهنه ومعدتش اتحمل اكون معاها فموطرح واحد وانى حاكم على نفسى ماابصلهاش وحابس عيونى عنها بالعافيه


وهمل ابوه وفتح الباب وطلع وحكيم طول ماهو عيسمع تميم وهو رافع حواجبه بفرحه واستغراب ومبتسم وهمس بعد ماتميم طلع : والله ومرمرك العشق ياواد حكيم ورماك بسهامه ... وبص بعيد وهو عيسترجع كل مره عيكون قاعد فيها تميم على نفس السفره او نفس الموطرح مع زينه ولاحظ انه صوح طول الوكت معيرفعش عينه من الارض وقال لحاله بضحكه 

بس والله طلعت اقوى من ابوك وقدرت على هوى نفسك وصونت عينك من الزنا اللى وقع فيه ابوك ومقدرش يقاومه ياتميم


طلع تميم من الاوضه للمندره يومها كيف الصاروخ وحكيم طلع وراه من الاوضه مبتسم وفرحان بولده اللى قلبه دق وآن الاوان انه يفرح بيه وقرر انه من عشيه يتحدت مع اسامه ويطلب منيه انه يكلمله جوز اخته ورد ويخطب زينه لكن قلبه نغزه لما جه فباله ان ممكن ابو ورد ميرضاش يجوزها فبلد غير البلد ولناس ميعرفهمش ولا يعرف عنهم حاجه والصراحه لو عيميل اكده محدش يقدر يلومه بس وكتها قلب تميم هيتكسر وكسرة اول حب واعره قوى قلب ولده مهيتحملهاش 


وبالفعل حكيم كلم اسامه وغاليه، واسامه رحب جدا لكنه قال ان الامر مانه بيده وانه هيكلم ابو ورد ويردله خبر ..


************

حكيم :ايه يابكر ملدش عليك الحديت ولا ايه مالك عقدت وشك اكده؟

بكر بابتسامه :له يبوى كيف ديه ..انى بس مستغرب انك عتعمل كل الحجات داى وعتساعد كل الناس داى فبلدنا والبلاد اللى جار بلدنا وعمر ماحد عرف باللى عتيعمله ولا انتا جبت سيره فيوم لحد حتى لينا احنا ولا حد يتوقع ان الناس داى عتاخد مساعده من حد اصلا عشان اللى يشوفهم كلهم يقول عليهم مستورين !


حكيم باستغراب :وكيف يعنى اعرف حد بحاجه متتعملش غير فالخفا ؟ هرائى قدام الناس ولا ايه يابكر !


بكر :مقصديش يابوى والله 

حكيم :هملنا من قصدك ومقصدكشى دلوكيت وروح على البيوت اللى قلتلك عليها واديهم شهرياتهم تحت جناح الليل ومتخليش مخلوق ينكفك واصل ..تتلتم وتتلفلف عشان حتى لو حد وعيك صدفه ميعرفكش ولا يعرف انتا مين ..تخبط عالبيبان واللى يطلعلك تلافيه مظروفه اللى عليه اسمه وتتحرك من قباله فورا واياك عينك تنظر لعينه وانتا عتلافيه المقسوم ولا تخلى نظرته تتكسر قدام  عينك واصل سامعنى .

بكر :يجرالك ياشيخ الشيوخ ..وابتسم وبص لابوه وهو مستعجب وفخور عشان من يوم المهله وهو كل خطوه بيخطيها معاه ومع كل سر من اسرار المشيخه ابوه يكشفها قدامه بكر يحبه اكتر ويعلى الشيخ حكيم فعيونه اكتر واكتر ويزيد الفخر والاصرار حداه انه يخلفه ويكون كيف ابوه الشيخ فكل حاجه ..بكر كان فاكر ان داى اكبر مهمه ممكن ابوه يكلفه بيهة لكنه اتفاجأ لما ابوه اخد نفس وزفره وابتدا يكلفه بمهمه تانيه :


هتسافر كمان كام يوم مع سخاوى للقاهره تطمن على الشغل وتجيب الايراد وتحل مشاكل العمال اهناك وتعاود .


بكر باستغراب :اسافر كيف يابوى ودراستى ؟! 

حكيم :اتصرف عاد داى هتكون مسئوليتك من اهنه ورايح ولازمن تتعلم توفق بين الدراسه وامور المشيخه ..الشيخ الزين يقسم وكته ويرتب اموره يابكر ..


بكر وقف وزفر وبعدها قال لابوه :متعجزنيش ياشيخ حكيم .


حكيم :يشهد عليا ربى مابعجزك ولا عحطلك عراقيل ياواد الشيخ ولا عمرى اسلك الطريق داى ولا كان ديه اسلوب الشيخ ..انى كل الحكايه انى عوريك اللى فيها واللى وراها ..المشيخه مش عمه وقعدت رجال وكلمة كفو تتقال ورا كل كلمه منك يابكر ..المشيخه حمل تقيل عالكتاف مايتحمله غير واحد عفى رجليه من حديد وضهره خرسان..

 

المشيخه يوم مااتعطتلى انى جريت على امى كيف المشتوت احتمى فيها واقولها الحقينى يمه وشوفى ولدك والحمل اللى شاله ..كنت عرجف كيف سعفة نخيل وكنت اكبر منك واشد عود وعقلى يوزن عقلك مرتين ..ولولا ستك قوتنى وسيدك جاهين كان معاى خطوه بخطوه كان زمانى قالع عمة المشيخه من زمان ومديها لحد اهل ليها عنى ..عشان المشيخه امانه والتقصير فيها هيحاسب عليه ربنا قبل عباده يابكر ياولدى ..


بكر بتفكير : وانى بأذن الله هكون كدها وكدود وهوريك يابوى ..


حكيم :وانى كل اللى عايزه انك تكون كدها وكدود يابكر ..بس الكلمه داى لسه بدرى عليها قوى ياولدى ..الكلمه داى هستنى اسمعها منك فآخر المهله وياريت اشوف وكتها فعينك نفس الاصرار ونفس التحدى والقوه ..آنى هخالف العرف عشانك واديتك الفرصه وهقف معاك للآخر ..عشان حاجه وحده بس ..

عشان متفضلش طول عمرك شايلها فقلبك وتقول ابوى حرمنى من حلم كنت عحلمه ونفسى احققه ..


بكر هز دماغه بموافقه وبص لتميم النايم فالمندره وغاطط فالنوم ومعسكر فيها بقاله يومين ليل نهار لسبب غير معروف وهمله وطلع تحت جناح الليل اخد بشاير من السرايا وطلع بيها وكل هبابه يحط يده على جيبه يطمن ان المظاريف اللى عطهاله ابوه قاعده ولاول مره يحس ان المسئوليه والامانه تقيله واتخوف اكده ..


خبط على كل بيت مقصود وعطى كل ظرف لصاحبه وهو ملتم وشه وعينه فالارض وكانت عنيه كل مادا تتملى بالفخر وهو سامع الدعوات للشيخ حكيم اللى اتوكد ان كل الخير اللى هما فيه ديه بسببها ..


اما حكيم فدخل السرايا وكيف عادته وكيف ماكان يعمل فالاسطبل حود على جمره ووكلها السكر من يده وقعد قبالها ومن صهيلها وفرحتها بيه جماره عرفت انه عاود وفتحت الشباك وطلت عالجنينه وشافت حكيم قاعد مع ضرتها والوحيده اللى ليها غلاوه فقلب حكيم تعادل غلاوتها ولبست عبايه وحطت شال على شعرها ونزلت تقطع لحظة الصفا بين حكيم وجمره وتقطع همسه ليها وان مقدرتش تاخده منها عالاقل تشاركهم القعده ..


حكيم وعى جماره جايه من بعيد وشه ضحك واول ماقربت مدلها يده وقعدها على رجله وهمسلها بضحكه وهو ضاممها بأديه التنين وعيتأملها  :

ايه اللى نزل الجمار من قلب النخيل فانصاص الليالى وخلاه ياجى على ملى وشه ..ياترى السبب شوق ولا غيره؟


جماره :تفتكر السبب ايه فرأيك شوق ولا غيره ..

حكيم همس :غيره ..وكمل بسرعه بضحكه وهو واعى جماره عتبرق عنيها...او شوق متفرقشى حداى اهم حاجه انك جيتى وايا كان السبب اللى جابك ليا انى عشكره من كل قلبي .


جماره ضيقت عنيها وضربت جبينه بجبينها وهى عتقوله : عتلحق حالك طوالى ومعقدرشى آخد معاك حق ولا باطل ..وبعدين انى عمرى معغير وخصوصى من جمره حبيبتى ..

قالتها وهى بصالها وهو ضحك ورد عليها وهو عيلف وشها بايده عليه : ايوه صوح امصدقك بس متبصيش لجمرتى اكده هتحرقيها بعنيكى الحلوين دول ..


جماره :انى 

حكيم :امال انى 

جماره اتنهدت :هملنا من الغيره واصحابها دلوك وقولى ..تميم عسكر فالمندره على اكده ومهيعاودشى السرايا تانى ؟

حكيم :هملى تميم فحاله يام تميم وادعى ربك يبرد قلبه من نار العشق ..ولدك كبر وعشق يام العاشق ..


