أخر الاخبار

رواية جمارة الفصل الثامن عشر والتاسع عشر

 جُماره ابنة بائعة الجبن البارت الثامن عشر 18

رواية جمارة الفصل الثامن عشر والتاسع عشر


رواية جمارة الفصل الثامن عشر والتاسع عشر 

رواية جمارة الفصل الثامن عشر 

رواية جمارة الفصل الثامن عشر والتاسع عشر بقلم ريناد يوسف 

جماره  قامت من جار تماضر وماشيه مبتسمه ومش منتبهه وفجأه خبطت فحاجه بصت لقتها غاليه ..


جماره :غاليه ..اصباح الخير ..متأخذنيش مكنتش واخده بالى .


غاليه :معلهش معذوره اصلك لساتك واخده جرعة حنان كبيره خلت عنيكى غطرشَت ياولداه !


تماضر :بطلى غيره ياتمساحه عالصبح وخشى خش عليكى ..قيامالى ضهارى يختى ياداكتوره ..اوبقى توفى على وشى لو نفعتى فبيوت انتى 


غاليه :هنفع وهبقى ست بيت مفيش منى تنين ..ولما ديه يوحصول ابقى افتكرى مقاديفى اللى عماله تكسرى فيها داى كل هبابه لغاية ماخليتى كل مقداف كد عودة الكبريت ..


وابقى شوفى حالك وكتها وانتى عتتباهى بيا قدام الخلق وترفعى راسك بغاليه بتك وتشاورى عليا بصباعك من بعيد وتقولى داى بتى غاليه ...ساعتها اوبقى نزلى صباعك تانى وافتكرى حالك دلوك وانتى عتدبيه فقلبي ...وسابتهم ومشت 


تماضر :اخدى اهنه يبت رايحه فين !


غاليه :رايحه اتقلب واكمل نوم ..مش داكتوره عاد  ..وابقو صحونى لو فيه كشوفات ..


غاليه طلعت لفوق تانى وجماره كمان  طلعت لبره وتماضر لما ملقتش حد يفطور معاها خلت زبيده جابتلها الفطور فالاوضه  فطرت فيها ومطلعتش 


اما جماره فطلعت لبره فالجنينه طلت على عصافيرها واطمنت على جمره وقعدت جارها هبابه ، بعدها قامت ودخلت السرايا وطلعت لفوق على اوضة حكيم ترتاحلها هبابه ..لكن وقفها صوت غاليه اللى جاى من اوضتها وهى عتتحدت بصوت مسموع..


جماره استغربت وسألت حالها ياترى غاليه عتتحدت مع مين واترددت ثوانى لكنها اتقدمت وخبطت على باب اوضة غاليه خبطتين ..


غاليه :اتقندلى خشى ياجماره .


جماره فتحت الباب ودخلت وهى مبرقه عنيها باستغراب وسألت غاليه : عرفتينى كيف إنى آني !


غاليه بعصبيه :وحياة ابوكى مناقصه غباوه هى عالصبح ياشيخه ..اصل امى وعاجزه لا عتطلع سلالم ولا تنزل وزبيده معتهملش المطبخ ولا عتطلع للدور ديه واصل وحكيم مسافر ..مش محتاجه فكاكه هى !


جماره ابتسمت واتقدمت منها وقعدت جارها عالسرير واتحدتت بحنيه :طاب مالك قايمه بزعابيبك ليه عالصبح ومحملاش كلمه !


غاليه اخدت نفس وزفرته وغمضت عنيها :اصلى حلمت حلم حلو معكننى  ..حلمت انى عتجوز واحد كيف فلقة القمر .


جماره باستغراب :وقايمه متنكده عشان الحلم الحلو ديه !


غاليه :له يختى عشان الحلم الحلو ديه بقالى كتير عحلمه وهو هواه نفس الحلم ونفس ذات فلقة القمر ومستنياه يتحقق ومعيتحققش ..


جماره : نسيتى يعنى خلاص وصرفتى نظر ؟!


غاليه فهمت قصدها وردت عليها بكل صراحه :له منسيتش ..ولساتنى لما عشوف غازى عتدهول ..بس عارفه انه مفيش امل اتجوزه ..وحتى عقلى عرف وابتدا يغيره فالحلم بواحد تانى ..بس المشكله ان التانى ديه مجاييش 


جماره اتحدتت بضحكه على صراحة غاليه وقلبها ولسانها اللى معيعرفوش يدسو حاجه:

احمدى ربنا عشان نفدتى بجلدك  ومتتعجليش على نصيبك كل تأخير مراضاة ربنا ليكى بعديه هتكون اكبر وفيها خير  ..


غاليه :بت ياجماره انتى بارده قوى اكده ليه !..دانى عقولك لساتنى عحب جوزك ..يعنى وحده غيرك المفروض تقوم تمسك فشعرى تطلعه فيدها قرن قرن ! معتحسيش ياواكلاهم واصل اكده !؟ طب معتزعليش ولا الغيره تقرص قلبك عليه هبابه حتى !


جماره : ولاااا الهوا ..وبعدين بذمتك بعد عمايله فيا اللى شايفاها بعينك ديه احبه بانهى عين وانهى قلب ؟


انى لو عزعل عزعل عليكى انتى وانتى واعياه وواعيه عمايله وشايفاكى لساكى متعلقه بيه ؟!


غاليه بحسره :قلبي ابن جزمه قوى ياجُماره وكل ماعقلى يقوله لعينى شوفى عمايل غازى واكرهيه قلبي يقولهم مليش صالح بيكم انتو التنين انى هحبه بعيوبه بزفته بقلة ربايته ملكمش صالح انتو ..


جُماره :حُكم قلبك واعر قوى ياغاليه!


غاليه :مش عقولك ابن جزمه ...بس يعنى عادى لو جه واد الحلال هتجوز وافضها سيره ...وزعقت بصوت عالى ضرعت جُماره ...بس هو ياجى وياخدنى من وش تماضر اللى قارشه ملحتى داى ومشندله عيشتى ..


جُماره :على فكره ياغاليه مينفعش تقاوحى قبال امك ولا تردى عليها الكلمه بكلمتها ..ربنا قال ولا تقل لهما أُفِ ولا تنهرهما ..! 


غاليه :بركاتك ياشيخه تماضر ..نفس ذات نبرة الحديت ..بهتت عليكى بسرعه 

جماره :وهو انى اطول ..طب دى خاله تماضر داى احسن وحده فالدنيا كلها ..


غاليه :مع كل الناس معادا انى ..وحنيتها داى طلمبه كل الناس تشرب منيها وتاجى حداى انى وتشَحِط ..


جماره بضحكه :والله خاله تماضر عتحبك قوى بس هى عتضحك معاكى وغرضها موصلحتك فلاول وفالأخر ..هى لو قست عليكى فالحديت، مش عشان تعلمك وتفهمك وتحط عقلك فراسك ياغاليه !


غاليه :متتلمى ياجماره هو انى عقلى كان طالع بره راسى ياك ! ولا مهووسه وعقلى هارب؟


جماره :انتى ست البنته كلهم  وست العاقلين كمان ..بس داى امك والام والاب عيكونو دايما شايفين اللى عيالهم مقادرينش يشوفوه ..


طيب هسألك سؤال ياغاليه ..


لو عيل صغير ماشى فطريق ..وابوه شافه ماشى فالطريق ووقفه وقاله عاود من الطريق داى مهينفعش تعدى منيها ..فيها خطر عليك ..العيل ديه يعاود ولا يكمل الطريق ؟


غاليه :يعاود طبعا عشان اكيد ابوه شاف فالطريق حاجه واعره وخايف على ولده منيها ..


جماره :ولو الواد عاند وكمل الطريق ومسمعش كلام ابوه ايه اللى هيوحصول ؟


غاليه :يسيبه ياكش يقابله ديب ياخده على قطمتين قليل السمع ديه.


جماره بضحكه :بس قلب الوالدين ميقولش اكده وعمرهم مايقدرو يسيبو عيلهم ماشى فطريق الخطر واصل ياغاليه..ولازمن يمنعوه بأى طريقه ..


اهو احنا مهما كبرنا هنفضلو فعيون ناسنا كيف العيل الصغير ويخافو علينا نفس الخوف ..وبردك هيفضلو خابرين زين كل طريق هنحطو رجلنا فيه فحياتنا هيودينا فين ، وفيه ايه مستنينا فآخره ..عنيهم عتشوف ابعد منينا واكيد خابرين كل طريق  وعارفين اللى فيها زين ..


وامك ياغاليه لما شافت اللى كنتى عايزه ترمى حالك فيه وحباه ومشايفاش انه حاجه عفشه ليكى ملقتش فيدها غير انها تبعدك عنيه بلسانها وتأنبك بالحديت الواعر..يعنى اختارت اضعف الايمان عشان هو الحاجه الوحيده اللى فيدها ..


غاليه اتنهدت :مش عقولك امى بهتت عليكى ..بس برضك تماضر لازمن تخاف على مشاعرى اكتر من اكده ..مشاعرى عتتبعبل فالطراب من  عمايل امى وكلامها يانااااس !


جماره : مشاعر ايه وبتاع ايه بين البت وامها ياغاليه ..طب دا كل كلام امك ديه حب وخوف عليكى ومهتحسيش بخوفها ديه غير بعد ماتوبقى ام وتشوفى غلاوة ضناكى فقلبك ساعتها هتحسى بغلاوتك فقلب امك ..قومى قومى ..قَومى مشاعرك من الطراب ونفضيها ودسيها موطرحها وتعالى انزلى معاى نقعدو جار  امك قاعده لحالها تحت ..بكره تتجوزى فلقة القمر اللى عتحلمى بيه كل ليله ديه وتشتاقى لقعدتك جارها وتدوريها بالحلاوه .


غاليه ابتسمت وبصت لجماره بتمعن وهمستلها :انتى حلوه قوى ياجُمْارَهْ ..حلوه وكلامك حلو زييكى..بصراحه كل حاجه فيكى حلوه  ..من حقه حكيم يدهوله عشقك دهوله والله .


جماره ديقت حواجبها باستغراب : عشقى ايه..ودهول سى حكيم كيف ..انتى عتحدتى عن ايه !


غاليه اتنهدت :عتحدت عن اخوى اللى فضل سنين واقف مستنى على عتبة بابك يعدل فحاله لاول عشان يخبط ويدخل ..وقبل مايدخل جه غازى طاير ودفع الباب قبل منيه ودخل سرقك وطلع بيكى يجرى قدام عنيه وهو ملحقش يعمل حاجه ياولداه ..


جماره :انى مفهماش حاجه واصل من حديتك ديه ياغاليه  !


غاليه :انى هفهمك يانضرى ...وابتدت تحكى لجماره كل الحكايه كيف ماحكهالها حكيم وطول ماهى تحكى جماره حاسه انها فحلم وان كلام غاليه كلياته خرابيط ..


لكن لما رجعت لعمايل غازى اللى عيعملها معاها قدام حكيم ،وحنية حكيم وخوفه عليها ووقوفه جارها، اتوكدت ان كل كلام غاليه صوح ..


