"قلوبٌ مُبعثرة"
وتظنَُ أنك قد استكنت على كَتِفِ رفيق حياتكُ، المُنقذ الوحيد لك، ولم تكنُ تدري أنه هو من ألقى عليك بسهامه عمدًا ولمتكَنُ محالة منه للقضاء على الحيوان المفترس الذي يهُاجمك؛ بل كان هو من يهاجمك مُنذُ البداية،
ولكن في نهاية المطاف هناك أمل، هناك متسع من الحياة.
كنت أحلم بالسعادة عبر زواجي من الرجل الذي أحببته منزلاً، كنت أنا وزوجي "مالك" في بيت سعيد جدًا، في يوم من
الأيام حُلمتُ أنني أصنع هدية لزوجي وكنت أفكر كيف أعرضها عليه، ولكن قطع حُلمي جرس المنبه، فاستيقظُتُ ولكني لم أجد مالك بجواري، فكنت أفكر أين ذهب يا ترى، فكرت بأن أتصل عليه ولكن هاتفه كان مغلق، وبعد لحظات وردتني مكالمة منه فأجبت مسرعةً..
نور : ألووو
مصطفى : حضرتك زوجة الأستاذ مالك ؟
نور : أيوا أنا، مين معايا ؟!
مصطفى : أنا الضابط مصطفى من المباحث، زوج حضرتك عمل حادث سير
نور : أي اللي أنت بتقوله دا! أنا جايه حالاً
"بعد مرور بعض الوقت"
رواية قلوب مبعثرة كامله بقلم إيمان طه
كنت أقترب من جثة زوجي وأنا أتمالك نفسي لم أصدق ما حدث، فعندما رفعت الغطاء عن رأسه حدثت المفاجأة، إنه مالك!!!
تغلب عليَّ الصمت وإنهارات دموعي، ولكني وجدته مُمسكاً بيد واحدة تدُعى "فاطمة" وكان بجوارها زوجها "محمد" يبكي عليها هو الآخر، توقف عقلي عن التفكير، فما رأته عيني لا يمُكن تصديقُ ه
نور: لِما هو مُمسك بيدها هكذا! ولِما هي توجد معه؟
مصطفى: وجدناهم معاً في السيارة وقت وقوع الحادث، كان يمسك كل منهما بيد الآخر، وتم إكتشاف أنها حامل والتحاليلأثبتت أنه والد الجنين، ولكنه توفى هو الآخر نتيجة الحادث.
نور: أي اللي أنت بتقوله دا! حبيبي "مالك" مستحيل يعمل كدا.
مصطفى: يا مدام هو دا اللي حصل ودي التحاليل.
جاءني أبي"مازن" عندما عَلِمَ بما حدث معي، وجاء يحُدثني والشماتة تملؤه لأنه كان يرفض زواجي بمالك منذ البداية.
نور: بابا
مازن حبيبتي أهدي
نور: مش مصدقة يا بابا، مالك بيحبني مستحيل يخوني، قولهم إن كل دا كدب.
"ندخلُ أخيرًا بين مخالبِ الإنتباه، فَنُدركُ قبلَ أن ينتهي كلّ شيء، أنَّ كلّ شيءٍ قد انتهَى".
قطع حديثنُا والدة مالك وأخته "مها"، وكانا يبكيان بشدة
فاطمة: إنتي السبب فى موته، إنتي اللي بعدتيه عننا
نور: ماما لو سمحتي، هو زوجي إزاي اعمل كدا
فاطمة: مهما كانت علاقتك مع إبني، فهى انتهت، علشان كدا روحي مع أبوكي لمدينتك
مها: يلا يا ماما خلينا نمشي
فاطمة: .......
رواية قلوب مبعثرة كامله بقلم إيمان طه
الآن انهار عالمي وحبي أيضًا، لم يعد لي سوى أمي"خديجة"، ووالدي "مازن" واللذان تعددت محاولاتهم لمواساتي
مازن: نور إنتي لازم تتقبلي الواقع
نور: مستحيل!