جماره :الواد ماشى على خطاوى ابوه حتى فالعشق ياحبة قلبي .

حكيم اتنهد :بس مخبيش عليكى انى متوغوش اصل ابو زينه طول فالرد وخايف يكون الرد بعد السكوت رفض ..وانى اقولك الحق البت اتمناها لتميم قبل منيه ..البت زينه وهى زينه وخصوصى انها بت ورد الشام ديه لحاله سبب انى امسك فيها باديا وسنانى ..واتنهد وكمل وهو باصص بعيد :

فاكره ورد الشام ياجماره ؟ بس تلاقيكى فاكراها هى داى تتنسى برضك !!


وبدون مقدمات حكيم لقى جماره ماسكه اطراف الشال الملفوف على رقابته وشدته من الناحيتين خنقت حكيم وهو ابتدا يضحك وكل مايضحك هى تشد اكتر وهو وشه يحمر وابتدا يشد الشال من اديها بعنف ولما حرره قلعه وشاله من حوالين رقابته وجماره قامت من على رجله ومشت بغضب وهو بحركه سريعه جرى عليها وصادها بيه منعها من الحركه وشدها عليه وضحك وهو عيضمها وهى عتضروب فيه بأديها الناعمه وقرب عليها وقالها  :


ماتوك كنتى عتقولى انك معتغيريش ..وكمل بضحكه وهو عيقرب على ودنها وهمس ..عرفتى انك كدابه ..وان اللى جابتك غيرتك آنى حكيمك اللى حافظك وخابر غيرتك وعحس بنارك .. انى شيخ قلبك يابت قلبي ..

جماره وهى عتلف اديها بتملك حوالين رقبته قربت من ودنه وهمستله :

انى اغار فهل فالعشق تعذرنى 


يامن يصوغ لى بالحب اشعارى 


يامن عمرت له روحى ليسكنها 


حتى يكون ملاكا وسط استارى

 

اهواك ياملكا فى ساحِ مملكتى 


تنهى وتأمر فى جوفى وفى دارى 


ملكا وليس لديه شعب ليملكه 


الا انا وقد اغلقت عليك اسوارى


فانت وحدك من بالحب يسكننى 


وانت اجمل ماضمته اقدراى 


وانت اروع خلق الله فى نظرى 


وانت عشقى باعلانى وإسرارى

 

اراك شمسا وافلاكى تدور بها 


وطافت بحبك يادنياى اقمارى

 

والله لا ارى الاكَ منفردا 


كالبدر مكتملا اشغلت انظارى ..


حكيم طول ماهو عيسمع كلام جماره وهو ساكن وغمض عيونه وهى عتختم كلامها ببوسه جار ودنه خلته مبقاش عارف يقول ايه ومره وحده جماره لقت نفسها عتترفع من عالارض وحكيم شايلها وهو عيتطلعلها وسألها باستغراب : منين جبتى الكلام الحلو ديه ياجمارتى !!


جماره :سمعت تمره عتقراه من كتاب اشعار بتاع تميم ولما سمعته عجبنى وحسيت انه عيوصف حالى فحبك وخليتها تحفظهونى ..بقالى شهر بحاله عحفظ فيه ..عجبك يانن عينى ؟


حكيم :الا عجبنى ياجماره ..ديه طالع من خشمك كيف شلال عسل ..عيديها  عليا ياجمارة القلب واطربى سمعى بطيب الكلام من تانى   ..


جماره ضحكت وابتدت تهمسله بالابيات مره تانيه وهو طول ماعيسمع الضحكه شاقه حلقه وجرب احساس جماره لما يكون عيقولها ابيات الشعر، واتوكد ان الكلام الحلو عيشرح القلب والروح فعلا واخدها وطلع بيها على اوضتهم وهناك كان دور حكيم بالبوح  بالقلب والعين واللسان والروح وكان الدور على جمارته انها تسمع ....


وللحكايه بقيه ....


بقلم صاحبة السعادة /ريناد يوسف 


لكم منى اجمل باقات الزهور 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

جماره ابنة بائعة الجبن حلقة خاصه 4


الفجر روايحه فاحت ونسماته هلت وحكيم فأوضته نايم على السرير وجمارته فحضنه وباصص للسقف وصاحى وغمض عنيه بارتياح وهو سامع صوت خطوات بشاير وعرف ان بكر عاود بسلام وسكن قلبه اللى عيرجف عليه من شرور الطرق احسن حد واد حرام يقطع طريقه وياخد منيه الفلوس ووكتها مش هيسيبه حى يرجع يخَبر عليه ...

ربط بكر بشاير ودخل السرايا بخطوات سريعه وطوالى راح على اوضته ولقى فيها سخاوى وفهد نايمين اول مافتح الباب بشويش ودخل رمى روحه عالسرير جار خاله سخاوى ونام وهو مبتسم على الراحه اللى حاسس بيها بعد اللى عيمله ديه ..


تانى يوم الكل صحى وعيفطرو وبكر امه حضرتله فطور لتميم وقالتله ياخدهوله معاه ..اما زينه فاطول الوقت قاعده ساكته ومهمومه وعتنقل نظراتها بين الكل ونفسها تسأل حد عن سبب غياب تميم وقعاده فالمندره ويرد عليها عشان تمره كل ماتسالها عن السبب تقولها مخابراشى؟!!


اما تمره فاطول الوكت عنيها على ابوها ومبرطمه من طول الزعل اللى زعلانه منيها ونفسها يعاود معاها كيف لاول لكنه سايق فالزعل لحدت ماخلاها ندمت وكرهت كل مره راحت فيها الاسطبل من وراه وعرفت ان ابوها مكانش يستاهل منيها اكده واصل ..ولا كانت روحة الاسطبل تستاهل تخاطر عشانها بحب ابوها ليها ..


بكر شبع وقام اخد الوكل وراح لتميم اللى كان صاحى وعيقرا فكتاب صبح عليه وحطله الوكل قدامه وقعد جاره وتميم قفل الكتاب بعد مارد عليه الصباح وابتدا يفطور وهو سرحان وباله مشغول وصورة زينه وضحكتها وهى راكبه بشاير طول الوكت قبال عنيه ومهما شغل حاله بالقرايه معتروحش وحتى فوق صفحات الكتب عتترسم لما خلت تميم حاله حال وقلبه فاض بيه  ...


دخل عليه ابوه المندره وصبح عليه وهو رد الصباح وقام حب على يد ابوه وقعد يكمل فطوره وعينه عتحكى الف سؤال لابوه وهو باصصله كيف مايكون عيقوله ايه آخرت التأخير فالرد ديه يابوى ..وعشان تميم تقيل محكهاشى غير بعينه بس ولسانه عاجز عن الالحاح لكن ابوه قراها زين واتنهد وهو ذات نفسه معارفشى ابو زينه اتأخر فالرد ليه وكل مايسأل اسامه يقوله حاكيته وخبرنى اتركنى فكر بالموضوع  ..


زينه قاعده فأوضة تماضر هى وتمره لحالهم عيتحدتو وزينه سمعت صوت مبايلها بيرن وطلعته من شنطتها وكانت امها ورد بتتصل بيها ..


ورد :هلو كيفك زينه 

زينه :بخير يامو ..كيفك انتى وكيفه ابى اليوم واخوتى كيفهن ..

ورد :كله منيح يامو كله منيح ..زينه سمعى بنتى ..خالك اسامه حاكى بيك انه تميم ابنه للشيخ حكيم بده يخطبك امى ..فاشو أولتك انتى ؟ 


زينه وقفت اول ماسمعت الكلام وردت على امها بفرحه وعدم تصديق: عنجد عمتحكى يامو؟ تميم خطبنى لألى ..لألى يامو !!!


ورد بضحكه :اي يامو خطبك لألك لكان خطبنى إلى ..وانا اليوم كلفنى ابيكى اسألك عن رأيك ليرد للجماعه خبر بأي او لا ..هو محتار كتير من يوم ماخالك اسامه حكى معو ومحتار كيف بده يزوجك ببلد بعيده بس بعد ماخالك ومرته غاليه وانا وامى خبرناه مين بيكون الشيخ حكيم واولاده اقتنع بس ترك الموضوع لردك انتى ورهنه بموافئتك او رفضك ..فاشو أولتك بنتى ؟


زينه قعدت وسألت امها بارتباك :وانتى يامو شو أولتك ؟ 

ورده اخدت نفس وزفرته وردت على زينه :والله انا رأيي ان الشيخ حكيم واولاده مابيتفوتو بنوب بنتى ..وع حسب علمى ان تميم نسخه من بيه الله يحفظهم تنينهن ..فياأمى انا عن نفسى رأيي انك تمسكى بفرصه من ذهب ربك عطاها لألك لتكونى سعيده طول العمر ..لك اتطلعى للشيخ وشوفى كيف بيعامل مرته وانتى راح تشوفى حالك كيف راح تكونى بالمستئبل مع ابنه ..ولك هادول ذهب صافى امى ذهب صافى مابينترك ..