وقدرت دلوك تفسر النظره اللى عتشوفها فعنين حكيم وهو  عيتطلعلها صوح كانت تشوف فيهم حسره وقهر بس كانت مكدبه شوفها عشان فنظرها مكانش ليهم سبب ..بس دلوك عرفت ان وراهم اقوى سبب  !..


وان كانت عتكره غازى قراط  بعد كلام غاليه ومعرفتها سبب جوازه منيها الحقيقى اللى ياما سألته عليه ومخدتش منيه عقاد نافع ..كرهته دلوك فدادين عشان حرمها من حكيم وحرم حكيم منيها ..


دلوك بس قدرت تفهم معنى كلمته انه واخدها مخلصان حق ..مخلصان حق باطل من حكيم عشان يعذبه بيها 


ويسرق فرحة قلبه  وحتى هى حرمها من جنه كانت على ابوابها .


قامت من قبال غاليه وراحت على اوضة حكيم من غير ماتنطق بكلمه ..


قعدت على سريره بملامح باكيه وقلب محمل بقهر وحسره والم اول مره تحس بيهم بعد ماعرفت ان لولا غازى كان زمانها مرت حكيم دلوك وعتغرف وتشرب من حبه وحنيته من غير حساب ولا خوف من عذاب ..


اتنهدت بقلة حيله ومسكت خلجاته اللى على السرير حضنتهم وشمتهم ونزلت دموعها مسحتهم ونامت وحطت جلابية حكيم قصاد عينها عالمخده وفضلت بصالها وتحدتها وتمسد عليها بحنان كيف مايكون حكيم هو اللى قاعد  قبال عينها  مش جلابيته ...


فضلت شويه عالحال ديه وقامت لما سمعت حس امها عتنادم عليها من تحت عشان تنزلها ..


قامت وعدلت خلجاتها ومسحت عنيها ونزلت لامها وجواها بركان عيغلى ونفسها تصرخ فيها وتقولها ليه رضيتى تجوزينى لغازى ..ليه تطيعى عمى وتشيعينى بيدك لعذابى وانى كان بينى وبين الهنا ايام ...


نزلت وقعدت جار امها هبابه بملامح جامده وقلب مخنوق ملهاش نفس لا لحديت ولا لكلام ولما امها سألتها عن السبب حكتلها اللى غازى عيمله فجمره وان ديه هو سبب الحاله اللى هى فيها داى ..


عيشه خدت قعدتها ومشت وقلبها محمل هم جديد من غازى وعمايله الشينه اللى معتنتهيش ..


 وغازى رجع من بره دخل السرايا خلى زبيده تحطله وكل وكل وطلع من غير مايتحدت مع جماره ولا تتحدت معاه عشان الكل يصدق انهم زعلانين صوح وجماره ماصدقت لقيتها عشان حتى لو حدتها مكنتش هتلاقى نفس ترد عليه  ..


طول ماهو قاعد كانت بصاله بملامح مشمئزه وهى شايفاه بصورته الحقيقيه ..كيف ماتكون غشاوه كانت على عنيها من تلاه واتشالت وتوها اللى شافت وش الشيطان اللى كان داسه تحت وش البنى آدمين ..


كانت تقول لحالها ان كل اللى عيمله فيها من بدايه جوازها منيه ديه كوم ..واللى عمله فحكيم وعذابه بيها ديه كوم تانى وعمرها مهتنسهوله ..


طلعت الجنينه فآخر النهار توكل جمره وتقعد جارها هبابه وفى الوكت ديه دخل بشندى من باب السرايا ووصل حداها ولفاها كيس فيه وصفة جروح جابها من عطار بعت جابهم من البندر لجمره ووراها تدهنمهملها كيف وميته وهى نفذت فورا ..اخدت من يده وابتدت تدهن لجمره ..


بشندى واقف جارهم واتنهد وهو باصصلهم ..


جماره :عتتنهد بغلب اكده ليه ياعم بشندى !


بشندى :عفكر فاللى هيعمله سى حكيم  لما يعاود ويشوف حال جمره ديه .


جماره :طب يعمل فغازى ماشى ..لكن فيك انتا ليه !


بشندى :عشان موصينى على (جمر قلبه وجمارُه).. احرسهم فغيابه واحافظ عليهم من الهوا وانى كل اللى عميلته انى نمت ورجليا للهوا ومعملتش بوصيته ولا كنت كد الحرسه اللى حرسهانى ..يارب جروحها تطيب قبل مايعاود دا لو شافها اكده ممكن تجراله حاجه !


جماره كانت بتدهن لجمره وايدها وقفت لما سمعت الجمله بتاعت بشندى ..جمر قلبه وجماره وقلبها نط من موطرحه .

 وهمست لنفسها بفرحه 


يعنى موصيه يخلى باله منى ..خايف عليا حتى فبعادك يانضر قلبي ..وبعد ديه كله وعايزنى ابعد عنيك ..والله لو هفضل عمرى كله اتطلعلك من بعيد لبعيد واشوفك كيف القمر بعيد وعالى  ومينطالش برضك مههملكش واصل ..


بشندى مشى بعد مااطمن على جماره واخد معاه فروع شجر التوت المتكسر عشان يرميه بعيد عن جنينة السرايا ..


اما حكيم فلسه الحروب شغاله جواه والتفكير شيب قلبه وعقله وبرضك مقدرش يوصل لقرار ..يفرط فأرضه اللى هى عرضه ..ولا يفرط فحبه وراحة قلبه ..


وفالآخر استسلم للحيره وفاتها تطحن فروحه وسلمها بيد ربه وهو عليه التفكير وساب لربنا التدبير .


وكت الغروب طلع غازى من باب المشتمل الورانى على خبطه خفيفه فتح الباب وشاف شكاره مسنوده على الحيطه وجارها عوض.. قرب من الشكاره وفتحها وابتسم وهو شايف اللى جواها ، وبص لعوض وهزله دماغه برضى :


براوه عليك ياعوض ..بس عترت بيها فين داى !


عوض :مفيش اكتر منيهم فالجبل ..قولت لواحد حبيبى وراح صد رد طلع الجبل واتكحرت فالحجاره واتمرضغ فالرمله وجابهم وجيه ..تعب قوى والله ياسى غازى ..بس تعبك راحه وتعب البدن ميغلاش عليك ..


غازى حط يده فجيبه وطلع فلوس اداها لعوض :خد اعطيه دول ..مش غازى اللى حد يتعبله ببلاش يابَو ..يلا روح دلوك اعمل اللى وصيتك عليه .


عوض خد منيه الفلوس وعدهم بفرحه واتحرك من قباله وهو عيعد فيهم :ربنا مايحرمنا منيك ولا من فلوسك الحلوه داى ياسى غازى ..


عوض راح على بشندى والرجاله وبعت راجل بداله يحرس موطرحه وغازى دخل جوه مع الرجاله اللى قطعو شوط كبير فالشغل من امبارح وتقريبا كلها يوم ولا تنين وكل حاجه تكون جاهزه كيف ماجهزلها غازى وخططلها ...


بعد نص الليل طلع غازى من المشتمل يتسحب على الجنينه وفأيده الشكاره  وبيتلفت حواليه بحرص وراح على موطرح جمره وعينه على السرايا وشبابيكها واطمن ان محدش واعيله...


وقف قصادها وبصلها وقرب ايده عليها لكنها رجعت منه لورا بخوف ..


اتقرب عليها مره تانيه ونجح انه يحط ايده على مقدمة وشها وبعد لمسات حنونه منه جمره استسلمت واتطمنت ووقفت ..هو لما شافها هديت راح على شنطة سكر النبات المتعلقه واخد منها حفنه وقدمهالها وهى اكلتها منه اعتقادا منها ان دى محاولات للصلح منيه  وهى اتجاوبت بقلب صافى ...


بعد ماخلصت السكر اللى فأيده حط ايده فالشكاره وطلع منها نبته غريبه ومدها لجمره ..فالاول رفضت اكلها بعد ماشمتها لكن مع اصرار غازى عليها وكل ماتبعد دماغها يروح وراها بالنبته اضطرت انها تاكل منها ..


اكلت وحده واستساغت طعمها وغازى مدلها التانيه بفرحه اكلتها وبعدها التالته ...وارتاح غازى بعد ماوكل جمره آخر نبته فالشكاره وبعدها بصلها بصه اخيره قبل مايلم اثر النبات اللى وقع من خشمها فالارض ويحطه فالشكاره ويعاود المشتمل يتلفت بخوف لغاية مادخل وقفل الباب عليه، ونشوه رهيبه متجليه فعنيه وهو عيتخيل رد فعل حكيم على اللى عيمله فجمرته وقبل منيه قهرة بشندى اللى هانه واتطاول عليه...


النهار طلع بعد ليل طويل عدى على جماره وهى عتتقلب ففرشتها كيف ماتكون نايمه على فراش من جمر بعد كلام غاليه ليها، ومعرفتها بعشق حكيم ليها اللى كاتمه فقلبه وساكت ومتحمل يشوفها مع غازى قبال عينه كل دقيقه ..


شفقت عليه من احساس عاش بيه فقلبه كل المده داى وهى متحملتهوش من مجرد الفكره لما قرر حكيم يتجوز وحست ان حاجه ملكها عتضيع منيها ..


مدت يدها حطتها  على قلبها اللى عيفرفط بين ضلوعها وسألت حالها ياترى هتتحمل تشوفه قبالك مع وحده تانيه كيف ماهو اتحمل ...


لكنها خابره زين ان قلبها اضعف من انه يتحملها ..اذا كان من الفكره عيتفط ويقطع بين ضلوعها ..هيوبقا ايه حاله لو الفكره اتحولت لحقيقه!


اتمنت لو يرجع بيها الزمن وترفض غازى وتقف قبال عمها والدنيا كلها لوكانت تعرف انها فالاخر هتكون مع حكيم ..


استسلمت لافكارها والحسره اللى دخلتها غاليه على قلبها وروحها واتمنت ان غاليه مكنتش قالتلها حاجه وكانت سابتها على عماها كيف ماكانت .


اتقلبت ففرشتها لآخر مره قبل ماتقوم مع ساعات الصبح الاولى تتوضى وتصلى وتطلب الصبر من ربنا عاللى هى فيه ...


طلعت على جمره توكلها وتطمن عليها وعلى العصافير بتوعها ..


لكنها وقفت مره وحده وعنيها برقت وهى شايفه جمره قدامها واقفه رجليها عترجف وخيوط خضرا نازله من خشمها ...


جريت عليها بصدمه وقربت منيها تحضن فيها بخوفف وجسمها بقا بيترعش اكتر من ارتعاشة جمره ..دقايق عقلها وقف عن التفكير وهى شايفه جمره بتتطوح وهى واقفه وبالعافيه قادره تصلب طولها .


مسافه بتفصلها من موطرحها لحد بوابة السرايا خدتها فخطوات واسعه وهى عتسابق الريح ..وصلت للبوابه وفتحتها بسرعه وبشندى اللى كان قاعد على دكه هو واتنين معاه قام بسرعه منتور اول ماشافها وجرى عليها ..


