". لَسْت أَدْرِي كَيْفَ ؟ و لَا أَيْنَ ؟ فَقَط أَشْعَر بِقَلْبِي يَنْبِض سريعاً حِين أَسْمَع صَوْتَك "
عزمت ميادة علي الذهاب الي والدة عمار و لقد كان.
دقت الباب ميادة بيت عمار القناوي و فتحت لها زينب و قالت بسعادة:
ازيك يا ميادة يا حبيبتي ؟!
باحتضانها ميادة بمحبة مزيفة و قالت :
الحمد اللة يا طنط زينب
ثم قالت زينب وقفة ليه اتفضلي
و بالفعل ، دخلت ميادة و جلست علي الاريكة و قالت زينب :
تشربي ايه يا حبيبتي ؟!
قالت ميادة بحزن مصطنع :
ولا حاجة يا طنط
سألتها زينب بتعجب :
هتكدبي عليا ، انا زي ماما يا حبيبتي احكيلي ايه الي مضايقك ؟!
بدأت ميادة بالبكاء التماسيح:
ابنك يا طنط ، ابنك بحبه اوي بحبه اكتر من روحي و كياني رفضت عرسان كتير عشانوا و هو لا حس بيا لدرجة اني حاولت انتحر بس ماما لحقتني
شهقت زينب و قالت :
يا ندامة ، ليه كل ده عشان عمار هو يستاهل كل ده ؟ انا اتأكدت ان انتي الي تستهلي ابني يا ضنايا و مش هسيب عمار الا لما يجوزك و ابني مش بيردلي كلمة.
مسحت ميادة دموعها بكف يديها و قالت بالهفة :
بجد يا ماما زينب ؟!
قالت زينب بحب :
ماما طلعة منك زي العسل ، طبعا بجد يا مرات ابني المستقبلية.
وقفت ميادة تقبلها بفرحة و لهفة و اخذوا يتحاكوا عن كل شئ و ميادة تتسأل عن كل شئ يخص عمار حتي حفظت عما ظهر عن قلب.
ثم قبلت والدة عمار و خرجت من المنزل وجدت عمار امامها و اصابها الزهول ، حب و العشق.
اقتربت منه حتي تلمس يديه و لكنه ابتعد عنها علي الفور و قال بتعجب :
ميادة ، بتعملي ايه عندنا في البيت غريبة يعني ؟!
لم تجبه فسألها عمار :
ميادة سمعني ؟!
قالت ميادة بلا وعي :
عمار انا بحبك
اجابها عمار بغضب :
انتي بتقولي ايه ، بتحبيني ؟!
قالت ميادة بعشق :
ايوا ايوا بحبك يا عمار ، بحبك من ساعة ما قلبي عرف الحب مدقش الا ليك يا عمار ، عمار القناوي و بس
قال عمار :
بصي يا ميادة عشان مينفعش الوقفة الي احنا وقفنها ديه ، انا اسف في الي هقوله انا للاسف عمري ما حبيتك مش بحبك انا اسف تاني انتي الف واحد يتمناكي بس انا بعتبرك زي اختي راضية و في يوم هتشكرني اني رفضت الحب ده عشان اكيد بعد فترة هتلاقي الي يبحبك و يحطك تاج علي راسه انما انا لا ، بعدين مينفقش اقف اكلم معاكي كدة انا مش هضرب صاحبي في ضهره عن اذنك يا ميادة .
ثم ذهب و تركها و هي تبكي حسرة و إلم علي كل حرف قاله عمار لها .
هل هي بها شئ؟! هل!! هل عمار يحب امرأة اخري؟ لا و الف لا لن يحدث مهما طال الوقت عمار لها .
نزلت ميادة و هي في حالة انهيار كان يتبعها هذا الشخص منذ دخولها منزل ال قناوي احس انه يريد ان يأخذها و يلقنها درس هو يعلم حبها لعمار و لكن هو علي يقين ان عمار لا يحبها و هذا الشخص هو "صالح العابدين "
و هي تتجه نحو السيارة قال صالح :
انسة ميادة !
التفت و تأففت فهي تكره صالح العابدين بشدة و تخاف من ملامحه القاسية قالت بضجر :
خير يا سي صالح في حاجة ؟!
قال صالح ببرود عكس ما بدخله :
خير يا انسة ميادة ، بتزوري حد من عيلة الحج قناوي الكبير و لا حاجة ؟!
قالت ميادة بغضب :
و انت مالك !!