قالتها ومدت ايدها على السلسله اللى اهداهالها الشيخ حكيم وضمتها بأيدها بحسره على فرصه لو كانت اغتنمتها وضربت بالكبرياء عرض الحائط كان زمانها دلوك فحال غير الحال ..رجعت من شرودها على صوت زينه بترد عليها بخجل :


خلاص يامو ردى ع ابى بموافئتى ..قالتها وقفلت السكه وضحكت بفرحه وهى بتضم التليفون على صدرها بهيام وفجأه انتبهت على تمره وهى عتضحك وتقولها : هلا هلا بمرت اخوى هلا وغلا ..

زينه انتبهت على حالها ونزلت التليفون وبصت لتمره وسألتها بحيره : تمره ليش ماحدا حكى معى انه تميم بده يخطبنى ..او حتى ليش هو ماحكى معى وسألنى عن رأيي؟


تمره رفعت اديها بحركة استسلام ومدت بوزها وبعدها قالتلها : بصى يازينه تميم دايما ليه اراء مختلفه عن العادى والمألوف ومهتلقيهوشى شبه اى حد قابلتيه فحياتك قبل اكده ..لكن ابصملك بالعشره ان طيبته وحنيته مافى منهم فالدنيا كلها غير حدا واحد بس ..ابوى يازينه كيف ماقالتلك امك ..ابوى وتميم خدو تلتين حنية العالم والتلت الباقى اتوزع على باقى الخلق ..يعنى يابختك ياهناكى بتميم لو ربنا قسمك وكنتى من حده ومن نصيبه ...

زينه بابتسامه همست :اي بعرف هالشى  ...وقامت اتمشت وراحت للشباك ووقفت فيه تبص للجنينه وهى بتتخيل شكل حياتها الجايه مع تميم هتكون عامله كيف وعقلها وداها على مشارف الجنه ووراها مكانها فيها مع تميم ...


زينه اتصلت بامها تانى على آخر اليوم وامها طمنتها انها بلغت ردها لابوها وهو هيكلم خالها اسامه يبلغه بالموافقه بس على شرط ان تميم يكملها تعليمها فمصر وزينه طارت من الفرحه وضحكتها شرحت قلب امها ورد ..

ورد :شو يامو شايفتك فرحانه كتير ..هالأد بدك تميم يامو ؟

زينه :اي يامو ايه كتير فرحانه ..وأى يامو بدى تميم وبحبه يامو بحبه بحبه..انى كتير فرحانه يامو 


ورد ضحكت على بنتها ودعتلها من كل قلبها :ربى يفرحك دايما يامو ..يلا حضريلى حالك راح نجى ع مصر انا وبيك بعد بكره ليشوف تميم ويئابل الشيخ حكيم ويشوف وين بدها تعيش بنته ويطمئن ألبه  ..بس ماتئولى لحدا هالحكى بدنا نعمولها مفاجأه للكِل ..وكمان بدى صهرى يتعذب شوى ببعدك لأنى عرفت من غاليه انه ترك السرايا كِلها وعميبات بالمضيف !


زينه :اي والله يامو عم يبات بالمضيف يؤبر ألبى  ماعم يلفى السرايا بنوب ..


ورد :اى شو عليه تركيه بيتفلفل شوى ليعرف غلاتك ..يلا يامو سلام بيك اجأ وعم ينادى ..ديرى بالك عحالك .


زينه :حاضر يامو ..مع السلامه ..تشكلى آسى انشاله..


وقفلت زينه السكه وطلعت من الاوضه وقعدت هى و تمره والكل كان بره وهى سرحانه وتايهه وحاسه الدنيا كلها اتلونت فعيونها بلون وردى وقلبها انتفض وهى واعيه تميم عيدخل من باب السرايا ورمى السلام عالكل وقال لامه انه جاى ياخد غيارات  وطلع على فوق كيف الصاروخ ..


تماضر :وه ..تميم ديه ولا بسم الله الرحمن الرحيم ..ماله ياجماره فر على فوق اكده ليه ؟ 

جماره بصت لزينه وابتسمت :عيفر ويهروب من المكتوب ياولداه ومخابرشى ان المكتوب ممنوشى هروب ..واتنهدت وهى عتكمل :ربنا يريح قلبه ويطمن باله واد قلبي يارب ..


اما زينه ففهمت تلميح جماره وابتسمت بخجل وقامت طلعت للجنينه وهى كلها اصرار انها تكلم تميم وتستفسر منه عاللى شاغل بالها .. 


راحت على موطرح جمره وبشاير وابتدت تمسد على شعر بشاير بحنان وحب ومعداش وكت كتير ووعيت تميم طالع من السرايا وهو شايل صفطة هدوم على ايده متلفلفين على بعض ..


تميم طالع على طول وزينه نادت عليه بلهفه :تميم ..تميم فيك ماتفل بدى ياك اذا بتريد ..تميم قلبه ابتدت دقاته تعلى وهو سامع صوتها ووقف وهو مديها ضهره :ايوه يازينه فيه حاجه ولا ايه ؟


زينه :اي فيه ..بدى اسألك عن شي ..بدى اعرف ليش ماكلمتنى انا بالاول أبل ماتطلب ايدى من اهلى ..يعنى انا ماالى رأى بجوازى منك ولا شو ؟


تميم اخد نفس وزفره ورد عليها بصوت رزين : بصى يابت الحلال انى عمشى بالاصول والاصول عتقول انى اطلبك من ولى امرك وهو يسألك وانتى تردى عليه برأيك بأيوه ولا له ..انى مقدرشى اتعدى اهلك واكلمك انتى عشان داى مش اصول وانى حاجه كيف داى مرضهاش تحصول معاى او لاختى واللى مرضاهوش لاختى مرضاهوش لبنات الناس ..


زينه :مابدى احكم عليك  واوصفك بوصف آسى ياتميم وانا كل ياللى شفته منك غير هيك ..بس ليه معى اسلوبك هيك!!! يعنى شو فيها اذا خبرتنى انه بدك يانى ؟؟ واصلا كيف بدك يانى وانتا ماعم تطلع بوجهى ولا عم تحاكينى !!


تميم :له يابت الناس انى اسلوبى اكده مع الكل وحاطط لنفسى حدود الله والاصول وعمرى ماعتخطاها ..وعارف الوصف القاسى بتاعك ..عايزه تقولى انى رجعى ومتخلف مش اكده ..والله يازينه ان كانت اخلاقى والاصول رجعيه وتخلف فانا عتشرف برجعيتى وهحافظ على تخلفى لآخر العمر ..انى اكده يابت الناس مهعملشى حاجه تخالف دينى وتربيتى عشان ارضى مخلوق حتى لو المخلوق ديه روحى فيه ..انى يازينه مش كيف ولاد اليومين دول مع انى منهم بس انى غير،

 ..وغير ..وغير ..وغير 

انى مختلف وحتى فعشقى مختلف ..ومن اولها عقولك الكلام ديه  عشان اكون واضح معاكى ..انا ديه مذهبى فالعشق ومهغيروشى ..رضيتى بيه يااهلا مرضيتيش يوبقى تردى على خالك وتبلغيه برفضك وكفى الله القلوب شر القتال ..


خلص كلامه وابتدا يتحرك لكن وقفه همس زينه : تميم انا بحِبك ...بحِبك وبدى ياك كيف ماانتا ...بحبك وراح أولها لخالى وأولتها لإمى وراح أولها لكل الدنيا ..انا بحِبك تميم ...


تميم طبول الفرح دقت فقلبه وغمض عنيه وهو عيسمع كلام زينه واول مافتح كان نفسه يلف ويحضن عنيها وملامحها بعنيه ويقولها وانى كمان عحبك وعاشق لكل شى فيكى لكن مسك نفسه وبسرعه وبخطوات سريعه هاربه اتحرك من قبال زينه عالبوبه وحتى من لبخته الهدوم اللى كانت معاه كانت عتوقع حته حته وهو مواخدش باله ليها ولا حتى ملتفت وزينه شافت اكده وفضلت تضحك عليه ومشت وراه تلم فاللى عيوقع منه وتنفضه من التراب وتضمه وهى عتضحك بفرحه على انقى واطهر واحن شخص قابلته فحياتها وخطف قلبها وروحها وعقلها  

خطف ..


سخاوى انتهز فرصة ان الكل مشغول فالسرايا وشاف اخته فالموطبخ وراح عليها وهجم عليها مره وحده مسك دراعها خلاها اضرعت وحتى خديجه رجفت وخدتلها جنب ..

سخاوى وهو باصص لاخته وجازز على سنانه :عقولك ايه ياجماره انتى مش قولتى انك هتقولى للشيخ يخطبلى بت الكلب داى من ابوها ..وشاور بصباعه على خديجه من غير مايبصلها ..


جماره حطت يدها على صدره تهديه : والله قولتله وقالى هكلمه ومن يومها مردش عليا ولا قالى راح ولا مراحش ..هسألهولك النهارده واخليه يكلمه لو مكانش اتحدت معاه اهدى يابوى اهدى ..

سخاوى ساب يد جماره وفرك وشه بعضب وبص على خديجه وراح قدامها بخطوه وحده وبعيون كيف الغول قالها :

بالك يابت المحروق لو ابوكى مرضيش يجوزك ليا لاكون قاطعلك رقبته ومعلقها فشجرة الصفصاف اللى على اول البلد ..واقطع راسك انتى كمان ..بس هعلقها فالشجره اللى فبيتنا عشان انى راس حريمى معتتكشفش على حد ..وباقى جتتك هدفنها تحت الشجره وكل يوم اقعد فوق منك واقولك منك لله انتى وابوكى ...