ملحقش يسألها فيه ايه عشان هى سبقت و اتحدتت بلهفه وخوف ..الحق جمره ياعم بشندى .


بشندى يادوبك سمع اول حرفين من الاسم وطار من جارها بكل سرعته ووقف على بعد من جمره وهو شايف حالها ...ضرب على راسه بأديه التنين وحس ان قلبه وقف لما عرف ايه اللى فجمره ..


قرب منيها وكل خطوه يقربها يضرب على دماغه بأديه من غير ماخشمه ينطوق ..


جماره بعد ماشافت حالة بشندى على جماره قعدت على حيلها مقدرتش تقف على رجليها تانى ..


بشندى قرب لجمره ولف حواليها ووطى على الارض مسك زهره بيضه رفعها قدام وشه وغمض عنيه بألم وصرخ بعدها بصوت رج السرايا رج ...عميلتهاااااياغااااازى الكلب ...موتك على يدى النهارده ياواد المركووووب ..


مد يده جوا هدومه طلع طبنجه من السديرى بتاعه وجرى كيف الغول على المشتمل يفتحه مقدرش قام ضارب الباب بطلقتين خلاه اتفتح فالتو ..

دخل بسرعه ولمح غازى عيجرى من قدامه بخوف على باب المشتمل الورانى ..جرى وراه وغازى قدر يدخل الزرع بسرعه ويزوغ من بشندى وبشندى فضل يضروب  نار بشكل عشوائى موطرح مادخل متمنى ان طلقه تاجى فيه وتبرد نار قلبه القايده ...طلقه ورا طلقه خلصت الطلقات اللى فالطبنجه ووقف بشندى يتنفس بصوت عالى وينفث نار كيف التنين ..


رجع بعد ماسد باب المشتمل الورانى وطلع منه على الجنينه من غير ماينتبه للاوضه المقفوله ولا حتى لشكاير الاسمنت المرصوصه على جنب فالمشتمل ..


طلع وراح على جمره ووقف قدامها من تانى وكل اللى فدماغه حكيم واللى هيجراله لما يعرف اللى عيمله غازى فجمرته ...


قدرت جماره تقف وتروحله بصعوبه وتسأله السؤال اللى تقريبا عارفه إجابته بس عايزه تتأكد منيها من لسان بشندى ...


-هو عميلها ايه ياعم بشندى !


بشندى بصوت مخنوق :سمها ..وكلها عشبه سامه اسمها رجل الغراب اللى عتنزل جوفه متديهوش غير ايام على الدنيا وبعدها يتكفى ..


جماره سمعت كلام بشندى وقلبها فرفط والرجفه زادت عليها ودموعها نزلو مع شهقه لازمت جوفها وهى عتنطق بصوت متقطع :


يعنى جمره هتموت ؟..يعنى امانة حكيم وروحه اللى فاتها بين اديا ضيعتهاله ..يعنى انى هامله ؟!!


وصرخت بعلو صوتها وهى حاضنه دماغ جمره ..لاااااه ياعم بشندى اعمل حاجه احب على يدك ..امانه ياعم بشندى ادلى البندر هاتلها علاج خليها تطيب قبل ماحكيم يعاود عشان لما ياجى يلاقيها كيف مافاتها ..


بشندى بعصبيه :قوووولتلك اخدها الاسطبل عميلتى فيها قرد واتلتحتى فيها ...قولتلك اهناك آمنلها قولتى عتسلينى ..يلا يختى اتسليتى زين ! 


جماره : ..اعمل فيا اللى تعمله وقول عليا اللى تقوله بس شوف علاج لجمره فلاول .


بشندى قعد واتحدت بيأس وعينه على جمره وحابس دمعة رجال غاليه خلت عنيه بلون كاسات الدم :

وانى لو خابر ان ليها علاج كنتى شفتينى واقف قبالك اهنه !!..


اللى وكله غازى لجمره موت ملوشى طب ولا دوا ...


جماره بيأس وخوف :يعنى ايه كلامك ديه ..يعنى هنهملوها تموت !! يعنى هنقفو نتفرجو عليها وهى حالتها اكده ياعم بشندى !! ..رد عليا ساكت ليه ..قالتها ورجعت تحضن دماغ جمره اللى مره وحده خلصت قوة تحملها ووقعت على الارض بضعف ومدت رجليها الاربعه وسندت دماغها على الارض باستسلام لموت قادم لا محاله ..


جماره وعيت لجمره عيملت اكده وبقت تتنطط فموطرحها وتلدلد من الخوف وبصت لبشندى اللى بص بعيد ورفع ايده على وشه وعرفت انه عيمسح دمعه مقدرش يكتمها ..


لفت حوالين نفسها لفتين وفجأه بصت على الباب السرايا وانطلقت تجرى على بره بكل سرعتها ..


بشندى قام وراح وراها جرى عشان يلحقها خاف تجرالها حاجه هى كمان ويرجع حكيم لا يلاقى جمرته ولا جمارته ويوبقى موت بشندى على يد حكيم حاجه مفروغ منيها ..


حصلها قبل البوابه ومسك دراعها ولفها عليه وهو عيزعق :رايحه فين تهنطلى اكده ..وهتطلعى قبال الرجاله وطرحتك واقعه من على راسك وشعرك باين كيف ..اتنجمتى  ياك ..


جماره انتبهت لطرحتها ورفعتها بسرعه وهى عتحاول تخلص نفسها من قبضة بشندى واتحدتت بألم ..سيبنى ياعم بشندى هروح لامى اجيبها هى عتعرف فالحجات داى يمكن الاقيها عارفه حاجه تعالج جمره وتلحقها ..


بشندى بيأس :متتعبيش حالك ..خلاص يابتى امر الله نفذ وقولتلك اللى ياكل رجل الغراب مفيش منيه رجا ...


جماره بصوت باكى :بس سيبنى احاول الله يرضى عليك يمكن ربنا يخلف الظن وتروق ..سيبنى ياعم بشندى احسن لو جمره ماتت وربنا هموت حالى وراها ..مهتحملش اقف قبال حكيم واقوله ضيعت امانتك وفرطت فروحك ..وزعقت بكل صوتها ..الله يحررررقك ياغاااازى حرق ..يحرقك حرررررق ..


بشندى سابها بس بعد ماخد نفس شديد وقلها :استنينى اهنه هجيب الكارته وجايلك ..رجلك متخطيش بره البوابه غير لما اقف بالكارته قدام البوابه واحجبك عن عيون الرجاله ..


جماره هزت دماغها بموافقه وهو سابها وطلع وهى وقفت تقلب رجليها كنها واقفه على جمر ..


دقايق معدوده عدو على جماره سنين وسمعت بعدهم صوت عجلات الكارته فتحت البوابه وطلعت واتشعبطت فالكارته وطلبت من بشندى يسوق بسرعه وهو من غير ماتقول طلع بالكارته يسابق الريح وهو شايف جماره وحالتها وحاسس ان قلبها هيوقف فأى لحظه مع انه عارف ان كل اللى هتعمله مليهش عازه ..


وطول الطريق يفكر اذا كان هو وجماره حالتهم اكده على جمره حكيم هيعمل ايه ويجراله ايه !


وصلو قبال دار عيشه وجماره نزلت بسرعه خبطت على الباب واول ماامها عيشه فتحت الباب جماره هبشتها من خلجاتها جرجرتها على الكارته كان ناقص تشيلهت وعيشه تسأل بخوف فيه ايه  وجماره تقولها همى يمه هفهمك فالطريق وحتى مخلتهاش تقفل باب الدار وسابته مفتوح وبشندى رجع بيهم على السرايا بنفس السرعه ...


جماره قالت لامها عيشه كل حاجه وعيشه بصت لبشندى وسألته :


وكلها ايه غراب البين يابشندى ؟


بشندى :رجل الغراب ياعيشه .


عيشه غمضت عنيها بيأس وبعدها بصت لبتها :خلاص يابتى هى اكده فحكم الميته ..ساعات او ايام هتقضيها قبل ماتسلم واللى اتكتب عليها مفيش منيه مهروب ..


جماره هزت دماغها برفض ورفعت راسها للسما وصرخت برفض :له يارب له.. عشان خاطر حكيم الحامل كتابك وحاطك قبال عنيه طول عمره مش عشان حد تانى ..ياااااااااارب ..


وصلو السرايا وجماره اصرت على امها تقولها على اى حاجه تديها لجمره حتى تخفف عنيها الالم لو نهايتها موت ..


عيشه بصت لجمره ومصمصت شفايفها بحسره وقالت لبتها بنبرة يأس ..


فلاول روحى هاتى قزازة زيت زتون كبيره ..


جريت جماره على السرايا وجابت قزازة الزيت وعيشه رفعت راس جمره وفتحت خشمها بصعوبه وسقتها قزازة الزيت كلها ..


جماره :هيعمل ايه الزيت ديه يمه !!


عيشه :ديه عشان يغلف اللى باقى فبطنها من الوكل ويمنع معدتها تهضمه وجسمها يمصه وينزل بسرعه مع الزيت فصورة اسهال ..


جماره هزتلها دماغها بفهم وعيشه كملت كلام بعد ماخلصت قزازة الزيت كلها فخشم جمره :

ودلوك روحى هاتى جنزبيل وورق ريحان اخضر وورق نعناع اخضر وكمون صحيح وبذر حلبه واغليهم مليح فحله كبيره بس تحطى من كل حاجه حفنه مش غلايتين ..


جماره هزت دماغها ولسه هتتحرك امها كملت :تحطى دول عالنار وتجيبيلى لمون وتوم وعسل تدقى التوم وتخلطيه بالعسل وتفقعى عليه لمونه وتجيبيهم بسرعه عشان يخفف من لهب معتدتها اللى زماناتها عتتقطع من السم اللى هضمته ..


جماره هزت دماغها وجريت بسرعه عملت اللى قالتلها عليه امها ..


بشندى اتوجه لعيشه بالكلام وهو باصص لجمره :متقوليلها ممنوش عازه اللى عتعمله ديه كله ياعيشه .


عيشه :فوتها تقاوح يابشندى عشان متحسش بندم انها كان فيدها تعمل حاجه ومعيملتهاش ..


بشندى هز دماغه وقعد حط دماغه بين اديه ووطى للارض شويه بتفكير وبص لجمره اللى عتصارع ومتحملش قام راح على بره وكلف الغفر كلهم يدوروله على غازى فكل موطرح ويجيبوه من تحت الارض ولازمن يكون تحت يده الليله ...


وبالفعل الكل انتشر كيف النحل يدورو على غازى لكنه فص ملح وداب .


اما جماره فرجعت بكل حاجه قالتلها عليها امها عيشه وقعدت جارها تعلمها تديها ايه وتزقيها كيف وفالاخر قالتلها تسقيها ميه على كد ماتقدر ومتوكلهاش واصل ..