في هذة اللحظة تحول صالح ملامحه الي ملامح قاسية و دب الرعب في قلب ميادة و قال :
لا مالي و نص يا بنت الحلال ، عمار مش بيحبك ولا هيحبك ولا شاغل دماغه بيكي اصلا و شكله سمعلك كلمتين يمكن البعيدة تحس ! اسمعي يا ميادة انتي بتاعتي انا ، ملك صالح العابدين من و انتي عيلة و مفيش جواز الا مني انا و لما يتم المراد ساعتها هربيكي علي طرقتك و علي لبسك ده و هعلمك الادب و انتي هتحبي صالح و هتدوبي فيه هتعشقيني ، اللهم بالغت اللهم فشهد يا بنت ابو الفتوح .
ثم تركها و غادر و هي ترجلت سيارتها و غادرت هاربة من هذا الوحش الكاسر
دخل عمار المنزل بعد محادثته مع ميادة و كان في قمة غضبه توجه الي حمام و غسل يديه و توجه الي غرفة مائدة الطعام.
جلس الجميع علي الطاولة و هم عمار لتناول الطعام قاطعته والدته :
اسكن يا عمار مش ميادة كانت هنا و ...
قاطعها عمار و قال بين اسنانه :
عارف يا امي شوفتها قبل ما ادخل البيت .
قالت زينب بسعادة :
البنت بتحبك يا عمار ، ريداك يابني ما تتجوزها خد الي بتحبك تعيش متهني.
قال عمار بنفذ صبر :
يا امي انا مش بحبها مش عايز هو الجواز بالعافية ؟! ارجوكي كفايكي ضعط اطلع اعيش في الشقة بتاعتي الفوق عشان اخلصك مني !!
قال سيد بغضب :
انت ازاي تكلم امك كدة ؟ و فيها ايه انا عايزة احفاد عايز عزوة و امك كمان .
قالت زينب بشجن :
طب يابني ، انت بتحب واحدة تانية ؟! لو بتحب واحدة تانية هجوزهالك .
قال عمار و لقد طفح الكيل :
انا لا بحب و لا حاجة و مش عايز اتجوز.
ثم وقف عمار من علي مقعده و خرج من المنزل.
انزعجت زينب من عمار و غضب سيد بشدة من طريقة حديث عمار و غضبه الغير مبرر
في الحارة ساقية :
كانت حورية عائدة من الدرس احست ان هناك شخص يلاحقها نظرت الي خلف وجدته هاشم ، اردت ان تسرع و تهرب منه و لكن وقف امامها و امسك يديها و قال بغضب :
حورية ، بتهربي مني ليه يا حورية ؟!
بتخافي مني ليه ! انا لا يمكن أذيكي.
قالت حورية بغضب :
ابعد عني يا هاشم بدل و اللة ما يحصلك طيب.
قال هاشم بعشق :
حورية ، انا بحبك يا حورية بعشق التراب الي بتمشي عليه و مش هتبقي لحد غيري مش هتلاقي حد يحب قدي.
قال حورية بغضب :
سيب ايدي يا نسونجي !
امسك هاشم يد حورية بقوة و قال بتملك :
مش هاسبها!!! انت كنت بعمل كدة عشان احاول انساكي و بسبب فرق السن لكن معرفتش ، انتي جوة القلب و جوة العين و مربعة علي عرش قلبي يا حورية
انتي اجمل من حورية بحر ، عنيكي و كل مافيكي بتخليني احس اني في الجنة بحبك و مش هسيبك لحد غيري.
بدأت حورية صوتها يرتبك و تقول :
لو مسبتنيش هقول لبابا و هيبقي يومك اسود .
ثم امسكها بقوة لكي تسير معه الي السيارة و لكي يأخذها الي مكان ليتحدث معها بهدؤء .
هنا قد عادت حور بسيارتها و ما ان رأت هاشم يجبر حورية شقيقتها للدخول الي سيارته ترجلت من السيارة و ركضت بسرعة و انقضت عليه كي تنقذ شقيقتها .
وصلت الي حوريه و انتزعتها من هاشم بصعوبة و قالت بصوت عالي :
انت بتعمل ايه يا حيوان انت ، ايه انتم عيلة مفيش فيكم ريحة الدم ؟!
ثم صفعت حور هاشم و بدأت تصرخ في اهل الحارة :
و انتم يا رجالة الحارة ؟! شايفنها و هو بياخدها بالعافية و مفيش دكر ادخل ده انتم عالم ما يعلم بيها الا ربنا ولا عشان هما من ال قناوي !!