خديجه ردت وهى عتبلع ريقها : يابوى الشيخ كلم ابوى وابوى راضى والشيخ قاله هملها دلوك لما افضى ..وكملت بدلال لما وعيت ملامح سخاوى لانت والبسمه ابتدت تشق طريقها لوشه ..بعد عنى وعن ابوى عتبك عالشيخ احنا ملناش صالح ..ابوى راضى وانى راضى وامرك فيد القاضى ..


سخاوى قرب منيها اكتر وهمس بنبره حانيه :صوح الحديت ديه ياخديجه؟


خديجه هزتله دماغها بخجل دوب قلب سخاوى وطير عقله وجماره شافت اخوها فقد الادراك وايده عتتمد على خديجه كنه هيمسك يدها ولحقت يده قبل ماتوصل لخديجه وشدته من قبالها وزقته غلى بره الموطبخ وهى عتقوله :

اتنجمت ياك ياسخاوى ..اطلع ياولد امى اطلع واستر على حالك وعلينا اطلع الا الشيخ حكيم لو شافك جار خديجه فالموطبخ يولع فينا ...


سخاوى بصلها ورد عليها بتوعد :دانى اللى هولع فيكم دلوك وهشندلك حال شيخك اللى هملنى ورايح يخطب لولده وعندى انى مش فاضى وحدا ولده كل الفضا جاله ..قالها وطلع من السرايا يجرى وراح على المندره للشيخ حكيم وكان فيه ناس معاه ..


حكيم بص لسخاوى واستغرب حالته وحتى تميم استغرب وسأله :مالك ياخال؟


سخاوى :اكتم انتا شاله تتخلخل دروسك ..وبص للناس ووجهلهم الكلام :

انى النهارده جاى ففصل بينى وبين الشيخ حكيم يارجاله وانتو النهارده الحكم مابينا .


الكل اصيب بحاله من الذهول وحكيم سأله باستغراب :

فصل ايه يامقندل انتا اللى بينى وبينك وهتشهد علينا الناس؟


سخاوى قعد فنص المندره عالارض واتربع وابتدا يتحدت بحركات تمثيليه وهو عيمثل القهر ويشوح بأديه :

اسمعو ياناس شيخكم عيمل ايه فيا ..شيخكم قايله يخطبلى ويجوزنى وقلتله على اسم المستوره اللى رايدها وهو طنشنى ولا كأنى قولتله حاجه وعيلف يخطوب لولده تميم دلوك وانى فاتنى كيف مااكون عويل مليش قيمه ولا لزمه ..


حكيم ابتسم والكل ضحك والناس ابتدت تقول لحكيم :له مليكش حق ياشيخ ..له حقه يزعل يابوى ..له له ياشيخ ليكش حق فيها داى ..


حكيم ابتسم وهز دماغها وهو عيقول لسخاوى : انى كلمتلك ابوها ووافق ياد انتا وقريب هجوزك 

سخاوى :وداى نقطه تانيه بفصل تانى عشان لا عميلتلى قيمه ولا بلغتنى برد الراجل وموافقته 


الناس :ايوه صوح ياشيخ 

حكيم : خلاص حقك عليا يابوى انى محقوقلك ..قوم من لارض وانى ادبا ليا فرحك كله على حسابى وشوار العروسه كمان وشبكتها من جيبى ..هاه مرضى ياسخاوى ؟


سخاوى قام وهو عيعدل خلجاته بفرحه :ايوه مرضى ياشيخ ..ربنا يخليك لينا وتعيش وتقع فالغلط معاى وافصلك ..

حكيم بضحكه:طيب اقعد على جنب دلوك عشان هخلص كلام مع الناس وهربيك بعدها من اول وجديد عشان معرفتش اربيك اقعد ..


سخاوى جرى وقعد جار تميم وهو عيفرك اديه فبعض بفرحه

تميم :مبروك ياخال ادعيلى ربنا يفرحنى كيفك اكده 

سخاوى بضحكه  :ربنا يريح قلبك يابوى ويحنن عليك الشام واهلها  


حكيم رجع يتكلم مع الناس فنفس الموضوع اللى كان عيتكلم فيه لكن قاطعه واحد من كبارات البلد كان قاعد معاهم وهو عيقوله ...

ياشيخ حكيم لو حديت سخاوى صوح وعتدور لولدك على عروسه وتخطبله انى حداى عروسته ..حداى بتين كبار طايبين ويكونلى الشرف لو ناسبتك ..والمثل عيقول اخطب لبتك وانى خطبت ولدك لبتى ياشيخ البلد ..


حكيم بص لتميم اللى لونه اتخطف ومعرفش يقول ايه لكن اللى نجد الموقف بكر وهو داخل من باب المندره واتحدت بضحكه :

يابوى تميم خطب بت اخت جوز عمتى من الشام ..امال هو سخاوى قامت قيامته ليه مش عشان اكده ..


الكل بارك للشيخ حكيم وتميم والراجل باركلهم وسكت ثوانى لكنه رجع استأنف الحديت :


طيب خلاص تميم خطب وبرائه ..انتا عاد مخطبتش ولساك صغار ومرتك عندى ..بتى الصغيره ..عبال ماتكبر انتا وعودك يشد تكون هى بقت فسن الجواز ..قولت ايه ياشيخ حكيم ؟


حكيم بص لبكر اللى عنيه كانو هيطلعو من موحجرهم  ورد عالراجل :والله انى مش صاحب الشأن صاحب الشأن قبالك اهو واسأله ..


الراجل وجه كلامه لبكر :ايه رأيك ياشيخ بكر تناسبنى ؟

بكر اتلفت حواليه وشاف العيون كلها عليه وعيبه كبيره لو رد الراجل ورفض نسبته فارد عليه وقاله :


وانى اطول نسبك ياحج ..اناسبك ونص كمان ..بس انى ليا شرط ..انى واخد عهد على حالى هتجوز اربع نسوان ..توافق بتك تاجى عليها ٣ ضراير ؟ لو انتا وافقت انى موافق اتجوز بتك ..


الراجل :اوافق وخابرك عادل ..

بكر بصدمه :وه 

الراجل بص لحكيم  : استبينا خلاص ياشيخ انى خدت بكر منيك نسيب ..نقرو الفاتحه عاد ...ورفع اديه يقرا الفاتحه وبكر باصصله وفاتح خاشمه ومبرق عنيه والشيخ حكيم ملقاش بُد من انه يرفع اديه ويقرا الفاتحه مع الناس وحتى سخاوى وتميم اللى كانو كاتمين الضحك بالعافيه رفعو اديهم وقرو فاتحة بكر على البت اللى لا يعرفها ولا يعرف شكلها ولا وصفها ولا يدرى عنها شى واصل ..


***********

حكيم :اندلى يابكر وبسك حركات عيال ديه منظر شيخ ديه ..اللى ياجى ويشوفك متعلق فالمروحه اكده كيف القرد يقول عليك ايه ؟!


بكر : هملنى يابوى هملنى آنى محاملش كلمه دلوك ..وساب المروحه وفط فالكنبه وابتدا يفط من كنبه لكنبه وهو عيضروب كف بكف ويصرخ :آنى شفتش سنبطه اكده واصل ..كيف يعنى الراجل المبلط ديه يخطبنى لبته ويصمم حتى بعد ماقولتله هتجوز عليها تلاته كيف ..كيف تتقرى فاتحتى من غير مااعرف اتفلفت منيه كيف ..كيف كيف... كيف ..

سخاوى بالعافيه قدر يتكلم من كتر الضحك على بكر وقاله :يابوى استحمد ربنا اتقرت فاتحتك من غير وجع قلب وعذاب دا غيرك عيستمناها ملاقيهاش !!


بكر : اهو آنى كنت عايز اتعذب كيفكم واعشق واتمرمط وآخد وحده قلبي رايدها ...انما اتجوز كيف البت المغصوبه على امرها اكده ليه ..انى عميلت ايه عشان النصيبه داى تاجينى ..يارب دانى لساتنى عامل خير فالليل اصبح على نصيبه ؟!


حكيم بص لبكر وزغرله وبكر ابتدا يضرب على راسه وهو عيقوله :متخافش مهقولش مهقوووولش ..يامرك يابكر ...


تميم: خلاص عاد يابكر فضك هى بعبع ولا ايه مش بت كيف البنته ؟

بكر رد على تميم بصوت باكى :

بت كيف البنته كيف كيف كيييف ...انتو شفتوشى ابوها شلاقيمه عامله كيف شفت الجمل ياحزنى  ..لو بته كانت بشلاقيم زيه احبها فخشمها كيف داى انى ؟


حكيم وهو كاتم ضحكته :اتحشم يابكر اللى عتتحدت عليها داى هتوبقى مرتك ..

بكر : له مهتحشمشى عشان آنى اللى هشربها لحالى ..ولا اقولكم لما اعوز احبها هنادملها على حد فيكم يحبهالى ويرجعها ...يامرك يابكر يامرك دا شفة ابوها عايزه تلاته مع بعض يحبوها فنفس ذات الوكت ..