جماره سمعت حديت امها وحفظته وقعدت قبال جمره تعملها كيف ماامها علمتها ..


اما عيشه فدخلت السرايا وراحت على غرفة تماضر اللى اول ماسمعت صوت رجليها صرخت بصوت باكى  :


يلعن ابو العجز اللى خلى الواحد يناطى عليكم كيف الكلب وانتو ولا واحد فيكم معبره ولا عامله باعت  ..


يلعن ابو العازه اللى عتخلى الواحد كيف البهيمه المربوطه مستنى واحد فيكم يحن عليه ويفكر فيه ويبرد نار قلبه عليكم  ..


عيشه فتحت الباب ودخلت على تماضر اللى زاد نحيبها لما شافتها واتوكدت ان فيه حاجه كبيره قوى حوصلت وزعقت بصوتها كله :قوليلى حوصول ايه فسرايتى ياعيشه ..وايه ضرب النار اللى سمعته ديه كله ..فيه ايه ياعيشه انطوقى ..عيالى زينين ولا فيهم حاجه ؟


عيشه دخلت الاوضه واتقدمت على تماضر واتكلمت بنبرة شفقه ..مفيش حاجه عفشه متخافيش كله بخير ياحبيبتى  ..ضرب النار انى مشفتوشى عشان توى جايه مليش هبابه .


تماضر :وايه صوت رميح الرجلين اللى رايحه وراده فالسرايا ديه من الصبح؟!! ..


عيشه:داى جماره كانت عتغلى هفة اعشاب لفرسة سى حكيم .


تماضر ديقت حواجبها :فرسه حكيم ! اوعى تكون جمره ! مالهااا فيها ايه ؟


عيشه بصت للارض ونطقت بكلمات تقيله وخجل من عمايل نسيب كان نفسها تفتخر بيه قدام الناس مش تخجل منيه ومن سيرته : بشندى عيقول ان غازى سمها ..


تماضر ضربت على صدرها ونطقت بقهر : يالمراار اللى مش هيفارق قلبك ياكبد امك بسبب غازى وعمايله الشينننه ..أااااخ ياغازى ياموس فحلوقنا لا عينبلع ولا قادرين نطلعوه واحنا خابرين انك فالحالتين قاطع لحمنا ..


عيشه مدت يدها طبطبت على تماضر تواسيها لكن فالحقيقه هى زيها عايزه اللى يواسيها من عمايل خسيس معيخافش ربنا رمتله بتها فحجره من مخافة عمها وعياله ونَست ان غازى من عرق جاهين وغاب عن بالها ان العرق دساس ...


عدو ٣ ايام بشندى متربص فيهم لغازى وحاطط كل واحد من الغفر فموطرح عشان يجيبوه وعوض واقف على باب المشتمل الورانى عامل حاله متربص لغازى ومحدش عارف انهم مسكو القط مفتاح الكرار وان غازى عيدخل ويطلع المشتمل وعوض حامى ضهره ومأمنله طريقه ..


اما جماره فمفارقتش جمره دقيقه وحده غير لما تروح تغليلها اعشاب وترجعلها تانى وبرغم كل حاجه عتعملهالها الا ان جمره حالتها كيف ماهى معتتحسنش ومفيش وكل دخل جوفها وجماره عتعوضلها ديه بكيلو عسل نحل تشربهولها على مدار اليوم لكن نفسها المخضوض واسهالها المستمر ورعشة جسمها وعيونها اللى غمضو ورقبتها بدماغها اللى دايما على مطروحه عالارض عيقولو ان النهايه قربت... وطول الوكت جماره تبكى وتلوم نفسها انها هى السبب فاللى حصل لجمره بسبب عندها وانانيتها واتمنت لو تقدر تاخد منيها اللى فيها وتطيبها قبل ماحكيم يعاود ..


عدى يوم كمان على نفس الحال ولسه جماره عتراعى فجمره ميأستش ولا تركت الامل حتى وهى شايفه حالتها اللى كيف ماهى وكل خوفها وهمها من لحظة مواجهتها لحكيم وعتسأل حالها فكل ثانيه ياترى لما تقف قدامه هتقوله ايه ولا هتبصله بأنهى عين وهى خانت امانته ليها  ..


لاول مره تتمنى يطول سفره وميعاودش دلوكيت وتأجل لوم وعتاب محتوم ...


لأول مره نفسها الارض تتشق وتبلعها قبل ماتقف قصاده ويتطلع فيها وفعنيها تطليعته اللى لما منعها عنيها كانت هتموت قهر ...


لكن التمنى عمره ماكان عيمنع محتوم ...

حكيم خلص شغله بدرى بدرى النوبادى وعاود بسرعه على غير عادته وغازى لما عرف بطريقته ان حكيم فالطريق نهى كل حاجه وطلع الرجاله فالدِره واحد واحد من المشتمل بعد ماعطاهم حق تعبهم وشيعهم على بلدهم ذهاب بلا عوده عشان خلاص مبقاش محتاجلهم تانى ..


قفل الاوضه ورجع كل حاجه موطرحها ووضب المشتمل وطلع من الباب الورانى لامن شاف ولا من درى وعوض مستمر يقول لبشندى انه معاودش للمشتمل ولا هوب حواليه حتى ..


غازى طلع من المشتمل وهمل البلد واندلى البندر يظبط حاله ويشوف الخطوه الجايه هتوبقى ايه ..


مكانش خايف من حكيم ابدا على اللى عيمله فجمره عشان خابر زين ان حكيم مكتفه عهد وقسم ووصية ابوه اللى طول عمره مقدرش ينقضهم، وديه اللى مخلى غازى يلعب براحته وعلى مزاجه من غير خوف ..

بالعكس كان  متوكد ان اللى عيمله فجمره هيعود عليه بالنفع اللى يريح قلبه و باله ..


لكن خوفه ..كل خوفه من بشندى اللى عارف ومتوكد انه مستنى عليه فرصه لو طالها مش هيتوانا فكتله .


وصل حكيم للبلد وقرب على السرايا وبشندى وواحد من الرجاله وعيوه من بعيد و جريو عليه..


 الراجل خد منيه الشنطه يوصلهاله للبوابه واتحرك من جارهم وحكيم وقف وديق حواجبه وهو شايف شكل بشندى وملامحه اللى خَبرت حكيم ان فيه نصيبه مغفلقه حوصلت فغيابه وقلبه وقع فرجلين ..


حكيم همس لبشندى :قول حوصول ايه فغيابى بسرعه وفكلمه وحده يابشندى! .


بشندى جاوبه وعيونه لساتهم فالارض ..(جمره) ..


حكيم سمع الاسم وجرى بكل سرعته على بوابة السرايا دفعها بكل قوته ودخل رامح ..


جماره كانت قاعده قبال جمره وحاطه اديها على خدودها وبصالها ومنتهيه من البكا والحزن وقامت بسرعه لما طرفت بعينها وشافت اللى جاى رامح ناحيتهم كيف الريح ..


وقفت وهو اول ماوصل حداهم وقف  وجماره وقفت قباله بخوف ولساتها هتتحدت وتفتح خشمها حكيم زاحها من قباله بالراحه عشان تفتحله المجال يشوف اللى متوكد ان قلبه مهيتحملوش لكن شوفته شر لابد منه  ...


بعد جماره عن طريقه وبص لجمره وكتم شهقه جواه وغمض  من المنظر اللى شافه واللى فاق تخيلاته واللى عمره ماكان متوقع انه ياجى عليه يوم ويشوف جمرة قلبه فالحاله داى ..


جماره :حقك عليا ياسى حكيم والله ماشفته وحياة النبى لو شفته كنت كلته بسنانى قبل مايعملها ..


حكيم قرب على جمره بخطى بطيئه خاليه من الحياه وقعد جارها ورفع دماغها  بصعوبه حطها على رجله وقرب لم ودنها وهمس :


خلاص هتسيبي حبيبك وتفارقى يارفيقة الدرب وخليلة الروح !..


هتاخدى الروح وتفوتينى جسم من غير روح ياجمرة القلب ؟


همسُه ليها كان مسموع بالدرجه الكافيه اللى تخلى جماره تنهار وتقعد على الارض وهى حاطه يدها على خشمها وعتبكى على حال جمره وحكيم اللى ممتحملاش تشوفه بالمنظر ديه ولا كانت تتمنى فيوم من الايام تشوفه مكسور وهى تكون سبب كسرته ..


اما بشندى فكان واقف بعيد وشايف حال حكيم ويحبس دمعه فعين تغافله التانيه وتنزل ويجرى وراها بيده يمسحها قبل ماحد يلمحها ..


واللى عصر القلوب كلها وكت ماحكيم ميل على جمره وباسها وهو عيملس على شعرها بحنيه وهى رمشت بعيونها اللى ليها ايام متفتحتش وفتحتهم نص فتحه وبصتله كنها عتتودع منيه وتودعه لآخر مره  وبعدها غمضت عنيها من تانى وهو صرخ بقهر من بصتها عليه كنها عتقوله ليه هملتنى وفوتنى للموت من بعدك ..


قام بضعف بعد ماسند دماغها على الارض بحنيه وبص لجسمها اللى عيترعش شويه ويبطل شويه وبص لفوق وغمض عنيه وكتم صرخه لو طلعت تشق الحناجر ...


فتح عنيه وبص لبشندى اللى اتقدم منيه لما حس انه هيقوله حاجه ..


حكيم :غازى مش اكده !


بشندى :ومين غيره حراق قلوب ياولدى .


حكيم :من ميته وهى اكده .


بشندى :من تانى يوم سافرت فيه .


حكيم بصلها وشفايفه ارتعشت واتحدت بألم :وسبتها كل الوكت ديه تتألم يابشندى ؟!


بشندى : متحملتش اعملها ياولدى ..مقدرتش ازهق اللى خابر زين انها الروح ليك  .


حكيم: بس ديه اهون من انك تكون واعى روحى عتتعزب قبال عينك ومتنهيش عذابها يابشندى ...


قالها  ومدله يده وبشندى حط ايده فقب الجلابيه وطلع الطبنجه مدها لحكيم اللى اتلافاها بأيد عتترعش وعدلها وسلحها ووجهها على جمره ..


جماره شافت اللى بيوحصول وقامت هابه على حيلها ووقفت قبال حكيم وفردت دراعاتها بخوف واتحدتت بصوت عالى ..


هتعمل ايه ياسى حكيم داى جمره!!!..

اوعاك ياسى حكيم..


 كيف قلبك طاوعك ترفع عليها سلاح! حرام عليك انتا مش شيخ وعارف الحرام والحلال ؟!!


حكيم مقدرش يرد عليها ولا لسانه قادر ينطق بكلمه وعينه على جمره ويده عترعش وروحه عتتحرق وعامل كيف اب اختار يموت عيله عشان ينهى عذابه وخابر زين انه هيموت قبل منيه ..


وان رصاصة الرحمه اللى هتتحط فجسم جمره هتدخل فقلبه قبل منيها ..لكنه عارف ان موته وموتها مره وحده اهون من انه يشوفها عتتعذب قصاد عينه ويموت قبالها الف مره ..