مازن: مش قولتلك بلاش تتجوزيه، إنتي اللي فضلتيه علينا، أهو خانك
خديجة: مش وقته يا مازن، خلينا نروح البيت
مازن: تعالي يا بنتي
صعدت إلى السيارة وكنت غارقة في أفكاري وكانت ذكريات مالك تزُاحم عقلي وقلبي، وعند وصولي للبيت ذهبت إلىغرفتي، ولم أنتبه لحديث أمي لي
خديجة: نور افتحي الباب
ماز: خديجة سبيها لوحدها دلوقتي
خديجة: أنا خايفة أوي عليها
مازن: متخافيش هتكون كويسة
خديجة: يارب
دخلت إلى غرفتي، كنت أسير فيها كأنني تائهة، ثم جلست على سريري ومعي ألبوم مالك، كنُتُ كلما أرى صورة لناأتذكر كل موقف ومناسبة خاصة بها ،
"في كلِّ ركنٍ قد تركتُ حكايةً وزرعتنُي عمدًا بكلِّ مكان"، خذلتني يا مالك، فلِِ ِمَ فعلت ذلك، فكرة العيش بدونك يصعبعلي تحملها سآتي إليك؛ لم أتردد لحظة وجرحت يدي ونزفت حتى شقطت مغشياً عليّ..
" بعد بضعة دقائق"
خديجة: مازن أنا قلقانة أوي على نور، هروح أشوفها، دي من غير أكل كل دا
مازن: ماشي
خديجة: نور، يا بنتي ردي عليا، نور ! ؟
مازن : في أي، صوتك عالي ليه؟
خديجة: نور مش راضية ترد ولا تفتح
مازن: نور افتحي، طمنيني عليكي
خديجة: اكسر الباب خايفة تكون عملت فى نفسها حاجة
مازن: تمام أهدي
عندما دخل والدي الغرفة وجدني مُلقاة على الأرض، غارقة في دمي
خديجة: نور ردي عليا، مازن أتصل بالإسعاف بسرعة
مازن: حالاً
جاءت الإسعاف وعندما وصلت إلى المستشفى، سيطر الطبيب على الجرح وأوقف النزيف، وكنت لا أطيق وجودي بها
نور: ماما
خديجة: نعم يا حبيبتي
نور: خرجوني من هنا
خديجة: حاضر أبوكي يخلص الإجراءات وشوية ونخرج
أتم والدي إجراءات الخروج، وذهبنا للبيت، ولكني نمت نومًا عميقاً نتيجة لعلاجي الذي وصفه الطبيب
كنت أنام وأصحو وكان الوقت يمر ببطء رهيب .
مرت الأيام والليالي، وعشتُ بجوار عائلتي، وحظيت بالكثير من الإهتمام، بدأت بالتحسن تدريجياً، ولكن كان يسيطر عليا الإحساس بالملل، وكنت أبحث عن أي شيء لفعله، قرأت فى مجلة إعلان عن وظيفة فى شركة، فهذا أجمل ما سمعتهاليوم، فقررُتُ أن ألتحق بتلك الوظيفة، وتوجهت لإخبار والدي..
نور: بابا أنت فين؟
مازن: تعالي يا حبيبتى، أنا هنا أهو
نور: أنا .... ، أنا كنت عاوزه اقولك على حاجة
مازن قولي سامعك
نور: بصراحة خايفة ترفض
مازن: فى أي؟ قلقتيني
نور: بصراحة لقيت إعلان لوظيفة وعاوزه أشتغل
مازن: وأي المشكلة
نور: يعني موافق!
مازن: أه يا حبيبتي موافق، كنت عاوز أعرض عليكي أصلاً موضوع الشغل دا
نور: أنا لقيت شغل بس في نفس المدينة
مازن: يعني أي في نفس المدينة ؟!