ولا لو طلعت شعرها اكرت كيف شعر ابوها ؟؟؟!! ياسوادى هتشوكنى كيف مااكون نايملى جار قنفد ..سخاوى وقع فالارض من الضحك وتميم زيه وحكيم هملهم المندره لما مقدرشى يمسك ضحكته على حديت بكر وراح عالسرايا وبكر اول ماابوه طلع فط على تميم وسخاوى من فوق الكنبه وهاتك فيهم ياضرب وهو عيقولهم :


عتضحكو على ايه ياولاد الفرطوس انتو ..عارفين لو طلعت شكل ابوها لهبيتها جار كل واحد فيكم ليله عشان تضحكو زين ..وهو قال اكده وسخاوى وتميم قطعو النفس خالص من الضحك ...


*************

روح حكيم للسرايا وحب على راس امه ويدها واسامه كان صحى عشان حكيم همله نايم لما طلع وقعد معاهم ونادى على جماره وغاليه وحكالهم على كل اللى حوصول مع بكر ..واللى قاعدين منهم اللى زعل واتقهر على بكر زى جماره امه وسته تماضر وعمته غاليه، ومنهم اللى ضحك على حاله واللى جرى فيه كيف تمره وزينه وعيال عمته اللى اول ماسمعو لبسو شباشبهم وجريو بسرعه عالمندره يشوفو بكر ويضحكو عليه شويه ..


جماره قاعده تولول على بكر عشان عارفاه عمره ما عيرضى بالغصب ولا عيحب حاجه تتفرض عليه واصل وجوازته من البت داى بالطريقه داى مهياجيش من وراها غير كل المشاكل ووجع القلب ..لكن خلاص وكت القول والعيد فات والحكم اتحكم والفاتحه نص الكتاب ومينفعشى فيها رجعه .. 


اما تمره فاطول الوكت تضحك وفرحانه فبكر واللى حوصول فيه وذادت فرحتها لما ابوها اتحدت معاها ونسى الزعل وضحك معاها لأول مره من ساعة حكاية الاسطبل وبصت لزينه اللى هى كمان فرحت على فرحتها وبدون مقدمات تمره قامت واترمت فحضن ابوها اللى ضمها بحنان وهو عيضحك وهمسلها : عرفتى غلطك ومهتكرريهوش تانى ؟

تمره هزتله دماغها بموافقه وهو حب جبينها وضمها بأديه التنين بحنان وهو عيقولها : 

هى دى بنيتى العاقله ..عايزك طول عمرك تحسبى خطوتك قبل ماتخطيها ياتمره ..مع انى ملتمسلك فعمايلك داى عذر ..عشان كان عندينا وحده عتتصرف بقلة عقل كيفك اكده بس ربنا هداها الحمد لله ..قال جملته وبص على غاليه اللى بصت للسقف وعملت الحديت مش عليها وهو ضحك وكمل حديته مع تمره كأن الكلام مش على غاليه صوح ..


عيال غاليه الاربعه دخلو المندره وهما على اتم استعداد لوصله من الضحك على بكر وفعلا بدأو بالابتسام وهما شايفينه قاعد على الارض وفارد رجليه وفاتح البرجل وساند ضهره على  الكنبه وفارد اديه عليها ومرجع دماغه عليها لورا وباصص للسقف واول ماحس ان الضوء اللى جاى من باب المندره اتحجب بص ببطئ لقى عيال عمته واقفين وعلى اتم استعداد للهجوم عليه بالسخريه لكنه سبقهم لما وجهلهم الكلام بحزم :

بصاااااو ..اي حد فيكم ..ااااااى حد هيفتح خاشمه بكلمه ولا هشوف سنانه باااانت بضحكه هقوم اخلع خلجاتى كلهم واقعد كيف ماولدتنى امى والف فالبلد كلها واخلى الناس تقول بكر واد الشيخ حكيم اتهوس واجيبلكم العار وافضحكم والراجل البو ديه يغير رأيه ويقول خلاص الواد اتجنن مهديهش بتى ..


افواه مسدوده بالايدين واكتاف بتتهز هو دا حال كل اللى كانو حوالين بكر ولانهم شايفين حالته وعنيه الحمره وشعره المنكوش كل واحد احترم نفسه وخاف تطلع منه ضحكه تخلى بكر ينفذ تهديده وهو دلوكيت لا فوعيه ولا بعقله عشان يعقل حاجه ...


بكر بتوهان : سخاوى ياخاااال قولى هو المحروق حمايا المستقبلى ديه اسمه ايه عشان ادعى عليه بأسمه من اهنه ورايح ..

سخاوى وهو مسيطر على حاله بالعافيه ميضحكش :اسمه عواد يابكر ...

بكر :لافينى اسم امه عشان اقول ياعواد يبن فلانه ..

سخاوى :وانى هعرف اسم امه منين ديه كمان ..

بكر :اسم ابوه اسم عمه اسم اى حد يدل عليه عشان اجمعه معاه فالدعا وربنا يجعله من حده ومن نصيبه 


سخاوى :يبوى والله معرف ..اعرفش غير اسم جده الكبير ..اسمه الزمارتى 


بكر :زمارتى ؟؟..ياااااحلاوه 

سخاوى :واه ..مالك ياقزين داى عيله كبيره وليها اسمها وصيتها عيلة الزمارتيه داى ..

بكر :ايوه امال ايه ..مهو لازمن يكون صيطهم مسمع اصل صوت الزمر بتاعهم عالى ..نفسهم طويل ياحظى ..آنى هناسب عيلة الزمارتيه ..اهى بتهم داى صوح اللى يتقال عليها الغازيه الفاجر على قول جدى بشندى ..وحدش يقدر يعترض اصل الزمارتى هيخلف داكتوره يعنى .. وبنبرة استخفاف ..غازيه 


وهنا كل اللى فالمندره طلعو رامحين لما مقدروش يمسكو حالهم وكل واحد لبس اللى جه فرجله والكل جرى بفرده مش من فرده على بره وصوت ضحكهم زلزل المكان وبكر سامعهم وزعق بكل حسه :


سامعكم ياولاد الفرطوس ..سامعكم وهستعيد التوازن بتاعى واقوملكم واحد واحد ...عتستعكرو ببكر وتضحكو عليه ياكلاب ..طيب  اصطبرو عليا هجيبلكم نسايبى الزمارتيه يرقصوكم ...ومع نطق بكر لآخر كلمه سمع اصواتهم عليت بالضحك اكتر وهو ابتسم على ضحكهم بغلب وابتدا يتخيل شكل عروسته المستقبليه فأسواء الاشكال واسواء الاشكال بالنسباله انه تخيل ابوها على شكل عروسته ولابس فستان ابيض وطرحه بيضه  وبمجرد التخيل بكر ابتدا يتخبط ويتبعبل عالارض ..


**************

عدو يومين وابو زينه وامها وصلو مصر وكانت مفاجأه كبيره لما عربيه وقفت قدام السرايا ونزلو منها بدون سابق انذار وحكيم لما عرف وكان فالمندره طلعلهم بالخطوه السريعه ومعاه تميم واستقبلوهم استقبال حار وحكيم خلى تميم يدخل ورد الشام السرايا وهو اخد ابو كامل جوز ورد للمندره معاه وامر رجالته يدبحو الدبايح للضيف  ويقومو بواجب الضيافه  ..


اسامه كان فالوقت دا فحمام المندره ولما طلع اتفاجأ بجوز اخته ورد قاعد فالمندره ضحك باستغراب وراح  حضنه وسلم عليه وهو متفاجأ عشان لسه امبارح بالليل كان بيكلم اخته ورد ومقالتلهوش اى حاجه عن نزولهم مصر ..


راغب :ليش ماخبرتنى انك راح تنزل ع مصر ؟

ابو كامل :حبيت سويلك ياها مفاجأه 

راغب :احلى مفاجأه عمى ..طيب وليش ما جبت الاولاد معك والله كانو بيستمتعو هون ..

ابو كامل :مره تانيه عمى حبينا نكون خفاف عالئلب ..

الشيخ حكيم :له ياابو كامل له ..دانتا عالعين والراس تتشال انتا وعيالك، واهل الشام كلهم كمان يكرمو كرمال عينك ..

ابو كامل وهو عيضروب على زند حكيم :ادها وأدود شيخى ..الله محيي اصلك 

حكيم :يامرحب باهل الشام وميت مرحب بقناديل نزلت حداى تنور دارى ودوارى ...

ابو كامل :والله انك متل ماخبرونى عنك واكتر ياشيخ ..تسلم ياكريم ياصاحب الكرم والجود ..الله محيي هالشارب والله ..


حكيم ابتسم لابو كامل وقعدو كلهم مع بعض والاولادد كلهم اتجمعو وتميم بعد ماوصل ام زينه وبلغهم ان جوز عمتهم فالمندره رجع معاهم وطول الوقت قاعد متوتر وقلبه عيدق كيف الطبل وهو قاعد قبال ابو زينه اللى من وكت ما ابوه حكيم عرفه عليه وقاله ديه ولدى البكرى تميم وهو مشالش عينه من عليه وطول الوكت عيتفحصه بعيون كيف عيون الصقر ...