حكيم لساته مادد يده بالطبنجه باصرار وعيونه انطعنت بالحمار وملامحه وجسمه كلياته عيرجف قبال رجفه يده وبشندى بسرعه مد يده مسك جماره وبعدها من قدام حكيم ووسعله المجال وحكيم وجمره بقو قبال بعض ..


فضل مادد يده عليها وصورتها فعنيه وهى عتجوب بيه الشوارع كيف بساط الريح اللى عيعرف وجهة صاحبه من غير مايقوله ..وفرحتها بيه لما تشوفه جاى عليها من بعيد ..خوفها عليه لما وقع جار النهر وراحت جابتله بشندى وجاتله طايره بلهفه وخوف، وطول عمرها قلبها عليه كيف قلب ام ..


حركة دماغها ليه وهو قاعد يحكيلها عن كل حاجه واجعاه كنها فهماه وعتقوله متخافش انى معاك مش هسيبك ..


كل الصور دى مقدرش حكيم يبعدها عنه وصرخ فبشندى مره وحده لما لاقلبه ولا عنيه ولا عقله ساعدوه عاللى عاوز يعمله وفوقهم صوت صراخ جماره اللى انضمتلها غاليه والاتنين بيترجوه ميعملهاش ..


حكيم :بشنددددااااى ..خد وخلص قوام ..


بشندى ساب جماره وراح على حكيم خد منه الطبنجه ومدها على جمره وجماره فطت عليه مره وحده ومسكت دراعه اللى فيه الطبنجه بأديها التنين ورفعته لفوق وهى باصه لحكيم بترجى ..


خصيمك النبى متخليه يموتها ..خصيمكم النبى انتو التنين تسيبوها تموت لحالها ..حراام ياناس والله حرام ..


حكيم رد عليها بصوت مخنوق من حبسة الدموع :مش حرام ياجماره ديه اسمه قتل الرحمه وديه احله ربنا فحلات معينه وحالة جمره وحده منيهم ..همليها ترتاح لو عتحبيها صوح ..اللى عيحب ميرضاش بعذاب حبيبه .. خلى بشندى يشوف شغله


قال جملته وهرب من قدامهم على جوا السرايا عشان لو فضل ثانيه وحده هينهار وتدوب كل قشرة القوه اللى مغلفاه وكان حاسس انه خلاص هيقع من طوله ..


واول ماشاف امه على باب السرايا قاعده بالكرسى وشايفه كل الى عيوحصول وبصاله بعيون باكيه وهو عيقرب منيها وهو بصلها بنظره خلتها تتوكد  ان ولا كل كلام الدنيا هيقدر يبرد نار قلبه على جمرته ولا يخفف قهرته عليها ..وصل حكيم حداها واتخطاها ودخل السرايا بسرعه وهى فهمت انه فاللحظه داى اضعف مايكون وعايز يختلى بنفسه ويطلع ضعفه بينه وبينها وبس.


 

اما جماره ففضلت فصراع هى وبشندى وانضمتلهم غاليه والاتنين بيمنعوه انه يضرب جمره بالنار وجماره وصلت لحاله هستيريه لدرجة انها كانت تترجاه مره وتشتمه مره وفكل مره بعد الشتيمه او الترجى تنهيها انها توطى على يد بشندى عايزه تحب عليها وهو يبعد يده ويستغفر ..


شد وسحب وجهد قدر بعدهم بشندى يحرر يده اللى فيها الطبنجه من جماره ويزيحها بعيد عنه وغاليه لما شافت بشندى مصمم عرفت انه هيكتل جمره يعنى يكتلها وعشان تنهى الصراع مسكت جماره وبشندى مد يده بالطبنجه على جمره ..


حكيم فالوكت ديه طلع اوضته وقفل بابها وفضل يلف فيها كيف المجذوب موقفهوش عن اللف غير صوت الطلقه اللى حسها دخلت فقلبه خلته غمض عنيه وقعد على الارض وسند ضهره على السرير وحط دماغه بين اديه وهو حاسس حاله صفى لحاله بعد مالاتنين راحو منيه ..قلبه وروحه ..جمرته وجمارته ..


جُمْارٌه ابنة بائعة الجُبن البارت التاسع عشر 19


 

دقايق عدت على حكيم حس فيها ان روحه بتتسحب منه وتأكد فيها ان جمره كانت روحه فعلا مش كلام .


كل اللى كان بيدور فباله فالوقت دا هو انه ازاى يشفى غليله من غازى ..ازاى يقدر ياخد بتار جمره منه وهى حيوان تارها ميتاخدش غير من حيوان زيها يكون عزيز على قلبه ..لكن غازى ولا حداه عزيز ولا حداه قلب من اصله ..


فضل يفكر فكل حاجه عميلها لغازى من يوم مارجعه للسرايا وفالمقابل هو ردهاله ايه ..شاف انه خسر كتير بسببه ولساته عيخسر ..


خسر فلوس بسبب فصول كان يدخله فيها غازى برعونيته وقلة عقله وعرايك مكانتش تتحل غير بمبالغ تقطم الضهر كان يدفعها حكيم من سكات بس عشان يتكفى شر المشاكل ..


كان هيخسر حياته كذا مره بسببه لكن ستر ربنا لحكيم كان واقفله بالمرصاد واحبطله كل مخططاته ..


خسر حبه ..البنيه الوحيده اللى عرَفته ان قلبه عايش وقادر على العشق ..وعرفته ان فيه دنيا تانيه حلوه غير دنية الفصول والتارات والشغل والمرمطه وشيل الهم ..وورت قلبه حلاوة الدنيا ..


واخيرا خسر جمرته اللى رافقته فدروب العشق والشوق وحتى فدروب الصعاب كانت تشيل همه  ..واللى عشقها كان عيمشى كيف الدم فعروقه .


هيستنى يخسر ايه تانى ! هيصبر على غازى ليه وهو ابوه اكيد دلوك حاسس بلوعة قلبه ومسامحه وحله من عهده ووعده ..


ساعات النهار مرت عليه كل ساعه دهر وهو حابس حاله فأوضته ومليهش نفس ينزل لدنيا جمره معادتش موجوده فيها ..


غاليه كل هبابه تطلع تدق الباب وتحدته وتطمن عليه وتطلعله وكل وشرب لكن هو مفيش على لسانه غير جمله وحده :هملينى لحالى ..هملونى لحالى معاوزش حاجه .


عدى النهار وجه عليه الليل ونار قلبه على جمرته مهديتش ولا بردت هبابه ..قام على الشباك وفتحه بالراحه وهو مغمض عنيه وعيتمنى انه اول مايفتحهم يشوف جمرته قباله وجمارته واقفه جارها عتسبحها وتلعب معاهاكيف آخر مره شافهم فيها ...لكن للاسف اول مافتح شاف موطرح جمره فاضى الا من سرجها ووكلها ولجامها ..

رجع غمض عنيه تانى وقفل الشباك بسرعه ورجع قعد على السرير بروح خاويه وحاسس كيف مايكون حاجه غايبه جوا منيه وموطرحها هِو كيف بلد مهجوره ميتسمعش فيها غير صوت صفير الرياح ..


قام اتوضى وصلى وحمد ربه على كل مكروه ودعاه يصبر قلبه ويجبره عشان بجد النوبادى الكسره بالموت اوعر الف مره من كسرة البعاد ..


اتمنى لو ان غازى كان خد جمره منيه وعذبه بالبعد كيف ماخد منيه جماره بس عالاقل كانت هتوبقى عايشه قبال عنيه ونفسها فالدنيا ..لكن للاسف غازى النوبادى اختار حاجه عدت حدود الوجع اشواط ..


تانى يوم الصبح لبس وطلع من السرايا الصبح بدرى من غير مايروح لامه ولا يصبح عليها وعدى الجنينه بسرعه وطلع منيها راح الاسطبل خد عنتر بعد مابص على موطرح جمره لقاه فاضى وذادت قهرته ..مع انه متوكد انها ميته بس مش خابر ليه عنيه ممصدقينش ولساتهم عيدور عليها فكل موطرح كانت عتبقى فيه ..


خد.عنتر وطلع بيه وغصه فقلبه عتكبر وهو مضطر يوجهه على كل موطرح عايزه يمشى فيه عكس جمره اللى كان يسيبلها نفسه وهى اللى تاخده للموطرح اللى عاوز يروحله ..


خد لفته ورجع نزل قدام باب السرايا وادى الفرسه لواحد من الرجاله وراح على بشندى اللى كان واقف ،وعنيه نظره تطالع حكيم ونظره تطالع الارض تحت منيه ووشه مطعون بسواد الخِزى والكسوف من تقصيره فأمانته ...


حكيم قرب منيه ورفع ايده ضربه على دراعه ضربتين وتبعهم بتمسيده وهمسله :الموت معيتحاشش يابشندى ..(ولو كنتم فى بروج مشيده يدرككم الموت) بس هى الاسباب اللى عتكون مش عالبال هى اللى عتقهر ..


ووجع الفراق هو اللى عيكوى ..لكن عيش جمره خلص من على الدنيا وكانت هتموت فالوكت ديه هتموت ..بيد غازى ،بيد غيره، بالسم ..موتتة ربنا ..المهم انها كانت هتموت فنفس الوكت والساعه ..


والايمان بأن أمر الله نافذ هو اللى عيصبر ..صوح الفراق وجعه واعر ..بس حتى الفراق نصيب ..وله معاد ..


بشندى هزله راسه ورفع عنيه عليه :هشيعلك لقمه تاكلها تلاقيك على لحم بطنك من امبارح .


حكيم ابتسمله بتعب :شيع يابشندى  

عشان تاكل معاى انتا كمان شكلك مدوقتش الزاد من امبارح واعى رجليك عيتنفضو من تحت الجلابيه ..معتحملش الجوع ياوكلهم بطنك طويله ..وكمان احسن تطب من طولك وتروح منى انتا كمان  وتبقا طربقَت على راسى من كل جيهه...


بشندى ابتسم ولف شاور لواحد من الرجاله وبعته جاب وكل وفطرو ..ومع ان حكيم كل لقمتين وخلاص لكنه قدر يكسر بيهم حداد بشندى عن الوكل ويخفف عنيه عشان مهيتحملش بشندى تجراله حاجه بسبب عذاب ضمير وندم  لا هيقدم ولا هيأخر ولا هيغير فالوضع شَي


خلص وقام مع بشندى طلو عالارض وسأل على غازى غار فين وبشندى قله فص ملح وداب واتمنى حكيم انه فعلا يكون داب واختفى من حياته كيف فص الملح وميعاودش تانى واصل ..


خلص لفته ودخل السرايا وكان دوره فتطييب خاطر امه ويطمنها عليه والظاهر قدره ونصيبه يفضل طول عمره يلف يداوى جروح الناس مع انه   هو صاحب الجرح الاكبر والاعمق ..