نور : فى نفس مدينة "مالك"
ظهرت معالم الغضب على وجه والدي، ودار بيننا جدال طويل في محاولة لإقناعه، فإنه لا يطيق تلك المدينة أو مجرد ذكر إسمها، وأخيرًا وافق أن أسافر
نور: بابا أنا بحبك أوي، وأنا بوعدك أن اللي فات صفحة وإتقفلت
مازن: ربنا يوفقك يا حبيبتي، أنا واثق فيكي
ذهبت إلى غرفتي وكانت تغمرني السعادة، وبدأت في تجهيز حقيبة السفر
"في صباح اليوم التالي"
نور: صباح الخير
مازن: صباح النور
نور: اومال ماما فين؟
مازن: في المطبخ بتجهز الفطار
نور: ست الكل اللي هتوحشني كتير
خديجة: خدي بالك من نفسك
نور: حاضر يا ماما، ساعة ما أوصل هكلمك وأطمنك
مازن: توصلي بالسلامة يارب، سلام
نور: سلام
"بين ثنايا قسوة هذه الأيام، تدرك معنى انٔ يغمرَكَ اللطفُ، ويحيطَكَ الأُنسُ، هذه الحياة لن تقف لتراعي حزنك إما أن تقف أنت و تكملها رغم إنكسارك، أو أنك ستبقى طريح للأبد"
وصلت إلى المطار والخوف يملأني لأني أخاف من المرتفعات كثيرًا، استقبلتني المضيفة "هدير"
هدير: أهلاً بيكي، رقم مقعدك هو 23
نور: شكرًا
كان مقعدي بجانب شباك الطائرة، وكانا يجلس بجانبي شخصين، فوضعت حقيبتي وجلست، كانت الطائرة على وشكالإقلاع وراودتني بعض الذكريات، فكل شيء يزول وتبقى لنا الذكريات، تذكرت حين سافرت مع مالك إلى فرنساوأمسكت بيديه عند الإقلاع، وهذا ما حدث بالفعل فأمسكت بيد الشخص الذي بجانبي وأنا أغمض عيناي دون أن انتبه لذلك، كان هذا الشخص مغطى الرأس
ولكن حدث ما لم يكن على البال، فالصدفة تسير أحياناً بتوقيت القلوب، إنه "محمد" زوج "فاطمة" فهل تتذكرونها، نعم تلك التى ذكرتها مسب قًا، لا أريد التذكر
محمد: إنتي!!
نور: .........
محمد: إيدي بعد إذنك
نور: ااا أنا آسفة
رفعت يدي مسرعةً، كنت أود تغيير مكاني، ولكن يصعب علىّ فعل ذلك خصوصًا بعد إقلاع الطائرة، فكنت أتسائل كيف لي أن أتحمله كل هذه المدة؟ فعجبت مما حدث كيف لنا بهذه الصدفة الغريبة، ولكن محمد فعل ذلك
محمد: لو سمحتي
هدير: اتفضل يا فندم
محمد: أنا عاوز أغير مكاني
هدير: أسفه يا فندم، بس الرحلة مليانة ومفيش مقعد فاضي
محمد: من ساعة ما قعدنا وهى عمالة تمسك أيدي
هدير: هحاول أشوف مقعد فاضي
وحدث اضطراب فجُائي فى حركة الطائرة، قطع حديث المضيفة فتماسك محمد والركاب وجلس مكانه، واستقرت الطائرة بعد بضعة دقائ ق
نور: أي الوقاحة دي
محمد إنتي اللي قليلة أدب، إنتي اللي زوجك خانك كل الفترة دي وإنتي ولا حاسة بحاجة
نور: .......
محمد: اوعي تمسكي إيدي مرة تانية
نور: ملكش دعوه بيا، أنا مسافرة لشغلي وبس
لم أعُير لحديثه إهتمامًا، وركزت على وِجْهَتي، ومضت ساعات الرحلة حتى الهبوط، وانطلق كل منا في طريقه المنشو د
ركبت تاكسي من المطار حتى وصولي لسكني بالقرب من الشركة، دخلت ورتبت حقيبتي وأغراضي، ولكن كان علىّ أنأخُبر عائلتي بوصولي، فاتصلت عليهم فى المنزل..