بعد سلام وكلام وحديت جيه وكت الغدا والرجاله جابو الوكل والكل اتغدا وبعد الغدا حكيم بعت عالاسطبل جاب ٣ خيول واخد ابو كامل واسامه وهو معاهم كل واحد ركب فرس وطلعو يتمشو ويشقو عالارض وحكيم يفرج الضيف على حدود ارضه وعلى البلد ..


اما فالسرايا فاستقبال ورد الشام كان من مهام جماره اللى استقبلتها احسن استقبال وكرمتها آخر كرم وطول الوكت عتتبسم فوشها وكل ديه وهى عتتمنى انهم يكونو جايين وجايبين معاهم راحة قلب ولدها تميم ولو انها مستبشره خير من اول ماشافت ورد وهى مبتسمه وفرحانه وسلمت على بتها وحضنتها وهمست فودنها بحاجه وزينه ضحكت بخجل وهى عتتلفت حواليها كيف ماتكون خايفه حد يسمع همس امها ليها ...


على آخر اليوم الكل اتجمع فالسرايا وابو كامل كان مستنى حكيم يفتح معاه موضوع الخطبه وحكيم خايف يطلب البنيه من ابوها فبيته يكون عيحرجه والراجل يستعيبها من شيخ البلد ويركبه العيبه والملامه ..

لكن اسامه هو اللى فض الحيره لما اتكلم مع نسيبه :


ابو كامل انا سبق وطلبت منك يد بنتك زينه لابنو للشيخ حكيم وانتا مارديتلى خبر فشو أولتك حجى ؟


ابو كامل سكت مردش وحكيم تدارك الموقف وهو بيرد على اسامه :

ديه مش وكته ولا موطرحه يابوى ..


اسامه :لا وئته عمى كيف مانو وئته هلأ يخبرنا برأيه اي ولا لأ شو لكان !


ابو كامل بضحكه :هدى علينا عمى شوبك حميان عليا هيك ..أي شيخ اسامه صهرى خبرنى بطلبه لتميم ابنك ليد المستوره بنتى ..

راغب بنرفزه :اي اي كمل أول رأيك بعدها لا تسكت جلطتنى منيح تميم مانو هون كان انجلط ألبه والله ؟!


ابو كامل بضحكه :عمى هديلى حالك شوى ماأنا جاياك بالحكى شو بنااااا 

اي عمى انا موافئ وجايي لاشوف عريس بنتى عالطبيعه واتعرف ع عيلتها لجديده واتشرف بمعرفة الشيخ يلى مابينجاب طاريه الا بكل خير ..


اسامه بفرحه :اي هاد هو الحكى الزين عمى اى هيك اعطينا الذبد عطووول ..

ابو كامل ضحك وحكيم كمل ورا اسامه :والله الواحد ماعارف يقول ايه بعد الحديت الزين ديه اللى ميطلعش غير من فُم ولاد الاصول ..تسلم ياابو كامل وبأذن الله تعالى بتك هتتشال فوق الراس وتسكن القلوب ...وليك عليا اروحلك الشام واطلب منك يدها قدام اهلك وناسك واشرفك وارفع راسك وسط ديارك ...

ابو كامل :ماراح أولك لأ ولا راح اقدر اعطيها لألك من دون مااهلنا بالشام يعرفو وراح تيجى لعندنا انتا وتميم والعيله الكريمه بس مابدى مشيه ولا شى بس بدى افرجى اهلى ان بنتى اخدوها خيرة الناس واحسنهم  ..


حكيم :الله يكرم اصلك ويحسن اليك ياابو كامل ويجعلها نسبة خير وبداية محبه تزيد مع الوكت متنقوصشى بأذن الله..

ابو كامل :الله يسمع منك شيخ 


حكيم :خلاص على خيرة الله اجوز ولدى سخاوى فلاول وبعدها طوالى عالشام انى وتميم ونعاود بعروسته بأمر الله ..

سخاوى كان قاعد واول ماسمع كلمة اجوز سخاوى وقف بلهفه وقعد تانى قوام لما حكيم برقله وعضله شفته وهو عيشاورله على ابو كامل بعنيه وكل اللى قاعدين ضحكو على سخاوى وهو عينه طوالى طارت ناحية الموطبخ يخطفله نظره من اللى قربت تنور بيته وحياته ..

  

كل دا وتميم فالمندره وقاعد على نار وبكر كمان قاعد فالمندره مع اخوه مش راضى يعاود الدار والتنين قاعدين قبال بعض ساكتين وكل واحد هايم فهمه وفجأه سخاوى دخل عليهم وبص لتميم  وبصوت فرحان قاله :


ابو كامل وافق عليك ياتميم وهتروح الشام بعد فرحى عشان تخطبها رسمى وتتجوزها ..

تميم اتنتر من موطرحه وبلهفه راح على سخاوى وقاله :عليك الله ياخال وافق صوح ؟

سخاوى :والله وافق وفايت ابوك عيتحدت معاه فالتفاصيل ..


تميم حضن خاله سخاوى بفرحه وسخاوى ضمه والتنين قلوبهم طايره فسما العشق فرحانه بقرب الحبايب ..


اما بكر فكان عيبصلهم بنظرات ساخطه وبصوت يأئس قال لتميم :


تبدل ياخوى وتاخد فرق ..

تميم بضحكه :له يابوى ابدل ايه كل واحد مبارك عليه نصيبه 


بكر بص لسخاوى :تبدل انتا ياخال وتاخد الفرق وعليه جاموسه عتحلب ٥ كيلو لبن فالحلبه الوحده ؟


سخاوى :يلا ياد بلا ابدل ابدل ايه دانى بقالى سنين حارسها بقلبي وعينى ؟ اجرى العب بعيد ببت العواد الزمارتى بتاعتك داى ...

بكر بنبرة اسى :روحو يابُعده الاهى كل ماواحد فيكم يبص لعروسته يوعاها قرد ..ولا اقولكم يوعاها شبه حمايا قادر ياكريم ..روحو قلبي غضبان عليكم وعلى حريمكم ليوم الدين ..

تميم وسخاوى ضحكو عليه وخدو بعض وطلعو لما عيال عمتهم جولهم عشان يروحو يلعبو كوره كيف كل يوم فنفس المعاد وحاولو ياخدو بكر لكن بكر مرضيش يروح معاهم وفضل قاعد فالمندره وجاب الكتب وفضل يقرا فيهم وقرر انه حتى كتب دراسته هيجيبهم المندره ويقعد يزاكر فيها كيف تميم ويصلى ويدعى كل يوم ان ربنا يخلصه من الورطه اللى اتورطها مع عواد وبته ...


************

اخيرا الليل خيم على الدنيا وكل واحد عايز يروح يفرد جسمه ففرشته وحكيم كان امر الرجاله انهم يجهزو المشتمل الجديد اللى بناه فالجهه المقابله للمشتمل القديم وبعدها خلى غاليه تاخد ورد الشام وجوزها توديهم المشتمل عشان يرتاحو فيه ....


غاليه اخدتهم وحكيم واسامه فضلو يتحدتو مع بعض عن عادات وتقاليد اهل الشام فالجواز وفهمه اسامه على كل حاجه عتتعمل وحكيم كل مااسامه يقوله على حاجه يرد عليه بابتسامه هاديه ويقوله : ساهله يابه ساهله ...

خلصو حديتهم واسامه قام راح على اوضته هو وغاليه والعيال عاودو اتسبحو وغيرو وخدو وكل وراحو كلهم يتعشو فالمندره مع بكر وتميم اللى لساه واخد المندره مسكن حتى بعد ماسمع بموافقة ابو زينه على جوازه من بته لكنه اصر انه يحفظ عينه من الحرام لآخر لحظه وميقيمهاش على بت الناس غير وهى حلاله والنظره اقل حقوقه ..


اتعشو مع بعض وقضو الليل مابين ضحك وهزار وحكاوى فأى حاجه وكل حاجه وبكر ضحك معاهم ونسى همه باللمه الحلوه والضحكه الطالعه من القلب ...


اما حكيم فأخيرا طلع لجمارته وواحت راحته وطوالى راح حط دماغه على صدرها وغمض عنيه بأرتياح والنوبادى الكلام فغير العشق كان مسموح لما ابتدو يتحدتو عن تميم وخطوبته من زينه وكمان على فرح سخاوى اللى حكيم عايز يعمله فاقرب وكت عشان يفضى لتميم وياخده ويسافرو الشام يتقدمو لزينه ويعقد عليها تميم ويعاودو بيها وهى مرته وعلى ذمته ...


ومخليش الكلام من بكر وسؤال جماره عن حالته وحكيم قالها انه شايط غضب وجماره قلبها وجعها على ولدها وحاله ...


جماره :انى مخابراشى كيف الراجل يرخص بته اكده ويحطها فزور واحد بالعافيه ؟!! وكيف اصلا واحد يقول لواحد هجوزك بتى كيف يابوى كيف !!


حكيم بضحكه :هيركبك جن كيف زى ولدك بكر انتى التانيه ياك ؟

جماره :ماهى حاجه تغيظ؟!

-يابوى الشيخ حكيم كلها نفسها تناسبه وتتشرف بنسبه وتاخد من عياله ..طب تعرفى انتى ان تمره جولها فوق ال٣٠ عريس لحد دلوك وانى امشيهم من بره بره واقولهم هعلمها مهجوزهاشى دلوك ..