وفعلا طمن امه عليه وقعد جارها وجار غاليه هبابه وطول ماهو قاعد عينه تتلفت وتدور فكل موطرح ولما طال البحث غاليه رحمتهم من التعب لما جاوبته على سؤال مسألهوش بلسانه بس باين فعنيه ..


غاليه :قاعده فالمشتمل حابسه حالها والندم وعذاب الضمير هيكتلوها يانضرى ..مفيش على لسانها من ساعة اللى حوصول غير :

انى السبب ..كله من تحت راسى ..

ياريتنى ماكنت اتشعبطت فيها ..

ياترى حكيم عيقول عليا ايه دلوكيت 


حكيم رفع ايده فرك وشه بتعب وداس على مقدمة عنيه بصوابعه السبابه والابهام وهو عيرد على غاليه :


روحيلها ياغاليه وقوليلها تهون على نفسها ديه قضى ربنا وحكيم معيعترضش على قضى ربنا مهمن كانت اسبابه ...


قوليلها تطلع وتنسى ومتحملش نفسها ذنب فوق طاقة قلبها ..ووكليها ياغاليه ..وديلها وكل واغصبى عليها احسن تقع من طولها من قلة الوكل ..


خلص جملته وسابهم وطلع تحت نظرات امه اللى حاسه بيه وبقلبه الملجوم ومع ذلك داير يخفف الحمول من فوق كتاف الكل .


حكيم طالع ووقف شويه قبال المشتمل واتردد يروحلها ويطيب خاطرها ولا يفوت المهمه لغاليه تقوم بيها ..وقرر انه مش هيقدر يقف قبالها هى بالذات ويمثل القوه عليها كيف ماعيمل مع الكل وانه بمجرد ماهيتطلع لعنيها كل اللى كاتمه هيبان عليه عشان هى الوحيده اللى معيقدرش يتماسك قدامها ...


طلع وباقى اليوم قضاه بره ورجع آخر الليل سأل غاليه عليها قالتله انها لساتها برضك حابسه حالها فالمشتمل ومرضياشى تطلع منيه مع انها كلمتها كتير وبلغتها كلامه لكن مفيش فايده ..بس عتوديلها وكل وشرب وعتغصب عليها تاكلها لقمه ولا لقمتين بالعافيه ..


حكيم هز دماغه لغاليه بتفهم  وسابها وطلع على اوضته قلع عمته وعبايته وفتح الشباك وقف فيه شويه عشان يعتاد على المنظر الجديد اللى مفهوش لا جمره ولا جماره ..وقريب ولا حتى العصافير يمكن تكون موجوده وقفل الشباك وراح على سريره رمى حاله عليه بتعب واتكفى محسش بنفسه نعس ميته من تعب بدنه وروحه وقلبه وعقله ..


يومين كمان عدو على نفس الحال ..حكيم طالع داخل على السرايا ولا مره لمح جماره وكل مايسأل عنيها غاليه تقوله لساها على حالها ..

متحملش اكتر من اكده فراق منيها ولا اتحمل عليها تعاقب حالها اكتر من اكده وقرر انه النهارده بعد مايرجع من مشاويره هيروحلها ويجبرها تطلع من عزلتها ويجبرها تعاود لدنيته وتحلى مرارها بإحساسه بانها حواليه وجار منيه فموطرح واحد، وحتى لو هيضعف قبالها الضعف قصاد النفس مش عيب ..


خلص حكيم مشاويره وراجع على السرايا بقرار ختمه بختم الاصرار انه مش هيدخل السرايا غير وجماره معاه ...


فتح البوابه ودخل ويادوبك خطى خطوتين وشاف جماره جايه عليه تجرى بسرعة الريح وهدومها تفرفر من كتر السرعه ووقفت قباله وفضلت تنهج وتكح وهى بتضحك بصوت عالى وفرحه ...


حكيم بصلها ورفع حاجبه باستغراب وهى كل ماتاجى تبطل ضحك عشان تعرف تتحدت مع حكيم متعرفش تنطوق وترجع تضحك على حالها من تانى ..


حكيم شبح ابتسامه لاح على ملامحه وهو شايف حالتها وفضل باصصلها من غير مايتحدت ومستنيها تنهى استغرابه بأى كلمه لكنها زادت استغرابه اضعاف لما مره وحده مسكت طرف كمه وشدته وابتدت تجرى وجبرته على المشى معاها بسرعه وهو مش فاهم حاجه وهى كل اللى عتعمله انها تضحك وتبصله وتجري ...


وصلو قدام باب المشتمل ووقفت جماره تنهج وحكيم سحب كم جلابيته منها وسألها :ايه عاد الجلع ديه ياجماره ..عتيعملى اكده ليه ..وايه سر الفرحه داى كلها اللى واعيها فعنيكى!! ..


جماره متكلمتش لكنها كملت فتح باب المشتمل اللى كان موارب سنه صغيره عشان يتفتح قدام حكيم ويخليه يشهق من اللى شافه ويتسند على الحيطه بضعف وهو شايف قبال عنيه جمرته عايشه وواقفه على حيلها 


حكيم بص لجماره بذهول وهى شالت ايدها اللى كانت حطاها على خشمها واتكلمت بسعاده ..امفاجأه حلوه صوح ..


حكيم عنيه دمعت وهو عيتقدم لجمره  ويشبرها بعنيه ورفع يده حطها عليها عشان يتوكد انه مش فحلم وان جمرته هى اللى واقفه قباله صوح ..


واتوكد من ديه لماجمره ميلت دماغها على كتفه بضعف وهو خدها فباطه بضحكه ممزوجه بدموع مقدرش يحوشها ..وزادت دموعه وضحكته لما جمره بعدت راسها عنيه مره وحده كنها انتبهت انها زعلانه منيه وكانت ناسيه ..


حكيم راح وراها موطرح ماولت ورجع حضن دماغها وهو عيحب فيها فكل موطرح وكل حبه بشكر لربنا وامتنان واعتذار لجمره انه اتخلى عنيها ..


فضل مسافه هو وجمره مع بعض جمره تبعد عنيه بعتب وهو يقرب منيها بفرحه وندم وجماره بصالهم وعنيها مبطلوش دموع على شكلهم وعمايلهم وكل ثانيه تحمد ربنا على الفرحه اللى شايفاها فعين حكيم بجمرته ..


حكيم فتح عينه اخيرا بعد ماكان مغمضها وحاضن رقبة جمره وساند دماغها على كتفه وعيمسد على شعر رقبتها وهمس لجمره بعد ماانتبه لحاله وبص بعيد يمسح عنيه ..بس بعد ايه بعد ماكنت جماره شبعت شوف وضحك  وهى واعياه عيدارى دمعته منيها ...همسلها بصوت منتهى من المفاجأه :


كيف ياجماره ؟


جماره ابتسمت ورجعت بذاكرتها لورا لايام فاتت وهى عتحكيله وبالذات يوم ماحكيم ادى الامر لبشندى انه يموت جماره وسابها وجرى من قبالها :


بشندى رافع الطبنجه على جمره وغاليه ماسكه جماره عشان بشندى يخلص امر محتوم لكن جماره مستسلمتش وفضلت تصرخ وآخر حاجه اتكلمت بقهر :


والله والله ..والله العظيم ورحمة ابوى وغلاوة حكيم وجمره وغلاوة كل عزيز على قلبي لو طلعت من طبنجتك طلقه ودخلت فجسم جمره لتكون طلقه زيها مبيته فقلبى وانهى حياتى معاها ...اقسم بالله يابشندى لو موتت جمره لهتحفر قبرين واحد ليا وواحد ليها واكون نايمه فحضنها النهارده ..


بشندى كان هيدوس على الذناد وقال انه حديت فوكت زعل وتهديد لكن جماره اللى اتخلصت من يد غاليه وجات رامحه عليه ووقفت قدامه ومسكت يده وحطت فتحت الطبنجه فدماغها وهمست من بين سنانها :


لو هتموتها يوبقى اول طلقه من نايبى انى وبعدها اضرب التانيه فجمره ..


بشندى صرخ فيها :يبتى حرام عليكى مواعياهاش عتتعذب كيف ! ومش هتروق مش هتررررروق ولا تعيش صدقينى .


جماره :خلاص سيبها وعذابها قادر ربنا يخففه عنيها هو احن عليها من طلقت طبنجتك اللى هتريحها بيها ..سيبنى قاعده جارها واداوى فيها لحدت ماتفيض روحها لحالها ..


بشندى بص فعيون جماره وشاف فيهم اصرار حطه قدام خيارين ..يأما يموت جمره واتوكد انها هتموت حالها وراها ...يأما يسيب جمره تتعذب ويعذب قبالها حكيم وفالحالتين حكيم متعذب متعذب ..


بشندى نفخ بغلب ورفع يده للسما وضرب طلقه فالهوا خلت جماره وغاليه صرخو فصوت واحد .


بشندى بعدها اتحدت بقلة حيله :هسيبهالك ياجماره بس بشرط ..حكيم دلوك فاكر ان الطلقه نهت حياة جمره وخليه يفضل فاكر اكده محدش يقوله غير اكده ..وجمره هدخلهالك المشتمل وخليها تتعذب قبال عينك وذنبها وعذابها فرقبتك ولما تموت هطلعها من باب المشتمل الورانى من غير ماحكيم يحس بحاجه ...


جماره هزتله دماغها بفرحه ومسحت دموعها بطرف طرحتها وبشندى بص لغاليه :اوعك ياغاليه حكيم يدرى بالحديت ديه .


جماره ردت عليه بسرعه وهى باصه على غاليه :له مهتقولش ..مهتقولش حاجه واصل مش اكده ياغاليه ؟


غاليه هزت دماغها بتأكيد :متخافوش مهنطقش ولا هجيبله سيره .


بشندى اطمن وبص حواليه وبص على شُباك اوضة حكيم واطمن محدش واعيله وطلع جاب ٣ رجاله معاه وشالو جمره على شومتين كل اتنين مسكو شومه ودخلوها المشتمل وجماره وغاليه ساندين رقبتها ودماغها وجماره بسرعه جابت بطانيه من فوق السرير فرشتها تحتيها عالارض ..


طلع بشندى هو والرجاله من باب المشتمل الورانى بعد ماوصى الرجاله انهم ميجيبوش سيره لحكيم بيه ولو جات سيرة جمره قبالهم يقولو بشندى طخها وماتت ..والرجاله وعدوه هيعملو كيف ماوصاهم وطلعو كلهم ومن ساعتها وجماره قاعده ليل نهار تحت جمره تغليلها فأعشاب وتسقيها وتشربها عسل ..


عدو يومين وجمره على نفس حالها وبدأ اليأس يتسلل لقلب جماره ونامت فآخر ليله تبكى وتدعى ربنا ينزل رحمته على جمره ويعافيها.. وعلى قلبها قبل جمره وقلب حكيم اللى متوكده انه ملجوم على جمره كيف واحد دفن عيل من عياله مش فرسته ..


نامت يومها جار جمره وحطت دماغها قريب من دماغ جمره ومدت ايدها حضنت دماغها وطبعت عليها بوسه بشفقه والم ونامت وصوت شهقتها عينافس صوت خضة جسم جمره ..