نور: ألووو
خديجة: ألووو يا نور، طمنيني عليكي يا حبيبت ي
نور: الحمدلله، أنا وصلت أهو وكويسة
خديجة: خلي بالك من نفسك
نور: حاضر، أومال فين بابا؟
خديجة: كان برا البيت، لسه جاي أهو
نور: ادهولي أكلمه
مازن: ألووو
نور: أيوا يا بابا
مازن: رحلتك كانت عامله أي
شردت لبضع ثوانٍ، تذكرت ما حدث معي
مازن: نور ؟!
نور: معاك يا بابا
مازن: في أي مالك؟
نور: الرحلة كانت جميلة جًدًا
مازن: متأكده
نور: أه
مازن: لو إحتاجتي حاجة كلميني علطول
نور: أكيد يا أحلى بابا فى الدنيا
مازن: ربنا يخليكي ليا
نور: وأنت كمان يارب
مازن: يلا يا بنتي تصبحي على خير
نور: وأنت من أهله
مازن: سلام
نور: سلام
والآن طمأنت عائلتي على وصولي بخير، ولكنني جائعة للغاية، قمُت بإعداد بعض الطعام حتى حل المساء، واستعددتللنوم، وكالعادة لم أستطع النوم رغم تعبي، فأمسكت بقلمي وبدأت أكتب
"أشَدُّ ما يكونُ على النفسِ أن تفقِد من أحببت، وينقطعُ خبرُه ويذهب أثرُه
وأنا أخُبِرُك أنِّي مُذ فارقتُ لم أسلَم من أشواقي إليك، وحزَني عليك، والندم على أسباب بقائي معك، وغصَُّة الآمال، كيفوالحسرةُ قائمةٌ والوفاءُ زاجِرٌ ..!"
غفلت فى نومي وأخيرًا، أهو النوم الذي نعرفه حين ينغلق القلب حزناً فلا يجد من يرحمه فنبكي حتى ننام، وننام حتى لا نبكي!!
وقد رأيتُ من أحببتُ في المنام على ما كُناَّ عليه من ذاك التصافي وعقد الأماني وواثِق العهد، فانتبهتُ من نومتي لأجِدَقُروحًا عادت إلى سيرتها الأولى، فآهٍ من توجُّدي وتوحُّدي
حاولت النوم قدر المستطاع حتى أشرقت الشمس، وها هو يوم جديد، تنبعث فيه روح الأمل، ودعوت الله بعدم مقابلة ذلكالشخص ثانيةً
فقمُت بإعداد فطوري الصباحي وإرتديتُ ملابسي، وحان وقت خروجي من المنزل، خرجت ذاهبةً للشركة، وها أناوصلت على الموعد تمامًا، كنت أنا وفتاة أخرى تدُعى "أروى" تجُرى لنا مقابلة، حان الآن دوري لإجراء المقابلة، ولكنحدث مالم أريد أن أراه، فحين دخولي للمكتب لم أجد سوى ذلك الشخص ثانية، إلا أن سرت نحوه وجلست
"ما يحدث مرة يمكن ألا يحدث ثانيةً أبدًا، لكن ما يحدث مرتين يحدث بالتأكيد مرة ثالثة "
كان يسألني بعض الأسئلة، ولكن صوتي رفض أن يخرج وشلُ تفكيري، ومنذ هذه اللحظة قررت إكمال ما بدأت، وبدأيتضح لي كم هو مليء بالمشاعر السلبية نحوي وآثار الانتقام، انتهت أسئلته وَوُضعت تحت الانتظار
من خلال فهمي، توقعت قبولي للوظيفة، كوسيلة لتحقيق ما يدور بتفكيره، ألا وهو مضايقتي، عُدت إلى منزلي مرة أخرىوانتظرت ما سيحدث
" فى صباح اليوم التالي"
إذا بالسكرتيرة تتصل بي، تخبرني أنه تم قبولي للوظيفة؛
بدأت أحفز نفسي، واستعد للعمل وبِدء حياتي العملية مع مواجهتي لكل صعب سوف أمر به
قررت الخروج لإحضار بعض الاحتياجات، وكنت أفكر فى شراء بعض التحف والزهور للمنزل، سرت أتجول بالقرب من المنزل أبحث ما أقصده، وها هو متجر للزهور وقعت عيني على نوع ما، وذهبت متجهة إليها، أكاد أن أمسك بها،وإذا بي أجد يًدًا أخرى تمسك بها، لا أصدق أنه "محمد "
"طالت النظرات بيننا بضعة ثوانٍ "
نور: أنت تاني!!