ثم نظرت الي هاشم الذي كان ينظر الي حور بغضب و قالت :
انت عايز ايه من اختي يا هاشم يا بن قناوي ، ده انت هيطلع عينك و عين ست امك الفاضلة عاديلة و ابوك الحج عادل الي معرفش يربي و يطلعك راجل يا اخي اتكسف علي دمك ده انت عندك اخت مفيش نخوة ، هي دايرة في العيلة ولا ايه ما كفاية و تسبونا في حالنا مش كفاية الي حصل زمان ولا ايه ؟!!!

في منزل سيد القناوي :
بعد ان خرج عمار من المنزل سمع صوت صراخ حور انقبض قلبه و ركض لكي يري ما حدث وجد اهل الحارة متجمعين و تمسك يد اختها الصغري حورية و تلقي هاشم و قالت كلام جارح علي هاشم و عائلة ال قناوي بأكمالها تدخل عمار و قال بغضب :
هو في ايه بظبط، عمالة تغلطي في العيلة ليه ؟!
قالت حور بغضب :
اهلا عمار باشا قناوي ، اتفرج علي ابن عمك بيطارد اختي و كمان عايز ياخدها بالعافية في عربيته المفروض اسقفله و لا اسبيبه الا ما حد اتحرك و لولا اني جيت كان زمان خاطفها ولا حاجة ده انتم عيلة مشاكل .
انصدم عمار و نظر لهاشم بغضب :
انت ايه يا اخي ، مفيش نخوة ، عايز تاخد البت بالعافية و تجيب الكلام لنفسك و العيلة و منعرفش نرد عليها و احنا بنتهان بسببك و مش عارف افتح بوقي ارد عليها.
قال هاشم بغضب :
اطلع منها انت يا عمار ، انت مالك انت ميخصكش !
قال عمار و هو يشمر ساعديه قميصه بينما هاشم ابتلع ريقه بعصعوبة و قال عمار :
تمام يا هاشم ، تعالي بقي اقولك انا مالي و اعلمك الرجولة يا ابن عادل .
اخذ عمار يضرب هاشم بقوة و هاشم لم يستطيع ملاحقة عمار حتي وقع هاشم علي الارض .

في منزل ال الرشيدي:
سمعت شيريهان صوت ضجة خرجت الي الشرفة و شاهدت ما حدث كان وقتها يأخذ حسان حمام دافئ ، ركضت شيريهان و قالت بزعر :
الحق يا حسان بناتك ، في خناقة و عمار مسك هاشم و ضربه و حور عمالة تصرخ و تزعق .
قال حسان بزعر :
ايه ؟! انا نازل حالا !!
ارتدي حسان ملابسه بسرعة رهيبة و خرج بسرعة رهيبة خارج المنزل حتي وصل الي حور و حورية .
قال حسان بغضب :
ايه ايه الي حصل ، الخناقة علي ايه ؟!
قال حورية و هي تبكي :
هاشم يا بابي ، هاشم علي طول بيطردني و انا بهرب منه بيجلي عند السنتر و ساعات بيتخانق مع اي حد بيكلمني و انهاردة وقفني بالعافية و كان عايزني اركب معاه العربية .
قال حسان بغضب :
و انتي ازاي متقوليش ؟!
قالت حورية :
قولت هيبطل ، لحد الي حصل انهاردة.
قال حسان بغضب جحيمي :
هي حصلت؟!!
ثم نظر الي اهل الحارة و قال بسخرية :
و انتم كنتم فين يا اهل حارتي سيبين كلب زي ده يعمل في بنتي كده و لا عشان هو هاشم قناوي خفته و سكته ، هي ديه الرجولة ؟!!
قالت حورية لوالدها :
بس يا بابي ابيه عمار ضربه ، هو الي جبلي حقي و مسكتش هو كويس و مش وحش زي باقي العيلة.
قالت حور بسخرية موجها حديثها الي عمار :
بيعمل فيها دور البطل !!
قال عمار و قد طفح الكيل من سخرية حور :
بعد أذتك يا استاذ حسان ، هي عمالة تغلط فيا و في العيلة و انا ساكت و جبتلك حق بنتك من ابن عمي و هي بتغلط برده مينفعش تقل كده مننا .
قال حسان بغضب :
اسكتي بقي يا حور !
ثم نظر حسان الي هاشم نظرة تنم عن الشر و الغضب و ان ما سبحدث فيما بعد لن يمر مر الكرام و قال:
في شهود و كل حاجة كانت علي عينك يا تاجر ، و رحمة امي و ابويا للاعلمك الادب و جديد يا هاشم يا ابن عادل و ولا بلاش وارث نفس الطبع و بيجري في دمك قلة الاصل و الخبث.