جماره :واه ..بتى عتتخطب وتاجيها عرسان ومتقوليشى ياحكيم ؟!!


حكيم :ايوه مقولكيش عشان الحديت ميتنتورش وتطلع كلمه فالبلد بان فلان جه لبتى وانى رديته ولو راح لوحده تانيه تعايره وتقوله دانتا اترفضت قبل منى وتحمد ربك انى رضيت بيك .. والحته داى عفشه قوى ياجماره ...


جماره وهى عتاخد نفس قوى وتطلعه بغيظ :خباصه انى عشان تخاف منى ازيع الدنيا مش اكده ؟!!


حكيم :يابوى مش انتى ..انى عتحدت على غيرك من الناس اللى هتدخل البيت وتطلع والكلمه كيف الميه عتتسرسب من بين الصوابع محدش عيحس بيها طلعت كيف ولا من مين ..


جماره بعدم اقتناع :طيب يابوى ..


حكيم وهو عيقرب يدها من خشمه ويحبها :كنه الجمار معاجبهوش حديتى ؟؟

جماره :له كيف عاد ..هو فيه حديت يطلع من خشم الشيخ حكيم اللى كله عيستمنى يناسبه وميعجبش حد ؟...الا مقولتليش ياشيخ محدش عايز يديك انتا عروسه يهاديك بيها وينول شرف نسبتك؟


حكيم بضحكه : طب وحيات موج البحر الهايج فعنيكى ديه عشرات الحريم اتهدتلى وانى رفضتهم كلهم ..واخر وحده كانت من شهور وكل اللى يعتب ويزعل من رفضى اقوله القلب عاهد ووعد وعمر قلب الشيخ مايخون عهده ولا ينقض الوعود ..ولا يبيع حبيبه ولو بكنوز الملك النعمان ..


جماره ابتسمت وهى عتبصله بطرف عينها وقالتله :ايوه كل عقلى بلسانك كيف كل مره ...وكملت بعصبيه ..بص عاد ياحكيم ..انتا المشيخه داى تديها لعيل من عيالك خلاص عاد يزياده منها لحدت اهنه ..بكر تميم اى واحد ترزع فوق دماغه العمه وتفوتله الجمل بما حمل وتقعد على حيلك فالسرايا اهنه جارى خلاص على اكده انتا راجل كبرت وعجزت ولازملك الراحه بزياداك تعب ..


حكيم بضحكه : والله فيكى بركه عتفكرى فتعبى وراحتى ياجماره .


جماره :ايوه امال ايه مش جوزى وحبيبي ولازمن ابكى على راحتك .

حكيم : تبكى على راحتى ولا الغيره شعللت لما قولتلك انى عتهادى بالحريم وقولتى تفكرينى بسنى عشان اختشى على شيبتى ومعملهاش ؟


جماره ردت عليه بدلع وهى ماسكه خصله من شعرها وعتلعب فيها :له مانى متوكده انك مهتعملهاشى واصل ..وان كان حديتى ديه مش صوح كدبنى ياشيخى ..


حكيم رد عليهة وهو دايب من الدلع وعينقل عنيه مابين العيون  والشفايف همس :واللى خلق جمالك ووشمك فقلبي وعينى وخلاكى فكفه تعادل كفة حريم الكون عندى وتطب ماتحلى فعينى غيرك مره ولا تلفلف على بيبان القلب غير جمارته ..


جماره سابت خصلة شعرها ومدت يدها بحنان تمشيها على خد حكيمها نزولا على شعر دقنه الاسود الممزوج باللون الرمادى والابيض مكون لوحة وقار مرسومه بالوان السنين وهمستله : كل يوم يعدى عليا وانى معاك احبك فيه اكتر لما الحب فاض من قلبي وبقى ملو السما والارض ومعارفاشى اودى حبك وين ياحكيم القلب والروح ..


حكيم حب يدها وهم يوفى بعهده ويختم حديته بغزل كل ليله غير اللى قبلها.. اما غزل الصبح فنفس القصيده لازمن تتقالها قبل ماتفتح عيونها وقبل ماتشوف نور الصباح لازمن ودنها تسمعها ..

ورغم السنين لافيوم حكيم كَل ولا مل ولا اتكاسل وباقى على العهد وصاين الود وهمس وعينه عتسبح فبحر عيونها :


لَيتَ الَّذي خَلَقَ العُيونَ الزُرق خَلَقَ القُلوبَ الخافِقاتِ حَديدا ..


لَولا نَواعِسُها وَلَولا سِحرُها ما وَدَّ مالِكُ قَلبِهِ لَو صيدا...


 ياشيخ عَوِّذ فُؤادَكَ  مِن نِبالِ لِحاظِها أَو مُت كَما شاءَ الغَرامُ شَهيدا..


 إِن أَنتَ أَبصَرتَ الجَمال وَلَم تَهِم كُنتَ اِمرَأً خَشِنَ الطِباعِ بَليدا ..


وَإِذا طَلَبتَ مَعَ الصَبابَةِ لَذَّةً فَلَقَد طَلبَتَ الضائِعَ المَوجودا ..


يا وَيحَ قَلبي إِنَّهُ في جانِبي وَأَظُنُّهُ نائي المَزارِ بَعيدا ..

وكالعاده حكيم خلص حديته وهو عيوسد جماره حضنه وينهى كلام العشق بالقرب الجميل ...


************

النهارده الزينه عتتعلق من المندره مرورا بالسرايا ولحد آخر الشارع والصوان عيتنصب والدبايح عتنطبخ والكل واقف على قدم وساق عيرمح يمين وشمال ففرح الخال سخاوى واد الغالى بشندى ..


اما حكيم فكل مهمته اقتصرت فانه قاعد جار بشندى على دكه فالشارع وعيتابعو التجهيزات وجايب طبق فواكه جار بشندى وكل هبابه يقشر ويقطع ويوكل فيه وفرحان عالفرحه اللى واعيها فعين بشندى عشان النهارده هيفرح بولد قلبه وهتتحقق امنيته الغاليه


 وكأن عقله النهارده حلف مايغيب ولا يضيع عليه لحظات الفرحه وفضل طول اليوم فاكر كل حاجه ويضحك مع الكل ويشتم فاللى عينصبو الصوان ويعلقو الزينه عشان يشتغلو زين ومفيش حد عدى من قدامه الا وخدله لبعه من نشو الرمان ولما حد يعترض بشندى يقول محدش يتكلم النهارده فرح الغالى وانى فرحان  واعمل اللى اعمله حدش يجادل ...

عالعصر كل الحبايب اتجمعت وابتدا الغدا والغفرا القدام اتجمعو حوالين بشندى وطول الوكت ضحك ولقش على بشندى وهو يضروب فيهم لما بانلهم صحاب ..


فالمندره ..


سخاوى :زينه اللاسه البيضه داى  ولا الف اللاسه الزتونى ..بس انى عقول البيضه عشان يوبقى كله ابيض فابيض ..ايه رأيكم انتو ؟


بكر :الزتونى ..تميم :له البيضه ..راغب وفهد فنفس واحد :لا البَيضه عمى البَيضه ..بدر ويزن :لااااء الزيتونى بتطلع بتجنن مع الابيض ..


سخاوى :جدعان حيرتونى بزياده ..متتفقو على حاجه ياد انتا وهو ..

فالاثناء داى دخل حكيم مسند بشندى اللى داخل يعرج لكن كيف مايكون كل الحيل عاودله وعاود واد العشرين والدم رد فوشه والضحكه من الودن للودن ووقف قبال ولده سخاوى اللى اول ماانتبه عليه حب راسه ونزل على يده حبها وخده فحضنه وبشندى شافه بخلجات العرس و دموع الفرح سرسبت عشرات عشرات .


سخاوى وهو عيسند ابوه ويقعده عالكنبه مسح دموعه وقعد قباله على ركبه ومدله اللاستين البيضه والزتونى وقاله : يلا اختارلى وحده وتلبسهانى كيف مالبست ولدك البكرى عمة فرحه تلبس ولدك الصغير ..


بشندى مد يده بفرحه عاللاسه البيضه ام خط رصاصى وبأدين عترتعش من فرط الفرح ابتدا يلفهاله ومع كل لفه دعوه بالهنا والفرح وان ربنا يجعله فكل خطوه سعاده وسخاوى مغمض عنيه ومبتسم وبعد ماابوه خلص مسك سخاوى اديه التنين وحبهم وحضن ابوه مره تانيه وابوه بعد الحضن بعده عنه واتأمله مره تانيه وهو مش مصدق حاله وحمد ربه الف حمد وشكر انه عطاه طولة العمر لحدت ماشاف اليوم ديه بعنيه ....

..طلعو الشباب والعريس اللى كان كيف البدر فليلة تمامه وابتدا الفرح والتحطيب ونزل سخاوى يحطب مع الشباب والكل يتفرج وبشندى طول الوكت يشجع فولده ومارتاحش غير وسخاوى غالب الكل ومتشال عالكتاف والكل عيهتف بأسمه ويحييه...