محمد: عارف إننا مسكنا باقة الزهور فى وقت واحد بس انا اللي لازم أخذها
نور: أنا اللي مسكتها الأول
محمد: لا باقه الزهور دي بتاعتي، ومحدش هياخدها غيري، فين الحسابات ؟ لو سمحت باقه الزهور دي بكام
محسن: الحساب 100 جنيه
محمد: اتفضل حسابك
نور: على فكرة أنت إنسان قليل الذوق
محمد: ميفرقليش
ما حدث بشع جدًا، ولكني لم أزُعج نفسي سأتجاوز هذا الشيء، إنها ما هي إلا باقة زهور ويمُكن شراء الأفضل منها
لفت انتباهي محل بجانبه، فتوجهت إليه واشتريت جرامافون كان لي بمثابة تحفة كلاسيكية في غاية الجمال
نور: أخترت اشتري ده، بكام بعد إذنك؟
مجدي: اختيارك جميل جًدًا يا فندم
نور: ميرسي، ده من ذوقك
مجدي: اتفضلي الحساب 50 جنيه
نور: اتفضل، شكرًا
مجدي: شرفتينا
أحضرت بعد المشتريات المنزلية الأخرى، وها أنا متجهة نحو المنزل، وأخيرًا وصلت وكنت مُتعبة للغاية
حبيت أعرفكوا على طبيعة شغلي الجديد، بيبدأ فى تمام
الساعة الثامنة صباحًا، وينتهي قُرب المساء، وكان يختص بتصميم حفلات سواء كانت أعياد ميلاد أم حفلات زواجوتتويج وغير ه
ففى الصباح
ومنذ اليوم الأول تم تكليفي للقيام بتصميم حفلة عيد ميلاد وأشُرف عليها، كنا فريق أنا وزميلتي "أروى" فذهبنا إلى الموقع لنر ى
نور: جهزت كل الملاحظات علشان حفلة عيد الميلاد
أروى: متأكدة أنك هتقدري تخلصي فى الوقت القصير دا؟
نور: إن شاء الله نخلص على الوقت المحدد
أروى: ...........
نور: حاسة إن جاتني فرصة علشان أثبت نفسي
أروى: بس كأنك مبالغة شوية في الترتيبات!
نور: لا ليه بتقولي كدا؟
أروى: إنتي عاوزه تثبتي نفسك من أول حفلة!
نور: عارفه أن الوقت محدود، بس هحاول
أروى: إنتي مش عارفه أستاذ محمد، مش بيحب التأخير ودايمًا متعصب
نور: عارفه بس أنا وأنتي نقدر نخلص سوا، ولا أي؟!
أروى: ........، اها تمام
مازلنا فى الموقع، كنت أشرح لأروى التفاصيل وأنا سعيدة وأفعل ما بوسعي لجعل تلك الحفلة تتحدث عني، وإذا بأستاذمحمد متجه نحونا
محمد: أهلاً أروى، عاملة إيه؟
أروى: الحمدلله بخير، وحضرتك!
محمد: كويس، سيبينا شوية لو سمحتي
أروى: حاضر
محمد : باين عليكي مبسوطة انهاردة، بتخططي تتجوزي جديد ولا إي ه
نور: .........