وسبحان من نزل رحمته على التنين لما جماره فتحت عينها لما حست شَى تقيل على صدرها وبصت شافت دماغ جمره سانداها على صدرها وعيونها مفتوحه نص فتحه ..


احساسها فالوكت ديه مفيش اى كلام يقدر يوصفه وفرحتها عشان تتحكى عايزه سنين ...


فطت من نومتها وحضنت دماغ جمره وضحكت وكتها من قلبها ضحك مخلوط بدموع الفرح وسابت دماغ جمره بالراحه عشان تعدل قعدتها وتسجد شكر لرب العالمين سجده  طويله مقطعتهاش غير جمره وهى عتسند دماغها على جماره كيف ماتكون عتصحيها من نوم او خافت عليها تكون جرتلها حاجه ..


جماره اتعدلت وخدت دماغ جمره فحضنها وجمره غمضت عنيها بضعف وجماره ريحت دماغها وقامت جابتلها وكل وفول وفضلت تتحايل عليها تاكل وتمدلها الوكل باصرار قدام خشمها وجمره حاولت  لكن كل ماتتلافى حاجه بخشمها تقع منيها تانى ..حتى الفول ودته فخشمها يمين وشمال ونزل من خشمها حى كيف ماهو مقدرتش تمضغه ..


جمره قامت وخدت كمية فول كبيره ولينتها فماعون وحطت عليها ميه سخنه واستنت ساعه كان الفول لان ..جابت مكنة الطعميه وفضلت تهرس فالفول مره واتنين وتلاته لما نعمته خالص ...بعدها جابت القزازه اللى عتسقى بيها الاعشاب لجمره وحطت نصها فول وكملتها ميه ورجتها وسقتها لجمره اللى فضلت تشرب بلهفه كيف عيل صغير جعان ..


فضلت جماره تعيد الكره وتسقيها الفول بالميه لغاية ماجمره شبعت وهزت دماغها برفض لجماره وبعدت خشمها عنيها ...


جماره ركنت القزازه جارها ورجعت بصت لجمره بفرحه وخدت راسها فحجرها وفضلت تمسد علي شعرها بفرحه وكل هبابه ترفع دماغها تشكر ربها وتنزلها تبص لجمره وهى مش مصدقه وحاسه حالها عتحلم ..


فضلت مسافه على الحال ديه وبعدها شافت جمره فتحت عينها زين ورفعت دماغها من حجر جماره بضعف واتلفتت حواليها كيف ماتكون عتسأل حالها انى وين وايه جابنى اهنه وايه اللى حوصول ..


جماره قامت من جارها وحاولت تساعدها تقف لكن جمره مكانتش بالحيل اللى يخليها تقدر تقوم وحتى هى حاولت مع جماره وهى عتحاول تقومها ..ضمت رجليها القدامين وجابتهم تحتها وكل ماتهم عشان تقف متقدرش ..وجماره لما شافتها مقدراشى سابتها مرضيتش تحمل عليها بالتعب ورحمت ضعفها وطلعت على بره ملت اديها سكر نبات ورجعت لجمره مدتهملها وجمره قربت منيهم تاكل بلهفه واللى ساعدها ان السكر عيدوب وعتقدر تبلعه بسهوله ...


فضلت طول النهار مابين توكل جمره وتسقيها اعشاب وجابت ميه سخنه وحتتة قماشه وفضلت تبل فيها وتمسح فجسمها وتنضفها وجابت فرشه وابتدت تسرح شعر رقبة جمره والغره اللى بين عنيها واللى واخده لون احمر مع ابيض مخلياها كيف ماتكون اميره ..وبصتلها وحضنتها وهى عتضحك وشبهتها فعلا بالاميره اللى كلت التفاحه المسمومه وماتت ورجعت للحياه من تانى ...


تانى يوم برضك على ادى الحال وجمره عتحاول تقوم ومقادراشى وجماره تساعد فيها من غير كلل ولا ملل ..


وفجأه دخلت غاليه بالوكل وكانت فاليوم اللى قبله مراحتش لجماره عشان ودتلها وكل كتير الصبح يكفيها طول النهار  واول ماشافت جمره بالحاله داى صنية الوكل وقعت من يدها وكانت هتزغرت بفرحه بس جماره منعتها لما جريت عليها وحطت يدها على خشمها ..


جماره :امانه عليكى متعرفى حد غير لما جمره تقف على رجليها ..وخصوصى حكيم عايزاه لما يشوفها يشوفها وهى واقفه وبعفيتها  كيف مامتعود يشوفها ...وكمانى تعملى فيا جميله لو خليتينى انى اقوله بنفسى واشوف الفرحه فعنيه اللى كساهم الحزن بسببى ..


غاليه هزتلها دماغها بموافقه لولا ماجماره بعدت يدها عن خشمها براحه وغاليه نطقت وهى باصه لجمره بعجب :


صوح يحيي العظام وهى رميم ..سبحانك ياربى ..فلوسك حلال ياجمره والله ..


جماره بصت لجمره بعشق ونطقت :حبها اللى فقلب حكيم هو الحلال ..والحب الحلال كيف القرش الحلال ربنا معيضيعهوش واصل ..


غاليه فضلت باصه لجمره ومتعجبه وقعدت شويه مع جماره تحكى معاها وهما التنين يتوقعو فرحة حكيم هتكون عامله كيف بجمره ويضحكو بفرحه وبعدها غاليه سابت جماره ورجعت للسرايا .. 


وليلتها نمت انى وجمره جار بعض وصحيت عليها وهى عتعافر وصوت ضعيف طلع منيها بصيت لقيتها قامت ووقفت على رجليها قمت بسرعه وسندتها على الحيطه وعليا وانى شايفه رجليها عترجف وعتتطوح وفين لما قدرت تقف بثبات ورعشتها تخف وطرت جبتلها وكل ووقفت قدامها اوكلها وهى قدرت تاكل ووالله ياسى حكيم عينيها لمعت كيف ماتكون فرحانه بحالها انها راقت ..


حكيم بعد وبص لجمره حبها فكل حته فوشها مره تانيه ورجع حضنها من تانى وهو عيضحك بس بملامح باكيه وعنيه على جماره وفيهم كل شكر الدنيا ..


جماره :امانتك اهى ياسى حكيم رجعتهالك .


حكيم :قصدك تقولى روحك اهى ياحكيم رديتهالك ..انتى ردتيلى روحى ياجماره ..اطلبى واتمنى ياجماره وقوليلى اكافئك بأيه على تعبك ووقفتك جار روحى اللى انى اتخليت عنيها اطلبى اغلى حاجه فالدنيا وانى اجيبهالك تحت رجليكى حتى لو مفيش غيرها فكل الدنيا هفضل العمر كله الف الدنيا رحال لغاية مااعاودلك بيها ..


جماره بصتله وهمست بنبره حالمه وصوت مسموع  ونبرة تمنى وهى مضيقه حواجبها :انى معاوزاشى من الدنيا دى كلها حاجه ياسى حكيم ..

وكانت هتكمل وتقوله غيرك انتا بس لَجَمِت لسانها فآخر لحظه وكتمتها جوا قلبها وسكتت ..


شويه عالحال ديه وجماره شافت انها لو سابت حكيم هيفضل طول النهار حاضن جمره وناسى حاله ..


جماره - عقول ياسى حكيم نطلعوها بره تتشمس هبابه الشمس زينه عليها قوى تشد عضمها وتقوى جسمها ..


حكيم همس وهو مغمض عنيه وحاطط دماغ جمره على كتفه وعيمسد على شعرها ...اللى تقوليه يجرالك ياجماره وبعد قولك مفيش قول يتقال ..


وشال دماغ جمره من على كتفه وبالراحه ابتدا يشدها يطلعها وجماره انضمتله وجمره ابتدت تتحرك معاهم خطوه خطوه بعدم اتزان كنها عيل صغير لساه عيتعلم المشى جديد 


لغاية ماطلعت للجنينه اللى حكيم انتبه لأول مره ان شجر التوت اللى فيها كله متكسر مع انه كان يفوت عليها كل يوم لكنه مخدش باله من ديه كله كأنه كان مغيب ..


وطبعا مكانش محتاج يسأل مين اللى عيمل اكده عشان دى عمايل متطلعش غير من واحد واطى لا عاتق نبات ولا حيوان ولا حتى انسان ممآذيهوش .


وقفو جمره فالشمس وغاليه لمحتها ودخلت قالت لامها وطلعتها على باب السرايا بالكرسى تبص عليها لما مصدقتش غاليه لما قالتلها ان جمره عايشه وضحكت بفرحه وهى شايفه جمره واقفه قبالها وحكيم عيتطلعلها بفرحة الدنيا كلها ومحبة جماره وغلاوتها كل مادا تزيد فقلبها وهى سامعه غاليه عتحكيلها اللى حوصول وكل اللى عيملته جماره واتوكدت ان فرحة قلب حكيم معتجيش غير عن طريق جماره وبسببها كيف ماكسرة قلبه ماعتجيش غير عن طريقها وبسببها ..


حكيم ساب جمرته وجمارته وراح على كيس سكر النبات اللى عتعشقه جمره وكبش منيه وجالها وفتح يده قدام خشمها والغريبه ان جمره بعدت وشها عنيه وعن السكر ودى اول مره تعملها وترفض السكر ومن يد حكيم كمان !!..


حكيم بص لجماره باستغراب وهى كمان استغربت وذاد استغرابها لما خدت السكر من يده ومدت هى يدها  بيه وجمره كلته  من يدها علطول وبنفس اللهفه ..


جماره بصت لحكيم وبرقت عنيها وهو ضحك وراح على رقبة جمره حضنها وشدد على الحضن وهمسلها جار ودنها :يحقلك الزعل منى ويحقلك تكرهينى وتنفرى منى ..اكيد شايفانى هملتك ورميتك وكت شدتك ومكنتش جارك فعز عذابك ولا فتحتى عينك لقتينى جمبك وانتى عتنازعى ..حقك على راسى وقلبي ياجمرة القلب والروح والله ..


جماره بضحكه :واااه ..هى تعرف الحديت ديه ولا تفهمه ياسى حكيم !!


حكيم :قولتلك قبل اكده الخيل عيفهم كيف البنى آدم ياجماره وبالذات الخيل الاصيل حداها عزة نفس ماتضاهيهاش عزه ...


طب تعرفى هقولك حاجه ياجماره تثبتلك كلامى ...زمان وكت الحروب كانو ياخدو خيل كتير غنايم حرب ..ومش كل الناس كانت تعرف تفرق بين الخيل العربى الاصيل والخيل العادى ..فكانو يعملو ايه ..


كانو يحطو مجموعة خيل كبيره مع بعض ويجوعوهم يوم كامل  ويدخل عليهم واحد بسوط ..اللى هو كورباج يعنى ..ويفضل يضروب فالخيل كلها لغاية مايوجع كل فرس وفرسه كد التانى وبعدها يسيبهم ويطلع ...يغيب ساعه ويعاود بوكل ويحطهولهم ويفضل واقف ..