خلص الفرح وسخاوى راح هو والشباب فموكب زفه متكررش من يوم فرح الشيخ حكيم وراحو خدو خديجه بالهلاهل وزفوهم على بيت سخاوى وامه عيشه طول الطريق مبطلتش زغريت هى وحريم البلد لغاية ماوصلو البيت ودخلو العرسان لما نفسها اتقطع ..


دخل سخاوى وخديجه.. وعيشه خدت بشندى من يد حكيم ودخلته  وقفلت البوابه ودخلت بشندى ففرشته واول ماحطته عيشه عالسرير اتمدد ونام طوالى والبسمه لساها مرسومه على وشه حتى بعد مانعس ...

عيشه هى كمان دخلت اتوضت وصلت العشا وصلت ركعتين شكر ودخلت جار بشندى ونامت قريرة العين والقلب ..


اما حدا العرسان ..سخاوى دخل الاوضه هو وعروسته وقفل الباب وراه واتقدم بخطوات بطيئه عاللى واقفه والخجل عيقطر منها وماسكه ففستانها وعتفرك فيه بين اديها ومد يده وشال الطرحه من فوق وشها وظهرت العيون اللى ياما اتمنى يشوفهم عن قرب وهمس وهو تايه فعتمة سواد العيون ومش عارف يندل دربه وابتدا يطوف على كل الملامح ويسأل كل حاجه فوش خديجه ياترى انتى احلى حاجه فيها وكل ماحاجه تقوله انى الاحلى يلاقى غيرها احلى منيها ..العيون والرموش والشفايف والخدود كل حاجه عتناطح التانيه وتنافسها فالجمال وفحبس انفاس سخاوى اكتر ..


قرب سخاوى من خديجه وضمها فحضنه بفرحه وشدد على حضنها كنه حاضن سعادته اللى اخيرا طالها ..وابتدت اول ايام حياتهم بتفاهم وحب وحنان وموده ورحمه اتولدت بينهم من اول ساعاتهم مع بعض وبعد ماطفو بالقرب جمر البعد سخاوى اخدها فحضنه ونامو براحه ..


***********

..ساعات من الراحه انقضت بسرعه ونور الصبح شقشق وسخاوى فتح عنيه وبص للى نايمه جاره وهو مش مصدق ان اخيرا عصفورته دخلت القفص بتاعه ومهتطيرش وترفرف من اهنه ورايح غير فسماه ومش هتحط غير فحضنه ...سخاوى بهمس ..خديجه ...خوخه ..انتى يبت قومى مشبعتش منك عشيه اصحى يبه ...

خديجه ابتسمت وفتحت عنيها ببطئ وبصت لسخاوى اللى كان باصصلها ومبتسم وهمستله :انعس ياسخاوى الوكت لساته بدرى ...

سخاوى :بدرى من عمرك ياحبيبتى الساعه داخله على عشره وامك زمانها جايه وانى عايز اقعد معاكى قبل جيتها ..

خديجه وهى عتتاوب  :وانى نعسانه لسه وهكمل نوم هبابه صغيورين ..


سخاوى وهو عيمد يده يدغدغ خديجه : انى اعرف ماافوقك واطير النوم من عينك ..وابتدا يدغدغها وهى ثوانى وبعدها متحملتش واتفتحت فالضحك بصوت عالى وسخاوى يضحك على ضحكها واثناء ضحكهم  مره وحده باب الاوضه اتفتح وخبط فالحيطه وراه وصدر من الخبطه صوت قوى خلى سخاوى وخديجه اتنفضو  وخديجه صرخت وهى عتشد عليها الغطا وتلملم بيه حالها وهى واعيه عمها بشندى واقف على باب الاوضه من غير احم ولا دستور :


سخاوى اتحدت بخجل وهو عيلملم حاله ويغطى مرته :فيه ايه يابوى داخل علينا دخلة المخبرين داى ليه ؟؟


بشندى وهو عيطلع النشو من ورا ضهره بص لسخاوى بسخط وبصوت عالى رد وهو عيتقدم عليه :

 جايب حريم استغفر الله العظيم فالبيت ياواد عيشه ؟؟ ..دانى ابوك معميلتهاشى طول عمرى ..تقوم انتا تعملها وتدخل حريم وتعمل الفاحشه تحت سقف بيتى وانى نايم على ودانى ؟؟...قال اخر كلامه وهو عينزل على سخاوى بنشو الرمان بضربه خلته صرخ من قعف راسه وقام يجرى من جار خديجه وهو عيصرخ :فاحشة ايه يابوى داى مرتى اللى اتجوزتها امبارح !!


بشندى وهو عيلفله من الناحيه التانيه وسخاوى عيلف من قدامه حوالين الطربيزه اللى فنص الاوضه :كمان اتجوزتها يافاجر ؟ اتجوزت غازيه من وراى وجبتها البيت وانى نايم من غير شورى ياواد المركوب يابذره فاسده ؟ بس يعنى هى الغازيه هتخلف حد زين ...اكيد لاه ...قالها وهو عينزل على سخاوى بالنشو تانى وسخاوى طار من قدامه وطلع بره الاوضه وابوه وراه لكنه وقف حدا الباب ولف على خديجه اللى اول مابصلها صرخت :


الحقنى ياسخاوى احب على يدك ..

سخاوى من بره زعق وهو واعى ابوه عيتقدم من خديجه وخديجه الدم نشف فوشها وعتبلع ريقها بخوف : غطى وشك غطى وشك بحاجه قوام ومهما ضرب اوعى تقومى يابت المركوب ولا تطلعى من تحت الغطا ..الحقيناااا يمه ...ياعيششه وينك جوزك هيمواااتنا ..


عيشه جات طايره من جوه وضربت على صدرها وهى واعيه سخاوى ولدها بالشورت بس  بره الاوضه ودخلت الاوضه بسرعه وصرخت وجريت على بشندى وهى واعياه نازل بالنشو على خديجه وهى عتصرخ تحت الغطا بصوت مكتوم ومسكت من يده النشو وشدته وبعدته عن خديجه بالعافيه وعتحاول تطلعه من الاوضه لكن بشندى مسك فخشبة السرير وتبت وعينه على خديجه وعيتكلم من بين سنانه :  


عرى وشك ياغازيه وورينى عينك البيضه اللى وقعتى بيها ولدى الغلبان وخلتيه اتجوزك وستر عليكى ..ورينى عينك عشان افقعهالك واعميكى خالص يابت الحرام يبتاعت الرجاله ياللى عتتجوزى فانصاص الليالى كيف الحراميه من ورا الناس ...

هو يتحدت وخديجه تتنفض من تحت الغطا وعيشه تشد فيه وسخاوى انضملها وابتدا يشد فأبوه لغاية ماطلعوه بالعافيه من الاوضه وسخاوى اول ماطلعه دخل وقفل باب الاوضه وتربسها بالترباس ..


راح على السرير وقعد وشال الغطى من فوق خديجه  وبضحكه سمجه قالها :

صباحيه امباركه ياعروسه هههههه


خديجه وهى عتفرك موطرح الضرب وعنيها مليانه دموع  :


امباركه قوى ياسخاوى ..قال عروسه قال ..انى اول عروسه تنجلد وتتجرس يوم صباحيتها ...ودموعها وبرطمتها اتحولت لضحك وهى عتتفكر اللى حوصول من تانى وخوف سخاوى من ابوه وجريه قدامه بالشورت وضحكت بصوت عالى وسخاوى خدها فحضنه وضحك زيها وكتمو ضحكهم لما سمعو صوت بشندى عيزعق بره :


خشى ياعيشه سكتى الغازيه اللى اتجوزها ولدك هتجرسنا وسط الناس بضحكها ..انى خابره واد كلب تلاقيه جايبها من غرزه ولا ماخور ..امال ليه اتجوزها فالسر من غير مايقولى ...


بس بسيطه هربيهاله واخليها تتوب وتتعدل واخد ثواب ربايتها ..هبابه اكده وهروح اجيب كام نشو رمان واخليهملها اهنه جارى وفالرايحه والجاين البعها لما اتقول حقى برقبتى الفاجر داى ..


عيشه طول الوكت عتحاول تسد فخاشمه وتضرب على خدها باالراحه وتغمضله على شفايفها ومكسوفه من خديجه وخصوصى ان اهلها على وصول وهو مفيش ..لحد ماسمعو صوت خبط عالباب وعيشه بصت لبشندى وهمست بخوف : طهبَجَتتت ..


وللحكايه بقيه ......

لقراءة أو تحميل رواية جماره حلقات خاصه الحلقه الخامسه  بقلم ريناد يوسف 

    تابع

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على 

 روايه جماره ابنه بائعه الجبن بقلم ريناد يوسف

لقراءه وتحميل الرواية كامله هنا 👇👇

تحميل وقراءه رواية جماره

للتواصل 👇👇👇😘

يُمكنك الانضمام لقناتنا على التليجرام

    الانضمام

يمكنك الانضمام لجروب علي التلجرام 

او الانضمام علي جروب الفيس بوك 

     الانضمام

بقلم الباشكاتبه /ريناد يوسف 

(صاحبة السعادة)

لكم منى اجمل باقات الزهور 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

يلا اللي ضحكت توريني صوت ضحكتها في كومنت 😂😘

تعليقات