محمد: جاوبيني
نور: حابب تعرف ليه أنا مبسوطة ؟
محمد: أممم
نور: لأني قررت أن مهما حصل أنا مش هتضايق من تصرفات غيري، أنت بتيجي وتقول اللي أنت عاوزه وأنا الليبضايق، فملقتش فايدة من عصبيتي
محمد: .........
نور: عن إذنك
كنت أراقب أستاذ محمد عن قُرب، إلا أن وجدته يحُدث نفسه قائلاً
محمد: كلامها صح، يعني أنا بعاقب نفسي على حساب أفعال غيري، أنا معملتش حاجة غلط وبعاقب نفسي على خيانة فاطمة ليا، يا أستاذ محمد من انهاردة مفيش عصبية ومش هتفكر فى فاطمة وخيانتها نهائي.
ومن ثمَّ غادر الموقع، ولكني سعدت لما وقع عليه من تغيير، الآن هو أصبح أفضل، ولكني لاحظت على وجه أروىملامح الحيرة فسألتها
نور : مالك كدا، فى أي؟
أروى : أنا حاسة إن فى معجزة حصلت قدامي، شوفت أستاذ محمد وهو خارج ومش متعصب ومضايق زي عادته
نور : وأنتي مركزة معاه أوي كدا ليه؟
أروى : ليه لاء
نور: مش فاهمة ؟!
أروى: شاب زي دا ميتعوضتش، حلو وعنده شركة وغني، أي بنت تتمناه
نور: دا تفكيرك!!!
أروى: ركزي إنتي بس فى الترتيبات، ملكيش فيه
نور: طيب إنتي صممي الشعار بتاع الحفلة، وأنا هصمم الموقع ونتقابل بكرة
أروى: ماشي، سلام
كان الموقع بعيًدًا عن منزلي بمسافة طويلة، فقررت إنتظار التاكسي، أهلكني العمل اليوم ولكنني متحمسة لإتمام هذه
الترتيبات، ركبت التاكسي، وها أنا في المنزل الآن، لم أهتم هذه المرة بتناول عشائي على قدر اهتمامي بتصميم الموقع اتممت عملي وغفلت وأنا لا أدري
"في صباح اليوم التالي"
ذهبت إلى العمل وكان مزاجي في حالة جيدة، وقمت بإعداد القهوة لي، فقلُت لنفسي لِمَ لا أقوم بإعداد كوباً آخر لأستاذمحمد!
نور: ممكن أدخل؟
محمد: اتفضلي
نور: كنت بعمل قهوة وعملت لحضرتك معايا، اتفضل
محمد: ليا أنا ؟!
نور: أيوا
محمد: وإيه يخليني أطمن ليكي
نور: براحتك
محمد: طيب، هاتي المج
نور: اتفضل، صحة وهنا
محمد: بالمناسبة جهزي التصاميم علشان هنروح الموقع بعد شوية أنا وأنتي
نور: حاضر
خرجت لكي أتحدث مع أروى، لأرى إذا كانت أنهت الشعار أم لا
نور: أروى، فين الشعار بتاع الحفلة؟
أروى: أنا فكرت أن إنتي هتساعديني في ه
نور: أنا مقولتش كدا، بالشكل دا هضيعي مننا وقت كبير
أروى: حاضر هعمله
صعدت إلى الأسانسير، لكي أحُضر التصميم من الطابق السُفلي "وبعد بضع ثوانٍ" وجدت أن الكهرباء قد انقطعت،وتعطل الأسانسير وأصبحت عالقة
بدأت أحُدث نفسي لكي أهدأ، فأنا لدىّ فوبيا من الأماكن المغلقة
نور: هَدِّي أعصابك ومتتوتريش، كله هيكون تمام وهيرجع يتحرك أكيد
لم أتحمل أكثر من ذلك وبدأت أصرخ قائلةً
نور: ليه الكهرباء فصلت!، طلعوني من هنا ساعدوني مش قادره أتنفس
أثناء ذلك الوقت كان أستاذ محمد يرن على هاتفي ولكني تركته فى مكتبي، وعندما تأخرت سأل علىّ أروى
محمد: أومال فين نور ؟
أروى: مش عارفه
محمد: طيب أنا هنزل أشوفها تحت
أروى: أيوا افتكرت إنها كانت نازله تجيب التصميم
محمد: ليه الأسانسير معلق
أروى: إزاي يعني
محمد: مش واصل ليه الكهرباء، ممكن تكون نور فى الأسانسير، نادي على الأمن ومسؤول الكهرباء فورًا
جاء مسؤول الكهرباء، وتم فتح الأسانسير، وإذا بأستاذ محمد يحملني ويأخذ بي إلى المستشفى، كان أستاذ محمد يسألالطبيب عن حالتي
محمد : هى عاملة إيه دلوقتي؟
اشرف: متقلقش مفيش داعي للخوف، مجرد إنهيار عصبي خدت منوم ولازم ترتاح
محمد: حاضر يا دكتور، تعبتك معايا
أشرف: ولا يهمك، عن إذنك
وإذا بي أجد أستاذ محمد يجلس بجواري حين استيقظت
نور: أنا فين ؟!