كانت فيه خيل تجرى تاكل وخيل تتركن على جمب مترضاش تدوق الوكل واصل ووكتها يعرفو ان هى دى الخيل الاصيله ..


كانت عزة النفس اللى تكشفها شفتى عزة نفس الخيل وزعله عتوصل لحدت فين ياجُماره ..اوعك تقولى على الخيل معتفهمش ..


جماره بصت لجمره اللى عتاكل السكر من يدها وتأكدلها حديت حكيم وهمست :ياسبحان الله 


فضلت توكلها وعينها عليها ومبتسمه ولما رفعت عينها شافت حكيم عيتطلعلها بحب وابتسمت لما همسلها : ايه اللى خلاكى متهمليهاش ياجماره !


جماره :انى عمرى ماهمل حد قلبى اتعلق بيه واصل ياسى حكيم  ..


عمرى ماسيب حبايبى يبعدو عنى ومعافرش واتشعبط فيهم لآخر نفس فيا ولا يغيبو عن عينى لآخر يوم فعمرى ..


حكيم كلام جماره مس قلبه ولو كان يعرف انها عارفه بعشقه ليها كان قال انها عترزله بالكلام ...

هز دماغه ونزل عنيه للارض مرفعهمش غير وهو سامع صوت بشندى عيكبر بعلو صوته ويصلى على النبى وهو جاى عليهم رامح ورافع اديه ولما وصل حداهم بص لحكيم واتكلم بصوت عالى وهو عيضحك من الفرحه :


يااااابوى عاللى بينك وبين ربنا ياواكلهم عشان يرجعلك جمره من باط الموت !!!


حكيم ضربه على كتفه ورد عليه :صلى على النبى فقلبك يابشندى ..

بشندى:الف صلاه عليك يانبى والف نهار نادى والله ..حمداله على سلامتك ياجمره وقرب منيها وحب راسها ووقف يتحدت مع حكيم اللى بص حواليه شاف جماره رمحت على المشتمل دخلت بسرعه ورجعت تانى بسرعه ووقفت جارهم عتنهج ..


بشندى :على مهلك على روحك يابتى خدى نفسك ياواش ياواش ..


جماره ضحكت ومدتله يدها بفلوس بشندى بصلهم وبصلها وبص لحكيم وسألها باستغراب :ايه ديه يابتى 


جماره :داى كل الفلوس اللى حيلتى ندرتها اطلعها لوجه الله لو جماره ربنا عفا عنيها وقومها بالسلامه ..


حكيم :خلى فلوسك ياجماره وانى هطلع لوجه الله فلوس كتير وهدبح لله فرحة شفاها .


جماره :له ياسى حكيم دول ندر والندر يقعد دين عليا لحدت مااموت ..بشندى وحكيم بصو لبعض وسكتو وجماره فهمتهم وكملت 


متخافوش والله الفلوس مامن غازى ..داى فلوسى من نهد ماكنت ابيع جبنه مع امى كنت عامله حصاله عدس فيها ولما وهبت لجمره وهبتلها من حر مالى .. وندرالها ١٠٠ ركعة صلاه شكر لربنا كمان 


حكيم هز دماغه لبشندى وبشندى مد يده وخدهم وعدهم وهو بيضحك :


واااه واااه دا تراها الجبنه عتكسب كتير والله ...من بكره هطلع مع عيشه ابيع جبنه ساعة الصبح واعاودلك ياحكيم انتا سرحتك ممكسباشى ههههههع هع ..


حكيم ضحك على بشندى وحتى جماره ضحكت معاه واليوم كله قضاه فالجنينه مع جمرته وجمارته وحتى الوكل خلى جماره تدخل تتغدى معاهم وهو قعد يتغدى هو وبشندى جار جمره اللى لساتها زعلانه منيه ومراضياش تصالحه ولا تاكل حاجه من يده مهما حاول ..


خلصو وكل وحكيم باصصلها  واتنهد وهو عيتحدت مع بشندى :جمره كرهتنى يابشندى ..


بشندى :له مكرهتكش ديه جلع فِرِسْه ..


حكيم :جلع ايه بس داى معتتطلعش فوشى ..


بشندى :ورحمة سيدى بندق اللى مات مدقوق جلع ..تدفع كد ايه واثبتلك ؟


حكيم :ورقه بعشره بس تصالحها عليا ..بشندى قام وشمر اديه :عشانا عليك يااارب ..وبص لحكيم ومسك فرع شجر كان على الارض مرمى وقله ...انا هضربك بالراحه وانتا اتمرضغ واعمل حالم متأذى ماشى ..


حكيم ابتسم وهز دماغه وبشندى فورا نزل على حكيم بالعصايه وحكيم صرخ فيه وهو عيحوش عن نفسه ..مش قولت  هتضروب بالراحه ياوكلهم عتوضروب من صوح ليه !!


بشندى وهو كاتم ضحكته :عشان جمره تصدق ..هوب اتبعبل فالارض عالنجيل واعمل حالك عتفرفط بسرعه ..


حكيم عيمل اكده وجمره فالاول فضلت بصاله ونفسها يعلى ويهبط ومتحملتش اكتر وهى شايفه حكيم فالارض عيتلوى واتقدمت منيه بضعف ووقفت بين بشندى وبينه ووطت دماغها على صدره بخوف وحمايه وبشندى شاف اكده وضحك وحكيم اول ماعيملت اكده اتعدل وحضن دماغها وزعق بفرحه :


قال ويلومونى عشان عحبك ومسميكى روحى  ..


طب تعالو ياخلق شوفو خوف الروح على صاحبها عتكون عامله كيف عتحميه وتخاف عليه وهى فعز المرض والزعل!!!


بشندى بضحكه :مش عقولك جلع ..والله خيل نسوان معيز قطط كلاب الحريم فكل صنف هى هياها ..


حكيم :غور لَبَعْتِنْى بالعصايه لَبيع !


بشندى :معلهش عبرد نار جمره من تلاك ..وهى متقدمتش غير لما خدتلك كام ضربه شفو غليلها منيك ..وبعدين جمره تستاهل ..


حكيم بصلها :تستاهل يابوى ..

تستاهل ..


وهما عيعملو اللى عيعملوه جماره كانت واقفه على باب السرايا ووعيالهم وعتضحك على ضحكهم وفرحانه على فرحة حكيم ومرضتش تروح حداهم فاتت حكيم يشبع من جمرته زين ....


اما تماضر ففرحتها باللى عيملته جماره مقدرتش تداريها وهى عتتلقاها بأدين مفروده وهى داخله من باب السرايا عليها وجماره راحتلها وحضنتها وتماضر همستلها ..اللى عميلتيه لولدى ديه ميتقدرش بالمال ياجماره ...


جماره ابتسمتلها وبعدت عن حضنها واتحدتت بفرحه  :كنوز الدنيا هى رضاكى عنى والفرحه اللى وعيتها فعين سى حكيم النهارده ياخاله ...

تماضر هزتلها دماغها ورفعت يدها طبطبت على خدها بحب وجماره مسكت يدها وحبتها ..


الفرحه داى فضلت يومين مخيمه على السرايا كلها وحكيم سايب حاله ومحتاله وقاعد قبال جمره ..وجماره جارهم معتفارقهمش والضحكه معتفارقش الوشوش واصل ..


لكن غازى كيف عادته استكتر عليهم الفرحه وظهر عشان ينكد عليهم من تانى ..


دخلت عيشه من بوابة السرايا وصلت على النبى بفرحه وهى واعيه جمره رجعت من جوف الموت ولغاية ماوصلت حداهم تقول يارحمتك الواسعه يارب .


وصلت قبالهم وباركت لحكيم وجماره حضنتها بفرحه وهى عتقولها :

واعيه يمه جمره اللى قولتى معتروقش تانى قامت كيف  ورجعت كيف الورد..


عيشه :سبحانه يابتى خلاف الظنون !!


حكيم بص لعيشه وشافها على لسانها كلام وعتبصله هو شويه وجماره شويه بتردد جلى صوته وقلها :


احمم ..خدى امك وخشى جوا ياجماره باين عليها عايزه تتحدت معاكى لحالكم ..


عيشه ردت عليه بعد تنهيده :له ياولدى الكلام ليك وليها ..انى جايه بمرسال من غازى ليكم انتو التنين ..


الاتنين سمعو اسم غازى ووشوشهم انطعنت بالغضب وبالذات حكيم اللى نفسه علي وعنيه بقت حمره كيف عين الغول ..


وقبل ماعيشه تفتح خشمها بكلمه سكتت وهى واعيه بشندى جاى عليهم من بعيد ..


حكيم :طيب خشو انتو السرايا وانى جاى وراكم ..وشاف بشندى عاوز ايه وهمله جار جمره ودخل السرايا وهو عارف ان فيه مصيبه غازى محملها لعيشه وباعتهاله ..


عيشه اول مادخل حكيم وقعد بصتله واتحدتت :


غازى باعتنى اسألك فكرت واهتديت ولا لسه ..ولو كان ردك له اخدله مرته فيدى وانى ماشيه وقلى قوليله  هياخدها ويسافر بيها بعيد  ...هى ايه العُباره ياولدى وله على ايه ؟!!


حكيم خلاص اتوكد ان دى اللحظه اللى هتحدد مصير حياته وسأل حاله وهو باصص لجماره اللى بصاله بخوف 


ياترى هقدر اتحمل اشوف نهاية جماره على يد غازى كيف ماشفت نهاية جمره ؟ ولا حتى هتحمل انه ياخدها ويمشى بيها فبلاد الله ومعرفش ايه عيجرا فيها وفحالها ؟


والخوف اللى حس بيه عليها خلاه يقرر فلحظه ان كنوز الدنيا فدا عمرها وفدا طلة عنيها ووقف على حيله مره وحده ورد عليها بنبره ثابته :


روحى ياخاله قوليلو مليكش مره حدى حكيم وكل اللى ليك ارض هتاخدها عالمركوب ..حضر عقودك وقابله بكره فديوان الشيخ زايد ..


وبص لامه يشوف نتيجة قراره عليها وقلبه ارتاح لما شافها مبتسمه وهزتله راسها بالقبول وبص لجمارته اللى كانت بصاله بذهول كنها عتسمع حاجه من نسج الخيال ...


وللحكايه بقيه .....


بقلم /ريناد رينووو ❤

لقراءة أو تحميل رواية جمارة بين العشاق والقسوة الفصل العشرون 

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على 

 روايه جماره ابنه بائعه الجبن بقلم ريناد يوسف

لقراءه وتحميل الرواية كامله هنا 👇👇

تحميل وقراءه رواية جماره

للتواصل 👇👇👇😘

يُمكنك الانضمام لقناتنا على التليجرام

    اضغط هنا 

يمكنك الانضمام لجروب علي التلجرام 

او الانضمام علي جروب الفيس بوك 

     اضغط هنا

لكم منى اجمل باقات الزهور 🌺🌼🌹⚘🌷🌺🌹⚘🌷

تعليقات