محمد: إنتي فى المستشفى
نور: أنا لازم أمشي دلوقتي
شعرت بدوار خفيف ربما لأني قمت مسرعةً
محمد: خلي بالك، إنتي محتاجه راحة
نور: أنا بقالي قد إيه نايمة ؟!
محمد: أربع ساعات، لو لسه تعبانة أناديلك على الدكتور
نور: أنا ......، اتعطل الأسانسير علشان كدا غبت عن الوعي
محمد : طب اهدي
نور: أنت كل الوقت دا كنت قاعد مستنيني؟!
محمد: اااا علشان لو تعبتي احتياطي قولت اخليني، ملحقتش أجيب حاجتك من الشركة وقتها وروحت جبتها، اتفضلي
نور: شكرًا ليك، أنا لازم أمشي
محمد: خلي بالك من نفسك
نور: حاضر، سلام
محمد: سلام
ذهبت إلى المنزل، ولكن لم أعرف كيف نمت كل هذه المدة، لقد حلّ الصباح، ويجب علىّ الذهاب للشركة لإتمام تجهيزاتالحفلة، وبالفعل وصلت للشركه وأنا مُنهمكة في التفاصيل
نور: صباح الخير
أروى: صباح النور
نور : يلا خلينا نروح الموقع انهاردة لازم تخلص كل التجهيزات
أروى: يالا أنا جاهزة
هناك الكثير من التفاصيل المهمة التي يجب التركيز عليها، وذلك لتجنب أيّة مشاكل أو إحراجات قد تقع، انتهيت قُرب المساء، وأتممُتُ التجهيزات على أكمل وجه، وذهبت لأبدل ملابسي وكان أستاذ محمد وأروى في انتظاري
محمد: خايف نور تتأخر، بس لازم نستناه ا
أروى: مفيش داعي نستنى أكتر لأن نور دقيقة فى مواعيدها، وجت أهي
نور: اتأخرت عليكم ولا أي!
أروى: بصراحة إنتي وصلتي على الوقت
محمد: يالا خلينا ندخل
كان محمد يِِ ُطيل النظر لي وعندما يتحدث تتهوه منه الكلمات، ولكني تجاهلت تلك النظرات وركزت على الحفلة، تأكدت من أن الحفلة تسير بشكل أفضل، جلسنا على طاولة وإذا بشخص يُدعى "حسن" ينضم إلينا
حسن: أهلاً محمد، عامل إيه؟
محمد: بخير وأنت!
حسن: الحمدلله، مش هتعرفنا ولا إيه
محمد: دي مساعدتي
نور: ومع ذلك ليا إسم، أنا إسمي نور
أروى: أنا بستأذن يا جماعة، ممكن تدلني على الحمام أستاذ حسن؟
حسن: أكيد اتفضلي
"بعدما عدنا توجه محمد لي بالحديث "
محمد: شايفك مبسوطة انهاردة
نور: والله مفيش سبب يخليني مش مبسوطة
محمد: أممم
نور: بس تحفة عليك الأسود
محمد: بتقولي إيه مسمعتش
نور: بقولك طقمك حلو انهاردة
محمد: شكرًا
قاطع حديثنا ذلك الشاب حسن، وهو يوجهه حديثه لمحمد
حسن: عندك مانع لو رقصت مع مساعدتك ؟!
محمد: أنا معنديش مشكلة، اسألها لو هى عندها مانع
حسن: تسمحيلي بالرقصة دي من فضلك؟
نور: ليه لاء!
لِما هذه النظرات والملامح التي ظهرت من تلقاء نفسها عند موافقتي على رقصة حسن، أنا لا افهم وحين رآني أضحكمعه وعيني تقع بعينه يدُير وجهه وينظر إلى الوراء، لم تمر إلا ثواني قليلة، وإذا به يقول
رواية قلوب مبعثرة كامله بقلم إيمان طه
محمد: آسف إني قطعتكم، بس لازم أعرف نور على شخص مهم
نور: فين ه و
محمد: على الطاولة
حسن: مينفعش تقدم مساعدتك لأي حد كدا، نور هى نجمة الحفلة
محمد: يالا نور، عن إذنك
نور: وصلنا للطاولة أهو، فين اللي هتعرفني عليه
محمد: اللي عملتيه دا غلط، إنتي متعرفيش الشخص دا علشان ترقصي معاه، مش كلهم بيتعاملوا ببراءة زيك.
نور: كلامك عن البراءة متعرفش عمل فيا إيه
تحدثت إلى أروى التي كان همها الأول تظبيط مكياها وتعجبت من حديثها
أروى: باين أن محمد بيحبك وبيغير عليكي
نور: إيه اللي بتقوليه دا، محمد بعد إذنك، لازم توضح لأروى حاجة بتقول إنك ..........
محمد : إني بحبك
نور : هو دا اللي كنت عاوزه إني ....
محمد : اللي هى بتقوله صح، أنا عندي مشاعر تجاهك وبحبك حب كبير
لم أنطق بكلمة وتركت الحفلة وخرجت
محمد: نور استني
نور: سيبني
محمد: مش مهم إذا صدقتيني أو لاء، بس الأكيد أني هفضل أحبك طول العمر
نور: ......
تعالت صيحة الخذلان فى مسامعي، وانتشرت فى جميع مفاصلي، وتمدّد الصمت فى مساحات حنجرتي وانزويت بعيًدًا ،تتقاسمني أوراقي ومعاطس أقلامي وريشة وتري، والانكسار سيّّد المشهد، وفي داخلي دمعة مكبلة منذ سنين، أسمعها فيداخلي تتدحرج وتقف في مُفترق أنفاسي ولا تخر ج
روايه قلوب مبعثرة كامله بقلم إيمان طه
نور: مفيش فايدة من كلامك، لأن من الأساس مفيش معنى للحب، انا هرجع مدينتي .
محمد: نور متعمليش كدا
نور: أنا لازم أمشي، أنا مستحيل أحب مرة تانية .
محمد: إحنا غلطنا نفس الغلط قبل كدا، جوازي كان في صداقة ومفيش حب، وجوازك كان في حب ومفيش صداقة ،انهاردة إحنا قدامنا فرصة تانية علشان علاقتنا يكون فيها حب وصداقة، متخليش خوفك يضيع الفرصة، نووووور!
نور: اعتبرني مقابلتكش، أشوف وشك بخير؛ سلام
"وبقيت الذكريات أثرًا صامتاً بقلوبنا لا يزال موجودًا"
الخُذلان مُؤلم حين يشُبعنا حد الوجع، حد الإنتهاء من كل شيء، نسمع صوت ذلك الذي سبب حُقنة الألم داخلنا، صوته مازال يَدوي لأنك لن تنسى.
#إيمان_طه
يُمكنك الانضمام لقناتنا على التليجرام (من هنا)
او متابعه علي الفيس الحساب الشخصي
ماجد فادي (من هنا)
او متابعه جروب الفيس (من هنا)